هل كان للديناصورات ريش؟

دائمًا ما تُصور الديناصورات في الأفلام والرسومات على أنها تخلو من الشعر، أو الريش، فقط مجرد طبقة من الجلد السميك، والذي قد تكسوه الحراشف في بعض الأحيان، إلا أن الاكتشافات الحديثة تشير إلى عكس ذلك، حيث قد تمتلك الديناصورات ريشًا بالفعل.

هل انقرضت الديناصورات فعلًا؟

إذا سُئلت عن الديناصورات، قد تجيب بأنها انقرضت في حادثة كارثية أصابت الأرض منذ قرابة 65 مليون عام في أواخر العصر الطباشيري نتيجة اصطدام نيزك «تشيكشولوب-Chicxulub» بسطح الأرض، والتي قد لا تكون إجابة دقيقة للغاية، إذ أن أحفاد الديناصورات ما زالت موجودة إلى الآن، وهي في الغالب موجودة على طبقك، إنه الدجاج!

إنه لمثير للسخرية أن تصير أحفاد الكائنات التي سادت الأرض منذ ملايين السنين وجبة غذائية في يومنا هذا، فالدجاج بالفعل هو وريث الديناصورات في جيناتها.

ومن المنطقي في هذه الحالة السؤال عن أسلاف الدجاج، فالدجاج بشكل خاص والطيور بشكل عام تمتلك ريشًا، وهذا يطرح سؤالًا هامًا، من أين أتت الطيور بريشها؟ هل كان للديناصورات ريش؟

حفرية من البرازيل

في الثالث عشر من شهر ديسمبر عام 2020، أعلنت مجموعة بحثية عن اكتشاف حفرية لديناصور لاحم صغير بحجم الدجاجة في البرازيل، عاش هذا الديناصور منذ 110 مليون سنة، يُدعى «أوبيراجارا جوباتوس-Ubirajara Jubatus»، فكلمة Ubirajara هي كلمة محلية تعني “سيد الرمح”، وكلمة Jubatus لاتينية، وتعني “المتوَّج”، فيصير المعنى بالعربية “سيد الرمح المتوّج”، فقد امتلك هذا الديناصور كسوة رقيقة أشبه بالريش، كما كان له رُمحان صلبان يخرجان من كتفيه، ويُعتقد أنه استخدم هذه الرماح لأغراض استعراضية، أو لجذب الجنس الآخر.

افتُرض وجود العديد من أنواع الديناصورات ذات الريش في القارة الكبير «جندوانا-Gondwana»، لكننا بتنا نمتلك دليلًا مباشرًا على ذلك أخيرًا.

هل كانت كل الديناصورات ذات ريش؟

تُرجح بعض الدراسات أن كل الديناصورات كانت تشترك في امتلاك نوع من أنواع الريش الأولي، فلم يكن مشابهًا للريش الذي نراه في الطيور اليوم إلى حد كبير، فنحن نتحدث عن ملايين السنين من التطور.

بعضها لم يُعثر لها على حفريات تؤكد وجود الريش لديها، لكن هذا لا يمنع من إمكانية وجود بعض الشعيرات الصغيرة، كما نرى في الأفيال وأفراس النهر، فهي تبدو صلعاء خالية من الشعر تمامًا من مسافة بعيدة، إلا أنها مكسوة في الواقع بنوع من أنواع الشعيرات الصغيرة.

الخلاصة

إنها لفكرة رائعة أن تكون الديناصورات ذات ريش، فهذا يزيد من ارتباطها بأسلافها من الطيور اليوم، ففي كل مرة تنظر فيها إلى طائر ما، تذكر أنه تطور من كائن ساد الأرض في يوم من الأيام، وجابها من مشارقها إلى مغاربها.

المصادر:

sciencenews

discovermagazine

britannica

scientificamerican

ما هو أصغر ديناصور مُكتَشَفٍ حتى الآن؟

قبل مئة مليون سنة، في منتصف «حقبة الحياة الوسطى-Mesozoic era»، كانت الأرض موطن ديناصور متباين الحجم، مثل الصَرَاعِيد طويلة العنق، وحتى الطائر الطنان.

وبالرغم من غرابة الأمر، فإن علماء الحفريات يعتقدون الآن أن أصغر ديناصور في تلك الحقبة كان أصغر بكثيرٍ من أصغر طائرٍ على قيد الحياة اليوم، طائر النحلة الطنان.

وجدت الحفريات داخل قطعة من الكهرمان البالغ من العمر 99 مليون سنة من شمال ميانمار، ويبلغ طول جمجمة الديناصور الذي تم تعريفه حديثًا 7.1 ملم فقط.

تحدثت جينغماي أوكونور عن البحث في مقطع فيديو على يوتيوب:

“عندما رأيت هذه العينة لأول مرة، أصابتني الدهشة كليًا. بالنسبة لعالم الحفريات، هذا أمرٌ غريب. إذ لم نشهد شيئًا مثل هذا من قبل.”

قام الفريق بتسمية اكتشافهم «Oculudentavis khaungraae»، والذي يعني “طائر أسنان العين”. مظهر هذا الطائر غريبٌ تمامًا مثل اسمه.

يصطف هذا الديناصور الصغير بأسنان مدببة صغيرة، والمُستدل عليها بالمحاجر الّتي تشبه الملعقة. لهذا الحيوان عينان كبيرتان مقارنةً بالرأس.

يبدو هذا الحيوان غريبًا- إذ أنه ليس تمامًا مثل الطيور، ولا يشبه تمامًا الديناصورات. ولكن هناك بعض الملاحظات الّتي يمكن أن تخبرنا قليلاً عن أسلوب حياته.

الأسنان، على سبيل المثال، هي دليلٌ لا شك فيه على أن الديناصور الصغير مفترس. والفتحات الموجودة في تجويف العين ضيقة للغاية، مما يعني أن الضوء ربما كان محدودًا، مما يعني أن الحيوان نشطٌ في النهار.

بالإضافة إلى ذلك، على الرغم من أن هذا الديناصور صغير جدًا، إلا أن عظامه قوية، بل وقوية بشكل مدهش!

يقول أوكونور:

“بالنسبة لنا، حقيقة أن أجزاء الجمجمة ملتحمة بقوة، وحقيقة أن لديها الكثير من الأسنان، وأنها تحتوي على محجري عينين كبيرين حقًا، كلها تشير إلى أنه على الرغم من حجمه الصغير للغاية، فقد كان مفترسًا وربما كان يتغذى على الحشرات الصغيرة.”

كل هذا يشير إلى انتماء هذا الحيوان إلى فئته الخاصة، بدلاً من كونه مرتبطًا بالطيور الطنانة الحديثة- لأن الطيور الطنانة الحالية تتغذى على الرحيق. وهكذا، يعتقد الباحثون أن مخلوقات مثل الطائر الطنان اتخذت مسارًا مختلفًا للتصغير.

يقدر الفريق وزن الطائر غرامين تقريبًا، ويلاحظ أن حجمه يبلغ سدس حجم أصغر الطيور الأحفورية القديمة المعروفة- كثيرٌ منها لديه أسنان، تمامًا مثل هذا الطائر الصغير.

يقول روجر بنسون، عالم الحفريات من جامعة أكسفورد:

“وهذا يشير إلى أنه بعد فترةٍ وجيزةٍ فقط من أصولها في العصر الجوراسي (والّذي استمر من حوالي 201 مليون إلى 145 مليون سنة مضت)، بلغت الطيور بالفعل الحد الأدنى من أحجام أجسامها. في حين أن أصغر الديناصورات وقتها كانت تزن مئات أضعاف هذا الوزن.”

يبدو أن هذا الطائر هو واحدًا من تلك الحيوانات الّتي تقف على النقطة الرابطة بين الديناصورات والطيور، ولكن المكان الذي يناسبها في الصورة الأكبر لا يزال غير واضح.

يمكن أن يك ن انتماء هذا المخلوق ذو الريش أقرؤ إلى سلالة الطيور أو، كما يوضح بنسون، يمكن أن ينتمي أكثر إلى الديناصورات:

“تقع في منتصف الطريق تقريبًا على الشجرة التطورية. بين الطيور الطباشيرية والأركيوبتركس (الديناصور المجنح الشهير من العصر الجوراسي).”

هناك أيضًا بعض الميزات الغريبة، مثل شكل وحجم الأسنان ومحجري العينين، الّتي لم نشهدها في أي من الديناصورات أو الطيور. في الواقع، هذه الصفة تميل إلى السحالي!

وكتب المؤلفون:

“يمكن تفسير كل هذه الأشكال غير العادية إذا صح التعبير على أنها آثار التصغير.”

خذ العينين المنتفختين على جانبي رأس على سبيل المثال. ربما يمثل موقعهما وحجمهما “استراتيجية بديلة لزيادة حجم العين دون زيادة حجم المحجر.”

لسوء الحظ، هذا يعني أن هذا الديناصور الصغير يفتقر إلى الرؤية الثنائية. وهي خاصية فريدة للمفترس. البوم والطيور الحية الأخرى الجارحة، على سبيل المثال، لديها عيون موجهة للأمام. ولكن ربما لا يوجد شيء مثل هذا الطائر اليوم

نُشرت الدراسة في مجلة Nature.

المصادر:

إقرأ أيضاً: الديناصورات كانت تصاب بسرطان العظام ايضا مثل البشر!

Exit mobile version