عجائب مصر القديمة: المرأة في مصر القديمة

هذه المقالة هي الجزء 6 من 9 في سلسلة عجائب مصر القديمة

لا يجوز الحديث عن مظاهر سبق الحضارة المصرية القديمة وتقدمها في كافة المجالات عن الحضارات المعاصرة لها دون الحديث عن المرأة في مصر القديمة، فعلى عكس باقي الحضارات القديمة، حصلت المرأة في مصر على حقوق وواجبات مساوية للرجل، بل وتساوت معه في المكانة الاجتماعية، والآن تعالوا معنا نناقش ذلك بشيء من التفصيل

المجتمع والمرأة في مصر القديمة

على عكس الحضارات الأخرى – والتي اعتبرت المرأة كائنًا أدنى من الرجل – حصلت المرأة في مصر القديمة على المساواة مع الرجل في الحقوق والواجبات باستثناء حق العمل ببعض الوظائف، فقد كان المجتمع المصري القديم يضع وظائفًا محددة لكل من الجنسين، فكان الرجال يعملون في الجيش والبناء وغيرها من الأعمال الشاقة، بينما كانت المرأة في مصر القديمة تعمل بالزراعة والغزْل وصناعة الملابس، بل وحتى إدارة الأعمال، فقد حصلت المرأة المصرية على حقها في التملّك، وحقها في الشهادة أمام القاضي في المحكمة.

الأسرة الحاكمة والمرأة في مصر القديمة

لم يكن الحكم في مصر القديمة حكرًا على الرجال، فعلى الرغم من أن الأغلبية الساحقة من ملوك مصر كانوا رجالًا، فقد حكمت المرأة في مصر القديمة كذلك، حيث حكم مصر ستة ملكات.

حتشبسوت

كانت حتشبسوت ابنة تحتمس الأول وزوجة أخيها تحتمس الثاني، فلم تلد له حتشبسوت ذكورًا، فتزوج من أخرى وأنجب منها تحتمس الثالث، وعندما مات تحتمس الثاني كان تحتمس الثالث صغيرًا على الحكم، فحكمت حتشبسوت.

كانت حتشبسوت ترتدي ملابس الرجال، وتضع لحية مزيفة، فهي تارة تمثّل في النقوش مرتدية الفساتين، وتارة في ملابس الملوك الرجال، ولا توجد تفاصيل كثيرة عن حياتها الشخصية.

كانت فترة حتشبسوت فترة مزدهرة مليئة بالإنجازات، مثل التجارة الخارجية الواسعة والمشروعات البنائية الضخمة، كما روّجت لثقافة الإله آمون، حيث كانت هي من أسس الرابط بين الملَكية وبين الإله آمون.

نفرتيتي

وهي زوجة الملك إخناتون، والذي حوّل العبادة من الإله آمون إلى أشعة الشمس التي تمثّل الإله آتون في تل العمارنة، ولعبت نفرتيتي دورًا كبيرًا في الدين والسياسة في عهد زوجها.

يُستخدم وجه نفرتيتي في العديد من المجوهرات والتحف، فقد كانت مساوية لزوجها في المكانة الاجتماعية، ولم تحظ امرأة في مصر القديمة بما حظيت به نفرتيتي من مساواة مع زوجها الملك، مما يدل على تقديره وحبه لها كزوجة وملكة.

نفرتاري

هي زوجة رمسيس الثاني الأساسية، وأحد أهم الشخصيات في مصر القديمة على الرغم من المعلومات القليلة المتوفرة عنها.

عندما أمر رمسيس الثاني ببناء معبده الشهير بأبو سمبل، أمر ببناء معبد بجواره مخصصًا لزوجته نفرتاري، والتي ارتبطت بالإلهة حتحور، إلهة الحب والموسيقى والرقص، وكان اسم المعبد “هي التي من أجلها تُشرق الشمس”، وبنى لها معبدًا آخر في وادي الملوك بعد وفاتها.

الآلهة والمرأة في مصر القديمة

كما لم يكن الملك مقتصرًا على الرجال فقط، كان مجتمع الآلهة كذلك، حيث جسدت المرأة في مصر القديمة العديد من شخصيات الآلهة، فكان يُرمز لها إما بصورة بشرية أو بصورة حيوانية، وأُعطيت الآلهة الأنثوية صفات الأم من العطف والحب والحنان، كما أُعطيت صفات العنف والقتل وهنا تمثّلت على هيأة اللبؤات.

نوت

كانت نوت هي إلهة السماء في مصر القديمة كما ذكرنا في الجزء الخاص بالميثولوجيا، وكانت الأخت والزوجة لجِب إله الأرض، وكانت والدة كل من إيزيس وأوزيريس وسِت ونفتيس.

اعتبر المصريون القدماء نوت حامية للملك، حيث كانت تُرسم صورها على الجزء الداخلي للتوابيت لحماية الملك في الحياة الأخرى ولضمان قيامه من بين الأموات.

كما كانت تُرسم عارية للتعبير عن الاتصال الجنسي بينها وبين جِب إله الأرض، وكانت تُرسم وهي تبتلع الشمس وتلدها كل يوم، حيث كانت تبتلع قرص الشمس في كل مساء، وتلده في كل صباح.

حتحور

كإلهة للحب والرقص والموسيقى، كان لحتحور عدد كبير من المعابد لم تحظ به أي من الآلهة الإناث في مصر القديمة، وكانت أيضًا تدعم الملوك مثل الملك منتوحتب الثاني.

كما كانت حتحور رمزًا للولادة والحياة، فكانت تُسمّى “إلهة المهبل” و”يد الإله الخالق”، كما تم التعبير عنها في معبدها في دندرة بأنها عشيقة الرقص وإلهة السعادة.

المصادر

ancient.eu
edx

التاريخ ينصف المرأة.. دورها في الحكم أعظم مما نتصور!

مرة بعد أخرى يعيد العلم للمرأة بعضًا من حقوقها المهدورة. فمن الشائع جدًا بين المؤرخين وعلماء الآثار أن الرجال قد حكموا معظم المجتمعات خلال العصر البرونزي في أوروبا. كان ذلك قبل أن تظهر أدلة جديدة يمكن أن تعيد كتابة التاريخ، لكن بطريقة منصفة. فهل سينصف التاريخ المرأة هذه المرة؟

ظهرت وعلى رأسها تاج 

تهيمن على موقع 《 La Almolya 》في اسبانيا أطلال هيكل شبيه بالقصر كان مبنيا في ما مضى على قمة تل صخرية تطل على السهول المحيطة. كان الباحثون الإسبان يحفرون في الموقع سنة 2014 عندما عثروا على قبر تحت أرضية غرفة كبيرة تفتقر إلى معظم أدوات المعيشة. لم يكن فيها أي عناصر احتفالية تشير لوظيفة دينية بل مجرد مقاعد حجرية متشققة ومتوزعة على طول الجدران. مما يشير إلى أن هذا المكان كان مركزًا للحكم.

في القبر وجد الباحثون جرة فخارية احتوت على عظام المرأة وإلى جانبها هيكل عظمي لرجل. كان الرجل يرتدي سوارًا نحاسيًا وسدادات أذن ذهبية. أما المرأة فكانت ترتدي العديد من الأساور والخواتم الفضية، وقلادة من الخرز، وإكليل فضي مذهل يزين جمجمتها. هذه القطعة الشبيهة بالتاج مطابقة تقريبًا لأربعة قطع أخرى وجدت على نساء مدفونات في منطقة أخرى في 《الأرغار- El Argar.》

الجرة المدفنية التي وجد فيها عظام المرأة وزوجها.

اما الأرغار فهو مجتمع سيطر على مناطق الجنوبية الشرقية لشبه الجزيرة الأيبيريةمن حوالي عام 2200 إلى 1550 قبل الميلاد. كان هذا المجتمع منتجًا رئيسيًا للمنسوجات وربما مركزًا إقليميًا ثريًا، كما يقول عالم الآثار والمؤلف المشارك في الدراسة روبرتو ريش من جامعة برشلونة المستقلة.

اقرأ أيضًا: العصر البرونزي الحديث .. كيف تصبح العولمة سببًا لانهيار الحضارات ؟

نخبة مجتمع الأرغار

حسب التأريخ بالكربون المشع للرفات فقد مات الرجل والمرأة عام ١٦٥٠ قبل الميلاد، وقد ماتوا في نفس الوقت أو تقريبًا. كان الرجل يبلغ من العمر حوالي 35 إلى 40 عامًا عندما توفي، أما المرأة فقد ماتت بين 25 و30 عامًا. لا يمكن للباحثين التأكد من سبب موتهم، فلم تظهر الهياكل العظمية إصابات مميتة بشكل واضح. يكشف التحليل الجيني أن الاثنين لم يكونا مرتبطين (ليسوا من عائلة واحدة)، لكن لديهما ابنة ماتت في سن الطفولة ودُفنت في مكان قريب.

ويشير الباحثون في  الدراسة  التي نشرت حديثًا في مجلة Antiquity إلى أن القبر القيّم للزوجين يدل على أنهما كانا من بين نخبة La Almoloya. وتشير الزخارف النسائية إلى أن سلطة المرأة كانت أقوى من الرجل في ذلك الوقت وربما كانت حاكمة إقليمية في مجتمع الأرغار.

تم العثور على زخارف أنثوية غنية في مواقع أخرى من العصر البرونزي في جميع أنحاء أوروبا. في الماضي، كان العديد من علماء الآثار يعيدون ذلك الطقس إلى أنهن زوجات لمحاربين أقوياء. لكن بالنظر إلى أهمية وبروز المرأة في موقع La Almoloya، لماذا لا نقول بساطة أن المرأة كانت الحاكمة في هذا المجتمع؟

الحكم للمرأة

لا يمكن ان نعلم الأن مدى اتساع سلطة هذه الحاكمة لكن الباحثين تمنوا أن يدفع هذا الاكتتشاف الأخرين إلى إعادة النظر في افتراضاتهم حول وضع  المرأة طوال عصور ما قبل التاريخ.

تقول عالمة الآثار 《سامانثا سكوت رايتر-Samantha Scott Reiter 》التي لم تشارك في الدراسة: “فكرة أن نساء العصر البرونزي ربما احتللن مكانة وسلطة في حد ذاته كانت موجودة منذ بعض الوقت”. “في الآونة الأخيرة فقط – بمقالات مثل هذه – يبدو أن النظام يعطي قوة الإناث اعتبارات أكاديمية أكثر جدية الأن.”

يقول《 مارك هوجتون-Mark Haughton》 عالم الآثار بجامعة كامبريدج، إنه من المستحيل معرفة كيف ينظر مجتمع الأرغار إلى الأفراد المدفونين. لكنه سعيد لرؤية أن الباحثين لم يحسموا فرضيتهم بأن مجوهرات المرأة المدفونة معها هي رمز لقوة زوجها. يقول: “إذا قبلنا أن الأغراض الجنائزية هي ممتلكات المتوفى، فإننا بحاجة إلى القبول بامتلاك النساء لهذه الأغراض في رواياتنا عن القوة في عصر البرونز”.

تقول عالمة الآثار جوانا بروك: “إذا قبلنا أن النظام الأبوي ليس أمرًا حتميًا، فربما يمكننا تخيل مستقبل أفضل لأنفسنا.”

المصادر

الدراسة المنشورة في مجلة Antiquity

ما هو اليوم العالمي للمرأة ولماذا نحتفل به؟

منذ أكثر من قرن يحتفل الناس في جميع أنحاء العالم بيوم 8 مارس بوصفه يوماً خاصاً بالمرأة، ففي الصين مثلاً تحصل العديد من النساء على نصف يوم إجازة من العمل، وفي الولايات المتحدة يعد شهر مارس شهر المرأة حيث يصدر إعلان رئاسي في كل عام تكريماً لإنجازات المرأة الأمريكية، ولكن لماذا الثامن من مارس ولماذا مخصص للنساء فقط؟ وما هو تاريخ هذا اليوم؟ هل هو احتفال أم احتجاج؟

في عام 1908 م نُظمت مسيرة شارك فيها ما يعادل 15000 امرأة في شوارع مدينة نيويورك للمطالبة بساعات عمل أقصر، وأجر أفضل، وبحقهن في التصويت. ورغم أن الشرطة تدخلت بطريقة وحشية لتفريق المتظاهرات إلا أن المسيرة نجحت في دفع المسؤولين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية، لتأتي فكرة تخصيص يوم عالمي من امرأة تدعى كلارا زيتكين، حيث اقترحت الفكرة بعد سنتين في عام 1910 م في مؤتمر دولي للمرأة العاملة في كوبنهاغن، بحضور 100 امرأة من 17 دولة. ووافقن على اقتراحها بالإجماع، ليتم الاحتفال به لأول مرة في عام 1911 م. لم يتحدد تاريخ يوم المرأة العالمي حتى أضربت النساء الروسيات أبان الحرب في عام 1917 م وطالبن بـ”الخبز والسلام”، وبعد أربعة أيام من إضراب النساء أجبر القيصر على التنازل عن العرش ومنحت الحكومةُ المؤقتة النساءَ حقهن في التصويت.
كان التاريخ الذي بدأ فيه إضراب النساء حسب التقويم اليولياني، والذي كان مستخدمًا في روسيا آنذاك، يوم الأحد 23 فبراير، الموافق في التقويم الميلادي 8 مارس، وهو التاريخ الذي نحتفل به في يومنا هذا.

وفي عام 1975 م بدأت الأمم المتحدة الاحتفال بهذا اليوم بوصفه يوماً دولياً. وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها منظمة الأمم المتحدة في تحقيق المساواة بين الجنسين وسعيها لسد الفجوة بينهما في مختلف المجالات، إلا أنه وإلى يومنا هذا لم تشغل النساء إلا ٪24 فقط من مقاعد البرلمان حول العالم. ومازالت ثلث النساء تتعرض لأحد أنواع العنف الجنسي أو الجسدي. وإلى هذه اللحظة يلاحق شبح تشويه الأعضاء التناسلية أكثر من 200 مليون فتاة، كما تتقاضى النساء أجورًا أقل من الرجال بنسبة 23%.

في الختام نأمل أن تتحقق المساواة في الحقوق وتكافؤ الفرص، لأنها السبيل الوحيد لتقدم الجميع وتحقيق التنمية المستدامة.

اقرأ أيضًا: اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة


المصادر :

bbc

unorg

internationalwomensday

من وضع قواعد الجسم المثالي؟ ولماذا أصبح هوس الجميع؟

ما المقصود بالحصول على جسم مثالي؟ ولماذا يوجد سباق للتكيف مع نوع معين من الجسم؟ ولماذا يوجد ضغط كبير على النساء للحصول على أجساد مثالية؟ والسؤال الأهم، لماذا نسعى دائمًا للحصول على موافقة المجتمع؟

نظرًا لأن المجتمع قد أعطى تعريفه لـ”الكمال”؛ فهناك العديد من النساء يواجهن مشاكل التنمر الجسدي، تدني احترام الذات، فقدان الشهية والشره العصبي.

تأثير ثقافة المجتمع على المرأة

في إطار الرغبة في الظهور بمظهر “مرغوب فيه” و “مثالي” وفقًا لمعايير المجتمع؛ فإن ثقافة المثالية كانت ولازالت قاسية على النساء. مثلاً، منذ الحقبة الفيكتورية، كان من المفترض أن تكون المرأة تافهة، حساسة، سهلة الانقياد ومطيعة دائمًا إلى حد الخضوع لأي تعديل. فالمرأة المثالية هي التي يمكن أن تتحمل الألم والمعاناة. منذ الطفولة كان من المفترض أن تكون الفتيات مُقيدات بأربطة ضيقة، مرتديات أقفال كذلك. كما كان من المفترض أن ترتدي النساء أو الفتيات الأكبر سنًا “الكورسيهات” لتحصل على الشكل الممشوق “المرغوب”. إذ أصبحت النساء ذوات الخَصر الصغير موضع إعجاب واعتبارهن جميلات.

قد يكون للسنوات الأخيرة بعض الإختلافات في نمط الملابس، لكن الحقيقة تظل كما هي حتى اليوم. يتم الضغط على النساء للحصول على أجساد مثالية لنيل إعجاب المجتمع والوصول للجمال.

معايير المجتمع القاسية على النساء

يُعتبر الجسم مثاليًا إذا كان نحيفًا، منغمًا، أبيضًا وطويلا. بسبب تعريفات كهذه، تبدأ الفتيات في سن صغيرة جدًا بالتفكير في زيادة وزنهن وحجمهن، والاهتمام المبالغ في مظهرهن. في حين أنهم في عمر من المفترض أن يميلن أكثر للعب واللهو.

وفقًا للجمعية الوطنية لفقدان الشهية العصبي والاضطرابات المصاحبة- National Association of Anorexia Nervosa and Associated disorders، تبدأ الفتيات في سن السادسة في التفكير في إجراء جراحة تجميلية لتلائم معايير الجمال التى سمعت عنها. فتنتبه لما حولها في ذلك الشأن، إذ تبدأ النساء في بروزة أجسادهن. وعند الاحساس بعدم الرضا عن الجسد؛ يأتي النقد.

والجدير بالذكر أيضًا أن هذا النقد يطال الرجال أيضًا! فأصبحوا يتعرضون للضغط للحصول على جسم مرغوب فيه. الفرق فقط – في الواقع- هو أن النساء يُظهرن أنفسهن بمظهر الضحايا المغلوبين لجذب الانتباه أو الحصول على الدعم والمساعدة.

إذًا، يمكننا القول بأن جميع الأجساد تقريبا تمر بالإحباط أو تتعرض للنقد. لكن في حالة النساء، فإن الأمر يبدو أكثر صعوبة أو ربما أهمية. فهناك فكرة عامة -في أغلب الثقافات على الأرجح- عن ضرورة اختيار زوجات جميلات من قِبل كل أسرة لأبناءها. ولأن الجسد هو موضوع التباهي والتفاخر، فمن المفترض أن يتم الاختيار بناءً عليه لأنه أكثر ما يُرضي العيون. بناءً على ذلك، ينتاب بعض الأُسر القلق حيال فتياتهم الصغيرات من أن يخالفن المعايير السالفة، فيُصبحن في نظر المجتمع بدينات، قبيحات وغير مرغوبات! كما يعتبر تزايد وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي لها دور كبير أيضًا في تفاقم تلك المشكلة، فزاد الضغط أكثر من ذي قبل.

الخجل من الانحراف عن معايير الجسم المثالي

السخرية من الجسد هي ممارسة إذلال الناس أو ممارسة التنمر عليهم واهانتهم بسبب شكل أجسامهم أو مظهرهم.

في الواقع، لقد أصبح البشر وقحين للغاية غير مبالين وغير إنسانيين منذ الثورة المعرفية. فعلى الرغم من قلة الناس الذين يتناسبون حقًا مع تعريفات الجمال التي وضعها المجتمع؛ إلا أنها أصبحت معيارًا يتبعه الجميع. إذ تبدأ الفتيات والنساء في القلق إذا لم يتناسب جسمها مع قِطع الملابس أو العلامات التجارية المشهورة.

لا تعتقد أن الأمر يتعلق بشكل الجسم والملابس فقط؛ بل هناك أشكال أخرى من الضغط تخضع لها الفتيات في سن صغيرة. مثل وضع مساحيق التجميل لتبدو جميلة وخالية من العيوب. إذ يُضغط على الفتيات بشدة فتلجأ لجميع الوسائل الممكنة لتظل في حالة جيدة ومقبولة”في نظر المجتمع” فأصبح هناك هاجسًا في الحصول على جسم مثالي، ببساطة لأن هناك شعور بالخوف من الرفض من قِبل المجتمع.

على من يقع اللوم؟

لا يوجد شخص يمكن إلقاء اللوم عليه في التشهير والتلاعب بجسد المرأة أو الضغط عليها للحصول على جسد مثالي، بل يجب إتهام المجتمع بأسره بذلك.

  • الفاعلون الحقيقيون هم قدوة الشعوب، الذين يُظهرون البطلات خاليات من العيوب وإلا فلن تحصل على البطل. يخلق ذلك التصور الرغبة المُلحة في الحصول على شخصية كاملة بدءًا من حجم الثديين إلى أصابع القدمين التي أصبح لها شروطًا أيضًا لتحقق الجمال.
  • وسائل الإعلام وصناعة “الموضة” لها تأثير كبير على حياة الناس “الجمهور”. الأفلام والمسلسلات التي نشاهدها، حيث تظهر الشخصيات الرئيسية تتمتع بشكل جيد، مُعين وثابت طوال الوقت. مما يُنمي ذلك فينا الرغبة المستمرة في الوصول لشكل أجسادهم.
  • الأفلام والبرامج الكوميدية “الساخرة” التي تسخر من “البدينات” و”السمراوات” طوال الوقت، توجه الناس بشكل غير مباشر إلى مسار المعايير الخاطئة.
  • ترويج الإعلانات التلفزيونية إلى منتجات التجميل التي تزعم أنها تحول البشرة تمامًا. أو التي تؤدي إلى الحصول على بشرة نموذجية خالية من العيوب. فتبث الفتاة في الإعلان فكرة أن أكبر مشاكل الحياة هي البشرة وعيوبها وإلى أي مدى يمكن أن تُرفض في عملها أو زيجتها بسبب بشرتها.
  • الأصدقاء ومجموعات الأقران أيضًا مُهمون جدًا، فتعليقاتهم أهم ما يكون. أحيانًا تؤذي الشخص إلى حد كبير. في بعض الأحيان يتسبب التعليق غير المباشر أو حتى النصيحة المستمرة التي تصدر عن صديق باتباع نظام غذائي صحي في جعل الفرد قلقًا و غير راضٍ عن نفسه.
  • أيضًا الأسرة، فهي جزء لا يتجزأ من حياتنا. فالتركيز والإلحاح المستمر من الوالدين على الفتاة بفقدان الوزن أو اكتساب بعضه من أجل الزواج، أمر ضاغط بطبيعته.
  • وفي بعض الأحيان يضغط بعض الأزواج على النساء للحصول على الجسم المثالي، كما يوجد نساء يخشين فقدان شركائهن إذا زاد حجمهن عن ذي قبل، أو إذا بدأن في الظهور بمظهرٍ خارج عن مقياس المجتمع للجمال.

بشكل عام، هناك ضغط على النساء من أغلب فئات المجتمع ليُصبحن مثاليات في الحجم.

تأثير معايير الجمال على الفتيات

نتيجة الضغط المستمر على الفتاة لتبدو جميلة بناءًا على معايير المجتمع، تتأثر النساء سلبًا؛ إذ يؤثر بشدة على المستوى العقلي والنفسي. تبدأ النساء في الشعور بنقص الثقة بالنفس، ويطورون إحساس تدني احترام الذات. بسبب الضغط المستمر من المجتمع؛ فإنهم يمنعون أنفسهم من الأنشطة التي يريدون القيام بها. بالإضافة لتقيدهم بأوضاع محددة في الجلوس، الحديث،الأكل،..

في بعض الأحيان يؤدي ذلك إلى الاكتئاب لدى العديد من النساء. فيبدأون في إيذاء أنفسهم من خلال اتباع أنظمة غذائية قاسية وغير صحية. أو المبالغة في ممارسة التمارين الرياضية وإرهاق أنفسهم إلى حد كبير. مما يجعلهم عُرضة للإصابة بأمراض مثل فقدان الشهية والشره المرضي العصبي.

ما هو سبيل الخلاص من هاجس الجسم المثالي؟

للتخلص من هذا الضغط، على الناس أن يبدأو في تقبل أنفسهم كما هم. إن قِصر القامة أو البشرة الداكنة ليس خطأهم، بل ليس خطئًا أو عيبًا على الإطلاق. فلا هناك سبب يجعلهم بحاجة إلى الاستمرار والاجتهاد في الترويج لصورتهم الذاتية الجيدة طوال الوقت. حب الذات والرعاية الذاتية أمران مهمان للغاية. فيعتبر فقدان الوزن من أجل التمتع بصحة جيدة علامة إيجابية للرعاية الذاتية. لكن إنقاص الوزن للحصول على موافقة المجتمع هو نهج خاطئ.

يجب أن يساعد كل من المجتمع ككل ووسائل الإعلام والأسرة والأصدقاء الشخص من خلال قبوله كما هو، والتوقف عن تقديم نماذج لأجساد معينة على أنها “مرغوبة” دون غيرها.

الخلاصة

يجب التوقف عن التفكير في الحاجة المُلحة للحصول على جسد مثالي لأي جنس. هناك ضغط من المجتمع لامتلاك أجساد مثالية للجميع، فكيف بعد أن يصيبنا هذا الضغط بالإكتئاب ويجعلنا عُرضة للأمراض أن يؤدي بنا إلى المثالية؟ بل يجب رفض تعبير الجسم المثالي الذي يرغبه المجتمع بشدة. كما لا يُعنى ذلك أن كونك غير لائق أمرًا صحيًا، لكن القلق العقلي والنفسي الذي يأتي من المجتمع بسبب معاييره الظالمة هو الشيء الغير صحي.

المصادر

ما أعراض سرطان الثدي؟ وما طرق الوقاية منه؟

ما أعراض سرطان الثدي؟ وما طرق الوقاية منه؟ من الطبيعي حدوث انقسامات طبيعية بالخلايا بالقدر اللازم لنمو أعضائه، لكن ماذا لو أصبحت هذه الانقسامات غير طبيعية وخارجة عن السيطرة؟ ماذا لو أصبحت انقسامات هذه الخلايا مثل سيارة تسير بسرعة كبيرة دون مكابح؟! كارثة أليس كذلك، هكذا هو السرطان.

تعريف السرطان:

السرطان هو مرض ينتج عن الانقسام العشوائي الغير منتظم لخلايا غير طبيعية بعضو من أعضاء الجسم.

سرطان الثدي:

يعد سرطان الثدي ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعاً بعد سرطان الجلد، يصيب سرطان الثدي الرجال والنساء لكن النساء أكثر عرضة للإصابة. ومن المهم الإدراك بأن معظم أورام الثدي تكون حميدة، وغير مقلقة لأنها لا تنتشر خارج الثدي؛ فهي ليست مهددة للحياة. ولكن الجزء الخطير من وجودها أن بعضها يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي إذا تم أهمالها؛ لذا يجب فحص أي تكتل أو تغير في الثدي باستمرار لتجنب خطر الإصابة به في المستقبل.

يبدأ السرطان عادة إما في الغدد اللبنية، أو في القنوات التي تحيط بالحلمة، وعند إهمالها ينمو السرطان بشكل أكبر في الثدي ويغزو الأنسجة المحيطة به مثل الجلد أو جدار الصدر أو تنتشر إلى العقد الليمفاوية القريبة أو من خلال مجرى الدم إلى الأعضاء الأخرى.

ما أعراض سرطان الثدي؟ وما طرق الوقاية منه؟

أعراض سرطان الثدي

  • ظهور كتلة أو ورم سميك بالثدي أو تحت الإبط مختلف عن الأنسجة المحيطة، ولا تستهتري بها مهما كان صغرها.
  • تغير بحجم أو شكل أو مظهر أو انحناء الثدي مقارنة بما سبق.
  • ظهور إفرازات مفاجئة من الحلمة سواء أكانت دموية أو شفافة.
  • تغيرات في شكل أو موضع حلمتك.
  • احمرار الجلد أو تنقيطة ليبدو مثل“ قشرة البرتقالة”.
  • تقشرًا أو تغير بلون الجلد حول الحلمة.
  • اختلاف بشكل أحد الثديين بصورة مبالغ بها.

أسباب وعوامل خطر الإصابة به:

لم تظهر الأبحاث سبب محدد لسرطان الثدي لكن هناك بعض العوامل التي تزيد من احتمالية إصابتك به. منها “العمر والعوامل الوراثية وتاريخك الصحي والنظام الغذائي”.

عوامل الخطر:

1- السن: يزداد خطر الإصابة بسرطان الثدي مع تقدمك بالعمر، خصوصاً بعد سن الخمسين.
2- التاريخ الشخصي للإصابة بسرطان الثدي أو بعض أمراض الثدي غير السرطانية.
3- تاريخ الدورة الشهرية: بدء الدورة الشهرية مبكراً قبل أن إتمامك عامك ال 12 أو تأخر انقطاعها لما بعد سن ال 55 يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
4- عوامل عائلية: وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي خصوصًا الأقارب من الدرجة الأولى “الأم، الأخت، العمة، الخالة”.
5- السمنة والوزن الزائد.
6- عدم ممارسة النشاط البدني. النساء غير النشطات بدنيًا أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي.
7- التعرض للإشعاع الزائد: مثل الآشعة السينية والفوق بنفسجية والآشعة الآخرى التي تستدعي التعرض لها باستمرار.
8- الهرمونات الخارجية: يمكن لبعض أشكال العلاج بالهرمونات البديلة (تلك التي تشمل كلاً من الإستروجين والبروجسترون) التي يتم تناولها أثناء انقطاع الطمث أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي. وقد وُجد أيضًا أن بعض موانع الحمل مثل (حبوب منع الحمل) تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
9-التاريخ الإنجابي: يمكن أن يؤدي الحمل الأول بعد سن الثلاثين، وانقطاع الرضاعة الطبيعية وعدم اتمام حمل كامل إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي.
10-تشير الأبحاث إلى أن عوامل أخرى مثل التدخين، والتعرض للمواد الكيميائية يمكن أن تسبب السرطان.

تشخيص سرطان الثدي

● فحص الثدي: سواء أكان هذا الفحص ذاتي من قبل الشخص أو من الطبيب المعالج، فإن وجود كتل صلبة أو أي ملمس غريب أو تشوهات أخرى سواء أكانت بالثدي نفسه أو تحت الإبط بالعقد الليمفاوية فإنها تعتبر علامة من علامات الإصابة بسرطان الثدي.

●《Mammography》 التصوير الشعاعي للثدي يستخدم بالتصوير الشعاعي الآشعة السينية لتصوير الثدي، وهو تشخيص قديم يستخدم منذ 50 عاماً لكنه غير دقيق ويبنى نتائجه على خبرة الطبيب، لذا من المهم قبل اتخاذ أي خطوة بعلاج سرطان الثدي التشخيص بواسطة أكثر من أداه.

● الموجات فوق الصوتية《 ultra sound》 تستخدم الموجات فوق الصوتية “ السونار” لتحديد ما إذا كان هناك كتلة بداخل الثدي ويتم استخدامه للتأكد من نتائج الآشعة السينية ومعرفة مكان الورم قبل أخذ العينة.

● أخذ عينة من خلايا الثدي “ خزعة” الخزعة هي الطريقة الوحيدة الحاسمة لتشخيص سرطان الثدي. أثناء أخذ الخزعة يستخدم طبيبك جهاز إبرة مزوداً بالأشعة السينية لاستخراج جزء من الأنسجة من المنطقة المشتبه بها. في كثير من الأحيان تُترك علامة معدنية صغيرة في الموقع داخل ثديك حتى يمكن التعرف على المنطقة بسهولة في اختبارات التصوير المستقبلية. يتم تحليل هذه العينة من قبل المختبر والتأكد من إصابتها.

● الرنين المغناطيسي (MRI). تستخدم آلة التصوير بالرنين المغناطيسي مغناطيسًا وموجات راديو لإنشاء صور للجزء الداخلي من ثديك، قبل إجراءه تتلقى حقنة من الصبغة بالثدي لتبين ما إذا كان هناك كتلة مختلفة.

علاج سرطان الثدي:

توجد أكثر من طريقة لعلاج سرطان الثدي منها:

● عملية جراحية لإزالة الثدي أو الأنسجة المصابة بالورم، ويوجد أنواع من عمليات استئصال الثدي منها من يزيل الثدي فقط ومنها من يزيله بالعضلات الصدرية أو بالعقد الليمفاوية.
● العلاج الإشعاعي يُستخدم به موجات عالية الطاقة لقتل الخلايا السرطانية.
●العلاج الكيميائي: تستخدم الأدوية لقتل الخلايا السرطانية، ونظرًا لأن هذه الأدوية قوية فإنها يمكن أن تسبب أيضًا آثارًا جانبية مثل الغثيان وتساقط الشعر وانقطاع الطمث. وهناك بعض الأنواع الأخرى من العلاج مثل العلاج الهرموني أو العلاج بموجات الراديو.

اقرأ أيضاً: علاج السرطان بالمناعة

الوقايه منه

1- التحكم بالوزن: حيث يساعد التحكم بالوزن وتقليل السمنة في تقليل الإصابة بسرطان الثدي، تعتبر السمنة من عوامل الخطر لسرطان الثدي.
2- ممارسة الأنشطة البدنية والرياضة: يمكن أن يساعدك النشاط البدني في الحفاظ على وزن صحي، مما يساعد على الوقاية من سرطان الثدي، ومتوسط ممارسة الرياضة للبالغين الأصحاء 150 دقيقة على الأقل أسبوعيًا.
3- قلل من تناول الكحول: كلما زادت كمية الكحول التي تشريبها ، زاد خطر إصابتك بسرطان الثدي.
4- الرضاعة الطبيعي: قد تلعب الرضاعة الطبيعية دورًا في الوقاية من سرطان الثدي.و كلما طالت فترة الرضاعة، زاد التأثير الوقائي.
5- تجنب التعرض للإشعاع والتلوث البيئي. تستخدم طرق التصوير الطبي مثل التصوير المقطعي جرعات عالية من الإشعاع وتشير بعض الأبحاث إلى وجود صلة بين سرطان الثدي والتعرض التراكمي للإشعاع على مدى حياتك.
6- الإقلاع عن التدخين إذا كنت مدخن.

مصادر:

1- healthline
2- webmed
3- NIH
4- world health organization
5- medscape

Exit mobile version