نوبل الاقتصاد 2019 من أجل فقراء العالم، ما هي أفضل طرق الحد من الفقر العالمي؟

نوبل الاقتصاد 2019 من أجل فقراء العالم، ما هي أفضل طرق الحد من الفقر العالمي؟

وكيف وضع الفائزون الثلاثة نوبل الاقتصاد 2019 أُساس الإجابة على هذا السؤال شديد الأهمية للإنسانية؟

على مدى العقدين الماضيين تحسنت مستويات المعيشة بشكل ملحوظ في كل مكان في العالم تقريبًا وتضاعف الرفاه الاقتصادي (الذي يقاس بإجمالي الناتج المحلي للفرد-GDP) في أفقر البلدان بين عامي 1995 و 2018، وانخفض معدل وفيات الأطفال إلى النصف مقارنة بعام 1995، وارتفعت نسبة الأطفال الملتحقين بالمدارس من 56 إلى 80 في المائة.

المشكلة

رغم هذه التحسينات الدراماتيكية التي حدثت في حياتنا إلا أن إحدى أكثر القضايا الإنسانية إلحاحاً هي الحد من الفقر العالمي بجميع أشكاله؛ فلا يزال أكثر من 700 مليون شخص يعيشون تحت خط الفقر.

ولا يزال خمسة مليون طفل دون سن الخامسة يموتون كل عام بسبب أمراض كان من الممكن الوقاية منها أو علاجها -في كثير من الأحيان بعلاجات غير مكلفة- وما زال نصف أطفال العالم يتركون المدرسة دون مهارات القراءة والكتابة والحساب الأساسية!.

الفائزون

لذا فقد قررت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم منح جائزة Sveriges Riksbank في العلوم الاقتصادية في ذكرى ألفريد نوبل عام 2019 إلى:

«ابهيجيت بانيرجي-Abhijit Banerjee» من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، كامبريدج، الولايات المتحدة الأمريكية.

«استير دوفلو-Esther Duflo» معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، كامبريدج، الولايات المتحدة الأمريكية.

«مايكل كريمر-Michael Kremer» جامعة هارفارد، كامبريدج، الولايات المتحدة الأمريكية.

«عن منهجهم التجريبي لتخفيف الفقر العالمي»

كيف تساعدنا أبحاثهم على محاربة الفقر؟

الأبحاث التي أجراها الفائزون هذا العام قد حسنت بشكل كبير قدرتنا على مكافحة الفقر في العالم خلال عقدين فقط،  كما غير نهجهم الجديد القائم على التجربة اقتصاديات التنمية التي أصبحت الآن مجالًا مزدهرًا للأبحاث.

قدم الفائزون طريقة جديدة للحصول على إجابات موثقة حول أفضل الطرق لمكافحة الفقر في العالم، باختصار تنطوي الإجابة على تقسيم هذه المشكلة إلى أسئلة أصغر وأكثر قابلية للإدارة، على سبيل المثال أسئلة مثل ما الطرق الأكثر فعالية لتحسين النتائج التعليمية أو صحة الطفل؟

تقسم هذه الأسئلة الكبرى لأسئلة أصغر وأكثر دقة، كي يتم الإجابة عليها بشكل أسهل وأفضل من خلال تجارب مصممة بعناية لتصل للأشخاص الأكثر تضرراً، لذا يقدم هذا النوع من الأبحاث الجديدة تدفقًا ثابتًا من النتائج الملموسة، مما يساعد على التخفيف من مشاكل الفقر العالمي.

البداية

في منتصف التسعينيات أظهر مايكل كريمر وزملاؤه قوة هذه الطريقة باستخدام تجارب ميدانية لاختبار مجموعة من التحديثات التي يمكن أن تحسن نتائج المدارس في غرب كينيا.

أبهيجيت بانيرجي وأستير دوفلو مايكل كريمر سرعان ما أجروا دراسات مماثلة لقضايا أخرى في بلدان أخرى جعلت طريقتهم البحثية القائمة على التجارب تهيمن تماما على اقتصاديات التنمية في العالم حتى اليوم.

كنتيجة مباشرة لأحد دراساتهم استفاد أكثر من خمسة ملايين طفل هندي من البرامج الفعالة للتدريس العلاجي في المدارس، و يستفيد آخرون من الرعاية الصحية الوقائية التي تم تقديمها في العديد من البلدان الأخرى.

وهذان مثالان فقط على كيف ساعد هذا البحث الجديد بالفعل في التخفيف من حدة الفقر في العالم. كما أن لديها إمكانات كبيرة لزيادة تحسين حياة أسوأ الناس في جميع أنحاء العالم.

منهج جديد لتخفيف حدة الفقر في العالم

كان هناك وعي باختلافات متوسط ​​الإنتاجية بين الدول الغنية والفقيرة ومع ذلك وكما أشار أبهيجيت بانيرجي وأستير دوفلو تختلف الإنتاجية بشكل كبير ليس فقط بين الدول الغنية والفقيرة ولكن أيضًا داخل الدول الفقيرة نفسها. 

يستخدم بعض الأفراد أو الشركات أحدث التقنيات بينما يستخدم الآخرون (الذين ينتجون سلعًا أو خدمات مماثلة) وسائل إنتاج قديمة وبالتالي فإن متوسط ​​الإنتاجية المنخفض يرجع إلى حد كبير إلى قدم تقنيات بعض الأفراد والشركات.

 فهل يعكس هذا نقص الائتمان أو سوء تصميم السياسات أو أن الناس يجدون صعوبة في اتخاذ قرارات استثمارية عقلانية بالكامل؟ يتعامل المنهج البحثي الذي صممه الحائزون على جائزة هذا العام مع هذه الأنواع من الأسئلة بالضبط.

التجارب الميدانية المبكرة في المدارس

درست الأبحاث الأولى كيفية التعامل مع مشكلات التعليم، وما التدخلات التي تزيد من النتائج التعليمية بأقل تكلفة؟

في البلدان المنخفضة الدخل نجد أن ندرة الكتب المدرسية وحقيقة أن غالبًا ما يذهب الأطفال إلى المدرسة جائعين عاملًا كبيرا على تحصيلهم الدراسي:

فهل تتحسن نتائج التلاميذ إذا تمكنوا من الوصول إلى المزيد من الكتب المدرسية؟

أم أن منحهم وجبات مدرسية مجانية سيكون أكثر فعالية؟ 

في منتصف التسعينيات  قرر مايكل كريمر وزملاؤه نقل جزء من أبحاثهم من جامعاتهم في شمال شرق الولايات المتحدة إلى المناطق الريفية في غرب كينيا من أجل الإجابة على هذه الأنواع من الأسئلة وقاموا بعدد من التجارب الميدانية بالشراكة مع المنظمة الغير حكومية المحلية (NGO).

يعتمد الفرق في الإنتاجية بين البلدان المنخفضة الدخل والبلدان مرتفعة الدخل على التقنيات المستخدمة في الإنتاج

بداية التجارب الميدانية في المدارس؟

 حسنًا؛ إذا كنت ترغب في دراسة تأثير وجود المزيد من الكتب المدرسية على نتائج تعلم التلاميذ فإن المقارنة العامة بين المدارس ليست طريقة قابلة للتطبيق، بسبب اختلاف الحالات داخل المدرسة الواحدة في نواح كثيرة، مثلا؛ عادة ما تشتري العائلات الأكثر ثراء المزيد من الكتب لأطفالها وربما تكون الدرجات أفضل في المدارس التي يقل عدد الأطفال الفقراء فيها وهكذا.

تتمثل إحدى طرق التحايل على هذه الصعوبات في التأكد من أن المدارس التي تتم مقارنتها لها نفس الخصائص المتوسطة، يمكن تحقيق ذلك من خلال إتاحة الفرصة للبت في تحديد المدارس التي يتم تعيينها في أي مجموعة للمقارنة -وهي رؤية قديمة تقوم عليها التقاليد الطويلة للتجربة في العلوم الطبيعية والطب- على عكس التجارب السريرية التقليدية استخدم الفائزون تجارب ميدانية درسوا فيها كيفية تصرف الأفراد في بيئاتهم الطبيعية اليومية.

الكتب أم الوجبات أم الدروس الخصوصية؟

أخذ كريمر وزملاؤه عددًا كبيرًا من المدارس التي كانت بحاجة إلى دعم كبير وقسموها بشكل عشوائي إلى مجموعات مختلفة، تلقت جميع المدارس في هذه المجموعات موارد إضافية لكن بأشكال مختلفة وفي أوقات مختلفة. 

في إحدى الدراسات وفر الباحثون المزيد من الكتب المدرسية في حين وفرت دراسة أخرى الوجبات المدرسية المجانية. نظرًا لأن اختيار المادة المتوفرة لكل مدرسة تم عشوائيًآ، لم تكن هناك فروق في المتوسط ​​بين المجموعات المختلفة في بداية التجربة.

وهكذا أمكن للباحثين ربط الاختلافات اللاحقة في نتائج التعلم بمختلف أشكال الدعم، مثلا أظهرت التجارب أنه لا يوجد ارتباط بين توفير المزيد من الكتب أو الوجبات المجانية في نتائج التعلم!. غير في حالة الطلاب المتفوقين الذين يساعدهم وجود المزيد من الكتب.

في التجارب الميدانية وجد أن توفير الكتب المدرسية والوجبات المجانية أدت لتحسن بسيط في النتائج في حين أدت المساعدة التعليمية للطلاب الضعيفين على تحسين النتائج التعليمية بشكل أكبر.

التجارب الميدانية

كما أظهرت التجارب الميدانية اللاحقة أن المشكلة الأساسية في العديد من البلدان المنخفضة الدخل ليست نقص الموارد! لكن المشكلة الأكبر هي أن التعليم لا يتكيف بشكل كافٍ مع احتياجات التلاميذ.

في أول هذه التجارب درس الباحثون برامج الدروس الخصوصية العلاجية للتلاميذ في مدينتين هنديتين. مُنحت المدارس في مومباي و فادودارا إمكانية الوصول إلى مساعدي تدريس جدد يدعمون الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. وضعت هذه المدارس ببراعة وعشوائية في مجموعات مختلفة مما سمح للباحثين بقياس تأثيرات مساعدي التدريس بشكل موثوق.

أظهرت التجربة بوضوح أن المساعدة في استهداف أضعف التلاميذ كانت تدبيرا فعالا على المدى القصير والمتوسط.

هذه الدراسات المبكرة في كينيا والهند أعقبتها العديد من التجارب الميدانية الجديدة في بلدان أخرى، مع التركيز على مجالات مهمة مثل الصحة، والائتمان، واعتماد التكنولوجيا الجديدة.

وكان الفائزون الثلاثة في طليعة هذا الأبحاث بسبب عملهم أصبحت التجارب الميدانية طريقة قياسية لخبراء التنمية عند التحقيق في آثار التدابير الرامية إلى تخفيف حدة الفقر.

ربط التجارب الميدانية بالنظرية

التجارب جيدة التصميم موثوقة للغاية – فهي تتمتع بصلاحية داخلية. وقد استخدمت هذه الطريقة على نطاق واسع في التجارب السريرية التقليدية للأدوية الجديدة التي جندت المشاركين بشكل خاص، كان السؤال غالبًا ما إذا كان للعلاج المعين تأثير كبير من الناحية الإحصائية أم لا.

التجارب التي صممها الحائزون على جائزة هذا العام لها ميزتان؛

أولاً: اتخذ المشاركون قرارات فعلية في بيئاتهم اليومية، سواء في مجموعة التدخل أو في المجموعات الضابطة. هذا يعني أن نتائج اختبار تدبير سياسة جديد يمكن تطبيقها في الواقع.

ثانياً: اعتمد الفائزون على النظرة الأساسية التي تشير إلى أن الكثير مما نريد تحسينه (مثل النتائج التعليمية) يعكس العديد من القرارات الفردية (على سبيل المثال بين التلاميذ والآباء والمعلمين). تتطلب التحسينات المستدامة بالتالي فهمًا لـ لماذا يتخذ الناس القرارات التي يتخذونها -القوى الدافعة وراء قراراتهم-. لم يختبر العلماء الثلاثة ما إذا كان تدخل معين قد نجح (أم لا) فقط، ولكن أيضًا لماذا.

دراسة الحوافز والقيود والمعلومات التي حفزت قرارات المشاركين ، استخدم الفائزون نظرية العقد والاقتصاد السلوكي التي تم مكافأته بجائزة العلوم الاقتصادية عامي 2016 و2017 على التوالي.

تعميم النتائج

إحدى القضايا الرئيسية هي ما إذا كانت النتائج التجريبية لها صلاحية خارجية، بمعنى آخر ما إذا كانت النتائج يمكن أن تنطبق في سياقات أخرى.

  • هل من الممكن تعميم نتائج التجارب في المدارس الكينية على المدارس الهندية؟
  • هل تحدث فرقًا إذا كانت هناك منظمة غير حكومية متخصصة أو سلطة عامة تدير تدخلاً معينًا يهدف إلى تحسين الصحة؟
  • ماذا يحدث إذا تم توسيع نطاق التدخل التجريبي من مجموعة صغيرة من الأفراد ليشمل المزيد من الأشخاص؟
  • هل يؤثر التدخل أيضًا على الأفراد خارج مجموعة التدخل، لأنهم محرومون من الوصول إلى الموارد أو يواجهون أسعارًا أعلى؟

بحث الفائزون أيضًا صلاحية تعميم نتائج أبحاثهم، وعلاج أي تداعيات جديدة تنتج عن تطبيق هذه النتائج في البيئات المختلفة، كما أن ربط التجارب والنظريات الاقتصادية يزيد من فرص نجاح تعميم النتائج، لأن أنماط السلوك الأساسية غالبًا ما يكون لها تأثير على سياقات أوسع.

نتائج ملموسة

أدناه ، نقدم بعض الأمثلة على استنتاجات محددة مستقاة من نوع البحث الذي بدأه الفائزون، مع التركيز على دراساتهم الخاصة.

التعليم:

لدينا الآن منظور واضح للمشاكل الأساسية في العديد من مدارس البلاد الفقيرة؛ المناهج والتدريس لا يتوافقان مع احتياجات التلاميذ، وهناك نسبة عالية من التغيب بين المعلمين والمؤسسات التعليمية ضعيفة بشكل عام.

الدراسة المذكورة أعلاه أظهر أن الدعم المستهدف للتلاميذ الضعفاء كان له آثار إيجابية قوية ، حتى في المدى المتوسط وكانت هذه الدراسة بداية عملية تفاعلية تسير فيها نتائج البحوث الجديدة جنبًا إلى جنب مع برامج واسعة النطاق بشكل متزايد لدعم التلاميذ، وصلت هذه البرامج الآن إلى أكثر من 100.000 مدرسة هندية.

تحققت تجارب ميدانية أخرى من عدم وجود حوافز واضحة ومساءلة للمعلمين، الأمر الذي انعكس على مستوى عالٍ من التغيب.

إحدى طرق تعزيز حافز المعلمين هي توظيفهم بعقود قصيرة الأجل يمكن تمديدها إذا كانت نتائجهم جيدة.

دوفلو كريمر وآخرون قارنوا آثار توظيف المعلمين بهذه الشروط أو خفض عدد التلميذ لكل معلم يعمل بعقد دائم، ووجدوا أن التلاميذ الذين لديهم مدرسون بعقود قصيرة الأجل حققوا نتائج اختبار أفضل بكثير، وأن وجود عدد أقل من التلاميذ لكل معلم يعمل بعقد دائم لم يكن له أي آثار مهمة.

بشكل عام، يُظهر هذا البحث الجديد القائم على التجربة في مجال التعليم في البلدان المنخفضة الدخل أن الموارد الإضافية ذات قيمة محدودة عمومًا. ومع ذلك فإن الإصلاحات التعليمية التي تكيف التعليم مع احتياجات التلاميذ لها قيمة كبيرة، كما يعد تحسين الإدارة المدرسية ومحاسبة المعلمين الذين لا يقومون بعملهم من التدابير الفعالة من حيث التكلفة.

الصحة:

​​إحدى القضايا المهمة هي ما إذا كان ينبغي فرض رسوم على الرعاية الطبية والصحية وإذا كان الأمر كذلك فما هي التكلفة التي ينبغي أن تتحملها.

بحثت تجربة ميدانية قام بها كريمر ومؤلف مشارك كيف يؤثر السعر على حبوب التخلص من الديدان في حالات العدوى الطفيلية. وجدوا أن 75 في المائة من الآباء أعطوا أطفالهم هذه الحبوب عندما كان الدواء مجانيًا، مقارنةً بـ 18 في المائة عندما يكلفون بدفع أقل من دولار أمريكي، وهو سعر لا يزال مدعومًا بشكل كبير.

بعد ذلك وجدت العديد من التجارب المماثلة نفس الشيء: الفقراء حساسون للغاية للأسعار فيما يتعلق بالاستثمار في الرعاية الصحية الوقائية.

انخفاض جودة الخدمة هو تفسير آخر لماذا تستثمر العائلات الفقيرة القليل على الإجراءات الوقائية. ومن الأمثلة على ذلك أن العاملين في المراكز الصحية المسؤولة عن التطعيم غالبًا ما يغيبون عن العمل.

بانيرجي ودوفلو وآخرون حققوا فيما إذا كانت عيادات التطعيم المتنقلة -حيث كان طاقم الرعاية دائمًا في الموقع- يمكنها حل هذه المشكلة.

تضاعفت معدلات التلقيح ثلاثة أضعاف في القرى التي تم اختيارها عشوائياً للوصول إلى هذه العيادات، بنسبة 18 في المائة مقارنة بـ 6 في المائة. زاد هذا بدرجة أكبر  إلى 39 في المائة إذا حصلت الأسر على كيس من العدس كمكافأة عندما قاموا بتطعيم أطفالهم.

نظرًا لأن العيادة المتنقلة تكلف مال أكثر أذا عملت لوقت أطول لأقناع العائلات بتطعيم أطفالهم فأن التكلفة الإجمالية للتطعيم قد انخفضت فعليًا إلى النصف على الرغم من النفقات الإضافية للعدس!.

نقص التفكير العقلاني:

في دراسة التطعيم  لم تحل الحوافز وتحسين توافر الرعاية المشكلة بالكامل، حيث ظل 61 في المائة من الأطفال محصنين جزئياً. من المحتمل أن يكون معدل التطعيم المنخفض في العديد من البلدان الفقيرة أسباب أخرى، أحدها هو أن الناس ليسوا دائماً عقلانيين تمامًا. قد يكون هذا التفسير أيضًا مفتاحًا للملاحظات الأخرى التي -على الأقل في البداية- تبدو صعبة الفهم.

واحدة من هذه الملاحظات هي أن الكثير من الناس يترددون في اعتماد التكنولوجيا الحديثة. في تجربة ميدانية مصممة بذكاء من دوفلو وكريمر وآخرون. تم التحقيق في سبب عدم تبني أصحاب الحيازات الصغيرة -خاصة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى- ابتكارات بسيطة نسبيًا مثل الأسمدة الصناعية على الرغم من أنها ستوفر فوائد كبيرة.

أحد التفسيرات هو التحيز الحالي -يأخذ الوقت الحالي قدرًا كبيرًا من وعي الناس لذلك يميلون إلى تأخير قرارات الاستثمار.

عندما يأتي الغد سيواجهون القرار نفسه مرة أخرى ويختارون مرة أخرى تأخير الاستثمار، قد تكون النتيجة حلقة مفرغة لا يستثمر فيها الأفراد في المستقبل على الرغم من أن من مصلحتهم طويلة الأجل تعتمد على القيام بذلك.

وللعقلانية المقيدة آثار مهمة على تصميم السياسات، إذا كان الأفراد متحيزين للأمر الواقع؛  فإن الإعانات المؤقتة تكون أفضل من الإعانات الدائمة: وهو العرض الذي ينطبق هنا فقط ويقلل الآن من حوافز تأخير الاستثمار. هذا هو بالضبط ما اكتشفوه في تجربتهم: كان للإعانات المؤقتة تأثير أكبر بكثير على استخدام الأسمدة من الإعانات الدائمة.

القروض الصغيرة:

استخدم اقتصاديو التنمية أيضًا تجارب ميدانية لتقييم البرامج التي تم تنفيذها بالفعل على نطاق واسع. أحد الأمثلة على ذلك هو إدخال القروض الصغيرة بشكل كبير في مختلف البلدان والتي كانت مصدر تفاؤل كبير.

بانيرجي ودوفلو وآخرون أجرا دراسة أولية عن برامج الائتمانات الصغيرة يركز على الأسر الفقيرة في مدينة حيدر أباد الهندية. أظهرت تجاربهم الميدانية آثارًا إيجابية صغيرة على الاستثمارات في الشركات الصغيرة الحالية، لكنها لم تجد أي آثار على الاستهلاك أو مؤشرات التنمية الأخرى، لا في 18 أو 36 شهرًا. وقد وجدت تجارب ميدانية مماثلة في بلدان مثل البوسنة والهرسك وإثيوبيا والمغرب والمكسيك ومنغوليا نتائج مماثلة.

التأثيرات السياسة:

كان لعمل الفائزين آثار واضحة على السياسة ، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. بطبيعة الحال ، من المستحيل قياس مدى أهمية أبحاثهم بدقة في صياغة السياسات في مختلف البلدان. ومع ذلك ، فمن الممكن في بعض الأحيان رسم خط مستقيم من البحث إلى السياسة.

كان لبعض الدراسات التي ذكرناها بالفعل تأثير مباشر على السياسة، قدمت دراسات الدروس الخصوصية العلاجية حججًا لبرامج الدعم الواسعة النطاق التي وصلت الآن إلى أكثر من خمسة ملايين طفل هندي.

لم تُظهر دراسات التخلص من الديدان أن التخلص من الديدان يوفر فوائد صحية واضحة لأطفال المدارس، ولكن أيضًا أن أولياء الأمور حساسون للغاية للسعر وفقًا لهذه النتائج توصي منظمة الصحة العالمية بتوزيع الدواء مجانًا على أكثر من 800 مليون من تلاميذ المدارس الذين يعيشون في المناطق التي يصاب فيها أكثر من 20 في المائة بنوع محدد من الديدان الطفيلية.

هناك أيضًا تقديرات تقريبية لعدد الأشخاص الذين تأثروا بنتائج البحث هذه. يأتي أحد هذه التقديرات من شبكة الأبحاث العالمية التي ساعد اثنان من الفائزين في العثور عليها (J-PAL)؛ البرامج التي تم توسيع نطاقها بعد تقييمها من قبل الباحثين في الشبكة وصلت إلى أكثر من 400 مليون شخص.

ومع ذلك قلل هذا بشكل واضح من التأثير الكلي للبحوث لأنه بعيدًا عن جميع الاقتصاديين في مجال التنمية المرتبطة بـ J-PAL. ينطوي العمل على مكافحة الفقر أيضًا وعدم استثمار الأموال في تدابير غير فعالة.

أصدرت الحكومات والمنظمات موارد كبيرة لاتخاذ تدابير أكثر فعالية من خلال إغلاق العديد من البرامج التي تم تقييمها باستخدام أساليب موثوقة وأثبتت أنها غير فعالة.

كان لبحوث الفائزين تأثير غير مباشر على تغيير كيفية عمل الهيئات العامة والمنظمات الخاصة، من أجل اتخاذ قرارات أفضل وبدأت أعداد متزايدة من المنظمات التي تكافح الفقر العالمي بشكل منهجي في تقييم التدابير الجديدة، وغالبًا ما تستخدم التجارب الميدانية.

لعب الفائزين هذا العام دوراً حاسماً في إعادة تشكيل البحوث في اقتصاديات التنمية. على مدى 20 عامًا فقط وأصبح الموضوع مجالًا مزدهرًا، تجريبيًا في المقام الأول. وساعد هذا البحث الجديد القائم على التجربة بالفعل في التخفيف من وطأة الفقر العالمي ولديه إمكانات كبيرة لزيادة تحسين حياة أكثر الناس فقراً على الكوكب.

المصدر:

بيان لجنة نوبل

بيتر هاندكه: موهبة عدائية وجائزة نوبل مثيرة للجدل

بيتر هاندكه: هل يستحق هذا الكاتب مثير الجدل جائزة نوبل الآداب 2019؟

هو كاتب مسرحي نمساوي وروائي وشاعر وكاتب مقالات وواحد من أشهر كتاب الألمانية في النصف الثاني من القرن العشرين فاز بجائزة نوبل الآداب 2019.

رغم مُعادته الدائمة الأدب الألماني المعاصر ووصفه له بأنه يعاني من «عجز الوصف-Beschreibung Impotence» إلا أنه خاض معركة مع اللغة الألمانية التي أعتبرها تلوثت بوصمة النازية وتحتاج إلى استردادها كلمة تلو الأخرى، لذا فهو يكتب بالألمانية لكنه يتبع مدرسة الرواية الجديدة في الأدب الفرنسي «le Nouveau Roman»

بعد أكثر من خمسين عامًا وأنتاج عددًا كبيرًا من الأعمال شديدة التنوع من كتب وروايات ومقالات ومذكرات وأعمال درامية وسيناريوهات، وبعد أن أثبت نفسه كأحد الكتاب الأكثر نفوذاً في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، فاز بجائزة نوبل الآداب 2019 عن:
«عمله المؤثر الذي كشف براعته اللغوية وخصوصية تجربته الإنسانية»

من هو بيتر هاندكه الفائز بنوبل الآدب 2019؟

ولد «بيتر هاندكه-Peter Handke» عام 1942 في قرية تدعى غريفين تقع في منطقة كارنتن في جنوب النمسا. وهي مسقط رأس والدته ماريا التي تنتمي إلى الأقلية السلوفينية بالبلاد، أما والده فكان جنديًا ألمانيًا لم يلتق به قبل بلوغه سن الرشد لذا نشأ هو وأشقائه مع والدته وزوجها برونو هاندكه. 

انتقلت العائلة لبرلين تحت الحكم السوفيتي لفترة قصيرة لكن نظرًا لتضرر المدينة من آثار الحرب عادت الأسرة واستقرت في غريفين، وبعد الانتهاء من الدراسة في مدرسة قريتهم الصغيرة تم قبوله في مدرسة ثانوية مسيحية في مدينة كلاغنفورت عام 1961 ثم انتقل لدراسة القانون في جامعة غراتس لكنه ترك الدراسة بعد بضع سنوات عندما نشرت روايته الأولى «الدبابير- Die Hornissen» المنشورة عام 1966، وهي رواية تجريبية مزدوجة حيث نجد إحدى شخصيات الرواية تجمع قطع الشخصيات الأخرى لقارئ غير معروف!

انتحار والدته

انتحرت والدته عام 1971 -وهو موضوع «روايته الحزن وراء الأحلام، والتفكير في حياتها»- وفقًا كتاب سيرته الذاتية فقد ساهم إدمان زوج أمه  برونو والحياة الثقافية المحدودة في القرية الصغيرة التي عاشوا فيها في كراهية للعادات والتقاليد.

الفائز بـ نوبل الآداب 2019

«إهانة الجمهور»

ما لفت انتباه الجمهور إلى أنه كاتب مسرحي غير تقليدي هو أول دراما هامة له وهي مسرحية «إهانة الجمهور-Publikum Beach Impfung» عام 1969 والتي تتمثل فكرتها الرئيسية في جعل الممثلين يهينون الجمهور ببساطة لحضورهم! حيث يقوم أربعة ممثلين بتحليل طبيعة المسرح لمدة ساعة ثم يهينون الجمهور بالتناوب ويتمادون في ذلك حتى يثيروا ردود أفعال متنوعة من الجمهور. 

«كاسبر»

العديد من مسرحيات هاندكه تفتقر إلى الحبكة التقليدية والحوار والشخصيات الطبيعية، ولكن القطعة الدرامية الأهم له هي أول مسرحية كاملة كتبها وتسمى «كاسبر- Kaspar» عام 1968 والتي تصور البطل «كاسبر هاوزر» على أنه بريء شبه عاجز عن الكلام دمرته محاولات المجتمع لفرض لغته وقيمه عليه.

 

 «قلق حارس المرمى من ركلة الجزاء»

روايات هاندك في معظمها مفرطة الترابط لشخصيات في حالة ذهَنية قصوى فنجد روايته الشهيرة «قلق حارس المرمى من ركلة الجزاء» 1970 هي قصة إبداعية عن لاعب كرة قدم سابق يرتكب جريمة قتل بلا سبب ثم ينتظر القبض عليه.

المرأة ذات اليد اليسرى

أما رواية «المرأة ذات اليد اليسرى» عام 1976 هي وصف متعاطف للأم الشابة التي تتعامل مع الارتباك الذي تشعر به بعد انفصالها عن زوجها، وبها بعض سمات والدة الكاتب التي مرت بنفس الظروف من قبل.

أسلوبه الأدبي

يقيم هاندكه منذ 1990 في شافيل، جنوب غرب باريس ومنها قام بالعديد من الرحلات الإنتاجية، تمتلئ أعماله برغبة قوية في الاستكشاف من خلال إيجاد تعبيرات أدبية جديدة، تتميز عمله بروح المغامرة القوية لكنها أيضًا مليئة بالحنين.

كما كتب هاندكه قصصا قصيرة ومقالات دراما إذاعية وأعمال السيرة الذاتية. والسمة السائدة في كتاباته هو أن اللغة العادية والواقع اليومي والنظام العقلاني المصاحب لها يكون لهم تأثير مقيد ومميت على البشر وتكمن السعادة في اللاعقلانية والارتباك وحتى الجنون.

السينما والتلفزيون

شارك هاندك في صناعة العديد من الأفلام، فقد شارك في كتابة سيناريوهات أفلام المخرج Wim Wenders، كما صاغ نصوصًا للأفلام وبرامج التلفزيون المأخوذة عن أعماله، بالإضافة إلى ذلك أخرج ثلاثة أفلام روائية، كما تم إصدار الفيلم الوثائقي Peter Handke عن حياته عام 2016.

الجدل السياسي

لكن سمعته السياسية طغت على إنتاجه الأدبي والفني بعد عام 2006. أثار دعمه للديكتاتور «سلوبودان ميلوشيفيتش- Slobodan Milošević» الرئيس السابق ليوغوسلافيا والذي توفي في ذلك العام أثناء محاكمته بتهمة الإبادة الجماعية وجرائم الحرب!

 ثم أثار تحدثهُ في جنازة ميلوشيفيتش جدلًا واسعا ورد فعل معادي أدى إلى سحب جائزة هاينريش هاينه منه هذا العام رغم أنه أعلن رفضها قبل أن يتم سحبها منه.

في جنازة سلوبودان ميلوشيفيتش

فهل تظن أنه يستحق نوبل رغم مواقفه السياسية والعدائية تجاه المجتمع وقيمه وتقاليده أم أنها جائزة غير مستحقة؟

المصادر:

هل تستعيد جائزة نوبل للأدب مكانتها بعد الفضائح الجنسية والمالية ؟

لأول مرة في تاريخ جائزة نوبل يتم الإعلان عن جائزتي نوبل وليس واحدة فقط عن عام 2018 و2019 في نفس الوقت فما هو مصير جائزة نوبل للأدب بعد الفضائح الجنسية والمالية؟

سيحصل كل فائز على أكثر من 910,000 دولار من أموال الجائزة والإشادة الدولية المصاحبة للفائزين بجائزة نوبل.

وتأتي هذه الخطوة غير العادية لمنح جائزتين في وقت واحد بعد مزاعم الاعتداء الجنسي واستقالات متعددة عام 2017 هزت الأكاديمية السويدية -المؤسسة المسؤولة عن إدارة جائزة نوبل- مما أدى إلى إلغاء إعلان جائزة 2018. 

عشاء الأكاديمية الملكية السويدية

بينما تستعد الأكاديمية للإعلان عن الفائزين في 2018 و 2019 ، هل يمكنها إعادة بناء الثقة فيما تمثله الجائزة؟

بعد بدأ حركة #MeToo في الولايات المتحدة أكتوبر 2017  واجهت العديد من الجامعات والمنظمات والشركات اتهامات بالاعتداء الجنسي والتحرش وتم محاسبة هذه الجهات على كيفية تعاملها مع هذه الاتهامات ومعاقبة مرتكبيها. 

بما في ذلك الأكاديمية السويدية وهي مؤسسة ثقافية عمرها 233 عامًا كانت مسؤولة عن منح جائزة نوبل للآداب منذ إنشائها عام 1901 كما هو الحال مع باقي الجوائز «الأكاديمية واحدة من الأكاديميات الملكية السويدية ، تكون بـ 18 عضوًا منتخبًا مدى الحياة».

الفضائح الجنسية والمالية

في نوفمبر 2017  نشرت صحيفة «داجينز نيهيتر-Dagens Nyheter» السويدية ادعاءات من 18 امرأة تتهم المصور الفرنسي «جان كلود أرنو-Jean-Claude Arnault» بالاعتداء الجنسي، كان أرنو وزوجته الكاتبة «كاترينا فروستنسون- Katarina Frostenson» عضوين في الأكاديمية السويدية ومن أبرز الشخصيات الثقافية في البلاد في ذلك الوقت. 

بعد نشر الادعاءات زعمت تقارير أخرى وجود تضارب في المصالح فيما يتعلق بنادي الفنون الذي يديره أرنو وفروستنسون وتدعمه الأكاديمية، وأفيد أيضًا أن آرنو البالغ من العمر الآن 72 عامًا  ربما كان مسؤولاً عن تسريب القائمة المختصرة للمؤلفين المرشحين لنيل جائزة الأدب سبع مرات منذ عام 1996! 

(القائمة سرية تمامًا ولا يُسمح بأعلانها قبل 50 عامًا من وضعها!).

«جان كلود أرنو» و وزوجته الكاتبة «كاترينا فروستنسون»

مزيد من الفضائح!

 وسرعان ما توالت الفضائح حيث أعلنت الباحثة والأدبية «سارة دانيوس- Sara Danius» والتي كانت أول امرأة تقود الأكاديمية أنها أيضًا تعرضت للاعتداء الجنسي من قبل أرنو، ومع ذلك اضطرت دانيوس إلى الاستقالة من الأكاديمية بضغط من المدافعين عن أرنولت وفروستينسن!

السكرتيرة الدائمة للأكاديمية السويدية سارة دانيوس تتحدث إلى الصحفيين أثناء مغادرتها اجتماعًا في الأكاديمية السويدية في ستوكهولم بالسويد في 12 أبريل 2018.

بعدها استقال العديد من الأعضاء دعما لدانيوس وأبرزهم السكرتير السابق للأكاديمية «هوراس إنجدل-Horace Engdahl» قائلا: 

«لن يكون التاريخ رحيمًا بشأن ما تواجهه الأكاديمية السويدية اليوم لا سيما السيد إنجل ، وهذا أكثر ما سيتم تذكره على الإطلاق». 

هوراس انجدل

الأحكام الجنائية

بعد الغاء الجائزة العام الماضي  أدين أرنو بتهمة الاغتصاب في أكتوبر 2018 وحُكم عليه بالسجن لمدة عامين وغرامة قدرها 11000 دولار، لكنه استأنف الحكم بعد شهرين وتمت إدانته بتهمتين بالاغتصاب وغرامة أخرى قدرها 24000 دولار وحبسه منزليًآ لمدة 30 شهرًا.

جائزة نوبل للأدب بعد الفضائح الجنسية والمالية

اليوم سيتم منح جائزة نوبل للآداب لعامي 2018 و 2019 بوجود الفائزين في السنوات السابقة بمن فيهم الروائي الياباني كازو إيشيجورو، وكاتب الأغاني والمغني بوب ديلان، والصحفي الاستقصائي البيلاروسي سفيتلانا أليكسييفيتش.

إصلاحات وتعهدات

ويعتقد مجلس إدارة مؤسسة نوبل أن الخطوات التي اتخذتها الأكاديمية السويدية وتعتزم اتخاذها ستعيد الثقة في الأكاديمية كمؤسسة مانحة للجوائز،فخلال العام الماضي أجرت مؤسسة نوبل حوارًا وثيقًا مع الأكاديمية السويدية حول هذه المشكلات وتم تنفيذ العديد من التغييرات المهمة منذ ذلك الحين ومنها:

  • تم تعديل لوائح الأكاديمية وتوضيح الهيكل التنظيمي.
  • أتباع نظام يدعم الشفافية المالية.
  • السماح للأعضاء بالاستقالة.
  • انتخاب عدة أعضاء جدد.
  • الاستعانة بخمسة أعضاء خارجيين مستقلين.
  • كما لم تعد الأكاديمية تضم أي أعضاء متهمون بتضارب المصالح أو خاضعين لتحقيقات جنائية.
  • وتعهدت الأكاديمية بالتحقيق في مسألة كيفية التعامل مع حالات التحرش والطرد في المستقبل.

فهل يكفي هذا لنثق في هذه الجائزة واستحقاقها مرة أخرى أم تلوثت سمعتها للأبد ولم تعد ذات قيمة أدبية تذكر؟

المصادر:
صحيفة الجارديان

موقع البي بي سي

بيان لجنة نوبل

جائزة نوبل 2010: 1 , 2

بطاريات الليثيوم الفائزة بجائزة نوبل الكيمياء 2019 ، كيف تعمل؟ وما أهميتها في حياتنا؟

بطاريات الليثيوم الفائزة بجائزة نوبل الكيمياء 2019 ، كيف تعمل؟ وما أهميتها في حياتنا؟

بطاريات الليثيوم الفائزة بجائزة نوبل الكيمياء 2019 حولك في كل مكان، في هاتفك النقّال وفي سيارتك وفي حاسوبك المحمول وغيرها من الأجهزة التي لا تُلزمك الإلتصاق بجانب قابس الكهرباء كي تبقى حية، في هذا المقال سنأخذكم معنا في جولة إلى عالم البطاريات وتطورها لتعرف كيف تعمل؟ وما أهميتها في حياتنا؟ وصولا إلى بطاريات الليثيوم التي كانت سببا لنيل جائزة نوبل في الكيمياء عام 2019.

بطارية الليثيوم الفائزة بجائزة نوبل الكيمياء 2019 المستخدمة في حياتنا يوميًا

مبدأ عمل البطارية بوجه عام

تحتوي البطارية على عدد من الخلايا والتي تتكون من قطبان موصولان بدارة كهربائية ويفصل بين القطبين محلول أيوني يحوي أيونات موجبة وسالبة، كما يفصل بين القطبان حاجز يمنع تكون دارة كهربائية قصيرة. تبدأ عملية الشحن بأكسدة القطب السالب والذي يعرف بـ«الأنود»، مما يؤدي إلى حركة الألكترون خلال الدارة بإتجاه القطب الموجب المسمى «كاثودا» فيختزل الإلكترون القادم من الدارة، وتعتمد فولتية البطارية على مقدار فرق الجهد بين القطبين وتتم كامل العملية بصورة لحظية أما عملية إعادة الشحن فتتم بصورة عكسية غير لحظية وتحتاج إلى مصدر كهربائي خارجي.

بدايات بطاريات الليثيوم الفائزة بجائزة نوبل الكيمياء 2019

أولى البطاريات ظهوراً هي البطارية الفولتية والتي يمثل فيها عنصر «الزنك» الأنود الذي ينتج الإلكترون للدارة، على الجهة المقابلة يقف كاثود النحاس معتمدا على الظروف المحيطة، ففي جوٍ مليء بالأكسجين يتأكسد النحاس جزئيًا إلى CuO ومن ثم يختزل إلى «النحاس» الحُر مجددًا. أما في غياب الأكسجين يُختزل البروتون الموجود في المحلول الأيوني إلى الهيدروجين على سطح النحاس وتصل فولتية البطارية ما بين 0,8 – 1,1 إعتمادًا على المحيط، كما أن هذه البطارية غير قابلة لإعادة الشحن.

بطاريات (الرصاص-الحمض) المستخدمة كبطارية ابتدائية للسيارات تتشابه إلى حدٍ كبير مع البطارية الفولتية، لكنها تختلف عنها في خاصية إعادة الشحن، نذكر أيضا بطارية «النيكل- الحديد» وبطارية «النيكل-الكادميوم» والتي تعتبر أسلافًا لبطارية «النيكل-الهيدرايد الفلزي».

الليثيوم

تم اكتشاف عنصر الليثيوم عام 1817، بعدده الذري 3، وبكثافته التي لا تتجاوز 0,53 جم/مل ويعد أخف عنصر فلزي كما أنه يمتلك جهد اختزال معياري منخفض، مما يجعله مرشحًا قويًا مناسبًا لخلايا البطاريات عالية الفولتية ومرتفعة الكثافة، وبما أنه عنصر نشط سريع التفاعل، فهو ما يستوجب حمايته وعدم تعريضه للهواء.

عنصر الليثيوم وأيونه الفائزة بجائزة نوبل الكيمياء 2019

تخلل الكاثود

نظرا لأن مرشحنا وعنصرنا النشط قد استحوذ على إعجاب العلماء حيث نصبوه أنودًا، اتجهت الأنظار وقتها لإيجاد كاثود مناسب يحقق جهد فولتي عالي، وقد وقع الإختيار على «TiS2» حيث أثبت هذا المركب قدرته على إحتواء الكترون الليثيوم. فالترتيب الصفائحي لمركب TiS2 وبينها أيونات الليثيوم، سمح لها بالتخلل، كما قدم العالم «والتر رودف-Walter Rudoff» التخلل الكيميائي في الأمونيا السائلة منتجًا «Li(0.6)/TiS2»، لكن الثورة الحقيقية كانت عندما استطاع «إم ستانلي وايتيجتون-M.Stanely Whittington» و «فريد جامبل-Fred Gamble» إيضاح أن عملية التخلل تتم ضمن الصيغة «Li(x)TiS2» حيث x أكبر من صفر وأقل أو تساوي واحد. هذه المادة كانت نظير «CdI(2)-NiAs» وأيونات الليثيوم وهذا بدوره حفز وايتنجون لإكتشاف التخلل الكهروكيميائي في هذه المواد، ومع بداية 1973 قدّم هذه المواد كأقطاب في البطاريات.

خلية بطاريات الليثيوم الفائزة بجائزة نوبل الكيمياء 2019

خلية البطارية مكونة من عنصر الليثيوم كـ أنود و«TiS2» كـ كاثود و«LiPF6» كمحلول أيوني مُذاب في «كربونات البروبيلين-Propylene carbonate» القوة المُحركة الكهربائية للخلية تقترب من 2.5 فولت وتظهر كثافة التيار الأساسي قريبة من ١٠ مترأمبير لكل سم مربع وهذا يعطينا: «(XLi + TiS(4) – → Li(x)TiS(2» ويستمر التفاعل بتخلل أيونات الليثيوم في شبكة «TiS2».

عملياً:

يتم خلط بودرة TiS2 مع «التفلون-Teflon» وترتبط مع داعم معدني مُحاط بفلز بولي بروبالين ومعدن الليثيوم. ولزيادة مرونة الدارة وحركتها بنسبة ١١٠٠ مرة أكبر، يتم غمس خليط من «تيتراهيدروفيوران-Tetrahydrofuran» و «Dimethoxyethane» يحوي على «LiClO 4».

المشكلة التي نسعى لحلها الآن هي حماية الليثيوم وتقليل تفاعله مع الجو، حيث أنه تم العثور على زوائد شجرية تكونت على سطح الخلية لها القدرة على اختراق الطبقة العازلة والوصول إلى القطب الآخر وبالتالي تكون دارة قصيرة أدت إلى انفجارات.

تكوين زوائد وشجيرات الليثيوم التي تتسبب في الدارة القصيرة

الحل أتى في نهاية عام 1979:

على يد «جون جودنوف-John B.Goodenough» وزملائه في جامعة أكسفورد الفائزون بنوبل الكيمياء 2019 وفقًا لبيان اللجنة العلمية لنوبل ، حيث وجد أن «Li(x)CoO» وهو مركب نظير «Li(x)TiS 2» من الممكن أن يعمل كـ «كاثود» لكن بدون توسع الشبكة حيث أن عنصر صغير سالب الشحنة كالأكسجين الذي سيأخذ الأيون الموجب بعملية مصحوبة بتغير أكبر في الطاقة الحرة السالبة وبفولتية أعلى كما أنه سيُتاح لأيونات الليثيوم حركة كافية في شبكات الأكسجين المغلفة المُغلقة، وقد تحقق ذلك مع فرق جهد وصل 5,4 فولت.

بطاريات الليثيوم المعتمدة على الـ LixCoO2

الثورة الثالثة في عالم البطاريات:

تمت في عام 1985 على يد مجموعة بقيادة «اكيرا يوشين- Akira Yoshin» حيث لجأ إلى مركبات الفحم البترولية المستقرة، تتكون هذه المادة من خليط كريستالي وغير كريستالي، وبإستخدام درجة كريستالية محددة ومستقرة بحيث تشكل المنطقة المحيطة حماية للجزء الكريستالي، فاستطاعت أيونات الليثيوم وبشكل متكرر التخلل في هذه المواد. طوّر يوشين بطارية الليثيوم إعتمادًا على ترتيب إنتقال الأيون في الخلية، واستخدم الكربون كـ «أنود» و«Li(x)CoO 2» ك «كاثود»، وتتألف الطبقة العازلة من البولي ايثلين أو بولي بروبولين، والمحلول الأيوني عبارة عن «LiClO 4» المُذاب في كربونات البروبولين. هذه التطورات أدت إلى إنتاج بطاريات الليثيوم تجاريا عام 1991 بفولتية تصل إلى 4.1 و بكثافة طاقة أقتربت من 200 وات لكل لتر، واتضح أن أدخال الجرافيت مع المكونات الأيونية المناسبة بدوره قد يوصل الفولتية إلى 4.2 وبطاقة تقترب من 400 وات لكل لتر.

انتقال أيون الليثيوم داخل بطاريات الليثيوم وتعديلاتها

المصادر:
بيان جائزة نوبل الكيمياء العلمي 2019

(1) Volta, A. On the Electricity Excited by the Mere Contact of Conducting Substances of Different
Kinds. Philos. Trans. Royal Soc. 1800, 90, 403–431.
(2) Planté, G. Nouvelle Pile Secondaire d’une Grande Puissance. Comptes Rendus Acad. Sci.
1860.
(3) Planté, G. The Storage of Electrical Energy: And Researches in the Effects Created by
Currents Combining Quantity with High Tension; London: Whittaker, 1887.

(4) Placke, T.; Kloepsch, R.; Dühnen, S.; Winter, M. Lithium Ion, Lithium Metal, and Alternative
Rechargeable Battery Technologies: The Odyssey for High Energy Density. J. Solid State
Electrochem. 2017, 21 (7), 1939–1964.
(5) Munro, J. Pioneers of Electricity; or, Short Lives of the Great Electricians; London: The
Religious Tract Society, 1890.
(6) Sinsteden, W. J. Versuche über den Grad der Continuität und die Stärke des Stroms eines
grössern magneto-elektrischen Rotations. Ann. Phys. Chem. 1854, 92, 1–21.
(7) Gautherot, N. Sur le galvanisme. Ann. Chim. 1801, 39, 203–210.
(8) Jungner, E. W. Sätt att på elektrolytisk väg förstora ytan af sådana metaller, hvilkas
syreföreningar äro kemiskt olösliga i alkaliska lösningar. Swedish patent no. 15567, 1901.
(9) Jungner, E. W. Primärt eller sekundärt elektriskt element. Swedish patent no. 10177, 1899.
(10) Edison, T. A. Reversible Galvanic Battery. US patent no. 692,507, 1902.
(11) Arfwedson, J. A. Untersuchung einiger bei der Eisen-Grube von Utö vorkommenden Fossilien
und von einem darin gefundenen neuen feuerfesten Alkali. J. Chem. Phys. 1818, 22, 93–117.
(12) Berzelius, J. J. Ein neues mineralisches Alkali und ein neues Metall. J. Chem. Phys. 1817, 21,
44–48.
(13) Glaize, C.; Genié, S. Lithium Batteries and Other Electrochemical Storage Systems; ISTE
Ltd., 2013.
(14) Lewis, G. N.; Keyes, F. G. The Potential of the Lithium Electrode. J. Am. Chem. Soc. 1913,
35, 340–344.
(15) Harris, W. S. Electrochemical Studies in Cyclic Esters; PhD thesis, University of California,
Berkeley, 1958.
(16) Yao, Y.-F. Y.; Kummer, J. T. Ion Exchange Properties of and Rates of Ionic Diffusion in BetaAlumina. J. Inorg. Nucl. Chem. 1967, 29 (9), 2453–2475.
(17) Kummer, J. T.; Neill, W. Thermo-Electric Generator. US patent No. 3,458,356, 1969.
(18) Newman, J. Transport in Electrolytic Solutions. Adv. Electrochem. Electrochem. Eng. 1967,
5, 87–135.
(19) Whittingham, M. S. Chemistry of Intercalation Compounds: Metal Guests in Chalcogenide
Hosts. Prog. Solid State Chem. 1978, 12 (1), 41–99.
(20) Rüdorff, W. Chimia 1965, 19, 489.
(21) Bichon, J.; Danot, M.; Rouxel, J. Systematique Structurale Pour Les Series d’intercalaires
Mxtis2 (M= Li, Na, K, Rb, Cs). Comptes Rendus Acad. Sci., Ser. C, Sci. Chim. 1973, 276, 1283–
1286.

(22) Whittingham, M. S.; Gamble, F. R. The Lithium Intercalates of the Transition Metal
Dichalcogenides. Mater. Res. Bull. 1975, 10 (5), 363–371.
(23) Whittingham, M. S. Electrointercalation in Transition-Metal Disulphides. J. Chem. Soc.,
Chem. Commun. 1974, 328–329.
(24) Whittingham, M. S. Batterie à Base de Chalcogénures. Belgian patent no. 819672, 1975.
(25) Whittingham, M. S. Electrical Energy Storage and Intercalation Chemistry. Science 1976,
192 (4244), 1126–1127.
(26) Whittingham, M. S. History, Evolution, and Future Status of Energy Storage. Proc. IEEE
2012, 100, 1518–1534.
(27) Armand, M. B. Intercalation Electrodes. In Materials for Advanced Batteries. NATO Conf.
Ser. (VI Mater. Sci.); Murphy, D. W., Broadhead, J., Steele, B. C. H., Eds.; Springer, Boston, MA,
1980, 2, 145–161.
(28) Armand, M.; Touzain, P. Graphite Intercalation Compounds as Cathode Materials. Mater.
Sci. Eng. 1977, 31, 319–329.
(29) Rüdorff, W.; Hofmann, U. Über Graphitsalze. Z. Anorg. Allg. Chem. 1938, 238, 1–50.
(30) Schafhaeutl, C. Über die Verbindungen des Kohlenstoffes mit Silicium, Eisen und anderen
Metallen, welche die verschiedenen Gallungen von Roheisen, Stahl und Schmiedeeisen bilden. J.
Prakt. Chem. 1840, 3, 129.
(31) Fredenhagen, K.; Cadenbach, G. Die Bindung von Kalium durch Kohlenstoff. Z. Anorg. Allg.
Chem. 1926, 158, 249.
(32) Goodenough, J. B.; Mizushima, K. Fast Ion Conductors. US patent no. 4,357,215, 1982.
(33) Mizushima, K.; Jones, P. C.; Wiseman, P. J.; Goodenough, J. B. LixCoO2 (0<x<-1): A New
Cathode Material for Batteries of High Energy Density. Mater. Res. Bull. 1980, 15 (6), 783–789.
(34) Yoshino, A.; Sanechika, K.; Nakajima, T. Secondary Battery. US patent no. 4,668,595, May
26, 1987.
(35) Yoshino, A.; Sanechika, K.; Nakajima, T. Japanese patent no. 1989293, 1985.
(36) Yoshino, A. The Birth of the Lithium-Ion Battery. Angew. Chem. Int. Ed. 2012, 51, 5798–
5800.
(37) Nishi, Y. The Development of Lithium Ion Secondary Batteries. Chem. Rec. 2001, 1, 406–
413.
(38) Fong, R.; Sacken, U. von; Dahn, J. R. Studies of Lithium Intercalation into Carbons Using
Nonaqueous Electrochemical Cells. J. Electrochem. Soc. 1990, 137 (7), 2009–2013.

(39) Peled, E. The Electrochemical Behavior of Alkali and Alkaline Earth Metals in Nonaqueous
Battery SystemsThe Solid Electrolyte Interphase Model. J. Electrochem. Soc. 1979, 126 (12),
2047–2051.
(40) Padhi, A. K.; Nanjundaswami, K. S.; Goodenough, J. B. Phospho-Olivines as PositiveElectrode Materials for Rechargeable Lithium Batteries. J. Electrochem. Soc. 1997, 144, 1188–
1194.
(41) Thackeray, M. M.; David, W. I. F.; Bruce, P. G.; Goodenough, J. B. Lithium Insertion into
Manganese Spinels. Mater. Res. Bull. 1983, 18, 461–472.

بطارية الليثيوم الفائزة بجائزة نوبل الكيمياء 2019 المستخدمة في حياتنا يوميًا

نوبل الكيمياء 2019 | من هم الفائزون وما سبب فوزهم؟

نوبل الكيمياء 2019 وبطاريات الليثيوم

قررت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم أن تمنح جائزة نوبل الكيمياء 2019 إلى: 

  • (جون ب. جودنوف- John B. Goodenough) 
  • (ام. ستانلي ويتنغهام- M. Stanley Whittingham)
  • (اكيرا يوشينو-Akira Yoshino)

 وذلك لتطويرهم بطاريات الليثيوم.

نبذة عن الفائزين بجائزة نوبل الكيمياء 2019

ستانلي ويتنغهام

ولد عام 1941 في بريطانيا وحصل على شهادة الدكتوراه عام 1968 من جامعة أوكسفورد، وعمل بروفيسور في جامعة بينغهامتون في الولايات المتحدة الأمريكية.

جون جودنوف

ولد عام 1922 في مدينة جينا في ألمانيا وحصل على شهادة الدكتوراه عام 1952 من جامعة شيكاغو بأمريكا، وشغل منصب رئيس كلية كوكريل الهندسية في جامعة تكساس.

اكيرا يوشينو

ولد عام 1948 في مدينة سويتو في اليابان وحصل على شهادة الدكتوراه عام 2005 من جامعة أوساكا اليابانية، كما حصل على الزمالة الفخرية من مؤسسة اساهي كاساي في طوكيو، وعمل بروفيسور في جامعة مياجو في اليابان.

بطاريات الليثيوم وسبب فوزها بجائزة نوبل الكيمياء 2019

بفضل هؤلاء العلماء تمكن العالم من صنع كل الأشياء التي يمكن إعادة شحنها، تُستخدم تلك البطاريات القوية في كل شيء بداية من الهواتف المحمولة وحتى أجهزة اللابتوب والأجهزة الكهربائية، أضف على ذلك قدرتها على تخزين كميات كبيرة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية، جاعلةً حلم الاستغناء عن الوقود الحفري ممكناً.

دور ستانلي ويتنغهام

بدأت فكرة صنع بطاريات الليثيوم أيون أثناء أزمة الوقود في السبعينيات، سعى وقتها العالم ستانلي ويتنغهام إلى تطوير تقنيات توفر طاقة بعيدة عن الوقود الحفري. فبدأ بحثه بدراسة المواد (فائقة التوصيل-Superconductors) وأكتشف حينها مادة غنية بالطاقة استخدمها في صنع قطب كاثود مبتكر في بطارية الليثيوم، تلك المادة كانت (ثنائي كبريتيد التيتانيوم – titanium disulfide) والتي – على المستوى الجزيئي – تمتلك مسافات بينية تستطيع استيعاب أيونات الليثيوم. أما قطب الأنود فقد استخدم ستانلي معدن الليثيوم في صنعه والذي يمتلك قدرة كبيرة على فقد الإلكترونات.

وبهذا أُنتجت أول بطارية بجهد عظيم يقدر ب 2 فولت، بالرغم كون معدن الليثيوم شديد التفاعل وكون البطارية قابلة للانفجار حينها.

دور جون جودنوف

جاء بعد ذلك دور العالم جون جودنوف، الذي تنبأ بإمكانية زيادة جهد بطارية الليثيوم بمجرد تبديل ثنائي كبريتيد المعدن بأوكسيد المعدن. وبعد بحث قدمه عام 1980، توصل إلى أن استخدام قطب كاثود مصنوع من أوكسيد الكوبالت مع أيونات الليثيوم ينتج بطارية بجهد يصل إلى 4 فولت، والذي كان اكتشاف جلل وقتها، جذب انتباه جميع الأوساط العلمية.

دور اكيرا يوشينو

باستخدام قطب الكاثود الذي طوره جودنوف، قام اكيرا يوشينو عام 1985بابتكار أول نسخة من بطاريات الليثيوم الآمنة التي يمكن استخدامها تجارياً. فبدلاً من استخدام الليثيوم النشط الغير آمن في قطب الأنود، قام باستخدام (فحم الكوك- petroleum coke) وهو مادة كربونية تملك نفس خصائص قطب الكاثود من حيث قدرتها على استيعاب أيونات الليثيوم.

تضافر جهود العلماء الثلاثة

وكانت نتيجة جهود العلماء الثلاثة بطارية قوية يمكن إعادة شحنها مئات المرات قبل أن يقل أداءها، فالشيء المميز في بطاريات الليثيوم أيون أن عملها لا يعتمد على تفاعل كيميائي يقوم بتدمير الأقطاب، لكن على انسياب أيونات الليثيوم ذهاباً وأياباً بين قطبي الكاثود والأنود.

وبدخول بطارية الليثيوم السوق التجاري عام 1991، حدثت ثورة في عالمنا وانفتح الطريق أمام غزو التقنيات اللاسلكية والطاقة الغير أحفورية حياتنا.

كيف أحدث الفائزون بجائزة نوبل الفيزياء 2019 ثورة في علم الفلك؟

كيف أحدث الفائزون بجائزة نوبل الفيزياء 2019 ثورة في علم الفلك؟

كيف أحدث الفائزون بجائزة نوبل ثورة في علم الفلك؟ استكشف ميشيل مايور-Michel Mayor وديدييه كويلوز Didier Queloz مجرة درب التبانة بحثا عن عوالم مخفية. وفي عام 1995، قاموا باكتشاف أول كوكب خارج نظامنا الشمسي يدور حول نظير شمسي.

تحدى اكتشافهم أفكارنا حول هذه العوالم الغريبة وأفضى إلى ثورة في علم الفلك. إن الكواكب الخارجية المعروفة التي يزيد عددها عن 4000 كوكب تثير الدهشة بأشكالها الغنية، حيث أن معظم هذه الكواكب لا تشبه نظامنا في شيء. وقد دفعت هذه الإكتشافات الباحثين الى تطوير نظريات جديدة عن العمليات الفيزيائية المسؤولة عن ولادة الكواكب.ويتفق معظم علماء الكون الآن على أن نموذج الانفجار العظيم هو قصة حقيقية عن أصل الكون وتطوره، على الرغم من أن 5 في المائة فقط من مادته وطاقته أصبحت معروفة الآن. هذه القطعة الصغيرة من المادة تجمعت في النهاية لتصنع كل ما نراه حولنا من النجوم والكواكب والأشجار والأزهار والبشر أيضاً. هل نحن وحدنا في الكون؟ أهناك حياة في مكان آخر في الفضاء على كوكب يدور حول شمس أخرى؟ لا أحد يعلم لكننا نعرف الآن أن الشمس ليست وحدها التي تملك كواكب، وأن معظم مئات بلايين النجوم في درب التبَّانة ينبغي أن تكون مرافقة أيضا لكواكب. يعرف الفلكيون الآن أكثر من 4000 كوكب خارجي واكتُشفت عوالم جديدة غريبة لكن لا شيء يبدو مثل نظامنا الكوكبي.

علن ميشيل مايور وديدييه كويلوز اكتشافهما المثير في مؤتمر فلكي عقد في فلورنسا الإيطالية في 6 أكتوبر من 1995. كان أول كوكب أثبت أنه يدور حول نجم من النوع الشمسي الكوكب بيغازي بي-51 يتحرك بسرعة حول نجمه 51 بيغازي الذي يبعد ب50 سنة ضوئية عن الأرض ويستغرق لإكمال مداره أربعة أيام، مما يعني أن مساره قريب من النجم الذي لا يبعد عنه سوى ثمانية ملايين كيلومتر. يسخن النجم الكوكب ب 1000 درجة سلسيوس ونلاحظ أن الأمور تعد هادئة كثيرا على الأرض التي تدور حول الشمس على بعد 150 مليون كيلومتر لمدة عام.

كما تبين أن الكوكب المكتشف حديثاً ضخم جدا فهو أشبه بأكبر كرة غازية في النظام الشمسي: المشتري. وبالمقارنة مع الأرض، يكون حجم المشتري أكبر بـ 1300 مرة ويزن أكثر منه ب 300 مرة. ووفقاً لأفكار سابقة حول الكيفية التي تتشكل بها المنظومات الكوكبية، فإن الكواكب بحجم المشتري كان من المفترض أن تتكون بعيداً عن النجوم التي تستضيفها، وبالتالي فإن دورانها يستغرق وقتاً طويلاً. يستغرق المشتري حوالي 12 عاماً لإكمال دائرة واحدة على الشمس، لذا فإن الفترة المدارية القصيرة لـ 51 بيغازي بي كانت مفاجأة لصائدي الكواكب الخارجية. لقد كانوا يبحثون عنه!

مباشرة بعد هذا الاكتشاف، قام اثنان من الفلكيين الأمريكيين وهما بول بتلر وجفري مارسي، بتحويل تلسكوبهما بإتجاه النجم 51 بيغازي-51 Pegasi b، وسرعان ما تمكنا من تأكيد اكتشاف مايور وكويلوز. وبعد بضعة أشهر فقط وجدوا كوكبين خارجيين جديدين يحلقون حول نجمين من النوع الشمسي. كانت هذه الاكتشافات جد مفيدة للفلكيين الذين لا يحبدون الإنتظار لشهور وسنوات لرؤية كوكب خارجي يدور حول نجم من النوع الشمسي. بفضل هذه الإكتشافات، كان لديهم الوقت لمشاهدة الكواكب تأخذ دورة تلو الأخرى.

أول كوكب يدور حول نجم من النوع الشمسي يمكن العثور عليه خارج نظامنا الشمسي يقع في كوكبة بيجاسوس. يدور حول نجم يسمى 51 Pegasi، وهو مرئي فقط بالعين المجردة عندما تكون السماء مظلمة. ومع ذلك، من السهل التعرف على النجوم الأربعة التي تشكل ميدان بيجاسوس.

كيف اقترب هذا الكوكب من النجم؟ يشكك السؤال في النظرية القائمة بشأن الأصول الكوكبية وأفضى إلى نظريات جديدة تصف كيفية تكوّن كرات الغاز الكبيرة عند حواف أنظمتها الشمسية، ثم تدور نحو النجم المضيف.

إن الأساليب المعقدة ضرورية لتعقب كوكب خارجي Exoplanet لأن الكواكب الخارجية لا تتوهج من تلقاء نفسها، بل تعكس ضوء النجوم. أما الطريقة التي تستخدمها مجموعات البحوث للعثور على كوكب ما تسمى السرعة السعاعية؛ يتم قياس حركة النجم المضيف الذي يتأثر بجاذبية كوكبه. وبينما يدور الكوكب حول نجمه، يتحرك النجم أيضاً بشكل طفيف، فكلاهما يتحرك حول مركز جاذبيته المشترك. يتأرجح النجم إلى الوراء وإلى الأمام في خط الرؤية من نقطة المراقبة الأرضية.

ويمكن قياس السرعة الشعاعية بإستخدام تأثير دوبلر Doppler المعروف. فالأشعة الخفيفة من جسم يتحرك نحونا تكون أكثر زرقة، وإذا كان الجسم يتحرك بعيدا عنا تكون الأشعة أكثر احمراراً. وهذا هو نفس التأثير الذي نسمعه عندما يرتفع صوت سيارة الإسعاف بينما تتحرك باتجاهنا وينخفض بعد مرورها.

وبالتالي فإن تأثير الكوكب يغير بالتناوب لون ضوء النجم نحو الأزرق أو الأحمر؛ وهذه التغييرات في طول الموجة الضوئية هي التي يلتقطها الفلكيون بأجهزتهم. ويمكن تحديد التغيرات في اللون بدقة بقياس الأطوال الموجية الضوئية للنجم، مما يتيح قياساً مباشراً لسرعته على مستوى الرؤية.

تعد السرعات نصف القطرية تحديا لأنها منخفضة للغاية. فجاذبية المشتري مثلا تجعل الشمس تتحرك ب 12 متر في الثانية حول مركز جاذبية النظام الشمسي. فالأرض لا تساهم إلا بمقدار 0.09 متر في الثانية، وهذا ما يفرض متطلبات إستثنائية لحساسية المعدات المستخدمة إذا ما أريد اكتشاف كواكب شبيهة بالأرض. ولزيادة الدقة، يقيس الفلكيون عدة آلاف من الأطوال الموجية في آن واحد. وينقسم الضوء إلى أطوال موجية مختلفة بإستخدام مطياف Spectrograph.

كيف أحدث الفائزون بجائزة نوبل ثورة في علم الفلك؟

وفي أوائل التسعينات، عندما بدأ ديدييه كويلوز حياته البحثية في جامعة جنيف، كان ميشيل مايور قد قضى بالفعل سنوات عديدة في دراسة حركة النجوم، وصنع أدوات القياس الخاصة به بمساعدة باحثين آخرين. وفي عام 1977، تمكن مايور من تركيب أول مطياف له على تلسكوب في مرصد Haute-Provence على بعد 100 كيلومتر شمال شرق مرسيليا. وهذا ما سمح بالحد الأدنى للسرعات بنحو 300 متر في الثانية، ولكن هذا الإرتفاع كان عاليا بحيث يمنعه من رؤية كوكب يسحب نجمه.

وبالاشتراك مع فريق البحث، طُلب من طالب الدكتوراه ديدييه كويلوز تطوير طرق جديدة لإجراء قياسات أكثر دقة. واستخدموا تكنولوجيات جديدة عديدة مكّنت من النظر بسرعة إلى العديد من النجوم وتحليل النتائج في موقعها. وبإمكان الألياف البصرية أن تحمل ضوء النجوم إلى المطياف دون أن تشوهه، وأن تعمل على تحسين أجهزة الاستشعار الرقمية للصور، وأن تزيد من حساسية الآلة للضوء (جائزة نوبل في الفيزياء لعام 2009 لتشارلز كاو، وويلارد بويل، وجورج سميث). وتتيح الحواسيب القوية للعلماء تطوير برامجيات مصنوعة خصيصا لمعالجة الصور والبيانات الرقمية.

وعندما انتهى العمل على المطياف الجديد في ربيع عام 1994، نزلت السرعة اللازمة إلى بين 15 و10 متر في الثانية، وكان أول اكتشاف لكوكب خارجي يقترب بسرعة. في ذلك الوقت، لم يكن البحث عن الكواكب الخارجية جزءاً من علم الفلك السائد ولكن مايور و كويلوز قرروا أن يعلنوا عن اكتشافهم. وأمضوا عدة أشهر في صقل نتائجهم. في أكتوبر 1995 كانوا على استعداد لتقديم أول كوكبهم إلى العالم.

اكتشاف عدة عوالم جديدة: كان أول اكتشاف لكوكب خارج الأرض يدور حول نجم من النوع الشمسي سبباً في اندلاع ثورة في علم الفلك. تم الكشف عن آلاف العوالم الجديدة المجهولة. فالمنظومات الكوكبية الجديدة لا تكتشفها التلسكوبات على الأرض فحسب، بل تكتشفها الأقمار الصناعية أيضا. فالمقراب الفضائي الأمريكي TESS يقوم حاليا بمسح اكثر من 200 ألف نجم من النجوم الأقرب إلينا بحثا عن كواكب شبيهة بالأرض. وفي السابق، كان مقراب Kepler الفضائي قد أتى بمكافآت سخية، إذ عثر على أكثر من 2300 كوكب خارجي.

وإلى جانب الإختلافات في السرعة الشعاعية، يتم الآن استخدام القياس الضوئي العابر عند البحث عن الكواكب الخارجية. وهذه الطريقة تقيس التغيُّرات في شدة ضوء النجم عندما يمر كوكب أمامه في حالة ما إذا حدث ذلك على مرأى منا. ويتيح القياس الضوئي العابر أيضا للفلكيين أن يرصدوا الغلاف الجوي للكوكب الخارجي مع مرور ضوء النجم عليه في الطريق نحو الأرض. وفي بعض الأحيان يمكن استخدام كلتا الطريقتين؛ ويوفر القياس الضوئي العابر حجم الشبكة الخارجية، بينما يمكن تحديد كتلتها باستخدام طريقة السرعة نصف القطرية. ومن الممكن بعد ذلك حساب كثافة الكوكب الخارجي وبالتالي تحديد بنيته.

وقد فاجأتنا الكواكب الخارجية المكتشفة حتى الآن بتنوع مذهل في الأشكال والأحجام والمدارات. فقد طعنت أفكارنا المسبقة عن الأنظمة الكوكبية وأجبرت الباحثين على مراجعة نظرياتهم عن العمليات الفيزيائية المسؤولة عن ولادة الكواكب. ومن المقرر أن تبدأ عدة مشاريع في البحث عن الكواكب الخارجية، فقد نجد في نهاية المطاف جواباً للسؤال الأبدي حول ما إذا كانت الحياة موجودة في مكان آخر.

الشمس هي واحدة من عدة ملايين النجوم في مجرتنا درب التبانة، وينبغي أن يكون هناك كواكب تدور حول معظم تلك النجوم. حتى الآن ، اكتشف علماء الفلك أكثر من 4000 كوكب حول النجوم الأخرى وهم يواصلون البحث في مجال الفضاء الأقرب لنا.
المصدر: Noble Prize Website

جائزة نوبل الفيزياء 2019 تُمنح للاكتشافات الحديثة في علم الفلك

جائزة نوبل الفيزياء 2019 تُمنح للاكتشافات الحديثة في علم الفلك!

قررت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم أن تُمنح جائزة نوبل للفيزياء 2019 للاكتشافات العلمية الحديثة في علم الفلك ، حيث ذهبت نصف الجائزة إلى العالم جيمس بيبلز؛ لاكتشافاته النظرية في علم فيزياء الكونيات، بينما ذهب نصف الجائزة الآخر للعالمان ميشيل مايور وديدييه كيلوز؛ لاكتشافهم أول كوكب خارج المجموعة الشمسية يدور حول نجم شمسي.

جائزة نوبل الفيزياء 2019 تُمنح للاكتشافات الحديثة في علم الفلك

جائزة نوبل الفيزياء 2019 ودور العالم جيمس بيبلز فيها:

ولد العالم جيمس بيبلز في عام 1935 في مدينة وينيبيغ بكندا. وحصل على شهادة الدكتوراة عام 1962 من جامعة برينستون بالولايات المتحدة الأمريكية، وعمل بعد ذلك بالجامعة كأستاذ للعلوم. وها هو اليوم يفوز بنصف جائزة نوبل عن أعماله في فيزياء الكونيات.

لاكتشافات العالم جيمس بيبلز أثر كبير في علم فيزياء الكونيات حتى أنها أثرت في مجال البحث بأكمله، ووضعت الأساس لهذا العلم على مدار الخمسين عامًا الماضية. إن إطار عمله النظري والذي يتطور منذ منتصف ستينات القرن الماضي هو أساس أفكارنا المعاصرة حول الكون.

يصف نموذج الانفجار العظيم Big Bang الكون منذ لحظاته الأولى، منذ ما يقرب من 14 مليار عام، عندما كان الكون حارًا للغاية وكثيفًا. منذ ذلك الحين، والكون يتوسع، حتى أصبح أكبر وأكثر برودة. وبعد حوالي 400000 عام من الانفجار العظيم، أصبح الكون شفافًا وكانت الأشعة الضوئية قادرة على السفر عبر الفضاء. وحتى هذا اليوم، فإن هذا الإشعاع القديم لا يزال يدور حولنا، وبه يختبئ الكثير من أسرار كوننا. باستخدام أدواته وحساباته النظرية، تمكن جيمس بيبلز من تفسير هذه الآثار واكتشاف عمليات فيزيائية جديدة.

أظهرت النتائج لنا كونًا نعرف فيه خمسة في المائة فقط من محتواه، وهو المادة التي تكون النجوم والكواكب والأشجار وتكوننا كذلك. أما نسبة 95% الباقية، فهي مادة وطاقة مظلمة غير معروفين. وهذا هو اللغز والتحدي اللذان يواجهان الفيزياء الحديثة.

فوز جيمس بيبلز، ميشيل مايور، ديدييه كيلوز بجازة نوبل فيزياء 2019

العالمان ميشيل مايور و ديدييه كيلوز

في أكتوبر 1995، أعلن العالمان ميشيل مايور وديدييه كيلوز عن أول اكتشاف لكوكب خارج نظامنا الشمسي يدور حول نجم شمسي في مجرتنا درب التبانة. في مرصد هوت بروفنس في جنوب فرنسا، وباستخدام الأدوات المتخصصة، تمكن العالمان من رؤية الكوكب 51 بيغاسي ب، وهو كوكب غازي مماثل لأكبر عملاق غازي في مجموعتنا الشمسية، كوكب المشتري.

بدأ هذا الاكتشاف ثورة في علم الفلك، ومنذ ذلك الحين تم العثور على أكثر من 4000 كوكب خارج المجموعة الشمسية في مجرة درب التبانة. وحتى الآن لا نزال نكتشف عوالم جديدة وغريبة لها أحجام وأشكال ومدارات مختلفة لا تصدق. إنهم يتحدون أفكارنا المسبقة حول أنظمة الكواكب، ويجبرون العلماء على مراجعة نظرياتهم حول العمليات الفيزيائية الكامنة وراء أصول الكواكب. ومع وجود العديد من المشاريع المخطط لها للبدء في البحث عن الكواكب الخارجية Exoplanets، قد نجد في النهاية إجابة على السؤال الأبدي حول ما إذا كانت هناك حياة أخرى موجودة في كوننا.

لقد غير الفائزون هذا العام أفكارنا حول الكون. فقد ساهمت الاكتشافات النظرية لجيمس بيبلز في فهمنا لكيفية تطور الكون بعد الانفجار الكبير، كما استكشف ميشيل مايور وديدييه كيلوز أحياءنا الكونية بحثًا عن كواكب مجهولة. لقد غيرت اكتشافاتهم إلى الأبد مفهومنا عن العالم.

المصدر: البيان الصحفي لموقع جائزة نوبل

Exit mobile version