تاريخ الجاذبية

تاريخ الجاذبية

هناك أربعة قوانين فيزيائية أساسية تحكم الكون، الجاذبية، والكهرومغناطيسية، والقوة النووية الضعيفة، والقوة النووية القوية. ومع أن الجاذبية هي الأكثر ضعفًا بينها، إلا أنها قد شكلت عالمنا، فمن دوران الكواكب في مداراتها في الفضاء، إلى ثبات أقدامنا على الأرض، يمكن أن نرى تأثيرها في كل مكان، وعلى مدار عدة قرون تغير مفهومها ليصبح على ما هو عليه اليوم. يعرض المقال بعض الخطوط الرئيسية في تاريخ تطور فهمنا للجاذبية.

العالم الإغريقي اليوناني

اعتقد الفيلسوف اليوناني أرسطو أنه لا وجود لتأثير أو حركة دون سبب، وأن العناصر الثقيلة تنجذب للأرض بفعل <<انجذاب داخلي-Inner Gravitas>> أو <<ثقالة-Heaviness>> تدفعها للتحرك باتجاه الأسفل دون تأثير قوة خارجية، إنما بتأثير طبيعتها الداخلية.

في القرن السادس، قام العالم البيزنطي الإسكندري << جون فيلوبنوس-John Philoponus>> بتقديم <<نظرية الزخم-Theory of Impetus>> التي تنص بأن الحركة المستمرة تعتمد على قوة مسببة تتقلص بفعل الزمن، والتي جاءت كتعديل لنظرية أرسطو حول أن استمرارية الحركة يتطلب تطبيق قوة ثابتة مستمرة.

ابن سينا

العالم الإسلامي

في القرن الحادي عشر اقام العالم الفارسي ابن سينا بنشر نظرية الزخم الخاصة به، والتي جاءت في كتاب الشفاء، وبعكس فيلوبنوس ، الذي اعتقد بأن القوة المؤثرة على الأجسام ستتناقص حتى في الفراغ، أظهرها ابن سينا على أنها مستمرة في الأصل، وتحتاج لقوة خارجية كمقاومة الهواء لتشتيتها. قام ابن سينا بالتمييز بين القوة والميل، وجادل في أن الجسم قد كسب ميلًا عندما يتحرك بعكس اتجاه حركته الطبيعية، واستنتج أن استمرارية الحركة معتمدة على الميل المنقول إلى الجسم، وأن الجسم سيبقى في حالة حركة حتى يفقد ميله.

في القرن نفسه، اقترح العالم الفارسي البيروني أن ثقل الأجسام ذات الثقالة لديها كتلة، ووزن، وجاذبية، كالأرض تمامًا. وقام بنقد أرسطو وابن سينا لعرضهما الأجسام ذات الثقالة كفاقدة لتلك الخصائص. في القرن الثاني عشر افترح العالم الخازيني أن الجاذبية هي جسم يتغير اعتمادُا على المسافة من مركز الكون (يقصد بها الأرض). 

وقدم أبوبكر الخازني تفسيراً لتسارع جاذبية الأجسام الساقطة. وافترض أنه يمكن تسريع سقوط الأجسام من خلال تراكم الزيادات المتتالية للقوة مع الزيادات المتتالية للسرعة، والتي تخالف نظرية أرسطو التي تنص بأن أن القوة الثابتة تنتج حركة موحدة-كان ذلك في القرن الثاني عشر-وفي ذات القرن اقترح العالم العربي ابن باجه أن كل قوة هي رد فعل لقوة ما، لكنه لم يحدد ضرورة تساوي تلك القوتين ولا اتجاههما (كما جاء في قانون نيوتن الثالث في ما بعد) [1].

جاليليو جاليلي

توضيح لتجربة جاليلي

<<كان جاليلو جاليلي-Galileo Galilei>> أول من تحدى نظرية أرسطو، وتعتبر تجربته الشهيرة التي أجرها من برج بيزا المائل، أولى التجارب العلمبة المضبوطة، واهتم جاليلو جاليلي بمعدلات سقوط الأجسام، واعتقد أنه بدون وجود مقاومة للهواء ستسقط بمعدل يتناسب وكثافتها، وهذا يخالف رأي أرسطو القائل بأن الأجسام الأثقل ستسقط بسرعة أكبر لأن طبيعتها ترجع للأرض، وقرر القيام بتجربة للتأكد من صحة ادعائه، ووجد بعدها أن الأجسام الأثقل تأخذ زمنًا أقل للوصول إلى الأرض، ولكن بفارق بسيط تسببه مقاومة الهواء، وبدون هذا الفارق ستسقط الأجسام بنفس السرعة تقريبًا. [2][3].

نيوتن

مستخدما اقتراح <<روبرت هوك- Robert Hooke >> الذي نص بوجود قوة جاذبية تعتمد على مقلوب مربع المسافة، نشر نيوتن “Philosophiæ Naturalis Principia Mathematica” الذي جاء فيه <<قانون التربيع العكسي للجاذبية الكونية- Inverse Square Law of Universal Gravitation >>، والذي ينص على أن القوة المطبقة على الكواكب يجب أن تتناسب مع عكس مربع المسافة من المركزين لكل كوكبين. استخدم نتيوتن نظريته في حساب قوة الجاذبية، وذلك باستخدام القوة اللازمة لابقاء القمر في مداره من الأرض، ولكن الرقم الذي وصل إليه لم يكن دقيقًا، نظرًا لأن المسافة من سطح الأرض لمركزها لم يعرف بعد أنذاك.  

ادعى نيوتن بأن الجاذبية هي قوة كونية، وأن جاذبية الشمس هي ما يبقي الكواكب في المجموعة الشمسبة في مداراتها، واليوم، جميع الحسابات المتعلقة بمدارات الكواكب والأقمار الإصطناعية تتبع الخطوات رسمها نيوتن [4].

أينشتاين

أتى أينشتاين في النسبية الخاصة بأن جميع القوانين الفيزيائية هي نفسها لكل المراقبين غير المتسارعين، وأن سرعة الضوء في الفراغ هي نفسها بغض النظر عن سرعة المراقب، وكنتيجة لذلك، وجد أن الزمان والمكان متشابكين فيما يعرف بالزمكان، والأحداث التي تظهر في وقت معين لمراقب ما، يمكن أن تحدث في وقت مختلف لمراقب آخر، وذلك ما يدعى بـ<<نظرية الارتباط العامة-General Theory of Relativity>>. 

أثناء عمل أينشتاين على نظرية الإرتباط، لاحظ أن الأجسام الثقيلة تسبب تشوهًا في الزمكان، تخيل وضع جسم كبير في وسط ترامبولين، سيقوم الجسم بسحب غلاف الترامبولين المحيط به باتجاه الأسفل، وإذا كانت هناك أجسام أخرى صغيرة عليه، فستندفع باتجاه الجسم الكبير-بنفس الكيفية تجذب الكواكب الصخور في الفضاء [5]. 

نسيج الزمكان والأرض

بناءً على التجارب والملاحظات، فإن وصف آينشتاين للجاذبية يفسر العديد من التأثيرات التي لا يمكن تفسيرها بقانون نيوتن؛ كالإختلافات الدقيقة في مدارات عطارد والكواكب الأخرى. تتنبأ النسبية العامة أيضًا بتأثيرات جديدة للجاذبية، مثل <<موجات الجاذبية-Gravitational Waves>>، و<<عدسة الجاذبية-Gravitational Lensing>> وتأثير الجاذبية على الوقت المعروف باسم <<تمدد الزمن الثقالي-Gravitational Time Dilation>>. تم تأكيد العديد من هذه التنبؤات عن طريق التجربة أو الملاحظة، وكان آخرها موجات الجاذبية [6].

  • المصادر:

[1] History of Gravitational Theory

[2] GALILEO’S EXPERIMENT

[3] Was Galileo Wrong?

[4] Newton’s theory of “Universal Gravitation”

[5] Theory General Relativity

[6] Introduction to Genera Relativity

ما هو أقرب كوكب للأرض؟

ما هو أقرب كوكب للأرض؟

ربما تكون قد تعلمت في المدرسة أو مررت على إجابة هذا السؤال من قبل وفي كثير من الأحيان تجد الإجابة بسيطة، كوكب الزهرة هو اﻷقرب للأرض، لكن هذه الإجابة خاطئة أو على اﻷقل ليست صحيحة تمامًا.

صياغة السؤال:

كما هو معلوم فإن كل الكواكب في المجموعة الشمسية تدور حول الشمس في مدارات إهليليجية«elliptical»، نتيجة لذلك فإن المسافات بين الكواكب ليست ثابتة، لهذا فإن السؤال “ما هو أقرب كوكب للأرض؟” يمكن أن يأخذ عدة أوجه، فمثلا قد يعني ماهو أقرب كوكب للأرض اﻵن؟ وهنا تتغير اﻹجابة نسبة إلى الوقت، ويمكن أن يعني ماهو الكوكب الذي يصل إلى أقرب مايكون للأرض مقارنه ببقية الكواكب؟ اﻹجابة ستكون كوكب الزهرة، ويمكن أن يعني أيضا ما هو أقرب كوكب للأرض في المتوسط؟ وهذا هو غالبا ما يأخذه معنى السؤال ويتم إعطاء الإجابة الخاطئة له في كثير من اﻷحيان، فأقرب كوكب للأرض في المتوسط هو كوكب عطارد وليس الزهرة!

لماذا عطارد هو الأقرب إلى كوكب الأرض؟

أصل الإجابة الخاطئة هو طريقة الحساب المستعملة في حساب متوسط المسافة بين الكواكب، حيث يتم حساب المسافة المتوسطة بين كل كوكب والشمس، وﻹيجاد المسافة المتوسطة بين كوب الارض والزهرة على سبيل المثال يتم طرح المسافة المتوسطة بين الارض والشمس من المسافة المتوسطة بين الزهرة والشمس، وبهذه الطريقة تم إيجاد أن كوكب الزهرة هو اﻷقرب، هذه الطريقة لاتعطي المسافة المتوسطة بين الكوكبين بل تعطي المسافة بين مداريهما في أقرب حالة وكما ذكرنا في الفقرة السابقة كوكب الزهرة هو الذي يصل إلى أقرب ما يكون للأرض، ولكن اﻷصح هو أن يتم حساب المسافة بين اﻷرض وبقية الكواكب كل فترة زمنية محددة ثم إيجاد متوسط هذه المسافات، وهذا ماقام به باحثون نشروا مقالاً على «physicstoday»، قامو بتطوير طريقة رياضية «point-circle method» لتقريب متوسط المسافة بين الكواكب، بهذه الطريقة وجدوا أنه بالمتوسط أقرب كوكب للأرض هو كوكب عطارد أي أنه يقضي وقت أكبر كأقرب كوكب للأرض مقارنة ببقية الكواكب، ليس هذا وحسب بل أن عطارد هو أقرب كوكب بالمتوسط لجميع كواكب المجموعة الشمسية، تم إثبات هذا الإدعاء عن طريق القيام بمحاكات حاسوبية لمدارات الكواكب وحساب متوسط المسافات بينهم لمدة 10000 سنة.

المسافة مابين الأرض، وعطارد والزهرة والمريخ خلال عام 2000م

أقرب كوكب للأرض في المتوسط هو عطارد بمسافة 1.03 وحدة فلكية في المتوسط، يأتي كوكب الزهرة الثاني في الترتيب بمسافة 1.13 وحدة فلكية في المتوسط، ثم كوكب المريخ بمسافة 1.7 وحدة فلكية في المتوسط، يمكنك إيجاد محاكاة تفاعلية على هذا الرابط https://engaging-data.com/mercury-closest ستجد فيها مدارات عطارد، الزهرة، و المريخ، ومتوسط المسافات بينهم وبين اﻷرض.

ملاحظة:


1 وحدة فلكية «Astronomical Unit» تساوي متوسط المسافة بين اﻷرض والشمس، حوالي 150 مليون كيلومتر.

المصادر:
physicstoday.scitation

livescience

sciencealert

شركة Virgin Orbit تفشل في عملية إطلاق صاروخها الأول

شركة VIRGIN ORBIT تفشل في عملية إطلاق صاروخها الأول:
تعد شركة Virgin Orbit جزءا من مجموعة Orbit Group البريطانية والتي تأسست من طرف ريتشارد برانسون. وكانت الشركة قد خططت لإرسال أول صاروخ لها للمدار يوم 25 مايو خلال مهمة سميت Launch Demo، لكن حدث خطأ ما بعد انفصال الصاروخ عن الطائرة الحاملة له والتي تسمى ب Cosmic Girl.

https://twitter.com/Virgin_Orbit/status/1265001333817356288
اقلاع الطائرة Cosmic Girl

وغرد ممثلو الشركة على منصة تويتر: “لقد تم تحرير الصاروخ من الطائرة وانتهت المهمة في وقت قصير بعد الإطلاق. الطائرة وطاقمها بخير وهم عائدون إلى القاعدة.”

https://twitter.com/Virgin_Orbit/status/1265008105714155520
شركة VIRGIN ORBIT تفشل في عملية إطلاق صاروخها الأول

لقد سبق للطائرة وصاروخها LauncherOne التحليق في السماء عدة مرات خلال اختبارات أخرى، وقد أطلقت الطائرة صاروخا مرة واحدة من قبل أثناء اختبار السقوط غير المزود بالطاقة في يوليو من العام الماضي.

أقلعت الطائرة من ميناء في جنوب كاليفورنيا مع صاروخ طوله 21 مترا محشورا تحت جناح الطائرة وحلقت غريا لتتجه للجنوب الغربي ثم نحو نقطة الإسقاط. بعد حوالي 50 دقيقة، وصلت الطائرة إلى المنطقة المحددة وأطلقت الصاروخ. كان من المفترض أن يشغل الصاروخ محركه المسمى نيوتن 3 ويحترق لمدة ثلاث دقائق لكن واجهه عطب ما في هذه المرحلة. وجاء في تغريدة للشركة بعد الإطلاق:

” حافظ الصاروخ على ثباته بعد تحريره من الطائرة وأشعلنا محرك المرحلة الأولى (نيوتن 3). لقد حدث عطب ما في المرحلة الأولى من العملية وسنتعلم المزيد عما حدث بعد تحليل مهندسينا الكم الهائل من البيانات التي حصلنا عليها اليوم.”

حساب Virgin Orbit على تويتر
شركة VIRGIN ORBIT تفشل في عملية إطلاق صاروخها الأول

ويذكر أن الشركة لم تخاطر بوضع القمر الصناعي التشغيلي على متن الطائرة نظرا لأن هذا النوع من الإطلاق يحتمل نسبة 50 في المائة من الفشل. وأكد الرئيس التنفيذي لشركة Virgin Orbit، دان هارت، أن الاختبار لم يساهم في مشكلة النفايات الفضائية المتزايدة على الأرض. كما أضاف أن هدف العاملين على المشروع لم يكن منحصرا فقط على إنجاح الصاروخ لوصول المدار الأرضي المنخفض بل جمع أكبر قدر من البيانات حول أنظمة الطائرة Cosmic Girl وصاروخها LauncherOne لتقييمها وتعديلها حسب الحاجة للمضي قدما.

وصرح هارت:

“نتعامل مع البيانات كمنتج، وكلما حصلنا على المزيد منها، تزداد قيمة الرحلة.”

دان هارت, الرئيس التنفيذي لشركة Virgin Orbit

وأفاد هارت أيضا أن إستراتيجية الإطلاق الجوي التي اعتمدتها الشركة تمنحها فرصة كبيرة للنجاح مشددا على أن هذا النظام يوفر المرونة والقدرة على الحركة والاستجابة.

لقد سبق لشركة Virgin Orbit أن اكتسبت العديد من الزبناء بما في ذلك وكالة ناسا، القوات الجوية الأمريكية، والقوات الجوية الملكية للمملكة المتحدة. وأضاف هارت أن الصفقات المبرمة تمثل مئات الملايين من الدولارات التجارية. ومن غير الواضح متى ستكون الشركة جاهزة لبدء مهامها التشغيلية لكنها قد تباشر قريبا في رحلة تجريبية أخرى.

المصادر:

Space.com
Virgin Orbit Twitter
The Guardian

مواضيع من الأكاديمية بوست قد تهمك:


هل يجب البحث عن كائنات فضائية تتنفس الهيدروجين؟
مالذي يربط أهرامات الجيزة وجزر النخيل بدبي بالفضاء؟
لماذا يصعب الهبوط على القمر؟

ما حقيقة اكتشاف كونٍ موازٍ يسير فيه الزمن إلى الوراء ؟

ما حقيقة اكتشاف كونٍ موازٍ يسير فيه الزمن إلى الوراء ؟

تناقلت بعض المواقع الاخبارية ومنصات التواصل الاجتماعي موخرًا خبر اكتشاف كونٍ موازٍ يسير في الزمن إلى الوراء. مصدر هذه الإشاعة هو إساءة فهم لمقالٍ نُشر في الثامن من أبريل في مجلة «New Scientist» . في هذا المقال سنستعرض حقيقة وجود كون موازٍ يسير فيه الزمن إلى الوراء وسنعرف الحقيقة من مصدرها وليس مما يكتبه الصحفيون في مقالاتهم.

من هنا بدأت القصة

نشرت صحيفة «ديلي ستارDailyStar» البريطانية مقالًا عن اكتشاف وكالة ناسا لجسيمات قد تكون من خارج كوننا. وفي التجربة استخدمت وكالة ناسا بالونًا عملاقًا يحلّق فوق القارة القطبية حيث لا وجود لضوضاء راديوية قد تشوش على النتائج ويحمل الهوائي الدافع العابر للقارة القطبية أو ما يُعرف اختصارًا «أنيتاANITA» وهو عبارة هوائي راديوي موجهة إلى الأرض لاكتشاف الموجات الراديوية المنبعثة من النيوترينوات عالية الطاقة في حالة تصادمها مع ذرات الموجودة في الجليد. ولاحظ العلماء، أن هناك رياحًا مستمرة لجسيمات عالية الطاقة تأتي من الفضاء الخارجي وبعضها أقوى بمليون مرة من أي شيء يمكن توليده على الأرض، وأضاف العلماء أن الجسيمات منخفضة الطاقة «نيوتريوناتneutrinos» تستطيع المرور عبر الأرض وتتفاعل بالكاد مع مادة كوكبنا، إلا أن الأجسام ذات الطاقة الأعلى تتوقف بسبب المواد الصلبة الأرضية. وأضافت صحيفة ديلي ستار إلى أن الجسيمات عالية الطاقة لا يمكن اكتشافها إلا وهي تنزل من الفضاء الخارجي، مضيفة أن اكتشاف جزئي أثقل «نيوترينو تاو tau neutrino» وهو يخرج من الأرض يعني أن هذه الجسيمات تسير للخلف بمرور الوقت، ما يعد دليلًا على وجود كونٍ موازٍ.

هوائي أنيتا

تفسير خاطئ للأبحاث العلمية

تجذب عناوين الأكوان المتوازية سماع الكثيرين وتتصدر أخبارها الصفحات الأولى ولكن ما يهمنا هنا هو معرفة الحقيقة من لسان الخبراء والباحثين أنفسهم وليس ما يصيغه ويُئَوله الصحفيون. كل ما يدور حول موضوع اكتشاف كونٍ موازٍ لا تسري فيه قوانين الفيزياء الحالية أتى من ثلاث أوراق بحثية:

  • الورقة الأصلية من أنيتا التي أكتشف فيها الباحثون جسيمات عالية الطاقة.
  • الورقة البحثية الثانية لباحثين من جامعات أمريكية والتي افترضت أن النتائج المتحصلة من قبل أنيتا يمكن أن تقدم دليلًا على وجود الكون المتماثل حيث تهيمن المادة المضادة على هذا الكون ويمكن أن يسير فيه الزمن إلى الوراء ومن هنا أتت ادعاءات الكون الموازي وذلك عند قراءة هذه الجملة الموجودة في هذه الورقة العلمية ” وفي هذا السيناريو، يُعاد تفسير الكون قبل الانفجار العظيم وبعد الانفجار العظيم على نموذج (كون-كون مضاد)  أُنشئ من لا شيء”
  • الورقة البحثية الثالثة لباحثين من مرصد «أيس كيوب نيترينوIceCube Neutrino» والتي نشرت في مجلة «The Astrophysical Journal» وتقترح هذه الورقة الحوجة إلى البحث عن تفسيرات بديلة لنتائج أنيتا.

ومع ذلك فأن الاستنتاج الحقيقي الوحيد هو أن الأحداث المكتشفة من قبل أنيتا لا يمكن تفسيرها بالنموذج القياسي للكون. وعلى إثر إعلان نتائج أنيتا حول اكتشاف نيوتيرونات ذات طاقة عالية تنبعث من الأرض ولكن من مصدر مجهول، سارع الباحثون في مرصد ايس كيوب في محاولة البحث عن مصدر هذه الجسيمات. يقبع مرصد أيس كيوب نيترينو في القرب من القطب المتجمد الجنوبي ويتكون من 5160 كاشف ضوئي مدفونيين تحت الجليد لغرض اكتشاف النيوتريونات التي تمر عبر ذرات الهيدروجين والأكسجين وتتفاعل معها. وبهذا يعتبر مرصد ايس كيوب أداة رائعة لمتابعة  مايكتشفه هوائي أنيتا لأنه في حالة اكتشاف حدث شاذ من قبل هوائي أنيتا فمن المفترض أن يكون مرصد أيس كيوب قد اكتشف الكثير من المعلومات عن ذلك الحدث. تقول الباحثة «أناستاسيا باربانAnastasia Barban» من جامعة جينيف في سويسرا “هذا يعني أنه يمكننا استبعاد فكرة أن هذه الأحداث جاءت من مصدر نقطة مكثفة –أو بعبارة أخرى من كونٍ موازٍ- ، وذلك لأن احتمالات رؤية أنيتا لحدث وعدم رؤية أيس كيوب لأي شيء ضئيلة جدًا.”

مرصد أيس كيوب في القطب المتجمد الجنوبي

ما الذي خَلُصت إليه الأبحاثُ العلمية؟

النتائج المنشورة لفحص اكتشافات أنيتا باستخدام مرصد أيس كيوب تُختتم بعبارات مثل “غير متناسقة مع التفسير الكوني” و “الفيزياء الجديدة” ، وتُصاغ على النحو التالي: “إن التفسير الفيزيائي الفلكي لهذه الأحداث الشاذة في ظل الافتراضات النموذجية القياسية مقيد بشدة بغض النظر عن المصدر”. وهذه الخلاصة حُرفت عن معناها الأصلي إلى معانٍ أخرى غير صحيحة. فالمعنى الصحيح: “لا نعرف حتى الآن من أين أتت هذه الإشارات.” أما المعنى الخاطئ: “جاءت هذه النيوترينوات عالية الطاقة من كونٍ موازٍ”. وفي نهاية هذا المقال وجب التنويه عزيزي القارئ إلى الحرص على التدقيق والتأكد من صحة الأخبار العلمية وعدم تصديق كل ما تقرأه في الصحف حتى وإن افتتحت مقالاتها بعباراتٍ طنانة مثل “اكتشفت وكالة ناسا”.

المصادر

sciencealert

forbes

dailystar

هل نقترب من عصر جليدي جديد؟

تمر الشمس بتغيّرات طبيعية في إنتاج الطاقة، وتحدث في غضون 11 سنة تصل فيها ذروة التغيّرات إلى تكوّن العديد من البقع الشمسية، وتصل مرحلة الخمول فيها إلى تكون عدد قليل من البقع الشمسية. لذلك تأثر الشمس على حدوث عصر جليدي.

عصر جليدي قديم

في كثير من الأحيان تصبح الشمس أكثر هدوءًا، لإطلاقها عدد قليل من البقع الشمسية، وتنتج طاقة أقل  تسمى بالحد الأدنى للطاقة الشمسية، حدث ذلك قديمًا مع تزامن العصر الجليدي الصغير بين عام 1650م و1715 في نصف الكرة الشمالي، ونشأت براكين فاجتمع تبريد الغبار البركاني مع انخفاض النشاط الشمسي ونتج عنهما انخفاض في درجة حرارة السطح. وأيضًا في عام 1790 وحتى عام 1830 انخفض نشاط الشمس وتسبب في حدوث البرد وانخفضت درجة الحرارة إلى 2 درجة مئوية استمرت على مدى 20 عامًا، فأثر على إنتاجية الغذاء، وفي خلال تلك الفترة تحديدًا عام 1815 وقع ثاني أكبر ثوران بركاني في إندونسيا، وبعدها بعام في 1816 مع تواصل التقلبات المناخية القاسية تدمرت المحاصيل الغذائية في نصف الكرة الشمالي فأطلق على تلك السنة سنة الفقر وسنة بلا صيف.

اقترح بعض العلماء أن حجم آخر دورة شمسية (sc 24) كان صغيرًا نسبيًا، مما ينذر بحد أدنى جديد للطاقة الشمسية الكبري في العقود القليلة القادمة. فهل تتكرر تلك الكوارث الطبيعية مرة أخرى، وما مدى تأثير الحد الأدنى للطاقة الشمسية الكبري؟

ناسا توضح حقيقة الأمر

لم يدع علماء ناسا هذا الأمر بدون تحليل، فيتنبأ علماء الطاقة الشمسية بمقدارًا للحد الأدنى للطاقة الشمسة  يصل إلى -0.1 واط/م2، وهو نفس تأثير نمو تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون. وبالتالي فإن الحد الأدنى الجديد من الطاقة الشمسية الكبري لن يؤدي إلا إلى تعويض بضع سنوات من الاحترار الناتج من الأنشطة البشرية في الكرة الأرضية. فالاحترار الناتج عن حرق الوقود الأحفوري واحتباس غازاته السامة أكبر بست مرات من التبريد المحتمل لعقود طويلة من الحد الأدنى الطاقة الشمسية. وحتى لو استمر الحد الأدنى من الطاقة الشمسية قرنًا، فتستمر درجات الحرارة العالمية في الارتفاع، نظرًا لوجود عوامل أخرى تؤثر على درجات الحرارة وأكثرها شيوعًا الاحتباس الحراري الناتج من انبعاثات الغازات.

المصادر

NASA

nypost

انظر أيضًا

بين العلم والتاريخ..لماذا تعد الأبراج خرافة؟

لطالما ألهمت سماء الليل الإنسان ودفعته إلى التفكر وطرح الأسئلة. فراح يتحرى عن أجرامها ويدرس خصائصها وحركاتها تارة، ممارسًا ما نسميه اليوم علم الفلك (astronomy)، ومحاولًا استخدام تلك الخصائص في تكهن أحداث حياته الشخصية ومعرفة صفاته تارة أخرى، وهذا ما يعرف بالتنجيم (astrology)، وهو علم زائف لأسباب سنبينها في هذا المقال.

في علم الفلك، تسمى مجموعة النجوم ذات الشكل المعين، الكوكبة، وقد حاولت الشعوب منذ القدم إعطاء معنى لأشكال هذه المجموعات، فعندما لاحظ قدماء المصريين أن النجوم موزعة توزيعًا غير متساو، وأنها مجموعات ذوات أشكال معينة، توهموا في إحدى أقدم أساطيرهم أن الآلهة (نوت) تحيط بالسماء وتحمل جسمها على يديها وقدميها، ولتسهيل الوصول إلى مجموعات النجوم التي عرفوها، قسموا منطقة واسعة على طول خط الاستواء إلى ستة وثلاثين قسمًا، يحوي كل منها ما يمكن رصده من النجوم والمجموعات الساطعة كل عشرة أيام، وسموا كل منها (الديكان).

لكن ما يهمنا هو أن قدماء الفلكيين من البابليين، ومن بعدهم الرومان والأغريق، اختاروا اثنتي عشرة مجموعة (كوكبة) من النجوم وأطلقوا عليها أسماء من وحي ثقافاتهم. ولم تكن تلك المجموعات إلا الكوكبات التي تظهر الشمس وسط كل منها في رحلتها خلال السنة الشمسية المكونة من اثني عشر شهرًا (الأرض في الواقع هي من يدور حول الشمس لذا تبدو لنا الشمس تتنقل شهريًا بين المجموعات)، وسميت هذه المجموعات الاثنتي عشرة بالأبراج. ولعل الإسم قد أتى من علو ارتفاعها في السماء.
ومن هنا رسمت دائرة افتراضية تضم هذه المجموعات، تسمى دائرة البروج (zodiac)، ويفترض أن هذه الدائرة تحيط بالدائرة الافتراضية الأخرى التي ترسمها الأرض بالدوران حول الشمس، والتي تنقسم بدورها إلى اثني عشر شهرًا يقابل كل شهر منها برجًا من دائرة البروج.

دائرة البروج تحيط بمدار الأرض.

وبذلك وحسب هذا الاعتقاد، فإننا حين ننظر إلى موضع الشمس في شهر ما، نجدها مستقرة في الكوكبة المقابلة لذلك الشهر. ومن هنا جاء الاعتقاد الآخر القائل إن ولادة مولود في شهر معين، تجعل مجموعة النجوم المقابلة لشهر ولادته (برجه) تؤثر في مجريات حياة هذا الطفل وصفاته.

ولكن هذا غير صحيح لأسباب عدة، نذكر منها:

  • قبل أن نضع ادعاء ارتباط الأبراج في حياة البشر تحت التجربة، دعنا نتساءل، هل تقابل الأبراج الاثنتا عشرة الأشهر التي يفترض لها أن تقابلها؟

الإجابة إنها لم تعد كذلك.

إن أماكن الأبراج حسبما نراها اليوم لم تعد حيث كانت قبل ٢٥٠٠ عام، فبفضل ظاهرة تدعى المبادرة المحورية، وهي تغير زاوية المحور الذي تدور به الأرض حول نفسها عبر الزمن (أنظر الصورة في الأسفل)، قد تحركت نقطة تقاطع دائرة البروج مع خط الاستواء السماوي (وهو امتداد فلكي لخط الاستواء الأرضي ليشكل دائرة واسعة حول الأرض في الفضاء) بمقدار ٣٦ درجة، أي عُشر دورة كاملة. ما يعني أن الأبراج قد انتقل موضعها بنحو شهر كامل،فمن كان برجه حسبماوضعت الأبراج قديمًا برج الثور، فإن برجه الآن ما هو إلا الحمل، وهذا يتطلب تغيير ترتيب الأبراج بالكامل، ويغير من الأساس الذي وضعت عليه الأبراج وهو ارتباط الولادة في شهر ما بصفة معينة تخص كوكبة محددة، ولهذا السبب انتشرت أقاويل عام ٢٠١٩ قبل شهور من كتابة هذا المقال عن توزيع جديد للأبراج. لم تكن هذه إلا محاولة لموائمة الأبراج مع علم الفلك وإضفاء الطابع العلمي عليها.

دوران الأرض حول نفسها بزاوية ٢٣.٥ درجة
  • الحقيقة الثانية هي أن عدد المجموعات النجمية التي تمر خلاها الشمس ليس في واقع الأمر اثنا عشر، بل ثمة مجموعة ثالثة عشر تدعى (الحواء)، يتجاهلها المنجمون لأن باعتبار عدد المجموعات ١٣ لن يعود عدد الأبراج يناسب عدد الشهور الشمسية.
  • أما التجارب العلمية حول ارتباط موعد ولادة الإنسان بصفاته وشؤون حياته ليست في صف قراءة الطالع كذلك، ذلك أن الدراسات التي قارنت بين مجموعات الأشخاص ممن ولدوا في مواعيد متشابهة لم تظهر أية ارتباط بين صفاتهم بعد المقارنة على المدى البعيد، ولا حتى التوائم منهم. ومن أشهر التجارب المجراة عن علاقة الأبراج بالصفات الشخصية تجربة العالم (شون كارلسون) سنة ٢٠٠٨ المنشورة في مجلة (nature)، التي حددت بدقة مواعيد ولادة ١٠٠ شخص اختيروا للتجربة، وأشكال النجوم في أوقات ولادتهم، وقارنتها بنبؤات التنجيم عن شخصياتهم. والتجربة المنشورة في مجلة personality and individual differences عام ٢٠٠٦، وكلتاهما لم تخرج بأي ارتباط بين الصفات ومواعيد الولادة.

ولكن، لماذا أجد توقعات المنجمين صادقة فيما يخص حياتي؟

يلجأ المنجمون عادة إلى توقعات فضفاضة يمكن تطببقها بشكل ما على غالبية الناس، ويتجنبون ذكر التفاصيل أو ما يزيد من قابلية النبؤة للتكذيب. ويساعدهم في إقناعنا على تقبل هذا عوامل نفسية عند الإنسان تجعله يميل إلى إسقاط قول المنجمين على نفسه، رغم أن الكلام قد يكون عامًا وينطبق على الكثيرين، وهذا ما يعرف بتأثير فورير، نسبة إلى عالم النفس الأمريكي بيرتام فورير الذي أجرى تجربة على طلابه لاختبارهذا التأثير، فوزع على كل منهم بطاقة تحمل ١٤ نقطة من المفترض أنها تحاول وصف شخصية كل منهم، ثم طلب منهم تقييم دقة هذا الوصف، فكان متوسط التقييم ٤.٣/٥، أي أن أغلبهم شعر أن النقاط المكتوبة تصفه تمامًا..لكن المفاجأة كانت أنهم تلقوا جميعًا نفس البطاقة!

يعرف هذا التأثير كذلك بتأثير بارنوم، نسبة إلى الاستعراضي الأمريكي الشهير (ب. ت. بارنوم).

“لدينا شيء ما، لكل واحد من الأشخاص”

-ب. ت بارنوم

مصادر:

تاريخ العلوم-جورج سارتون

live science https://www.livescience.com/4667-astrological-sign.html

historyworld http://historyworld.net/wrldhis/PlainTextHistoriesResponsive.asp?historyid=ac32

https://www.nature.com/articles/318419a0 nature

http://personalpages.to.infn.it personality and individual differences study

هل يجب البحث عن كائنات فضائية تتنفس الهيدروجين؟

هل يجب البحث عن كائنات فضائية تتنفس الهيدروجين؟

عند العثور على حياة على كوكب خارجي يدور حول نجم آخر (أو كوكب خارج المجموعة الشمسية) فمن المحتمل أن تكون الآلية المتبعة هي تحليل الغازات في غلافه الجوي. وقد يتم قريبا اكتشاف غازات مرتبطة بالحياة على سطح الأرض في الغلاف الجوي لكواكب خارجية بفضل تزايد الكواكب المشابهة للأرض المكتشفة.

هذا ما اقترحته دراسة جديدة نشرت في مجلة Nature Astronomy، حيث أشاد الباحثون بأن اكتشاف حياة فضائية رهين بتوسيع مجالات البحث لتشمل الأغلفة الجوية الهيدروجينية عوض التركيز على الكواكب الشبيهة بالأرض فقط.

هل يجب البحث عن كائنات فضائية تتنفس الهيدروجين؟

كيف يتم رصد غازات الغلاف الجوي لكواكب خارجية؟

يتم فحص مكونات الغلاف الجوي لكوكب خارجي عند مروره أمام نجمه، حيث يمر ضوء النجم عبر الغلاف الجوي للكوكب ليصل إلينا ويتم امتصاص جزء منه أثناء رحلته. يتم تحديد الضوء المفقود باستخدام طيف النجم لكشف الغازات المكونة للغلاف الجوي. وإذا تم العثور على غلاف جوي مكون من مزيج كيميائي مختلف عن توقعات علماء الفلك، فإن أحد التفسيرات الممكنة هي أن العمليات الحية قد ساهمت على الحفاظ على حالة ذلك الغلاف الجوي.

وهذا ما يحدث على كوكبنا الأرضي أيضا، يحتوي الغلاف الجوي للأرض على الميثان (CH4) والذي يتفاعل بشكل طبيعي مع الأكسجين لإنتاج ثنائي أكسيد الكربون. لكن يتم الاحتفاظ بالميثان في قمة العمليات البيولوجية. من منظور آخر، فالأكسجين لن يكون موجودا إذا لم يحرر من ثنائي أكسيد الكربون بواسطة ميكروبات التركيب الضوئي خلال ما يطلق عليه “حدث الأكسجين الأعظم” الذي بدأ منذ 2.4 مليار سنة. وتشير الدراسة إلى أنه يجب دراسة وتحليل كواكب أكبر من حجم الأرض ويسود فيها الهيدروجين.

تجارب مختبرية لكائنات تتنفس الهيدروجين:

أظهرت التجارب أن بكتيريا العصيات القولونية-E.Coli (التي تعيش بالمليارات في أمعاء الإنسان) يمكن أن تعيش وتتكاثر في بيئة هيدروجينية يغيب فيها الأكسجين. كما أظهرت مجموعة متنوعة من الخميرة نفس النتائج. وذكر العلماء أنه بالرغم من أن هذه التجارب مثيرة للاهتمام إلا أنها لا تثبت أن باستطاعة الحياة أن تزدهر في بيئة هيدروجينية محضة.

وهناك العديد من الميكروبات المعروفة والتي تعيش داخل القشرة الأرضية من خلال استقلاب الهيدروجين، كما أن كائن آخر متعدد الخلايا يقضي حياته في منطقة خالية من الأكسجين على أرضية البحر الأبيض المتوسط.

من غير المحتمل أن يكون الغلاف الجوي للأرض، الذي بدأ بدون الأكسجين، يحتوي على أكثر من 1 في المائة من الهيدروجين. وربما كانت الحياة المبكرة لجأت لعملية الاستقلاب عن طريق تفاعل الهيدروجين مع الكربون لتكوين غاز الميثان بدلا من تفاعل الأكسجين مع الكربون لتشكيل ثنائي أكسيد الكربون كما يفعل البشر.

وقد اكتشفت الدراسة تنوعا مذهلا لعشرات الغازات التي تخلفها منتجات البكتيريا E.Coli من خلال عيشها في بيئة هيدروجينية مثل ثنائي ميثيل السلفيد-dimethylsilfide، كبريتيد الكربونيل-carbonyl sulfide، والإيزوبرين-isoprene والتي تشكل “بصمة حيوية” مكتشفة في بيئة هيدروجينية من شأنها أن تعزز فرص التعرف على علامات الحياة في كواكب خارجية.

ويشير فريق الدراسة إلى أن بإمكان الهيدروجين الجزيئي بتركيز كافي أن يعمل كالغازات الدفيئة ويحافظ على دفئ سطح الكوكب بما يكفي للمياه السائلة.

من خلال توسيع مجموعة الكواكب الصالحة للعيش لتشمل كواكب الأرض الهائلة Super-Earths مع الغلاف الجوي الهيدروجيني، ستتضاعف عدد الأجسام الممكن اكتشافها للعثور على أولى علامات الحياة خارج كوكبنا الأرضي.

المصادر: Science Alert, The Conversation

اقرأ أيضا: لماذا يصعب الهبوط على القمر؟

ماذا نفعل في حالة استهداف كويكب مدمر للأرض؟

ماذا نفعل في حالة استهداف كويكب مدمر للأرض؟

منذ بداية عام 2020، لم ينفك عن اذهالنا يوميا بما يحمله معه من أحداث غريبة بداية من الأحداث السياسية والصراعات الدولية التي احتدت في الآونة الأخيرة بين بعض الدول، مرورا بالتغيرات المناخية، وأخيرا الأزمات الصحية والاقتصادية الناتجة عن تفشي جائحة COVID 19 . وعلى الرغم من كونها تبدو كارثية ونذير شؤم للكثير من الأشخاص حول العالم الا أنه يجب أن نذكر أنفسنا أنها ليست المرة الأولي التي تتعرض فيها البشرية لمثل هذة الأحداث، والتي تمكننا من تجاوزها في السابق وهو ما سيحدث مجددا قريبا فهي ليست النهاية بعد.

ومع كون العديد من الأشخاص في المجالات المختلفة يعملون على حمايتنا، دعونا لا ننسى علماء الفلك من هذة الأحداث. فقد نشر الباحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في فبراير 2020 في مجلة Acta Astronautica، ورقة بحثية تعطينا طرقا مختلفة لمساعدة انحرافات الكويكبات في المستقبل وتساعدنا على اتخاذ القرار في ماذا نفعل في حالة استهداف كويكب مدمر للأرض؟ هل يجب زيارته بمهمة استكشافية أولاً، أم شن هجوم واسع النطاق على الفور؟!

في العديد من الأفلام التي صورت هذة اللحظة، عادة ما يكون الكويكب القادم يصدم في اللحظة الأخيرة والذي يكون كأنه صخرة كبيرة مميتة تتجه نحو الأرض كرصاصة من الظلام، مع أسابيع أو أيام فقط بين اكتشافها وتأثيرها المتوقع. هذا تهديد حقيقي الا أنه مع التكنولوجيا التي نملكها الآن يصبح لدينا متسع من الوقت يكفي لمعرفة تأثيره على الأرض ومتى سيضرب وماذا سيضرب.

كيف يعرف الفلكيون ذلك؟

نظرًا لكون معظم الأجسام الكبيرة المارة جوار الأرض تتم مراقبتها عن كثب بمجرد ملاحظتها بالفعل، يكون لدينا الكثير من الوقت لمعرفة هل سيضرب الأرض. تراقب هذه الصخور الفضائية وهي تقترب من الأرض لمعرفة ما إذا كانوا من المحتمل أن يعبروا من خلال “ثقوب الجاذبية – gravitational keyholes” الخاصة بهم. يقترب كل كويكب مهدد للأرض في مدارات مختلفة حول الشمس. وعلى طول هذا المسار، بالقرب من الأرض، توجد ثقوب الجاذبية وهي مناطق من الفضاء تؤثر عليها جاذبية الكوكب المهدد ويجب أن يمر بها الكويكب لينتهي بالاحتمال الأكبر للتصادم مع الأرض. وأسهل وقت لمنع جسم من ضرب الأرض هو قبل أن يصل لأحد ثقوب الجاذبية هذه.

كيف نوقفه اذا؟

قام المؤلفون باخراج معظم مخططات انحراف الكويكبات الأكثر غرابة، وتركوا فقط مخططات كالتفجير النووي والصدمات الخطيرة للاستخدام في الحالات الجادة. وأوضحوا أن التفجير النووي غريب أيضًا لأنه من غير المؤكد بالضبط كيف سيتصرف كويكب بعد انفجار نووي ولأن المخاوف السياسية بشأن الأسلحة النووية يمكن أن تسبب مشاكل للبعثة.

في النهاية، وصلوا الى ثلاثة خيارات للمهمة التي يمكن إعدادها بشكل معقول في غضون مهلة قصيرة إذا تم رصد كويكب قاتل للكوكب يتجه نحو ثقب الجاذبية:

مهمة من “النوع 0” حيث يتم إطلاق مركبة فضائية ثقيلة على الكويكب الوارد، اعتمادا على أفضل المعلومات المتاحة حول بنية الجسم ومساره، وصدمها به بقوة تكفي لابعاده عن المسار.

مهمة “النوع 1” حيث يتم إطلاق مركبة الكشافة أولاً وجمع بيانات عن قرب حول الكويكب قبل إطلاق الصادم الرئيسي، من أجل توجيه الضربة بشكل أفضل لتحقيق أقصى تأثير.

مهمة “من النوع 2” حيث يتم إطلاق أداة ارتطام صغيرة في نفس الوقت الذي يتم فيه الكشف عن ضرب الجسم قليلاً عن المسار، ثم يتم استخدام جميع المعلومات من التأثير الأول لضبط التأثير الصغير الثاني الذي ينهي المهمة.

المشكلة في مهمات “النوع 0” هي أن التلسكوبات على الأرض يمكنها فقط جمع معلومات تقريبية عن الكويكبات المدمرة، والتي لا تزال بعيدة جدًا، وخافتة، وصغيرة نسبيًا، وبدون معلومات دقيقة عن كتلة الجسم أو سرعته أو تركيبه. ولذا سيتعين علينا أن تعتمد على بعض التقديرات غير الدقيقة، والتي لديها خطر أكبر للفشل في ضرب الجسم الوارد بشكل صحيح.

طور الباحثون طريقة لحساب أي مهمة هي الأفضل بناءً على عاملين: الوقت بين بدء المهمة والتاريخ الذي سيصل فيه الكويكب، والصعوبة التي ينطوي عليها تحويل مساره المحدد بشكل صحيح.

وبتطبيق هذه الحسابات على اثنين من الكويكبات المدمرة المجاورة للأرض، الكويكبين   Apophis و Bennu، توصل الباحثون إلى مجموعة معقدة من التعليمات لتحريف الكويكبات المستقبلية في حال بدأ أحد هذه الأجسام يتجه إلى ثقب الجاذبية.

واتضح أنه من المرجح أن تنجح مهمات النوع الأول لأنها يمكن أن تحدد كتلة الصخور القادمة وسرعتها بدقة أكبر. ولكنها تتطلب أيضًا المزيد من الوقت والموارد. وتعتبر مهمات النوع 2 أفضل، ولكن تستغرق المزيد من الوقت والموارد لبدء العمل.

هذه هي المبادئ الأساسية لدراسة الكويكبات المدمرة الأخرى، ويمكن أن تتضمن الدراسات المستقبلية خيارات أخرى لتحريفها، بما في ذلك الأسلحة النووية. وفي النهاية، أوضح الباحثون أنه سيكون من المفيد تدريب خوارزميات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي على اتخاذ القرارات بناءً على البيانات المتاحة في أي سيناريو كويكب مدمر.

المصادر:

رصد أكبر انفجار في تاريخ الكون منذ الانفجار العظيم!

رصد أكبر انفجار في تاريخ الكون منذ الانفجار العظيم!

حتى اللحظة التي تقرأ فيها هذة المقالة الآن، مضى قرن من الزمان على ما يسمى ب “الجدال العظيم” وهو ببساطة جدال قام بين العالم الفلكي “هارلو شابلي” وصديقه الفلكي “هربر كورتيس” ليدور هذا الجدال حول حجم الكون!

وخلاصة القول لهذا الجدال ولما جاء بعده، ومع كل المحاولات لحساب حجم الكون بالطرق المختلفة، أنّ حدود هذا الكون “المنظور” أو المجرات التي وصلنا اليها، أصبحت الآن على بعد 93 مليار سنة ضوئية عنا، بالأخذ في الاعتبار تمدد الكون بمرور الوقت.

لذا تخيل معى مع كبر هذا الكون الذي نعيش فيه، فلابد من وجود الكثير والكثير من الأسرار التي ربما اكتشفنا بعضها ولكن الجزء الأكبر يظل مجهولا منتظرا أن يكتشفه أحد كما قال الفلكي الشهير كارل ساجان، وأحد هذه الأسرار تم اكتشافه منذ بضعة أيام فقط متمثلا في أكبر انفجار في تاريخ الكون بعد الانفجار العظيم.

الانفجار العظيم 2

اكتشف الباحثون في المركز الدولي لأبحاث علم الفلك الراديوي أكبر انفجار شهده الكون منذ الانفجار العظيم. انبثق الانفجار عن ثقب أسود هائل في مركز “مجرة حواء – Ophiuchus galaxy” التي تبعد نحو 390 مليون سنة ضوئية عن الأرض.

وقالت “Melanie Johnston-Hollitt”، البروفيسورة بجامعة كورتين والعالمة بالمركز الدولي لأبحاث علم الفلك الراديوي والمؤلفة المشاركة للورقة البحثية التي نحن بصددها:

“لقد رأينا انفجارات عديدة من قبل في مراكز المجرات، لكن هذا هائل حقًا، ونحن لا نعرف لماذا هو كبير جدا بهذا الشكل!”

يعد هذا الانفجار عنيفًا للغاية لدرجة أنه حفر حرفيًا ثقبًا في البلازما المحيطة بالثقب الأسود، كما شوهد من خلال ملاحظات تلسكوب الأشعة السينية في المجرة. رأى العلماء تجويفًا كبيرًا قويًا في بلازما المجرة – والبلازما هو الغاز شديد الحرارة المحيط بفتحه الثقب الأسود.

كيف اكتشف؟ وماذا قبل اكتشافه؟!

التلسكوب الراديوي العملاق (GMRT) بالهند.

وللاكتشاف، استخدم الباحثون أربعة تلسكوبات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك مرصد تشاندرا للأشعة السينية التابع لناسا، ومرصد الفضاء XMM-Newton التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، موزعين بين دول مختلفة من الصين وأستراليا وحتى الولايات المتحدة الأمريكية.

شوهد هذا التجويف سابقًا بواسطة تلسكوبات الأشعة السينية في عام 2016، وهو اكتشاف تم رفضه بشدة لأنه سيكون هائلا جدا، وسيكون من غير الممكن تصور حجمه، لذا فقد رفض هذا الاحتمال، فالانفجار يعادل خمسة أضعاف أكبر الانفجارات المكتشفة في تاريخ الكون كله وهذة كمية هائلة جدا من الطاقة!

الآن وقد تمت مطابقة البيانات من عام 2016 مع بيانات جديدة من التلسكوبات اللاسلكية، تم تسجيل الاكتشاف وهو ما يعطينا درسا في الاصرار! وقال أحد المؤلفين المشاركين في الدراسة:

“ان بيانات الراديو تتطابق مع الأشعة السينية مثل يد و قفاز، وهذه هي النقطة الفاصلة التي تخبرنا بحدوث ثورة غير مسبوقة حدثت في هذا المكان.”

ليس عملاقا فحسب بل بطيئا أيضا!

ووصفت سيمونا جياكينتوتشي، من مختبر أبحاث الفضاء في واشنطن والمؤلفة الرئيسية للدراسة، الثقب الذي خلفه الانفجار بأنه يمكننا وضع 15 مجرة ​​”درب التبانة” في صف واحد بها، مع العلم بأن مجرة درب التبانة تمتد على مسافة 30,000 سنةٍ ضوئيّة.

لم يكن الانفجار عملاقًا فحسب، بل كان بطيئًا للغاية أيضًا. لقد حدث ذلك الانفجار ببطء شديد – كانفجار بتقنية “الحركة بطيئة Slow motion -” فقد وقع على مدى مئات الملايين من السنين!

وعلى الرغم من رصد أكبر انفجار في تاريخ الكون منذ الانفجار العظيم ، لا يزال العقل البشري حائرا وغير قادر على فهم أو حل اسرار الكون، ولكن المحاولات مستمرة رغم كل شئ.

المصادر: 

هواة علم الفلك يساهمون في اكتشاف نوع جديد من الشفق القطبي

هواة علم الفلك يساهمون في اكتشاف نوع جديد من الشفق القطبي

أدى التعاون بين علماء الفيزياء والهواة الذين يراقبون النجوم إلى اكتشاف ما وصفه الباحثون “بنوع غير معروف من ظاهرة الشفق القطبي“.

هواة علم الفلك يساهمون في اكتشاف نوع جديد من الشفق القطبي

تسمى الظاهرة بالكثبان الرملية-The Dunes. ولا يبدو هذا الظهور المذهل لأنماط من الموجات المضيئة المتماوجة ضمن أي من الفئات السابقة المحددة من الشفق القطبي. وقد تم توثيق الظاهرة الآن بفضل الهواة (المعروفين أيضاً باسم “العلماء المواطنين”) والفلكيين المحترفين في فنلندا.

قد يبدو الأمر مألوفا، باعتبار ظاهرة ستيف ــ Steve التي تم تحديدها لأول مرة في عام 2017. وتولت مجموعة على الفيسبوك تسمى Alberta Aurora Chasers مهمة تسمية الظاهرة.

ظاهرة ستيف ــ Steve

وعلى الرغم من الحماس الذي أثاره هذا الاكتشاف، فقد أشارت الدراسات اللاحقة إلى أن ستيف ليس شفقا قطبيا، بل هو نوع مماثل من الوهج الجوي الناتج عن جسيمات مشحونة تتدفق عبر الغلاف المتأيّن للأرض.

وأثناء تأليف كتاب إرشادي عن الشفق القطبي الشمالي، لفت انتباه الفيزيائية مينا بالمروث من جامعة هلسنكي الكثبان الرملية، والتي لم تكن في ذلك الوقت ملائمة مع أنواع الشفق القطبي المعروفة.

وبعد وقت قصير من نشر الكتاب، قام أعضاء مجتمع الهواة الفنلنديين مرة أخرى بتحديد ظاهرة الكثبان في السماء وتصويرها، وتبادلوا الصور مع مينا بالمروث وزملائها لكي يتمكنوا من التحقيق فيها.

يقول ماتي هيلين أحد هواة علم الفلك: « كانت إحدى أبرز لحظات تعاوننا ظهور الظاهرة وتمكننا من فحصها في آن واحد. لقد كان الأمر مثل تجميع أحجية أو القيام بعمل المحقق، فكل يوم نجد صورا جديدة ونأتي بأفكار جديدة ».

وتم توثيق ثمار هذا الجهد الجماعي في ورقة علمية نُشِرَت حديثاً، والتي تتناول بالتفصيل كيفية التعاون وحقيقة الكثبان الرملية.

ووفقاً للباحثين، تظهر الكثبان على إرتفاع 100 كيلومتر، أي في الطبقات العليا من الميزوسفير (أو المتكور الأوسط)، وتُرى في آن واحد من مواقع مختلفة في فنلندا والسويد.

ويُعتقد أن هذه الظاهرة، التي سُجلت سبع مرات منفصلة، مثال لما يسمى “بثقب الغلاف الجوي المتوسط”، والذي يظهر عندما تحفز موجات ذرات الأكسجين في الغلاف الجوي بفعل التفاعلات مع الرياح الشمسية، مما يؤدي إلى حدوث تأثيرات متوجهة شبيهة بتلك التي تظهر في الكثبان الرملية.

كتب المؤلفون في بحثهم: «نربط الكثبان الرملية بذبذبات كثافة الأكسجين، وعلى الرغم من أن الأدلة لا تكفي لكي نستنتج أن الكثبان الرملية ليست مظهراً من مظاهر التغيرات في الترسبات الشفقية، لكننا نرى أنها نتيجة لأمواج الغلاف الجوي».

بعيداً عن التفسيرات الفيزيائية، تعد هذه قصة ملهمة عن الكيفية التي قد يتمكن بها أي شخص من المشاركة في العلوم، والمساعدة في استكشاف الظواهر الغريبة والتي يستفيد منها الجميع، وهذا ما يؤكد عليه المؤلفون.

يقول أحد الباحثين: «تقدم ظاهرة الكثبان وسائل لخلق اهتمام الأشخاص بالفيزياء، مشددا على أن المواطنين يمكن أن يشاركوا في الأعمال والبحوث العلمية عن طريق المساعدة على كشف ظواهر جديدة ».

المصادر:

1. هنا

2. هنا

هل يتساقط الثلج على سطح المريخ ايضاً؟

أرسلَ مسبار المريخ صورة جميلة للثلج في القطب الشمالي المريخي.

أظهرت صورة جديدة من مركبة الفضاء التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية «ESA» مدى جمال وبرودة المريخ وكما سلطت الضوء على بعض التغييرات الطبيعية التي تشكل سطح الكوكب. الصورة من المنطقة القطبية الشمالية، وتتميزُ ببقع وبرك مشرقةٌ من الجليد، وحفر داكنة عميقة، ودليل على العواصف والرياح القوية.
من بين جميع الكواكب الموجودة في النظام الشمسي، تشبه مواسم المريخ إلى حد كبير كوكب الأرض، على الرغم من أن السنة المريخية تقارب ضعف طول السنة في كوكب الأرض.
يمر القطب الشمالي بالعديد من التغييرات على مدارِ الفصول. المنطقة مغطاة بطبقات من الجليد تختبر تحولات دقيقة في تكوينها ومداها.
تغطي طبقات سميكة من جليد الماء المنطقة على مدار العام. ثم في فصل الشتاء، عندما تنخفض درجة الحرارة إلى أقصى درجاتها -١٤٣ درجة مئوية (-٢٢٥ درجة فهرنهايت)، يتجمد ثاني أكسيد الكربون ويترسب من الهواء الرقيق، مكونة طبقة من ثاني أكسيد الكربون المجمد فوق الجليد المائي.
يمكن أن يصل سمك طبقة CO2 المجمدة إلى مترين (٦.٥ قدم). في الوقت نفسه، تتشكل أيضًا غيوم ثاني أكسيد الكربون.
لحسن الحظ يمتلك المسبار كاميرا عالية الدقة ستيريو (HRSC)، وهي كاميرا قوية بالألوان الكاملة تقوم بتصوير كامل لسطح المريخ. وعموما، تلتقط الصور بدقة تبلغ حوالي 10 أمتار، وكما يوجد داخل HRSC قناة أخرى تسمى الكاميرا فائقة الدقة (SRC) يمكنها التقاط صور بدقة أكبر تصل إلى ٢.٣ متر / بكسل من ٢.٣٥ كم مربع ، ويتم استخدام SRC في مناطق محددة من المريخ.

تُظهر هذه الصورة جزءًا من الغطاء الجليدي الموجود عند القطب الشمالي للمريخ، مع استكمال مساحات الجليد المشرقة، والأحواض المظلمة والمنخفضات، وعلامات الرياح القوية والعاصفة.

الصورة الرائدة هي صورة HRSC للغطاء القطبي الشمالي في صيف عام ٢٠٠٦، حيثُ تُظهر الصورة بياض الجليد القطبي و غبار المريخ الأحمر والبني.
تبدو الحفر الحمراء والبنية وكأنها تخترق الجليد، إلا أنها في الواقع جزء من نمط لولبي أكبر من الحفر التي تشع للخارج من وسط القطب الشمالي. من أعلى، يبدو وكأنه نوع من خطوط الحمار الوحشي.
يعتقد العلماء أن الرياح «السفحية الهابطة-katabatic» هي المسؤولة إلى حد كبير عن إنشاء هذا النمط غير العادي. تحمل الرياح هواءًا عالي الكثافة إلى ارتفاعات منخفضة.
على سطح المريخ تحمل الرياح الهواء البارد الكثيف من الأنهار الجليدية القطبية والهضاب المتجمدة وصولاً إلى المرتفعات المنخفضة مثل الوديان والمنخفضات.
في الوقت نفسه، المريخ في حالة دوران مما يخلق تأثير «كوريوليس-Coriolis». لذا، فبدلاً من تشكيل قيعان مستقيمة تنطلق من القطب، فإنها تخلق نمطًا حلزونيًا يشع من وسط القطب الشمالي.

صورة للغطاء القطبي الشمالي على سطح المريخ، تُظهر النمط الحلزوني في الجليد.

في صورة المريخ، يوجد عدد قليل من خطوط السُحب، من المحتمل أن يكون سببها عواصف محلية صغيرة ترفع الغبار في الجو، مما يساهم في تآكل المنحدرات وتغيير مظهر السطح والتضاريس.

على الأرض، تتجلى قوة كوريوليس في تكوين الأعاصير والظواهر الجوية الأخرى.

هذه صورة بالقرب من أيسلندا. يندفع الهواء لملىء مساحة من الضغط الجوي المنخفض بينما يتحرك الهواء، يخضع لقوة كوريوليس وينتج اللولب.

إن طبقات الجليد في القطبين تهم العلماء بشكل خاص. من المحتمل أن يكون لديهم أدلة على كيفية تغير مناخ الكوكب على مدى ملايين السنين. ذلك لأنه عندما يذوب الجليد ويتجمد، يختلط مع الغبار الذي يستقر هناك.
تدور المركبة الفضائية Mars Express في مدار حول المريخ منذ عام ٢٠٠٣. في ذلك الوقت، قامت بتصوير سطح المريخ بالكامل بسرعة ١٠ أمتار / بكسل مع HRSC، وحدد المناطق على ارتفاع ٢متر / بكسل مع SRC.
خلال هذا الوقت، تم توسيع نطاق فهمنا لمدى وجود كوكب المريخ القديم الرطب، واستكشف العمليات والهيكل الأرضي للكوكب، وبالطبع قدم لنا بعض المناظر الرائعة للبراكين والحفر الضخمة للكوكب.

 صورة رائعة لفوهة كوروليف على كوكب المريخ من أداة HRSC الخاصة ببرنامج Mars Express. يبلغ قطر فوهة كورولوف حوالي ٨٠ كم.

المصادر: science alert 

universe today

اقرأ أيضاً: الصين تؤكد بهدوء ولادة الطفل الثالث المعدل جينياً

شركة SpaceX تجري اختبارًا حاسمًا لكبسولة هروب فضائية

شركة SpaceX تجري اختبارًا حاسمًا لكبسولة هروب فضائية

أجرت شركة «سبيس إكس-SpaceX» اختبارًا حاسمًا لكبسولة هروب فضائية في حالات الطوارئ. وتم إطلاق الاختبار من “مركز كينيدي الفضائي” في فلوريدا  على متن صاروخ “فالكون-9”  «Falcon-9» الذي يحمل كبسولة «دراجون-Dragon»، وبعد حوالي 80 ثانية من إطلاق الصاروخ، انفصلت كبسولة دراجون وهبطت بسلام في المحيط الأطلسي على بعد 30 كليومتر من شواطئ فلوريدا .

استعدادات لإطلاق رواد فضاء جدد لمحطة الفضاء الدولية

لم يكن هناك أحد على متن كبسولة دراجون، بل تم استبدال الطاقم بدمى بشرية لمحاكاة الاطلاق. وتعد هذه التجربة آخر حدث رئيسي لشركة سبيس اكس  قبل أن تنقل الشركة رواد وكالة الفضاء الأمريكية ناسا إلى محطة الفضاء الدولية.

وتعاقدت وكالة ناسا مع كل من شركتي «سبيس إكس-SpaceX» و «بوينج-Boeing» العملاقة في مجال الطيران لتولي  أمر النقل الروتيني لرواد الفضاء إلى مدار أرضي منخفض. الجدير بالذكر أنه منذ أن أنهت المكوكات الفضائية خدمتها في عام 2011 لم يتمكن رواد الفضاء الأمريكيين من الإقلاع من أراضي أمريكية .

وغرد  مدير ناسا «جيم بريدنستين-Jim Bridenstine» على تويتر:

“هذا الاختبار الحاسم يضعنا على أعتاب إطلاق رواد فضاء أميركيين مرة أخرى باستخدام صواريخ أميركية وانطلاقا من الأراضي  الأمريكية”.

متابعة قراءة شركة SpaceX تجري اختبارًا حاسمًا لكبسولة هروب فضائية

لماذا يصعب الهبوط على القمر؟

لماذا يصعب الهبوط على القمر؟

قبل الإجابة عن هذا السؤال، يلزمنا أن نذكر بأن أكثر من ثلث محاولات الهبوط على القمر باءت بالفشل.

من بين هذه المحاولات، نذكر المهمة الهندية في السنة الماضية، حيث فقدت المؤسسة الهندية لأبحاث الفضاء (ISRO) الإتصال بالمركبة الفضائية فيكرام خلال محاولة للهبوط عند القطب الجنوبي للقمر.

كانت الهند على وشك أن تصبح الدولة الرابعة التي تهبط بنجاح على القمر، لكن لا تزال الوكالة الفضائية تحاول جاهدة إحياء الإتصالات مع مركبة فيكرام التي شوهدت من مدار قمري. وتستمر سلسلة الهبوط غير السعيدة، عندما فشلت مهمة “بيريشيت” الإسرائيلية بالهبوط على سطح القمر في أبريل من العام المنصرم.

بالرغم من نجاح البشر في الهبوط على سطح القمر قبل نصف قرن بفضل بعثات أبولو، إلا أن عمليات الهبوط لا تزال شاقة. وكما قالت صحفية العلوم الفضائية ليزا غروسمان من خلال تغريدة لها على تويتر أنه من بين 30 محاولة للهبوط من قبل وكالات وشركات فضائية في جميع أنحاء العالم، انتهى أكثر من ثلثها بالفشل.

قد نتسآل الآن لماذا قد يصعب الهبوط على القمر؟

قالت مهندسة الفضاء الجوي أليسيا دواير سيانسيولو من مركز لانغلي للأبحاث التابع لناسا في هامبتون بفرجينيا، لموقع لايف ساينس- LiveScience:

«لا يوجد حدث معين وحيد مسؤول عن المحاولات العديدة الفاشلة، فلكي ينجح الهبوط على القمر يجب إجراء عدة عمليات بالترتيب الصحيح. وإذا لم يتم احترام ترتيب إحدى تلك العمليات ستبدأ المشاكل ».

أولا، هناك مهمة الوصول إلى المدار القمري، والتي ليست بالأمر الهين. فقد كانت مركبة Saturn V التابعة لبرنامج أبولو مهيأة بما يكفي من الوقود لتصل برواد الفضاء إلى القمر في غضون ثلاثة أيام فقط. ولتوفير تكاليف الوقود، استخدمت بعثة تشاندرايان-2 التابعة للمؤسسة الهندية للبحوث الفضائية، والتي حملت فيكرام، مسار غير مباشر واستغرقت أكثر من شهر للوصول إلى القمر.

وما أن تصل المركبة الفضائية إلى المدار القمري، تظل على إتصال بالأرض باستخدام شبكة ناسا لمراقبة الفضاء العميق، والتي تتألف من ثلاثة مرافق في مختلف أنحاء الكرة الأرضية مزودة بهوائيات ضخمة تظل على اتصال بمسابير روبوتية بعيدة في الفضاء. وربما كان انقطاع الإتصالات من بين أسباب متاعب فيكرام، حيث فقدت الوكالة اتصالها بالمركبة عندما كانت على ارتفاع 1.2 ميل (كيلومتران) فقط فوق سطح القمر.

وفقا لصحيفة تايمز الإسرائيلية، هناك مجال صغير للخطأ عندما يتجه المسبار لنقطة هبوطه بسرعة الصواريخ. ويبدو أن أداة إرسال البيانات الخاطئة أدت إلى توقف محركات مسبار بيريشيت الإسرائيلي.

يستطيع المهندسون على كوكب الأرض الإعتماد على النظام العالمي لتحديد المواقع (GPS) للمساعدة في توجيه المركبات المستقلة ذاتيا، ولكن لا توجد أنظمة مماثلة على الأجرام السماوية الأخرى.

تقول دوير سيانيولو التي تعمل ضمن فريق تصميم الأقمار الصناعية في ناسا:

«تقوم الوكالة بتصميم أجهزة يمكن أن توضع على الهيكل السفلي للمركبة لمسح التضاريس بحثا عن الصخور والحفر وغيرها من المخاطر وإجراء تصحيحات للمسار، ويمكن استخدامها على متن مركبة فضائية خاصة وكذلك على البعثات المقبلة لناسا. وستختبر هذه التكنولوجيا خلال عملية هبوط مركبة ناسا Mars Rover 2020 المرتقب إطلاقها هذا العام. ومن المقرر أن تهبط على الكوكب الأحمر في فبراير 2021.»

إن جميع الرحلات القمرية الفاشلة كانت غير مكوَّنة من طاقم، مما يشير إلى أنه من الجيد تولي شخص لمهمة القيادة عندما تظهر المشاكل. حيث ساعدت ردود الفعل البشرية على الهبوط بنجاح في مهمة أبولو، بعد أن لمح نيل أرمسترونغ تضاريس صخرية في نقطة الهبوط، تمكن من السيطرة على مركبة أبولو 11 وطار بها بحثا عن نقطة هبوط أكثر أمانا.

المصدر: هنا

تسارع تمدد الكون: خطأ أينشتاين الأعظم ومعضلتنا الكبرى

تسارع تمدد الكون: خطأ أينشتاين الأعظم ومعضلتنا الكبرى

منذ ما يزيد على القرن كان أينشتاين قد وضع نموذجاً للكون في معادلاته للنسبية العامة في العام 1917م، ينص على أن الكون ساكن لا يتمدد ولا ينكمش ولا نهائي زمانياً وأن كان محدوداً مكانياً. ولكن لم يدم هذا طويلاً إذ اكتشف الفلكي الأمريكى إدوين هابل في عشرينات القرن الماضي أن المجرات تسير مبتعدة إحداها عن الآخرى بسرعة متزايدة باستمرار، وهو ما يؤكد على أن الكون ديناميكي وليس مجموعة ساكنة من النجوم كما تصور الوسط العلمي من قبل. ويُؤرخ هذا الاكتشاف كأحد أهم الاكتشافات الفلكية في التاريخ، ويلي ما قام بطرحه الفلكي البولندي كوبرنيكوس بأن الأرض تدور حول الشمس وليست مركز الكون. وفي العام  1998م اكتشف العلماء أن الكون لا يتمدد فحسب بل أنه يتسع ويتسارع بفعل قوة مجهولة تفوق قوة الجاذبية. أطلق العلماء على تلك الطاقة الغامضة “الطاقة المظلمة”.

في العام ١٩٢٩م تم اقتراح ثابت لمعدل تسارع تمدد الكون وهو ما يُعرف بثابت هابل والذى ينص على وجود علاقة تناسبية طردية بين المسافات بين المجرات وسرعة تبعادها عن بعض البعض. في عام 2001م قد استنتج فريق بحثي تابع لجامعة شيكاغو أن قيمة ثابت هابل يبلغ 72 كيلومتراً لكل ثانية لكل ميجابارسك، واعتمد في حساباته على نوع من النجوم المتغيرة تعرف بالنجوم القيفاوية وهي نجوم تتمدد وتنكمش خلال فترة زمنية قصيرة ويتم حساب بعد لنجم قيفاوي بقياس معدل التغير في لمعانه.

في العام 2009م تم إطلاق القمر الصناعي بلانك التابع للوكالة الأوروبية لأبحاث الفضاء، والذي ركز في رصده على إشعاع الخلفية الكونية الميكروي لتفسير ما بعد الانفجار العظيم وعمر الكون، بالإضافة إلى وضع ما يعرف النموذج القياسي لعلم الكونيات والذي يشير إلى أن كوننا بدأ في التوسع بسرعة، ومن ثم تباطأ بسبب قوى جاذبية ما يعرف بالمادة المظلمة، قبل أن يتسارع أخيراً مرة أخرى بفعل الطاقة المظلمة. ومنه استنتج أن سرعة التمدد هي 67.4 كيلومتراً لكل ثانية لكل ميجابارسك.

ولكن في شهر أبريل لهذا العام خلصت دراسة تابعة لمرصد هابل التابع لوكالة ناسا 74 كيلومتراً لكل ثانية لكل ميجابارسك اعتماداً على دراسة 70 نجم من نوع النجوم القيفاوية إلى أن كوننا يتمدد بمعدل أسرع بنسبة 9% من نتائج النموذج القياسي لعلم الكونيات. وفي دراسة نشرت مؤخراً لمجلة “أستروفيزيكال جورنال” لفريق بحثي بجامعة شيكاغو اعتماداً على رصد نجوم تعرف بالعمالقة الحمراء في مجرتنا كالشمس، فإن قيمة ثابت هابل قدرت ب 70 كيلومترا في الثانية لكل ميغابارسك.

وفي تخمين مقترح من قبل عالم الفيزياء النظرية ماسيمو سيردونيو بجامعة بادوا الإيطالية أن سر تضارب تلك القياسات يرجع إلى  تغير كمية وكثافة المادة المظلمة ما يؤدي إلى تغير في تسارع تمدد الكون مع الزمن والتي مع الأسف الشديد ما زال الوسط العلمي عاجز عن تفسير ماهيتها وعن رصدها.

 

المصادر

مواضيع ذات صلة: بيانات هابل الجديدة وثابت جديد لمعدل توسع الكون اللانهائي

هل توصل العلماء إلى الأخطار الصحية للرحلات الفضائية البشرية؟

هل توصل العلماء إلى الأخطار الصحية للرحلات الفضائية البشرية؟

 

هل توصل العلماء إلى الأخطار الصحية للرحلات الفضائية البشرية؟ نحن لا نزال نتعلم عن التأثيرات المحتملة على الأجسام البشرية بسبب الفترات الطويلة الأمد في الفضاء. لكنه بالفعل تم تحديد خطر صحي جديد يمكن أن يعرض الأرواح البشرية للخطر أثناء الرحلات الطويلة في الكون.

وتكمن المشكلة في الوريد الوداجي الباطن (وعاء دموي رئيسي ينزل من العنق إلى الدماغ). فقد توصلت دراسة شملت 11 شخصا ممن قضوا فترة من الوقت في محطة الفضاء الدولية (International Space Station (ISS، إلى أن ستة منهم طوروا متلازمة ركود الدم أو تدفق الدم عكس المجرى الطبيعي وهذا في نفس الوريد السابق ذكره، وذلك خلال فترة لا تتعدى 50 يوما.

وتبين أن أحد أفراد الطاقم أصيب بتخثر أو انسداد في الوريد الوداجي الباطني، وهي المرة الأولى التي تسجل فيها هذه الحالة بعد التحليق الفضاء.

ووفقاً لفريق هذه الإكتشافات الجديدة، فيجب أن تخضع هذه القضية للتحقيق قبل أن نبدأ في إرسال رواد الفضاء في رحلات طويلة إلى المريخ. وليس من الواضح حتى الآن ما هي العواقب المترتبة عن هذا النوع من تخثر الدم، ولكنها قد تكون قاسية وربما قاتلة.

كتب الباحثون في بحثهم المنشور: « ينتج عن التعرض لبيئة عديمة الوزن خلال الرحلات الفضائية انتقال مزمن لسوائل الدم والأنسجة لاتجاه الرأس بالمقارنة مع الوضع المستقيم على الأرض، بالإضافة لعواقب غير معروفة للتدفق الوريدي الدماغي».

تقوم الجاذبية على سطح الأرض بسحب الدم من الرأس إلى بقية الجسم، لذلك تشعر بالغرابة إذا وقفت على يديك لفترة طويلة من الزمن.

يختلف السيناريو في بيئة الجاذبية الصغرى لمحطة الفضاء الدولية، حيث مشاكل تدفق الدم ليست هي المخاطر الصحية الوحيدة التي يجب أن نقلق بشأنها.

وأضاف الباحثون:

« إن تحوُّل السوائل نحو الرأس خلال فترات انعدام الوزن الطويلة يؤدي الى انتفاخ الوجه، تناقص حجم الساقين، زيادة حجم الضربات وانخفاض حجم البلازما».

واستخدم الخبراء الطبيون الأوراق والصور التي حصلوا عليها من محطة الفضاء الدولية لتحديد المشكلة المحتملة فيما يتعلق بالوريد الوداجي الباطن، بينما عولج رائد الفضاء الذي أُصيب بجلطة بمضادات التخثر طوال الفترة المتبقية من البعثة (لم يتم الإشارة لهوية رواد الفضاء لأسباب تتعلق بالخصوصية).

يستوجب الأمر الاستثمار في مزيد من البحوث لمعرفة مدى جدية هذه المشكلة وكيف يمكن التخفيف منها في الرحلات الفضائية المقبلة. لكن العدد الكبير من رواد الفضاء الذين واجهوا مشكلة في تدفق الدم أمر يستدعي القلق.

من المعلوم أن قضاء الوقت في الفضاء قادر على تقليص كثافة العظام، تغيير تركيب البكتيريا في الأمعاء والضغط على الدماغ. ونعمل الآن لاكتشاف هذه التأثيرات قبل أن نحاول الوصول لأبعد من القمر وذلك لتطوير حلول ممكنة للوقاية من هذه التأثيرات.

ويختتم الباحثون ورقتهم بقولهم: « إن هذه الاكتشافات الجديدة قد تكون لها تأثيرات مهمة على صحة الإنسان في الرحلات الفضائية المدنية وفي البعثات الاستكشافية المستقبلية، مثل البعثات إلى المريخ ».

نُشر البحث في شبكة جاما المفتوحة JAMA Network Open.

المصدر: SCIENCE ALERT

من فضلك قم بتقييم المقال في الأسفل 🙂

Exit mobile version