من هي هيرا في الأساطير اليونانية؟

من هي هيرا؟

ملكة الآلهة

هيرا (الاسم الروماني: جونو) هي زوجة زيوس وأخته الكبرى وملكة الآلهة اليونانية القديمة. كانت تمثل المرأة المثالية، وهي إلهة الزواج والأسرة، وحامية المرأة عند الولادة. على الرغم من أن هيرا كانت دائماً مخلصة، إلا أنها كانت مشهورة بطبيعتها الغيورة والانتقامية، التي كانت تستهدف بشكل أساسي عشيقات زوجها وأطفالهم غير الشرعيين. [2]

أصل كلمة هيرا

على عكس العديد من الآلهة الأولمبية (التي يمكن ترجمة أسمائهم بسهولة)، فإن لقب هيرا هو لغز لغوي. وكما يقترح بيركيرت في كتابه فإن اسم هيرا، ملكة الآلهة، يرتبط بمجموعة متنوعة من أصول الكلمات وأحد الاحتمالات يربط إسمها بكلمة «hora» وتفسير الكلمة على أنها جاهزة للزواج. وعلى العكس من ذلك، يشير أيضا إلى أنه يمكن أن يكون نسخة مؤنثة من كلمة «Heros» (السيد)، وهو أصل الكلمة الذي من شأنه أن يدعم بالتأكيد مكانة الإلهة العليا. وهناك احتمال آخر هو أن اسمها مشتق من كلمة «heifer» التي تعني بقرة صغيرة، وهو ما يتوافق مع لقب هيرا الشائع “أعين البقر”. وهكذا، خلافًا لبعض الآلهة اليونانية، مثل زيوس، لا يمكن تحليل اسم هيرا بشكل نهائي ككلمة يونانية أو هندو أوروبية. [1] وهذا ينسجم مع الفرضية المتنازع عليها التي تقول إنها امتداد من إلاهة عظيمة تعود إلى ما قبل الإغريق، على غرار الآلهة النسائية القوية في «البانثيون المينوي- Minoan pantheon» أو لشعوب غير معروفة من فترة ما قبل الإغريق. [1]

ذرية هيرا

في الميثولوجيا الإغريقية، كانت هيرا ابنة كرونوس وريا، وأم آريس (إله الحرب)، وهيبي (إلهة الشباب)، وإيليثيا (إلهة الولادة)، الذين أنجبتهم من زيوس. في بعض الأساطير، يبدو أن هيفاستوس هو ابن هيرا وزيوس، لكنّ الروايات الأكثر إثارة للاهتمام هي الروايات التي تصف هيفيستوس بأنه نتاج تكاثر لا جنسي من جانب أمه خصوصًا أن هيرا شعرت بالغيرة عندما أنجب زيوس أثينا دون مساعدتها وقررت بلهفة أن تَحمل بنفسها. [4] [1]

غيرة هيرا

إن العديد من حكايات هيرا في المجموعة الأسطورية الموجودة تصف ببساطة ردودها الغيورة على أفعال زوجها المغازل. [1]

إيكو

 لفترة من الوقت، كانت حورية تدعى إيكو تقوم بإلهاء هيرا عن علاقات زيوس الغرامية من خلال إبعادها ومجاملتها. وعندما اكتشفت هيرا هذا الخداع، لعنت إيكو لتكرار كلمات الآخرين فقط (مما قدم تفسيرًا سببيًا أسطوريًا للظاهرة الصوتية). [1]

ليتو

عندما اكتشفت هيرا أن ليتو حامل وأن زيوس هو الأب، منعت ليتو من الولادة على البر الرئيسي أو أي جزيرة في البحر. ولحسن الحظ، تمكنت ليتو من العثور على الجزيرة العائمة ديلوس، التي لم تكن برًا رئيسيًا ولا جزيرة حقيقية وولدت هناك. وفي نسخة أخرى، اختطفت هيرا إليثيا، إلهة الولادة، لمنع ليتو من دخول المخاض. بعد أن عانت أم أبولو وأرتميس لمدة تسعة أيام، أقنعت الآلهة الأخرى هيرا في نهاية المطاف بإطلاق سراح إليثيا برشوتها بـ “قلادة من الذهب والكهرمان بسمك ثلاثين قدمًا”. [1]

كاليستو وأركاس

 ظهرت غيرة هيرا أيضًا في أسطورة كاليستو وأركاس. كأتباع لأرتميس. تعهدت كاليستو بأن تبقى عذراء، لكن زيوس وقع في حبها وتنكر في هيئة أرتميس لكي يغريها. حولت هيرا كاليستو إلى دب لأنها كانت غاضبة منها. بينما كاد ابن كاليستو من زيوس، أركاس، أن يقتلها في صيد. وعندها وضعهما إله السماء زيوس في كوكبة الدب الأكبر والدب الأصغر للحفاظ عليهما. [1]

سيميلي وديونيسوس

ديونيسوس، إله الخمر، كان ابنا آخر لزيوس نتيجة علاقته مع امرأة فانية. حاولت هيرا الغيورة مرة أخرى قتل الطفل من خلال إقناع أم الصبي الحامل بأن تطلب رؤية شكل عشيقها الحقيقي. طلبت سيميلي أن ترى زيوس كما هو في الواقع، فتحول زيوس إلى صاعقة وقتلها لأنه كان غير قادر على رفض طلبها. ولرغبة زيوس في عدم في ترك ابنه الذي لم يولد بعد للموت، تمكن من الوصول إلى جثة حبيبته وزرع الجنين في فخذه. [1]

هيرا وهرقل

وكانت هيرا زوجة أب وعدوة للبطل هرقل، وعندما كانت ألكمين حاملاً بهرقل، حاولت هيرا منع الولادة عن طريق ربط أرجل ألكمين في عقد. ومع ذلك، أحبطت محاولاتها من قبل غالانثيس، خادم الأم المريضة، الذي أخبر هيرا أنها قد ولدت الطفل بالفعل. وحالما أدركت هيرا أنها ضُلّلت، حولت الخادم إلى ابن عرس.

بينما كان هرقل لا يزال رضيعاً، أرسلت هيرا ثعبانين لقتله وهو ممدداً في سريره. خنق هرقل ثعبانًا واحدًا في كل يد، ووجدته ممرضته يلعب بأجسادهما كما لو كانت ألعاب أطفال. وعلى العكس من ذلك، تذكر بعض الأساطير أن هيرا صادقت هيراكليس أو هرقل لإنقاذها من عملاق حاول اغتصابها، وأنها أعطت ابنتها هيبي كعروس له. [1]

«أعمال هرقل- The labours of Hercules»

كراهية هيرا للبطل لم تنتهي عندما وصل إلى سن البلوغ. في الواقع، كان يُنظر إلى ملكة الآلهة على أنها أقنعت الملك يوريثيوس في موكناي بتكليفه بالأعمال الإثني عشر. والأسوأ من ذلك أنها ظلت تحاول التسبب في فشله بينما كان يحاول إتمام هذه المهام. عندما قاتل هيراكليس «هيدرا-Lernaean Hydra»، أرسلت سلطعون ليعضه على أمل تشتيته.

ولإزعاج هرقل بعد أن أخذ ماشية غيريون، أرسلت هيرا ذبابة الخيل لتعض الماشية، وتثير غضبها، وتبعثرها. عندما وصل أخيراً إلى بلاط يوريثيوس، تم التضحية بالماشية لهيرا. أراد يوريثيوس أيضاً التضحية بالثور الكريتي من أجل هيرا، لكنها رفضت التضحية لأنها تعكس المجد على هرقل. [1]

حرب طروادة

 كانت هيرا بطلة رئيسية في قصة حرب طروادة كما هو مبين في الإلياذة. حيث تدعم الإلهة «الأخيون-Achaeans» وكثيراً ما تخطط مع آلهة أخرى لسقوط طروادة، باعتبارها لم تسامح أمير طروادة باريس لاختياره أفروديت كأجمل إلهة.

في الإلياذة، ذكرت هيرا ثلاث مدن عزيزة عليها بشكل خاص وهم أرغوس، وأسبرطة، وموكناي. وقيل أيضا أنه عندما كانت طفلة، تم تربيتها من قبل أوقيانوس وتيثيس بينما كان زيوس يقاتل كرونوس. وغالباً ما يصف هوميروس هيرا بأنها “مسلحة”، و”ذات عيون الثور”، و”هيرا أرغوس”. كما يصف هيسيودوس في الثيوغونيا هيرا بأنها: “من أرغوس” وفي كثير من الأحيان بأنها “صاحبة الخف الذهبي”. [2]

عبادة هيرا

بشكل عام ، كان لدى هيرا وظيفتين رئيسيتين تُعبد من خلالهما. الأولى باعتبارها زوجة لزيوس وملكة السماء، والثانية باعتبارها إلهة الزواج وحياة المرأة. جعلها المجال الثاني بشكل طبيعي حامية النساء أثناء الولادة، وحملت لقب إليثيا، إلهة الولادة، في أرجوس وأثينا. في أرجوس وساموس، كانت هيرا أكثر من مجرد ملكة السماء وإلهة الزواج. كانت راعية لتلك المدن، مما أعطاها مكانة مماثلة لمنصب أثينا في مدينة أثينا.

على الرغم من أن طقوس أرجوس كانت زراعية بشكل ملحوظ، فقد أقامت أيضًا احتفالًا هناك يسمى «الدرع – Shield»، وكان هناك موكب مسلح على شرفها في ساموس. نتج هذا المفهوم من اتساع نطاق الوظائف المنسوبة إلى الإله الراعي للدولة اليونانية، إذ يجب أن تكون إلهة المدينة رئيسًة للسلام والحرب على حد سواء. وكان الحيوان المقدس بالنسبة لهيرا هو البقرة. وكان طائرها المقدس هو الوقواق أولاً، ثم الطاووس فيما بعد. وتم تمثيلها كرئيسة مهيبة وقاسية، رغم شبابها. [3]

جونو

في الثقافة الرومانية، عاشت الإلهة هيرا باسم جونو، على الرغم من أنها تمثل بشكل أساسي الأسرة الطيبة وسمات الزواج المخلص الخاصة بهيرا بدلاً من المنتقمة الغيورة للخيانة الزوجية. كانت جونو أحد أهم الآلهة الرومانية إلى جانب جوبيتر ومينيرفا. في الواقع كانت أيضًا راعية روما نفسها. كان مهرجان «Matronalia» السنوي عبارة عن مهرجان أقيم على شرفها في شهر يونيو، وهو الشهر الذي حمل اسمها، وهي الفترة التي تعتبر أكثر الأوقات الميمونة للزواج في الثقافة الرومانية.

المصادر:

  1. new world encyclopedia
  2. world history
  3. britannica
  4. new world encyclopedia

كيف سحرت الأساطير اليونانية العالم؟

ما هي الأساطير اليونانية؟

هي مجموعة من القصص المتعلقة بآلهة وأبطال وطقوس الإغريق القدماء. تم التعرف على حقيقة احتواء الأساطير على عنصر كبير من الخيال من قبل الإغريق البارعين في النقد، مثل الفيلسوف أفلاطون في القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد. ومع ذلك كان يُنظر إلى الأساطير على أنها أحداث حقيقية. كان للأساطير اليونانية بعد ذلك تأثير كبير على فنون وآداب الحضارة الغربية، والتي ورثت الكثير من الثقافة اليونانية.[1]

على الرغم من أن الناس في كل الأمكنة والأزمنة قد طوروا أساطير تشرح وجود الظواهر الطبيعية وطرق عملها، أو تروي أعمال الآلهة أو الأبطال، أو تسعى إلى إثبات أهلية المؤسسات الاجتماعية أو السياسية؛ إلا أن أساطير الإغريق ظلت في العالم الغربي كمصدر للأفكار الخيالية والجذابة. استلهم الشعراء والفنانون من العصور القديمة وحتى الوقت الحاضر من الأساطير اليونانية واكتشفوا علاقة وأهمية معاصرة في الموضوعات الأسطورية الكلاسيكية.[1]

كيف نشأت الأساطير اليونانية؟

الموقع الجغرافي

ساعدت الجغرافيا في تشكيل الأساطير اليونانية. إذ أن اليونان عبارة عن شبه جزيرة محاطة بالبحر والجزر. تقسم الجبال الوعرة والساحل المتعرج الأرض إلى العديد من المناطق الصغيرة المنفصلة. لم تصبح اليونان القديمة إمبراطورية موحدة قط. بل كانت تتألف من ممالكٍ صغيرة تحولت لـ «دويلات مدن-city-states» بعد حوالي 800 قبل الميلاد. أصبح الإغريق أمة من البحارة لأن السفر عن طريق البحر كان أسهل من البر. وأنشأ التجار مستعمرات في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط والشرق الأدنى. [3]

حضارات مختلفة

الأساطير اليونانية عبارة عن خليط من القصص، بعضها يتعارض مع بعضها البعض. إذ تم تناقل العديد منها من العصور القديمة في أكثر من نسخة واحدة. تعود جذور هذه الأساطير إلى حضارتين ازدهرتا قبل 1100 ق.م:

  • «الحضارة الموكينية أو المسينية-Mycenaean» في البر الرئيسي اليوناني
  • «الحضارة المينوية-Minoan» في جزيرة كريت المجاورة.

اندمجت المعتقدات القديمة مع أساطير من الممالك اليونانية ودول المدن والأساطير المستعارة من شعوب أخرى لتشكيل مجموعة من التقاليد المشتركة بين معظم اليونانيين. [3]

مصادر الأساطير اليونانية

مصادر أدبية

قصائد هوميروس: الإلياذة والأوديسة

إن أقدم المصادر الأدبية لتراث الأساطير اليونانية هي قصيدتي هوميروس الملحميتين، الإلياذة والأوديسة. تقدم هاتان الروايتان إشارة واضحة إلى شهية الإغريق للحكايات الخيالية، فضلاً عن فهمهم للعلاقة المعقدة والعدائية في كثير من الأحيان بين البشر والآلهة (وبين الآلهة أنفسهم). [2]

أعمال هسيودوس: «ثيوغونيا-Theogony» و«الأعمال والأيام- Works and Days»

يقدم هسيودوس، وهو معاصر محتمل لهوميروس، في الثيوغونيا (أصل الآلهة) الوصف الكامل للأساطير اليونانية الأولى ويتعامل مع الحكايات الشعبية وقصص الخلق ووصف أصل الآلهة والجبابرة والعمالقة ( بما في ذلك تفصيل الأنساب). يتضمن إنتاجه البارز الآخر، الأعمال والأيام، قصيدة تعليمية عن الحياة الزراعية وأساطير بروميثيوس وباندورا والعصور الأربعة (العصر الذهبي والفضي والبرونزي والحديدي). في القصيدة، يقدم الشاعر نصائح حول أفضل طريقة للنجاح في عالم خطير يجعله آلهته أكثر خطورة. [2] [6]

الشعر الغنائي

غالبًا ما أخذ الشعراء الغنائيون (مؤلفو «ترانيم هوميروس- Homeric hymns») موضوعاتهم من الأسطورة، على الرغم من أن طريقة معاملتهم للموضوع أصبحت تدريجيًا أقل سردًا وأكثر تلميحًا. قدم هؤلاء الشعراء الغنائيون، بما في ذلك «بندار- Pindar » و«بقليدس- Bacchylides» و«سيمونيدس-Simonides» والشعراء الرعويين اللاحقين ، مثل «ثيوقريطس- Theocritus»و«بيون- Bion»، صورًا فردية للأحداث الأسطورية. [2]

المسرحيات

كانت الأسطورة أيضًا مركزية في المسرحيات الأثينية الكلاسيكية. أخذ الكتاب المسرحيون المأساويون «إسخيلوس- Aeschylus» و«سوفوكليس- Sophocles » و«يوربيديس- Euripides» حبكاتهم من عصر الأبطال وحرب طروادة. اتخذت العديد من القصص المأساوية العظيمة (مثل أجاممنون وأطفاله وأوديب وجايسون وميديا، إلخ) شكلها الكلاسيكي في هذه المسرحيات المأساوية. من جانبه، استخدم الكاتب المسرحي الكوميدي «أريستوفان- Aristophanes» أيضًا الأساطير ، كما في «الطيور-The Birds»أو «الضفادع- The Frogs»، على الرغم من أنه يستخدمها عادةً كوسيلة لانتقاد المجتمع اليوناني. [2]

مؤخرون وجغرافيون

قدم المؤرخون (هيرودوت وديودور الصقلي) والجغرافيون (بوسانياس وسترابو)، الذين سافروا حول العالم اليوناني ولاحظوا القصص التي سمعوها، العديد من الأساطير المحلية، وغالبًا ما قدموا نسخًا بديلة غير معروفة. [2]

مصادر أخرى

يحتوي شعر العصرين الهلنستي والروماني على العديد من التفاصيل المهمة المستلهمة من الأساطير اليونانية. تشمل هذه الفئة أعمال الشعراء الهلنستيين مثل:

  • أبولونيوس من رودس
  • كاليماتشوس
  • بسودو-إراتوستينس
  • بارثينيوس

وأعمال الشعراء الرومان مثل:

  • أوفيد
  • ستاتيوس
  • فاليريوس فلاكوس
  • فيرجيل

وأعمال الشعراء اليونانيين في العصور القديمة المتأخرة مثل:

  • نونوس
  • أنتونينوس ليبراليس
  • كوينتوس سميرنيوس

وكذلك الروايات القديمة لأبوليوس وبترونيوس ولوليانوس وهليودوروس [2]

مصادر أثرية

بالإضافة إلى المصادر النصية الموضحة أعلاه، تم أيضًا صقل الفهم الحديث للأساطير اليونانية من خلال التنقيب الأثري. لقد ساعد اكتشاف الحضارة الموكينية من قبل عالم الآثار الألماني «هاينريش شليمان- Heinrich Schliemann» في القرن التاسع عشر، واكتشاف الحضارة المينوية في جزيرة كريت من قبل عالم الآثار البريطاني« السير آرثر إيفانز»، في القرن العشرين، على شرح العديد من الأسئلة حول ملاحم هوميروس وقدم الدعم الأثري للعديد من المزاعم الأسطورية حول الحياة والثقافة اليونانية. [2]

تعتبر التمثيلات المرئية -منحوتات، رسوم جدارية، رسومات على الفخار، تماثيل- للشخصيات الأسطورية المكتشفة في هذه الحفريات الأثرية وغيرها مهمة لسببين:

  • يمكن أن تكون المصادر المرئية أحيانًا هي الدليل الوحيد لبعض الأساطير أو المشاهد الأسطورية التي لم تنجو في أي مصدر أدبي موجود. على سبيل المثال، عثر علماء الآثار على فخار (يعود تاريخه إلى القرن الثامن قبل الميلاد) يصور مشاهد مجهولة من سلسلة حكايات طروادة ومن مغامرات هرقل.
  • يمكن أن تسبق المصادر المرئية للعديد من الأحداث الأسطورية إدراجها في المصادر الأدبية، مما يسمح لطلاب الثقافة اليونانية الكلاسيكية بتقييم تواريخ تكوينهم بشكل أكثر دقة. في بعض الحالات، تسبق هذه التمثيلات المرئية أول تمثيل معروف للأسطورة في الشعر القديم بعدة قرون.

    في كلا الاتجاهين، يمكن رؤية الاكتشافات الأثرية التي تتضمن صورًا لمشاهد أسطورية لتكمل الأدلة الأدبية الموجودة. [2]

البانثيون اليوناني

تأتي كلمة «بانثيون pantheon» التي تشير إلى جميع الآلهة في ثقافة معينة، من الكلمة اليونانية «pan-الكل» و«theoi-الآلهة». يتألف بانثيون الإغريق القدماء من الآلهة الأولمبية وغيرها من الآلهة الرئيسية، إلى جانب العديد من الآلهة الصغيرة وأنصاف الآلهة.

الآلهة الأولمبية

في مركز الأساطير اليونانية يوجد بانثيون الآلهة الذين قيل إنهم يعيشون على جبل أوليمبوس (كان يوجد 12 إله وإلهة رئيسيين)، أعلى جبل في اليونان. حكموا من موقعهم كل جانب من جوانب الحياة البشرية. بدت الآلهة والإلهات الأولمبية مثل البشر (على الرغم من أنهم يستطيعون تغيير أنفسهم إلى حيوانات وأشياء أخرى) وكانوا كما روت العديد من الأساطير عرضة لنقاط الضعف والعواطف البشرية. الاثنا عشر إلهًا أولمبيًا رئيسيًا هم: [4]

  1. زيوس (جوبتر، في الأساطير الرومانية): ملك كل الآلهة (والأب للكثيرين) وإله الطقس والقانون والقدر
  2. هيرا (جونو): ملكة الآلهة وإلهة المرأة والزواج
  3. أفروديت (فينوس): إلهة الجمال والحب
  4. أبولو (أبولو): إله النبوة والموسيقى والشعر والمعرفة
  5. آريس (مارس): إله الحرب
  6. أرتميس (ديانا): إلهة الصيد والحيوانات والولادة
  7. أثينا (مينيرفا): إلهة الحكمة والدفاع
  8. ديميتر (سيريس): إلهة الزراعة والحبوب
  9. ديونيسوس (باخوس): إله الخمر والملذات والاحتفال
  10. هيفايستوس (فولكان): إله النار وتشغيل المعادن والنحت
  11. هيرميس (ميركوري): إله السفر والضيافة والتجارة ورسول زيوس الشخصي
  12. بوسيدون (نبتون): إله البحر [4]

الأبطال والوحوش

أبطال وأشخاص

ومع ذلك ، فإن الأساطير اليونانية لا تحكي قصص الآلهة والإلهات فقط.بل تتناول أيضًا أبطال بشريون، مثل هرقل المغامر الذي فعل 12 عملاً مستحيلاً للملك «يوريسثيوس- Eurystheus »(وكان يُعبد لاحقًا كإله لإنجازه). وباندورا المرأة الأولى التي جلب فضولها الشر للبشرية. وبجماليون الملك الذي وقع في حب تمثال من العاج. وأراكني النساجة التي تحولت إلى عنكبوت بسبب غطرستها. كل هذه القصص لها نفس الأهمية. [4]

وحوش ومخلوقات

تظهر الوحوش والمخلوقات الهجينة (أشكال الإنسان والحيوان) أيضًا بشكل بارز في الحكايات مثل الحصان المجنح بيغاسوس والقنطور وأبو الهول والهاربي والسايكلوب والمانتيكور ووحيد القرن والغورغون والتنين من جميع الأنواع. أصبح العديد من هذه المخلوقات معروفًا تقريبًا مثل الآلهة والإلهات والأبطال الذين يشاركون قصصهم. [4]

العالم السفلي

كان العالم السفلي مسكنًا لأرواح الموتى، وكان مكانًا كئيبًا. تشير أوديسة هوميروس إلى أن أوديسيوس واجه شبح أخيل هناك، الذي أخبره أنه يفضل أن يكون حياً وعبدًا لرجل لا أرض له على أن يكون ملك كل الموتى في العالم السفلي. في الثيوغونيا، كان العالم السفلي هو تارتاروس، سجن الجبابرة الذين أطاح بهم زيوس. [5]

كان لدى هاديس وبيرسيفوني قصر هناك يحرسه كلب حراسة مخيف يهز ذيله ترحيبًا لجميع الذين دخلوا، لكنه لم يسمح لأي شخص بالخروج. كان نهر العالم السفلي هو نهر ستيكس، وهو مجرى مرعب حتى للآلهة، لأنه إذا أقسم إله بنهر الستيكس، ثم لم يفي بوعده، فسيظل في غيبوبة لمدة عام، وبمجرد أن يتعافى، سيكون منبوذًا من قبل الآلهة الأخرى لمدة تسع سنوات أخرى. فقط في السنة العاشرة يمكن أن ينضم إلى مجالسهم. [5]

إرث الأساطير اليونانية

عصر النهضة

لم يحد الانتشار الواسع للمسيحية من شعبية الأساطير. مع إعادة اكتشاف العصور الكلاسيكية القديمة في عصر النهضة، أصبح لشعر أوفيد تأثير كبير على خيال الشعراء والمسرحيين والموسيقيين والفنانين. منذ السنوات الأولى لعصر النهضة، صور فنانون مثل ليوناردو دافنشي ومايكل أنجلو ورافائيل الموضوعات الوثنية للأساطير اليونانية جنبًا إلى جنب مع الموضوعات المسيحية التقليدية. وبالمثل، أثرت هذه الأساطير، من خلال أوفيد، على شعراء العصور الوسطى وعصر النهضة مثل بتراركا وبوكاتشيو ودانتي أليغييري. [2]

الأدب

في شمال أوروبا، لم تأخذ الأساطير اليونانية نفس السيطرة على الفنون البصرية، لكن تأثيرها كان واضحًا جدًا على الأدب. تم إطلاق الخيال الإنجليزي، بدءًا من تشوسر وجون ميلتون واستمرارًا عبر شكسبير وروبرت بريدجز، من خلال الأساطير اليونانية. في أماكن أخرى من القارة، أعاد راسين (في فرنسا) وجوته (في ألمانيا) إحياء المسرحية اليونانية، وأعادا صياغة الأساطير القديمة إلى قالب معاصر. على الرغم من أن عقلانية التنوير قللت من التقدير الأوروبي للموضوع الأسطوري في القرن الثامن عشر، إلا أنهم استمروا في توفير مصدر مهم للمواد الخام للكتاب المسرحيين. [2]

الرومانسية

علاوة على ذلك، أدى ظهور الرومانسية في نهاية القرن الثامن عشر إلى زيادة الحماس لجميع الأشياء اليونانية، بما في ذلك الأساطير اليونانية. بعض الأسماء البارزة في هذه الحركة تشمل ألفريد لورد تينيسون وجون كيتس ولورد بايرون وبيرسي بيش شيلي وفريدريك لايتون ولورنس ألما تاديما. وبالمثل ، وضع كريستوف غلوك وريتشارد شتراوس وجاك أوفنباخ وغيرهم الكثير من الموضوعات الأسطورية اليونانية للموسيقى. استمر هذا الاهتمام بلا هوادة في العصر الحديث، على الرغم من أن العديد من المصادر الحالية تدمج بشكل متزامن مواد من مختلف تراث الأسطورة. [2]

المصادر

  1. britannica
  2. new world encyclopedia
  3. encyclopedia
  4. history
  5. encyclopedia
  6. britannica

تاريخ المسرح وتطوره

لم يكن المسرح في بداياته كحاله اليوم، بل كان مرتبطًا بالطقوس الدينية. حيث كانت تُقدم مسرحيات بدائية للإله “ديونيسوس” –إله الخمر والخصوبة- عند اليونانيين القدماء. فكانت الجوقات تقوم بأداء بعض التراتيل المكتوبة كطقوس دينية. ثم تطور الأمر بالتدريج فبدأ مؤدوا الطقوس بارتداء ملابس مخصصة وأقنعة. ورغم ذلك الحين لم يكن المسرح في ذلك الوقت بالشكل الذي نعرفه اليوم.

المسرح في اليونان القديمة

 لم يكن المسرح موجودًا حتى القرن السادس قبل الميلاد. وكان ذلك تحت حكم “بيسستراتوس” حاكم أثينا، الذي أقام الكثير من المهرجانات الشعبية. تمحورت تلك المهرجانات حول الموسيقى، والرقص، والشعر.

وبحسب ما ورد في التاريخ اليوناني القديم، ألقى رجلُ يُدعى “ثيسبيس” قصيدةً شعريةً عفوية في أحد تلك المهرجانات. فأصبح له جمهوره الخاص الذي لا يبحث عن المتعة فقط بل عن الإلهام أيضًا. من هذه النقطة بالتحديد بدأ المواطنون الأثرياء بالتبرع بالمال من لدعم الفن. ولم يكن ذلك من أجل الفن فقط، بل من أجل المصالح السياسية أيضًا. ومن هنا ظهرت ضريبة خاصة لرعاية الفن، فمكنت هذه الضريبة من إنشاء العديد من المسارح المميزة ذات المقاعد الحجريةبعد أن كانت خشبية وتستند إلى تلة طبيعية في البداية.

أدى كل هذا إلى ظهور العديد من الكُتاب المسرحيين. وسرعان ما بدأوا في كتابة مسرحيات أطول بكثير، مضيفين شخصيات أكثر مع حوارٍ أطول. أدت زيادة مدة عرض المسرحيات مع جلوس الجمهور على تلك المقاعد الحجرية المزعجة لساعاتٍ طويلة إلى تألم الجمهور وتذمرهم من طول المسرحيات. ولكن ما سببته المقاعد من ضرر عوضه المسرح اليوناني بجودة الصوت.

لم يكن لدى الإغريق رفاهية مكبرات الصوت التي تجعل الصوت واضحًا لأبعد المشاهدين بالمسرح وأقلهم سمعًا، ولكن على الرغم من ذلك، كان لديهم نظام صوتي متقدم “مثيرُ للإعجاب” في حقيقة الأمر. فقد تعمّد المهندسون الإغريق تصميم مقاعد المسارح بشكل مرتفع عن عمد لتوفير رؤية واضحة للجميع أيًا كانت أماكنهم، فضلاً عن تصميم المقاعد لتعكس وتضخم الأصوات القادمة من المسرح. نتيجة لذلك، حضر آلاف الأشخاص هذه العروض، وكان معظمهم قادرًا ليس فقط على رؤية الحركة على المسرح، بل وأيضًا قادرًا على سماعها!

في نهاية المطاف، انتشرت الكلاسيكيات اليونانية عبر ثقافات وحضارات متعددة نتيجة العديد من الغزوات التي قاموا بها.

المسرح الروماني

مشهد عام يتضمن الكولوسيوم

بداية من القرن الثالث قبل الميلاد تم تقديم المسرح الروماني على غرار المسرح اليوناني، إذا وضع الممثلون الأقنعة على وجوههم، كما لم يسمحوا للإناث بالتمثيل أيضًا. ولمع نجم العديد من الكتاب المسرحيين مثل بلوتو.

انتشرت المسارح الرومانية في جميع المستعمرات اليونانية، وكان مسرح بومبي هو أول مسرح كبير بُني في روما. وتنوعت النشاطات التي استضافتها هذه المسارح كالتمثيل الإيمائي والخطب والمصارعات. وكان الكولوسيوم من أشهر المسارح الرومانية التي أُقيمت المصارعات فيها .

الصين والمسرح البدائي

أقامت الحضارة الصينية المبكرة – كالحضارة اليونانية- مهرجانات تتألف من الرقص والموسيقى. كان يحتفل بعضهم بالانتصارات العسكرية، وأقام البعض الآخر طقوسًا دينية على هيئة احتفالات راقصة، لكن هذه النسخة من المسرح بالتحديد كانت أقوى بكثير في الحضارة الصينية من نظيرتها اليونانية.

كان الاختلاف بين الحضارتين في مكان العرض نفسه. حيث لم يكن للجمهور أي مقاعد للجلوس خلال هذه المهرجانات الصينية، لذلك كان عليهم إما الوقوف أو الجلوس طوال العروض. فلم يكن هناك ما يشبه مكان يمثل المسرح كما هو معتاد عليه حتى ولو بشكلٍ بدائي. ولكن هذه النقطة كانت سببًا لانتشار هذه العروض في جميع أنحاء الصين دون الحاجة إلى بناء مسارح في أماكن محددة أو مخصصة لهذا الغرض.

انحدار المسرح في العصور الوسطى في أوروبا

على عكس الوضع الحاليّ الآن، كان معدل معرفة القراءة والكتابة في أوروبا في العصور الوسطى منخفضًا للغاية. لذا فإن السجلات المسرحية/العلمية كانت قليلة ومتباعدة في ذلك العصر.

خفت قبضة الكنيسة تدريجيًا على المسرح حيث وافقت الكنيسة على بعض العروض المسرحية. وخصوًصا المسرحيات المتعلقة بالديانة المسيحية. وذلك من أجل نشر التعاليم المسيحية بين غير المتعلمين. فقامت الكنيسة عن طريق الرهبان بأداء قصصٍ من الكتاب المقدس مباشرة أو بناءً على حياة قديسين أو شهداء.

إلى جانب ذلك، عارضت الكنيسة بعض العروض المسيئة، لذلك ضاعت بعض المسرحيات مع مرور الوقت أو تم أداؤها سراً.

كانت أماكن مشاهدة تلك العروض بطبيعة الحال في الكنائس، لذلك لم تكن أماكن مشاهدتهم أفضل بكثير من أسلافهم اليونانيين والصينيين. فكان من الممكن استمرار العروض لساعات، بينما الجمهور جالس في المقعد الخشبي الصلب المُرهق!

إن أحد أهم التطورات في الكوميديا المسرحية في تلك الفترة، هو ظهور عيد سُميّ بعيد “الحمقى” The Feast of fools. وهو مهرجان شعبي مشهور في القرون الوسطى. كانت كل فحواه هو الغناء والرقص والسخرية من رجال الدين والسياسة. اعتُبر ذلك المهرجان النواة والبذرة الأساسية للكوميديا المسرحية. وقد كان يتميز بالعربات المتنقلة، أي أن المسرح نفسه كان متنقلاً أيضًا، وكان يُقام في الهواء الطلق وبالأماكن المفتوحة فكان يجلس المشاهدون أو يقفون على الأرض.

ظهور مسرح “برودواي” بأمريكا

إذا انتقلنا في الزمن إلى أواخر القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر. نجد في تلك الفترة وفي أمريكا بالتحديد، أن الميلودراما كانت تحظى بشعبية جارفة.

والميلودراما هي عمل درامي تكون فيه الحبكة عادةً مثيرة ومصممة لجذب المشاعر بقوة. وتكون مُركزة بشكل أكبر على الحوار العاطفي بدلاً من الحركات.

كانت الأعمال المسرحية الميلودرامية هي الأساس لأي عمل مسرحي في تلك الفترة. فظهر مسرح «برودواي_ Broadway» الشهير على الساحة في القرن التاسع عشر. واستمر هذا المسرح في تقديم عروضه ونجومه حتى بعد دخول السينما إلى الأجواء الأمريكية. وما يزال مسرح “برودواي” منذ ذلك الحين علامة فارقة ومستمرة إلى يومنا هذا!

تميزت المسارح في تلك الفترة بالرفاهية، وقلة سعة المسرح مقارنة بالمسرح اليوناني. فكان المسرح يسع حوالي خمسمائة متفرج فقط! ولكنهم خمسمائة متفرج سعيد وغير مُرهق نتيجة رفاهية المسرح وتوافر كافة وسائل الطعام والشراب والرفاهية التي بالتأكيد لم تكن متوفرة لدى الجانب اليوناني القديم. فكانت المسارح باهظة التكاليف وغير متاحة للمواطن العادي البسيط بل لعلية القوم!

دخول السينما وتراجع دور المسرح

شعرت العديد من الشركات المسرحية بالتهديد مع ظهور السينما في أوائل القرن العشرين. ففي البداية، عندما كان لديهم فقط أفلام صامتة للتعامل معها، كانت هناك ميزة واضحة بالتأكيد لمشاهدة مسرحية بدلاً من فيلم. ولكن، ظهرت المشكلة لعشاق المسرح مع دخول الصوت إلى عالم السينما و ذلك بالتحديد عام 1927م.

من هنا، انتشرت دور السينما في جميع أنحاء البلاد. وقدموا نفس المقاعد الفخمة مثل برودواي، ونفس مستوى الرفاهية والطعام والشراب. بل وعلاوةً على ذلك قدمت دور السينما أيضًا إمكانية رؤية أعجوبة تكنولوجية. وهي شاشة السينما!

عصر جديد مع ظهور التلفاز

مع مرور الوقت، انتقلت الأفلام من المسرح والسينما إلى منازلنا. ولم يعد يتعين على الناس الخروج لمشاهدة هذه القصص والمغامرات. بل يمكنهم البقاء في منازلهم مرتاحين بدلاً من ذلك. ففي الوقت الحاضر، يتم تشغيل الأفلام على القنوات التلفزيونية ، أو على مواقع مثل نيتفليكس حيث تسمح للجمهور بمشاهدة الفيلم داخل منازلهم.

لقد تطورت طريقة تأدية القصص مع كل عصر، من المسارح اليونانية المكشوفة وحتى صالات السينما الحديثة. ورغم ظهور التقنيات الحديثة في التصوير والمؤثرات السينمائية، إلا أن المسرح لا يزال يمتلك سحرًا يجذبنا دائماً.

المصادر:

A Brief History of Theater

nationaltheatre

كيف شكل المؤرخون اليونانيون التاريخ الغربي الحديث؟

طور الإغريق القدماء خلال العصور الكلاسيكية القديمة ما نعرفه اليوم باسم التاريخ. وقد خرج من بين اليونان أوائل المؤرخين في العالم. الذين بنوا أعمالهم عبر دراسة الوثائق والاعتماد على الأبحاث التاريخية السابقة. حتى أن بعض المؤرخين اليونانيين القدماء شاركوا في الأحداث التي وصفوها بأنفسهم أو شهدوها. مع مرور الوقت، ضاعت كتابات العديد من هؤلاء المؤرخين. وبعضها بقي فقط كأجزاء أو اقتباسات أو مراجع في أعمال لاحقة. وبغض النظر عما إذا كانت جميع أعمالهم قد نجت أو لا، فقد شكل المؤرخون اليونانيون فهمنا للعصور القديمة الكلاسيكية ولدراسة التاريخ.

هوميروس

المؤرخون اليونانيون

لا يُعرف شيء تقريبًا عن هوميروس، المؤلف الأسطوري الذي تنسب إليه للإلياذة والأوديسة؛ قصائد ملحمية تحكي قصة حرب طروادة وعواقبها. كانت هوية هوميروس والفترة التي عاش فيها والظروف التي ألف فيها هذه القصائد موضع نقاش ساخن لعدة قرون. حتى أن البعض يذهب إلى حد التشكيك في وجوده ذاته. أما ما لا يمكن التشكيك فيه فهو تأثير أعماله على التأريخ الغربي وتطور التاريخ في اليونان القديمة.

خلال العصور القديمة، كانت حرب طروادة أول “حدث تاريخي” يتم تسجيله في اليونان القديمة وأصبحت أساسية. تمت قراءة أعمال هوميروس على نطاق واسع وتم دمجها في النظم التعليمية للعديد من مدارس الفلسفة. نتيجة لذلك، استوحى العديد من المؤرخين اليونانيين الإلهام من هوميروس عندما قاموا بتأليف تاريخهم. كانت حرب طروادة أيضًا نقطة بداية للمؤرخين اليونانيين القدماء لأنها غالبًا ما كانت أول حدث معروف لديهم وكان أبطالها مرتبطين بأساطير مختلف القبائل والسلالات والمدن والمناطق والممالك. لكن البعض انتقد هوميروس بسبب معاملته للآلهة وشكك في روايته لأحداث حرب طروادة. على الرغم من أنهم يميلون جميعًا إلى قبول حدوث هذه الحرب.

هيرودوت (484-425 قبل الميلاد)

المؤرخون اليونانيون

وُلد هيرودوت، الملقب بـ “أبو التاريخ”، في مدينة هاليكارناسوس اليونانية التي كانت آنذاك جزءًا من الإمبراطورية الأخمينية الفارسية. لأسباب غير واضحة، ولكن ربما كانت مدفوعة بالسياسات المحلية، سافر هيرودوت على نطاق واسع في جميع أنحاء الشرق الأدنى وشرق البحر الأبيض المتوسط ​​ومن المعروف أنه زار ساموس ومصر وصور وبابل وأثينا وماغنا جراسيا ومقدونيا. تم تصور عمله العظيم، “التاريخ”، كمحاولة لشرح أصول الحروب اليونانية الفارسية. يركز هذا العمل، الذي بدأ في الفترة الأسطورية، على السنوات ما بين 550-479 قبل الميلاد ويمتد إلى 9 كتب.

أدرج هيرودوت ثروة من المعلومات في “التاريخ” ويميل إلى الاستطرادات الطويلة في المسائل الأنثروبولوجية والإثنوغرافية. على الرغم من أن عمله ألهم العديد من المؤرخين اللاحقين، إلا أن هيرودوت نفسه لا يزال مثيرًا للجدل وقد لقب “بأبو الأكاذيب”. يحتوي عمله على العديد من الروايات الأسطورية والخيالية. ومع ذلك، يقول هيرودوت نفسه أنه لا يذكر إلا ما قيل له، بل إنه يلاحظ عندما لا يصدق مصدره. اليوم، تم تأكيد عدد من الجوانب الخيالية في كتاب التاريخ لهيرودوت من خلال الأبحاث في علم الآثار.

ثيوسيديدز (حوالي 460-400 ق.م)

المؤرخون اليونانيون

》ثيوسيديدز-Thucydides》 الأرستقراطي الأثيني، الذي كان يمتلك منجمًا للذهب، خدم كجنرال خلال 《الحرب البيلوبونيسية-Peloponnesian War》، ونجا من طاعون أثينا، ونفي في النهاية من أثينا لفشل الحملة عسكرية في تراقيا. اشتهر بتاريخه، والذي يتم تقديمه اليوم بشكل شائع باسم “تاريخ الحرب البيلوبونيسية”. يمتد هذا العمل على 8 كتب ويصف أحداث الفترة التي تشمل 438-411 قبل الميلاد تقريبًا. مع توقف تأليفه لهذا العمل فجأة، يُعتقد أن ثيوسيديدس مات فجأة وبشكل غير متوقع.

يعتبر ثيوسيديدز، إلى جانب هيرودوت، “أبو التاريخ”؛ إن نهجه العلمي الذي لم يعترف بالتدخل الإلهي، إلى جانب أسلوبه غير القضائي الذي سعى إلى الإبلاغ عن الأحداث بطريقة غير منحازة، أدى إلى اعتباره أيضًا أول “مؤرخ حقيقي”. ومع ذلك، فهو يقر أيضًا بحرية إلقاء الخطب المناسبة للشخصيات في كتابه التاريخ، بناءً على ما شعر أنه كان يجب عليهم قوله. ومع ذلك، كان تأثير ثيوسيديدز هائلاً على المؤرخين اليونانيين القدماء المتأخرين وعلى التاريخ الغربي.

زينوفون (430-354 ق.م)

زينوفون متحف برلين

وُلِد 《زينوفون-Xenophon》 في أثينا، وكان مؤرخًا يونانيًا قديمًا وجنديًا وفيلسوفًا قاد جيشًا من عشرة آلاف مرتزق يوناني من بلاد فارس، مرتبطين بسقراط وأفلاطون، وكان لهم علاقات وثيقة بأسبرطة. يعكس عمله كمؤرخ خبراته حيث تشمل: 《أناباسيس-The Anabasis》، الذي يعرض تفاصيل مسيرة العشرة آلاف؛ 《Cyropaedia》، التي تصف الحياة المبكرة لكورش العظيم؛ Agesilaus، التي تصف سيرة 《أجيسيلاوس-Agesilaus》 الثاني ملك قوي من سبارتا؛ وتاريخ اسبرطة ومؤسساتها.

ومع ذلك، كان أهم عمل لـ زينوفون هو “Hellenica” أو “كتابات حول مواضيع يونانية”، والتي تغطي السنوات 411-362 قبل الميلاد وتمتد على إجمالي 7 كتب. بشكل عام، كان Hellenica بالنسبة لـزينوفون مشروعًا شخصيًا بعمق، لذلك يظهر تحيزه المؤيد للإسبرطة والمناهض للديمقراطية في هذا العمل.

كتيسياس (القرن الخامس قبل الميلاد)

كان 《كتيسياس-Ctesias》 يونانيًا يعيش في كنيدوس، وهي مدينة كاريانية في الأناضول، عاش هذا المؤرخ اليوناني القديم في ظل الإمبراطورية الأخمينية. طبيب ملكي للملك الأخميني أرتحشستا الثاني، رافق الملك في رحلات استكشافية مختلفة وعالج جروحه. كان لكتيسياس إمكانية الوصول إلى المحفوظات الملكية للإمبراطورية الأخمينية، والتي استند إليها في بناء تاريخه.

اشتهر بعملين، “بيرسيكا وإنديكا”. يعكس 《إنديكا-Indica》 المعرفة والمعتقدات الأخمينية عن الهند ولا يُعرف إلا بالشظايا والاقتباسات المحفوظة في أعمال المؤرخين الآخرين. امتدت أعمال كتيسياس الأخرى، 《بيرسيكا-Persica》، إلى 23 كتابًا وقد كُتبت في الأصل ضد هيرودوت وروايته. كانت بيرسيكا ذات قيمة عالية ونقلت على نطاق واسع في العصور القديمة، على الرغم من وجود شكوك حتى في ذلك الوقت حول موثوقيتها.

إقرأ أيضًا: رحلة في تاريخ الفن، من أين أتى القنطور؟

ديودورس الصقلي (90-30 قبل الميلاد)

ديودورس الصقلي

كان 《ديودورس الصقلي-Diodorus Siculus》 يونانيًا من مدينة Agyrium في صقلية، ولم يُعرف أي شيء آخر عن حياته. أعظم أعماله هو 《المكتبة التاريخية-Bibliotheca Historica》. كان هذا عملاً هائلاً امتد في الأصل إلى حوالي 40 كتابًا. لإكمال هذا العمل الملحمي، اعتمد ديودوروس الصقلي على أبحاث العديد من المؤرخين السابقين. ومع ذلك، فقد ضاع الكثير من المكتبة التاريخية مع مرور الوقت، بحيث بقيت الكتب 1-5 و11-20 فقط؛ إلى جانب بعض الأجزاء والاقتباسات المحفوظة في أعمال المؤرخين اللاحقين.

كان القصد من مكتبة هيستوريكا أن تكون تاريخًا عالميًا. أي أنها حاولت تقديم تاريخ البشرية جمعاء في وحدة واحدة متماسكة. على هذا النحو، تم تقسيمها إلى ثلاثة أجزاء. تناول القسم الأول التاريخ الأسطوري حتى تدمير طروادة. غطى القسمان الثاني والثالث الفترات ما بين تدمير طروادة وموت الإسكندر، ومن وفاة الإسكندر إلى بداية حروب الغال قيصر. جغرافيًا، امتدت أعماله إلى العالم المعروف وشملت مصر والهند والجزيرة العربية وسيثيا وبلاد ما بين النهرين وشمال إفريقيا والنوبة وأوروبا.

ترك المؤرخون اليونانيون القدماء بصمة دائمة على المجتمع الغربي الحديث. على الرغم من أنهم عاشوا منذ آلاف السنين. من ملحمة هوميروس القديمة جاءت الفكرة الحديثة التي تححدث عن رحلة البطل، ومن توثيق الحروب القديمة، تمكن المؤرخون من دراسة الغزوات العسكرية للعصور القديمة وتطوير تكتيكات الحرب الحديثة. كان لتوثيق التاريخ القضائي والسياسي والعسكري والثقافي والفني في العصور القديمة تأثير لا يُحصى على الثقافة الغربية الحديثة. بدون مساهمات هؤلاء المؤرخين اليونانيين القدماء، كان عالمنا اليوم سيبدو مختلفًا تمامًا.

المصادر

  1. Ancient Historians
  2. Greek historiography
  3. Why Homer Matters: A History 

كيف أسقط “طاعون أثينا” العصر الذهبي اليوناني ؟

كيف أسقط “طاعون أثينا” العصر الذهبي اليوناني ؟

لايوجد ماهو أسوأ من وباء قاتل، إلا وباء قاتل حل في خضم أزمة عصيبة، حيث تكون أوضاع المنطقة مهترئة على جميع الأصعدة.

هذا ما حدث في أثينا عام 430 ق.م، كانت الحرب البيلوبونسية آنذاك في عامها الثاني، مما أودى بحياة حوالي 100000 شخص وأزال القناع عن التصدعات التي تتخلل الحياة والسياسة الآثينية ، لقد كانت كارثة ذات أبعاد ملحمية لم تغير فقط الحرب البيلوبونسية، ولكن التاريخ اليوناني بأكمله.

أعراض الطاعون

توقف المؤرخ تيوسيديديس عن سرد أحداث الحرب وسعى في تقديم وصف دقيق لأعراض الطاعون بالرغم من أنه لم يكن طبيبا، قد وصف حالة الذين بدت عليهم أعراض مشابهة لأعراضه لأنه اصيب أيضا به.

المؤرح تيوسيديدس

ووصف تيوسيديديس كذلك المرضى الذين يعانون من حمى شديدة لدرجة عدم احتمال الرقيق من اللباس، إضافة إلى الظمأ الشديد المتواصل، كما واجه العديد من المصابين أرقا وقلقا مستمرا، وقد توفي العديد من المصابين بعد 7-9 أيام من ظهور الأعراض يتمكن بعض المرضى الذي يمكن اعتبارهم “محظوظين” من تجاوز الفترة الأولى من الإصابة، ولاحظ تيوسيديدس” أن المرض يعاني من “تقرح عنيف” و”إسهال شديد” مما يودي بحياته، أما من تمكنوا من النجاة فقد أصيبوا بتشوهات على مستوى أعضائهم التناسلية وأصابع أقدامهم والتلمى وفقدان الذاكرة، وفي بعض الحالات تقوم الطيور التي اعتادت على تناول لحوم البشر بإماتة نفسها بسبب أكلها اللحم المصاب والمتعفن.

ما هي طبيعة المرض؟

منذ ما يقارب ال2500 عام حاول المؤرخون والأطباء تحديد طبيعة المرض الذي إجتاح أثينا، لم يحدد توسيديدس المرض بدقة لأنه لم يكن طبيبا، بل إكتفى بوصف أعراض المرض وردود فعل الناس ونتائج مسار المرض لقد إجتهد الأطباء بتشخيص المرض والعلاج لكنهم فشلوا إضافة إلى إصابات كبيرة من طرفهم جراء الإحتكاك المباشر بالمرضى.

تم اقتراح العديد من مسببات الطاعون من قبل العلماء المعاصرين بما في ذلك الجدري الطاعون الدبلي التفويد والحصبة والطاعون والجمرة الخبيثة والحمى القرمزية وانفلونزا الطيور، وحتى فيروس الإيبوالا، تم تبرءة كل هذه الأمراض من التسبب بالوباء إما أنها لاتتناسب تماما مع الوصف التاريخي أو أنها ظهرت حديثا كالإيبولا.

نتائجه

تشير التقديرات إلى أن واحد من ثلاثة من سكان آثينا قد أصابه المرض، فقد أدى إلى فقدان جلي وكبير في الموارد البشرية وقسم كبير من قادة المدينة، إلى جانب إنخفاض كبير في معنويات المدنيين الناجين، مما أدى إلى هزيمة واستسلام بعد نهاية الحرب، ولم تستعد أثينا في المستقبل قوتها ومجدها السابقين.

بدأ الناس في إنفاق المال بتهور لإعتقادهم أنهم لن يعيشوا طويلا، بينما أصبح بعض الفقراء أثرياء فجأة بفضل ما ورثوه من أقاربهم، إضافة إلى الفساد الأخلاقي الذي انتشر لإعتقاد الناس أن حياة قصيرة ومحدودة لاتجبرهم على التصرف بشرف والحفاظ على سمعتهم وكان الإنتشار المطلق للمرض سببا في إمتناع بعض الناس الإهتمام بالمرضى الآخرين خوفا من العدوى فقد مات الكثير منهم وحيدون، كما تم العثور على مقبرة جماعية عشوائية خلال 1994-1995 تحتوى على رفات 240 شخصا كما تسبب الطاعون بزعزعة العقيدة وزيادة الشك الديني وبعد أن أصيب الناس دون إعتبار لمدى إيمانهم، شعروا أن الإلهة قد تخلت عنهم، وتم التخلي عن فكرة الخير لأن الناس شعروا أنها لم تعد مهمة، ففي النهاية سيموتون، كان هناك إنهيار في القانون والنظام والديمقراطية، وفي النهاية خسرت أثينا الحرب.

المقبرة التي عثر فيها على رفات الضحايا

يمكنك أيضًا قراءة الطاعون الذي أسقط الإمبراطورية البيزنطية

المصادر

targethealth
atheninsider
theatlantic
greece

كيف تمكن الإغريق من بناء معابدهم الضخمة بوسائل بدائية ؟

 

كيف تمكن الإغريق من بناء معابدهم الضخمة بوسائل بدائية ؟

ظهرت الرافعات في اليونان لأول مرة منذ أكثر من 2500 عام، لكن يشيرُ بحثٌ جديد لوجود آلة رفعٍ بدائية (كنوع سابق من الرافعات) كانت قيد الاستخدام قبل حوالي 4 آلاف عام.

اشتهر الإغريق القدماء بضخامة عمارتهم الحجرية التي تمكنوا من بنائها دون مساعدة معدات حديثة، ويُذكر أنهم استفادوا من الرافعة التي ربما استخدمت لأول مرة في أواخر القرن 6 ق.م.

يُعتقد بأن الاغريق قاموا برفع الكتل الحجرية الثقيلة بواسطة منحدرات أرضية أو سلالم مصنوعة من الطوب على غرار ما فعله الآشوريون والمصريون القدماء منذ قرون.

وفقاً لبحثٍ جديد نُشر في المجلة السنوية للمدرسة البريطانية في أثينا، تبين أن بناة المعابد الحجرية الأولى في تاريخ اليونان بما فيها معابد Isthmia و Corinth، قد استخدموا رافعة بدائية في وقتٍ مبكر من منتصف القرن 7 ق.م. بناءً عليه يمكن اعتبار هذه الرافعة كآلة هامة سابقة للرافعة الحالية، كانت قادرة على رفع الكتل الحجرية المنحوتة في معابد Corinth التي يتراوح وزنها بين 200 و 400 كغ.

يشير Alessandro Pierattini (الكاتب الوحيد للدراسة الحديثة من جامعة نوتردام)، بأن آلة الرفع هذه قد تم اختراعها في الأصل من قبل الكورنثيين الذين استخدموها في بناء السفن وفي إنزال التوابيت الثقيلة Sacrophagi في حفرٍ ضيقة عميقة. من ناحيةٍ تقنية لم تكن رافعة (بالمعنى المعاصر الحالي) لعدم اعتمادها على السحب والرفع بأسلوب رافعات hoists وwinches، فعوضاً عن ذلك قام الإغريق بإعادة توجيه القوة باستخدام حبلٍ مارٍ عبر إطار.

الدليل الرئيسي لهذا الادعاء يأتي من وجود أخاديد محفورة في قاعدة الأحجار المستخدمة في بناء معابد Isthmia و Corinth. إن مؤرخي الآثار والباحثين على دراية بهذه الأخاديد وقد اقترحوا تفسيرات لها بأنه قد تم استخدامها إما لربط الكتل الحجرية بآلات الرفع أو لتحريك الكتل الحجرية ضمن مقالع الحجر.

يقوم بحث Pierattini على إعادة فحص الكتل الحجرية في معابد منتصف القرن 7 ق.م في Isthmia و Corinth بتقطيعاتها الفريدة (زوجٌ من الأخاديد المتوازية) على القاعدة السفلية للحجر التي تصل إلى الجزء الجانبي منه في نهاية واحدة. يخلص الفحص إلى أن الأخاديد قد استُخدمت في الرفع لتشهد على التجربة الأولى في رفع الكتل الحجرية المعمارية في تاريخ اليونان. أوضح Pierattini باستخدامه لأحجار وحبال فعلية، بأن الأخاديد قد تؤدي وظيفة مزدوجة مما يسمح للبناءين برفع الكتل الحجرية وتثبيتها بإحكام إلى جانب مجاورتها في الحائط.

تمثل هذه المرحلة من أعمال البناء خطوة مفصلية في تطور عمارة اليونان الحجرية الضخمة، متمثلةً بانتهاء البناء بالطوب في العمارة الطينية وبالتجارب الأولى في البناء بالحجارة.

قال Pierattini مع وجود كتل حجرية ثقيلة والاحتكاك الكبير بين أسطحها، كانت تشكل معضلة في عملية البناء تطلب في وقتٍ لاحق إحداث مجموعة من الثقوب المصممة خصيصاً لاستخدام الرافعات المعدنية.

الرافعة البدائية التي تم استخدامها للمباني الضخمة

يوضح البحث بأن بناة المعابد القديمة Isthmia و Corinth كانوا يستخدمون بالفعل الرافعات لعملية التموضع الأخير للكتل الحجرية وهذا يمثل أول استخدام موثق للرافعة في العمارة اليونانية في وقت مبكر من منتصف القرن 7 ق.م أي قبل حوالي 150 عام من بدء انتشار الرافعات المطورة بالكامل (للسحب) winch crane  و ( للرفع) hoist crane وهذا الاكتشاف هو دليل آخر على الابداع الفذ للاغريق القدماء.

 

المصادر:

لمعرفة المزيد عن فنون الحضارة اليونانية تابعوا مقالنا: الفن الهلنستي (اليوناني)
إعداد: رنا قنواتي
مراجعة: بتول سيريس
Exit mobile version