كيف يمكن للموسيقى أن تؤثر علينا؟

كيف يمكن للموسيقى أن تؤثر علينا؟

كيف يمكن للموسيقى أن تؤثر علينا؟ يمكن لإيقاعاتها أن تجعل أجسادنا ترقص ونغماتها وألحانها يمكن أن تثير المشاعر. حيث أظهرت الأبحاث أن الموسيقى لها تأثير عميق على الإنسان. كما تجلب الحياة للأفكار والذكريات الانفرادية، وتساعد على الشعور بالراحة وتخفيف الشعور بالوحدة، وتعزيز السعادة الخاصة أو المشتركة، وخلق مشاعر الحزن العميق والخسارة. تنقل الموسيقى المشاعر بوضوح بطرق تتجاوز قدرة الكلمات ومعظم أشكال الفن الأخرى. يمكن أن تحمل المشاعر المتقلبة للمرفقات والنزاعات البشرية في الأغاني الشعبية والأوبرا الكبرى، وتثير مشاعر الحشود في المناسبات الاجتماعية العظيمة. هذه الحقائق تتحدى العلوم المعرفية والعصبية المعاصرة. في الواقع، هناك مجال متزايد للرعاية الصحية يعرف باسم العلاج بالموسيقى، والذي يستخدم الموسيقى للشفاء. أولئك الذين يمارسون العلاج بالموسيقى يجدون فائدة في استخدام الموسيقى لمساعدة مرضى السرطان، والأطفال المصابين باضطراب الشخصية الحدية، وغيرهم، وحتى المستشفيات بدأت في استخدام العلاج بالموسيقى للمساعدة في إدارة الألم، للمساعدة في درء الاكتئاب، وتشجيع الحركة، لتهدئة المرضى، لتخفيف التوتر العضلي، وللعديد من الفوائد الأخرى. كما إن علم النفس الموسيقي يدعو علماء الأعصاب الذين يدرسون الدماغ العاطفي إلى كشف الطبيعة العصبية للتجربة العاطفية، والبحث عن رؤى جديدة تماما عن كيفية توليد العقل للتعلم والذاكرة. إن علم الموسيقى التواصلية – الأشكال والوظائف الديناميكية للإيماءات الجسدية والصوتية – يساعدنا على الاستفسار عن الكيفية التي يمكن بها لنبضات الموسيقى المحفزة أن تروي قصصا مقنعة. هذا يقودنا أيضا إلى السؤال عن علاقة الموسيقى البشرية بتراثنا العاطفي الحيواني والحركات الغريزية الديناميكية التي تنقل المشاعر. تقربنا الأبحاث حول الأنظمة العاطفية للحيوانات من شرح الجوانب التي لا تزال غامضة للتجارب العاطفية للإنسان، وبالتالي القوة العاطفية للموسيقى. بمساعدة الأبحاث التي أجريت على الحيوانات حول هذه النظم العاطفية وكيفية تفاعلها مع قدراتنا المعرفية، قد نجد نظرة جديدة على الموسيقى التواصلية كشكل من أشكال السلوك الاجتماعي المبتكر الذي يساعد على بناء العقول الاجتماعية لأطفالنا، لتسهيل الصحة العقلية والبدنية والتعلم. أن مشاعر الحيوانات وأساسها الكيميائي العصبي وحركات الجسم وعباراته التي يعبر عنها، قد تكشف عن المصادر العميقة للشعور الموسيقي لدى البشر. إنها تساعد في شرح كيف تدعم الموسيقى حياتنا الاجتماعية، وكيف يمكن لتفضيلاتنا الموسيقية أن تحدد هويتنا في مجتمعنا. نحن نربط علم الأعصاب المقارن للعواطف بالموسيقى الإيقاعية للتواصل بين الأم والرضيع. بأخذ النظر آثار إصابات الدماغ والاضطرابات الوراثية في نمو دماغ الأطفال، نستنتج أن التقدير المعرفي المكتسب للموسيقى يعتمد على الأنظمة العاطفية تحت القشرية التي تشغل بشكل فريد نصفي الكرة المخية. نلاحظ قدرات التدريس والشفاء في الموسيقى، ونربط التواصل بين المشاعر في الموسيقى بدوافع التعلم الثقافي، وخاصة لتطور اكتساب اللغة.

المصدر:

http://American Psychological Association

كيف يؤثر تصميم الصوتيات في المدارس على العملية التعليمية؟

كيف يؤثر تصميم الصوتيات في المدارس على العملية التعليمية؟

لا توجد الكثير من الأشياء التي تثير غضبنا أكثر من التعرض لضوضاء مفرطة أو عدم القدرة على سماع ما نريد سماعه. سواء أكان هذا بسبب موقعًا للبناء قريب أو حركة المرور على الطرق السريعة أو صوت تكييف الهواء أو جارك الذي يحاول تعلم الساكسفون، فقد أظهرت الأبحاث أن الضوضاء يمكن أن تساهم في الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم والصداع والتغيرات الهرمونية واضطرابات النوم وتقليل الأداء البدني والعقلي. من ناحية أخرى، ففي البيئات المريحة صوتيًا التي نستطيع فيها الاستماع إلى ما نريد، فنحن نركز بشكل أفضل ونشعر أكثر بالراحة.

غالبًا ما ينصب الاهتمام بتصميم بيئات مريحة صوتيًا إلى تصميم دور السينما وقاعات الحفلات الموسيقية واستوديوهات التسجيل. لكن تصميم الصوتيات مهم بشكل خاص في بيئات التعلم، مثل الفصول الدراسية، لأنه يؤثر بشكل مباشر على طريقة التعليم وكفاءة التعلم. إن الإزعاج الصوتي يمكن أن يضر بعملية اكتساب المعرفة، ويقلل من الانتباه ويزيد من سوء التواصل بين الطالب والمعلم.

تشير الدراسات إلى أن الفصول الدراسية غير المريحة تسبب تقلبات في المزاج والشعور بعدم الراحة. مما يساهم في زيادة التوتر والإرهاق لدى الطلاب، بالإضافة إلى انخفاض المهارات المعرفية. حيث أن التداخل الصوتي من البيئات الخارجية في الفصل، يؤدي إلى التحدث بصوت أعلى مما يسبب الإرهاق الصوتي والسمعي للمعلمين والطلاب.

المفاهيم الأساسية للصوتيات

لفهم مشاكل الصوتيات بشكل أفضل، من المهم معرفة بعض المفاهيم الأساسية. عندما يتم اعتراض الموجات الصوتية من قبل جهاز استقبال مثل الأذن البشرية، يتم إرسالها ونقلها كمعلومات إلى الدماغ: أي أنها “تُسمع”. بينما تقاس الشدة الصوتية بالديسيبل (dB)، ويتم التعبير عن نغمة الصوت كـ “تردد” من خلال وحدة الهرتز (Hz). للأذن البشرية السليمة حساسية لنطاق واسع جدًا من الترددات، من حوالي 20 هرتز إلى 20000 هرتز. أدنى وفوق هذا النطاق هي الموجات تحت الصوتية والموجات فوق الصوتية.

العوامل المؤثرة في تصميم الصوتيات

من المفهوم أنه في المبنى، أو في حالتنا، في الفصول الدراسية على وجه التحديد، توجد أربعة أنواع من الأصوات:

1- الضوضاء الخارجية (من السيارات، الفناء، الملاعب الرياضية)
2- الضوضاء الداخلية (حديث المعلم، محادثات متوازية)
4- ضجيج الأجهزة والمعدات (من أنظمة تكييف الهواء والمراوح وأجهزة الكمبيوتر)
3- التأثيرات الصوتية الإضافية (خطوات الأقدام، القفزات)

كل هذه الضوضاء مجتمعة، تؤثر على الراحة الصوتية للشاغلين للفراغ. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، لا يمكن أن يتجاوز المستوى الآمن للضوضاء في الفصل الدراسي عن 35 ديسيبل. بعدها يبدأ ضعف القدرة على التعلم.
في فرنسا، وجدت دراسة أنه مع كل زيادة بمقدار 10 ديسيبل في ضوضاء الفصول الدراسية، انخفضت درجات الطلاب في اللغة والرياضيات بنسبة 5.5 درجة.

كما توجد بعض المعاملات الأخرى المستخدمة لوصف توزيع الصوت هي:

      • زمن الارتداد – Reverberation time: وهو الوقت المستغرق لينخفض مستوى الصوت بعد إيقاف تشغيل مصدر الصوت.
      • العزل الصوتي – Acoustic isolation: وهي الخصائص المادية لمساحات سطح الفراغ والتي تحدد انتقال الصوت.

مع وضع ذلك في الاعتبار، هناك مفهوم آخر مهم للغاية بالنسبة للفصل الدراسي وهو معامل انتقال الكلام (Speech Transmission Index)، والذي يشير إلى جودة نقل الكلام إلى المستمعين. فمثلًا إذا كان زمن الارتداد في الفصل الدراسي أكبر من 0.6 ثانية، فسيواجه الأطفال الذين يجلسون وراء الصفوف الأمامية صعوبة في التفريق بين الحروف الساكنة وبالتالي لن تكون قادرة على التعلم بشكل صحيح. كلما طال زمن الإرتداد، انخفضت القدرة على الفهم بسبب التداخل الصوتي أو كلما قلت وضوح الرسالة. وهذا يعني أن التحدث بصوت أعلى لن يحدث فرقًا كبيرًا في الوضوح، وسيجعل البيئة فقط أكثر تشويشًا مع ارتفاع الصوت.

ولكن كيف نستطيع تحسين الراحة الصوتية في الفصول الدراسية؟

من خلال أختيار المنتجات والمواد المناسبة، يمكن العثور على بدائل فعالة لتحسين الصوتيات في الفصول الدراسية. فمن أجل تقليل مدخلات الضوضاء الخارجية، يجب عزل عناصر المبنى صوتيًا، مما يعني زيادة كتلة الجدران الخارجية والبلاطات الخرسانية وشراء إطارات النوافذ والأبواب الأكثر إحكامًا وعزلًا. وتعتبر كتلة البناء تقليديًا هي أفضل مزود للعزل الصوتي. ومع ذلك، يمكن أن تضمن أنظمة البناء خفيفة الوزن الحالية، المبنية على مبادئ الكتلة الفعالة (mass-spring-mass principles) حماية فعالة للضوضاء الخارجية، رغم أنه يجب توخي الحذر بشكل خاص عند النظر في المواصفات الفنية والتفاصيل الإنشائية لتلك الأنظمة الإنشائية.

المواد الماصة للصوت، مثل الصوف الصخري في الأسقف وألواح الجدران، أو ألواح الجبس الصوتية (Acoustical Plasterboard)، ستساعد على تقليل التأثيرات الصوتية الإضافية مثل الخطوات وتأثير الضوضاء داخل المبنى، والتي ستتأثر أيضًا باختيار نوع التشطيب الأخير للجدار أو الأرضية. استخدام المواد التي تبعثر الصوت أو تمتصه على الجداران، تقضي على الأصداء الصوتية المزعجة التي قد تحدث بين الجدران. كما أن استخدام المواد المسامية على الأسطح الداخلية (خاصة الأسقف) تساعد أيضًا في تقليل الصدى الصوتي وتحسين وضوح الكلام.

لذلك، يعد تحسين الصوتيات في الفصول أمرًا بالغ الأهمية لعملية التعليم والتعلم المناسبة. ويلعب المعماري دورًا مهما في ذلك طوال المشروع في اختيار المواد المناسبة حيث يؤثر ذلك على الطلاب والمعلمين، الذين لن يحتاجوا إلى تجاوز حدود أصواتهم في الفصول.

 

المصدر: مقالة Eduardo Souza على موقع ArchDaily

ملخص رواية فهرنهايت 451 للكاتب الأمريكي راي برادبري

ملخص رواية ” فهرنهايت 451 ” للكاتب الأمريكي راي برادبري

الكاتب الأمريكي راي برادبري

نقدم لكم اليوم ملخص رواية ” فهرنهايت 451 ” للكاتب الأمريكي راي برادبري والرواية هي رواية عالمية تبدأ أحداثها وتدور حول مدينة يحكمها نظام سلطوي غريب يفرض نفسه ومبادئه على حياة سكان المدينة ويقلبها رأسًا على عقب، بداية من مفهوم رجال الإطفاء، ومرورًا بالإعلام، وحتى القراءة والتعلّم، مما يحيل حياة السكان إلى حياة يومية غريبة يتعجب القارئ حين يقرأ عنها.

 

يُحكم النظام السلطوي سيطرته عبر مراقبته للجميع، وعبر استخدام وسائل تقنية يستحيل الإفلات منها تقريبًا، فيوظف التكنولوجيا الحديثة لصالحه ولصالح سيطرته على السكان وأفكارهم وطريقة حياتهم، وحتى على اهتماماتهم اليومية. كُتبت الرواية بغرض الرد على الإرهاب الثقافي الذي مارسه السناتور الأمريكي جوزيف مكارثي على المثقفين الأمريكيين والتي عُرفت فيما بعد باسم ” المكارثية ” نسبة إليه لما تسببت فيه إدعاءاته ضد الكثير من الأفراد واتهامه لهم بالخيانة والجاسوسية لصالح الشيوعية والسوفييت.

بداية هادئة

إشعال الحرائق بدلا من إطفائها هي مهمة رجال الإطفاء في رواية فهرنهايت 451

تبدأ الرواية ببطلها “مونتاج” رجل الإطفاء في زمان غير محدد لكن يبدو أنه المستقبل. يقابل مونتاج جارته المراهقة ” كلاريس ” البريئة والحالمة والتي لا تلبث أن تقنعه بأهمية القراءة وما تصنعه فيها وفي عائلتها. ظهور شخصية كلاريس في الرواية كان ظهور محترف روائيًا، إذ كانت سببًا أساسيًا في إحداث التغيير الذي طرأ على البطل مونتاج بلطف بالغ، وتسببت في تمرده على النظام العام والذي كان يمنع القراءة. إذ استخدم النظام الحاكم أمثال مونتاج “الإطفائيين” لحرق الكتب وبيوت المثقفين تحديدًا باعتبارهم دعاة إرهاب وفرقة للمجتمع.

تنطلق التناقضات في الظهور من اللحظة الأولى عندما يفهم القارئ الدور الحقيقي لرجال إطفاء هذا الزمان. إذ أن مونتاج كرجل إطفاء لا يطفي الحرائق، بل يشعلها. كما تصبح الكتب والقراءة والمثقفين أعداء للشعب. تمر الأيام على مونتاج رتيبة مع زوجته ميلديرد المشغولة دائمًا بشاشات العرض العجيبة داخل منزلها، بل وتطالب زوجها بزيادتها كي تتابع كل شيء وتنشغل أكثر فأكثر، وفجأة تختفي كلاريس من حياة مونتاج!

أحداث عنيفة وتحولات في فهرنهايت 451

انطلقت صافرات الإنذار في محطة الإطفاء التي يعمل فيها مونتاج، فيذهب الفريق وبينهم مونتاج لإشعال النيران في البيت المذكور، وعند اقتحامهم للبيت، يجد الفريق الكثير من الكتب، فيجمعوها لإحراقها بالكامل. ينتهز مونتاج انشغال باقي أعضاء الفريق ويخبئ كتب بين ملابسه ليقرأها فيما بعد. لكن لم يمر اليوم بتلك البساطة، إذ فوجئ الفريق بمقاومة صاحبة المنزل ورغبتها في عدم الخروج من المنزل عند حرقه، بل وفضّلت أن تُحرق حية بين الكتب، وكان المشهد مؤثرًا بشدة في مونتاج!

عاد مونتاج للبيت بكتبه وصعب عليه النوم، فحاول الحديث مع زوجته ميلدريد، وروى لها ما حدث للمرأة، لكنها لم تبالي، وعندما سألها عن جارتهما كلاريس، أجابته بأنها قد صدمتها سيارة منذ اسبوع، فرحل أهلها عن المكان، مما زاد من تفكير مونتاج وصعّب عليه محاولاته للنوم. وعندما استيقظ مونتاج في الصباح، قرر ألا يذهب للعمل.

امرأة تفضل أن تحترق مع كتبها

لم تفارق صورة المرأة المحترقة مخيلة مونتاج، ودفعته للتساؤل عن ما تحمله تلك الكتب، وكيف تكون بتلك الخطورة؟ وكيف وصل بتلك المرأة إلى أن تفضّل الحرق مع كتبها على أن تعيش مثل مونتاج وزوجته؟ ما الذي جعل كلاريس بهذه السعادة والبراءة والخفة حين كان يناقشها؟ كيف يمكن أن تنتهي حياة من هي مثلها بهذا الشكل فجأة؟ كلاريس تستحق الحياة أكثر من كل من يحيطون بمونتاج! فلماذا هي؟ ولماذا كانت تقرأ بالأساس؟ هل تستحق الكتب كل هذا؟

الوجهين المتناقضين لرواية فهرنهايت :

الكابتن بيتي والبروفيسور فابر

علم كابتن بيتي قائد فريق الإطفاء بغياب مونتاج فقرر الذهاب إليه. وعند لقائهما في منزل مونتاج، بدا وكأن كابتن بيتي يشك في أن مونتاج يقرأ أو يخفي كتبًا! فأخذ الكابتن يحاضر مونتاج عن مخاطر الكتب وكيف أنها دمرت المجتمع وأثارت الفرقة والكراهية بين أفراده، وبينما يناقشه الكابتن بيتي، حاولت ميلدريد زوجة مونتاج أن تعدل من وضعية نومه، فوضعت يدها خلف مخدته لتفاجأ بالكتاب الذي يخفيه. لكنهما بقيا صامتين دون أن يبينا شيئًا للكابتن بيتي.

عند رحيل كابتن بيتي وميلدريد، أخرج مونتاج كل كتبه التي سرقها خلسة على مدار سنوات عمله كإطفائي، وبدأ في قراءتها. وبمرور الأيام، قرر مونتاج زيارة شخص خطر في ذهنه فجأة، وهو فابر، الأستاذ الجامعي المتقاعد العجوز والذي ناقشه في مرحلة ما من حياته عن الأفكار وأهميتها، فذهب على الفور إلى بيته.

طرق مونتاج باب بيت فابر، ثم انفتح الباب وولج إلى الداخل. اندهش فابر من وجود إطفائي في منزله، فالجميع يهابهم وتحديدًا أمثال فابر من المثقفين، ولكن ما لبث أن تحدث مونتاج وشرح له مشاعره والكتب التي بدأ في قراءتها وما تفعله فيه، فقرر فابر مساعدته وشرح له إمكانيات مقاومة ذلك النظام ومنحه سماعات أذن من اختراعه كي يبقى مع مونتاج طوال الوقت كبداية ويسمع ما يسمعه، وبالفعل، قرر مونتاج لبسها على الفور، ورحل من منزل فابر.

تمرد مونتاج

عاد مونتاج لمنزله، فقابل ميلدريد وأصدقائها وحاول أن يتبادل أطراف الحديث معهن، ولكنه صُدم من طريقتهن ومن ضحالة فهمهن للأحداث من حولهن، وبالرغم من تحذيرات فابر في سماعة الأذن، إلا أنه تجاهلها وأخذ يتحدث معهن إلى أن بكت إحداهن وخرجت من المنزل متهمةً مونتاج بالقسوة لقراءته بعض المقاطع الشعرية لهن.

وفور دخوله لمقر العمل، إنطلق الفريق لحرق إحدى البيوت، وإنطلق معهم، ليكتشف فجأة أنهم يتجهون إلى بيته هو، فيفهم أن ميلدريد زوجته قد أبلغت عنه. دخل مونتاج بصحبة الإطفائيين ليحرق منزله غرفة تلو الأخرى. بدأ بيتي يسخر من مونتاج واشتد الحديث بينهما ليوجه مونتاج سلاحه تجاه الكابتن بيتي ويطلق النيران ويقتله على الفور.

هجم الكلب الإلكتروني على مونتاج فجرح قدمه، ولكن نجح مونتاج في القضاء عليه بسلاحه، وهرب.

رحلة الهروب

انطلق مونتاج بين شوارع المدينة إلى منزل البروفيسور فابر، شاعرًا بأن المدينة كلها تراقبه وتنطلق خلفه. وفور وصوله إلى فابر، غيّر ملابسه كي لا تتمكن الكلاب الإلكترونية من تعقبه، ونصحه فابر بعبور النهر والسير بجواره من الجهة الأخرى ليصل إلى جماعة من المثقفين الخارجين على القانون، لربما أنقذوه.

وبالفعل انطلق مونتاج بعيدًا، وسار بقدمه المجروحة قدر استطاعته عابرًا شوارع المدينة المراقبة بكثافة ليختبئ في الظلام ويغوص في مياه النهر مبتعدًا عن الكلاب الإلكترونية والكاميرات المراقبة والناس في الشوارع. وبصعوبة وصل إلى البر الآخر من النهر.

ظلام وأمل يرسمهم راي برادبري

دوى انفجار قنبلة نووية على المدينة

طالت رحلة مونتاج حتى كاد يفقد الأمل، فالظلام دامس ولا يعرف أين يسير، هو فقط يتبع الاتجاه الذي نصحه به البروفيسور فابر لا أكثر، إلى أن رأى الضوء. مجموعة من الأشخاص يجتمعون حول النيران، لاحظوا وجود مونتاج خلفهم بسهولة، فنادوه بينهم وبدأوا في التعارف، ليكتشف مونتاج أنهم جميعًا مثقفون وأساتذة في كبرى الجامعات، وتعجب من مشاهدتهم للتلفاز، ولكن سرعان ما تبددت دهشته واستبدلها بدهشة أكبر، إذ كانوا يشاهدون لحظات القبض عليه وقتله والتي كانت تذيعها السلطات على مسامع سكان المدينة كانتصار يومي عادي في وجه كل الخارجين على القانون وعلى قواعد المجتمع.

استنتج مونتاج أن شرطة المدينة قد قبضت على شخص بريء وقتلته بدلًا منه، وأذاعت الخبر كي لا تخسر ثقة سكان المدينة وكي تشعرهم بالاستقرار، فما فعله مونتاج في فريق الإطفاء لربما كان صدمة يصعب على سكان المدينة تحملها.

غرابة المقاومة ونهاية غير متوقعة

عاد مونتاج بانتباهه للمثقفين المجتمعين، فأخبره قائدهم أن كل منهم قد حفظ كتابًا، وينتظر لحظة الأمان كي يكتبه مجددًا من ذاكرته ليبقى للبشرية من بعده. وفجأة سمعت المجموعة صوت عال لمرور الطائرات من فوقهم يتبعه انفجار هائل تجاه المدينة. فإذا بها قنبلة ذرية تُلقى على المدينة وتنسفها بالكامل، بكل ما فيها من سكان وذكريات ونظام وبيوت وكلاب ورجال إطفاء. مات الجميع. وحينها فقط، أدرك مونتاج أنه هو وجماعة المثقفين الوحيدين الناجين من ذلك الإنفجار، وأنهم سكان المدينة الجدد فوق الأنقاض.

يمكنك قراءة المزيد من ملخصات الكتب من هنا

كيف ستطور تكنولوجيا نمذجة معلومات البناء (BIM) من تصميم وإنشاء المباني؟

كيف ستطور تكنولوجيا نمذجة معلومات البناء (BIM) من تصميم وإنشاء المباني؟

نمذجة معلومات البناء أو (BIM) هي اختصار شائع بين المعماريين والمهندسين اليوم. حيث بدأت معظم المكاتب بالتحويل الى ذلك النظام بالفعل أو تخطط للتحويل إليه، والذي يمثل محاكاة رقمية للخصائص المادية والوظيفية للمبنى، ودمج المعلومات المختلفة حول جميع المكونات والعناصر الموجودة في المشروع. وذلك من خلال برنامج يعمل بنظام (BIM) كبرنامج (Autodesk Revit)، حيث يمكن إنشاء نموذج أو أكثر من النماذج الافتراضية للمبنى، مما يوفر تحكمًا أكبر في التكلفة والكفاءة في الإنشاء. كما يمكن أيضًا محاكاة المبنى وفهم سلوكه قبل بدء البناء ودعم المشروع خلال مراحله، بما في ذلك صيانة ما بعد البناء أو التفكيك والهدم.

الفرق بين نظام (CAD) ونظام (BIM)

بينما كانت تقوم برامج التصميم بالكمبيوتر (CAD) سابقًا بإنشاء رسومات ثنائية (2-D) أو ثلاثية الأبعاد (3-D) مجردة لا تميز بين عناصرها، فإن في تقنية (BIM) لكل عنصر خصائصه الخاصة، فمثلا الباب له عرض وارتفاع ومادة مصنوع منها كل قطعة وخصائص أخري، كما تتضمن البعد الرابع (4-D) وهو الوقت حيث يمكنك عمل جدول زمني للمشروع والبعد الخامس (5-D) وهي التكلفة حيث يمكن عمل حصر ووضع تكلفة كل عنصر في المشروع، والبعد السادس (6-D) وهو الإستدامة والبعد السابع (7-D) وهو إدارة ما بعد الإشغال والصيانة. يتيح ذلك للمكاتب إدارة المعلومات بذكاء طوال دورة حياة المشروع، وأتمتة العمليات مثل البرمجة والتصميم الإبتدائي والتصميم التفصيلي والتحليل والمحاكاة والتوثيق في اللوحات والتصنيع والخدمات اللوجستية للبناء والتشغيل والصيانة والتجديد أو الهدم.
“في أي مشروع تصميم وبناء هناك عدد غير محدود من المشاركين، بالإضافة إلى تفاعلات غير محدودة بين الأطراف. المشاريع الإنشائية هي مشاريع متعددة التخصصات وتشمل معلومات ليست ضرورية لجميع المعنيين. فمن المسؤول عن ماذا في كل مشروع؟ إلى أي مدى تذهب مسؤوليتي وأين تبدأ مسؤوليتك؟ تساعد تقنية (BIM) على ترتيب هذه العملية المعقدة.”
من المهم توضيح الفرق بين نظام (BIM) والبرامج التى تسمح بتطبيق ذلك النظام مثل: Revit – ArchiCAD – AllPlan وغيرها، يعتبر (BIM) هو نظام في العمل يسمح بالأطراف المختلفة المشتركة في المشروع بالتكامل في تصميم مشروع بكامل معلوماته، في حين أن تلك البرامج هي برامج تتوافق معها نظام (BIM). حيث يُكمل الاثنان بعضهما البعض ويسمحان بتنفيذ أعمال المهندسين بكفاءة.

دور موردين المواد في تقنية (BIM)

“يلعب الموردون دورًا أساسيًا في المشروع نظرًا لأنهم هم المفتاح للمواد المتوفرة للمشروع. لذلك يمكن فهم (BIM)،كنوع من كتالوج المواد المُصممة، مما يحسن الطريقة التي يتم بها نقل المواصفات الفنية للمشروع إلى المسؤولين عن بنائه في الواقع.”

هناك مواقع كثيرة تحتوي على مكتبات ضخمة من المنتجات مثل (BimObject)، مما يسمح لك بتنزيل نماذج محددة لإدراجها على الفور في مشروعك المعماري، وبالتالي توفير الوقت الذي تستغرقه كتابة المواصفات. ومع تحميل كل هذه المعلومات للنماذج، فإن النظام لا يحسن من جودة العمل فحسب، بل يقلل أيضًا من مشاكل عملية صناعة القرار والتغييرات في اللحظة الأخيرة أثناء عملية البناء، ويعالج المشاكل المفاجئة بشكل عملي ويخفض التكاليف الإجمالية للمشروع.
بالإضافة إلى ذلك، لكل عنصر سماته الخاصة، ويرتبط بشكل معين مع العناصر الأخرى المرتبطة به في المشروع. حيث إذا تم تعديل أحد هذه العناصر فإن العناصر التي تعتمد عليه ستتغير أيضًا تلقائيًا. فمثلا يرتبط عنصر الشباك مع عنصر الحائط، فإذا تم تعديل سمك الحائط يتم تعديل سمك الشباك ليتماشى معه. وبهذه الطريقة، تسمح (BIM) بالعمل المشترك للمهندسين المعماريين والعملاء والمقاولين والمهندسين وغيرهم من الجهات ذات الصلة بالمشروع الإنشائي بالإشتراك في عملية واحدة ذكية ومتكاملة.

 

المصدر: مقالة José Tomás Franco على موقع ArchDaily

أقرأ أيضًا كيف نعيد صلة الإنسان بالطبيعة؟

لماذا يعد هرم خوفو معجزة المصريين القدماء؟

لماذا يعد هرم خوفو معجزة المصريين القدماء؟

هرم خوفو أقدم نصب تذكاري في قائمة عجائب الدنيا السبع في العالم القديم.
إنه أعجوبة الهندسة البشرية والبناء، وحجمه ومقاسه ينافسان أي هيكل تم بناؤه خلال مئات السنين الماضية.
كان البناء رغم ذلك دائمًا موضع الكثير من النقاش بين العلماء، نظرًا لحجمه الهائل ونسبه المثالية.
تم بناء هرم الجيزة الأكبر للسلالة الرابعة الفرعون خوفو، وتم الانتهاء منه حوالي 2560 قبل الميلاد. إنه جزء من مجمع من 3 أهرامات كبيرة في جبانة الجيزة الواقعة في القاهرة الحديثة. هرم خوفو هو أكبر الأهرامات الثلاثة، وهو جزء من مجمعه الأصغر الذي يحتوي أيضًا على 3 أهرامات صغيرة تم بناؤها لزوجات خوفو.
استغرق الأمر حوالي 20 عامًا لإكماله، وناقش العلماء العديد من النظريات حول كيفية بنائه ومن قام به. تشير بعض النظريات إلى العمل العبودي، لكن يبدو من المعقول أن يكون المصريون أنفسهم قد بذلوا جهودهم، حيث كانوا يعملون خلال أوقات السنة التي غمر فيها نهر النيل ولم تكن أعمالهم الزراعية ممكنة. كان يمكن أن يكون نوعا من الخدمة المدنية.
كيفية بناء الهرم كانت دائما موضوع نقاش عاطفي للغاية من قبل العلماء. تشير بعض الأدلة والنظريات إلى أن 20 ألف عامل على مدار 20 عامًا قاموا ببنائه، وقد دفعوا مقابل ذلك. وهذا يتطلب قدرا كبيرا من التنظيم والقوى العاملة في طريق المحاسبة وحفظ السجلات حيث عرف المصريون بتوثيقهم الممتاز.
بني الهرم من كتل حجرية، تزن كل منها 2 طن على الأقل.
هناك نظريات تشير إلى أن العديد من الرجال قاموا معاً بمناورة كل كتلة فوق منحدر أحاط بالهيكل أثناء صعوده، أو أنهم نقلوا كل حجر إلى أعلى منحدرات طويلة ارتفعت مع ارتفاع الهرم، او استخدموا السقالات.
يتجنب الكثير من هذه النظريات لأسباب مختلفة، بما في ذلك فكرة أن الخشب الذي كان يمكن استخدامه للسقالات كان من شأنه أن يكون أعلى من ذلك، وإن الطوب المستخدم لهذه الأغراض لن يصمد تحت الثقل الهائل لكل كتلة ضخمة.
وتشير التقديرات إلى أنه استخدم 2.3 مليون قطعة حجرية، يتراوح وزنها بين 2 و15 طن لكل منها. يمتلئ الهرم نفسه بالممرات الداخلية والغرف التي كانت ستضم تابوت الجرانيت للفرعون وجميع السلع اللازمة لرحلة مثمرة إلى الحياة الآخرة. وقد تضمن ذلك قدرا كبيرا من المعادن الثمينة والأحجار والمنتجات الغذائية والمفروشات المنحوتة باليد.
كان ارتفاعه 481 قدما فقد منذ ذلك الحين قمته حيث أصبح طوله 455 قدما، ويغطي 13.1 فدان.لا عجب أن يكون هرم الجيزة الأكبر مدرجًا في قائمة عجائب الدنيا السبع القديمة. إنه شهادة على البراعة والقوة البشرية، وحجمه ونسبه شبه المثالية المدهشة تدل على أنه عمل رائع، ويجب أن يشعر بالرهبة والاحترام، خاصة لأنه يقف اليوم بأضرار طفيفة نسبيًا.

المصادر :https://www.ancient.eu/article/124/the-great-pyramid-of-giza-last-remaining-wonder-of?fbclid=IwAR0DCFRWcfmEAGljkXY4NYF_OFStzck2izf-0bcksJB5ZnzTvH-WygTxnKE

البيوفيليا: كيف نعيد صلة الإنسان بالطبيعية؟

البيوفيليا: كيف نعيد صلة الإنسان بالطبيعية؟

إذا طلب منك أن تتخيل بيئة للاسترخاء التام، فالاحتمالات هي أن أول صورة تتبادر إلى الذهن هي مكان محاط بالطبيعة، سواء كانت غابة، أو جبال، أو بحر. نادراً ما يتخيل المرء مكتبًا أو مركزًا تجاريًا كمصدر للراحة والاسترخاء. ومع ذلك، فإن غالبية الناس يقضون ما يقرب من 80-90 ٪ من وقتهم في داخل المباني، ذهابًا وإيابًا من منازلهم إلى أماكن عملهم. يبحث المعماريون والمصممون الآن عن حلول تصميمية من شأنها أن يتردد صداها جيدًا في المستقبل، لذلك اتجهوا إلى “البيوفيليا” كمصدر مهم للإلهام الذي يعزز الرفاهية والصحة والراحة النفسية.

ما هي البيوفيليا؟

منذ أقدم الحضارات، كانت الطبيعة بمثابة الموئل الطبيعي للبشر، حيث توفر المأوى والغذاء. ولكن في العصر الحديث، أدت الثورات الصناعية والتكنولوجية إلى إعادة تشكيل الطريقة التي يتفاعل بها البشر مع الطبيعة. يُترجم مصطلح “البيوفيليا – Biophilia” إلى “حب الكائنات الحية” حيث في اليونانية القديمة تعني “فيليا”: الحب أو الميل نحو. وبالرغم أن المصطلح يبدو جديدًا نسبيًا وبدأ يزداد استخدامه تدريجيًا في مجالات العمارة والتصميم الداخلي، إلا أن عالم النفس (Erich Fromm) استخدمه لأول مرة في عام 1964، ثم قام عالم الأحياء (Edward O.Wilson) بنشره في الثمانينيات عندما اظهر كيف يؤدي التمدن إلى انقطاع الصلة مع الطبيعة.

لماذا نحتاج البيوفيليا في تصميم أماكن عملنا؟

أجريت الكثير من الدراسات حول فوائد دمج الطبيعة في أماكن العمل. حيث يقضي الموظف متوسط 8-9 ساعات يوميًا في الجلوس داخل المكتب، وهذه العادة تؤثر في النهاية على جسم الإنسان. وتشمل الآثار السلبية: انخفاض معدلات الأيض، وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب، وزيادة خطر الاكتئاب، وآلام أسفل الظهر والرقبة. في الآونة الأخيرة، قام المعماريون بدمج البيوفيليا في أماكن العمل الحديثة، مما أدى إلى زيادة الإنتاجية والإبداع والانخفاض في غياب الموظفين. بمعنى آخر، كلما كان المكتب يبدو وكأنه ليس مكتب، كانت النتائج أفضل.

ما هو (التصميم البيوفيلي – Biophilic Design)؟

المبدأ الرئيسي وراء البيوفيليا بسيط إلى حد ما: ربط البشر بالطبيعة لتحسين الرفاهية. ولكن كيف يمكن للمهندسين المعماريين تحقيق هذا الصدد؟ ببساطة من خلال دمج الطبيعة في تصاميمهم. تتمثل الإستراتيجية الرئيسية في جلب خصائص الطبيعة إلى الفراغات الداخلية، مثل الماء والمساحات الخضراء والضوء الطبيعي وعناصر مثل الخشب ذو المظهر الطبيعي والحجر. ويعد استخدام الكتل والأشكال النباتية بدلاً من الخطوط المستقيمة سمة من سمات التصميمات البيوفيلية، بالإضافة إلى إقامة علاقات بصرية طبيعية، على سبيل المثال التباين بين الضوء الطبيعي والظلال.

في حين أن هناك العديد من الطرق لدمج البيوفيليا في التصميم، فإن أحد الحلول الشائعة هو استخدام الخشب. فالخشب مادة طبيعية متعددة الاستخدامات، ويخلق اتصالًا رائعًا بالخارج. وأظهرت الدراسات أن الخشب الذي تظهر فيه انسجته يريح الجهاز العصبي اللاإرادي، مما يؤدي إلى انخفاض الاستجابة للإجهادات.
عندما يتعلق الأمر بالمظهر، فالخشب يوفر اتصال بصري فريد مع الطبيعة، بسبب وفرة الأنواع والقوام والألوان. سواء أكان يستخدم كأرضيات أو ألواح أو أثاث، فإن جاذبية تلك المادة عالمية. بينما يختار بعض المعماريين تلميع الخشب لإضافة مظهر أكثر جمالًا، يستخدم آخرون المادة كما هي وتسليط الضوء على تعقيد التصميم الذي توفره أنسجة الخشب.

وعندما يتعلق الأمر بالوظيفة، يمكن استخدام الأخشاب في جميع أنواع الفراغات الداخلية (المكاتب والفنادق والمطاعم والمنازل) لتوفر نفس الصلة البصرية والعاطفية مع الطبيعة. وفي كثير من الأحيان، يجمع المعماريين بين الخشب والمساحات الخضراء مع وفرة من ضوء النهار الطبيعي لإنشاء لوحة غنية بالبيوفيليا التي تعزز الرفاهية.

المصدر: مقالة Dima Stouhi على موقع ArchDaily

طريقة جديدة للتخلص من الذكريات المخيفة

طريقة جديدة للتخلص من الذكريات المخيفة

في دراسة جديدة، وجد الباحثون طريقة جديدة للتخلص من الذكريات المخيفة عن طريق التدريب عن التأمل الذهني الذي يمكن أن يغيِّر طريقة معالجتنا للذكريات المخيفة.

ويبدو أن المشاركة في برنامج التأمل الذهني الذي دام ثمانية أسابيع قد غير الكيفية التي يتعامل بها الدماغ مع الذكريات المخيفة ويتخلص في النهاية من تلك الارتباطات المخيفة.

وتولى قيادة البحث فريق من مستشفى Massachusetts العام.

إن إحدى الطرق الشائعة لمعالجة إضطرابات القلق هي تعريض المرضى مرة أخرى إلى سبب قلقهم في بيئة آمنة إلى حين تخلصهم من ذلك الخوف، وهي عملية تُعرف باسم العلاج بالتعرض.

ويتيح هذا العلاج بالتعرض فرصة لمعرفة أن هذه الأسباب لا تشكل تهديداً وبالتالي تساعد الأفراد على تنظيم استجاباتهم العاطفية.

وللنجاح في ذلك، يجب أولا إنشاء ذاكرة جديدة بين أصل القلق والشعور بالأمان، ثم يجب استذكار ذاكرة “الأمان” عندما تقدم القضية مرة أخرى في بيئة جديدة بدلا من الذاكرة الأصلية المخيفة.

وقد اقتُرح التأمل على نحو ينم عن الذهنية لتوفير أفضل الظروف للعلاج بالتعرض لأنه ينطوي على أن نعيش اللحظة الراهنة بعقلية منفتحة وفضولية وغير قائمة على رد الفعل.

وقد وثقت دراسات عديدة أن برامج التأمل الذهني مفيدة في تخفيف القلق، غير أن الأسباب الدقيقة لم تكن معروفة.

وقد ركزت الدراسة الحالية على تحسين تعلم إشارات “الأمان” باعتبارها إحدى الطرق التي تمكن العقل من التفكير ومساعدة الأفراد على التكيف بشكل أكثر إيجابي مع أسباب قلقهم.

واستخدم الباحثون التصوير بالرنين المغناطيسي للمسح الدماغي وعملية التكييف مع الخوف لفحص التغيرات في الدماغ المرتبطة بالاهتمام والذاكرة بعد التدريب على التأمل الذهني.

وقد أكمل 42 مشاركاً في الدراسة برنامجاً مدته ثمانية أسابيع، قائماً على التأمل الذهني للحد من الإجهاد حيث تعلموا فيه تقنيات التأمل واليوغا.

وتم إختيار 25 مشاركا آخرين بشكل عشوائي للإنضمام إلى مجموعة حيث درسوا تأثير الإجهاد وقاموا بتمارين رياضية خفيفة.

وقد وجد الباحثون أن التغيرات في الدماغ بعد التدريب على التفكير الذهني ترتبط بالقدرة المعززة على تذكر ذاكرة السلامة، وبالتالي الإستجابة بطريقة أكثر تكيفا.

وتُظهر النتائج أن التركيز الذهني يمكن أن يساعد الناس على إدراك أن بعض ردود فعل الخوف لا تتناسب مع التهديد، وبالتالي تقلل من استجابة الخوف لتلك المحفزات. ويمكن للعقل أيضا أن يعزز القدرة على تذكر رد الفعل الجديد الأقل خوفا ويكسر عادة القلق.

تم تأليف الدراسة من طرف غونس سيفينك Gunes Sevinc، محقق في قسم الطب النفسي في مستشفى Massachusetts العام.

ونشرت الدراسة في مجلة طب النفس البيولوجي Biological Psychiatry.

 

المصدر: Knowridge.com

إعلان الفائزات بجائزة (التميز) في العمارة والبناء

إعلان الفائزات بجائزة (التميُّز) في العمارة والبناء

أعلنت جائزة التميز عن الفائزات بجائزة المرأة في العمارة والبناء لعام 2019، وهي جائزة تُكرّم المعماريات في الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، تحت فئتين: (النجمة الصاعدة – Rising Star) و (المرأة ذات الانجازات المتميزة – Woman of Outstanding Achievement). وسيتم تكريم الفائزين والمرشحين النهائيين للجائزة خلال حفل التميز السنوي الذي سيقام في الأردن في ديسمبر القادم.

الفائزة بجائزة التميز في فئة النجمة الصاعدة: دانة العمري من السعودية

دانة العمري مهندسة معمارية ومؤسس شريك في (ستوديو وَتَد) في جدة، والذي يبحث في التصميمات المناسبة للسياق والحلول المعمارية التي تلبي الاحتياجات المحلية. وتمثل العمري جيلًا ناشئًا من المعماريات من المملكة العربية السعودية الطامحات في دعم احتياجات المجتمعات المحلية والنسيج الحضري المتطور لمدينتهم وبلدهم. وقد صممت دانة عددًا من المشاريع التي تغطي القطاعات السكنية والتجارية وأماكن الضيافة.

عملت العمري أيضًا في مشاريع ذات مسئولية مجتمعية، مثل مشروع أفران الطاقة الشمسية الذي يهدف إلى تثقيف أولئك الذين دمرتهم فيضانات جدة حول استخدام الطاقة الشمسية. بالإضافة الى عمل بحث حول تجديد أحياء جدة الفقيرة والأحياء التاريخية المهملة؛ و(اعادة تطوير طريق مالك – Malik Road Redevelopment) الذي يسعى إلى حلول بديلة لتخطيط شوارع المنطقة، على أمل الحد من حوادث المرور والسيارات. شاركت العمري أيضًا في مؤتمرات ومعارض، مثل قمرة، ناقشت خلالها أهمية الهندسة المعمارية وطرق البناء المستدامة.

الفائزة بجائزة التميز في فئة المرأة ذات الانجازات المتميزة: زينب جيليك من تركيا

الدكتورة زينب جيليك أستاذ في العمارة والتاريخ بمعهد نيوجيرزي للتكنولوجيا بجامعة روتجرز وأستاذ في التاريخ بجامعة كولومبيا. قامت أيضًا بكتابة وتحرير وإنتاج العديد من المنشورات التي تستكشف الهندسة المعمارية ومدن الإمبراطورية العثمانية المتأخرة والاستعمار الفرنسي. في الماضي، درَّسَت في جامعات مختلفة بما في ذلك جامعة كاليفورنيا، بيركلي، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، هارفارد، مدرسة الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية في باريس، والمدرسة الوطنية للعمارة والهندسة في تونس، وكلية بارنارد وجامعة البوسفور في اسطنبول.

تشمل بعض كتب الدكتور جيليك: “The Remaking of Istanbul – إعادة صناعة اسطنبول” (1986)، “Displaying the Orient: Architecture of Islam at Nineteenth-Century World’s Fairs – عرض الشرق: هندسة الإسلام في معارض القرن التاسع عشر العالمية” (1997)؛ و”About Antiquities: Politics of Archaeology in the Ottoman Empire – حول الآثار: سياسة الآثار في الإمبراطورية العثمانية” (2016). كما تستكمل حاليًا كتابًا جديدًا بعنوان “مدن الشرق الأوسط” بين الإمبراطورية العثمانية المتأخرة وبين الانتداب البريطاني والفرنسي.

بالإضافة إلى منشوراتها، قامت بتصميم وتنسيق العديد من المعارض في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك “جدران الجزائر” في معهد (جيتي – Getty) للأبحاث في لوس أنجلوس و “التدافع من أجل الماضي: قصة في علم الآثار في الإمبراطورية العثمانية” في سالت، إسطنبول. كما تتعاون حاليًا مع فريق دولي في معرض ومؤتمر بعنوان “فلسطين من السماء”، سيفتتح في رام الله عام 2020.

وأخيرًا الفائزة بجائزة التميز كمعمارية جديرة بالإشادة في فئة المرأة ذات الانجازات المتميزة: شهيرة فهمي من مصر

شهيرة فهمي هي مهندسة معمارية وباحثة. ومؤسس ومدير مكتب (شهيرة فهمي للعمارة) الذي تم تأسيسه في القاهرة عام 2005. قامت شهيرة فهمي بتصميم وبناء مشاريع في الشرق الأوسط وأوروبا، وقد أشادت بها دار (فايدون – Phaidon) للنشر باعتبارها “أحد المعماريين الذين يبنون المستقبل العربي”. تشمل مشاريعها المخطط الرئيسي لمنتجع (Andermatt Swiss Alps’ Ski Resort)، المرحلة الثانية والثالثة. والتصميم المعماري لمنتجع أليجريا (Allegria Resort) وهو مشروع سكني في القاهرة؛ وترميم قاعة الفنون التجريبية في نيويورك.

إلى جانب أعمالها المعمارية، فقد أجرت بحوث في ظاهرة التمدن السريع، وهي حاصلة لمرتين على برنامج الزمالة لمرحلة ما بعد الدكتوراه في جامعة هارفارد، من خلال عملها الرائد في دراسة العلاقة ما بين مفهوم التحضر والإدارة والفضاء الإلكتروني. كما دَرَّسَت في جامعة كولومبيا: كلية العمارة والتخطيط والحفاظ، والجامعة الأمريكية في القاهرة، وجامعة القاهرة. وتعمل حاليًا في مشروع الإسكان الميسور التكلفة في المملكة المتحدة.

المصدر: Tamayouz Excellence Award

إختيار هلا وردة لتصميم الجناح اللبناني في بينالي فينيسيا 2020

إختيار هلا وردة لتصميم الجناح اللبناني في بينالي فينيسيا 2020

أعلن وزير الثقافة اللبناني الدكتور محمد داود ورئيس اتحاد المهندسين اللبنانيين النقيب المعمار جاد تابت نتائج مسابقة تصميم الجناح اللبناني في بينالي فينيسيا 2020. ففازت في الجائزة الأولى: هلا وردة عن مشروع A Roof for Silence وفي الجائزة الثانية: مكتب Collective for Architecture عن مشروع 100Years Online وفي الجائزة الثالثة: ساندرا افرام وبولس دويهي عن مشروع Life at The Ground Floor.

تم اختيار هلا وردة، مؤسس مكتب HW architecture، لتصميم الجناح اللبناني في بينالي فينيسيا للعمارة 2020. ويهدف المشروع الذي يحمل عنوان “سقف للصمت – A Roof for Silence” إلى دراسة الإشكاليات التي تطرح نفسها بإلحاح في عالمنا اليوم تحت شعار: “كيف سنعيش سوياً؟ – ?How will we live together”.

بينالي فينيسيا للعمارة – La Biennale di Venezia

يعتبر معرض بينالي فينيسيا للعمارة (La Biennale di Venezia) هو المعرض الأشهر على المستوى الدولي، وهو واحد من أهم المعارض التي تستعرض الاتجاهات المعمارية المعاصرة.حيث تتنافس الدول المشاركة في إظهار أفضل ما لديها من أعمال وأفكار معمارية، ويخصص لكل دولة جناح تعرض فيه أعمال فنانيها المشاركين.

يهدف التصميم اللبناني الى خلق مساحة للتبادل والحوار، بين المعمارية هلا وردة والشاعر والفنان اللبناني المعاصر إيتل عدنان. حيث سيجمع الجناح بين الماضي والحاضر، العصور القديمة والحديثة، من أجل ربط هذه العصور وكشف الإجابات العميقة للتحدي المطروح.

في الواقع، توضح المعمارية هلا وردة أن “المشروع سوف يبحث إمكانية كيف سنعيش معًا من خلال الكشف عن كيفية عيشنا معًا بالماضي”. ومن خلال هذا التبادل الذي يستخلص انعكاسات من 16 لوحة فنية من إيتل عدنان، وأشجار الزيتون العتيقة ذات الآلاف عام في جبال لبنان، تقوم فكرة الجناح على الحاجة الماسة إلى مساحة فارغة، وأن الحياة التي قد تسكن هذا الفراغ يمكن أن تكون شكل من أشكال الصمت.

“لماذا لا نفكر في الأماكن بإمكانياتها بأن تكون متعلقة أكثر بالفراغ وليس الكتل؟ كيف يمكننا أن نواجه الخوف من الفراغ في العمارة؟ كيف نستطيع أن نتصور أشكالًا تخلق أماكن للصمت والتأمل؟ كيف نخلق أماكن شاعرية حيث يمكن للناس التقابل والتحاور؟ كيف نصمم أماكن تخلق العاطفة والرغبة في البقاء بها؟… سنبني فكرة الجناح على الحاجة إلى مساحة فارغة، وأن الحياة التي قد تعيش في هذا الفراغ بمكن أن تكون شكل من أشكال الصمت.” – هلا وردة

كانت المعمارية هلا وردة مسئولة عن متحف أبو ظبي منذ التصورات المبدئية في 2006 حتى التسليم النهائي للمشروع في 2017. وأسست مكتبها الخاص عام 2008، ولكنها ظلت تتعاون مع مكتب المعماري الرائد جون نوفيل “Jean Nouvel Atelier”، والذي عملت معه لأكثر من 20 عامًا.

فكرة المعرض

في المناطق النائية بلبنان، توجد ستة عشر شجرة قديمة لها جذوع ملتوية عملاقة تبدأ بالانقسام والصغر كلما صعدت لأعلى. يعتقد أن تلك الشجرات الرائعة والتي تسمي الأخوات الستة عشر، عمرها حوالى 6000 عام. هذه الأشجار هي نحن، انها الشعب بدون الزحام، انها الدولة بدون التعصب، فهي تمثل تشبيهًا للغموض الذي يصاحب الحياة. بعض الأشجار ميت والبعض الآخر مازال حي. المنطقة التي تنتمي لها تلك الأشجار السحرية تم إزالتها في الحاضر، بفعل العوامل المضادة من نسيان للآخر، الكراهية، الانسحاب، الانقسام، الخوف، وعدم القدرة على العيش سويًا، رد الفعل على الإقصاءات الموجودة.

قام الفنان القائم في باريس، إيتل عدنان، بعمل فني يسمى “تكريمًا للإلهة أوليفيا – Tribute to the goddess Olivéa” بدون سابق معرفة بوجود الأسلاف الستة عشر. حيث رسم الفنان ستة عشر شجرة زيتون بشكل دائري جنبًا الى جنب، تخلق نفس الهدوء، نفس الإتساع، نفس غياب الصراعات.

زيارة المعرض

زيارة المعرض سوف تنقسم الى خطوتين تتضمن فراغين معاصريين: الفارغ والممتليء. بالدخول الى الفراغ الأول المستطيل، يجد الزائر نفسه في فراغ من الاسقاطات الضوئية لأفلام وصور. وبعدها بالدخول الى الفرغ الدائري والذي سيعرض فيه لوحات إيتل عدنان الستة عشر والتي تكون عمله “تكريم الإلهة أوليفيا”.

الجناح هو تمهيد لمساحة ستعاد بعد فترة البينالي إلى بيروت. مساحة صمت يُقترح إنشاؤها على موقع خط ترسيم الحرب الأهلية اللبنانية. شعار معماري وثقافي جديد لمدينة بيروت. مساحة للجوء والتأمل؛ في أمس الحاجة إليها المدينة التي أفسدتها العشوائية.

 

المصدر: مقالة Christele Harrouk في موقع ArchDaily

كيف تؤثر الإضاءة على مزاجك؟

كيف تؤثر الإضاءة على مزاجك؟

من المحتمل جدًا أنك تقرأ هذا المقال في غرفتك مع وجود الإضاءة بجانبك. بالنسبة لمعظم الناس، تستلزم الحياة العصرية قضاء معظم اليوم في غرف مغلقة، جالسين مستغرقين في مجموعة من الإضاءات الاصطناعية والطبيعية. رغم أن الضوء الاصطناعي قد أتاح للبشرية إمكانيات لا تُحصى، فقد تسبب أيضًا في حدوث بعض الارتباكات في أجسامنا التي تطورت منذ آلاف السنين للاستجابة لمنبهات ضوء الشمس في النهار والظلام في الليل. تدعى هذه الاستجابة للضوء الطبيعي بدورة الساعة البيولوجية، تتأثر الساعة البيولوجية بشكل أساسي باستقبال الضوء، بالإضافة لدرجة الحرارة وغيرها من المحفزات التي تلعب أيضًا دورًا في هذه العملية.

توجد لدينا جميعًا ساعة طبيعية داخلية وهي جزء من الدماغ يسمى (ما تحت المهاد – hypothalamus) ومرتبطة بمستقبلات الضوء الموجودة في جميع أنحاء الجسم (مثل شبكية العين). هذه المستقبلات مسؤولة عن مزامنة الساعة الداخلية لدينا مع الضوء الذي نمتصه خلال اليوم. يعد فهم الدورة اليومية أمر ضروري، لأنه يؤثر على الجسم البشري ويؤثر على النوم والمزاج واليقظة والهضم والتحكم في درجة الحرارة وحتى عمليات تجديد الخلايا. تظهر الأبحاث أن وجود كمية كافية من الضوء يحسن مستويات الحالة المزاجية والطاقة، في حين أن الإضاءة السيئة تساهم في الاكتئاب وأوجه القصور الأخرى في الجسم. كما تؤثر كمية ونوع الإضاءة بشكل مباشر على التركيز والشهية والمزاج والعديد من جوانب الحياة اليومية.

ولكن كيف يمكن أن يكون لدينا دورة يومية صحية إذا قضينا معظم وقتنا في بيئات مغمورة بالضوء الصناعي؟ أو إذا كان آخر شيء نقوم به قبل النوم وأول شيء نفعله عندما نستيقظ هو فحص هواتفنا؟ كيف يمكن للمهندسين المعماريين استخدام الإضاءة لتعزيز الساعة البيولوجية الصحية، وبالتالي، جعل حياتنا صحية أكثر؟

يوصي الباحثون بمحاكاة دورات ضوء النهار الطبيعي باستخدام المصابيح الصناعية. حيث يُنصح باستخدام مصابيح أكثر إشراقًا وأقوى في الصباح وخلال النهار، في حين يُنصح باستخدام مصابيح خافتة لليل. يمكن أن تتسبب الإعدادات المعاكسة لذلك في إرباك إيقاع الساعة البيولوجية، أو تغيير مواعيد النوم لدينا، أو تؤدي إلى انخفاض طاقتنا طوال اليوم. أظهرت دراسة من جامعة تورنتو أهمية قوة الضوء في اتخاذ القرارات، حيث أظهرت أن الأضواء الساطعة تكثف من رد فعلنا العاطفي الأولي للمحفزات وأن آثاره يمكن أن تكون إيجابية وسلبية على حد سواء.

درجة حرارة الضوء

تؤثر درجة حرارة لون الضوء بشكل كبير على جسم الإنسان. وعادةً ما يتم تقديرها بالكلفن (K)، فكلما ارتفعت درجة حرارة الضوء، كان الضوء أكثر إشراقًا وبرودة ويميل للأزرق. في هذه الحالة، لا يشير “دافئ” و “بارد” إلى الحرارة المادية الفعلية للمصباح، ولكن إلى لون الضوء. الأنوار الدافئة تجعل البيئة تشعرك بمزيد من الترحيب والاسترخاء. في حين أن الأضواء الباردة تجعل البيئة أكثر تحفيزًا، فهي تجعلنا نشعر بمزيد من اليقظة والتركيز، ويمكن أن تزيد من مستويات الإنتاجية.

ويُعتقد أيضًا أن الضوء الأزرق يقلل من مستويات هرمون الميلاتونين المرتبط بالنوم، مما يجعلنا نشعر بمزيد من اليقظة. وتنبعث من خلال شاشات أجهزة الكمبيوتر والهاتف المحمول كثيرًا من الضوء الأزرق. بحيث يمكن لفحص البريد الإلكتروني الأخير قبل النوم أن يجعل نومنا أقل راحة. ولكن عند استخدام الضوء الأزرق البارد بذكاء، يمكن أن يكون مثاليًا للمساحات التي يحتاج فيها العقل إلى العمل بأقصى سرعة، مثل غرف الاجتماعات والمطابخ الصناعية وحتى المصانع، حيث يكون المتوقع التركيز العالي والانتباه.

تتوافق الإضاءات الصفراء مع فترة الغسق أو الفجر، وهي أوقات يكون فيها الجسم عمومًا أكثر استرخاءًا. هذا أمر منطقي، إذا اعتقدنا أنه حتى وقت قريب لم يكن يتعرض البشر لأضواء عالية الشدة في الليل، ولكن ببساطة كان الليل لضوء القمر والنار. ولذا تميل الإضاءة الضعيفة وغير المباشرة والدافئة إلى جعل البيئات أكثر هدوءًا وراحة. وعلى الرغم من أن ذلك قد لا يكون اختيارًا جيدًا لبيئة عمل تتطلب الكفاءة والإنتاجية، إلا أنه قد يكون مفيدًا جدًا لمطعم أو منطقة استراحة أو غرفة نوم.

الإضاءة الطبيعية

يتفق الخبراء على أن الاستفادة من أشعة الشمس أثناء النهار، وتجنب التعرض المباشر للضوء البارد أو الأزرق في وقت النوم. يمكن أن يحسن نوعية النوم ويؤثر إيجابًا على رفاهية الناس وإنتاجيتهم. وعلى الرغم من أنه من المستحيل التحكم في إضاءة جميع البيئات والفراغات التي نعيش بها، فإن إدراك تأثيرات الإضاءة على أجسامنا، يمكن أن يجعلنا نفكر مرتين في بعض الخيارات التي نتخذها بدون أي تردد، سواء كان ذلك شراء هذا المصباح الذي يوجد عليه تخفيض كبير، أو حتى مجرد التحقق من هاتفنا آخر مرة قبل النوم.

 

المصدر: مقال Eduardo Souza من موقع ArchDaily

أشهر مقولات الكاتب بيتر هاندكه الفائز بجائزة نوبل في الأدب 2019

أشهر مقولات للكاتب بيتر هاندكه 

بدأ الكاتب والمترجم النمساوي بيتر هاندكه-Peter Handke -الحاصل على جائزة نوبل في الأدب لعام 2019- حياته الأدبية خلال سطور إنشائية كتبها بالمدرسة في تانتسنبرج عام 1954 من ستة صفحات بعنوان “حياتي – الجزء الثاني”؛ يتحدث فيها عن هروبه مع أسرته من رحايا الحرب العالمية الثانية، والتي طالت مدينة بانكوفالواقعة في القسم السوفييتي من بريلن- ومغامراتهم لعبور الحدود إلى النمسا.

نعرض عليكم أشهر المقولات لبيتر هاندكه الحاصل على جائزة نوبل في الأدب لعام 2019

1
لا يمكن الوثوق بأي شخص لا يشعر بسعادة غامرة مع نفسه، على الأقل بين الحين والآخر


2

لم أستطع أن أقول من أنا، ليس لدي فكرة عن نفسي؛ فأنا شخص بلا سوابق، وبدون تاريخ، وبدون بلد، وعلى هذا أصر!


3

عندما كان الطفل طفلاً، لم يكن يعلم أنه طفل، كل شيء كان مفعم بالعاطفة، وكانت النفوس واحدة

قصيدة أغنية الطفولة

 

4

الشعور بالوحدة هو مصدر للمعاناة كالثلج البارد، معاناة غير واقعية. وفي مثل هذه الأوقات، نحتاج إلى أشخاص يُعلِموننا أننا لم نذهب بعد

رواية المرأة العسراء

5

.إذا فقدت أمة رواتها؛ فإنها تفقد طفولتها

 

6

في لحظة ما، كان المعتوه والأبله بمثابة الملائكة الحارسة لي، وعندما لم أرى أيأً منهم لفترة طويلة؛ أعطاني مشهد الأبله جرعة مفاجئة من الصحة والقوة.

 

7

ما عانيته في سن العشرين لم تكن ذكرى. والذكرى لا تعني أن ما حدث كان متكرراً، ولكن ما حدث كان موجوداً عن طريق التكرار. فعلى ما أتذكر، كنت أعرف أن التجربة كانت هكذا وذاك. وفي البداية، أصبحت قابلة للتسمية، أصبح صوتي قابل للتحدث. وبناءً على ذلك؛ فإنني أنظر إلى الذاكرة أكثر من مجرد التفكير العشوائي كعمل. عمل الذاكرة يضع التجربة في تسلسل يبقيه على قيد الحياة، وهي قصة يمكن أن تفتح أبوابها كي تُروى كقصص مجانية، وحياة أكبر، واختراع.

 

8

الأدب أعمق ما يمكن أن نعيشه، فهو لا يغيّر الحياة، بل يوقظها؛ وبذلك يغيّير حياتنا ويغيرنا نحن.

 

9

غالباً ما تكون طريقة تفكيري خاطئة للغاية ولا يمكن الدفاع عنها، لأنني أعتقد كما لو كنت أتحدث مع شخص آخر.

 

10

.من الجيد أن ننسى تاريخ المرء وماضيه؛ للتوقف عن الشعور بأن سعادة المرء الحالية معرضة للخطر بسبب ما اعتاد المرء أن يكون

 

11

فخور بقربي من الجنون، كما لو كنت قد حققت هدفاً.

 

12

أحب الحيوانات مذ عرفت البشر.

 

بيتر هاندكه: موهبة عدائية وجائزة نوبل مثيرة للجدل

بيتر هاندكه: هل يستحق هذا الكاتب مثير الجدل جائزة نوبل الآداب 2019؟

هو كاتب مسرحي نمساوي وروائي وشاعر وكاتب مقالات وواحد من أشهر كتاب الألمانية في النصف الثاني من القرن العشرين فاز بجائزة نوبل الآداب 2019.

رغم مُعادته الدائمة الأدب الألماني المعاصر ووصفه له بأنه يعاني من «عجز الوصف-Beschreibung Impotence» إلا أنه خاض معركة مع اللغة الألمانية التي أعتبرها تلوثت بوصمة النازية وتحتاج إلى استردادها كلمة تلو الأخرى، لذا فهو يكتب بالألمانية لكنه يتبع مدرسة الرواية الجديدة في الأدب الفرنسي «le Nouveau Roman»

بعد أكثر من خمسين عامًا وأنتاج عددًا كبيرًا من الأعمال شديدة التنوع من كتب وروايات ومقالات ومذكرات وأعمال درامية وسيناريوهات، وبعد أن أثبت نفسه كأحد الكتاب الأكثر نفوذاً في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، فاز بجائزة نوبل الآداب 2019 عن:
«عمله المؤثر الذي كشف براعته اللغوية وخصوصية تجربته الإنسانية»

من هو بيتر هاندكه الفائز بنوبل الآدب 2019؟

ولد «بيتر هاندكه-Peter Handke» عام 1942 في قرية تدعى غريفين تقع في منطقة كارنتن في جنوب النمسا. وهي مسقط رأس والدته ماريا التي تنتمي إلى الأقلية السلوفينية بالبلاد، أما والده فكان جنديًا ألمانيًا لم يلتق به قبل بلوغه سن الرشد لذا نشأ هو وأشقائه مع والدته وزوجها برونو هاندكه. 

انتقلت العائلة لبرلين تحت الحكم السوفيتي لفترة قصيرة لكن نظرًا لتضرر المدينة من آثار الحرب عادت الأسرة واستقرت في غريفين، وبعد الانتهاء من الدراسة في مدرسة قريتهم الصغيرة تم قبوله في مدرسة ثانوية مسيحية في مدينة كلاغنفورت عام 1961 ثم انتقل لدراسة القانون في جامعة غراتس لكنه ترك الدراسة بعد بضع سنوات عندما نشرت روايته الأولى «الدبابير- Die Hornissen» المنشورة عام 1966، وهي رواية تجريبية مزدوجة حيث نجد إحدى شخصيات الرواية تجمع قطع الشخصيات الأخرى لقارئ غير معروف!

انتحار والدته

انتحرت والدته عام 1971 -وهو موضوع «روايته الحزن وراء الأحلام، والتفكير في حياتها»- وفقًا كتاب سيرته الذاتية فقد ساهم إدمان زوج أمه  برونو والحياة الثقافية المحدودة في القرية الصغيرة التي عاشوا فيها في كراهية للعادات والتقاليد.

الفائز بـ نوبل الآداب 2019

«إهانة الجمهور»

ما لفت انتباه الجمهور إلى أنه كاتب مسرحي غير تقليدي هو أول دراما هامة له وهي مسرحية «إهانة الجمهور-Publikum Beach Impfung» عام 1969 والتي تتمثل فكرتها الرئيسية في جعل الممثلين يهينون الجمهور ببساطة لحضورهم! حيث يقوم أربعة ممثلين بتحليل طبيعة المسرح لمدة ساعة ثم يهينون الجمهور بالتناوب ويتمادون في ذلك حتى يثيروا ردود أفعال متنوعة من الجمهور. 

«كاسبر»

العديد من مسرحيات هاندكه تفتقر إلى الحبكة التقليدية والحوار والشخصيات الطبيعية، ولكن القطعة الدرامية الأهم له هي أول مسرحية كاملة كتبها وتسمى «كاسبر- Kaspar» عام 1968 والتي تصور البطل «كاسبر هاوزر» على أنه بريء شبه عاجز عن الكلام دمرته محاولات المجتمع لفرض لغته وقيمه عليه.

 

 «قلق حارس المرمى من ركلة الجزاء»

روايات هاندك في معظمها مفرطة الترابط لشخصيات في حالة ذهَنية قصوى فنجد روايته الشهيرة «قلق حارس المرمى من ركلة الجزاء» 1970 هي قصة إبداعية عن لاعب كرة قدم سابق يرتكب جريمة قتل بلا سبب ثم ينتظر القبض عليه.

المرأة ذات اليد اليسرى

أما رواية «المرأة ذات اليد اليسرى» عام 1976 هي وصف متعاطف للأم الشابة التي تتعامل مع الارتباك الذي تشعر به بعد انفصالها عن زوجها، وبها بعض سمات والدة الكاتب التي مرت بنفس الظروف من قبل.

أسلوبه الأدبي

يقيم هاندكه منذ 1990 في شافيل، جنوب غرب باريس ومنها قام بالعديد من الرحلات الإنتاجية، تمتلئ أعماله برغبة قوية في الاستكشاف من خلال إيجاد تعبيرات أدبية جديدة، تتميز عمله بروح المغامرة القوية لكنها أيضًا مليئة بالحنين.

كما كتب هاندكه قصصا قصيرة ومقالات دراما إذاعية وأعمال السيرة الذاتية. والسمة السائدة في كتاباته هو أن اللغة العادية والواقع اليومي والنظام العقلاني المصاحب لها يكون لهم تأثير مقيد ومميت على البشر وتكمن السعادة في اللاعقلانية والارتباك وحتى الجنون.

السينما والتلفزيون

شارك هاندك في صناعة العديد من الأفلام، فقد شارك في كتابة سيناريوهات أفلام المخرج Wim Wenders، كما صاغ نصوصًا للأفلام وبرامج التلفزيون المأخوذة عن أعماله، بالإضافة إلى ذلك أخرج ثلاثة أفلام روائية، كما تم إصدار الفيلم الوثائقي Peter Handke عن حياته عام 2016.

الجدل السياسي

لكن سمعته السياسية طغت على إنتاجه الأدبي والفني بعد عام 2006. أثار دعمه للديكتاتور «سلوبودان ميلوشيفيتش- Slobodan Milošević» الرئيس السابق ليوغوسلافيا والذي توفي في ذلك العام أثناء محاكمته بتهمة الإبادة الجماعية وجرائم الحرب!

 ثم أثار تحدثهُ في جنازة ميلوشيفيتش جدلًا واسعا ورد فعل معادي أدى إلى سحب جائزة هاينريش هاينه منه هذا العام رغم أنه أعلن رفضها قبل أن يتم سحبها منه.

في جنازة سلوبودان ميلوشيفيتش

فهل تظن أنه يستحق نوبل رغم مواقفه السياسية والعدائية تجاه المجتمع وقيمه وتقاليده أم أنها جائزة غير مستحقة؟

المصادر:

أولغا توكارتشوك الفائزة بجائزة نوبل للآداب لعام 2018 المعلن عنها اليوم

فازت الروائية البولندية، أولغا توكارتشوك، بجائزة نوبل للآداب لعام 2018.

وتم تأجيل الإعلان عن الفائز بالجائزة العام الماضي بسبب الفضيحة المالية والجنسية التي هزت لجنة التحكيم، لكن تم الأعلان اليوم عن فائزيين أحدهم لعام 2018 والأخر لعام 2019.

وصفت لجنة التحكيم نتاج الروائية الفائزة بـ: «إن الخيال الروائي الممزوج بالشغف المعرفي الجامح الذي يتجاوز الحدود هو شكل من أشكال الحياة».

أولغا توكارتشوك برلين 2017

من هي ؟

«أولغا توكارتشوك -Olga Tokarczuk» مواليد 29 يناير 1962 هي كاتبة بولندية وناشطة ومفكرة وصفت بأنها واحدة من أكثر المؤلفين نجاحًا في جيلها على المستوى الأدبي والتجاري. ففازت بجائزة مان بوكر الدولية عن روايتها «الترحال» عام 2018 ، لتصبح أول كاتبة بولندية تحصل عليها كما حصلت اليوم على جائزة نوبل في الأدب لعام 2018 (منحت في عام 2019)، وهي غزيرة الإنتاج ورواياتها دائما الأكثر مبيعا في بلدها ونالت العديد من الجوائز عن أعمالها.

وإلى جانب عملها في الكتابة الروائية تقوم توكارتشوك بالإشراف على مهرجان أدبي قرب محل سكنها في جنوب بولندا، كما أن لها موقف حاسم مناهض لموقف الحكومة البولندية اليمينية المحافظة. 

وقالت في مقابلة لها على التليفزيون الحكومي عام 2014 إن بلادها ارتكبت أعمالا فظيعة عبر تاريخها واستعمرت دولاً أخرى، واضطر ناشر أعمالها إثر ذلك لتوفير حراسة شخصية لها لحمايتها وصرحت فيما بعد: «لقد كنت ساذجة جدا. ظننت إننا بتنا قادرين على مناقشة الصفحات السوداء في تاريخنا».

بدايتها:

ولدت أولغا في سولتشوف ببولندا لأبويين معلمين، كما عمل والدها كأمين مكتبة المدرسة مما شجعها على القراءة كثيرًا وفتح شهيتها الأدبية بشكل كبير. 

وبعد أن دراست علم النفس في جامعة وارسو بدأت عملها الأدبي المتأثر بدراستها الجامعية لعلم النفس، فأول أعملها هو مجموعة شعرية نشرت عام 1989، بعدها نشرت حتى الآن أكثر من 8 أعمال روائية إلى جانب مجموعتين قصصتين.

الرواية الأولى:

روايتها الخيالية الأولى المسماه «رحلة القراء» نشرت عام 1993 وتدور أحداثه في فرنسا وإسبانيا بالقرن السابع عشر وبها تبحث مجموعة من الشخصيات عن كتاب غامض في جبال البرانييه الخلابة، نجح الكتاب وحصل على جائزة الناشر البولندي لأفضل ظهور أول بين عامى 1993-1994. 

الأنطلاقة الكبرى:

ومع ذلك فإن الأنطلاقة الحقيقية لها جاءت مع روايتها الثالثة «البدائية وأوقات أخرى» عام 2010 والتي تحكي قصة الأجيال المتتالية لعائلة تعيش في أجواء أسطورية مليئة بالرمزية والتفاصيل الواقعية وتبدأ أحداثها عام 1914 وتتناول تاريخ بولندا في القرن العشرين وتعد مثال رائع للأدب البولندي الجديد بعد عام 1989؛ فتقاوم الأحكام الأخلاقية القديمة وترفض الخضوع للسلطة القومية، بدلاً من ذلك تُظهر قدر عظيم من الخيال ودرجة عالية من السمو الفني، وتقول توكارتشوك عنها: 

«أنها محاولة شخصية لفهم الصورة الوطنية للماضي».

 

«منزل الليل ومنزل النهار»

لكن توظيف الروح الأسطورية والراوي كلي العلم وكذلك التيار الميتافيزيقي القوي  تم التخلي عنهم ففي رواية «منزل النهار، منزل الليل» المنشورة عام 1998، هنا نجد مزيج غني من الصور الجمالية المدهشة التي تصور منطقة بأكملها بثقافاتها المتضاربة ومصائر سكانها ووجهات نظرهم، كما أن منظورها مستوحاه من الخرائط والمنظور العلوي لذا تجد عوالمها تبدو ميكرسكوبية كما تتميز أعمالها بأرتباط الأساطير بالواقع ارتباطًا وثيقًا، كما نرى بوضوح في روايتها الثالثة «البدائية هي قرية في خضم الكون»

«قُد محراثك فوق عظام الموتى»

أما روايتها «قُد محراثك فوق عظام الموتى» فقد فازت بجائزة بوكر عام 2009. وهناك فيلم مقتبس عنها تعرض لحملة نقد شديدة من قبل الحكومة وصلت لدرجة أن وكالة الأنباء البولندية وصفت الفيلم بأنه «معاد جدا للمسيحية ويدعو إلى الإرهاب البيئي».

«يعقوب»

لكن أعظم ما أبدعت حتى الآن هي رواية تاريخية مثيرة تسمى «يعقوب» المنشورة عام 2014 والتى تعد تغيرًا كبيرًا في أسلوبها الأدبي واستغرقت عدة سنوات من البحث التاريخي في الأرشيفات والمكتبات لجعل العمل متكامل، وباعت 170 ألف نسخة ونالت عنها جائزة أفضل رواية على المستوى الوطني للمرة الثانية عام 2014.

بطل الرواية هو زعيم طائفة من القرن الثامن عشر كارزمي الشخصية يدعى يعقوب فرانك، يظن أتباعه أنه المسيح الجديد، وباحث خارج وراء الروحية مصممًا على توحيد المذاهب اليهودية والمسيحية والإسلامية، ومن المدهش كيف تتيح لنا قرأة عقول العديد من الأشخاص في هذه القصة المؤلفة من 1000 صفحة 

وتقدم لنا صورة متكاملة للشخصية الرئيسية بينما يصف هو نفسه من الخارج فقط، لكن من الواضح أنه رجل ذو وجوه كثيرة: صوفي ومتمرد ومناور ومحتال. وقد أظهرت توكارتشوك في هذا العمل قدرات راوي أسطورية تمثيل قضية م فهم الإنسان. لكن العمل لا يصور الحياة الغامضة ليعقوب فرانك فحسب، بل يعطينا صورة بانورامية غنية لفصل مهمل تقريبًا في التاريخ الأوروبي.

مجموعة مختارة من أعمالها تنصح لجنة نوبل بقرأتها:

  • «فندق العاصمة» لندن: 2000.
  • «بيت النهار ، بيت الليل» لندن: 2002. 
  • «من إي إي ك الشاطئ الثالث، خيال المرأة من وسط شرق أوروبا» مانشستر: 2007.
  • «البدائية وأوقات أخرى» براغ: 2010
  • «الرحالة» لندن: 2017. 
  • «أدفع محراثك فوق عظام الموتى» لندن: 2018. 

هل تستعيد جائزة نوبل للأدب مكانتها بعد الفضائح الجنسية والمالية ؟

لأول مرة في تاريخ جائزة نوبل يتم الإعلان عن جائزتي نوبل وليس واحدة فقط عن عام 2018 و2019 في نفس الوقت فما هو مصير جائزة نوبل للأدب بعد الفضائح الجنسية والمالية؟

سيحصل كل فائز على أكثر من 910,000 دولار من أموال الجائزة والإشادة الدولية المصاحبة للفائزين بجائزة نوبل.

وتأتي هذه الخطوة غير العادية لمنح جائزتين في وقت واحد بعد مزاعم الاعتداء الجنسي واستقالات متعددة عام 2017 هزت الأكاديمية السويدية -المؤسسة المسؤولة عن إدارة جائزة نوبل- مما أدى إلى إلغاء إعلان جائزة 2018. 

عشاء الأكاديمية الملكية السويدية

بينما تستعد الأكاديمية للإعلان عن الفائزين في 2018 و 2019 ، هل يمكنها إعادة بناء الثقة فيما تمثله الجائزة؟

بعد بدأ حركة #MeToo في الولايات المتحدة أكتوبر 2017  واجهت العديد من الجامعات والمنظمات والشركات اتهامات بالاعتداء الجنسي والتحرش وتم محاسبة هذه الجهات على كيفية تعاملها مع هذه الاتهامات ومعاقبة مرتكبيها. 

بما في ذلك الأكاديمية السويدية وهي مؤسسة ثقافية عمرها 233 عامًا كانت مسؤولة عن منح جائزة نوبل للآداب منذ إنشائها عام 1901 كما هو الحال مع باقي الجوائز «الأكاديمية واحدة من الأكاديميات الملكية السويدية ، تكون بـ 18 عضوًا منتخبًا مدى الحياة».

الفضائح الجنسية والمالية

في نوفمبر 2017  نشرت صحيفة «داجينز نيهيتر-Dagens Nyheter» السويدية ادعاءات من 18 امرأة تتهم المصور الفرنسي «جان كلود أرنو-Jean-Claude Arnault» بالاعتداء الجنسي، كان أرنو وزوجته الكاتبة «كاترينا فروستنسون- Katarina Frostenson» عضوين في الأكاديمية السويدية ومن أبرز الشخصيات الثقافية في البلاد في ذلك الوقت. 

بعد نشر الادعاءات زعمت تقارير أخرى وجود تضارب في المصالح فيما يتعلق بنادي الفنون الذي يديره أرنو وفروستنسون وتدعمه الأكاديمية، وأفيد أيضًا أن آرنو البالغ من العمر الآن 72 عامًا  ربما كان مسؤولاً عن تسريب القائمة المختصرة للمؤلفين المرشحين لنيل جائزة الأدب سبع مرات منذ عام 1996! 

(القائمة سرية تمامًا ولا يُسمح بأعلانها قبل 50 عامًا من وضعها!).

«جان كلود أرنو» و وزوجته الكاتبة «كاترينا فروستنسون»

مزيد من الفضائح!

 وسرعان ما توالت الفضائح حيث أعلنت الباحثة والأدبية «سارة دانيوس- Sara Danius» والتي كانت أول امرأة تقود الأكاديمية أنها أيضًا تعرضت للاعتداء الجنسي من قبل أرنو، ومع ذلك اضطرت دانيوس إلى الاستقالة من الأكاديمية بضغط من المدافعين عن أرنولت وفروستينسن!

السكرتيرة الدائمة للأكاديمية السويدية سارة دانيوس تتحدث إلى الصحفيين أثناء مغادرتها اجتماعًا في الأكاديمية السويدية في ستوكهولم بالسويد في 12 أبريل 2018.

بعدها استقال العديد من الأعضاء دعما لدانيوس وأبرزهم السكرتير السابق للأكاديمية «هوراس إنجدل-Horace Engdahl» قائلا: 

«لن يكون التاريخ رحيمًا بشأن ما تواجهه الأكاديمية السويدية اليوم لا سيما السيد إنجل ، وهذا أكثر ما سيتم تذكره على الإطلاق». 

هوراس انجدل

الأحكام الجنائية

بعد الغاء الجائزة العام الماضي  أدين أرنو بتهمة الاغتصاب في أكتوبر 2018 وحُكم عليه بالسجن لمدة عامين وغرامة قدرها 11000 دولار، لكنه استأنف الحكم بعد شهرين وتمت إدانته بتهمتين بالاغتصاب وغرامة أخرى قدرها 24000 دولار وحبسه منزليًآ لمدة 30 شهرًا.

جائزة نوبل للأدب بعد الفضائح الجنسية والمالية

اليوم سيتم منح جائزة نوبل للآداب لعامي 2018 و 2019 بوجود الفائزين في السنوات السابقة بمن فيهم الروائي الياباني كازو إيشيجورو، وكاتب الأغاني والمغني بوب ديلان، والصحفي الاستقصائي البيلاروسي سفيتلانا أليكسييفيتش.

إصلاحات وتعهدات

ويعتقد مجلس إدارة مؤسسة نوبل أن الخطوات التي اتخذتها الأكاديمية السويدية وتعتزم اتخاذها ستعيد الثقة في الأكاديمية كمؤسسة مانحة للجوائز،فخلال العام الماضي أجرت مؤسسة نوبل حوارًا وثيقًا مع الأكاديمية السويدية حول هذه المشكلات وتم تنفيذ العديد من التغييرات المهمة منذ ذلك الحين ومنها:

  • تم تعديل لوائح الأكاديمية وتوضيح الهيكل التنظيمي.
  • أتباع نظام يدعم الشفافية المالية.
  • السماح للأعضاء بالاستقالة.
  • انتخاب عدة أعضاء جدد.
  • الاستعانة بخمسة أعضاء خارجيين مستقلين.
  • كما لم تعد الأكاديمية تضم أي أعضاء متهمون بتضارب المصالح أو خاضعين لتحقيقات جنائية.
  • وتعهدت الأكاديمية بالتحقيق في مسألة كيفية التعامل مع حالات التحرش والطرد في المستقبل.

فهل يكفي هذا لنثق في هذه الجائزة واستحقاقها مرة أخرى أم تلوثت سمعتها للأبد ولم تعد ذات قيمة أدبية تذكر؟

المصادر:
صحيفة الجارديان

موقع البي بي سي

بيان لجنة نوبل

جائزة نوبل 2010: 1 , 2

الواجهات الذكية: كيف تتكيف المباني مع المناخ المحيط؟

الواجهات الذكية: كيف تتكيف المباني مع المناخ المحيط؟

الواجهات هي الحائل بين داخل وخارج المبنى. إنها الأجزاء الأكثر وضوحًا في المبنى، كما تحميه من العوامل الخارجية، وهي واحدة من المساهمين الرئيسيين في خلق بيئات داخلية مريحة حيث أنها مسئولة بشكل رئيسي عن الإكتساب والفقد الحراري تمامًا مثل بشرتنا، ذلك العضو الشديد التنوع في جسمنا. لذا من الطبيعي أن تكون الواجهات هي الجزء الذي يحمل تكنولوجيا قادرة على أن تجعل المبنى قابل للتكيف مع الظروف البيئية للمكان الذي يوجد فيه.

انتشر مصطلح الواجهات الذكية بشكل متزايد مؤخرًا. يمكن اعتبار الواجهة ذكية عندما تتكيف مع الظروف البيئية وتغير من نفسها وفقًا لذلك. ويحدث هذا من خلال مكوناتها -السلبية أو النشطة- والتي تتكيف مع الظروف المختلفة، وتستجيب للتغيرات التي تحدث في خارج وداخل المبنى. عندما يتعلق الأمر بالواجهات، ينصب التركيز الأساسي على معادلة تعظيم ضوء الشمس الطبيعي، والحماية من الإشعاع الشمسي، مع التحكم في التهوية وأكتساب/فقد الحرارة. ويمكن أن تحدث هذه التغيرات مثلا من خلال الزجاج والذي يمكن اعتباره ذكيًا عندما يتم تغيير خصائص مثل نفاذية الضوء للزجاج بسبب الجهد الكهربائي أو الضوء أو الحرارة، مما يتسبب في تغيير مظهره وبالتالي تغيير الشدة وكذلك بعض أطوال موجات الضوء الساقط عليه.
على الرغم أن العديد من الحلول المقدمة في موضوع الواجهات الذكية قد تبدو وكأنها خيال علمي، إلا أن هناك بالفعل خيارات متعددة متاحة في السوق للواجهات الذكية، مع وجود الزجاج الحديث الذي يتحكم في نفاذية الضوء، والشفافية، وظاهرة ذوبان الثلوج، لجعل المباني أكثر ذكاءً وتوافقًا مع البيئة. لقد اخترنا بعض حلول السوق الموجودة أدناه:

الزجاج الذي يغير مظهره عند وجود محفز

زجاج (SageGlass) وهو زجاج كهربي ذكي (Electrochromic) من شركة (Saint Gobain). فمن خلال تغير الإجهاد الموجود على اللوح الزجاجي فإنه من الممكن التحكم في لونه وبالتالي تغيير شدة الضوء والإشعاع فوق البنفسجي والأشعة تحت الحمراء التي تنتقل عبر هذه الألواح. أي أن هذا الزجاج الديناميكي يسمح لمستخدمي المبنى بالتحكم الفعال في الضوء الطبيعي واكتساب الحرارة الشمسية، مما يحسن الراحة ويقلل استهلاك الطاقة بشكل كبير. يتم تشغيل الزجاج الديناميكي بواسطة نظام تحكم ذكي يستخدم أجهزة استشعار لتلوين الزجاج تلقائيًا استجابة لظروف الإضاءة. ولكن يمكنك أيضًا التحكم في المظهر من هاتف محمول. من المهم أن نذكر أن الفائدة الرئيسية لذلك هي القدرة على الحفاظ على الاتصال البصري مع المنظر الخارجي من خلال الزجاج.

مع ذلك، يوجد حل آخر من سان جوبان ايضًا وهو (PRIVA-LITE)، وهو حل فريد في إدارة الفراغات من خلال التحكم الفوري في خصائص الزجاج (الشفافية والنفاذية الضوئية). إنه زجاج نشط يتحول باستخدام الكهرباء من زجاج معتم منفذ للضوء الى زجاج شفاف بدون تغيير نفاذية الضوء. وتتمثل فائدته الرئيسية بالتحديد في الحصول على الخصوصية مع الحفاظ على إمكانية دخول الضوء الطبيعي. كما يوفر الزجاج إمكانية إسقاط لمقاطع الفيديو والصور عليه، مما يحول الواجهة إلى شاشة عرض كبيرة.

الزجاج الذي يوفر الحرارة للفراغات الداخلية

زجاج (EGLAS) هو حل متكامل للتدفئة غير المرئية، والذي يسمح بمزيد من الراحة الداخلية، المرئية والحرارية. تم تطويره في عام 1986 في فنلندا، وبالطبع، مخصص للبلدان الأكثر برودة. إنه مصمم لتوفير الحرارة من الزجاج ويستند إلى عاملين: التيار الكهربائي وطبقة من أكاسيد المعادن. يتم تطبيقها على سطح واحد من الزجاج. اعتمادًا على نوع التطبيق والهيكل الزجاجي. وبالإضافة إلى المساعدة في تسخين الغرفة، فإنه يمكن أن يؤدي أيضًا وظائف مثل منع التكثيف أو حتى ذوبان الجليد.

الزجاج الذي ينظف نفسه

زجاج التنظيف الذاتي هو حقيقي وموجود بالفعل كذلك. حيث يتم تطبيق طبقة شفافة من المعادن المحبة للماء (hydrophilic) والحيوية ضوئيًا (photocatalytic) أثناء عملية التصنيع، مما يتيح للزجاج استخدام قوة الأشعة فوق البنفسجية الموجودة في ضوء الشمس، ومياه الأمطار للتحكم الفعال في الأوساخ التي تتراكم على السطح الخارجي للنوافذ. التعرض للأشعة فوق البنفسجية يؤدي إلى تحلل الأوساخ العضوية ويجعل سطح الزجاج محب للماء (hydrophilic). كما يشكل المطر أو الماء طبقة على الزجاج تعمل على غسله من الأوساخ العضوية والمعدنية. بالنسبة للواجهة، تتمثل الفائدة الرئيسية في الصيانة، حيث تتمثل الفكرة في خفض الحاجة إلى التنظيف إلى النصف، وتقليل تكلفة السقالات، والرافعات، أو جميع العمليات الخطيرة التي تتعلق بتنظيف واجهات المباني الشاهقة.

 

في النهاية، من المهم أن نلاحظ أنه على الرغم من التقدم التكنولوجي فيما يتعلق بالواجهات، فإنه يمكن تحقيق الكثير من المكاسب من حيث الاستدامة من خلال التصميم الواعي واختيار المواد التي تناسب المناخ والبيئة. لذلك فاستخدام مزيج من الأنظمة والمواد التقليدية والذكية يمكن أن يعزز راحة المستخدمين وكفاءة المبنى.

 

المصدر: ArchDaily

Exit mobile version