التطبيب عن بعد: العلاج دون الخروج من المنزل

عندما نشعر بالتعب نحاول سريعًا عمل عدة تجهيزات لحجز موعد مع الطبيب المختص في خلال ساعة مثلًا، ثم الذهاب إلى المستشفى أو العيادة للاطمئنان ثم الاتجاه إلى أقرب صيدلية للحصول على العلاج الموصوف.

هذا الأمر قد يكون مرهقًا لبعض الناس، وخاصة الأشخاص الذين يسكنون بعيدًا عن مركز المدينة. ولكن الآن أصبح من الممكن الحصول على خدمة طبية أي وقت وفي أي مكان، ودون مغادرة منزلك والقضاء على راحتك اعتمادًا على التقدم التكنولوجي الذي نعيشه. 

يساعد التطبيب عن بعد المريض على التواصل مع مقدمي الرعاية الصحية باستخدام التكنولوجيا وعدم الحاجة إلى زيارة المستشفى. وتستطيع مناقشة الأعراض والمشاكل الطبية، وأخذ القياسات الخاصة بك من الأجهزة لمراقبة حالتك، وتحصل على تشخيص ووصفة طبية لطلب العلاج أيضًا من خلال المواقع المختصة بالصيدليات. 

للتطبيب عن بعد ٣ أنواع

  1. الطب التفاعلي ويُسمى أيضًا بالمباشر، وفيه يتواصل الطبيب مع المريض في نفس الوقت عن طريق الفيديو أو الصوت. 
  2. فحص المريض عن بعد باستخدام معدات طبية محمولة مثل فحص ضغط الدم ونسبة السكر في الدم وغيره من القياسات الهامة. 
  3. مشاركة وإرسال الوثائق؛ حيث يشارك مقدمو الرعاية الصحية معلومات عن صحة المريض مع مختصين أكثر خبرة للتشاور في الحالة. 

متى يصبح التطبيب عن بعد مناسبًا لحالتك؟

التطبيب عن بعد غير مناسب للحالات الطارئة مثل الأزمات القلبية والجلطات والجروح والتمزقات والكسور التي تحتاج إلى أشعة وتركيب جبيرة. ولكنه مفيد في الحالات الخفيفة التي قد تحتاج إلى استشارة على سبيل المثال، إذا كنت تعتقد وجود عدوى بسبب جرحٍ ما. وإذا كنت في أجازة وتشعر بمشكلة في الحلق. وإذا كنتي تحتاجين إلى وسائل منع الحمل، واذا كانت لديك أعراض كالزكام والإسهال ومشاكل العين الخفيفة.

الفرق بين التطبيب عن بعد والرعاية الصحية عن بعد

قد يعتقد البعض أنه لا فرق بينهما، ولكن هناك فرقًا واضحًا؛ حيث تُعرِف منظمة الصحة العالمية التطبيب عن بعد بأنه الشفاء عن بعد بإعطاء الحرية للعلاج بدون الخروج من المنزل. أما الرعاية الصحية عن بعد فهي مفهوم أعم وأشمل، وتتضمن استخدام المعلومات إلكترونيًا والتقدم التكنولوجي لدعم وتطوير الرعاية الصحية والصحة العامة. وتمتد الرعاية الصحية عن بعد لتغطية الأحداث غير الإكلينيكية مثل تحديد مواعيد واستكمال التعليم الطبي من خلال الإنترنت وأيضًا تدريب الأطباء.  

فوائد خدمات التطبيب عن بعد

المرضى الذين يعيشون في أماكن بعيدة أو لديهم جدول مزدحم سيساعدهم التطبيب عن بعد، وسيقلل أيضًا من المصاريف الصحية. متوسط التطبيب عن بعض للجلسة ٧٩ دولار ومتوسط زيارة الطبيب ١٤٩ دولار. كما أن استخدام التطبيب عن بعض مبكرًا يُقلل الحاجة إلى دخول العناية المركزة التي تكلف الغرفة ١٧٠٤ دولار كما ورد في دراسة أمريكية سنة ٢٠١٧م. كما أنه يقلل من فترات انتظار المرضى. 

وفي أحداث كورونا التي نعيشها يعمل العديد من الأطباء على تقييم الحالة عن طريق التواصل عن طريق الإنترنت وإعطاء نصائح بشأنها وأخذ قرار عمل اختبار أم لا بدون تكلفة.

تقدم بعض المستشفيات والعيادات خدمات استشارة عامة تتضمن التحدث إلى طبيب عام لتقييم حالتك بتكلفة تبدأ من ١٩ دولار. وتقدم بعض المستشفيات استشارات حول القلق العام قد تُكلف الشخص ٩ دولار. وأيضًا استشارة عن أدوية منع الحمل والتحدث مع مختصين بتكلفة تبدأ من ١٠ دولار. ومشاكل ضعف الانتصاب من الممكن مناقشتها مع طبيب مختص بتكلفة ٣٠ دولار. بالإضافة إلى أن الطريقة الأسهل لمعرفة إذا كان طبيبك يقدم هذه الخدمة أم لا هي سؤاله. 

هذا ليس معناه عدم زيارة الطبيب ولكن تقليل فترة الانتظار في العيادة أو المستشفى.

عيوب التطبيب عن بعد

  • تكلفة مُعدات الاتصال السلكية واللاسلكية.
  • إدارة البيانات والتدريب التقني.
  • احتمال انخفاض التفاعل البشري بين الأطباء والمرضى. 
  • زيادة خطر تعرض المعلومات الصحية للسرقة من خلال التخزين الالكتروني والنقل.

تاريخ التطبيب عن بعد

في الولايات المتحدة الأمريكية سنة ١٨٧٩م، أقر الأطباء أن التواصل مع المرض عن طريق الاتصال قلل عدد الزيارات. سنة ١٩٢٢م، توقع العلماء أن يتواصل المرضى مع الأطباء من خلال التلفزيون واستخدام ذراع الروبوت للفحص. 

سنة ١٩٤٨م، أول صورة أشعة تم إرسالها. 

١٩٥٩م، نُقل عدد من الصور لطلاب القطاع الطبي بهدف التدريب من جامعة لأخرى. 

سنة ١٩٦٤م، بدأ الأطباء التواصل بغرض العلاج على بعد أميال طويلة.

وفي أوائل القرن العشرين استخدم الأستراليون الذين يعيشون في المناطق النائية أجهزة الراديو التي تعمل بالمولد الكهربائي للحصول على الخدمة الطبية للطيران الملكي في أستراليا. وسنة ١٩٧٦م، أُسست أول عيادة إلكترونية في مستشفى ماساتشوستس العام لتقديم الخدمات الصحية للموظفين والمسافرين. 

وسنة١٩٨٩م، أطلقت شركة ميدفون الأمريكية أول نظام تفاعلي للطب الإلكتروني يعمل على خطوط الهاتف للقياسات والتشخيص. 

وفي سنة ١٩٩٠م، أقامت نفس الشركة نسخة خلوية متنقلة تعمل على خدمة ١٢ مستشفى في الولايات المتحدة. 

وفي هذه الفترة يتوقع العلماء أن يحقق التطبيب عن بعد ٣٥ مليار دولار ويصبح أهم طريقة لتوصيل الخدمة الصحية. 

إنشاء الأقمار الصناعية في أفريقيا سهل من إنشاء الطب الإلكتروني سنة ٢٠١٠م في مناطق من كينيا والسنغال. وفي سنة ٢٠١٤م أنشأت حكومة لكسمبورج مشغل الاقمار الصناعية «SBS» بالتعاون مع منظمات حكومية وغير حكومية للعمل على منصة الصحة الإلكترونية لتحسين الصحة العامة في المناطق النائية. 

وفي سنة ٢٠١٥م أيضًا في دولة بنين قُدمت خدمات واستشارات الأمومة والحمل عن طريق التطبيب عن بعد وخاصة في المناطق النائية. 

أهم تطبيقات التطبيب عن بعد

  • إدارة ومتابعة الأمراض المزمنة؛ حيث أن ٧٥٪ من المصروفات الصحية في الولايات المتحدة تذهب إلى الأمراض المزمنة مثل القلب والسكر والسرطان. 
  • إدارة الأدوية حيث التذكير بالمواعيد دائمًا واتباع الطرق الصحيحة لاستخدام الأدوية ومتابعتها باستمرار. 
  • مشاركة المعلومات الطبية مع مختصين أكثر خبرة للتقارير والتحاليل وإعطاء المعلومات اللازمة للمريض عن مرضه.
  • تقليل استخدام غرفة العناية المركزة حيث التحدث مع طبيب أولًا من خلال الفيديو، وتقرير اذا كان هناك حاجة للذهاب إلى المستشفى أم لا من خلال إرسال التقارير والتحاليل لمتخصصين آخرين.
  • عدم نقل الأطفال كثيرًا من مستشفى إلى أخرى حيث وجود بعض الكاميرات التي توضح الطفل من زوايا مختلفة ومعرفة رأي الأطباء. 
  • بعض التطبيقات التي تحول جهازك الخاص إلى أداة للتشخيص عن طريق سماعات صغيرة، وبعض الأدوات التي تقوم بقياسات هامة كقياس الضغط والسكر.
https://www.pinterest.com/pin/384072674475489034/

الصيدلة عن بعد

تقديم الرعاية الصحية عن طريق الاتصالات للمرضى في الأماكن التي لا يتواجد بها صيدلي. وتشمل وصفات العلاج الدوائي، وتقديم المشورة للمرضى، ومراقبة وإعادة التفويض بالعقاقير التي تحتاج إلى وصفة طبية. وأيضًا عن طريق مواقع صيدليات البيع بالتجزئة، ومن خلال دور رعاية المسنين أو دور الرعاية الصحية. 

طب الأسنان عن بعد

استخدام التكنولوجيا لتقديم الرعاية الصحية الخاصة بالفم والأسنان عن بعد، وتتضمن تقديم الاستشارات والتعليم وتوعية وتثقيف المجتمع. ففي سنة ١٩٩٤م عن طريق وزارة الدفاع الأمريكية لتسهيل توصيل الرعاية الصحية للطلاب في مجال الفم والأسنان. ومنذ بداية التسعينيات أصبحت التقنيات لها دورًا كبيرًا في أشكال التطبيب عن بعد عمومًا. بالإضافة إلى أن ثلث الأمريكيين لا يزورون طبيب الأسنان بانتظام بسبب عدم القدرة على تحمل التكاليف، وصعوبة الوصول، والخوف من عيادة الأسنان. 

أهم التخصصات الطبية التي بدأت بتطبيق التطبيب عن بعد

  • أطباء الأشعة حيث يُطلب منهم العمل مع العديد من التخصصات والتواجد في أماكن متعددة، ولكن باستخدام التكنولوجيا يستطيع طبيب الأشعة استقبال الصور عالية الجودة ثم التواصل مع المختصين والمرضى للتحدث بشأنها. 
  • الصحة النفسية حيث تتواصل أي وقت ومن أي مكان لحضور الجلسة الخاصة بك مع طبيبك. 
  • الجلدية حيث يفحص الطبيب الأعراض الظاهرة ويقيم الحالة ويصف العلاج. 
  • الطبيب العام حيث تقييم الحالة اولًا قبل التواصل مع طبيب آخر ذو تخصص أعلى أو الذهاب إلى المستشفى.

مقومات نجاح التطبيب عن بعد في الدول العربية والأفريقية

  • حسن استخدام التكنولوجيا ووسائل الاتصال وسرعة مناسبة للإنترنت. 
  • الجاهزية الكاملة في المستشفيات التي تقدم الخدمات الصحية عن طريق الإنترنت. 
  • تدريب مقدمي الرعاية الصحية على التعامل مع وسائل الإتصال، بالإضافة إلى التدريب على التواصل مع المرضى من خلال الصوت أو الفيديو.
  • تسهيل طرق وأسعار الخدمات الصحية عن طريق الإنترنت بما يتناسب مع المجتمع. 
  • تزويد معدلات الأمان في الاتصالات وبيانات المرضى وطرق الدفع. 

وفي دراسة في أحد المستشفيات بالولايات المتحدة، يتواصل ٣٣٪ من المرضى من خلال الرسائل و ٣٤٪ من خلال الفيديو. ويشترك ٤٨٪ مع المرضى في خدمة زيادة التثقيف الطبي. 

وانتشار هذه الخدمات ليس معناه عدم الذهاب إلى المستشفى ولكن ازدياد في التنظيم وسهولة الوصول للخدمات للمرضى.

كيف تؤثر مشاركة الآباء في رعاية أطفالهم الجُدد على صحتهم النفسية؟

كيف تؤثر مشاركة الآباء في رعاية أطفالهم الجُدد على صحتهم النفسية؟

يأتي المواليد الجدد بالبهجة لحياة الوالدين، ولكن إدخال طفل جديد لحياة الأب والأم يضعهم في مواجهة عدة تحديات مثل المشاعر القوية وقلة النوم. هذه التحديات تجعل كِلا الوالدين عرضة لاكتئاب ما بعد الولادة، وعلى الرغم من شيوع الحديث عنه لدى النساء إلا أنه يؤثر على 4% إلى 25% من الآباء الجدد في أول شهرين بعد الولادة، ويكون أكثر شيوعًا بين الرجال الّذين لديهم شريكات تعانين من اكتئاب ما بعد الولادة.

يعاني المصابون من عدة أعراض أهمها الحزن والإرهاق والقلق، وتتعارض هذه الأعراض مع أداء مهامهم اليومية.

يقول العلماء أن سبب اكتئاب ما بعد الولادة غير واضح، ولكن قد يكون مزيج من العوامل البيولوجية والبيئية. [1]

بينما تمت دراسة اكتئاب ما بعد الولادة على نطاق واسع بين الأمهات لا يزال الوعي والبحث العلمي حول أعراض الاكتئاب بين الآباء في بدايته.

أحد الظروف التي يبدو أنها تقلل من العرضة للإصابة بالاكتئاب هي مشاركة الأب في رعاية طفله الجديد هذا ما دفع مجموعة من الباحثين لدراسة العلاقة التي تربط بين مشاركة الأب في رعاية الطفل مبكرًا والإصابة بأعراض الاكتئاب لاحقًا.

نُشرت الدراسة في مجلة «Frontiers in Psychiatry» في سبتمبر الماضي، ودرس فيها الباحثون العلاقة التي تربط الوقت الذي يقضيه الأب مع طفله الجديد، وثقته بقدراته على أداء دور الأبوة، ودخله المادي مع إصابة الأب بالاكتئاب خلال السنة الأولى من حياة الرضيع. أُجريت الدراسة على عينة متنوعة عرقيًا تتكون من 881 أب من ذوي الدخل المنخفض من الولايات المتحدة.

تمت مقابلة الآباء بعد شهر، و6 أشهر، وسنة من ولادة أطفالهم. في كل مرة قيم فيها الباحثون إيمان الآباء بقدراتهم على أداء دور الأبوة، كما تم سؤالهم عن عدد المرات التي قدموا فيها الدعم المادي للطفل الجديد (مثل الطعام والمال والألعاب)، والعدد التقديري لساعات الاستيقاظ التي يقضونها مع أطفالهم، ومقدار الوقت الذي يقضونه بمفردهم مع أطفالهم خلال أيام الأسبوع العادية ويوم عطلة نهاية الأسبوع، وأخيرًا قيم الباحثون الحالة النفسية للآباء عن طريق مقياس إدنبرة للاكتئاب بعد الولادة_المقياس عبارة عن أسئلة فحص تُشير إلى ما إذا كان أصيب أحد الوالدين بالاكتئاب والقلق أثناء الحمل وفي العام الذي يلي ولادة الطفل. [2]

نتائج الدراسة

كشفت النتائج أن الآباء الذين كانوا أكثر ثقة في قدراتهم على أداء دور الأبوة، وقضوا وقتًا أطول مع أطفالهم، وقدموا دعمًا ماديًا أكبر للطفل بعد شهر واحد من الولادة أظهروا أعراض اكتئاب أقل في السنة الأولى من عمر الطفل، وكانت هذه النتائج صحيحة حتى بعد حساب المتغيرات المختلفة مثل العمر والعرق والتعليم والحالة الزوجية للآباء.

يقول الباحثون أن هذه النتائج قد تشير إلى أن مشاركة الأب المبكرة في رعاية الطفل أمر مهم لصحة الأب النفسية، وكذلك الآباء الذين لديهم قدرة أقل على تقديم الدعم المادي للطفل قد يعانون من تدني في تقييمهم لقيمتهم الذاتية مما يجعلهم عرضة للاكتئاب.

تتطابق هذه النتائج إلى حد كبير مع الدراسات الأخرى حول هذا الموضوع، والتي تشير إلى العلاقة الإيجابية بين مساهمة الأب في رعاية الأطفال والصحة النفسية لكلا من الوالدين والأطفال.

العلاقة بين مشاركة الآباء في رعاية أطفالهم الجدد وإصابتهم بالاكتئاب

أَقَرّ الباحثون بأن العلاقة بين الاكتئاب ومشاركة الآباء في رعاية الأطفال وثقة الآباء في قدراتهم على أداء دور الأبوة لا تزال غير واضحة. في حين أن الاكتئاب قد يؤدي إلى انخفاض مشاركة الآباء في رعاية أطفالهم فإن العكس قد يكون صحيحًا أيضًا. كذلك لم يتم فحص تاريخ الآباء المشاركين مع الاكتئاب قبل وأثناء فترة الحمل مما يعني أنّ هناك احتمال أنْ يكون بعض الآباء مكتئبين بالفعل قبل ولادة أطفالهم مما أدى إلى انخفاض المشاركة في رعاية أطفالهم، وبالتالي هذه الدراسة لا تقول إنّ المزيد من المشاركة يؤدي إلى انخفاض الاكتئاب ولكنها تؤكد على وجود علاقة بينهم. [2]

يقترح الباحثون تفسيرًا لهذه العلاقة، وهو أن الآباء الذين يشعرون بالكفاءة كآباء قد يكونون أكثر رضا عن أنفسهم، ونتيجة لذلك تقل أعراض الاكتئاب لديهم. ربما تلعب الفكرة الثقافية للأب باعتباره معيلًا أيضًا دورًا هامًا، فتكون سببًا في شعور الآباء بالرضا تجاه أنفسهم عندما يتمكنون من منح أطفالهم الأساسيات الّتي يحتاجونها للنمو والازدهار.

يمكن أن يكون الآباء الذين يقضون وقتًا أطول مع أطفالهم محميين من أعراض الاكتئاب المستقبلية من خلال التغيرات في هرموناتهم أو وظائفهم العصبية. تدعم عدة دراسات سابقة هذا التفسير منها مايُظهر ارتباط بين الإصابة بالاكتئاب والتغيرات في مستوى هرمون الأوكسيتوسين عند الأب، يزداد هذا الهرمون عند الآباء عندما يتفاعلون بشكل إيجابي مع أطفالهم. [3]

في النهاية يُمثّل الآباء جزء رئيسي ومهم من الأسرة، وتستحق صحتهم النفسية والجسدية نفس القدر من الاهتمام بصحة الأمهات، وبالتالي يقترح الباحثون أن تُسلّط الدراسات القادمة الضوء على فعالية تعزيز ثقة الآباء بقدراتهم، والإجازات مدفوعة الأجر ليتمكن الآباء من قضاء وقتًا أطول مع أطفالهم الجُدد، والاهتمام بصحتهم النفسية.

إقرأ أيضًا: متلازمة الطفل الأوسط

المصادر:

[1]. healthline.com
[2]. frontiersin.org
[3]. sciencealert.com

كيف سيساعد الذكاء الاصطناعي في الحماية من حالات الانتحار؟

كيف سيساعد الذكاء الاصطناعي في الحماية من حالات الانتحار؟

أرقام وإحصائيات

• يسبب الانتحار وفاة حوالي (800000)شخص سنوياً حسب منظمة الصحة العالمية. بالإضافة للعديد من محاولات الإنتحار التي تفوق عدد الحالات الفعلية.[1]
• بحسب المنظمة؛ يصنف الانتحار كثالث سبب للموت للأشخاص بين عمر 15-19 عامًا. [1]
•تعتبر اللبلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط صاحبة الحصة الأكبر في معدل حالات الانتحار بنسبة 79%. [1]
•ابتلاع المبيدات والشنق والأسلحة النارية هي أكثر الأساليب انتشارًا على مستوى العالم. [1]

ما الذي يمكن أن نفعله بينما ما يزال لدينا فرصة؟

يثار النقاش اليوم حول الانتحار أكثر من أي وقت مضى. وذلك مع انتشار (Covid-19) وزيادة العزلة بسبب الحجر، بالإضافة لتأثير وسائل التواصل الاجتماعي.

يأمل (كولين والش) عالم البيانات في المركز الطبي في (جامعة فاندربيلت-Vanderbilt University)؛ أن يمنح الناس جوابًا عن سؤال “ما الذي يمكن أن نفعله بينما ما يزال لدينا فرصة؟وذلك من خلال توقع خطر الانتحار.

صنع والش وزملاؤه خوارزميات آلية التعلم بذكاء صنعي؛ تستطيع التنبؤ بدقة عالية بمحاولات الإقدام على الانتحار لمريض ما. كانت النتائج دقيقة بنسبة 80-90% عند التنبؤ بمحاولة شخص الانتحار خلال عامين قادمين، وبنسبة 92% في التنبؤ بمحاولة شخص الانتحار خلال أسبوع.

يستند التنبؤ إلى البيانات الموجودة في أوراق القبول في المستشفيات، ومن ضمنها العمر والنوع والرقم البريدي والأدوية والتشخيصات السابقة. جمع والش وفريقه بيانات 5167 مريضًا من المركز الطبي بجامعة فاندربيلت، ممن ثبت قيامهم بإيذاء النفس أو محاولة الانتحار، قرأ الفريق جميع الحالات لتحديد 3250 حالة حاولت الانتحار. [2]

استُخدمت هذه المجموعة المكونة من 5167 حالة لتدريب آلية من الذكاء الصنعي للتعرف على الأشخاص الذين يحاولون الانتحار. ومقارنتهم بالذين قاموا بإيذاء أنفسهم و وجود أي دليل على محاولتهم الانتحار.

بنى الباحثون كذلك خوارزمية للتنبوء بمحاولات الانتحار بين مجموعة مكونة من 12695مريضًا، تم اختيارهم بشكل عشوائي دون أي توثيق لتاريخهم في محاولة الانتحار. وأثبتت الآلة دقتها في التنبؤ بمحاولات الانتحار بين مجموعة كبيرة من المرضى الموجودين في المستشفيات.

إن البحث الذي نشره والش في مجلة (علم النفس العيادي- Psychological Science) في شهر أبريل مجرد خطوة أولى في هذا العم. فهو يعمل الآن على تحديد إذا ما كانت هذه الخوارزميات فعالة مع بيانات مختلفة تمامًا من مستشفى آخر، وبمجرد تأكده من نجاح النموذج يأمل أن يعمل مع فريق أكبر لوضع طريقة مناسبة للتدخل عملياً في منع الإنتحار.

يتوقع والش أن يمتلك برنامجًا للتدخل، وسيجري اختباره خلال العامين القادمين، ويضيف: “أعتقد أنه سيكون سريعًا إلى حد ما. لكن كلمة سريع فيما يتعلق بالعناية الصحية تعني خلال عدة أشهر”. [2]

إن الانتحار تصرف شخصي تمامًا. و يبدو أنه من المستحيل التنبؤ بحدوثه بدقة عالية إذ يعتمد التنبؤ به على مجموعة واسعة من البيانات.

تفاجأ والش وفريقه بملاحظة أن تناول عقار «ميلاتونين-Melatounin» له دور مهم في حسابات خطر الانتحار. ويعتقد أن «الميلاتونينMelatounin» لا يسبب التفكير في الانتحار، ولكن لا يوجد دليل مادي على ذلك، لكن أحد الأشياء المهمة المؤثرة في التعرض لخطر الانتحار هي اضطرابات النوم، ومن المحتمل أن الوصفات الطبية التي تحتوي على الميلاتونين تقلل من مخاطر اضطرابات النوم، رغم أنها فرضية لم يتم إثباتها بعد. [2]

دور الذكاء الاصطناعي أخلاقيًا

يثير هذا البحث العديد من الأسئلة الأخلاقية عن دور الحواسيب في العناية الصحية. وكيفية استخدام المعلومات الشخصية، حيث يتعين على الباحثين أن يقرروا أيضًا إلى أي مدى ستعتمد قراراتهم على الحاسوب فيما يتعلق برعاية المريض.

وكطبيب أولي يقول والش أنه لا يخجل من الاعتراف أنه قد يتبع تعليمات الذكاء بفاعلية. ولكن السؤال الحقيقي هو هل سيتطلب الأمر تغييرًا في طريقة تقديم الرعاية؛ لأن الحاسب هو من أخبرنا بما يجب فعله.

تعتمد خوارزميات الذكاء الصنعي ذاتية التعلم على البيانات الموجودة بالمستشفيات. لكن والش يعترف أن هناك أشخاص معرضون لخطر الانتحار ولم يدخلوا المستشفى من قبل، أي هناك العديد من الأرواح غير الخاضعة للرعاية الصحية. وإذا اعتمدنا على البيانات الموجودة في إعدادات الرعاية الصحية فقط فلن نحقق سوى جزء صغير من الطريق الذي رسمناه. [2]

هل يستطيع الباحثون الحصول على البيانات من مكان آخر؟

يعتبر الإنترنت أحد الخيارات الواعدة، فنحن نقضي وقتًا كبيرًا على فيسبوك وتويتر، لذا يمكننا استخدام بيانات وسائل التواصل الاجتماعي للتنبؤ بخطر الانتحار. لكننا بحاجة للقيام بهذا بالعمل أولًا لنتبين صحته وفاعليته.

أعلن فيسبوك في عام 2017 أنه يستخدم الذكاء الاصطناعي لمراجعة المنشورات التي تدل على إيذاء النفس. وكانت النتائج أكثر دقة من البلاغات التي يحصل عليها من الأشخاص الذين يبلغون عن أصدقاءهم المعرضين للخطر.

إذاً فتدريب آلية الذكاء الصنعي للتعرف على العلامات التحذيرية للانتحار ليس أمرًا سهلًا. ومن أجل التنبؤ والتدخل بنجاح يعتقد والش أنه من الضروري أن نبعد وصمة العار عن الانتحار، فلن نتمكن أبدًا من مساعدة الناس بينما لا نستطيع التحدث عن الأمر بارتياح.

ولأن وفيات الانتحار تصل إلى 800 ألف حالة سنويًا على مستوى العالم؛فهذه قضية صحية عامة لا يمكن تجاهلها. ونظرًا لأن معظم البشر بما في ذلك الأطباء لا يستطيعون التنبؤ بحالات الانتحار بشكل جيد، فربما يقدم لنا الذكاء الصنعي حلًا مهمًا. في ظل تقييد قدراته طبعاً ومنع وصوله لبيانات أخرى للمرضى. [2]

تطبيقات عملية قريبًا

على الرغم من أن المنتجات والخدمات التي يقدمها الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة العقلية لا تزال غير ناضجة نسبيًا. إلا أن عددًا من الشركات والمؤسسات تعمل على تطوير تطبيقات وأجهزة جديدة ومحسنة، بمساعدة علماء مثل والاش. فجمع البيانات في الوقت الحقيقي والتحليلات التنبؤية للصحة العقلية والاستشارات الواعية هي مجالات تركيز مثل هذا البحث. [3]

وبهذه الطريقة سيساعد الذكاء الاصطناعي في الحماية أخيرًا من حالات الانتحار


المصادر

[1] who

[2] qz.com

synced [3]

من وضع قواعد الجسم المثالي؟ ولماذا أصبح هوس الجميع؟

ما المقصود بالحصول على جسم مثالي؟ ولماذا يوجد سباق للتكيف مع نوع معين من الجسم؟ ولماذا يوجد ضغط كبير على النساء للحصول على أجساد مثالية؟ والسؤال الأهم، لماذا نسعى دائمًا للحصول على موافقة المجتمع؟

نظرًا لأن المجتمع قد أعطى تعريفه لـ”الكمال”؛ فهناك العديد من النساء يواجهن مشاكل التنمر الجسدي، تدني احترام الذات، فقدان الشهية والشره العصبي.

تأثير ثقافة المجتمع على المرأة

في إطار الرغبة في الظهور بمظهر “مرغوب فيه” و “مثالي” وفقًا لمعايير المجتمع؛ فإن ثقافة المثالية كانت ولازالت قاسية على النساء. مثلاً، منذ الحقبة الفيكتورية، كان من المفترض أن تكون المرأة تافهة، حساسة، سهلة الانقياد ومطيعة دائمًا إلى حد الخضوع لأي تعديل. فالمرأة المثالية هي التي يمكن أن تتحمل الألم والمعاناة. منذ الطفولة كان من المفترض أن تكون الفتيات مُقيدات بأربطة ضيقة، مرتديات أقفال كذلك. كما كان من المفترض أن ترتدي النساء أو الفتيات الأكبر سنًا “الكورسيهات” لتحصل على الشكل الممشوق “المرغوب”. إذ أصبحت النساء ذوات الخَصر الصغير موضع إعجاب واعتبارهن جميلات.

قد يكون للسنوات الأخيرة بعض الإختلافات في نمط الملابس، لكن الحقيقة تظل كما هي حتى اليوم. يتم الضغط على النساء للحصول على أجساد مثالية لنيل إعجاب المجتمع والوصول للجمال.

معايير المجتمع القاسية على النساء

يُعتبر الجسم مثاليًا إذا كان نحيفًا، منغمًا، أبيضًا وطويلا. بسبب تعريفات كهذه، تبدأ الفتيات في سن صغيرة جدًا بالتفكير في زيادة وزنهن وحجمهن، والاهتمام المبالغ في مظهرهن. في حين أنهم في عمر من المفترض أن يميلن أكثر للعب واللهو.

وفقًا للجمعية الوطنية لفقدان الشهية العصبي والاضطرابات المصاحبة- National Association of Anorexia Nervosa and Associated disorders، تبدأ الفتيات في سن السادسة في التفكير في إجراء جراحة تجميلية لتلائم معايير الجمال التى سمعت عنها. فتنتبه لما حولها في ذلك الشأن، إذ تبدأ النساء في بروزة أجسادهن. وعند الاحساس بعدم الرضا عن الجسد؛ يأتي النقد.

والجدير بالذكر أيضًا أن هذا النقد يطال الرجال أيضًا! فأصبحوا يتعرضون للضغط للحصول على جسم مرغوب فيه. الفرق فقط – في الواقع- هو أن النساء يُظهرن أنفسهن بمظهر الضحايا المغلوبين لجذب الانتباه أو الحصول على الدعم والمساعدة.

إذًا، يمكننا القول بأن جميع الأجساد تقريبا تمر بالإحباط أو تتعرض للنقد. لكن في حالة النساء، فإن الأمر يبدو أكثر صعوبة أو ربما أهمية. فهناك فكرة عامة -في أغلب الثقافات على الأرجح- عن ضرورة اختيار زوجات جميلات من قِبل كل أسرة لأبناءها. ولأن الجسد هو موضوع التباهي والتفاخر، فمن المفترض أن يتم الاختيار بناءً عليه لأنه أكثر ما يُرضي العيون. بناءً على ذلك، ينتاب بعض الأُسر القلق حيال فتياتهم الصغيرات من أن يخالفن المعايير السالفة، فيُصبحن في نظر المجتمع بدينات، قبيحات وغير مرغوبات! كما يعتبر تزايد وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي لها دور كبير أيضًا في تفاقم تلك المشكلة، فزاد الضغط أكثر من ذي قبل.

الخجل من الانحراف عن معايير الجسم المثالي

السخرية من الجسد هي ممارسة إذلال الناس أو ممارسة التنمر عليهم واهانتهم بسبب شكل أجسامهم أو مظهرهم.

في الواقع، لقد أصبح البشر وقحين للغاية غير مبالين وغير إنسانيين منذ الثورة المعرفية. فعلى الرغم من قلة الناس الذين يتناسبون حقًا مع تعريفات الجمال التي وضعها المجتمع؛ إلا أنها أصبحت معيارًا يتبعه الجميع. إذ تبدأ الفتيات والنساء في القلق إذا لم يتناسب جسمها مع قِطع الملابس أو العلامات التجارية المشهورة.

لا تعتقد أن الأمر يتعلق بشكل الجسم والملابس فقط؛ بل هناك أشكال أخرى من الضغط تخضع لها الفتيات في سن صغيرة. مثل وضع مساحيق التجميل لتبدو جميلة وخالية من العيوب. إذ يُضغط على الفتيات بشدة فتلجأ لجميع الوسائل الممكنة لتظل في حالة جيدة ومقبولة”في نظر المجتمع” فأصبح هناك هاجسًا في الحصول على جسم مثالي، ببساطة لأن هناك شعور بالخوف من الرفض من قِبل المجتمع.

على من يقع اللوم؟

لا يوجد شخص يمكن إلقاء اللوم عليه في التشهير والتلاعب بجسد المرأة أو الضغط عليها للحصول على جسد مثالي، بل يجب إتهام المجتمع بأسره بذلك.

  • الفاعلون الحقيقيون هم قدوة الشعوب، الذين يُظهرون البطلات خاليات من العيوب وإلا فلن تحصل على البطل. يخلق ذلك التصور الرغبة المُلحة في الحصول على شخصية كاملة بدءًا من حجم الثديين إلى أصابع القدمين التي أصبح لها شروطًا أيضًا لتحقق الجمال.
  • وسائل الإعلام وصناعة “الموضة” لها تأثير كبير على حياة الناس “الجمهور”. الأفلام والمسلسلات التي نشاهدها، حيث تظهر الشخصيات الرئيسية تتمتع بشكل جيد، مُعين وثابت طوال الوقت. مما يُنمي ذلك فينا الرغبة المستمرة في الوصول لشكل أجسادهم.
  • الأفلام والبرامج الكوميدية “الساخرة” التي تسخر من “البدينات” و”السمراوات” طوال الوقت، توجه الناس بشكل غير مباشر إلى مسار المعايير الخاطئة.
  • ترويج الإعلانات التلفزيونية إلى منتجات التجميل التي تزعم أنها تحول البشرة تمامًا. أو التي تؤدي إلى الحصول على بشرة نموذجية خالية من العيوب. فتبث الفتاة في الإعلان فكرة أن أكبر مشاكل الحياة هي البشرة وعيوبها وإلى أي مدى يمكن أن تُرفض في عملها أو زيجتها بسبب بشرتها.
  • الأصدقاء ومجموعات الأقران أيضًا مُهمون جدًا، فتعليقاتهم أهم ما يكون. أحيانًا تؤذي الشخص إلى حد كبير. في بعض الأحيان يتسبب التعليق غير المباشر أو حتى النصيحة المستمرة التي تصدر عن صديق باتباع نظام غذائي صحي في جعل الفرد قلقًا و غير راضٍ عن نفسه.
  • أيضًا الأسرة، فهي جزء لا يتجزأ من حياتنا. فالتركيز والإلحاح المستمر من الوالدين على الفتاة بفقدان الوزن أو اكتساب بعضه من أجل الزواج، أمر ضاغط بطبيعته.
  • وفي بعض الأحيان يضغط بعض الأزواج على النساء للحصول على الجسم المثالي، كما يوجد نساء يخشين فقدان شركائهن إذا زاد حجمهن عن ذي قبل، أو إذا بدأن في الظهور بمظهرٍ خارج عن مقياس المجتمع للجمال.

بشكل عام، هناك ضغط على النساء من أغلب فئات المجتمع ليُصبحن مثاليات في الحجم.

تأثير معايير الجمال على الفتيات

نتيجة الضغط المستمر على الفتاة لتبدو جميلة بناءًا على معايير المجتمع، تتأثر النساء سلبًا؛ إذ يؤثر بشدة على المستوى العقلي والنفسي. تبدأ النساء في الشعور بنقص الثقة بالنفس، ويطورون إحساس تدني احترام الذات. بسبب الضغط المستمر من المجتمع؛ فإنهم يمنعون أنفسهم من الأنشطة التي يريدون القيام بها. بالإضافة لتقيدهم بأوضاع محددة في الجلوس، الحديث،الأكل،..

في بعض الأحيان يؤدي ذلك إلى الاكتئاب لدى العديد من النساء. فيبدأون في إيذاء أنفسهم من خلال اتباع أنظمة غذائية قاسية وغير صحية. أو المبالغة في ممارسة التمارين الرياضية وإرهاق أنفسهم إلى حد كبير. مما يجعلهم عُرضة للإصابة بأمراض مثل فقدان الشهية والشره المرضي العصبي.

ما هو سبيل الخلاص من هاجس الجسم المثالي؟

للتخلص من هذا الضغط، على الناس أن يبدأو في تقبل أنفسهم كما هم. إن قِصر القامة أو البشرة الداكنة ليس خطأهم، بل ليس خطئًا أو عيبًا على الإطلاق. فلا هناك سبب يجعلهم بحاجة إلى الاستمرار والاجتهاد في الترويج لصورتهم الذاتية الجيدة طوال الوقت. حب الذات والرعاية الذاتية أمران مهمان للغاية. فيعتبر فقدان الوزن من أجل التمتع بصحة جيدة علامة إيجابية للرعاية الذاتية. لكن إنقاص الوزن للحصول على موافقة المجتمع هو نهج خاطئ.

يجب أن يساعد كل من المجتمع ككل ووسائل الإعلام والأسرة والأصدقاء الشخص من خلال قبوله كما هو، والتوقف عن تقديم نماذج لأجساد معينة على أنها “مرغوبة” دون غيرها.

الخلاصة

يجب التوقف عن التفكير في الحاجة المُلحة للحصول على جسد مثالي لأي جنس. هناك ضغط من المجتمع لامتلاك أجساد مثالية للجميع، فكيف بعد أن يصيبنا هذا الضغط بالإكتئاب ويجعلنا عُرضة للأمراض أن يؤدي بنا إلى المثالية؟ بل يجب رفض تعبير الجسم المثالي الذي يرغبه المجتمع بشدة. كما لا يُعنى ذلك أن كونك غير لائق أمرًا صحيًا، لكن القلق العقلي والنفسي الذي يأتي من المجتمع بسبب معاييره الظالمة هو الشيء الغير صحي.

المصادر

كيف تساعد طفلك المصاب بعسر القراءة؟

يتعلم كل طفل ويتطور وفقًا لقدراته وسرعته الخاصة وبشكل فردي. والقراءة مهارة لا تختلف عن المهارات الأخرى. فمن الشائع جدًا أن يجد الأطفال صعوبة في القراءة في مراحل تعليمه الأولى. لكن ماذا إذا أصبح تعلم القراءة صراعًا مستمرًا يجعل الطفل متخلفًا عن أقرانه؟ سيؤدي به الأمر إلى ما يعرف بـ اضطراب التعلم كما يعرف بأنه عُسر القراءة. فما هو عسر القراءة وكيف تساعد طفلك الذي يعاني من صعوبات التعلم الأكثر شيوعًا؟

ما هو عسر القراءة؟

عسر القراءة هو نوع من صعوبات التعلم، يعاني فيه الطفل من صعوبة معالجة الكلمات او الأرقام. وهناك أنواع من صعوبات التعلم، عسر القراءة هو المصطلح المستخدم للتعبير عن صعوبة تعلم القراءة على الرغم من أن الطفل حقًا يريد التعلم. كما يؤثر عسر القراءة على قدرة الأطفال على إدراك الأصوات في اللغة والتلاعب بها. فيصبح لديهم صعوبة في تشفير الكلمات الجديدة أو تقسيمها إلى أجزاء يمكن نطقها مفردة. فيسبب ذلك صعوبة في القراءة والكتابة والهجاء. قد يعوضون ذلك عن طريق حفظ الكلمات الجديدة، وقد يكونون بطيئين في استرجاع الكلمات المألوفة.

إن عسر القراءة ليس انعكاس لمدى ذكاء الطفل- في الواقع هو فجوة بين قدرة الطفل وانجازه_ فيستطيع بعض الأطفال المصابين بعسر القراءة م اكبة أقرانهم بجهد إضافي على الأقل في المراحل الأولى من التعليم الأساسي. لكن بحلول الصف الثالث أو الرابع من المرحلة الأولى في التعليم عندما يحتاجون إلى أن يكونوا قادرين على القراءة بسرعة وطلاقة من أجل مواكبة مهارتهم، فإنهم يشعرون أن هناك مشكلة! بالمساعدة وبعض أساليب التعويض عن ضعفهم في معالجة الكلمات، يمكن للطلاب الذين يعانون من عسر القراءة تعلم القراءة والتفوق أكاديميًا.

ما مدى انتشار عسر القراءة؟

تشير الدراسات إلى أن ما يقرب من واحد من كل خمسة أطفال يعاني من عسر القراءة. وأن من 80 إلى 90 بالمائة من الأطفال الذين يعانون اضطرابات التعلم يعانون من عسر القراءة. وتشير الدكتور سالي شايويتز- المدير المشارك لمركز ييل لعسر القراءة والإبداع، إلى أن العديد نن الأطفال لا يتم تشخيصهم لإن الصعوبات في المدرسة تعزى -بشكل غير صحيح- إلى الذكاء، مستوى الجهد، الأداء والعوامل البيئية. وعلى الرغم من أن الخبراء كانوا دائمًا ما يؤكدون أن صعوبات التعلم تشيع بين الأولاد بصورة أكبر من الفتيات؛ إلا أن الأبحاث الحالية تشير إلى أنه يؤثر على الأولاد والبنات على حد سواء.

ما هي علامات عُسر القراءة؟

تلك هي بعض السلوكيات والأعراض التي تُعتبر علامة على أن الطفل. مصاب بعُسر القراءة:

  • يبذل مجهودًا كبيرًا في تعلم القوافي البسيطة.
  • قد يعاني من تأخر الكلام.
  • يكرر أو يحذف الكلمات القصيرة أو الروابط أثناء النطق مثل و..و .. لكن ،..
  • يجد صعوبة في التمييز بين اليمين واليسار.

وعلى صعيد المدرسة، نجد الأطفال المصابون بعسر القراءة يقومون بما يلي:

  • يجدون صعوبة في نطق كلمات جديدة.
  • يفتقر الطفل إلى الطلاقة في الكلام مقارنةً بأقرانه.
  • يقرأ كلمات الجملة أو الأرقام بشكل عكسي.
  • لديه صعوبة في تدوين الملاحظات أو نسخ الكلمات من على السبورة أو اللوحة التعليمية.
  • يبذل مجهودًا في ربط الأصوات بالحروف وتسلسل الأصوات وترتيبها.
  • يتعثر قي تهجئة الكلمات الشائعة.
  • التهرب من القراءة بصوت عالٍ.

ونجد أن عسر القراءة يؤثر على الأطفال خارج المدرسة، فنجدهم يعانون من بعض الأمور الأخرى كالآتي:

  • يجدون صعوبة في فك وفهم الرموز والشعارات
  • يكافحون عند محاولة تعلم قواعد الألعاب مع أقرانهم.
  • يجدون صعوبة في تتبع الاتجاهات متعددة الخطوات.
  • يجدون صعوبة في تعلم لغة أخرى.
  • يصبحون محبطين بشكل كبير، مما يؤثر على استقرارهم واتزانهم العاطفى.

ومن هنا يمكننا القول بأن صعوبات التعلم يمكن أن يمتد أثرها إلى ما هو أبعد بكثير من القراءة، فيمكن أن يؤثر على الأطفال اجتماعيّا ونفسيًا.

كيف يمكن أن يؤثر عسر القراءة على الأطفال اجتماعيًا ونفسيًا؟

تقول سكوت بيزيلكز- المدير التنفيذي لمدرسة اعداديه متخصصة في تعليم الأطفال الذين يعانون من اضطرابات التعلم،

“يمكن للشخص المصاب بعسر القراءة والذي يعانى من صعوبات في العثور على الكلمات أن يواجه مشكلة في لغته التعبيرية”

كما تؤكد:

“غالبًا ما يُتهمون بعدم بذل جهد كافٍ لتعلم القراءة”

ولهذا تأثير إجتماعي كبير، إذ يجعلهم يشعرون بعدم الراحة تجاه أنفسهم. وغالبًا ما يعاني الأطفال – خاصة أولئك الذين لم يتم تشخيصهم بعد- من تدني احترام الذات لقلقهم وشعورهم بأن هناك شيئًا ما خطأ لديهم.

حيال تلك المشكلة تقول د. بيزيلكو:

“الكثير من عملنا مع الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة هو مساعدتهم على إعادة اكتشاف ذكائهم”

وتؤكد:

“لإنهم توقفوا عن الإيمان بأنفسهم”

كيف يتم تشخيص عسر القراءة؟

من السهل أن تلتفت إلى هذا الأمر إذا كان طفلك لا يؤدي الأداء المتوقع في القراءة حسب مرحلته التعليمية، يمكنك حينها التواصل مع المدرسة التابع لها طفلك لطلب إجراء تقييم صعوبات التعلم، الذي بدوره يحدد العجز في القدرة على القراءة مع استبعاد الأسباب الأخرى المحتملة، كمشاكل السمع أو أحد العومل الاجتماعية أو البيئية أو المعرفية. ثم مشاركة النتائج معك.

ستحاول المدرسة بعد ذلك تقديم توصيات حول كيفية دعم وتعويض تلك الصعوبة لرفع أداء طفلك. يمكنك أيضًا اللجوء إلى المختصين أيضًا في هذا علاج مثل تلك المشكلة كالطبيب النفسي، أخصائي علم النفس بالمدرسة أو أخصائي التخاطب واللغة، لدعم طفلك والحصول على أفضل الأساليب العلاج والمساعدة.

متى يجب عليك تقييم طفلك؟

يقترح الخبراء والباحثون أنه لا يجب خضوع الطفل لتقييم صعوبات التعلم وعسر القراءة حتى يبلغ سن ست سنوات على الأقل. كما ينصحون بأنه مجرد ظهور فجوة الذكاء ومهارات القراءة أو ظهور بعض أعراضها في الصف الأول من التعليم الأساسي مثلاً، فمن الجيد أن تبدأ في فك ضفائر تلك المشكلة والتعامل معها لمساعدة طفلك باللحاق بأقرانه وتعزيز صورته الذاتية التى قد تكون “هشة”.

كيف يمكنك تقديم الدعم والمساعدة للأطفال الذين يعانون من عسر القراءة؟

لا يعني تشخيص صوبات التعلم أن طفلك لن يتعلم القراءة أبدًا! بل هناك العديد من برامج القراءة مثل:

  • نموذج ويلسون للقراءة-Wilson Reading System
  • منهج أورتن جيلينجهام -The Orton-Gillingham Approach
  • منهج منع الفشل الأكاديمي- (Preventing Academic Failure (PAF)
  • برنامج لينداموود- Lindamood-Bell Program
  • اسلوب RAVE-O

تلك البرامج يمكنها أن تساعد طفلك، والتى تتضمن بعض المميزات التى تعمل بشكل أساسي على المهارات الأساسية مثل:

  • وجود تعليمات متعددة الحواس في تعلم مهارات فك التشفير.
  • التكرار ومراجعة الكلمات بإستمرار.
  • التركيز
  • العلاج والممارسة في مجموعة أو بشكل فردي.
  • الإعتماد بشكل كبير على حاسة البصر واستخدامها في ربط المعلومات.
  • استراتيجيات لمساعدة الأطفال على استخلاص المعنى مما يقرؤنه
  • ويمكن للمعالج المختص تحديد البرنامج المناسب والأمثل حسب مرحله طفلك.

طرق اخرى لدعم الطفل المصاب بعسر القراءة.

من المهم جدًا دعم جهود طفلك من خلال التشجيع والمساعدة في القراءة في المنزل. حاول أن تمنح طفلك دائمًا فرصًا لبناء الثقة والنجاح في مجالات أخرى مثل الرياضة والهوايات كما يمكنك القيام ببعض الأشياء التى يمكن أن تساعد الطفل المصاب بعسر القراءة مثل :

  • الإستماع الي الكتب الصوتية كبديل للقراءة.
  • الكتابة على الكمبيوتر أو الجهاز اللوحي بدلاً من الكتابة باليد.
  • استخدام التطبيقات والألعاب التى تجعل عملية التعلم ممتعة عن طريق استخدام الكلمات في الألعاب.
  • استخدام المسطرة لمساعدة طفلك على القراءة بخط مستقيم مما يحافظ على تركيزه.

يمكنك أيضًا الاطلاع على آثار التأديب الجسدي للأطفال من هنا التأديب الجسدي للأطفال

تأثير جائحة كورونا على الصحة النفسية

تأثير جائحة كورونا على الصحة النفسية.

توقع علماء النفس منذ بداية جائحة كورونا أن تؤثر الجائحة سلبًا على الصحة النفسية. الخوف والقلق من المرض، والتباعد الاجتماعي والتغيرات الاقتصادية، وكذلك فقدان الأحبة والأقارب بسبب المرض كلها عوامل تزيد من التوتر والشعور بالحزن والوِحدة.

الاضطرابات التي قد تحدث بسبب القلق والتوتر أثناء الجائحة:

1.اضطرابات في النوم وأنماط الأكل.

2.صعوبة في النوم والتركيز.

3.زيادة استهلاك التبغ والكحول.

4.تفاقم المشاكل الصحية لمن يعاني من أمراض مزمنة.

5.تدهور الحالة النفسية لمن يعاني من مرض نفسي.

6.زيادة معدلات القلق والاكتئاب. [1]

تُثبت الدراسات الحديثة صحة هذه التوقعات، فعلى سبيل المثال في دراسة أُجريت على 1629 شخص من 4 محافظات في مصر لتقييم مدى انتشار الاكتئاب والقلق والتوتر واضطرابات النوم خلال جائحة كورونا وَجدت أن 67.1% من المشاركين عانوا من الاكتئاب خلال الجائحة، وتعرّض حوالي 53.5% منهم للقلق وكذلك واجهَ 23.1% من المشاركين اضطرابات في النوم، وكذلك وجد الباحثون ان تلك الاضطرابات ارتفعت أكثر عند النساء مقارنة بالرجال. [2]

و في تقرير لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها «CDC» وُجِدت زيادةً في أعراض القلق، وتضاعف 4 مرات في نسبة الاكتئاب بين 5470 بالغًا شملهم الاستطلاع مقارنة بعينة في عام 2019. كذلك في دراسة استقصائية أجراها الباحثون في كلية الصحة العامة بجامعة بوسطن وَجدت زيادة في نسبة الاكتئاب حوالي 3 أضعاف عند البالغين في الولايات المتحدة مقارنة بعام 2018، وسجَّلت الدراسة أكبر ارتفاع في نسبة الإكتئاب_5 أضعاف_ عند الأشخاص من أصول آسيوية. في تعليق مصاحب للدراسة اقترحت الطبيبة النفسية «روث شيم» أن هذا الارتفاع يُمكن أن يعكس تأثير العنصرية المتعلقة بأصل الوباء في الصين. [3]

الأشخاص الأكثر عرضة للاضطرابات النفسية خلال الجائحة:

ارتفعت نسبة الإصابة بالاكتئاب والقلق خاصة بين المصابين بأمراض نفسية من قبل الجائحة، وأصحاب الدخل المنخفض، وكذلك المقربين من المصابين بفيروس كورونا. كذلك قلة الدعم النفسي من قِبل العائلة والأحبّاء يُعتبر عامل في زيادة تلك الاضطرابات.

اعتقد العلماء أن نسبة الإصابة بتلك الاضطرابات ستكون أعلى عند كبار السن لأن الفيروس يُهدّد صحّتهم وحياتهم أكثر من غيرهم، ولكن نتائج الدراسات تثبت عكس ذلك.

في دراسة «CDC» مثلًا 62.9% من اللذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عام عانوا من الاكتئاب والقلق، وحوالي الربع منهم فكّروا في الانتحار خلال الجائحة.

نُشرت دراسة في مجلة «science Advances» شملت 6500 شخص وَجدت أن الشباب هم الأكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب خلال الجائحة، وفسر الباحثون ذلك بأن الجائحة أثرت سلبًا على أحداث مهمة للشباب مثل التخرج، وحفلات الزفاف، وكذلك قلة التواصل الاجتماعي عن طريق المدارس والجامعات أثّرت على فئة الشباب أكثر من غيرهم.

وكذلك تُشير هذه الدراسة إلى أنّ متابعة أخبار الجائحة بإفراط يعتبر عامل رئيسي يزيد من مستوى القلق لكل الفئات العمرية. التركيز على التغطية الإعلامية يجعل الناس تقلق أكثر، وهذا القلق يجرهم لمتابعة المزيد من الأخبار إنها دورة يصعب التخلص منها، ولذلك يُنصح بالتقليل من متابعة أخبار الجائحة للتقليل من هذا القلق والتوتر. [3]

الخاتمة

على الرغم من تأثير الجائحة السلبي على الصحة النفسية للعديد من الأشخاص إلا أنه هناك بعض الممارسات التي تُقلِّل من تعرُّضِك للتوتر والقلق. مثل التقليل من مشاهدة الأخبار حول الجائحة، وممارسة الرياضة، وكذلك التواصل مع الأصدقاء والعائلة مع المحافظة على شروط السلامة، وتذكّر أن البشرية ستتجاوز هذه الجائحة كما تجاوزت العديد من قبلها. [4]

مصادر تأثير جائحة كورونا على الصحة النفسية:

[1] CDC

[2] springer.com

[3] scientific american

[4] CDC

Exit mobile version