المقالات

الاحتفال بإنجازات النساء وقوتهن في يوم مخصص لهن

الاحتفال بإنجازات النساء وقوتهن في يوم مخصص لهن في اليوم العالمي للمرأة الذي يوافق الثامن من مارس من كل عام، وهو يوم تحتفل فيه النساء من جميع أنحاء العالم بإنجازاتهن وقوتهن وسعيهن الدائم لتحقيق المستحيل وكسر الحواجز والقيود المحيطة بهن. هو يوم لتكريم إنجازات وأعمال النساء اللواتي كرسن أنفسهن من أجل تقدم البشرية وتطور الحضارة

كيف بدأ هذا الاحتفال؟

تم الاعتراف باليوم الوطني الأول للمرأة، كما كان يطلق عليه، في الولايات المتحدة في 28 فبراير 1909. وقد تم تحفيزها من قبل الحركة العمالية في عام 1908، والتي شهدت إضراب 15000 عاملة للملابس في مدينة نيويورك للاحتجاج على ظروف العمل السيئة. وطالبوا بقيادة كلارا ليمليش، بتحسين الأجور وساعات العمل الأقصر وتحسين ظروف العمل.

في العام التالي، أعلن الحزب الاشتراكي الأمريكي أول يوم وطني للمرأة على شرف العمال. تم الاحتفال به لأول مرة باعتباره يومًا رسميًا رسميًا في 19 مارس 1911.

متى أصبح الأحتفال رسميًا؟

في حين تم الاحتفال باليوم العالمي في مارس من عام 1911، إلا أن التواريخ المحددة للاعتراف تختلف بين الدول حتى عام 1917.

في خضم الحرب العالمية الأولى، التي بدأت قبل العام 1917 بثلاث سنوات، نظمت النساء في روسيا إضرابًا عن “الخبز والسلام” احتجاجًا على نقص الغذاء ومعدلات التضخم الوحشية التي كانت تحدث في البلاد في ذلك الوقت. فرض الإضراب ضغوطاً متزايدة على القيصر نيكولاس الثاني، الذي كان إمبراطور روسيا في ذلك الوقت، وأجبره على التنازل عن العرش بعد أربعة أيام.

ثم منحت الحكومة المؤقتة النساء الروسيات حق التصويت. كان تاريخ بدء الإضراب يوم الأحد 23 فبراير وفقًا للتقويم اليولياني، والذي تم استخدامه في ذلك الوقت. وفقًا للتقويم الغريغوري – التقويم الأكثر استخدامًا في العالم اليوم – فإن هذا التاريخ هو 8 مارس، وهو اليوم الذي يحتفل فيه باليوم العالمي للمرأة كل عام.

متى اعترفت الأمم المتحدة بهذا اليوم؟

بدأت الأمم المتحدة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في عام 1975 خلال السنة الدولية للمرأة.

وهذا يدل على أن أهداف هذا اليوم – النهوض بمكانة المرأة في جميع أنحاء العالم والحملة من أجل المساواة بين الجنسين – قد تم الاعتراف بها رسمياً كجزء من التزام المنظمة بالدفاع عن حقوق الإنسان. وفي عام 1996، بدأت الأمم المتحدة في اعتماد موضوع سنوي لليوم العالمي للمرأة، وكان أولها “الاحتفال بالماضي، والتخطيط للمستقبل”. وأعقب ذلك “المرأة على طاولة السلام”، “المرأة وحقوق الإنسان”، وفي عام 1999، “العالم خالٍ من العنف ضد المرأة”.

وموضوع هذا العام لليوم العالمي للمرأة وهو “عالم به مساواة هو عالم مُمكّن”.

نساء غيروا العالم:

سنتحدث عن بعض النساء اللاتي ناضلن وحاولن جعل العالم مكانًا أفضل.

روزاليند فرانكلين: كانت بيانات أبحاث فرانكلين أول من أظهر الأبعاد الأساسية للحمض النووي وكشف أن الجزيء كان يتكون من جزأين متطابقين.

دوروثي هودجكن: في عام 1964، أصبحت هودجكين أول امرأة بريطانية وحيدة تفوز بجائزة نوبل في الكيمياء “لتحديدها بتقنيات الأشعة السينية لهياكل المواد الكيميائية الحيوية المهمة.”

جراس هوبر: مبرمجة كمبيوتر رائعة ساعدت في تطوير لغات كمبيوتر متعددة وتعتبر واحدة من أوائل المبرمجين في عصر الحوسبة الحديثة.

شين شيونغ وو: ينسب إليها أنها دحضت أحد القوانين الأساسية للفيزياء، ويسمى الحفاظ على التكافؤ.

فلورنس نايتنجيل: تعتبر رائدة علم التمريض حيث غيرت جودة الرعاية في الحرب تمامًا واستمرت في تحسين الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم.

ماري كوري: هي المرأة الوحيدة التي فازت بجائزتي نوبل في الكيمياء تقديرًا لعملها في مجال الإشعاع، وفازت بها في الفيزياء لدراساتها في مجال الإشعاع التلقائي

مالالا يوسفزاي: مناضلة من أجل حقوق الفتيات في التعليم

نادية مراد: مناضلة من أجل إنهاء العنف الجنسي في الحرب

جويندولين بروكس: أول مؤلفة سوداء تفوز بجائزة بوليتزر ، وكانت أول امرأة سوداء تشغل منصب مستشارة شعر بمكتبة الكونغرس.

جي كي رولينج: من خلال كتبها، جلبت للعالم واحدة من أكثر الشخصيات الأدبية المحبوبة والأكثر شهرة على الإطلاق. نحن نتحدث بالطبع عن هاري بوتر.

الخاتمة:

للاسف لم نستطع أن نذكر جميع النساء ذوات الانجازات الرائعة ولكننا حاولنا ذكر الأهم.

هل تعتقد عزيزي القاريء أن الاحتفال بإنجازات النساء وقوتهن في يوم مخصص لهن يعطي القوة والإرادة والعزيمة للنساء حول العالم للقيام بما يردن؟

المصدر(1)

المصدر(2)

المصدر(3)

المصدر(4)

 

ملخص رواية الحرام للكاتب يوسف إدريس

ملخص  رواية الحرام للكاتب يوسف إدريس

“لابد لكل خطيئة من خاطئة ولكل جريمة من فاعل”
يوسف إدريس، رواية الحرام
تدور أحداث الرواية  في إحدى بقاع الريف المصري شمال الدلتا في أربعينيات القرن العشرين، تبدأ الأحداث بالعثور على جثة طفل حديث الولادة تحت شجرة الصفصاف الواقعة بجانب ترعة القرية بواسطة الغفير عبد المطلب الذي ارتبك كثيرًا واضطرب تفكيره بعد أن وجد جثة الصغير ففكر في إلقائها في الترعة حتى يهرب من المسؤولية ولكن لم يحالفه الحظ فبدأ أهل العزبة بالظهور واحدًا تلو الآخر وعُرف بأمر الصغير في جميع أرجاء التفتيش وبعد فحصه جيدا تبين أنه مات مخنوقًا، ووصل الخبر إلى المأمور فكري أفندي والذي سرعان ما اتجه إلى المكان الذي وجدوا فيه الصغير، هاله المنظر ودارت به الأرض فلم يكن من المعتاد على أهل العزبة مثل هذه الحادثة التي أثرت فيهم جميعًا وزرعت الشك في قلوبهم  فمثالية أهل العزبة وعدم وقوعهم في أخطاء مثل هذه لم تكن سوى ظاهريًا فقط.
تزاحمت الأفكار في رأس فكري أفندي والشكوك وراودته الكثير من الأسئلة وكان أهمها بالتأكيد من هي أم الطفل وقاتلته، وبعد تفكير طويل من فكري أفندي توصل إلى أن الأم يجب أن تكون من عمال الترحيلة (الغرابوة) فمن غير الممكن من وجهة نظره أن يرتكب مثل هذه الجريمة أهل التفتيش وبدأ بالفعل البحث عن أم الصغير بين نساء الترحيلة.
وعمال الترحيلة أو كما يسميهم أهل التفتيش (الغرابوة) ضحية الظلم الاجتماعي والفقر والحق المهدور، هم مجموعة من الفقراء معدمي الحال ليسوا من قاطني التفتيش ولكن هم من قرى فقيرة بعيدة عن العزبة يأتي بهم فكري أفندي كل عام في موسم القطن، يعملوا في الأرض ويحصلوا على يومية بسيطة بالكاد تكفيهم، دائمًا ما كانت معاملة أهل التفتيش للترحيلة في منتهى القسوة والاحتقار بسبب أنهم غرباء عن العزبة وبسبب فقرهم الشديد وهيأتهم الرثة، وصلت بهم قسوة المعاملة لتحذير أطفالهم من الاقتراب من أطفال الترحيلة حتى لا يصابوا بالأمراض.
يسرد الكاتب حكاية واحدة من ضمن كثير من المآسي التي يعاني منها هؤلاء المساكين والتي تزامنت بدورها مع حكاية لندة بنت باشكاتب العزبة مسيحة أفندي الذي انتابه الشك في ابنته بمجرد معرفة أمر جثة الصغير لأن لندة قد تجاوزت سن الزواج بفترة تحت وطأة العادات والتقاليد فراودته الشكوك حولها إلا أنها لم تكن أم الطفل ولكنها كانت خاطئة بدورها فقد تورطت في علاقة غير مشروعة مع أحمد سلطان موظف التفتيش وفاجأت الجميع بهروبها معه وزواجهما، أما عن المأساة فكانت حكاية إمرأة فقيرة تدعى عزيزة وزوجها عبد الله الأسرة معدمة الحال التي تعيش في فقر مدقع اعتمادها الأساسي للمعيشة على مواسم الترحيلات فيذهبوا معا ويتنقلوا من عزبة إلى أخرى للحصول على اليومية التي لا تكاد تكفيهم هم وأطفالهم، واستمر حالهم شبه المستقر هذا إلى أن مرض عبد الله بالبلهارسيا وتمكنت منه حتى أصبح غير قادر على العمل نهائيًا، حملت عزيزة على عاتقها عبء الأسرة بالكامل ولم تترك زوجها في محنته حتى رفضت أن تذهب مع العمال وآثرت أن تبقى لترعى زوجها وأطفالها، كانت تعمل عند أهل القرية وتهلك نفسها بالعمل كل يوم حتى تعود بشيء لأطفالها في النهاية، استمر الحال صعبًا لا يحتمل فترة طويلة كانت عزيزة خلالها صامدة قوية لا تشتكي، حتى أسر لها زوجها برغبته في تناول البطاطا ولأنه مريض فكانت طلباته مجابة، احتارت عزيزة من أين تأتي بطلبه حتى تذكرت تلك الأرض التي تملكها أسرة في القرية وكانت مزروعة بالبطاطا فأخدت الفأس وذهبت إليها علَّها تجد جذر بطاطا منسي هنا أو هناك وبينما هي تعمل في الأرض بحثًا عن طلبها حتى فاجأها أحد أصحاب الأرض والمعروف عنه الشدة وحدة الطباع، فنهرها بشدة لتواجدها في أرضه ولكن ما إن قصت عليه سبب وجودها حتى تعاطف معها وأخذ منها الفأس وبدأ يبحث بعينه الخبيرة عن مكان معين وأعمل فيه الفأس وأخرج منه حبة بطاطا كبيرة سرت بها عزيزة، وبينما كانت تستدير لتذهب إلى زوجها لم تنتبه لوجود حفرة خلفها فزلت قدمها ووقعت في الحفرة، فنزل صاحب الأرض إلى الحفرة بحجة مساعدتها ولكنه كان ينوي على شيء آخر فقاومته هي في بادئ الأمر لكن سرعان ما استسلمت في النهاية بسبب ضعف نفسها ورغبتها مبررة عدم صراخها بحرصها على تجنب الفضيحة.
رجعت عزيزة إلى زوجها بالبطاطا التي أسعدته كثيرا وأكل منها هو والصغار، وعادت عزيزة لحياتها الشاقة التي أنستها الحادثة ولكن كان للقدر رأي آخر، ومع مرور الوقت أحست عزيزة بأعراض تشبه أعراض الحمل وسرعان ما تبددت شكوكها وأصبحت متأكدة من الكارثة التي وضعت نفسها فيها، فأنَّى لها أن تأتي بطفل وزوجها مريض! حاولت عزيزة باستماتة التخلص من الجنين لكنه أبى أن يستجيب، وكان هذا معاد مجيء فكري أفندي لأخذ العمال من أجل جمع الدودة فأصر زوجها على أن تذهب معهم وهي كذلك كانت لا ترى مفر من الذهاب.
ظلت محتفظة بسرها حتى أنها انعزلت عن الناس وعاشت معاناتها في إخفاء أمر صغيرها حتى جاء وقت الولادة فانتحت جانبًا تحت شجرة الصفصاف بعيدًا عن عمال الترحيلة ووضعت الطفل وغابت عن الوعي من شدة التعب وعندما أفاقت وجدت يدها على فم الصغير حيث أنها كانت تحاول أن تهدأ من صراخه حتى لا يسمعه أحد فمات الصغير مخنوقًا، تركته عزيزة ورجعت إلى فراشها وفي اليوم التالي ذهبت إلى العمل وكانت قوية صامدة ثابتة لدرجة أن فكري أفندي لم يكتشف أمرها أثناء المسح الذي أجراه للعثور على الفاعلة.
ظنت عزيزة أنها تخلصت من سرها الخبيث الذي كان يضنيها وأصبحت أكثر انطلاقًا وحيوية ولكن فاجأتها حمى النفاس التي أرقدتها في الفراش مريضة تهذي حتى كُشف أمرها وعلم به فكري أفندي وكل من في العزبة، فتشابكت خيوط قصة عزيزة ولندة فكلتاهما وقعت في الخطيئة ولكن لأسباب مختلفة، فعزيزة كانت ضحية الفقر وضيق الحال والظلم الاجتماعي أما لندة التي كانت تعيش ميسورة الحال فقد كانت ضحية العادات والتقاليد المتوارثة التي أضعفتها وساقتها في الطريق الخاطئة، فالخطيئة ليست مقصورة فقط على الفقراء ومعدمي الحال ولكن يمكن لأي أحد أن يقع فيها.
وكان الغريب في الأمر أن أظهر فكري أفندي الكثير من التعاطف تجاه عزيزة بعدما كان ساخطًا عليها وعلى فعلتها، أمر بإقامة عشة تحجب عنها أشعة الشمس الحارقة في مكان استقرار عمال الترحيلة وأمر كذلك بصرف يوميتها بشكل طبيعي، وكذلك تعاطف معها أهل القرية بعدما كانت محط أنظارهم على أنها مذنبة وخاطئة، تحولت مشاعرهم تجاهها إلى تعاطف وشفقة وحاولوا التخفيف عنها ومساعدتها حتى ماتت بسبب الحمى التي أصابتها، أمر فكري أفندي بإرسال جثمان عزيزة إلى قريتها حتى لا تسبب له المشاكل وكف أهل العزبة وعمال الترحيلة عن الخوض في حكايتها وانتهى موسم القطن ورجع الغرابوة إلى قراهم، وفي العام التالي عندما عادوا في موسم القطن كانت علاقتهم قد تحسنت كثيرًا مع أهل التفتيش ولم يبق من عزيزة وحكايتها سوى شجرة الصفصاف.
للمزيد من (ملخصات الكتب)

قصة الفيزيائية ليز مايتنر التي اكتشفت الإنشطار النووي واستبعدت من جائزة نوبل

قصة الفيزيائية ليز مايتنر التي اكتشفت الانشطار النووي واستبعدت من جائزة نوبل كيف اكتشفت الفيزيائية الرائدة ليز مايتنر الإنشطار النووي ومهدت طريق العلوم أمام النساء، وكيف حُرمت من جائزة نوبل؟

“إن العلم يجعل الأشخاص يصلون إلى نوع من نكران الذات من أجل الحقيقة والموضوعية؛ ويعلمهم تقبل الواقع بتعجب وإعجاب. ناهيك عن البهجة العميقة والرهبة التي يجلبها النظام الطبيعي للأشياء إلى العالم الحقيقي” -ليز مايتنر.

في خريف عام 1946، قامت طفلة صغيرة من جنوب افريقيا تطمح لأن تصبح عالمة بكتابة رسالة إلى أينشتاين أختمتها بعبارة: “آمل أن لا تقلل من شأني لكوني فتاة!” فأجابها العالم بعبارات حكيمة يتردد صداها إلى يومنا هذا: “أنا لا أمانع كونك فتاة، لكن الأهم أن لا تمانعي أنت ذلك…فليس هناك سبب لفعل ذلك”

إن تاريخ العلم هو تاريخ العالم نفسه، تاريخ التباين غير المعقول في السلطة مما يعني أن العواقب القمعية التي أدت إلى وصول عدد قليل من النساء إلى قمة تخصصهن يرجع الى المثابة السامية والمتألقة للعلم. من بين أبرز هؤلاء النساء الرائدات واللواتي نادرا ما يحتفل بهن هي الفيزيائية النمساوية ليز مايتنر.

قادت ليز الفريق الذي اكتشف الإنشطار النووي ولكن تم استبعادها من جائزة نوبل. كان آينشتاين قد تبشر بهذه المرأة اليهودية التي بالكاد أنقذت حياتها من النازيين بصفتها ماري كوري الخاصة بالعالم الناطق بالألمانية.

وُلدت مايتنر في فيينا يوم 7 نوفمبر من سنة 1878، أي بعد أكثر من عام على عالمة الفلك الأمريكية ماريا ميتشل التي مهدت الطريق أمام النساء في مجال العلوم وحثت الصف الأول من عالمات الفلك بقولها: “لا ينبغي أن تقولن “أنا فقط امرأة، بل أنا امرأة!” ما الذي يمكنن طلبه أكثر من ذلك؟”

رغم أن ليز كانت متميزة في الرياضيات منذ سن مبكرة، إلا أن فرص النساء في أوروبا في القرن التاسع عشر كانت قليلة جدا. تروي مايتنر في أواخر عمرها بحزن:

“بالتفكير مرة أخرى في شبابي، يدرك المرء كم من المشاكل التي عانت منها الفتيات العاديات، والتي تبدو الآن غير قابلة للتخيل. فمن بين أصعب هذه المشاكل الحصول على تدريب فكري عادي.”

انتهت ليز من دراستها في فيينا عندما كانت في الرابعة عشرة من عمرها، لكن بعد بضع سنوات أصبحت الجامعات تقبل النساء. التحقت ليز بالجامعة ودرست الفيزياء لدى لودفيغ بولتزمان.

عندما كانت شابة ذهبت إلى برلين دون أدنى احتمالات لتتابع الفيزياء. ولكنها كانت محظوظة حيث أصبح ماكس بلانك معلمًا وصديقًا لها والكميائي أوتو هان زميل لها. قامت كل من ليز وهان بحفر أسمائهم في مجال النشاط الإشعاعي. لكن انتقلت مايتنر في العشرينات من القرن الماضي إلى متابعة مسيرتها في الفيزياء النووية التي كانت تعتبر بذلك الوقت مجال ناشئ تجيده ليز، فبذلك أصبحت مستقلة على هان.

تعرف مايتنر في مجتمع الفيزياء ببرلين، أو كما أحب أينشتاين مناداتها “ماري كوري الخاصة بنا”. اعتبرت من كبار العلماء التجريبيين بين علماء الفيزياء في أرجاء العالم في يومها. بذاك أصبحت تلك الشابة الخجولة التي يضايقها ابن أخيها من خلال منادتها “بالمتسلطة الغامضة والقصيرة” أستاذة حازمة.

وعلى الرغم من معاناتها من وقت لآخر من انعدام الأمان الذي شهدته خلال طفولتها إلا أنها لم تشك أبدًا في كون الفيزياء تستحق كل ذلك العناء. حسب أوراقها الشخصية، فلم يسبق لليز الزواج أو انجاب أطفال كما لم تكن لها أية علاقات عاطفية جدية. بالرغم من عدم ارتباطها، فحياتها كانت كاملة. فقد كانت صديقة مخلصة بشكل استثنائي وأحاطت نفسها بأشخاص تعتز بهم أو على حد تعبيرها “شخصيات رائعة ومحبوبة” قدمت لها “مرافقة سحرية“. فقبل كل شيء، كانت علاقتها بالعلم جد قوية لدرجة أنها انسحبت من الأشياء الأخرى لمواجهة كل عائق يعترض طريق شغفها.

متى بدأ شغف ليز بالعلوم، كيف التحقت بالجامعة، وكيف فرت من الحكم النازي في ألمانيا؟

قصة الفيزيائية ليز مايتنر التي اكتشفت الإنشطار النووي واستبعدت من جائزة نوبل

أجرت العالمة ليز أول تجربة علمية لها كفتاة صغيرة تحت عنوان “المنطق والتفكير النقدي” كتحد لها للخرافات. عندما كانت ليز صغيرة جدًا حذرتها جدتها من عدم التطريز في يوم السبت اليهودي (يوم مخصص للراحة والعبادة في الديانة اليهودية) لكي لا تنهار السماء. بالفعل، كانت ليز تقوم ببعض التطريز في ذلك الوقت وقررت إجراء اختبار: وضعت طرف إبرتها على التطريز ونظرت بقلق الى السماء، قررت متابعة التطريز منتظرة اعتراضا أو ردة فعل. وبعد ذلك استمرت في عملها مقتنعة بعدم وجود أية اعتراضات من السماء. لذلك فمنذ طفولتها، تميزت ليز بشكوك عقلانية إلى جانب حبها لقراءة الكتب، المشي لمسافات طويلة في الصيف والسماع للموسيقى.

منذ أن انتهت دراستها الرسمية في سن الرابعة عشرة قضت ليز بضع سنوات في قمع طموحاتها العلمية. لحسن الحظ بدأت الجامعات النمساوية أخيرًا في قبول النساء في عام 1901 فحصلت على شهادة الثانوية العامة لإجراء امتحان الالتحاق بالجامعة في سن الثالثة والعشرين بعد أن تم تلخيص ثماني سنوات في 20 شهرا من دراسة المنطق، الأدب، الرياضيات، اليونانية، اللاتينية، علم النبات، علم الحيوان والفيزياء. حصلت ليز على الدكتوراه سنة 1905 معتبرة واحدة من النساء القليلة في العالم اللواتي حصلن على درجة عالية في الدكتوراه في الفيزياء.

ولكن عندما سافرت ليز البالغة من العمر 29 عامًا إلى برلين على أمل أن تدرس تحت يد العظيم ماكس بلانك، اكتشفت أنها دخلت في آلة الزمن لأن الجامعات الألمانية مازالت تغلق أبوابها أمام النساء في ذلك الوقت، لذلك كان عليها أن تطلب إذنًا خاصًا لحضور محاضرات بلانك.

في خريف عام 1907، قابلت ليز الكيميائي الألماني أوتو هان المهتم بالنشاط الإشعاعي تماما مثلها. لم يعارض أتو هان العمل مع النساء بل تم منعهن في ذلك الوقت من دخول المعهد الكيميائي في برلين. كان على ليز وهانالعمل في متجر سابق للنجارة تم تحويله إلى مختبر في الطابق السفلي للمبنى. ملأ العالمان فجوات بعضهما البعض بقدراتهم الخاصة، حيث كانت ليز المتخصصة في الفيزياء عالمة رياضيات رائعة متمكنة من تصميم تجارب أصلية لاختبار أفكارها، وهان المتخصص في مجال الكيمياء بارع في العمل المختبري الدقيق.

على مدار ثلاثين عامًا من التعاون، أصبح كل من هان وليز رائد في دراسة النشاط الإشعاعي. يذكر أن العالمة ليز نشرت ستة وخمسين ورقة علمية خاصة بها بين عامي 1921 و 1934 عندما استقلت عن أتو هان. ولكن عندما بدأت حياتها المهنية بدأ النازيون باغتصاب السلطة في أوروبا. كانت ليز، هان وعالم ثالث مبتدئ يدعى فريتز ستراسمان في مشكلة حيث تم رفض فريتز للانضمام إلى المنظمات النازية.

في عام 1938، بينما كان العلماء الثلاثة يؤدون تجاربهم الرائدة، اقتحم الجنود النازيون النمسا، لذلك رفضت ليز إخفاء تراثها وهويتها اليهودية فقررت المغادرة لكن النازيين وضعوا قوانين معادية تمنع أساتذة الجامعات من مغادرة البلاد. في 13 يوليو بمساعدة من زميلها هان وعدد قليل من الأصدقاء العلميين الآخرين نجحت مايتنر في الفرار عبر الحدود الهولندية. هاجرت إلى الدنمارك حيث مكثت مع صديقها نيلز بور ثم وجدت منزلًا دائمًا لها في معهد نوبل للفيزياء في السويد. يجدر بالذكر أن قبل ثلاثة قرون فر ديكارت أيضًا إلى السويد لتفادي محاكم التفتيش بعد أن شاهد محاكمة جاليليو.

كيف حرمت ليز من جائزة نوبل، ولماذا نعتت بالأم اليهودية للقنبلة الذرية؟

قصة الفيزيائية ليز مايتنر التي اكتشفت الإنشطار النووي واستبعدت من جائزة نوبل

التقى هان وميتنر سرا في كوبنهاغن لمناقشة بعض النتائج المحيرة التي حصل عليها في المختبر مع ستراسمان. فبعد قصف نواة ذرة اليورانيوم (ذات العدد الذري 92) بنيوترون واحد انتهى بهما الأمر بنواة الراديوم (ذات عدد ذري 88) والتي تصرفت كيميائيًا مثل الباريوم (56) وهو عنصر مع ما يقرب من نصف الوزن الذري للراديوم. إن النيوترون الصغير الذي يتحرك بسرعة منخفضة من شأنه أن يزعزع الاستقرار ويحطم شيئًا ما بقوة مثل الذرة، ويسقط عدده الذري ويغير سلوكه الكيميائي!

في تلك المرحلة، كان هان أحد أفضل علماء الكيمياء الإشعاعية في العالم وليز أحد أفضل علماء الفيزياء في العالم. أخبرته ليز أن تفاعله الكيميائي لا معنى في الفيزياء وحثته على تكرار التجربة. واصلت ليز التفكير في القضية بجيرة.

قدم أوتو روبرت فريش الاستعارة المثالية لكيفية إحراز المرأة تقدمًا في العلوم بالنسبة إلى أقرانها من الذكور:

“كلانا مشى صعودا وهبوطا في الثلج، أنا على الزلاجات وهي سيرا على الأقدام.”

في فهم النتائج غير المنطقية، توصلت مايتنر وفريش إلى ما يسمى بالانشطار النووي، وهي كلمة استخدمت لأول مرة في الفقرة السابعة من الورقة التي نشروها في الشهر الموالي. ما يعني أن النواة يمكن أن تنقسم وتتحول إلى عنصر آخر كانت فكرة جذرية لم يستوعبها أحد من قبل. لذلك قدمت مايتنر الفهم الأولي لكيفية حدوث ذلك.

سوف يتم اثبات أن الانشطار النووي أحد أكثر الاكتشافات قوة وخطورة في تاريخ البشرية، قوة استسلمت لقدراتنا المزدوجة من أجل الخير والشر: لقد كان هذا الاكتشاف أساسي في اختراع الاسلحة الأكثر دموية في تاريخ البشرية: القنبلة الذرية.

في الحقيقة، كان يشار إلى مايتنر بقسوة بأنها “الأم اليهودية للقنبلة الذرية“، على الرغم من أن اكتشافها كان علميًا بحتًا، كما أنها سبقت هذا العمل الخبيث بعدة سنوات وحالما رأته يوضع قيد التنفيذ لتحقيق غايات مدمرة، رفضت بشدة العمل على القنبلة. لقد آمنت مثل بقية العالم أن القنبلة نقطة تحول خطيرة للبشرية.

بعد سنوات، كانت تصدر رثاء للعصر الذي انتهى باختراعه وتقول: “بإمكان شخص حب عمل شخص آخر دون الخوف من الأشياء البشعة والخبيثة التي قد يفعلها الناس بالنتائج العلمية الجميلة.”

كان اكتشاف الانشطار النووي بحد ذاته مثالًا ساطعًا على هذه النتائج العلمية الجميلة، انتصارًا للعقل الإنساني على أسرار الطبيعة. فالعالم هان كان يملك النتائج التجريبية غير المنطقية لكن تفسيرات مايتنر استخلصت دلالتها. نشر هان الاكتشاف دون ذكر اسمها، وبغض النظر عما إذا كانت أسبابه هي الغيرة الشخصية أو الجبن السياسي الذي أثار غضب السلطات النازية. تبقى النقطة الأساسية أن مايتنر شعرت بالخيانة الشديدة بسبب الظلم.

كتبت إلى شقيقها والتر: “لا أثق في نفسي … لقد نشر هان للتو اكتشافات رائعة استنادًا إلى عملنا معًا، حيث أن هذه النتائج تجعلني أشعر بالسعادة، شخصيًا وعلميًا، تجاه هان. أنا محبطة جدا، سيعتقد الكثير من الناس أنني لم أساهم في أي شيء على الإطلاق!”

وفي عام 1944، حصل هان وحده على جائزة نوبل للكيمياء لاكتشاف الانشطار النووي.

معاناة ليز ماتنر: كيف قضت سنواتها الأخيرة، وكيف تسبب الحكم النازي بإهمال مساهماتها في مجال العلوم؟

إن تشويه الواقع وقمع الذاكرة هي مواضيع متكررة في الدراسات عن ألمانيا النازية وتبعاتها. فلا يوجد أدنى شك في دور العالمة ليز ميتنر في اكتشاف الانشطار النووي حيث تدل السجلات المنشورة والمراسلات الشخصية أن ليز ساهمت في هذا الاكتشاف من البداية إلى النهاية.

اكتشاف فائق الأهمية لن يتم الاعتراف به لو لم تقم ليز بالهجرة. فالسياسات العنصرية التي دفعت مايتنر إلى مغادرة ألمانيا هي نفسها التي جعلت من المستحيل أن تكون جزءًا من منشور هان وستراسمان، كما كانت هناك خطورة في اعتراف هان بعلاقته معها المستمرة. لم ينفي هان تعاونه السري مع “شخص غير آري” في المنفى فقط، بل تناسى كلما قامت به ليز خلال تعاونهما. تسببت أكاذيب هان بتشوية سجل الاكتشاف وكادت أن تكلف ليز مكانتها في التاريخ.

تلقت ليز عدة جوائز في حياتها، بل كان لها عنصر كيميائي (Meitnerium) سمي على اسمها بعد وفاتها، ولكن لم يتم تصحيح حقيقة مشاركتها في اكتشاف الانشطار النووي. على الرغم من أن جميع الحواجز الممكن تخيلها قد وُضعت أمام متابعتها لتعليمها العلمي، فقد نجت من الاضطهاد النازي، وتحملت آلام المنفى، إلا أن عدم اعتبارها من طرف نوبل سبب لها الحزن الذي لا يمكن تعويضه في حياتها.

باستثناء بعض البيانات الموجزة، لم تقم عالمة الفيزياء ليز ماتنر بحملة لنفسها؛ فلم تكتب سيرتها الذاتية، ولم تأذن بالسيرة الذاتية خلال حياتها. نادراً ما تحدثت عن كفاحها من أجل التعليم والقبول على الرغم من أن انعدام الأمن والعزل في سنوات تكوينها أثرت عليها بعمق لاحقاً. ولم تتحدث قط عن هجرتها القسرية أو مهنتها وصداقاتها المحطمة. كانت تفضل أن يتم الحصول على أساسيات حياتها من منشوراتها العلمية، لكنها كانت تعلم أن في حالتها لن يكون ذلك كافياً.

إن الإصرار على أن ماتنر لم تساهم في اكتشاف الانشطار النووي ما هي إلا طريقة لإنكار حقيقة معاملتها بطريقة غير عادلة، وبمعنى أوسع، رفض مواجهة الظلم والجرائم من الفترة النازية. وبدلاً من الاعتراف بأن استبعاد مايتنر من بحثها القيم كان سياسيًا، اخترع هان أسبابًا علمية زائفة، أنكروا الظلم وخلقوا ظلمًا جديدًا!

بالنظر إلى غرفة الصدى في الرأي التفسيري الذي يسمى التاريخ، فإن وجهة نظر هان تلقت ترحيبا بسهولة من قبل أتباعه وأجيال من الصحفيين والمعلقين غير الناقدين لتاريخ العلوم. كان استبعاد نوبل هو الأكثر وضوحًا، لكن المحو بشكل فظ لإرث ماتنر لم ينته عند هذا الحد. لقد عُرض جهاز الانشطار (الأداة نفسها التي استخدمتها ليز في مختبرها في برلين لاكتشافاتها) في متحف العلوم الأول في ألمانيا لمدة خمسة وثلاثين عامًا دون أن يذكر اسمها.

قالت ماتنر في خطاب ألقته في فيينا عن عمر يناهز 75 عامًا:

إن العلم يجعل الناس يصلون إلى نكران الذات من أجل الحقيقة والموضوعية؛ ويعلمهم تقبل الواقع بعجب وإعجاب، ناهيك عن البهجة العميقة والرهبة التي يجلبها النظام الطبيعي للأشياء إلى العالم الحقيقي.

توفيت ميتنر بسلام أثناء نومها في 27 أكتوبر 1968، أي قبل أيام من عيد ميلادها التسعين. اختار أوتو روبرت، واحد من أعز أصدقائها، النقش على قبرها العبارة التالية: ليز مايتنر، فيزيائية لم تفقد إنسانيتها أبداً.

المصدر: BrainPickings

اقرأ أيضا: مميزات ميدالية جائزة نوبل

استئصال الزائدة الدودية أصبح من الماضي

بعد عقود مضت من الزمن على إجراء عمليات استئصال الزائدة الدودية الملتهبة، وجد الأطباء أنه لا ضرورة للجراحة وأن كورس من الصادات الحيوية قد يكون بنفس فعالية العمل الجراحي لعلاج التهابها، وذلك حسب ما وصلت إليه دراسة أجريت في جامعة Turku فنلندا ونشرت في دورية JAMA.

نظرة عامة

توضع الزائدة الدودية في البطن. مصدر الصورة: WebMD 2014

الزائدة الدودية هي جراب يشبه الإصبع يبرز من القولون في أسفل المنطقة اليمنى من البطن. يسبب التهابها ألمًا في أسفل المنطقة اليمنى من البطن. غير أن الألم يبدأ في معظم الأشخاص حول السُّرة ثم ينتقل إلى مناطق أخرى. ومع تفاقم الالتهاب، يزداد ألم التهاب الزائدة الدودية عادةً، ويشتد في النهاية.

يشعر المريض بألم يتفاقم عند السعال، أو المشي أو القيام بحركات مفاجئة، الغثيان والقيء، فقدان الشهية، الإمساك أو الإسهال، انتفاخ البطن.

من المرجح أن يكون سبب الالتهاب هو انسداد في بطانة الزائدة الدودية يؤدي إلى العدوى. تتكاثر البكتيريا بسرعة، مما يؤدي إلى التهابها وتورمها وامتلائها بالقيح. ويمكن أن تنفجر إذا لم تتم معالجتها على الفور.

يُمكن أن يتسبب التهاب الزائدة في حدوث مضاعفات خطيرة، مثل انفتاق الزائدة، يؤدي الانفتاق إلى انتشار العدوى في كل البطن (التهاب الصفاق). هذه الحالة قد تهدد الحياة، وتتطلب جراحة فورية لإزالة الزائدة وتنظيف تجويف البطن.

لا داعي للتدخل الجراحي!!

كانت نتائج الدراسة غير مفاجئة تمامًا، وذلك بسبب تجارب عديدة أخرى أجريت سابقًا، والتي خلصت إلى أدلة على أن الصادات الحيوية وحدها يمكنها علاج التهاب الزائدة الدودية الحاد. ومع ذلك، تركت هذه الدراسات بعض الأسئلة المعلقة، بما في ذلك، ما إذا كانت الصادات الحيوية قد حسنت الوضع مؤقتًا فقط، وهل سيكون المرضى في وضع أسوأ إذا احتاجوا للجراحة لاحقاً في حال إيقاف المعالجة الدوائية.

استمرت هذه الدراسة خمس سنوات وشملت 530 مريضًا مصابين بالتهاب الزائدة الدودية الحاد غير المختلط، تراوحت أعمارهم بين 18 و60 عاماً، اختير منهم 272 مريضا في مجموعة الجراحة و256 في مجموعة الصادات الحيوية، بقي الأشخاص الذين خضعوا للجراحة في المستشفى لمدة ثلاثة أيام، بينما بقي المرضى المعالجون بالصادات الحيوية في المستشفى لمدة ثلاثة أيام لتلقي الأدوية عن طريق الوريد، تبعها بعد ذلك سبعة أيام من الصادات الحيوية الفموية خارج المشفى.

في مجموعة الصادات الحيوية، 70 مريضاً من هذه المجموعة أجرى الجراحة بعد سنة من العلاج، وخلال السنوات الخمس اللاحقة خضع 30 مريضا آخراً للجراحة، بينما 156 من المرضى تعافوا تماما ولم يحتاجوا للجراحة (حوالي 61% من مرضى المجموعة).

يعتقد القائمون على الدراسة أن النسبة المئوية يمكن أن تكون أعلى في الدراسات اللاحقة، حيث أن معظم الجراحين لم يشاركوا في التجربة؛ لأن البعض منهم كان يشك بفكرة أن الصادات الحيوية وحدها يمكنها علاج التهاب الزائدة.

ومع ذلك، فإن اللجوء إلى الصادات الحيوية يعني مضاعفات أقل وتعافي أسرع بشكل عام، حيث كان لدى مجموعة المرضى المعالجين بالصادات معدل حدوث مضاعفات قدره 6.5%، في حين كان معدل المضاعفات عند الذين خضعوا لجراحة استئصال الزائدة الدودية 24%، معظمها بسبب الانتانات.

يشير الباحثون إلى أن علاج الصادات كان مكثفاً في الدراسة، حيث لجأ الباحثون إلى علاج محافظ لمدة ثلاثة أيام تلاه المزيد من الصادات عن طريق الفم. يمكن أن تصل الدراسات المستقبلية إلى تطبيق بروتوكولات علاجية أقصر وأقل كثافة، مما يقلل من معدلات المضاعفات ووقت العلاج.

أخيرًا، لم تقارن الدراسة بين التكاليف التي من الممكن أن يتحملها المرضى في مجموعتي العلاج، سيكون هذا سؤال آخر يجب الإجابة عنه في دراسات أخرى، حيث يقوم الأطباء حالياً بالبحث عن أفضل طريقة للتعامل مع التهاب الزائدة الدودية.

المصدر:

  1. JAMA. 2018;320(12):1259-1265. doi:10.1001/jama.2018.13201
  2. mayoclinic

لماذا لم يقصف الحلفاء معسكر أوشفيتز ؟

لماذا لم يقصف الحلفاء معسكر أوشفيتز

تحقيق وثائقي جديد حول دور المداولات في صنع  القرار التاريخي

     في ربيع عام 1944م تلقت قوات الحلفاء معلومات استخبارية مقلقة حول الفظائع المروعة التي تحدث في معسكر أوشفيتز – بيركيناو في جنوب بولندا، وهو مكان يُعرف حتى الآن بأنه أكثر معسكرات الإبادة الوحشية التي قام بها الألمان النازيين.

     يُعد التساؤل الأكثر انتشارًا بين المؤرخين القائمين على دراسة الحرب العالمية الثانية هو؛ لماذا لم يقصف الحلفاء معسكر أوشفيتز؟، هل علم الحلفاء بما يجري في المعسكر من قتل وإبادة؟ وإذا كانت الإجابة بنعم، هل كان في الإمكان قصف معسكر أوشفيتز؟، وللإجابة على أول التساؤلات بخصوص علم قوات التحالف بما يجري داخل المعسكر، فإن الإجابة بالطبع هي نعم، فقد كانت إنجلترا تتابع كل التقارير الخاصة عن المعسكر من بداية تأسيسه في عام 1940م وبشكل أدق كان السير تشارلز بورتال ( رئيس سلاح الجو الملكي البريطاني) قد تسلم من حكومة بولندا المنفية في لندن أول التقارير الواردة حول المعسكر في يناير 1941م أي بعد حوالي ستة أشهر من إفتتاح المعسكر وكان التقرير يفيد بأن معسكر أوشفيتز يُعد أكثر معسكرات الاعتقال تنظيمًا وأكثرهم إنسانية حتى ذلك الوقت.

       كشف سجينان يهوديان استطاعا الهرب من المعسكر قدرًا كبيرًا حول الأهوال التي يعاني منها نزلاء المعسكر وخاصة اليهود، حينها واجه الحلفاء تحديًا وخيارًا صعبًا في ظل ما كانوا يعانوه من قلة الموارد العسكرية التي أوشكت على الإنهيار في أواخر شهور الحرب العالمية الثانية، وتمثل هذا الخير الصعب في ضرورة إتخاذ أحد الأمرين وهما: هل ينبغي توجيه ضربة حربية لضرب معسكر أوشفيتز على الرغم من وجود خطر كبير على السجناء المحاصرين فيه؟ أم أن التكلفة العسكرية والخسائر المحتملة للموارد والأرواح تحول دون تنفيذ هذا القرار الخطير في تلك الفترة التي كانت موازين القوى بين طرفي الحرب متوزانة إلى حد ما ولا تصب في مصلحة أي من الطرفين.

تلتقي مسارات القطار عند مدخل أوشفيتز أومعسكر الموت، التقطت هذه الصورة في عام 1945.

      في فيلم وثائقي جديد بعنوان ” أسرار الموت ..قصف أوشفيتز “ يبحث المؤرخون حول دور المداولات في اتخاذ القرار الخاص بضرب معسكر أوشفيتز، وهل كان يجب عليهم القيام بعمل أخلاقي لكنه غير مثمر عسكريًا أم كان يجب عليهم تركيز قوتهم العسكرية على سحق آلة الحرب النازية دون الدخول في معارك جانبية أخرى.

     ولمعرفة تفاصل القضية يجب أن نعود قليلًا إلى الوراء؛ ففي عام 1940م وبالقرب من بلدة أوشفيتز ببولندا تم إقامة معسكر لاعتقال السجناء السياسيين البولنديين، ومع تقدم الحرب العالمية الثانية زاد أعداد محتجزي هذا المعسكر حتى وصل في أغسطس من عام 1944م إلى حوالي 400 ألف سجين، كان نصفهم أو أكثر من اليهود بتقدير 205 ألف سجين، بينما كان الباقي الذي قدر عددهم بحوالي 195 ألف من غير اليهود ( البولنديين وأسرى الحرب من السوفييت وروما وغيرهم من الجماعات العرقية )، ووفقًا لمدونات متحف أوشفيز بيركناو أنه بحلول نهاية الحرب العالمية الثانية كان أكثر من مليون شخص قد لقى حتفه داخل معسكر أوشفيتز.

      وفي أبريل 1944م استطاع كل من رودلف فربا وألفريد ويتلزلر وهما يهوديان كانا من سجناء المعسكر الهروب منه حاملين معهما أول شهادة عيان للفظائع التي تُرتكب فيه مثل غرف الغاز واستخدام النازيون للقتل الجماعي على نطاق واسع لا يمكن تصوره، وعلى الفور؛ تم نشر روايتهما التفصيلية على يهود سلوفاكيا تحت مسمى ” تقرير فربا وويتلزلر ” والذي عُرف لاحقًا بـ ” تقرير أوشفيتز “.

      وفي الفترة من مايو- يوليو 1944م تم إرسال نسخ من هذا التقرير إلى جهات مختلفة، منها هيئة لاجئي الحروب في سويسرا ومقر مجلس لاجئي الحروب في واشنطن العاصمة وإلى قادة قوات التحالف بما فيهم مساعد وزير الحرب الأميريكي جون ماكلوي، ومع انتشار التقرير أبدى وزير الخارجية البريطاني وينستون تشرشل قلقه الشديد منه لدرجة أنه أصدر مذكرة يوصي فيها بضرب معسكر أوشفيتز، لكن في النهاية لم تطلق رصاصة واحدة على معسكر الموت.

     وعلى الرغم من أنه كانت هناك غارات لقوات الحلفاء تستهدف مصنع الكيماويات الألماني الذي كان يقع على بعد حوالي 4 أميال فقط من معسكر أوشفيتز( 6كم) إلا أن تامي ديفيس بيدل ( أستاذ التاريخ وإستراتيجية الأمن القومي بكلية الحرب الأميريكية – كارلايل- بنسلفانيا ) يرى أنه هناك عدة عوامل دفعت الحلفاء حتى لا يكون معسكر أوشفيتز واحدًا من أهدافهم العسكرية خلال الحرب العالمية الثانية.

خريطة مبدئية لغرف الغاز والمحارق في معسكر أوشفيتز من النسخة الإنجليزية لتقرير فربا وويتزلر الصادر في نوفمير 1944م.

نتيجة غير مؤكدة من قصف الحلفاء معسكر أوشفيتز :

     قال بيدل لـ Live Sceince أن أول عوامل هذا الموقف من جانب قوات الحلفاء تجاه معسكر أوشفيتز يتجلى في ما عُرف في تلك الفترة في الولايات المتحدة الأميريكية والمملكة المتحدة باسم ” معاداة السامية”، ففي خلال الحرب العالمية الثانية نجحت الدعاية النازية شديدة التأثير والفعالية في الرأي العالمي آنذاك في إتهام اليهود بأنهم يتلاعبون بآلة الحرب لدى الحلفاء، ويضيف بيدل قائلًا: ” إن السياسيين شعروا بالتوتر إذا بدا لهم أن المجهود العسكري للحلفاء في الحرب هو مجرد حرب نيابة عن اليهود ولحمايتهم من النازيين”، وفي الواقع؛ يصف مايكل بيرنباوم ( أستاذ الدراسات اليهودية في الجامعة اليهودية الأميريكية – لوس أنجلوس) أن العديد من الشخصيات في القيادة الأميريكية – اليهودية وغير اليهودية – اتفقوا على حد سواء على ضرورة الحفاظ على الدعم الشعبي لدور الولايات المتحدة في الحرب أنذاك، وأنه من أجل ذلك يجب تهميش المصالح اليهودية في تلك الظروف، وأضاف قائلًا: كان هناك خوف لديهم إذ ظن الأميريكيون أن هذه الحرب هي نيابة عن اليهود ضد الألمان ولحمايتهم ربما يقل الدعم الشعبي لصانعي القرار الأميريكيين أنذاك”.

      أضف إلى ذلك؛ كان هناك تساؤلٌ مرتبطٌ بمدى دقة قصف المعسكر جويًا، فبالرغم من أن ضباط التحالف كانت لديهم صور جوية لمعسكر أوشفيتز بالإضافة إلى تقرير أوشفيتز الذي أفاد بمعلومات مفصلة حول المباني الداخلية للمعسكر حتى يتسنى لقوات التحالف اختيار أهداف ضربة جوية تكون قليلة الخسائر في الموارد والأوراح، وبجانب تفصل هذ التقرير  كان لفرقة الـ ساندركوماندوس اليهودية دورًا كبيرًا في إمداد قوات التحالف سرًا ببعض الصور الخاصة من داخل المعسكر، وهي فرقة يهودية كانت  المسئولة بشكل إجباري عن إزالة الجثث من المحارق وحاولت أن تتمرد على إدارة السجن مستخدمة بعض المتفجرات البسيطة لكن إدارة السجن استطاعت القبض عليهم وقتل معظمهم، فقرر من تبقى من أعضاءها مساعدة قوات التحالف بإمدادها بهذه الصور السرية التي توضح تفاصيل تخطيط المعسكر داخليًا ، ومن أشهر هذه الصور هي تلك الصورة التي تم التقاطها فيي 23 أغسطس 1944م وفيها تفاصيل مهمة عن الثكنات العادية داخل المعسكر وغرف الغاز ويتضح فيها شكل الدخان المتصاعد من غرف الحرق التي اُستخدمت كمقابر جمعية لكل أعداء النازية سوء كانوا يهود أو غيرهم، ومع كل ذلك الإمدادات والعون لقوات التحالف هل كان قصف المعسكر جويًا أمرًا متاحًا.

يقول بيدل  أن دقة القصف الجوي في تلك الفترة كانت تكاد تكون مستحيلة في وقت الحرب العالمية الثانية – كما هي متاحة اليوم- وكان تنفيذ هذه الضربة الجوية سيؤدي إلى قتل سجناء أكثر بكثير مما قد يتم إنقاذهم، ويقول بيدل في نفس السياق :” كان يتطلب من قوات التحالف توجيه حوالي 220 قنبلة على كل محرقة من المحارق الأربعة الموجودة بالمعسكر للوصول إلى نتيجة تقترب من الـ 90% من دقة التصويب على كل محرقة وهذا تهور كبير، وعلاوة على ذلك؛ فإن تخصيص هذ القدر من القاذفات والقنابل لمعسكر أوشفيتز وحده قد يؤثر بشكل كبير على موارد الحلفاء العسكرية التي كان يجب أن تكون موجهة في الخطوط الأمامية للحرب، وإذا دققنا في سير أحداث الحرب العالمية الثانية بشكل جيد لعلمنا أن تأكيد انتصار الحلفاء على ألمانيا في تلك الفترة لم يكن مؤكدًا بشكل كبير يمكن معه التفريط في هذا القدر من الموارد العسكرية نظير ضرب معسكر أوشفيتز”.

    كانت الفترة التي بدأ التفكير فيها في ضرب معسكر أوشفيتز في عام 1944م واحدة من أكثر فترات الحرب العالمية حدة في القتال، حيث كانت قوات الحلفاء تسعى جاهدة لنقل قواتها وجيوشها نحو الشرق وإغلاق مواقع إطلاق الصواريخ وضرب وتعطيل القوات الجوية الألمانية.

    يضيف بيدل قائلًا: ” كان جيش التحالف غيورًا جدًا على موارده، فقد كان يقاتل من أجل حياته في عام 1944م”، ومن ناحية أخرى كان الهدف الأسمى للحلفاء في تلك الحرب هو القضاء على الألمان بغض النظر عن أي أمور أخرى يمكن أن تؤثر على تحقيق هذا الهدف.

    ومن جهة أخرى يفيد بيرنباوم أنه حتى لو قام الحلفاء بقصف أوشفيتز، فلن تكون ضربتهم بمثابة الرصاصة السحرية التي يمكن من خلالها إنقاذ الملايين من الأوراح، بالإضافة إلى أنه بحلول عام 1944م وهو الوقت الذي فكر فيه الحلفاء بإنقاذ أرواح معسكر أوشفيتز كان العديد منهم قد تم إبادته بالفعل في المحارق الخاصة بالمعسكر وأنه بحلول هذا الوقت كان الرايخ الألماني قد قتل قرابة 90% من ضحاياه في الحرب العالمية الثانية، ويدلل على هذا أنه في يناير 1945م ومع اقتراب دخول السوفيت لبولندا ومعسكر أوشفيتز أمر المسئولون النازيون بإخلاء المعسكر وإرسال من تبقى من السجناء إلى أماكن أخرى قسرًا، وعندما دخل السوفيت معسكر أوشفيتز وجدوا الآلاف من ضعاف الجسد الذين لم تسعفهم صحتهم على الانتقال إلى أماكن أخرى وبجانبهم وجد السوفيت أكوام من الجثث تركها النازيون قبل مغادرة أوشفيتز.

    برغم كل ما تم تحليله؛ ليس هناك من ينكر أن قصف أوشفيتز كان سيرسل رسالة مهمة مفادها أن هذه الفظائع الرهيبة التي يرتكبها الألمان لن تمر دون رد من قبل الحلفاء، يضيف بيدل قائلًا: ” أتمنى لو كان الحلفاء قد نفذوا قرارهم بضرب المعسكر ..كنت أتمنى أنه عندما نلقي نظرة على سجلنا الحربي ندرك مدى فظاعة ما حدث وأنه كان من الواجب ولو مجرد الإدلاء ببيان أخلاقي حول ما حدث” .

المصادر:

auschwitz

history

livescience

nationalinterest

الكلاسيكية الحديثة

الكلاسيكية الحديثة

ولدت الكلاسيكية الحديثة كطفلٍ جديد في عصر التنوير عند اعتقاد الفلاسفة بقدرتنا على السيطرة على مصائرنا من خلال تعلم قوانين الطبيعة واتباعها. وقد جذب البحث العلمي المزيد من الاهتمام لذلك الأمر. ونتيجة لذلك، واصل المذهب الحديث ارتباطه بتقاليد الكلاسيكية القديمة لدلالتها على الاعتدال والتفكير العقلاني ولكن بروح جديدة ومشحونة سياسياً بشكلٍ أكبر.

الكلاسيكية الحديثة في الفن

تعني كلمة “Neo” أو “جديد” في الفن بأنه أسلوب قائم وموجود بالفعل لكن يعاد تأكيده بنمطٍ جديد. أما الكلاسيكية الحديثة، فهي شكل من أشكال الفن يتميز بأنه حاد وغير عاطفي، ويعيد إحياء أساليب العصور اليونانية والرومانية القديمة. وقد ظهر هذا التيار بتلك الصلابة ردًا على أسلوب الباروك المشحون بالعاطفة، والركوكو المليء بالأناقة.

Death of Marat, By: Jacques Louis David

وقد مثّل ظهور الكلاسيكية الحديثة جزءًا أساسيًا من إحياء الفكر الكلاسيكي بشكلٍ عام، والذي كان له بعض الأهمية في الثورتين الأمريكية والفرنسية. وحين كانت فرنسا على شفا ثورتها الأولى عام 1789، أراد الكلاسيكيون الجدد التعبير عن العقلانية والجدية والتي ناسبت عصرهم.

ألهم الفنان الفرنسي “نيكولا بوسان” باقي فناني الكلاسيكية الحديثة، وأصبح قرار الترويج لأعماله  قرارًا أخلاقيًا. فقد اعتقد تلامذته وأتباعه أن الرسم القوي كان شيئًا عقلانيًا وبالتالي له الأفضلية من الناحية الأخلاقية. فكان اعتقاداهم أن الفن يجب أن يكون منطقيًا وليس حسيًا.

The Shepherds of Arcadia, By: Nicolas Poussin

بالإضافة إلى أن فناني الكلاسيكية الحديثة، مثل جاك لويس ديفيد، قاموا بتفضيل الشكل المحدد جيدًا -بالرسم والتظليل الواضح-  باعتبار الرسم أكثر أهمية من إحساس اللوحة ككل. بالإضافة إلى وجوب سلاسة سطح اللوحة بشكلٍ كامل، وخلوِّه من أي دليل على وجود ضربات الفرشاة.

Oath of the Horatii, By: Jacques Louis David

الخصائص الفنية للعصر الكلاسيكي الحديث

التصوير

  • تميزت الكلاسيكية الحديثة بوضوح الشكل والألوان الرصينة والفراغ الضيق والخطوط الأفقية والرأسية القوية؛ مما أدى إلى ثبات عنصر الزمن في اللوحة بدلاً من الديناميكية الشديدة التي تميزت بها أعمال عصر الباروك.
  • كانت موضوعات الأعمال الكلاسيكية الحديثة (اللوحات والمنحوتات) جدية وغير عاطفية. فصوّر الرسامون الكلاسيكيون الجدد موضوعات من الأدب والتاريخ بالشكل الذي كنت عليه في كلا الفنين اليوناني والروماني، وذلك باستخدام ألوان قاتمة مع إضاءات بارزة من حين لآخر لنقل القصص الأخلاقية عن إنكار الذات والتضحية بالنفس بالكامل.
The Penitent Mary Magdalene (1752), Gemaldegalerie, Dresden

النحت

  • تعامل النحت الكلاسيكي الحديث مع نفس الموضوعات، وكان أكثر تحفظًا من فن النحت الباروكي الأكثر مسرحية، وأقل سلاسة من الروكوكو.

العمارة

  • كانت العمارة في عهد الكلاسيكية الجديدة أكثر ترتيبًا وتنظيمًا وأقل عظمة من الباروك، وعلى الرغم من عدم وضوح الخط الفاصل بينهما، لكنه كان يشبه إلى حد كبير الطرز اليونانية للعمارة، مع استثناء واحد وهو عدم وجود قباب في الأسلوب اليوناني القديم.
Pantheon of Paris

المصادر

artcyclopedia
visual-arts-cork
khanacademy

اللحوم الحمراء واللحوم المصنّعة تسبب أمراض القلب!

اللحوم الحمراء واللحوم المصنّعة تسبب أمراض القلب!

وجدت دراسة حديثة أن اللحوم الحمراء واللحوم المعالجة تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والوفاة، حيث أن تناول قطعتين من اللحم الأحمر أو اللحوم المصنّعة أو الدواجن (بإستثناء السمك) يرفع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة تتراوح بين 3 و 7 في المائة. بينما تناول قطعتين من اللحم الأحمر أو اللحوم المصنّعة (ولكن ليس الدواجن أو الأسماك) في الأسبوع يزيد من خطر التعرض لجميع أسباب الوفاة بنسبة 3%.

وبعد دراسة مثيرة للجدال في الخريف الماضي أوصت الناس بعدم تغيير نظامهم الغذائي من حيث اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة. أجريت دراسة أخرى تعد الأكبر من نوعها حيث ربطت بين استهلاك اللحوم الحمراء والمصنعة مع ارتفاع طفيف في خطر الإصابة بمرض القلب والوفاة، وذلك وفقاً لدراسة جديدة من جامعة Northwestern الطبية وجامعة Cornell.

قالت كبيرة المؤلفين لهذه الدراسة نورينا ألين Norina Aline، وهي الأستاذة المساعدة في الطب الوقائي في كلية الطب بجامعة نورث ويسترن: “إنه فرق بسيط وطفيف، لكن الأمر يستحق محاولة الحد من اللحوم الحمراء واللحوم المصنّعة. كما يرتبط استهلاك اللحوم الحمراء بمشاكل صحية أخرى مثل السرطان.”

يقول المؤلف الرئيسي للدراسة فيكتور تشونغ، وهو أستاذ مساعد في علوم التغذية في جامعة كورنيل: “إن تعديل مدخول هذه الأطعمة البروتينية الحيوانية قد يكون استراتيجية مهمة للمساعدة في الحد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفاة المبكرة على المستوى السكاني”.

وتأتي النتائج الجديدة في أعقاب تحليل مثير للجدال نشر في نوفمبر الماضي وأوصى الناس بعدم خفض كمية اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة التي يأكلونها. قالت ألِن: «فسر الجميع أنه لا بأس بأكل اللحم الأحمر، لكنني لا أعتقد أن هذا ما يدعمه العلم».

وقال تشونغ: “تُظهر دراستنا أن الصلة بين الأمراض القلبية والوفيات كانت قوية.

إذن ماذا يجب أن نأكل؟

تقول أستاذة الطب الوقائي ليندا فان هورن: “ننصح بتناول الأسماك والمأكولات البحرية ومصادر البروتين النباتية مثل الجوز والبقول، بما في ذلك الفاصوليا والبازلاء، فكلها بدائل ممتازة للحوم.”

وجدت الدراسة علاقة إيجابية بين الدواجن وأمرض القلب والأوعية الدموية، ولكن البينات المحصل عليها لحد الساعة ليست كافية لتقديم توصية واضحة حول الدواجن. ومع ذلك، لا يُنصح بالدجاج المقلي إطلاقا.

النتائج الرئيسية:

ارتفاع مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية والوفاة المبكرة بنسبة تتراوح بين 3 و 7% لدى الأشخاص الذين يتناولون اللحوم الحمراء واللحوم المعالجة مرتين في الأسبوع.

كما يزداد خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية بنسبة 4% لدى الأشخاص الذين يتناولون علبتين من الدواجن أسبوعياً، ولكن البينات لا تكفي لتقديم توصية واضحة بشأن الدواجن، حيث ترتبط هذه العلاقة بطريقة طبخ الدجاج واستهلاك الجلد بدلا من لحم الدجاج نفسه.

أما بالنسبة للمأكولات البحرية، فليس هناك علاقة بين استهلاك السمك والأمراض القلبية الوعائية أو الوفاة.

وتتمثل قيود الدراسة في تقييم المدخول الغذائي للمشاركين، فربما تكون السلوكيات الغذائية قد تغيرت مع مرور الوقت. وبالإضافة إلى ذلك، لم تؤخذ أساليب الطبخ بعين الإعتبار. وقال تشونغ إن الدجاج المقلي، ولا سيما المصادر الدهنية المقلية والسمك المقلي، قد ارتبطت ارتباطاً إيجابياً بالأمراض المزمنة.

المصدر: ScienceDaily; Cornell University 

اقرأ أيضا: تعرف على الطريقة الصحيحة لارتداء القناع الطبي الواقي

 

ما هي جائزة الآغا خان للهندسة المعمارية ؟

تمنح جائزة الآغا خان للهندسة المعمارية كل ثلاث سنوات لمشاريع ذات معايير جديدة للتميز في الهندسة المعمارية وممارسات التخطيط والمحافظة على التاريخ وهندسة المناظر الطبيعية. من خلال جهودها، تسعى الجائزة إلى تحديد وتشجيع بناء المفاهيم التي تلبي بنجاح احتياجات وتطلعات المجتمعات في جميع أنحاء العالم. تؤكد عملية الاختيار على الهندسة المعمارية التي لا توفر فقط احتياجات الأشخاص المادية والاجتماعية والاقتصادية، ولكنها تحفز أيضا توقعاتهم الثقافية وتستجيب لها. يتم إيلاء اهتمام خاص للمخططات التي تستخدم الموارد المحلية والتكنولوجيا المناسبة بطرق مبتكرة، وللمشاريع التي من المحتمل أن تلهم جهودا مماثلة في أماكن أخرى. يحكم الجائزة لجنة توجيهية يرأسها صاحب السمو الآغاخان. يتم تشكيل لجنة جديدة في كل دورة لوضع معايير الأهلية لتقديم المشاريع، وتوفير التوجيه المواضيعي استجابة للأولويات والقضايا الناشئة، ووضع خطط لمستقبل الجائزة. اللجنة التوجيهية مسؤولة عن اختيار وتعيين لجنة التحكيم الرئيسية لكل دورة من دورات الجائزة، وعن برنامج الجائزة للندوات والمحاضرات والمعارض والمنشورات الدولية. يبلغ إجمالي صندوق الجوائز الحالي 1،000،000 دولار أمريكي ويتم تقديمه للمشاريع التي تختارها لجنة تحكيم رئيسية مستقلة. وهو ما يعترف بجميع الأطراف المشاركة في تصميم وتنفيذ مشروع مبني. علاوة على ذلك، لا تكافئ الجائزة المهندسين المعماريين فحسب، بل تحدد أيضا البلديات والبنائين والعملاء والحرفيين والمهندسين الذين لعبوا أدوارا مهمة في تنفيذ المشروع. أكملت الجائزة 13 دورة من النشاط منذ عام 1977، وتم تجميع الوثائق على أكثر من 8000 مشروع بناء في جميع أنحاء العالم. حتى الآن، اختارت هيئات المحلفين الرئيسية 110 مشاريع لاستلام جائزة الآغاخان للعمارة. جائزة الآغا خان للهندسة المعمارية هي جزء من صندوق الآغا خان للثقافة، الذي يضم مجموعة واسعة من الأنشطة التي تهدف إلى الحفاظ على التراث المادي والروحي للمجتمعات وتعزيزه. بصفتها الوكالة الثقافية لشبكة الآغا خان للتنمية فإن الصندوق الاستئماني يعزز التراث الثقافي كوسيلة لدعم وتحفيز التنمية. 1

والمشاريع ال 6 التي حازت على هذه الجائزة العام الفائت 2019 هي:

البحرين: إحياء المحرق بدأ المشروع، لأول مرة كسلسلة من مشاريع الترميم وإعادة الاستخدام. تطور المشروع ليصبح برنامجا شاملا يهدف إلى إعادة التوازن بين التركيبة السكانية للمدينة من خلال إنشاء مساحات عامة وتوفير أماكن مجتمعية وثقافية وتحسين البيئة العامة.

بنغلاديش: مشروع أركاديا التعليمي المشروع هو هيكل نموذجي يأخذ نهجا جديدا لموقع النهر الذي غالبا ما تغمره المياه لمدة خمسة أشهر كل عام. بدلا من تعطيل النظام الإيكولوجي لإنشاء تل للبناء، ابتكر المهندس المعماري حل بنية برمائية يمكن أن تجلس على الأرض أو تطفو على الماء، اعتمادا على الظروف الموسمية.

فلسطين: المتحف الفلسطيني في بيرزيت حصل مشروع بيرزيت، الذي يتوج تلة مدرجات مطلة على البحر المتوسط ​، على شهادة LEED الذهبية بسبب بنائها المستدام. إن الأشكال المتعرجة لعمارة المتحف وحدائق التلال مستوحاة من التراسات الزراعية المحيطة، مما يؤكد الارتباط بالأرض والتراث الفلسطيني.

الاتحاد الروسي: برنامج تطوير الأماكن العامة، في كازان، جمهورية تتارستان. قام برنامج في جمهورية تتارستان، بتحسين 328 مساحة عامة في جميع أنحاء تتارستان. سعى البرنامج الطموح لمواجهة الاتجاه نحو الملكية الخاصة من خلال إعادة تركيز الأولويات على المساحات العامة عالية الجودة لشعب تتارستان. لقد أصبح الآن نموذجا في جميع أنحاء الاتحاد الروسي.

السنغال: وحدة التعليم والبحث بجامعة أليون ديوب، في بامبي. يحتوي المشروع في بامبي، حيث أدت ندرة الموارد إلى استخدام استراتيجيات مناخية حيوية، على مظلة سقف مزدوجة كبيرة وأعمال شبكية تتجنب الإشعاع الشمسي ولكنها تتيح تدفق الهواء عبره. من خلال استخدام تقنيات البناء المألوفة واتباع مبادئ الاستدامة، نجحت في الحفاظ على التكاليف ومتطلبات الصيانة إلى الحد الأدنى، مع الاستمرار في إصدار بيان معماري جريء.

الإمارات العربية المتحدة: مركز واسط للأراضي الرطبة، في الشارقة. هو عبارة عن تصميم تحول الأراضي القاحلة إلى أرض رطبة ويعمل كمحفز للتنوع البيولوجي والتعليم البيئي. على الرغم من استعادة نظامها البيئي الأصلي، فقد أثبت أيضا أنه مكان شهير للزائرين ليقدروا ويتعرفوا على بيئتهم الطبيعية. 2

 

المصادر:

1_https://www.akdn.org/aga-khan-award-architecture

2_https://www.archdaily.com/923923/the-2019-winners-of-the-aga-khan-award-for-architecture

رصد أكبر انفجار في تاريخ الكون منذ الانفجار العظيم!

رصد أكبر انفجار في تاريخ الكون منذ الانفجار العظيم!

حتى اللحظة التي تقرأ فيها هذة المقالة الآن، مضى قرن من الزمان على ما يسمى ب “الجدال العظيم” وهو ببساطة جدال قام بين العالم الفلكي “هارلو شابلي” وصديقه الفلكي “هربر كورتيس” ليدور هذا الجدال حول حجم الكون!

وخلاصة القول لهذا الجدال ولما جاء بعده، ومع كل المحاولات لحساب حجم الكون بالطرق المختلفة، أنّ حدود هذا الكون “المنظور” أو المجرات التي وصلنا اليها، أصبحت الآن على بعد 93 مليار سنة ضوئية عنا، بالأخذ في الاعتبار تمدد الكون بمرور الوقت.

لذا تخيل معى مع كبر هذا الكون الذي نعيش فيه، فلابد من وجود الكثير والكثير من الأسرار التي ربما اكتشفنا بعضها ولكن الجزء الأكبر يظل مجهولا منتظرا أن يكتشفه أحد كما قال الفلكي الشهير كارل ساجان، وأحد هذه الأسرار تم اكتشافه منذ بضعة أيام فقط متمثلا في أكبر انفجار في تاريخ الكون بعد الانفجار العظيم.

الانفجار العظيم 2

اكتشف الباحثون في المركز الدولي لأبحاث علم الفلك الراديوي أكبر انفجار شهده الكون منذ الانفجار العظيم. انبثق الانفجار عن ثقب أسود هائل في مركز “مجرة حواء – Ophiuchus galaxy” التي تبعد نحو 390 مليون سنة ضوئية عن الأرض.

وقالت “Melanie Johnston-Hollitt”، البروفيسورة بجامعة كورتين والعالمة بالمركز الدولي لأبحاث علم الفلك الراديوي والمؤلفة المشاركة للورقة البحثية التي نحن بصددها:

“لقد رأينا انفجارات عديدة من قبل في مراكز المجرات، لكن هذا هائل حقًا، ونحن لا نعرف لماذا هو كبير جدا بهذا الشكل!”

يعد هذا الانفجار عنيفًا للغاية لدرجة أنه حفر حرفيًا ثقبًا في البلازما المحيطة بالثقب الأسود، كما شوهد من خلال ملاحظات تلسكوب الأشعة السينية في المجرة. رأى العلماء تجويفًا كبيرًا قويًا في بلازما المجرة – والبلازما هو الغاز شديد الحرارة المحيط بفتحه الثقب الأسود.

كيف اكتشف؟ وماذا قبل اكتشافه؟!

التلسكوب الراديوي العملاق (GMRT) بالهند.

وللاكتشاف، استخدم الباحثون أربعة تلسكوبات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك مرصد تشاندرا للأشعة السينية التابع لناسا، ومرصد الفضاء XMM-Newton التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، موزعين بين دول مختلفة من الصين وأستراليا وحتى الولايات المتحدة الأمريكية.

شوهد هذا التجويف سابقًا بواسطة تلسكوبات الأشعة السينية في عام 2016، وهو اكتشاف تم رفضه بشدة لأنه سيكون هائلا جدا، وسيكون من غير الممكن تصور حجمه، لذا فقد رفض هذا الاحتمال، فالانفجار يعادل خمسة أضعاف أكبر الانفجارات المكتشفة في تاريخ الكون كله وهذة كمية هائلة جدا من الطاقة!

الآن وقد تمت مطابقة البيانات من عام 2016 مع بيانات جديدة من التلسكوبات اللاسلكية، تم تسجيل الاكتشاف وهو ما يعطينا درسا في الاصرار! وقال أحد المؤلفين المشاركين في الدراسة:

“ان بيانات الراديو تتطابق مع الأشعة السينية مثل يد و قفاز، وهذه هي النقطة الفاصلة التي تخبرنا بحدوث ثورة غير مسبوقة حدثت في هذا المكان.”

ليس عملاقا فحسب بل بطيئا أيضا!

ووصفت سيمونا جياكينتوتشي، من مختبر أبحاث الفضاء في واشنطن والمؤلفة الرئيسية للدراسة، الثقب الذي خلفه الانفجار بأنه يمكننا وضع 15 مجرة ​​”درب التبانة” في صف واحد بها، مع العلم بأن مجرة درب التبانة تمتد على مسافة 30,000 سنةٍ ضوئيّة.

لم يكن الانفجار عملاقًا فحسب، بل كان بطيئًا للغاية أيضًا. لقد حدث ذلك الانفجار ببطء شديد – كانفجار بتقنية “الحركة بطيئة Slow motion -” فقد وقع على مدى مئات الملايين من السنين!

وعلى الرغم من رصد أكبر انفجار في تاريخ الكون منذ الانفجار العظيم ، لا يزال العقل البشري حائرا وغير قادر على فهم أو حل اسرار الكون، ولكن المحاولات مستمرة رغم كل شئ.

المصادر: 

كيف تمكن الإغريق من بناء معابدهم الضخمة بوسائل بدائية ؟

 

كيف تمكن الإغريق من بناء معابدهم الضخمة بوسائل بدائية ؟

ظهرت الرافعات في اليونان لأول مرة منذ أكثر من 2500 عام، لكن يشيرُ بحثٌ جديد لوجود آلة رفعٍ بدائية (كنوع سابق من الرافعات) كانت قيد الاستخدام قبل حوالي 4 آلاف عام.

اشتهر الإغريق القدماء بضخامة عمارتهم الحجرية التي تمكنوا من بنائها دون مساعدة معدات حديثة، ويُذكر أنهم استفادوا من الرافعة التي ربما استخدمت لأول مرة في أواخر القرن 6 ق.م.

يُعتقد بأن الاغريق قاموا برفع الكتل الحجرية الثقيلة بواسطة منحدرات أرضية أو سلالم مصنوعة من الطوب على غرار ما فعله الآشوريون والمصريون القدماء منذ قرون.

وفقاً لبحثٍ جديد نُشر في المجلة السنوية للمدرسة البريطانية في أثينا، تبين أن بناة المعابد الحجرية الأولى في تاريخ اليونان بما فيها معابد Isthmia و Corinth، قد استخدموا رافعة بدائية في وقتٍ مبكر من منتصف القرن 7 ق.م. بناءً عليه يمكن اعتبار هذه الرافعة كآلة هامة سابقة للرافعة الحالية، كانت قادرة على رفع الكتل الحجرية المنحوتة في معابد Corinth التي يتراوح وزنها بين 200 و 400 كغ.

يشير Alessandro Pierattini (الكاتب الوحيد للدراسة الحديثة من جامعة نوتردام)، بأن آلة الرفع هذه قد تم اختراعها في الأصل من قبل الكورنثيين الذين استخدموها في بناء السفن وفي إنزال التوابيت الثقيلة Sacrophagi في حفرٍ ضيقة عميقة. من ناحيةٍ تقنية لم تكن رافعة (بالمعنى المعاصر الحالي) لعدم اعتمادها على السحب والرفع بأسلوب رافعات hoists وwinches، فعوضاً عن ذلك قام الإغريق بإعادة توجيه القوة باستخدام حبلٍ مارٍ عبر إطار.

الدليل الرئيسي لهذا الادعاء يأتي من وجود أخاديد محفورة في قاعدة الأحجار المستخدمة في بناء معابد Isthmia و Corinth. إن مؤرخي الآثار والباحثين على دراية بهذه الأخاديد وقد اقترحوا تفسيرات لها بأنه قد تم استخدامها إما لربط الكتل الحجرية بآلات الرفع أو لتحريك الكتل الحجرية ضمن مقالع الحجر.

يقوم بحث Pierattini على إعادة فحص الكتل الحجرية في معابد منتصف القرن 7 ق.م في Isthmia و Corinth بتقطيعاتها الفريدة (زوجٌ من الأخاديد المتوازية) على القاعدة السفلية للحجر التي تصل إلى الجزء الجانبي منه في نهاية واحدة. يخلص الفحص إلى أن الأخاديد قد استُخدمت في الرفع لتشهد على التجربة الأولى في رفع الكتل الحجرية المعمارية في تاريخ اليونان. أوضح Pierattini باستخدامه لأحجار وحبال فعلية، بأن الأخاديد قد تؤدي وظيفة مزدوجة مما يسمح للبناءين برفع الكتل الحجرية وتثبيتها بإحكام إلى جانب مجاورتها في الحائط.

تمثل هذه المرحلة من أعمال البناء خطوة مفصلية في تطور عمارة اليونان الحجرية الضخمة، متمثلةً بانتهاء البناء بالطوب في العمارة الطينية وبالتجارب الأولى في البناء بالحجارة.

قال Pierattini مع وجود كتل حجرية ثقيلة والاحتكاك الكبير بين أسطحها، كانت تشكل معضلة في عملية البناء تطلب في وقتٍ لاحق إحداث مجموعة من الثقوب المصممة خصيصاً لاستخدام الرافعات المعدنية.

الرافعة البدائية التي تم استخدامها للمباني الضخمة

يوضح البحث بأن بناة المعابد القديمة Isthmia و Corinth كانوا يستخدمون بالفعل الرافعات لعملية التموضع الأخير للكتل الحجرية وهذا يمثل أول استخدام موثق للرافعة في العمارة اليونانية في وقت مبكر من منتصف القرن 7 ق.م أي قبل حوالي 150 عام من بدء انتشار الرافعات المطورة بالكامل (للسحب) winch crane  و ( للرفع) hoist crane وهذا الاكتشاف هو دليل آخر على الابداع الفذ للاغريق القدماء.

 

المصادر:

لمعرفة المزيد عن فنون الحضارة اليونانية تابعوا مقالنا: الفن الهلنستي (اليوناني)
إعداد: رنا قنواتي
مراجعة: بتول سيريس

“شجرة الموت” ثمارها حلوة المذاق قد تتسبب في قتلك

 

“شجرة الموت” ثمارها حلوة المذاق قد تتسبب في قتلك

في عام 1999، كادت شجرة الموت أن تتسبب في قتل  أخصائية الأشعة نيكولا ستريكلاند حيث ذهبت هي وصديقتها في عطلة إلى جزيرة توباغو الكاريبية الجنة الأسترالية التي تتميز بشواطئها الرائعة،ذهبت نيكولا في أول يوم إلى الشاطئ للبحث عن الأصداف والشعاب المرجانية فتحولت العطلة إلى كابوس رهيب، حيث وجدتا  بعض الثمار الخضراء الصغيرة ذات الرائحة الحلوة منتشرة بين جوز الهند والمانجو على الشاطئ فأكلتا منها وسرعان ما تحولت النكهة الحلوة إلى ألم وحرقة في الحلق وفقدان القدرة على البلع.

تنتمي تلك الثمار إلى شجر  المنشينيل (Hippomane mancinella) ويطلق عليها أحيانًا تفاحة الشاطئ أو الجوافة السامة، تنمو في المناطق المدارية في جنوب أمريكا الشمالية ومناطق في البحر الكاريبي وأجزاء من شمال أمريكا الجنوبية، تحمل الشجرة لقب آخر بالإسبانية وهو (arbol de la muerte) والذي يعني شجرة الموت.

طبقًا لدراسات أُجريت في معهد فلوريدا للعلوم الغذائية والزراعية صُنفت شجرة المنشينيل من أخطر الأشجار في العالم فهي شديدة السمية بكل أجزائها وقد يكون التعامل مع أي جزء من هذه الشجرة أو تناولها قاتلًا، تنتمي شجرة المنشينيل إلى جنس الفربيون (Euphorbia genus) والذي يشمل أيضا أشجار (poinsettia) التي تُستخدم في زينة عيد الميلاد، تُنتج الشجرة عصارة لزجة منتشرة في جميع أجزائها في اللحاء والأوراق وحتى الثمار تسبب تلك العصارة تقرحات شديدة تشبه الحروق إذا لامست الجلد، وذلك لأن العصارة تحتوي على مواد شديدة السُمية أخطرها مادة ال (phorbol) وهي مادة عضوية تنتمي إلى الإسترات، ولأنها شديدة الذوبان في الماء فمن الخطر الشديد أن تقف تحت المنشينيل عندما تمطر لأن ماء المطر يختلط بمادة ال(phorbol) ويسبب  حروق وتقرحات في الجلد.

لذلك يتم تمييز هذه الأشجار في بعض المناطق برسم صليب أحمر أو دوائر حمراء بالطلاء كعلامة تحذير واضحة، فلا يمكن التخلص من هذه الأشجار لأن ذلك سوف يخل بالنظام البيئي فهي مصدات ممتازة للرياح وتحمي الشواطئ من التآكل كما أن الدخان الناتج عن حرقها يسبب التهاب في العين وقد يصل الأمر إلى العمى المؤقت، ومع ذلك يستخدم الكاريبيون خشب المنشينيل بعد قطعه بعناية وتجفيفه في الشمس للتخلص من المواد السامة في صناعة الأثاث.

لكن التهديد الحقيقي هو تناول ثمارها الصغيرة المستديرة، فتناولها يؤدي إلى حدوث تقرحات في الفم والحلق وفقدان القدرة على البلع وقد يصل الأمر إلى الشعور بالاختناق كما أنها تسبب القيء الشديد والإسهال فيتعرض الجسم للجفاف لذلك فإن هذه الثمار قاتلة، لحسن الحظ عاشت نيكولا هي وصديقتها لأنهما أكلتا كمية صغيرة جدًا منها.

 

المصدر: ScienceAlert

ما هو نظام تخزين طاقة الجاذبية الجبلية ؟

تقنية جديدة لتخزين الطاقة المتجددة

إنّ ما يُعيب الطاقة المتجددة هو عدم الاستمرارية في التوليد نتيجةً للطبيعة المتقطعة لمصادر الطاقة المتجددة  مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وبالتالي فإن دمج هذه المصادر  في الشبكات الكهربائية يعدُّ أمراً صعباً؛ لأن هذا يتطلب مصدر طاقة ثابت. لتوفير الطاقة من غير انقطاع، يجب أن تخزِّن مشغلات الشبكات الكهربائية طاقة إضافية يتم انتاجها عند سطوع الشمس أو عند هبوب الرياح، بحيث يمكن توزيع هذه الطاقة  عندما تكون الشمس غائبة أو الرياح متوقفة. لكن الآن أصبح بالإمكان تخزين الطاقة المتجددة لفترات طويلة الأمد بفضل نظام تخزين طاقة الجاذبية الجبلية.

أجهزة التخزين التقليدية

تُعد بطاريات الليثيوم- ايون أشهر أنواع البطاريات المستخدمة لتخزين الشحنات الكهربائية وتستخدم في مختلف أنواع الأجهزة الإلكترونية وبعض محطات تخزين الطاقة ولكن هذه البطاريات مناسبة فقط للتخزين قصير الأمد وذلك لأن الشحنات المُخزنة ستُفقد مع مرور الوقت. ولتخزين الطاقة لمدة طويلة -أشهر أو سنوات- فإن ذلك يتطلب استخدام العديد من البطاريات وهذا الخيار غير مجدٍ اقتصاديًا.

نظام تخزين طاقة الجاذبية الجبلية

ابتكر فريق بحث هندسي  في المعهد الدولي لتحليل النظم التطبيقية في النمسا بقيادة المهندس «جوليان هانت-Julian Hunt»  نظاماً جديداً لتكملة استخدام بطاريات أيونات الليثيوم لتخزين الطاقة على المدى الطويل. يدعى هذا النظام ب نظام تخزين طاقة الجاذبية الجبلية «Mountain Gravity Energy Storage» أو اختصارًا ب «MGES». وعلى غرار نظام الطاقة الكهرومائية، يعمل نظام «MGES» على تخزين المواد على ارتفاع معين لإنتاج طاقة الجاذبية الأرضية. يتم استرجاع الطاقة عندما تسقط المواد المُخزنة مما يؤدي إلى تحريك زعانف «التربينات-turbines» فتتولِّد الطاقة.

يقول هانت : “بدلاً من إنشاء سد، نقترح بناء خزان كبير مصنوع من الرمل أو الحصى”. إنّ مفتاح نظام «MGES» يكمُن في إيجاد موقعين على قمة الجبل لهما فرق ارتفاع مناسب – يعتبر ارتفاع  1000 متر ارتفاعًا مثاليًا وكلما زاد فرق الارتفاع، كلما قلت تكلفة التكنولوجيا المستخدمة”.

ستبدو المواقع متشابهة، حيث سيتكوّن كلاهما من محطة تشبه النفق لتخزين الرمال أو الحصى، ومحطة للتعبئة تقع تحتها مباشرةً. ستقوم الصمامات بإخراج المواد إلى أوعية انتظار، والتي لاحقاً سوف تُنقَل عبر الكوابل والرافعات إلى الموقع العلوي. وهناك، سوف يتم تخزين الرمال والحصى إلى أسابيع أو شهور أو حتى عدة سنوات، حتى يصبح جاهزاً للاستخدام. عندما يتم نقل المواد لأسفل الجبل، سوف تتحرر طاقة الجاذبية المخزّنة وسوف يتم تحويلها إلى طاقة كهربائية.

مخطط توضيحي ل نظام تخزين طاقة الجاذبية الجبلية

حسابات رياضية لكمية الطاقة المخزنة

تحسب الطاقة المخزنة من خلال المعادلة التالية:

حيث تتناسب كمية الطاقة المخزنة تناسبًا طرديًا مع كلٍ من:

  • كتلة الرمل أو الحصى ms
  • فرق الارتفاع بين الجبل و الأرض h
  • عجلة الجاذبية الأرضية g
  • مفاقيد النظام eh نتيجة للتفريغ عند محطة التخزين العلوية ومحطة التوليد السفلية
  • كفاءة النظام e وتُقدر ب 85 % ، وذلك بالنظر إلى أن المصاعد القياسية المستخدمة  لديها كفاءة تتراوح بين 80% إلى 60%.
المعاملات المؤثرة في كمية الطاقة المخزنة في نظام تخزين طاقة الجاذبية الجبلية

نظام أكثر مرونة

يعتبر هذا النظام المقترح النظام مرنًا للغاية، لأنه من السهولة تغيير سرعة الكوابل أو زيادة الحمل أو حتى تغيير عدد الأوعية حتى تلبّي متطلبات الطاقة المختلفة. كما أنّ نظام «MGES» أفضل من طرق التخزين طويلة الأمد التقليدية مثل الطاقة الكهرومائية التي يتم تخزينها بالضَّخ أو كالسدود؛ لأن تأثيرها على البيئة منخفض. إضافةً إلى  أنًّ أكوام الرمل رخيصة وهي أرخص من الماء. والرمال لا تتبخر لذلك يمكننا استخدامها إلى أجلٍ غيرِ مسمىً.”

تُقدر  التكلفة السنوية لتخزين الطاقة عبر هذا النظام  بين 50 إلى 100 دولار لكل ميغا واط.ساعة «MWh». بالمقارنة، تكلِّف بطاريات أيون الليثيوم  عشر مرات أكثر على الأقل. يُضيف “هانت” : ” سوف يتم تعويض الطاقة المستهلكة في نقل المواد إلى المواقع التي بالأعلى عن طريق طاقة الجاذبية التي سوف ينتجها النظام”.

أين يمكن أن يُستخدم هذا النظام الجديد؟

حسب ما ذكره المهندس ” هانت ” فإن نظام «MGES» سيكون مفيدًا  للغاية للشبكات التي تحتاج متطلبات تخزين طاقة قليلة.ومثالًا على ذلك الشبكات الميكروية «microgrids» التي تستخدم أقل من 20 ميغا واط، أو كمية الطاقة التي تستهلكها لإضاءة 7000 منزل مكون من أربع غرف نوم. هذه التقنية يمكن تطبيقها على جزر صغيرة أو منعزلة كجزيرة «Molokai» في هاواي أو  جزيرة  «The Galapagos» أو «Cape Verde»، حيث تكون هناك تكلفة توفير الطاقة مرتفعة والطلب عليها يكون موسمياً بسبب السياحة.

المصادر:

IEEE Spectrum

Sciencedirect

أكتشاف نوع جديد من مرض انفصام الشخصية

أكتشاف نوع جديد من انفصام الشخصية.

اكتشاف نوع جديد من انفصام الشخصية، كشفت دراسة جديدة أن جميع المصابين بالفصام لا يظهرون نفس بنية الدماغ غير الطبيعية.

عند مسح أدمغة أكثر من 300 من مرضى الفصام، يعتقد الباحثون الآن أنهم حددوا نوعين فرعيين من التشريح العصبي، لهذا الاضطراب العصبي الغامض؛ واحد منهم لم يتم اكتشافه من قبل.

المادة الرمادية و علاقتها بانفصام الشخصية :

اكتشاف نوع جديد من انفصام الشخصية، اليوم، البيولوجيا العصبية للفصام ليست مفهومة بشكل جيد، ولكن تاريخيا، تم ربطها بانخفاض حجم المادة الرمادية، وهو نوع أنسجة المخ التي تحتوي على الجسم الرئيسي للخلايا العصبية.

هذا نمط نموذجي للمرض يستمر في الظهور في الأبحاث، لكن بينما أظهر غالبية المرضى في هذه الدراسة الجديدة أيضًا هذه النواقص، كان لدى جزء كبير مستويات مادة رمادية صحية بشكل مدهش.

يوضح كريستوس دافاتسيكوس، اختصاصي الأشعة في جامعة بنسلفانيا: “أظهرت العديد من الدراسات الأخرى، أن المصابين بمرض انفصام الشخصية لديهم كميات أقل بكثير من المادة الرمادية مقارنة بعناصر التحكم الصحية”.

“ومع ذلك، لم يكن الأمر كذلك بالنسبة لثلث المرضى على الأقل، فقد كانت أدمغتهم طبيعية تمامًا تقريبًا”.

الشيء الوحيد الذي برز هو :

الزيادة في حجم العقد القاعدية، وهو الجزء من الدماغ المسؤول في المقام الأول عن التحكم في الحركات.

على الرغم من أن الفصام هو اضطراب في العقل يتداخل مع المعالجة المستمرة للواقع، إلا أنه يمكن أن يؤدي أيضًا إلى مشاكل جسدية مثل الحركات البطيئة والتشنجات اللاإرادية.لكن أنماط الدماغ هذه لا تتوافق تمامًا مع الإجماع الحالي على مرض انفصام الشخصية.

في الواقع، فإن فكرة “عدم التجانس التشريحي العصبي” – حيث قد يظهر بعض الأشخاص عجز في المخ في حين أن البعض الآخر لا – قد تم النظر فيها مؤخرًا فقط.

وخلص الباحثون إلى أن :

هذه النتائج تتحدى المفهوم التقليدي المتمثل في أن فقدان حجم الدماغ هو سمة عامة للفصام”.

باستخدام التعلم الآلي، قام الفريق بتحليل فحوصات الدماغ لـ 307 من مرضى الفصام و 364 من عناصر التحكم الصحية، وصنفهم إلى أنواع فرعية تشريحية عصبية.

وفي الاجماع، لم يُظهر ما يقرب من 40 في المائة من المشاركين المصابين بالفصام النمط المعتاد للمادة الرمادية المخفضة.

في بعض الحالات، أظهروا في الواقع المزيد من حجم المخ في منتصف الدماغ، في جزء يسمى (المخطط).

لا يمكن العثور على تفسير واضح للنتائج – وليس الدواء أو العمر أو أي عوامل بشرية أخرى.

يقول دافاتزيكوس: “هذا هو الجزء الذي نشعر فيه بالحيرة الآن”.

نحن لا نعرف. ما نعرفه هو أن الدراسات التي تضع كل مرضى الفصام في مجموعة واحدة ، عند البحث عن ارتباطات مع الاستجابة للعلاج أو التدابير السريرية ، قد لا تستخدم النهج الأفضل”.

 

(اكتشاف نوع جديد من انفصام الشخصية من خلال الفحوصات على الدماغ) ملخص لنوعين من الفصام ، SCZ 1 و SCZ 2. (Chand et al.، Brain، 2020)

(اكتشاف نوع جديد من انفصام الشخصية)

تصنيف و وصف المرض :

المرضى الذين صُنفوا في أي نوع فرعي من الدماغ عانوا من مستويات متشابهة من الأعراض وتم علاجهم بنفس الجرعة تقريبًا. ربط بحث سابق بين أحجام القشرية المنخفضة والعقاقير المضادة للنسيان، لكن الباحثين لم يكتشفوا مثل هذه الاختلافات بين النوعين الفرعيين.

ويلاحظ الفريق أن اختلافات الدماغ بين الأنواع الفرعية لا تزال تتأثر بعواقب تناول الدواء، على سبيل المثال، مقاومة أعلى للعلاج في النوع الفرعي 1 مقارنة بالنوع الفرعي 2، الذي يبدو أن أحجامه القشرية لا تقل.

لكن الجوانب الأخرى – مثل عدم وجود اختلاف في شدة الأعراض – لا تدعم هذا التفسير.

 

وقد ألمحت دراسات حديثة أخرى أيضًا إلى عرض أكثر تنوعًا لمرض انفصام الشخصية في الدماغ؛ بالنظر إلى كيف يمكن أن تكون أعراض الفصام المتغيرة، وعدد قليل من الناس يستجيبون للعلاج، فإن هذه الفكرة القائلة بأن حجمًا واحدًا لا يناسب الجميع لا يخلو من الصحة او الثقة.

ولكن ثبت أن من الصعب للغاية ربط هذه الأعراض بأنماط او حالات في المخ، خاصة وأن النماذج الحيوانية ليست مفيدة في تشخيص الأمراض إلى حد كبير من خلال الإبلاغ الذاتي.

وقال  دافاتزيكوس “إن الرسالة الرئيسية هي أن الأسس البيولوجية للفصام – وفي الواقع العديد من الاضطرابات العصبية والنفسية الأخرى – غير متجانسة للغاية”

نظام مقترح جديد لتصنيف و تشخيص مرض الانفصام في الشخصية :

يصنف أحدث تصنيف لمرض انفصام الشخصية في DSM-V الحالة على أنها طيف يستند إلى الأعراض وحدها، بعد أن ابتعد عن الأنواع الفرعية السلوكية، مثل جنون العظمة والكاتون.

لكن يعتقد أن ملاحظات التنوع العصبي في مثل هذه الاضطرابات، يمكن أن تأخذ في النهاية فئات التشخيص إلى أبعد من ذلك بكثير.

“في المستقبل، لن نقول،” هذا المريض مصاب بانفصام الشخصية ، “سنقول ،” هذا المريض لديه هذا النوع الفرعي “أو” هذا النمط غير الطبيعي “، بدلاً من مظلة واسعة واحدة التي تصنف الجميع “.

سيتعين علينا انتظار المزيد من الأبحاث في علم التشريح العصبي لمختلف الاضطرابات، لمعرفة ما إذا كان هذا التصنيف ممكنًا أم لا في انفصام الشخصية.

 

المصدر :   Brain.

النساء أكثر عرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتية، هل بسبب آبائهن الذكور؟

من داخل أحد الأقسام المختصة بعلاج الأمراض المناعية، لاحظت أن أعداد السيدات اللتي يعانين من أمراض المناعة الذاتية أكثر عددًا من الرجال، تتفاوت شدة أعراض المرض عليهن، ليست الملاحظة وحدها كفيلة بإقرار مقارنة الإصابة بالأمراض المناعة الذاتية بين الإناث والذكور. إنما أقرت الأبحاث العلمية ذلك أيضًا، ففي دراسة نُشرت عام 2014 أكدت على تزايد أعداد النساء المصابة بأمراض المناعة الذاتية عن الذكور.

ما هي أمراض المناعة الذاتية؟

يحمي جهاز المناعة الجسم من الأجسام الضارة مثل البكتيريا والجراثيم والفيروسات ويرسل لها العديد من الخلايا المدافعة عنه، إنما في حالة الإصابة بمرض مناعة ذاتي يهاجم الجسم نفسه عن طريق الخطأ، فيهاجم الأجزاء السليمة منه مثل المفاصل أو الجلد، وقد تُصيب الأجسام الدفاعية عضوًا واحدًا مثل البنكرياس فينتج داء السكري من النوع الأول، أو تُصيب أكثر من عضو كما يحدث في مرض الذئبة الحمامية الجهازية.

الاختلاف بين الذكور والإناث في التوزيع الجيني وعلاقته بأمراض المناعة الذاتية

عندما يتم التزاوج بين الإناث والذكور، تحتوي بويضة الأنثى على كروموسومات تحمل الصفات الجنسية من النوع x، بينما يحمل الحيوان المنوي كرومسومات من النوع x أو Y، ليكن الجنين الناتج ذكر يحمل كروموسوم X من الأم وكروموسوم Y من الأب، أو أنثى تحمل كروموسومي X من الأم والأب.

ففي دراسة حديثة تبحث عن سبب إصابة الإناث بأمراض المناعة الذاتية من خلال دراسة الصبغي X الإضافي، فوجد العلماء أن الإناث تمتلك أجهزة مناعة أقوى تساعدها بشكل أفضل مع التعامل مع اللقاحات والالتهابات إلا أنها قد تتسبب في حدوث فرط بالإستجابة المناعية. وهذا يعني أن النساء أكثر عرضة لأمراض المناعة الذاتية عن الرجال، فتبلغ إصابتهن بمرض التصلب المتعدد بأكثر مرتين أو ثلاثة مرات، وبمرض الذئبة الحمامية الجهازية بتسع مرات.

لماذا هذا التناقض بالتحديد يبقى لغزا؟

الاختلافات البيولوجية الواضحة بين الجنسين عادة ما تتلخص في اختلاف الهرمونات والكروموسومات أو بمزيج من الإثنين معًا، وبالرغم من اكتشاف دور هرمون التستوستيرون والبروجسترون وخاصة الأستروجين الذي يساهم في حدوث أمراض المناعة الذاتية عند الإناث، إلا أنه مازال دور الكروموسومي X وY يظلا غامضًا.

تحمل الكروموسومات X العديد من الجينات وتمتلك الإناث اثنين من نوع الكروموسوم x واحد من الأب والآخر من الأم، أما الذكور فتحمل كروموسوم واحد فقط من النوع X مصدره الأم.

يعتقد باحثون من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس من خلال الأبحاث على الفئران أن الإناث اللتي يحملن كروموسوم زائد مصدره الأب يساهم بصورة كبيرة في مشاكل المناعة الذاتية. ونظرًا لحمل الإناث اثنين من كروموسوم X فيجب حدوث موازنة بينهما من خلال عملية تسمى (تعطيل كروموسوم X) باستخدام مثلية الحمض النووي لمنع عمل جينات معينة. وفي البشر تؤدي تلك العملية إلى سكون آلية عمل أغلب الجينات المحمولة على الكروموسوم X المعطل فيتسلل 15 % من الجينات عليه للقيام بدورها، فتعبر في الإناث الحاملة (XX) بصورة أكبر عن الذكور الحاملة (XY)، هناك أيضًا سببًا وجيهًا للاعتقاد بأن تعطيل بعض جينات X قد يقلل من التعبير العام لبعض الصفات، بما في ذلك تلك التي تتضمن الأداء السلس لجهاز المناعة، فوجد الباحثون في الدراسة مجموعة من خمسة جينات مرتبطة بنظام المناعة على كروموسوم X والتي يتم التعبير عنها أكثر في ذكور الفئران. وعند تحليل كيفية التعبير عن الجينات المرتبطة بجهاز المناعة لدى الذكور والإناث، وجد الباحثون أن الكروموسوم X غير النشط الذي انتهى به المطاف للوصول إلى إناث الفئران، على الأغلب يأتي من الأب بدلًا من أن يتم إيقافه بشكل عشوائي. وفي المقابل، يُقترح أن الكروموسومات X التي تنتقل من الأب إلى الأبنة لديها مستويات أعلى من التعطيل الصبغي X التي يمكنها التخفيف من التعبير عن جينات معينة بالجهاز المناعي، وربما تحفز الاستجابة المؤدية إلى الالتهابات في الإناث.

وتشير الدراسات الحديثة على الفئران والبشر أن جينات X الإضافية قد تمنح الإناث ميزة مناعية، إلا إنها بالتأكيد سيف ذو حدين. والتفسير الأكثر إيضاحًا، أن التباين في تعطيل الكروموسوم بين الإناث والذكور في الفئران يؤدي إلى لعب دور كبير في اختلاف أجهزة المناعة. وسواء كان هذا هو الحال في البشر أم لا، فسيكون من الصعب إثباته، وخاصة بوجود عدد هائل من الجينات المرتبطة بالمناعة لدينا، وعلاقتها المعقدة بالهرمونات. ومع ذلك فقد أظهرت الدراسات الأخري التي أجريت على الكروموسومات البشرية نتائج تشير إلى شيء مشابه. وفي عام 2016، اكتشف الباحثون أنه في الإناث، يمكن تعطيل الكروموسوم X غير المكتمل في الخلايا T والخلايا b وهي نوع من الخلايا اللمفاوية تقوم بتنظيم نمو الخلايا المناعية الأخرى في الجهاز المناعي، مما يجعله يساهم في ظهور أمراض المناعة الذاتية لدى الإناث.

إلا أننا حتى الآن بحاجة إلى المزيد من الأبحاث على كروموسومات الأب قبل إلقاء اللوم عليه!

أعراض أمرض المناعة الذاتية

تتشابه الأعراض المبكرة للعديد من أمراض المناعة الذاتية فى ظهور آلام بالعضلات وحدوث الحمى واحمرار الوجه والطفح الجلد ووخز في اليدين والقدمين وتساقط الشعر، تستمر تلك الأعراض لفترة ثم تتلاشى مرة أخرى، مع توقع حدوث هجمة من حين لأخر، وقد تظهر أعراض فريدة خاصة بمرض محدد مثل أعراض السكري من النوع الأول والذي يتسبب في آلام البطن وفقدان الوزن والإسهال والانتفاخ والإجهاد.

كيفية تشخيص المرض

لا يوجد اختبار واحد محدد يشخص نوع المرض المناعي، إنما يعتمد الطبيب على مجموعة من الاختبارات بجانب الفحص الطبي ومتابعة الأعراض، ويأتي اختبار يسمى ANA على رأس قائمة الاختبارات لتأكيد الإصابة بمرض مناعي ما أم لا.

علاج أمراض المناعة الذاتية

لا يمكن الشفاء من أمراض المناعة الذاتية، إنما كل ما في الأمر هو محاولة التحكم في استجابة المناعة المفرطة وتقليل الألم والإلتهاب، من خلال الأدوية المضادة للإلتهابات غير الستيرودية، مع العقاقير المناعية، كما يساعد أيضا النظام الغذائي الجيد مع ممارسة التمارين الرياضية بانتظام الشعور بالتحسن.

 

المصادر:

ScienceDirec

Sciencealert

PNAS

Healthline

 

مواضيع ذات صلة:

علاج جديد للاتهاب المزمن

تاريخ الأعداد الأولية

تاريخ الأعداد الأولية

ليس من الواضح متى بدأ البشر في التفكير بأسرار الأعداد الأولية، إذ تشير عظمة إشانغو المكتشفة في الكنغو إلى أن البشر قد فكروا في الأعداد الأولية منذ عشرين ألف عام مضى حيث تضمنت الرباعية التوأمية من الأعداد الأولية 11 و 13 و 17 و 19.

عظمة إشانغو: أقدم دليل لاستعمال الأعداد الأولية

للأعداد الأولية تاريخ طويل يبدأ من علماء الرياضيات الإغريق في مدرسة فيثاغورس، حيث كانت تمثل تلك الأعداد روح المثالية والقداسة، إذ كان العدد المثالي بالنسبة لتلك المدرسة هو العدد الذي يساوي مجموع المقسومات الصحيحة له، فعلى سبيل المثال الرقم 6 هو عدد مثالي إذ يحتوي على المقسومات 1 و 2 و 3 ومجموعها يساوي 6 على الرغم من أن الرقم 6 لا يُعتبر عدد أولي.

ومن ثم مع إقليدس في شرحه لكتابه العناصر حوالي 300 قبل الميلاد، حيث بيّن أنه إذا كان n عدد أولي فإن (2n – 1) سيكون عددًا أوليًا و2n-1(2n – 1) سيكون عددًا مثاليًا، في حين أنه كان لدى الصينيين فرضية أخرى، وهي أن n عدد أولي إذ كان (2n – 2) يقبل القسمة على n.

وضع إراتوستين في عام 200 ق.م خوارزمية تُعرف باسم غربال إراتوستين لحساب الأعداد الأولية في نطاق معين، وهي تستند إلى إيجاد مضاعفات كل الأعدد الأولية ومن ثم الأرقام المتبقية هي الأعداد الأولية.

أما عن فلسفة الرياضيات في عصورنا الحالية فتكمن في التعرف على الأنماط، وكانت هذه هي الخطوة الأولى لوصف منهجية الرياضيات المعاصرة. في بداية القرن السابع عشر أوضحت ما يعرف بنظرية فيرما أن2n + 1  هو رقم أولي إذا كانت n مرفوعة لأس 2 على سبيل المثال 1 ، 2 ، 4 ، 8 ، 16 ، … ، ولكن لاحقًا أظهر العالم أويلر أن (232 + 1) والذي يساوي 4294967297 ليس عددًا أوليًا لأنه يقبل القسمة على 641، فى حين وضع الراهب الفرنسي مارين ميرسين صيغة أخرى للأعداد الأولية2n + 1)) وn  أيضا عدد أولي فيما بعد عرف بأعداد ميرسين.

فى وسط كل هذا كان هنالك دائمًا تخمين من علماء الرياضيات يُظهر أنه على الرغم من أن الأعداد الأولية تزداد ندرةً مع زيادة الأعداد؛ إلا أنه هنالك وجود لما يُعرف بتوائم من الأعداد الأولية، وهي

ثنائية من الأعداد الأولية الفرق بينهما عددين فقط  مثل التوأم  5 و 7 و التوأم 11 و 13 والتوأم 29 و 31.

يعتمد علم التشفير على الأعداد الأولية والتي مازالت لغزاً لم يحل حتى وقتنا هذا.

 

المصادر

 

إعداد: إيمان الزميتي

مراجعة: بتول سيريس

Exit mobile version