لماذا يجب علينا التفكير في استعمار الزهرة بدلًا من المريخ؟

احتل المريخ مكانة كبيرة في خيال مؤلفي روايات وأفلام الخيال العلمي، فهو الكوكب الأحمر الذي يعج بالوحوش الغريبة، أو الكائنات الفضائية الخضراء إن حالفك الحظ، أو ربما وجهة سفر لرجل أعمال يطمح لبناء مدينة على كوكب آخر.

ولكن أين توأم الأرض من هذا كله؟

جحيم في السماء

يُعد كوكب الزهرة واحدًا من أجمل الأجرام السماوية التي يمكنك أن تمتع نظرك بها في سماء الليل، حتى أنه أخذ اسمه من الإلهة الرومانية «فينوس-Venus»، إلهة الحب والجنس والجمال، إلا أن ليس كل ما يلمع ذهبًا، فالزهرة عن مقربة هو أبعد ما يكون عن كل ما هو جميل، إنه في الواقع أقرب إلى الجحيم، حيث يمتلك غلافًا جويًا سميكًا للغاية، وهذا الغلاف السميك الممتلئ بثاني أكسيد الكربون يقوم بحبس الحرارة القادمة من الشمس داخل الكوكب، جاعلًا من الزهرة أكثر كواكب المجموعة الشمسية حرارة بدرجة حرارة تبلغ 465 درجة مئوية (أكثر حرارة من عطارد الذي هو أقرب كوكب إلى الشمس).

كما أن هذا الغلاف الجوي السميك ساعد في زيادة الضغط الجوي على سطح هذا الكوكب، إذ أن الضغط الجوي للزهرة يبلغ 90 ضِعف الضغط الجوي للأرض، وتسبب هذا الضغط الجوي في سحق مركبة «فينيرا 13-Venera 13» السوفيتية، التي تمكنت من الصمود في حرارة الزهرة وضغطه الجوي لمدة ساعتين، قبل أن تنسحق على نفسها.

وحتى إن نظرت إلى سماء الزهرة، فإنها ملبدة بغيوم صفراء ذات أمطار من حامض الكبريتيك.

لماذا ليس المريخ؟

أين نتجه إذًا؟ إلى المريخ؟

كلا، فالمريخ يمتلك غلافًا جويًا رقيقًا جدًا، وهذا الغلاف الجوي يسمح للشمس بأن تمطر من عليه بكمية رهيبة من الإشعاع، كما أن المريخ ذو عواصف شديدة للغاية، وهذه العواصف قد تهدد أي منشأة ينوي البشر إقامتها على سطحه، كما أنه يمتلك جاذبية تعادل ثلث جاذبية الأرض تقريبًا، فستصير عظامنا ضعيفة بسبب هذه الجاذبية، وتضمر عضلاتنا، وتصير أجسادنا أضعف وأكثر وهنًا، ففكرة استعمار المريخ لا تبدو بالفكرة السديدة.

لماذا الزهرة؟

يُعد الزهرة توأم الأرض، إذ أن كليهما بنفس الحجم تقريبًا، كما يمتلكان نفس التكوين الداخلي بنواة شبه سائلة، كما يمتلك الغلاف الجوي للزهرة كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون الذي يمكننا استخدامه لإنتاج الأوكسجين، كما أنه أقرب إلينا بكثير من المريخ، كما أن له غلافًا جويًا سميكًا يحمينا من الإشعاع الشمسي بشكل أفضل من المريخ.

بيت في الجحيم

ما الحل في هذه المعضلة إذًا؟ كيف نستقر على هذا الكوكب الأشبه بالجحيم؟

هناك حل دائمًا لكل مشكلة، فظروف الزهرة تصير أفضل عند ارتفاع 31 ميل عن سطح الكوكب، حيث تكون الحرارة أقل من السطح، نظرًا للخروج من سجن الغازات الدفيئة، كما ينخفض الضغط الجوي إذ أن الضغط الجوي يقل كلما زاد الارتفاع عن السطح.فالسبيل إذًا لاستعمار الزهرة هو السكن في مدن طائرة في الجو، فقدمت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا نموذجًا للمدن الطافية في الجو الذي يمكننا أن نسكن فيها، وهي تبدو كشيء مثل هذا.

جنة على الأرض

يبدو استعمار كواكب أخرى غير كوكبنا الأزرق بعيد المنال في المستقبل القريب، لذا وجب علينا أن نقدر قيمة هذا الكوكب حق قدره، وأن نحافظ عليه، فليس لدينا بيت آخر في هذا الكون الشاسع، حتى الآن على الأقل.

اقرأ أيضًا هل كان للديناصورات ريش؟

المصادر:

nasa

bigthink

sciencealert

nasa

ما هو أقرب كوكب للأرض؟

ما هو أقرب كوكب للأرض؟

ربما تكون قد تعلمت في المدرسة أو مررت على إجابة هذا السؤال من قبل وفي كثير من الأحيان تجد الإجابة بسيطة، كوكب الزهرة هو اﻷقرب للأرض، لكن هذه الإجابة خاطئة أو على اﻷقل ليست صحيحة تمامًا.

صياغة السؤال:

كما هو معلوم فإن كل الكواكب في المجموعة الشمسية تدور حول الشمس في مدارات إهليليجية«elliptical»، نتيجة لذلك فإن المسافات بين الكواكب ليست ثابتة، لهذا فإن السؤال “ما هو أقرب كوكب للأرض؟” يمكن أن يأخذ عدة أوجه، فمثلا قد يعني ماهو أقرب كوكب للأرض اﻵن؟ وهنا تتغير اﻹجابة نسبة إلى الوقت، ويمكن أن يعني ماهو الكوكب الذي يصل إلى أقرب مايكون للأرض مقارنه ببقية الكواكب؟ اﻹجابة ستكون كوكب الزهرة، ويمكن أن يعني أيضا ما هو أقرب كوكب للأرض في المتوسط؟ وهذا هو غالبا ما يأخذه معنى السؤال ويتم إعطاء الإجابة الخاطئة له في كثير من اﻷحيان، فأقرب كوكب للأرض في المتوسط هو كوكب عطارد وليس الزهرة!

لماذا عطارد هو الأقرب إلى كوكب الأرض؟

أصل الإجابة الخاطئة هو طريقة الحساب المستعملة في حساب متوسط المسافة بين الكواكب، حيث يتم حساب المسافة المتوسطة بين كل كوكب والشمس، وﻹيجاد المسافة المتوسطة بين كوب الارض والزهرة على سبيل المثال يتم طرح المسافة المتوسطة بين الارض والشمس من المسافة المتوسطة بين الزهرة والشمس، وبهذه الطريقة تم إيجاد أن كوكب الزهرة هو اﻷقرب، هذه الطريقة لاتعطي المسافة المتوسطة بين الكوكبين بل تعطي المسافة بين مداريهما في أقرب حالة وكما ذكرنا في الفقرة السابقة كوكب الزهرة هو الذي يصل إلى أقرب ما يكون للأرض، ولكن اﻷصح هو أن يتم حساب المسافة بين اﻷرض وبقية الكواكب كل فترة زمنية محددة ثم إيجاد متوسط هذه المسافات، وهذا ماقام به باحثون نشروا مقالاً على «physicstoday»، قامو بتطوير طريقة رياضية «point-circle method» لتقريب متوسط المسافة بين الكواكب، بهذه الطريقة وجدوا أنه بالمتوسط أقرب كوكب للأرض هو كوكب عطارد أي أنه يقضي وقت أكبر كأقرب كوكب للأرض مقارنة ببقية الكواكب، ليس هذا وحسب بل أن عطارد هو أقرب كوكب بالمتوسط لجميع كواكب المجموعة الشمسية، تم إثبات هذا الإدعاء عن طريق القيام بمحاكات حاسوبية لمدارات الكواكب وحساب متوسط المسافات بينهم لمدة 10000 سنة.

المسافة مابين الأرض، وعطارد والزهرة والمريخ خلال عام 2000م

أقرب كوكب للأرض في المتوسط هو عطارد بمسافة 1.03 وحدة فلكية في المتوسط، يأتي كوكب الزهرة الثاني في الترتيب بمسافة 1.13 وحدة فلكية في المتوسط، ثم كوكب المريخ بمسافة 1.7 وحدة فلكية في المتوسط، يمكنك إيجاد محاكاة تفاعلية على هذا الرابط https://engaging-data.com/mercury-closest ستجد فيها مدارات عطارد، الزهرة، و المريخ، ومتوسط المسافات بينهم وبين اﻷرض.

ملاحظة:


1 وحدة فلكية «Astronomical Unit» تساوي متوسط المسافة بين اﻷرض والشمس، حوالي 150 مليون كيلومتر.

المصادر:
physicstoday.scitation

livescience

sciencealert

Exit mobile version