كيف تستخدم المدن الذكية IoT لتحسين الرعاية الصحية؟

هذه المقالة هي الجزء 5 من 18 في سلسلة كيف ستغير المدن الذكية من شكل عالمنا؟

يشمل مصطلح «المدينة الذكية-smart city» التقنيات والمفاهيم التي تهدف إلى جعل المدن فعّالةً وتقدّميةً. والمدن الذكية هي رد فعل على التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تواجهها المجتمعات في بداية الألفية الجديدة. ويعد استخدام التقنيات الحديثة مثل انترنت الأشياء والمعروف اختصارًا بـ IoT في الرعاية الصحية من العوامل الرئيسيّة التي تحسّن تجربة المستخدم للمدن الذكية.

IoT أو انترنت الأشياء في المدن الذكية

يقصد ب IoT «انترنت الأشياء-Internet of Things»، وهو الجيل الجديد من الانترنت الذي يربط بين الأجهزة المختلفة والنُظُم بشبكة. ويتيح انترنت الأشياء إمكانية تبادل البيانات فيما بينها. ويشمل أجهزة الاستشعار والحسّاسات وأدوات الذكاء الاصطناعي والبرمجيات وغيرها من الأدوات.

ويعتبر استخدام IoT في المدن الذكية فكرة واعدة. على سبيل المثال؛ يساعد استخدام IoT في تطبيقات الرعاية الصحية في الحد من عدم كفاءة البنية التحتية الحالية. ويعد نهج التعلّم الآلي المفتاح الأساسي لنجاح شبكات الاستشعار اللاسلكية التي تعمل بتقنية IoT، نظرًا لوجود كمية كبيرة من البيانات التي يتم التعامل معها عبر تلك المستشعرات.

تطبيقات عديدة لانترنت الأشياء IoT في المدن الذكية

سرعان ما بدأت أهمية IoT في المدن الذكية تزداد سريعًا وأخذ الباحثون يقدّمون دراسات لإدخاله في مختلف التطبيقات. ونذكر من بعض الدراسات:

  • درس باحثون الاتجاهات الناشئة في تطبيقات الرعاية الصحية الذكية، والتطورات التكنولوجية الرئيسية التي لها تأثير مباشر عليها. بينما استعرض آخرون اعتبارات أمنية مختلفة في أنظمة الرعاية الصحية الذكية وعواقبها والتدابير اللازمة. [1]
  • قدّم آخرون دراسات شاملة للتقنيات والتطبيقات المحتملة للطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى ربطها مع النقل الجوي الدولي. واقترحوا استخدامها لتعزيز ذكاء المدن الذكية استنادًا إلى جميع البيانات، وقوانين الأمن والسلامة العامة، وإدارة الكوارث، واستهلاك الطاقة، ونوعية الحياة في المدن الذكية. [2]
  • اقترح خبراء نموذجًا يجمع بين الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا النقل الداخلي، من أجل الحد من الازدحام المروري ضمن المدن الذكية.
  • أجرى باحثون دراسة لوضع نظام فعّال للرصد المحتمل للخسائر، وإدارة حركة المرور في المدن. [3]
طائرة بدون طيار مجهزة بأجهزة IoT لجمع البيانات

استخدام IoT في الرعاية الصحية كنموذج

جرت العديد من الأبحاث خلال السنوات القليلة الماضية حول انترنت الأشياء IoT والبلوك تشين Blockchain والذكاء الاصطناعي AI. وبدأت بعض المدن بالفعل في استعمال تلك التقنيات في مختلف التطبيقات وبشكل خاص في مجال الرعاية الصحية. ويجلب IoT كميةً غير مسبوقة من البيانات التي تحتاج الشبكة إلى التعامل معها فسبّب مشكلةً كبيرةً. نتيجةً لذلك تم تكييف تصاميم الشبكات التقليدية مع أحدث معايير ذكاء الشبكات مما يضمن الأمن الأمثل. [4]

بشكل عام تحتاج المستشفيات والعيادات والمرافق الطبية إلى شبكة واحدة وفعّالة من حيث التكلفة. ويمتثل أمنها كذلك للوائح حماية المعلومات، ويسهل استخدامها وتشغيلها في ذات الوقت.[5]

مراقبة المرضى في المدن الذكية

تستفيد المدن الذكية من IoT في مراقبة المرضى عن بعد، إذ يتمكّن أخصائي الرعاية الصحية من مراقبة العلامات الحيوية وتقييم التفاعلات البدنية للمرضى دون الحاجة إلى التواجد معهم في نفس المكان. ويحدث ذلك عن طريق أجهزة معينة كجهاز لمراقبة التنفس، أو لمراقبة انتظام دقات القلب، أو لقياس مستوى سكر الدم، أو غيرهم من الأجهزة المرتبطة بواسطة IoT. ويجمع الجهاز المعني البيانات المطلوبة؛ وفي حال لم تكن القيم كما ينبغي، ترسل البيانات في وقت واحد إلى قاعدة البيانات للتسجيل وإلى الطبيب المعالج. لكي يتمكن الطبيب من تحليل المعلومات في الوقت المناسب والاستجابة وفقًا لذلك. وغالبًا ما تستخدم هذه الأجهزة مباشرةً بعد التدخلات الجراحية.

يساعد IoT في تقليل مدّة إقامة المريض في المستشفيات، وتتحدّد المشاكل أيضًا بسرعة أكبر مما يسمح للأطباء بالاستجابة في وقت مبكّر وتجنّب المضاعفات المحتملة. وبمساعدة البيانات التي تُجمع من الممكن تعديل وتكييف خيارات العلاج اعتمادًا على رد الفعل البدني للمريض وحالته الجسدية. [6]

الأدوية الرقمية

طوّر العلماء ما يعرف باسم «الحبوب الذكية-smart pills». ويتناول الشخص الحبوب الذكية مثل الأدوية العادية لكنها تكون مجهّزة بنوع من تقنيات المراقبة بالإضافة إلى الدواء الفعلي. ويستعملها الأطباء لرصد البيانات البيولوجية وإرسالها إلى جهاز استشعار يرتديه المريض، فتراقب هذه المستشعرات مستويات الدواء في الجسم. ثم تنقل البيانات من أجهزة الاستشعار إلى تطبيق على الهاتف المحمول لكي يتمكن المريض من الوصول إلى المعلومات الخاصة بوظائفه الحيوية بنفسه. ويستطيع الأطباء كذلك الوصول إلى تلك المعلومات إذا وافق المريض. وبهذه الطريقة يحدّد الأطباء المعالجون إذا ما كان الدواء يعمل على النحو المطلوب أو ربما يتسبب بآثار جانبية أو أن جرعته تحتاج إلى زيادة مثلًا. [6]

ويوجد كذلك حبوب تدعى باسم «الحبوب الروبوتية-Robotic bills»، والتي بمجرد بلعها تصبح قادرة على أداء وظائف معينة في جسم المريض. على سبيل المثال؛ اخترع Rani حبة تنتقل عبر المعدة إلى الأمعاء الدقيقة حيث تحقن الدواء من دون التعرض للأنزيمات الهاضمة، وعندما يضخ الدواء بالكامل، تذوب البقايا وتهضم. [7]

الأدوات الطبية

تعد الأجهزة الطبية القابلة للارتداء الخيار الأكثر جاذبيةً اليوم بالنسبة للمستهلكين من جميع الأعمار وذلك من أجل تتبع علاماتهم الحيوية. علاوةً على Fitbit وApple watch وco يطور علماء تقنيات أخرى لا تسجّل البيانات فحسب، بل تؤدّي وظائف معيّنةً بناءً على أوامر أو حالات مسبقة التعريف. من الأمثلة على ذلك؛ Intelligent associations وهي مزودة بأجهزة استشعار لتقييم حجم الجروح وتحديد إذا ما كان الجرح سيلتئم لوحده أم لا، كما تصدر تنبيه أيضًا في حال حدوث عدوى. [8]

بدأت شركة Google وNovaritis عام 2014 بتطوير عدسات لاصقة بإمكانها مراقبة مستويات السكر في الدم عن طريق تحليل دموع المريض. وترسل البيانات التي تجمعها العدسات إلى مضخة الأنسولين المزروعة داخل جسم المريض، ويتم إعلام المريض في حال وصول مستوى السكر إلى درجات خطيرة. يمكن أن تُغيّر هذه التقنية حياة الكثيرين وخصوصًا المرضى الذين يعانون من حقن الإنسولين اليومية وشكاكات قياس نسبة السكري المؤلمة. [9]

المرافق الطبية في المدن الذكية

تطور وضع المرافق الطبية بفضل IoT كثيرًا. فتُقلِّل أجهزة الاستشعار عدد الاختبارات اليدوية، وقد تلغي الحاجة إليها في بعض الأحيان، ويؤدي ذلك إلى توفير الوقت. وتعتبر نقل المعدات والأجهزة من المشاكل الشائعة في المرافق الطبية، فأحيانًا يتعذر تحديد موقعها في حالات الطوارئ. وتسمح تقنية البلوتوث منخفض الطاقة بتحديد مكان الجهاز بدقة. [10]

أهمية IoT

بسبب تنامي الحجم الهائل للبيانات في المدن فإن استخدام التقنيات الحديثة صار أمرًا محتومًا على نحو متزايد. وبدأت المدن الذكية باستخدام IoT، وBlockchain، والذكاء الاصطناعي Al، والتعلم الآلي في مختلف التطبيقات. سيساعد الابتكار الصغير في إنقاذ أرواح لا حصر لها، ففي نهاية المطاف يهدف IoT لتحسين نوعية الحياة لأكبر عدد من السكان. وبالرغم من وجود سلبيات محتملة للذكاء الاصطناعي إلا أنه قابل للتطوير والتعديل لخدمتنا مع مرور الزمن بسبل لم تكن في الحسبان.

المصادر

  1. ResearchGate
  2. Readcube
  3. ResearchGate
  4. ResearchGate
  5. ResearchGate
  6. IAfCIS
  7. Rani therapeutics
  8. MDPI
  9. The new York times
  10. science direct

التطبيب عن بعد: العلاج دون الخروج من المنزل

عندما نشعر بالتعب نحاول سريعًا عمل عدة تجهيزات لحجز موعد مع الطبيب المختص في خلال ساعة مثلًا، ثم الذهاب إلى المستشفى أو العيادة للاطمئنان ثم الاتجاه إلى أقرب صيدلية للحصول على العلاج الموصوف.

هذا الأمر قد يكون مرهقًا لبعض الناس، وخاصة الأشخاص الذين يسكنون بعيدًا عن مركز المدينة. ولكن الآن أصبح من الممكن الحصول على خدمة طبية أي وقت وفي أي مكان، ودون مغادرة منزلك والقضاء على راحتك اعتمادًا على التقدم التكنولوجي الذي نعيشه. 

يساعد التطبيب عن بعد المريض على التواصل مع مقدمي الرعاية الصحية باستخدام التكنولوجيا وعدم الحاجة إلى زيارة المستشفى. وتستطيع مناقشة الأعراض والمشاكل الطبية، وأخذ القياسات الخاصة بك من الأجهزة لمراقبة حالتك، وتحصل على تشخيص ووصفة طبية لطلب العلاج أيضًا من خلال المواقع المختصة بالصيدليات. 

للتطبيب عن بعد ٣ أنواع

  1. الطب التفاعلي ويُسمى أيضًا بالمباشر، وفيه يتواصل الطبيب مع المريض في نفس الوقت عن طريق الفيديو أو الصوت. 
  2. فحص المريض عن بعد باستخدام معدات طبية محمولة مثل فحص ضغط الدم ونسبة السكر في الدم وغيره من القياسات الهامة. 
  3. مشاركة وإرسال الوثائق؛ حيث يشارك مقدمو الرعاية الصحية معلومات عن صحة المريض مع مختصين أكثر خبرة للتشاور في الحالة. 

متى يصبح التطبيب عن بعد مناسبًا لحالتك؟

التطبيب عن بعد غير مناسب للحالات الطارئة مثل الأزمات القلبية والجلطات والجروح والتمزقات والكسور التي تحتاج إلى أشعة وتركيب جبيرة. ولكنه مفيد في الحالات الخفيفة التي قد تحتاج إلى استشارة على سبيل المثال، إذا كنت تعتقد وجود عدوى بسبب جرحٍ ما. وإذا كنت في أجازة وتشعر بمشكلة في الحلق. وإذا كنتي تحتاجين إلى وسائل منع الحمل، واذا كانت لديك أعراض كالزكام والإسهال ومشاكل العين الخفيفة.

الفرق بين التطبيب عن بعد والرعاية الصحية عن بعد

قد يعتقد البعض أنه لا فرق بينهما، ولكن هناك فرقًا واضحًا؛ حيث تُعرِف منظمة الصحة العالمية التطبيب عن بعد بأنه الشفاء عن بعد بإعطاء الحرية للعلاج بدون الخروج من المنزل. أما الرعاية الصحية عن بعد فهي مفهوم أعم وأشمل، وتتضمن استخدام المعلومات إلكترونيًا والتقدم التكنولوجي لدعم وتطوير الرعاية الصحية والصحة العامة. وتمتد الرعاية الصحية عن بعد لتغطية الأحداث غير الإكلينيكية مثل تحديد مواعيد واستكمال التعليم الطبي من خلال الإنترنت وأيضًا تدريب الأطباء.  

فوائد خدمات التطبيب عن بعد

المرضى الذين يعيشون في أماكن بعيدة أو لديهم جدول مزدحم سيساعدهم التطبيب عن بعد، وسيقلل أيضًا من المصاريف الصحية. متوسط التطبيب عن بعض للجلسة ٧٩ دولار ومتوسط زيارة الطبيب ١٤٩ دولار. كما أن استخدام التطبيب عن بعض مبكرًا يُقلل الحاجة إلى دخول العناية المركزة التي تكلف الغرفة ١٧٠٤ دولار كما ورد في دراسة أمريكية سنة ٢٠١٧م. كما أنه يقلل من فترات انتظار المرضى. 

وفي أحداث كورونا التي نعيشها يعمل العديد من الأطباء على تقييم الحالة عن طريق التواصل عن طريق الإنترنت وإعطاء نصائح بشأنها وأخذ قرار عمل اختبار أم لا بدون تكلفة.

تقدم بعض المستشفيات والعيادات خدمات استشارة عامة تتضمن التحدث إلى طبيب عام لتقييم حالتك بتكلفة تبدأ من ١٩ دولار. وتقدم بعض المستشفيات استشارات حول القلق العام قد تُكلف الشخص ٩ دولار. وأيضًا استشارة عن أدوية منع الحمل والتحدث مع مختصين بتكلفة تبدأ من ١٠ دولار. ومشاكل ضعف الانتصاب من الممكن مناقشتها مع طبيب مختص بتكلفة ٣٠ دولار. بالإضافة إلى أن الطريقة الأسهل لمعرفة إذا كان طبيبك يقدم هذه الخدمة أم لا هي سؤاله. 

هذا ليس معناه عدم زيارة الطبيب ولكن تقليل فترة الانتظار في العيادة أو المستشفى.

عيوب التطبيب عن بعد

  • تكلفة مُعدات الاتصال السلكية واللاسلكية.
  • إدارة البيانات والتدريب التقني.
  • احتمال انخفاض التفاعل البشري بين الأطباء والمرضى. 
  • زيادة خطر تعرض المعلومات الصحية للسرقة من خلال التخزين الالكتروني والنقل.

تاريخ التطبيب عن بعد

في الولايات المتحدة الأمريكية سنة ١٨٧٩م، أقر الأطباء أن التواصل مع المرض عن طريق الاتصال قلل عدد الزيارات. سنة ١٩٢٢م، توقع العلماء أن يتواصل المرضى مع الأطباء من خلال التلفزيون واستخدام ذراع الروبوت للفحص. 

سنة ١٩٤٨م، أول صورة أشعة تم إرسالها. 

١٩٥٩م، نُقل عدد من الصور لطلاب القطاع الطبي بهدف التدريب من جامعة لأخرى. 

سنة ١٩٦٤م، بدأ الأطباء التواصل بغرض العلاج على بعد أميال طويلة.

وفي أوائل القرن العشرين استخدم الأستراليون الذين يعيشون في المناطق النائية أجهزة الراديو التي تعمل بالمولد الكهربائي للحصول على الخدمة الطبية للطيران الملكي في أستراليا. وسنة ١٩٧٦م، أُسست أول عيادة إلكترونية في مستشفى ماساتشوستس العام لتقديم الخدمات الصحية للموظفين والمسافرين. 

وسنة١٩٨٩م، أطلقت شركة ميدفون الأمريكية أول نظام تفاعلي للطب الإلكتروني يعمل على خطوط الهاتف للقياسات والتشخيص. 

وفي سنة ١٩٩٠م، أقامت نفس الشركة نسخة خلوية متنقلة تعمل على خدمة ١٢ مستشفى في الولايات المتحدة. 

وفي هذه الفترة يتوقع العلماء أن يحقق التطبيب عن بعد ٣٥ مليار دولار ويصبح أهم طريقة لتوصيل الخدمة الصحية. 

إنشاء الأقمار الصناعية في أفريقيا سهل من إنشاء الطب الإلكتروني سنة ٢٠١٠م في مناطق من كينيا والسنغال. وفي سنة ٢٠١٤م أنشأت حكومة لكسمبورج مشغل الاقمار الصناعية «SBS» بالتعاون مع منظمات حكومية وغير حكومية للعمل على منصة الصحة الإلكترونية لتحسين الصحة العامة في المناطق النائية. 

وفي سنة ٢٠١٥م أيضًا في دولة بنين قُدمت خدمات واستشارات الأمومة والحمل عن طريق التطبيب عن بعد وخاصة في المناطق النائية. 

أهم تطبيقات التطبيب عن بعد

  • إدارة ومتابعة الأمراض المزمنة؛ حيث أن ٧٥٪ من المصروفات الصحية في الولايات المتحدة تذهب إلى الأمراض المزمنة مثل القلب والسكر والسرطان. 
  • إدارة الأدوية حيث التذكير بالمواعيد دائمًا واتباع الطرق الصحيحة لاستخدام الأدوية ومتابعتها باستمرار. 
  • مشاركة المعلومات الطبية مع مختصين أكثر خبرة للتقارير والتحاليل وإعطاء المعلومات اللازمة للمريض عن مرضه.
  • تقليل استخدام غرفة العناية المركزة حيث التحدث مع طبيب أولًا من خلال الفيديو، وتقرير اذا كان هناك حاجة للذهاب إلى المستشفى أم لا من خلال إرسال التقارير والتحاليل لمتخصصين آخرين.
  • عدم نقل الأطفال كثيرًا من مستشفى إلى أخرى حيث وجود بعض الكاميرات التي توضح الطفل من زوايا مختلفة ومعرفة رأي الأطباء. 
  • بعض التطبيقات التي تحول جهازك الخاص إلى أداة للتشخيص عن طريق سماعات صغيرة، وبعض الأدوات التي تقوم بقياسات هامة كقياس الضغط والسكر.
https://www.pinterest.com/pin/384072674475489034/

الصيدلة عن بعد

تقديم الرعاية الصحية عن طريق الاتصالات للمرضى في الأماكن التي لا يتواجد بها صيدلي. وتشمل وصفات العلاج الدوائي، وتقديم المشورة للمرضى، ومراقبة وإعادة التفويض بالعقاقير التي تحتاج إلى وصفة طبية. وأيضًا عن طريق مواقع صيدليات البيع بالتجزئة، ومن خلال دور رعاية المسنين أو دور الرعاية الصحية. 

طب الأسنان عن بعد

استخدام التكنولوجيا لتقديم الرعاية الصحية الخاصة بالفم والأسنان عن بعد، وتتضمن تقديم الاستشارات والتعليم وتوعية وتثقيف المجتمع. ففي سنة ١٩٩٤م عن طريق وزارة الدفاع الأمريكية لتسهيل توصيل الرعاية الصحية للطلاب في مجال الفم والأسنان. ومنذ بداية التسعينيات أصبحت التقنيات لها دورًا كبيرًا في أشكال التطبيب عن بعد عمومًا. بالإضافة إلى أن ثلث الأمريكيين لا يزورون طبيب الأسنان بانتظام بسبب عدم القدرة على تحمل التكاليف، وصعوبة الوصول، والخوف من عيادة الأسنان. 

أهم التخصصات الطبية التي بدأت بتطبيق التطبيب عن بعد

  • أطباء الأشعة حيث يُطلب منهم العمل مع العديد من التخصصات والتواجد في أماكن متعددة، ولكن باستخدام التكنولوجيا يستطيع طبيب الأشعة استقبال الصور عالية الجودة ثم التواصل مع المختصين والمرضى للتحدث بشأنها. 
  • الصحة النفسية حيث تتواصل أي وقت ومن أي مكان لحضور الجلسة الخاصة بك مع طبيبك. 
  • الجلدية حيث يفحص الطبيب الأعراض الظاهرة ويقيم الحالة ويصف العلاج. 
  • الطبيب العام حيث تقييم الحالة اولًا قبل التواصل مع طبيب آخر ذو تخصص أعلى أو الذهاب إلى المستشفى.

مقومات نجاح التطبيب عن بعد في الدول العربية والأفريقية

  • حسن استخدام التكنولوجيا ووسائل الاتصال وسرعة مناسبة للإنترنت. 
  • الجاهزية الكاملة في المستشفيات التي تقدم الخدمات الصحية عن طريق الإنترنت. 
  • تدريب مقدمي الرعاية الصحية على التعامل مع وسائل الإتصال، بالإضافة إلى التدريب على التواصل مع المرضى من خلال الصوت أو الفيديو.
  • تسهيل طرق وأسعار الخدمات الصحية عن طريق الإنترنت بما يتناسب مع المجتمع. 
  • تزويد معدلات الأمان في الاتصالات وبيانات المرضى وطرق الدفع. 

وفي دراسة في أحد المستشفيات بالولايات المتحدة، يتواصل ٣٣٪ من المرضى من خلال الرسائل و ٣٤٪ من خلال الفيديو. ويشترك ٤٨٪ مع المرضى في خدمة زيادة التثقيف الطبي. 

وانتشار هذه الخدمات ليس معناه عدم الذهاب إلى المستشفى ولكن ازدياد في التنظيم وسهولة الوصول للخدمات للمرضى.

كيف يؤثّر الجندر على الرعاية الصحية؟

هل لك أن تتخيّل أن رجل ومرأة يُعانيان من الأعراض الجسدية أو النفسية نفسها يتلقّيان تشخيصين أو علاجين مختلفين؟ إنه التمييز الجندري (Gender Bias) في الرعاية الصحية. فرغم أن الحق في الصحة حق أساسي من حقوق الإنسان، وقد نصّت عليه شتى المعاهدات والقوانين الدولية والدساتير الوطنية، إلا أن الرعاية الصحية بقيت في الواقع تشهد تمييزًا على أساس الجنسية والعرق والطبقة الاجتماعية والجندر. فماذا نعني بالجندر؟ و كيف يؤثّر الجندر على الرعاية الصحية؟

ما الفرق بين الجنس البيولوجي والجندر؟

يُشير الجنس البيولوجي (Sex) إلى الخصائص الجسدية التي تميّز الذكر عن الأنثى، وفقًا للكروموسومات والجهاز التناسلي والهورمونات.

أما الجندر (Gender) أو ما يُسمّى بالنوع الاجتماعي فهو الأدوار المُحدَّدة اجتماعيًا وثقافيًا لكلِّ من الهويات الجنسية المختلفة. وهذا التركيب يختلف بين بيئة اجتماعية وأخرى، ويتطوّر عبر الزمن. كما يشمل الجندر البناء الاجتماعي لمفهومي “الذكورة” و”الأنوثة”. وهو يتعلّق بعدد من المتغيّرات الاجتماعية كالتعلّم والثروة الاقتصادية والسلطة السياسية.

انطلاقًا من هذا التعريف، يكون مفهوم الجندر قائمًا ومُؤثرًا في كل تفاعل اجتماعي، ويطال هذا المفهوم التفاعل بين المريض والطبيب أو المُعالج.

الجنس والجندر في مجال الصحة

تشكّل ثنائية الجنس-الجندر تحدّيًا هامًا في الطب. إذ لا يقتصر تأثير الجنس البيولوجي على الصحة الإنجابية والجهاز التناسلي، بل على مختلف الأجهزة الجسدية. كما تختلف نسب الأمراض بين الجنسين. من الناحية الأخرى، يشكّل الجندر، الذي يؤثّر على نمط عيش الفرد، عاملًا مهمًا في تحديد وضعه الصحي.

فلنأخذ على سبيل المثال نسبة كثافة العظام، هي تكون غالبًا أعلى عند الرجال مقارنةً بالنساء، علمًا أن النسبة تتفاوت بشكل كبير عند الجنس الواحد. لكن الجنس ليس العامل المؤثر الوحيد في هذه النسبة، إذ إن ممارسة الرياضة تساهم في زيادتها. وبالتالي فإن النساء اللواتي يمارسن التمارين الرياضية باستمرار قد يملكن نسبة كثافة عظام أعلى من الرجال غير الرياضيين. من هنا، نرى ضرورة معالجة المسائل الطبية من منظوري الجنس والجندر، وعدم إهمال أيِّ منهما.

ما هو “التمييز الجندري -Gender Bias” في الطب؟

أثبتت الدراسات الطبية وجود فروقات على صعيد الأمراض والصحة بين الرجل والمرأة، وذلك لاختلافات تشريحية وفيزيولوجية وجينية، كذلك لفروقات في نمط الحياة وظروف العيش. ولكنها بيّنت أيضًا وجود فروقات في التشخيصات والعلاج وجودة الرعاية الصحية بين الجنسين (لحالات مرضية مُماثلة) دون سبب علمي.

من هنا، بدأ الحديث عن التمييز الجندري في الرعاية الصحية ويُعنى به التمييز المنهجي غير المقصود بين الأفراد على أساس جندري، في مجالات البحوث العلمية الطبية والمجال الأكاديمي الطبي والممارسات الطبية والتشخيص والعلاج وعملية الرعاية الصحية. ويؤثر هذا الانحياز على كلي الجنسين.

الانحياز الجندري في البحوث العلمية

انحازت البحوث العلمية لعصور طويلة للرجال، وتحديدًا “العرق الأبيض” منهم. وقد كانت تُعمّم النتائج الصادرة عن هذه البحوث على كل الأفراد، بما فيهم النساء. بالتالي، لم تلحظ البحوث الطبية الفروقات بين الرجال والنساء في مجال الصحة، وأهملتها، ممّا جعل الرعاية الصحية مُصمّمة على قياس حاجات الرجال الصحية.

منذ العام 1990، فرض المعهد الصحي الوطني الأميركي (NIH) دمج النساء في كل الدراسات الطبية المُمولة من قبله. كما فرض في العام 1994، إصدار النتائج على أساس جندري، وذلك لإظهار الفروقات الطبية بين الجنسين والسماح بدراستها بشكل معمّق.

الانحياز الجندري في الممارسة العيادية

بحسب الكثير من الدراسات العلمية، تبيّن أن النساء غالبًا يحصلن على تشخيصات وعلاجات أقل تقدمًا من الرجال رغم معاناتهم من الأعراض نفسها. وقد ظهرت الفروقات الجندرية جليّةً في العديد من الأمراض، نذكر منها مرض الشريان التاجي في القلب ومرض باركينسون العصبي ومتلازمة القولون العصبي وأوجاع الرقبة ومرض السل ومرض الصدفية.

ويعود هذا الفرق جزئيًا إلى الصورة النمطية المُكوّنة عن الجنسين، إذ يُحلل الطبيب الأعراض نفسها بشكل مختلف بحسب الجندر الذي ينتمي إليه المريض. وتُصنّف الأعراض عند الرجال بالأعراض الجسدية (الفيزيولوجية)، فيما تُصنف الأعراض نفسها عند النساء ضمن خانة الأعراض النفسية، ممّا يصعب التشخيص وينقص من جودة العلاج والرعاية.

في المقابل، تشهد بعض الحالات المرضية (خصوصًا التفسية منها) الانحياز إلى النساء من ناحية التشخيص والمعالجة. فمرض الاكتئاب على سبيل المثال يُصيب النساء مرتين أكثر من الرجال، فيتم اهمال أعراض الاكتئاب عندهم وتعريضهم لخطر الانتحار من جهة، والمبالغة بالتشخيص بالاكتئاب عند النساء وتعريضهن لخطر سوء استخدام الأدوية النفسية من جهة أخرى.

أسباب التمييز الجندري في الرعاية الصحية

يمكن وضع أسباب التمييز الجندري في الصحة في خانتين رئيستين.

الأولى هي الصور النمطية والأحكام المسبقة التي تربط كل جنس أو جندر بصفات معينة، وتسقطها على التحليل العلمي للأعراض المرضية، وبالتالي فهي تخلق فروقات وهمية بين الجنسين وتشخص أو تعالج حالتين مماثلتين بطريقة مختلفة لمجرد اختلاف جندر المريض، رغم غياب أي دليل علمي على هذا الاختلاف.

أما الخانة الثانية فهي، على العكس، إهمال الفروقات الجندرية العلمية في الصحة والأمراض، وبالتالي إهمال حاجات كلِّ من الجنسين.

يبذل المجتمع الطبي اليوم جهودًا ضخمة في سبيل الحد من التمييز الجندري في الصحة، وذلك من خلال فهم الفروقات الجندرية ودراستها في مختلف المجالات الطبية. كما يسعى إلى تفكيك الأسباب النفسية والسلوكية والتواصلية للانحياز الجندري،وإلى حث الوعي حول مفهوم الجندر وتأثيره عند طلاب العلوم الصحية والطبية. فلنأمل برعاية صحية تحترم الاختلاف وتؤمن العدالة للجميع.

المصادر:

PubMed

NCBI

WHO

إقرأ أيضًا: تعريف الحركة النسوية وتاريخها

تأثير جائحة كورونا على مقاومة المضادات الحيوية

تأثير جائحة كورونا على مقاومة المضادات الحيوية

في 20 نوفمبر 2020 حَذّرت منظّمة الصّحة العالمية من خطورة ارتفاع مقاومة المُضادات الحيوية، وصرّحت بأنّ خطورتها لا تقل عن خطورة جائحة الكورونا. [1]

لنتعرف على كيفية مُساهمة الجائحة في ارتفاع مقاومة المضادات الحيوية دعونا أولًا نُوضح كيفية حدوث هذه المقاومة.

ماهي المضادات الحيوية؟

المضادات الحيوية عبارة عن أدوية تُستخدم للوقاية من عدوى الالتهابات البكتيرية وعلاجها عن طريق قتل البكتيريا أو تثبيط نُموها. تُعتبر المضادات الحيوية حجر الأساس لعلاج عدة أمراض لذلك تُستَهلك بكميات كبيرة. على سبيل المثال تُصرف حوالي 150 مليون وصفة مضادات حيوية سنويًا في أمريكا. [3]

ماهي مقاومة المضادات الحيوية؟

البكتيريا كائنات حية تتطور بمرور الوقت وظيفتها الأساسية هي النمو والتكاثر والانتشار بسرعة وكفاءة. لذلك تتكيف هذه الميكروبات مع بيئتها وتتغير بطرق تضمن بقائها على قيد الحياة.

يمكن أن تُحدِث البكتيريا تغييرات جينية تُمَكّنها من مقاومة الظروف التي تتعارض مع تكاثرها ونموها، ولذلك عند تعرّضها للمضادات الحيوية بكثرة يحدث تغير في جيناتها وتُصبح مُقاوِمة للمضادات الحيوية. يُمكن للبكتيريا كذلك تمرير هذه الجينات للبكتيريا الأخرى. [2]

تُعتبر مقاومة المضادات الحيوية أحد أهم المشاكل الصحية في عصرنا الحالي. يموت حوالي 700 ألف شخص سنويًا بسببها، وقد يرتفع هذا الرقم إلى 10 ملايين بحلول عام 2050. [1]

ماهي أسباب مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية؟

كما ذكرنا سابقًا كُثرة تعرّض البكتيريا للمضادات يُمكِّنها من مقاومتها. لذلك استخدام الكثير من المضادات الحيوية دون داعٍ يُعتبر سبب رئيسي في تفاقم المشكلة. على سبيل المثال يُقدّر مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) أن حوالي 47 مليون وصفة للمضادات الحيوية تُصرف كل عام للعدوى التي لا تحتاج إلى مضادات حيوية مثل نزلات البرد والإنفلونزا في الولايات المتحدة. [2]

العلاقة بين جائحة الكورونا وزيادة مقاومة المضادات الحيوية.

على الرغم من عدم قدرة المضادات الحيوية على علاج العدوى الفيروسية إلا أنه هناك ارتفاع في استخدامها خلال الجائحة، ففي دراسة لمنظمة الصحة العالمية شملت 9 بلدان وعدة مناطق في أوروبا تُشير إلى أن 79-96٪ ممن تناولوا المضادات الحيوية خلال الجائحة لم يصابوا بفيروس كورونا ولكن اعتقدوا أنها ستحميهم من الإصابة علمًا بأن المضادات الحيوية لا تُعالج ولا تحمي من العدوى الفيروسية. تُشير الدراسة أيضًا إلى أنه 75% من المصابين بفيروس كورونا تلقّوا المضادات الحيوية في حين أن 15% من المصابين فقط كانوا في حاجة إليها.

في بداية الجائحة كانت تُوصف المضادات الحيوية للمصابين بفيروس كورونا خوفًا من الإصابة بعدوى بكتيرية بسبب انخفاض المناعة، ولكن في الوقت الحالي نتيجة ارتفاع مقاومة المضادات الحيوية اتجهت بعض الدول لتقييد استخدامها ووصفها فقط للمرضى المصابين بعدوى بكتيرية مؤكدة مختبرياً، ولكن مايزال العديد من المصابين بفيروس كورونا يتلقونها بدون الحاجة إليها. [4]

وبالتالي سوء استخدام المضادات الحيوية هو ما جعل جائحة الكورونا تُساهم في تفاقم هذه المشكلة.

كيف تُساعد في التقليل من مقاومة المضادات الحيوية خلال جائحة كورونا؟

1.لا تَستخدِم المضاد الحيوي للوقاية من فيروس كورونا.
2.إذا كُنت مريض لا تستخدم المضاد الحيوي إلا في حالة وصفه من طبيب مختص، وتجنب الضغط على طبيبك ليصف لك المضاد.
3.إذا قرر طبيبك أن المضادات الحيوية هي أفضل علاج عندما تكون مريضًا فتذكر:
• أن تأخذ المضاد تمامًا كما يخبرك طبيبك.
• لا تُشارك المضاد الحيوي الخاص بك مع الآخرين، ولا تحتفظ به لوقت آخر.
• لا تتناول المضادات الحيوية الموصوفة لشخص آخر هذا قد يؤخر علاجك، أو يجعلك أكثر مرضًا، أو يسبب لك آثارًا جانبية.
• تحدّث مع طبيبك والصيدلي إذا كانت لديك أسئلة حول المضادات الحيوية. [2]
في النهاية تذكر أنه يمكن لمقاومة المضادات الحيوية أن تُؤثّر على أي شخص في أي مرحلة من مراحل الحياة، وكذلك تُهدّد هذه المشكلة جودة الرعاية الصحية التي نعتمد عليها. إجراءات مثل استبدال المفاصل، وزرع الأعضاء، وعلاج السرطان تحتمل فيها الإصابة بعدوى بكتيرية، ولن يتمكن المرضى من تلقيها إذا لم تتوفر المضادات الحيوية الفعالة.

لذلك يجب أن نُقيّد استخدام المضادات الحيوية لننعم برعاية صحية جيدة لأطول فترة ممكنة.

مصادر:

[1] livemint

[2] CDC

[3] Webmd

[4] WHO

اقرأ أيضا: تأثير جائحة كورونا على الصحة النفسية.

Exit mobile version