ما هو أثر الزلازل في المباني الخرسانية المسلحة؟

تعتبر مباني « الخرسانة المسلحة -Reinforced Concrete (RC)» شائعة في جميع أنحاء العالم. وتتكون من مادتين أساسيتين هما الخرسانة، وقضبان التسليح الفولاذية. تصنع الخرسانة من الرمل والحصويات (الركام) والإسمنت، وتخلط كلها بكمية محددة مسبقًا من الماء. يمكن تشكيل الخرسانة بأي شكل مرغوب، ويمكن ثني القضبان الفولاذية في أشكال عديدة. وبالتالي، يكون تشييد المنشآت ذات الأشكال المعقدة ممكنًا باستخدام RC. فما هو أثر الزلازل في المباني الخرسانية المسلحة؟

تنتقل قوى العطالة الزلزالية المتولدة عند مستويات أرضيات الطوابق عبر البلاطة والجيزان إلى الأعمدة والجدران، ثم إلى الأساسات حيث تتبدد في الأرض. عندما تتراكم قوى العطالة من أعلى المبنى إلى أسفله، تتعرض الأعمدة والجدران في الطوابق السفلية لقوى زلزالية أكبر. وبالتالي من المهم أن تصمم تلك الأعمدة والجدران لتكون أقوى من تلك الموجودة في الطوابق أعلاها. [1]

أثر الزلازل في المباني الخرسانية المسلحة

بلاطات الأرضيات

عندما تنحني الجيزان شاقوليًا في أثناء الزلازل، تنحني البلاطات الرقيقة معها. وعندما تتحرك البلاطة في الاتجاه الأفقي، فإنها عادة ما تجبر الجيزان والأعمدة على التحرك معها.

يكون التشوه الهندسي للبلاطة ضئيلًا في المستوي الأفقي في معظم المباني. ويُعرف هذا السلوك بعمل «الديافرام الصلب-Rigid Diaphragm». يجب على المهندسين الإنشائيين مراعاة هذا أثناء التصميم. [1]

اختلاف التأثيرات الزلزالية الأفقية

تؤدي حمولات الجاذبية (الوزن الذاتي ومحتويات المبنى) إلى انحناء إطارات الخرسانة المسلحة مما يسبب تمددًا وتقاصرًا في مواقع مختلفة. تحت حمولات الجاذبية، يكون «الشد-Tension» في الجيزان عند السطح السفلي للجائز لمنتصفه وعلى السطح العلوي عند نهايتيه. أما الحمولة الزلزالية، فتسبب شدًا على أوجه الجائز والعمود في مواقع مختلفة عن تلك التي تخضع للشد تحت حمولات الجاذبية. يوضح الشكل المستويات النسبية لهذا الشد (عزم الانعطاف) المتولدة في العناصر.

بالتالي، يمكن لنهايتي الجائز أن تطورا شدًا على أي من الوجهين العلوي والسفلي في ظل اهتزاز زلزالي قوي. ونظرًا إلى أن الخرسانة لا يمكنها تحمل هذا الشد، يكون وجود القضبان الفولاذية ضروريًا على كلا وجهي الجائز لمقاومة تغيرات اتجاه «عزم الانعطاف-Bending Moment». وبالمثل، يكون وجودها ضروريًا على جميع أوجه الأعمدة. [1]

التسلسل الهرمي للقوة

لكي نتجنب أثر الزلازل في المباني الخرسانية ، يجب أن تكون الأعمدة (والتي تتلقى القوى من الجيزان) أقوى منها. ويجب أن تكون الأساسات (والتي تتلقى القوى من الأعمدة) أقوى من الأعمدة. علاوة على ذلك، يجب ألا تنهار الوصلات بين الجيزان والأعمدة، والأعمدة والأساسات. [1]

كيف تقاوم الجيزان الزلازل في مباني الخرسانة المسلحة؟

تحتوي الجيزان (الكمرات) في مباني الخرسانة المسلحة على مجموعتين من فولاذ التسليح، وهما: القضبان الطولية؛ وهي قضبان مستقيمة موضوعة على طول الجائز، وحلقات مغلقة من قضبان فولاذية صغيرة القطر (تسمى الأساور) موضوعة عموديًا على مسافات منتظمة على طول الجائز. [2]

وتتعرض الجيزان لنوعين أساسيين من الانهيارات، وهما:

  • انهيار الانعطاف: يتميز الانهيار المطاوع بالعديد من الشقوق الشاقولية التي تبدأ من السطح المتمدد للجائز، وتتجه نحو منتصف عمقه.
  • انهيار القص: قد ينهار الجائز أيضًا بفعل قوة القص. يميل شق القص 45 درجة عن الأفق؛ ويتطور عند منتصف العمق بالقرب من المسند (العمود) ويمتد نحو الوجهين العلوي والسفلي. يعد انهيار القص هشًا، لذلك يجب تجنبه في تصميم جيزان RC، وذلك باستخدام الأساور الفولاذية التي تعمل على مقاومته. [2]

تستخدم القضبان الطولية لمقاومة تشقق الانعطاف على الجانب المتمدد للجائز. ونظرًا إلى تمدد الوجهين العلوي والسفلي أثناء اهتزاز زلزالي قوي، فإن القضبان الفولاذية الطولية مطلوبة على كلا الوجهين عند النهايتين وعلى الوجه السفلي عند منتصف طول الجائز. [2]

تحمل الأساور قوة القص الشاقولية وبالتالي تقاوم شقوق القص القطرية، وتحمي الخرسانة من الانتفاخ إلى الخارج بسبب الانعطاف. كما تمنع أساور قوة القص تحنيب القضبان الطولية المضغوطة بسبب الانعطاف. وفي مناطق زلزالية معتدلة إلى شديدة يجب توفير بعض المتطلبات: [2]

كيف تقاوم الأعمدة في مباني الخرسانة المسلحة الزلازل؟

تحتوي الأعمدة على نوعين من فولاذ التسليح، موضحان في الشكل. يمكن أن تتعرض الأعمدة لنوعين من الضرر، وهما؛ انهيار الانحناء المحوري (الانحناء الانضغاطي المشترك) وانهيار القص. يعد ضرر القص هشًا ويجب تجنبه في الأعمدة من خلال استخدام أساور عرضية. [3]

تحمل الأساور الأفقية المغلقة المتقاربة قوى القص الزلزالية الأفقية، وبالتالي تقاوم شقوق القص القطرية، وتربط القضبان الشاقولية معًا وتمنعها من الانحناء للخارج بشدة (التحنيب). [3]

يجب توفير بعض المتطلبات في الأعمدة لمقاومة الزلازل وفق فلسفة التصميم الزلزالي:

  • أساور متقاربة عند طرفي العمود.
  • عندما يتجاوز التباعد بين قضبان الزاويا 300 مم، نضع روابط إضافية بنهايات معقوفة بمقدار 180 درجة لكي تكون الأساور فعالة في تثبيت الخرسانة ومنع تحنيب القضبان الشاقولية. يجب أن تدور هذه الروابط حول كل من القضبان الشاقولية والأساور الأفقية المغلقة. [3]

المصادر

[1] How do Earthquakes affect Reinforced Concrete Buildings?
[2]NICEE: How do Beams in RC Buildings resist Earthquakes ?
[3] How do Columns in RC Buildings resist Earthquakes?

ما هي المدن الذكية؟

هذه المقالة هي الجزء 1 من 18 في سلسلة كيف ستغير المدن الذكية من شكل عالمنا؟

إلى أي مدى نستطيع الاستفادة من التطور التكنولوجي من أجل تحقيق مستقبل أفضل لمحيطنا وتحسين جودة الحياة؟ هذا ما تدور حوله فكرة المدن الذكية، فما هي المدن الذكية؟

ما هي المدينة الذكية؟

مع التطور التقني والتكنولوجي الذي أخذ يؤثر شيئًا فشيئًا بشكل متزايد على نمط حياتنا وكل ما حولنا، ظهر نوع جديد من المدن عُرف باسم المدن الذكية. والمدن الذكية هي المدن التي يشترك فيها أصحاب المصالح والجهات الفاعلة بالمسؤولية في الإدارة الحضرية. وتعرف الإدارة الحضرية في المدن الذكية باسم «إدارة معلومات المدن- CIM»، وهي أداة إنتاج لتخطيط وإدارة المدن الذكية.

تعمل إدارة معلومات المدن على الاستفادة القصوى من التقدم العلمي والتكنولوجي وإشراك البرامج الحديثة مثل تقنية «سلسلة الكتلblockchain-» و«نمذجة معلومات المباني-BIM» من أجل تحقيق بنية تحتية مستدامة. كما تسعى لتحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والمستدامة لتحسين نوعية حياة سكانها.

تاريخ المدن الذكية

ظهر مصطلح المدن الذكية لأول مرة في التسعينات [1] ولم يتحدد حتى الآن بتعريف واحد ثابت وسيبقى يتغير ويتطور باستمرار تبعًا للجهات الفاعلة. ولكن يبقى الأمر متعلقًا بالأبعاد الستة المستخدمة لقياس تطور المدن الذكية وهي: أُناس أذكياء، واقتصاد ذكي، وحكومة ذكية، وتنقل ذكي، وحياة ذكية، وبيئة ذكية [2].

ويعرّف «المعهد البريطاني للمعايير-BSI» [3]المدن الذكية باعتبارها التكامل الفعّال للنظام المادي، والرقمي والبشري في البيئة المبنية لتحقيق مستقبل مستدام ومزدهر وشامل لمواطنيها.

تستطيع كل مدينة إجراء تعديلات وتحسينات خاصة بها تبعًا لاحتياجاتها باستخدام التكنولوجية الحديثة كوسيلة وأداة لتحقيق التنمية الحضرية عن طريق تجميعها للبيانات والمعلومات في جميع أنحاء العالم فتنتج تغيرات نوعية في كميات كبيرة من البيانات وتعزز الابتكار والتغيير [5].

يحدد «ديسوزا-Desouza» وباحثون آخرون [6] ثلاث مسارات لتنمية المدن الذكية وهي أرض جديدة، وحي وساحة. ولأن المدينة تنطلق من الفرد، يتطلب تطوير المدن الذكية التركيز على المواطن وتحسين نوعية حياة السكان [4]. يأتي هذا كهدف أساسي، ويوضح واضعو السياسات أن التكنولوجيا والتنمية الحضرية ليست جوهر صنع السياسات بل رعاية المواطنين. يتحقق ذلك عبر العمل على ثالوث التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية على المدى الطويل.

أثر التجديد الحضري والمدن الذكية في تحقيق التنمية

شهدت التنمية الحضرية مراحل تطور متعددة، فتشكلت الاستراتيجية الحضرية الحالية وفقًا للتحديات التي واجهتها [9]. فكل تجديد حضري هو عملية تحسين حضري متراكم. حيث شهدت المدن الغربية خمس تحولات من إعادة الإعمار في الخمسينات، والإنعاش الحضري في الستينات، والتجديد الحضري في السبعينات، ثم التنمية الحضرية في الثمانينات إلى الإحياء الحضري في التسعينات.

يتحقق إصلاح المدينة عند دراسة التحديات الفعلية التي تواجهها، وتحديد الفرص التي تمتلكها، وتطوير سياسات جديدة متوافقة معها، وإدارة المدينة بأسلوب ممنهج، وتحسين نوعية الحياة في ذات الوقت [5].

وتستطيع استراتيجية المدينة الذكية أن تجلب تغييرات جذرية على المدن وتحسن صورتها ووضعها، وتعزز التنمية الاقتصادية وصناعات المدن الذكية، وتجذب مواهب عالية الجودة. كما تشكل المدن الذكية نموذجًا من المستوطنات قادر على الصمود في ظل حالات الطوارئ المناخية [7].

لذلك تعتبر المدن المستدامة الذكية حاليًا النمط الرئيسي المعتمد للتنمية في جميع أرجاء العالم. وذلك لأنها أبدت أفضل الاستجابات للتغييرات البيئية الحاصلة. وتشير المدن الذكية إلى مدى نزاهة وصدق الحكومات، وقدرتها على صنع شبكة اقتصاد عالمية وتحسين جودة الحياة [8].

دراسة حالة: تحول حي بوبلينو في برشلونة

عند دراسة حالة «بوبلينو-poblano» البرشلونية كحالة يرتكز تطورها على الاندماج الاجتماعي [10] وهو أسلوب مرن لدمج القادمين أو الأقليات في الهيكل الاجتماعي للمجتمع المضيف، تقوم المدينة بتطوير اتجاه ورؤية بعيدة المدى وتقدُّمية ومستدامة. وباعتبارها مدينة ذكية، تحتاج الكثير من الخبرات والفهم والمعلومات والمواهب لتحقيق النجاح وتستطيع تحقيق المزايا التالية:

  • استقطاب الأفراد ذوي العقول والمواهب كي يولّد زخم ابتكار قوي للمجتمع ويطور مقدرته على مواجهة تحديات التنمية الحضرية. [11]
  • تعزز المدينة بناء البنية التحتية والأمن والرفاهية مثل بنية الأعمال التجارية، والمرافق الثقافية والترفيهية، والتعليم الطبي، والسكن والنقل. [12]
  • يكثر الاستثمار في العقارات مثل مراكز المواهب، ومناطق الأعمال والمدارس والاستثمار في القطاعات العامة كالمواصلات، والجامعات، والمرافق الثقافية والسياحية. [13]
  • قيام علاقات منفعة متبادلة بين التعليم الجامعي والشركات فتتمكن الجامعة من اكتساب خبرة عملية وتستمد الشركات المعارف والمهارات. [14]
  • تجعل المواطنين جزءًا من التنمية الحضرية عن طريق تشجيعهم وإشراكهم في جلسات حوار. [15]
  • يمكن للمعرفة المرنة أن تخلق بشكل فعّال قيمة للمدن وتقدم حلول أنسب للإدارة الحضرية. [16]

توضح حالة بوبلينو أن بناء مدينة المعرفة الذكية يتطلب تحليل الوضع الراهن، ثم وضع خطط استراتيجية بعد مناقشتها مع كل الجهات الفاعلة في المجتمع، وصياغة خطة تعتمد على الوقائع من خصائص المدينة والإمكانيات والمحددات.

أثر التكنولوجيا في تحقيق التنمية المستدامة

أصبحت الأجهزة والخدمات الذكية جزءًا أصيلًا من المدن الذكية. [19] ويمكن أن توفر إدارة معلومات المدن CIM أفكار للتعامل مع مشاكل البناء الحضري. [20] وتتشكل سيم من منصة مدمجة مع «نظام المعلومات الجغرافية-GIS»، وأدوات تحليل البيانات، وأدوات المرئيات وأدوات التصميم البارميتري [23]. وتقوم بتوفير الدعم القوي للإدارة الشاملة للمدن.

ولا يقتصر استخدام التكنولوجيا فقط على بناء مبتكر وشامل للبنية التحتية الجديدة بل أن تلعب تلك البنية التحتية دورًا رئيسيًا في تحقيق التحول الرقمي والذكي للصناعات الحضرية من خلال تنفيذ بنية جديدة وواسعة للبيانات الضخمة. فتساعد في صنع شكل اقتصادي وتكنولوجي جديد من خلال تحويل المجتمع إلى مجتمع صناعي وزيادة توسعه. [21]

يتكامل عمل سيم مع نمذجة معلومات المباني BIM، حيث يعتبر الاتجاه الرئيسي لإدارة المعلومات في الصناعة المستقبلية للبناء.[22]

يجب على البناء الذكي أن يجعل التنمية المستدامة كجزء من المدينة الذكية طوال دورة حياة المدينة. حيث تعد الاستدامة ركيزة هامة لتنمية المدن الذكية. [18]فظهرت مفاهيم لحماية البيئة الخضراء وجعل المجتمع أكثر استدامة ولكن لا تزال الفجوة قائمة بين الفكرة والتنفيذ [24]. بسبب تخلف أعمال البناء عن القطاعات الأخرى في استخدام تكنولوجيا المعلومات الرقمية. [25, 26]

المصادر

1– research gate
2- semantic scholar
3- bsi
4- research gate
5- urban institute
6- taylor & francis
7- monash university
8- taylor & francis
9- research gate
10- mdpi
11- sage journals
12- research gate
13- coventry University
14- research gate
15- sage journals
16- ideas
17- ntnu open
18- research gate
19- research gate
20-science direct
21- repository
22- the hong kong polytechnic University
23- mdpi
24- graz University of technology
25- research gate
26- research gate

ما هو الحساس sensor وأشهر أنواعه في الروبوتات؟

تساعد الحساسات الروبوتات على اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً وتمنحهم القدرة على الاستجابة للأوامر مما يمكنهم من العمل مع البشر بشكل وثيق. يمكّن الحساس -باختلاف أنواعه- الروبوت من تحديد درجة الحرارة أو قرب الكائن منه وبالتالي يقرر الروبوت التصرف وفقًا لذلك. [١]

يقوم الحساس بتحويل كمية فيزيائية مثل الضغط ودرجة الحرارة والإشعاع والموضع والشدة الضوئية إلى كمية كهربائية تتمثل في الجهد أو التيار أو الشحنة.[٢]

أنواع الحساسات الأكثر شيوعاً

  • الحساسات التقاربية (Proximity Sensor).
  • حساس الموجات فوق الصوتية (Ultrasonic Sensor).
  • حساس درجة الحرارة (Temperature Sensor).
  • حساس الموجات تحت الحمراء (IR Sensor).
  • حساس الضغط (Pressure Sensor).
  • حساس اللون (Color recognition Sensor).
  • حساس الرطوبة (Humidity Sensor).
  • حساس اللمس (Touch Sensor ).
  • حساس الغاز والدخان (Smoke and Gas Sensor).

حساس درجة الحرارة

تعمل حساسات الحرارة وفق مبدأ بسيط وهو كلما تغيرت درجة حرارة المحيط تغيرت بعض خصائص الحساس الفيزيائية مثل المقاومة أو الجهد الكهربائي. وهناك العديد من الحساسات المختلفة للحرارة مثل: الحساس LM35، والمقاومة الحرارية، والمزدوجة الحرارية، وغيرها.

تُستعمل الحساسات الحرارية في كل مكان من حولنا، فهي موجودة في الحواسيب، والهواتف الذكية، والسيارات، ومكيفات الهواء وغيرها الكثير.[٣]

الحساسات التقاربية

الحساس التقاربي عبارة عن حساس غير لمسي يكشف عن وجود جسم ما بالقرب. ويمكن تقسيم أنواع الحساس التقاربي إلى عدة أنواع فرعية مثل: الحساس التقاربي الحثي، والحساس التقاربي السعوي، والحساس التقاربي الضوئي.

تشمل بعض تطبيقات الحساسات التقاربية الهواتف الذكية، والسيارات، والطائرات وغيرها الكثير.[٤]

حساسات الموجات تحت الحمراء

هناك نوعان من حساسات الموجات تحت الحمراء، وهي الحساسات المُرسِلة والحساسات العاكسة.

الحساسات المُرسِلة (Transmissive)

يوضع مُرسل الأشعة تحت الحمراء (عادة ما يكون عبارة عن ليد أشعة تحت حمراء IR LED) ومُستقبِل الأشعة تحت الحمراء (عادة ما يكون ديود ضوئي) بحيث يقابلان بعضهما البعض. وعندما يمر جسم ما بين المرسل والمستقبل، يستشعر الحساس وجوده. يعمل هذا النوع عادة كحساس تقارب، ويستخدم بشكل شائع في أنظمة اكتشاف العوائق (مثل الروبوتات) وأنظمة الأمان.

الحساسات العاكسة (Reflective)

في الحساسات العاكسة، يوضع المستقبل والمرسل جنبًا إلى جنب بحيث يقابلان الجسم، عندما يمر جسم أمامهما (المرسل والمستقبل) يستشعر الحساس وجود الجسم. يتم استخدام هذا النوع من الحساسات في الكثير من الروبوتات والسيارات والهواتف المحمولة. [٢]

حساس الموجات فوق الصوتية

هو جهاز إلكتروني يقيس البعد عن الجسم المستهدف عن طريق إصدار موجات فوق صوتية، حيث يحول هذه الموجات إلى إشارة كهربائية. وتحتوي الحساسات فوق الصوتية على مكونين رئيسيين: جهاز الإرسال (الذي يصدر الصوت باستخدام بلورات كهروضغطية) والمستقبل (الذي يصادف الصوت بعد انتقاله من وإلى الهدف).

يمكن استخدام هذه الحساسات في تقنية وقوف وركن السيارات الذاتية وأنظمة السلامة المضادة للتصادم. كما تُستخدم أجهزة الاستشعار بالموجات فوق الصوتية أيضًا في أنظمة الكشف عن العوائق الروبوتية بالإضافة الى تكنولوجيا التصنيع.[٥]

حساس الضغط

يتكون من عنصر يتحسس الضغط ويحدد الضغط الفعلي المطبق عليه. يقوم مُستشعر الضّغط بتحويل الضّغط إلى إشارة كهربائيّة صغيرة يتم إرسالها وعرضها على أجهزة القياس أو على شاشة الحاسوب. وتُسمى حسّاسات الضّغط هذه أيضاً بأجهزة إرسال الضّغط. يُعبّر عن الضغط المُقاس بتيّار كهربائيّ تتراوح قيمته بين 4 و20 مللي أمبير، أو يُعبّر عنه بجهد كهربائيّ تتراوح قيمته من 0 إلى 5 فولت وذلك حسب قيمة الضّغط الفعليّة.[٢]

حساس اللون

هو جهاز يتحسّس و يكتشف الألوان باستخدام انبعاث الضوء من الأوساط الخارجية، ثم يحلل الضّوء المنعكس من هذا الوسط لتحديد لونه. وتوجد مجموعة واسعة من التطبيقات التي تَستخدِم حساّسات للألوان مثل: آليات فرز العناصر حسب اللون، وأنظمة التحكم بالجودة، وتحسين لون الطباعة وغيرها. وذلك لأنّ هذه الحسّاسات تتحسّس الألوان بشكل دقيق.[٢]

حساس الرطوبة

يقيس هذا الحساس الرطوبة النسبية (نسبة الماء في الهواء). ونظرًا إلى اعتماد الرطوبة النسبية على درجة حرارة الهواء، يمكن لجميع مستشعرات الرطوبة تقريبًا قياس درجة الحرارة. ويستخدم حساس الرطوبة في العديد من التطبيقات منها أنظمة مراقبة الطقس وفي المتاحف والمعامل الحيوية ومخازن الدواء والمنتجات الحساسة للرطوبة.[٢]

حساس اللمس

تكتشف حساسات اللمس لمسة إصبع أو قلم. وبالطبع فإن جميع أجهزة الشاشات التي تعمل باللمس (الهواتف المحمولة، والأجهزة اللوحية، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، وما إلى ذلك) بها مستشعرات تعمل باللمس.[٢]

حساسات الدخان والغاز

من أجهزة الاستشعار المفيدة في التطبيقات المتعلقة بالسلامة. يتم تجهيز جميع المكاتب والمصانع والمدارس تقريبًا بالعديد من أجهزة الكشف عن الدخان، والتي تكتشف أي دخان (خوفًا من اشتعال الحريق) وتصدر صوت الإنذار. كما تعتبر مستشعرات الغاز أكثر شيوعًا في المختبرات والمطابخ الكبيرة والصناعات لأن هذه الحساسات تستطيع اكتشاف أنواع غازات مختلفة مثل غاز البترول المسال والبروبان والبيوتان والميثان وغيرها.[٢]

هناك العديد من أنواع الحساسات الأخرى كحساس التسارع وحساس الصوت وحساس المستوى ولكل منها تطبيقات عديدة ومفيدة. إلا أن هذا المقال قد وفّر لك نبذة عن أهمية الحساسات بشكل عام وفي صناعة الروبوت بشكل خاص.

المصادر:

  1. Universal Robots
  2. Electronics Hub
  3. GlobalSpec
  4. FierceElectronics
  5. ScienceDirect

ما هي فلسفة التصميم الزلزالي؟

هل يجب أن نتخلّى عن تصميم المباني المقاومة للزلازل؟ أم يجب أن نصممها؛ بحيث لا يحدث ضرر في أثناء الزلازل القوية؟ من الواضح أن النهج الأول يمكن أن يؤدي إلى كارثة كبيرة، والنهج الثاني مكلف للغاية. وبالتالي، يجب أن تقع فلسفة التصميم الزلزالي في مكان ما بين هاتين الحالتين. [1]

فلسفة التصميم الزلزالي

يمكن تلخيصها كالآتي:

  1. عند الاهتزاز الطفيف، يجب ألّا تتضرر العناصر الرئيسية للمبنى؛ والتي تحمل قوىً شاقولية وأفقية، أما أجزاء المبنى غير الحاملة؛ فقد تتعرض لأضرار يمكن إصلاحها.
  2. وعند الاهتزاز المتوسط، قد تتعرض العناصر الرئيسية لأضرار يمكن إصلاحها، أما الأجزاء الأخرى للمبنى فقد تتضرر لدرجة أنه قد يتعين استبدالها بعد الزلزال.
  3. وعند الاهتزاز القوي، قد تتعرض العناصر الرئيسية لأضرار شديدة (لا يمكن إصلاحها حتى)، ولكن يجب ألّا ينهار المبنى.
أهداف الأداء الزلزالي: الحصول على أضرار قليلة قابلة للإصلاح عند الاهتزاز الطفيف، ومنع الانهيار عند الاهتزاز القوي

فبعد الاهتزاز الطفيف، سيعمل المبنى بكل قوته خلال زمن قصير، وستكون تكاليف الإصلاح قليلة. وبعد اهتزاز متوسط، سيعمل المبنى بمجرد الانتهاء من إصلاح وتقوية العناصر الرئيسية المتضررة. أما بعد حدوث زلزال قوي، فقد يصبح المبنى معطلًا غير قابل للاستخدام مرة أخرى، ولكنه يجب أن يبقى قائمًا حتى يمكن إجلاء الأشخاص واستعادة الممتلكات.

يجب أخذ عواقب الضرر في الحسبان في فلسفة التصميم الزلزالي. على سبيل المثال؛ تلعب المباني المهمة مثل المستشفيات ومحطات الإطفاء، دورًا مهمًا في أنشطة ما بعد الزلزال، ويجب أن تعمل فور حدوثه. يجب ألّا تتعرض هذه المنشآت إلّا لأضرار قليلة جدًا، وأن تصمّم لتوفير مستوى حماية أعلى ضد الزلازل. يمكن أن يسبب انهيار السدود في أثناء الزلازل حدوث فيضانات، يمكن أن تكون بذاتها كارثة ثانوية. لذلك، يجب تصميم السدود (وبالمثل، محطات الطاقة النووية) لأجل مستويات كبيرة من الحركة الزلزالية. [1]

لا مفرّ من الأضرار الزلزالية

يتضمن تصميم المباني لمقاومة الزلازل التحكم في مستويات مقبولة من الأضرار والتكلفة. تحدث أنواع مختلفة من الأضرار تظهر بشكل رئيسي من خلال التشققات؛ خاصة في المباني الخرسانية والحجرية- في أثناء الزلازل. بعض هذه الشقوق مقبول (من حيث الحجم والموقع)، أما بعضها الآخر فغير مقبول. على سبيل المثال؛ في مبنى إطاري من الخرسانة المسلحة ذي جدران حجرية بين الأعمدة، تكون الشقوق بين الأعمدة والجدران الحجرية مقبولة، لكن الشقوق القطرية التي تمر عبر الأعمدة غير مقبولة.

تعرّضُ الشقوق القطرية في الأعمدة قدرة تحمّل الأحمال الشاقولية للخطر

لذلك، يهتم التصميم المقاوم للزلازل بضمان كون الأضرار الزلزالية من النوع المقبول، وكذلك أنها تحدث في الأماكن الصحيحة وبالكميات المناسبة. يشبه هذا النهج كثيرًا استخدام «الصمامات الكهربائية-Fuses» في المنازل؛ فلحماية الأسلاك والأجهزة الكهربائية بالكامل في المنزل، فإنك تضحّي ببعض الأجزاء الصغيرة من الدارة الكهربائية، والتي تسمى الصمامات. تستبدل هذه الصمامات بسهولة بعد زيادة التيار الكهربائي. وكذلك، لإنقاذ المبنى من الانهيار، فإنك ستسمح لبعض الأجزاء المحددة مسبقًا بالخضوع لنوعٍ ومستوى مقبولٍ من الضرر. [1]

المطاوعة

لنأخذ قضيبَين بنفس الطول ونفس المقطع العرضي، أحدهما مصنوع من مادة «مطاوعة-Ductile» والآخر من مادة «هشة-Brittle». الآن، شدّهما حتى ينكسرا! ستلاحظ أن القضيب المطاوع يستطيل بمقدار كبير قبل أن ينكسر، بينما ينكسر القضيب الهش فجأةً عند الوصول إلى مقاومته القصوى مع استطالة صغيرة نسبيًا. بالنسبة للمواد المستخدمة في التشييد؛ يعتبر الفولاذ مطاوعًا، أما حجر البناء والخرسانة مادتان هشتان. [2]

يعرّف المهندسون الخاصة التي تسمح للمادة بالانحناء للخلف والأمام بمقدار كبير، بـ«المطاوعة-Ductility». يجب تحديد الأشكال المقبولة للضرر والسلوك المرغوب للبناء في أثناء الزلزال. كما يجب تصميم وتشييد «المباني المقاومة للزلازل-Earthquake-Resistant Buildings»، ولا سيما عناصرها الرئيسية، لتكون مطاوِعةً. تتمتع هذه المباني بالقدرة على التأرجح ذهابًا وإيابًا في أثناء الزلزال، ومقاومة تأثيراته مع بعض الأضرار، ولكن دون الانهيار. تعتبر المطاوعة من أهم العوامل المؤثرة في أداء المبنى. وبالتالي، يسعى التصميم المقاوم للزلازل إلى التحديد المسبق للمواقع التي يحدث الضرر فيها، ثم تقديم تفاصيل تصميمية جيدة في هذه المواقع لضمان سلوكٍ مطاوِعٍ للمبنى. [1]

تصميم الأبنية لمقاومة الزلازل

تنتقل قوى العطالة الزلزالية المتولدة عند مستويات أرضيات الطوابق عبر الجيزان والأعمدة المختلفة إلى الأرض. يجب أن تكون مكونات البناء الصحيحة مطاوِعةً. يمكن أن يؤثر «فشل أو انهيار-Failure» العمود على استقرار المبنى بأكمله، أما فشل الجائز فيسبب تأثيرًا موضعيًا. لذلك، من الأفضل تصميم الجيزان لتكون حلقاتٍ مطاوِعةً أضعف من الأعمدة (يمكن تحقيق ذلك بتحديد الحجم المناسب للعناصر، وتزويدها بالكمية المناسبة من فولاذ التسليح). تسمى هذه الطريقة في تصميم المباني الخرسانية المسلحة؛ طريقة العمود القوي والجائز الضعيف. [2]

العمود القوي والجائز الضعيف

المصادر

[1] What is the Seismic Design Philosophy for Buildings?

[2] How to make Buildings ductile for Good Seismic Performance?

هل يمهد الغاز الطبيعي للاقتصاد الهيدروجيني؟

هذه المقالة هي الجزء 15 من 22 في سلسلة موضوعات تأسيسية في الطاقة المتجددة

الاقتصاد الهيدروجيني يقودنا نحو مستقبل أقل سُمْية، فما هو دور الغاز الطبيعي في أخذ الخطوات الأولى نحوه ذلك المستقبل؟ سنعرف ذلك في هذا المقال، ولكن لنبدأ بمعرفة معضلة الوقود الأحفوري والتي قادتنا للهيدروجين الأخضر بالأساس.

معضلة الوقود الأحفوري

لطالما كان البحث عن بديل للوقود الأحفوري الشغل الشاغل لدى السواد الأعظم من الباحثين منذ آواخر القرن العشرين؛ وذلك للدور المحوري للوقود في الاقتصاد تزامناً مع احتياجنا إلى بديلٍ يمكن أن يَحلَّ محلَ الوقود الأحفوري بنفس الكفاءة والوفرة؛ وما قد يؤديه اعتمادنا الهائل عليه من قلق حيال قدرتنا على استمرارية استخدامه لاسيما في ظل التداعيات البيئية التي نتجت عن استهلاكه المُفرط على نطاق واسع.

مما لا شك فيه أن سهولة استخراج ومعالجة الوقود الأحفوري، إضافةً إلى الطاقة العالية التي تمتلكها جزيئاته جعلت منه مصدراً يصعب الاستغناء عنه والحصول على بديل أفضل أو على أقل تقدير مساوٍ له.

وهنا اتجهت الكثير من الدراسات صوب استبدال الوقود الأحفوري بمصادر الطاقة المتجددة، إلا أن جميعها قد فشل في تعويض الأول بالشكل الكامل، باستثناء بديل واحد أثبتَ فعاليته، ويُمكن اعتباره قفزة نوعية متقدمة في مجال الوقود البديل، ألا وهو الوقود الهيدروجيني.

تعقيدات استخدام الهيدروجين كوقود:

في البداية يجب أن نعرف أن استخدام الوقود الهيدروجيني بصورة سلسة ونقية ليس بالأمر الهين بتاتاً. حيثُ من جهة؛ عملية استخراجه تعوزها السهولة التي نجدها عند استخراج الوقود الأحفوري، مالم يتم إيجاد طرائق بديلة ناجعة تمكننا من استخراجه بكميات كبيرة لتغطية احتياج السوق العالمية بالصورة الكافية، قد لا يمكن الركون اليه بديلاً عن الوقود الأحفوري عملياً.

مما لا ريب فيه أن استخدام الهيدروجين كوقود احتراق داخلي يمنحُنا كفاءة عالية – بالنَّظر إلى سرعة احتراقه، وانتشاره؛ وتفاعله العالي؛ وحاجته إلى طاقة بسيطة للاشتعال [1] – ويخفض من نسب الغازات المسببة للاحتباس الحراري؛ على رأسها ثاني أكسيد الكربون. إلا أن احتراق الهيدروجين بوجود الهواء والذي يحتوي على نسبة عالية من غاز النيتروجين يؤدي إلى زيادة عالية في نسبة أكاسيد النيتروجين، والتي تعتبر إلى حد ما أكثر كارثية من أكاسيد الكربون، علاوةً على وجود نواتج أخرى منها؛ بيروكسيدات الهيدروجين، والتي لا تَعرف إلى يومنا هذا أخطارها الجسيمة على المناخ بسبب وجودها بكميات كبيرة. 

الغاز الطبيعي كوسيط:

من هنا أتت الحاجة لحل وسط يؤدي إلى تقليل الاعتماد الكلي على الوقود الأحفوري، وبنفس الوقت الاستفادة من الخصائص التي يتوقع أن يقدمها لنا الهيدروجين كوقود. وهو اللجوء لاستخدام الغاز الطبيعي المضغوط ملقحاً بكميات معيارية من الهيدروجين، مقللاً من سلبيات استخدام كلا منهما على حدة، وفاتحاً بوابة مستقبلية نحو اقتصاد جديد من المحتمل أن يصعد باقتصاد الهيدروجين لمرحلة أكثر وضوحاً [3-2].

 حريٌّ بالذكر، أنه، وتحت الظروف المتكافئة لأي محرك احتراق داخلي، يمكن للمزيج أن يعطي كفاءة أعلى وغازات سمّية أقل مع الوضع بعين الاعتبار أن التحكم بالنسبة المضافة من الهيدروجين ونسبة الهواء إلى الوقود أو ما يسمى بـ[اللمدا]هما العاملان الأساسيان لإعطاء خليط مناسب. حيثُ ينبغي أن تكون النسبة تحديداً 15% هيدروجين بنسبة هواء إلى وقود مساوية لـ 1.4 لأداء أفضل وعوادم أقل، إذ أنهُ لا حاجة عندئذٍ لأي تعديل أو تطوير في أجزاء المحرك، وذلك ما يجعله مصدراً يمكن استخدامه بصورة أسرع في أي محرك تقليدي بإضافاتٍ بسيطة تُعنى بمخزون هيدروجيني وتقنية خلط مبسّطة [4]. 

مما سبق عرضه يسوقنا التطلع إزاء تلك التقنية أنها من المرجح أن تغدو خطوة أولى لمرحلة جديدة يُتَقَبَّلُ فيه الهيدروجين بوصفه بديلاً للوقود في حين استمرار الدراسات على التقنيات المختلفة التي يرجو منها الباحثين والعلماء تسهيل استخدامه دون الحاجة لأي وسيطٍ آخر. مع التنبيه لوجود الومضات الأولية لبداية المجتمع الهيدروجيني في اليابان وبعض الشركات الرائدة في مجال السيارات التي بدأت تتخذ خطوات أكثر عملية وجرأة للتوجه تجاه تقنية الهيدروجين [8-5].

المصادر:

[1] An Introduction to Combustion: Concepts and Applications

[2] Extension of a Lean Operating Limit for Natural Gas Fuelling of a Spark Ignition Engine Using Hydrogen Blending

 [3] Hydrogen Blended Natural Gas of a Operation of a Heavy Duty Turbocharged Lean Burn Spark Ignition Engine

[4] Use of Blends of Hydrogen and Natural Gas in Urban Vehicles in the Transition Towards an Hydrogen Economy

 [5] TOSHIBA 2020, The world´s largest-class hydrogen production

[6] Toyota UK 2020, Toyota to build a hydrogen-powered city of the future 

[7] </Toyota 2020, Hydrogen for All/A Fuel for the Future

[8] <Hyundai 2020, Hyundai’s leading Fuel Cell technology,  

ما هو دور المحركات في الروبوت؟ وما هي أهم المحركات الكهربائية المستخدمة؟

تكمن قدرة الروبوتات على الحركة وأداء المهام في المحركات الخاصة بها، فبدون هذه المحركات لا يمكن أن يسمّى الروبوت ذكياً. عن طريق المحركات يمكننا فتح الصمامات وإغلاقها، وتحريك عجلات روبوت أو إدارة أذرعه. يوجد العديد من أنواع المحركات التي تستخدم مع الروبوتات والتي تختلف من روبوت لآخر حسب بعض معايير التصميم، مثل خصائص الدقة والتكلفة ومتطلبات عزم الدوران والتسارع.

• المحركات الكهربائية

من أهم أنواع المحركات هي المحركات الكهربائية وهي أجهزة كهروميكانيكية تنتج الحركة عن طريق تحويل الطاقة الكهربائية إلى طاقة ميكانيكية. هذه المحركات هي الخيار المفضل في الروبوتات، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب:

1. الكهرباء مصدر إمداد متاح على نطاق واسع.

2. مناسبة لجميع أحجام الروبوت.

3. مدمجة وخفيفة الوزن، بالإضافة إلى أنها تتميز بنسبة تحويل طاقة كبيرة ودقة ممتازة.

4. أنظمة التشغيل الكهربائية قوية وسهلة الصيانة. [1]

أشهر أنواع المحركات الكهربائية وأكثرها استخدام

1. محرك التيار المستمر dc motor

له عدة أشكال، ويمتاز محرك التيار المستمر بالتكلفة القليلة والأداء الجيد وسهولة التحكم في سرعة المحرك. كما يمتاز بالقدرة على التحكم في سرعة الدوران باستخدام تقنية PWM (تعديل عرض النبضة). إذ يحوّل محرك DC الطاقة الكهربائية الحالية المباشرة إلى طاقة ميكانيكية وتعمل محركات التيار المستمر بشكل جيد في الروبوتات لأنها تسمح للروبوت بأن يعمل بالبطارية، مما يوفر مزايا رائعة لمجموعة متنوعة من التطبيقات الروبوتية، وخاصة الروبوتات المتنقلة.[2]

2. محرك السيرفو servo motor

السيرفو عبارة عن محرك يمكنه الدوران بزاوية محددة من خلال برمجته مسبقا عبر الأردوينو أو أي متحكم. يستخدم السيرفو في العديد من التطبيقات الصناعية الصغيرة والكبيرة منها. ويمكن استخدام هذا المحرك لتشغيل سيارات الألعاب التي يتم التحكم فيها عن بُعد، والروبوتات والطائرات، وخطوط الانتاج، والصناعات الغذائية. لهذه المحركات فوائد عديدة في التطبيقات الروبوتية، فهي صغيرة وقوية وسهلة البرمجة ودقيقة. علاوة على أنها تسمح بتكرار الحركة شبه التام. غالباً ما يتم استخدامها في الأذرع الروبوتية والتطبيقات التي تحتاج دقة في العمل.[3]

3. المحرك الخطوي stepper motor

تختلف هذه المحركات بعض الشيء عن محركات التيار المستمر سواء في التطبيق أو التركيب على الرغم من اعتماد فكرة عمل كليهما على الفيض المغناطيسي المتولد في الملفات. و رغم ما يشوب هذا النوع من المحركات من صعوبة استخدام وعدم توفرها وارتفاع تكلفتها؛ فإنها تتمتع بالعديد من المميزات التي تتطلبها الروبوتات ومن ذلك: – استجابة سريعة لبدء التشغيل والتوقف وعكس اتجاه الحركة. – الدقة العالية في الحركة والقدرة التكرارية، حيث تتراوح دقتها بين 3- 5% من الخطوة وهو خطأ غير تراكمي من خطوة إلى أخرى. – توفر مدى كبير من السرعات الدورانية حيث تتناسب السرعة مع تردد نبضات الدخل.[4]

إضافةً إلى المحركات المذكورة هناك الكثير من المحركات الممكن استخدامها في صناعة الروبوتات ولكن المحركات الثلاثة السابقة هي الأشهر الأكثر وفرة.

المصادر:

1-rozum.com

2-Electronics tutorials

3-sciencebuddies.com

4-Sciencedirect.com

ما هو التصميم الميكانيكي؟ وما هي مميزاته ومهاراته وأقسامه؟

التصميم الميكانيكي هو عملية تتضمن تصميم آلة جديدة تمامًا أو تحسين وظيفة آلة سابقة. والجزء التصميمي هو أهم وأول جزء في عملية تصنيع وإنتاج أي آلة، ويتم عن طريق تصميم الأجزاء أو القطع أو المنتجات ذات الطبيعة الميكانيكية مثال: تصميم عناصر الآلية المختلفة كالأعمدة أو القوابض أو المسننات.

معايير التصميم الميكانيكي

يوجد العديد من المعايير في عملية التصميم الميكانيكي، إذ يجب صياغة مشكلة التصميم ببيانات واضحة وكاملة للوظائف والمواصفات. ويتم ذلك عن طريق الخطوات التالية:
أولًا: تحديد الوظائف المطلوبة من المنتج والتي يمكن له تنفيذها.
تتمثل مثلًا: وظيفة الشاحن النموذجية في شحن الطاقة للإلكترونيات، وتتمثل وظيفة المكنسة الكهربائية في تنظيف الأرضيات، وهناك العديد من الأمثلة الأخرى.
ثانيًا: تحديد المواصفات والمتطلبات بدقة. حيث يجب تحديد مواصفات المنتج من حيث الحجم أو الوزن أو الدقة أوحجم العمل المطلوب أو السرعة أو سعة الحمولة.
ثالثًا: معايير التقييم، وهي بيانات الخصائص أو النوعية المرغوبة المحددة من قبل العميل، ويتم التعامل معها كأهداف في التصميم. إذ يقلل تعيين معايير التصميم من عيوبه المحتملة.
على الرغم من أن المواصفات والمعايير تختلف من تصميم منتج إلى آخر؛ إلا أن بعض المعايير الشائعة تنطبق على أي أنظمة ميكانيكية. تشمل هذه المعايير قدرة التحميل والتشوه والاستقرار والمتانة [1].

أقسام التصميم الرئيسية

  1. قسم تطوير المنتج:
    يركز هذا القسم على شكل المنتج العام ويعمل على إنشاء رسم يدوي لشكل المنتج أو التصميم المطلوب من العميل.وينتهي العمل في هذا القسم بعد إنشاء نموذج أولي مستوفٍ للعناصر الرئيسية.
  2. قسم التصميم:
    يعمل هذا القسم على إنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد انطلاقًا من الرسم ثنائي الأبعاد الذي تم رسمه مسبقًا.
  3. قسم التحليل:
    في هذه المرحلة يتم التحقق من إمكانيات وأساسيات التصميم. فيحول ويعالج ملف التصميم المعطى من خلال تحليل العناصر، والتأكد من صحة التصميم وكيفية عمله كي لا يفشل التصميم عند تنفيذه على أرض الواقع[2].

مهارات يجب أن يكتسبها مهندسي التصميم الميكانيكي

1-الاهتمام بأدوات التصميم بمساعدة الحاسوب والمحاكاة

يجب على المهندس أن يركز على تعلم بعض الأدوات المتعلقة بـ CAD، مثل CATIA V5 و Solidworks و Autocad وما إلى ذلك. يستطيع استثمار الأموال في برامج التعلم ومحاولة الحصول على شهادات لها . يمكنه حتى محاولة القيام بمشاريع صغيرة باستخدام برامج CAD والتحليل. إذا كان بإمكانه تعلم أي أداة تحليل ومحاكاة مثل Ansys و Matlab فستكون مفيدة للغاية.

2-معرفة المواد

يجب أن يدرك المصمم جيدًا خصائص المواد وتطبيقاتها. ويجب أن يعرف أيضًا أن العمليات تكمن في المعالجة الحرارية، وطلاء المسحوق على المادة.

3. الرسم الصناعي ومعاييره

يجب أن يكون مصمم الآلة على دراية جيدة بالتفاوتات الهندسية والملاءمة والحدود. لأن أي تفصيل خاطئ يسبب تغييرًا كبيرًا في دقة عمل الآلية.

4-معرفة الميكاترونكس

غالبًا ما يتعاملالمهندسون الذين يحرصون على التخصص في الميكاترونكس مع هندسة أنظمة التحكم. ولتصميم نظام التحكم، يحتاج المرء إلى أن يكون على دراية جيدة بـ MATLAB / Simulink. لأنه سيساعد أثناء محاكاة حركة الهيكل الخارجي للآلة باستخدام إشارة مرجعية.

5-إتقان الرياضيات

إذا كان المصمم يعمل في مجال CAE، يجب أن يتقن الرياضيات المستخدمة في البرنامج بحيث يكون لديه ميزة إضافية عن مجرد تشغيل البرنامج.

6. الإبداع

تشمل الهندسة الميكانيكية إنشاء وتصميم المنتجات التي تمتد من البطاريات إلى المولدات الكهربائية إلى الأدوات الطبية. ويتضمن اختراع المنتجات قدرًا كبيرًا من الخيال والإبداع.

7-التحسين

يجب أن يتعلم المصمم كيفية التحسين، فقد يحتاج إلى تقليل الوقت والمال وكذلك تقليل الهدر.

8-الجمالية وبيئة العمل

يجب أن يؤخذ في عين الاعتبار ما إذا كانت أولوية التصميم أن يبدو جماليًا ، أي أن المنتج يجب أن يكون قابلاً للتسويق .[3]

مميزات التصميم الميكانيكي

• من الممكن تحليل التصميم بكل سهولة وإجراء أي تغييرات في وقت قصير وبدون خسارة مادية.
• يمكن للعديد من الأشخاص العمل معًا على فكرة واحدة.
• التصميم الميكانيكي يوضح بشكل كامل حركة الآلية ويساعد المصممين على تصحيح أي خطأ.
• يمكن للعملاء أو المعنيين فحص التصميم المطلوب قبل تنفيذه.

مجالات التصميم الميكانيكي

  1. ميكانيك الموائع الطبية والهندسية.
  2. أنظمة المركبات الأرضية.
  3. نقل الحرارة والديناميكا الحرارية.
  4. أنظمة الطاقة.
  5. أنظمة النقل.
  6. التحكم ومراقبة الجودة.

يعتبر التصميم الميكانيكي مجالًا مطلوبًا في عدد كبير من الصناعات مثل صناعة السيارات، وهو مطلوب أيضا في المعامل ومجال الفضاء فكل هذه الأماكن تحتاج لمهندس ميكانيكي يقوم بتصميم المكونات والأنظمة فيها.
مثلاً: تحتوي الطائرة أو السيارة أو القمر الصناعي على آلاف المكونات التي تشكل الأنظمة الفرعية وفي النهاية تشكل النظام الكامل. [4]

المصادر :

  1. Sciencedirect.com
  2. Learnmech.com
  3. Learnmech.com
  4. Mtech.edu

السمات المعماريّة والأداء الزلزالي للمنشآت

تدفع الرغبةُ في إنشاء مبنىً جميلٍ وفعّالٍ وظيفيًّا المهندسين المعماريّين لتصوّر منشآت رائعة وخياليّة. أحيانًا، يلفتُ شكل المبنى انتباه الزائر، وأحيانًا يلفته «النظام الإنشائي-Structural System»، وفي حالاتٍ أخرى يعمل كلٌّ من الشكل والنظام الإنشائيّ معًا لجعل المُنشأ أعجوبةً.
إنّ لكلٍّ من خيارات الشكل والنظام الإنشائيّ هذه؛ تأثيرًا كبيرًا على الأداء الزلزالي للمنشآت أثناء الزلازل القويّة. وتعدّ المجموعة الواسعة من الأضرار الإنشائيّة الملاحَظَة أثناء الزلازل الماضية في جميع أنحاء العالم؛ مفيدةً للغاية في تحديد التصاميم الإنشائيّة المرغوبة، وتلك التي يجب تجنّبها. [1]

قياسات المُنشأة

يكون الأداء الزلزالي للمنشآت التالية سيّئًا:

في المباني الشاهقة ذات نسبة (الارتفاع إلى مساحة القاعدة) الكبيرة، تكون الحركة الأفقيّة للطوابق أثناء اهتزاز الأرض كبيرة. (الشكل 1a). وفي المباني قصيرة الارتفاع ذات الامتداد الأفقيّ الطويل، تكون الأضرار أثناء اهتزاز الزلزال كثيرة؛ (الشكل 1b). وفي المباني ذات المساحة الكبيرة كالمستودعات، يمكن أن تكون القوى الزلزاليّة الأفقيّة كبيرةً جدًّا بحيث لا تستطيع الأعمدة والجدران تحمّلها؛ (الشكل 1c). [1]

المباني التي يكون أحد أبعادها أكبر بكثير أو أصغر بكثير من البُعدَين الآخرَين، يكون أداؤها الزلزالي سيّئًا

التخطيط الأفقيّ للمنشأة

بشكلٍ عام، كان الأداء الزلزالي للمنشآت ذات الشكل الهندسي البسيط جيّدًا أثناء الزلازل القويّة؛ (الشكل 2a). أمّا المباني ذات الزوايا (أي التي يكون مسقطها الأفقيّ بشكل U, V, H أو+)؛ فقد تعرّضت لأضرار كبيرة؛ (الشكل 2b). كثيرًا ما نتجنّب التأثيرات السيّئة لهذه الزوايا الداخليّة في المساقط الأفقيّة للمباني بتقسيم المبنى إلى قسمين (كتلتين). على سبيل المثال، يمكن تقسيم المخطّط ذي الشكل L إلى مستطيلَين بفصلهما عند موضع التقاطع (الشكل 2c). غالبًا ما يكون المخطّط بسيطًا، لكنّ الأعمدة و/أو الجدران غير موزّعة بشكل مناسب. تميل هذه المنشآت إلى «الالتواء-Twisting» (الدوران حول المحور الشاقوليّ Z) أثناء اهتزاز الزلزال. [1]

تؤدّي الأبنية ذات المخطّط البسيط أداءً جيّدًا أثناء الزلزال

التخطيط الشاقوليّ للمنشأة

تحتاج القوى الزلزاليّة التي تطوّرت في مستويات طوابق مختلفة أن تنزل إلى الأرض بأقصر مسار. يؤدّي أيّ انحراف أو «انقطاع-Discontinuity» في مسار نقل الحمولة هذا؛ إلى ضعف أداء المبنى. وتسبّب المباني ذات الانتكاسات الشاقوليّة (مثل مباني الفنادق ذات الطوابق القليلة الأعرض من البقيّة) قفزةً مفاجئة في قوى الزلازل عند مستوى الانقطاع؛ (الشكل 3a).

تميل المباني التي تحتوي على عدد قليل من الأعمدة أو الجدران في طابق محدّد أو ذات طوابق عالية بشكل غير عادي -كالأبنية ذات الطوابق الأرضيّة المخصّصة لوقوف السيارات- إلى الانهيار بدءًا من ذلك الطابق؛ (الشكل 3b).

أما المباني على «الأرض المنحدرة-Slopy Ground» فلها ارتفاعٌ غير متساوٍ للأعمدة على طول المنحدر. يسبّب هذا الارتفاع غير المتساوي تأثيرات سيّئة مثل الانفتال والتضرّر في الأعمدة القصيرة؛ (الشكل 3c). وللمباني ذات الأعمدة المستندة على جيزان في طابق متوسّط، ولا تصل إلى الأساس، انقطاعاتٌ في مسار نقل الحمولة؛ (الشكل 3d).

تمتلك بعض المباني جدران خرسانيّة مسلّحة لنقل حمولات الزلزال إلى الأساس. والمباني التي لا تصل فيها هذه الجدران إلى الأرض، وتتوقّف عند مستوى أعلى؛ معرّضة للتضرّر الشديد أثناء الزلازل؛ (الشكل e3). [1]

تؤدّي الانحرافات المفاجئة في مسار نقل الحمولة على طول الارتفاع إلى ضعف أداء المباني

تجاور المنشآت

عند وجود مبنيَين قريبَين جدًّا من بعضهما، فقد يصدمان بعضهما البعض أثناء الاهتزاز الشديد. ومع زيادة ارتفاع المبنى، يمكن أن يكون هذا الاصطدام مشكلةً أكبر. عندما لا يتطابق ارتفاعا المبنيَين (الشكل 4)، فقد يصدم سقف المبنى الأقصر أحد أعمدة المبنى الأطول في منتصفه؛ يمكن ان يكون هذا خطيرًا جدًّا. [1]

يمكن أن يحدث الاصطدام بين المبنيَين المتجاورَين بسبب اهتزازاتهما الأفقيّة

الفتل في المنشآت

يطلق المهندسون الإنشائيّون على الالتواء (الالتفاف) في المباني اسم «الفتل-Torsion». إذ يحرّك الفتل أجزاءً مختلفة في نفس مستوى الطابق أفقيًّا بقيم مختلفة. يؤدّي هذا التحريك إلى مزيد من الضرر في «الإطارات-Frames» (وهي جملة الأعمدة والجيزان) والجدران في الجانب الذي يتحرّك أكثر.

تأثّرت العديد من المباني بشدّة من هذا السلوك الالتوائيّ المفرط أثناء الزلازل الماضية. لذلك، من الأفضل تقليل هذا الالتواء (إن لم نتمكّن من تجنّبه تمامًا)؛ بضمان تناظر المباني في المسقط (أي توزيع الكتلة والنظام الإنشائيّ المقاوم للحمولات الجانبيّة، بانتظام). إذا تعذّر تجنّب هذا الالتواء، فيجب إجراء حسابات خاصّة لقوى القصّ الإضافيّة عند تصميم المباني. ولكن بالتأكيد، سيكون أداء المباني ذات الالتواءات سيّئًا أثناء الاهتزاز القويّ للزلزال. [2]

تتعرّض العناصر الشاقوليّة (الأعمدة والجدران الحاملة) التي تتحرّك أفقيًّا بمقدار أكبر؛ لضرر أكبر.

المصادر
[1] How Architectural Features affect Buildings during Earthquakes?
[2] How Buildings twist during Earthquakes?

ما هي الطاقة الكهرومائية وكيف تطورت عبر العصور؟

هذه المقالة هي الجزء 18 من 22 في سلسلة موضوعات تأسيسية في الطاقة المتجددة

ما هي الطاقة الكهرومائية؟

هي أحد صور تحول الطاقة الكامنة إلى طاقة متحركة، وتعتبر أحد مصادر الطاقة المتجددة النظيفة الخالية من الملوثات الهوائية والأرضية والمائية.
تأتي الطاقة الكهرومائية من الماء المتدفق من عدة مصادر، قد تكون العيون، أو الأنهار، أو الشلالات. حركة الماء المتأثرة بالجاذبية الأرضية تعطيه قوة دفع تساعد على تحريك العنفات، والتي بدورها تحرك المولدات لإنتاج الطاقة الكهربائية.[1]

دورة الماء والشمس

يمكننا أن نعزي صورة هذه الطاقة كأحد صور الطاقة الشمسية، فما يحدث هنا بالضبط هو نتيجة ما يسمى بالدورة الهيدرولوجية أو دورة الماء، وهي نتاج حركة المياه على الأرض، وداخلها، وفوقها وتحول حالتها بسبب تغير الحرارة، والأشعة القادمة من الشمس.[1]

الدورة الهيدرولوجية

عندما تقوم الشمس بتسخين المحيطات مكونة بذلك بخار ماء متصاعد يتحرك بحركة التيارات الهوائية الناتجة عن تغير الضغط، يتكثف بخار الماء في طبقات الجو العليا ليكون سحب مشبعة ببخار الماء، والتي تتحرك بدورها بفعل التيارات الهوائية حول الكرة الأرضية، مما يؤدي إلى اصطدام بعضها البعض مسببة تساقط الأمطار.
بحسب المنطقة الجغرافية التي يتساقط فيها المطر تختلف حالة المادة، فمثلًا في المناطق ذات الظروف المناخية الباردة يتساقط الماء كثلوج تتراكم لتكون أنهار جليدية تذوب حينما تبدأ درجات الحرارة بالارتفاع، أما في الظروف المناخية الحارة يتساقط المطر في حالته السائلة.

تعاود الأمطار الهاطلة السقوط إما فوق المحيطات والبحار، وإما فوق سطح الأرض لتسيل كمياه أمطار جارية نتيجة للجاذبية الأرضية. ثم يعود بعض من هذه المياه إلى مجاري الأنهار، ليتحرك نحو المحيطات.

من جهة أخرى، مياه الأمطار التي تسقط على سطح الأرض، يتسرب بعضها إلى جوف الأرض بفعل عملية الارتشاح لتشكل مياه عذبة جوفية. يبقى جزء من هذه المياه قريباً من سطح الأرض، ويمكن أن يسيل مرة أخرى إلى داخل مجاميع المياه السطحية لتشكل مياهاً جوفية. تجد بعض من المياه الجوفية فتحات على سطح الأرض حيث تخرج منها كينابيع من المياه العذبة. وهكذا تظل المياه تتحرك ليعود بعضها إلى مصادره الأولية لتنتهي بذلك دورة هيدرولوجية واحدة، لتحل محلها دورة أخرى.[2]

موجز تاريخي لتطور الطاقة الكهرومائية

منذ بداية عصور الحضارة، حاول الإنسان استغلال المياه الجارية، فعمد إلى استحداث طرق مبتكرة للاستفادة من الطاقة الهيدروديناميكة للماء، والتي ساعدتنا للوصول إلى أحدث التقنيات المستخدمة حاليًا في توليد الطاقة الكهرومائية.[3]

تقنيات الطاقة المائية في العصور القديمة

في العصور القديمة في بلاد الرافدين، قبل ستة آلاف سنة تقريبًا، تم تطوير تقنيات زراعية، وأجهزة تعتمد على الماء كعنصر رئيسي لتشغيلها مثل الساعات المائية، والتي تعتبر أحد أقدم الطرق لقياس الوقت.[3]

في العام ألف قبل الميلاد، طور الفرس تقنية تمت تسميتها بقنات. تعتمد بشكل رئيسي على بناء قنوات طويلة، وضيقة تقام بشكل عمودي لتزود السكان بالماء على مستوى مدن بأكملها. وبنفس الوقت، قام الصينيون ببناء تقنية مشابهة لتقنية قنات في منطقة تسمى طوربان في الصين.[3]

إلا أن أول محاولة لاستخدام الماء في إنتاج الطاقة كانت في الصين في عهد سلالة الهان الغربية عام ٢٠٢ قبل الميلاد. كانت عبارة عن مطرقة ضخمة مزودة بعجلة مياه رأسية أطلق عليها إسم مطرقة الإمالة، واستخدمت بشكل رئيسي في طحن الحبوب، وتكسير خام المعادن، وصناعة الورق.[4]

تقنيات الطاقة المائية في العصور الحديثة

المحاولات الأولية للاستفادة من طاقة المياه لإنتاج الكهرباء كانت مرافقة لبداية النمو الاقتصادي للحضارة الغربية، عندما قام ريتشارد أركرايت بإنشاء طاحونة كرومفورد، في وادي ديرونت، في إنجلترا عام ١٧٧١ لاستخدامها في صناعة القطن والذي يعد أول نظام مصنعي متكامل في العالم تم تشغيله باستخدام الطاقة المائية.[4]

حصلت بعض التطورات الرئيسية في تقنية الطاقة المائية في النصف الأول من القرن التاسع عشر. ففي عام ١٨٢٧، أنشأ المهندس الفرنسي بينوا فورنيرون عنفة مائية تعمل على إنتاج ستة حصان من الطاقة.[4]
عام ١٨٤٩، طور المهندس الأميركي البريطاني جيمس فرانسيس أول عنفة مائية حديثة، والتي ما زالت قيد الاستخدام الواسع حتى يومنا هذا.[4]
في القرن العشرين، قام البروفيسور النمساوي فيكتور كابلان بتطوير عنفة كابلان عام ١٩١٣ والتي تعتبر أول عنفة مائية ذات مراوح فاتحة بذلك المجال لدخول مرحلة حديثة من إنشاء محطات كهربائية كاملة تعمل بالطاقة المائية.[4]

[1] Hydroelectric Power.
[
2] A Summary of the Hydrologic Cycle
[3]A brief history of Hydroelectricity
[4]A brief history of hydropower

ما هو الأردوينو Arduino وما هي تطبيقاته؟

الرّوبوت المتنقّل (mobile robot) هو روبوت قادر على الحركة إمّا على أرجل في محاكاة ميكانيكيّة لحركة المفصليّات أو على عجلات مثل السّيّارات. ويتكوّن الروبوت المتنقل من وحدة تحكّم ومستشعرات ومشغّلات تختلف حسب وظيفته. مثلاً، يحتاج روبوت تفادي الحواجز لحسّاس مسافة أمّا روبوت إطفاء الحرائق يحتاج لمستشعر حرارة.( [1] ويعد «المتحكّم-controller» أحد المكوّنات الرّئيسيّة للرّوبوت. والمتحكم عبارة عن حاسوب يتحكّم بحركة الرّوبوت بالإضافة إلى أنّه مسؤول عن منع تداخل الأوامر ولذلك يدعى بدماغ الرّوبوت. وهناك أنواع كثيرة من المتحكّمات مثل pic وRaspberry Pi وArduino وغيرها. وفي هذا المقال سنتكلم عن متحكّم الأردوينو Arduino وذلك لسهولة استخدامه بالنّسبة للمبتدئين. [2]فما هو الأردوينو وما هي تطبيقاته ؟

ما هو الأردوينو؟

ابتكرت لوحة الأردوينو Arduino ليستخدمها طلّاب الإلكترونيّات في مشاريعهم. حيث تتوفّر هذه اللوحة كمصدر مفتوح يساعد المستخدم على بناء مشاريعه وأدواته وفقًا لاحتياجاته. إذ تستطيع قراءة أي إدخال (مثل ضوء على جهاز استشعار ، أو ضغطة على زر، أو رسالة Twitter) وتحويله إلى المخرج الذي نريده (مثلًا تنشيط المحرّك، أو تشغيل مؤشّرLED، أو نشر شيء ما عبر الإنترنت). وتستخدم لوحة الأردوينو في آلاف االمشاريع بدءاً من المهام اليوميّة والتّطبيقات البسيطة إلى المشاريع العلميّة المعقّدة.[3]

ممَّ يتكوّن الأردوينو؟

تغيّر تصميم لوحة الأردوينو Arduino على مرّ السّنين، ويختلف كل نوع عن الآخر. لكن بشكل أساسي يوجد على كل لوحة التالي:
• عدد من الأطراف التي تُستخدم للاتّصال بمكوّنات مختلفة قد ترغب في استخدامها مع اللّوحة، ويوجد أنواع لهذه الأطراف:

  1. الأطراف الرّقميّة: يمكنها قراءة وكتابة حالة واحدة، تعمل أو لا تعمل.
  2. الأطراف التّشابهيّة: يمكنها قراءة مجموعة من القيم، وهي توفّر تحكم أكثر دقة.
  3. طرف منبع التّغذية: يوفّر الطاقة للّوحة نفسها. كما يوفّر جهدًا منخفضًا يمكّنها من تشغيل المكوّنات المتّصلة بها مثل مؤشّرات LED وأجهزة الاستشعار المختلفة بشرط أن تكون متطلبات الطاقة الخاصة بها منخفضة. ويمكن توصيل هذا الطرف إما بمحول تيار متردّد أو بطّارية صغيرة.

• متحكم دقيق وهو الشريحة الأساسيّة التي تسمح ببرمجة لوحة الأردوينو حتى تتمكّن من تنفيذ الأوامر واتّخاذ القرارات. ويختلف المتحكم اعتمادًا على نوع الأردوينو، لكن عمومًا تستخدم وحدات تحكم Atmel ولها عدة أنواع، والاختلافات بينها طفيفة. الاختلاف الأكبر الذي سيلاحظه المستخدم المبتدئ هو اختلاف مساحة الذّاكرة المدمجة.

• منفذ USB يتيح الاتّصال بين اللوحة والحاسوب، وكذلك تحميل برامج جديدة على الجهاز. وفي كثير من الأحيان يمكن أيضًا تشغيل الأردوينو من خلال منفذ USB مما يلغي الحاجة إلى منبع طاقة منفصل. [4]

أنواع لوحات الأردوينو

هناك أنواع مختلفة من لوحات الأردوينو الموجودة في الأسواق، وتشمل:
Arduino UNO وArduino NANO وRed Board وLilyPad Arduino وArduino Mega وArduino Leonardo. وتختلف هذه الأنواع في المواصفات والميزات والاستخدامات. كما تستخدم في أنواع مختلفة من المشاريع الإلكترونيّة. [5]

مميّزات الأردوينو

  1. التكلفة المنخفضة: يمتاز الأردوينو بأنه منخفض التكلفة مقارنة بالمتحكّمات الأخرى.
  2. سهولة الاستخدام: يستطيع أي شخص البدء في تعلم برمجة الأردوينو واستخدامه في تصميم المشاريع بدءاً من الأطفال والمبتدئين والهواة وصولاً إلى المصنّعين والمصمّمين.
  3. مفتوحة المصدر(Open Source): بمعنى أنه يمكن الحصول على المخطّطات والرسم الهندسي لدارة الأردوينو ويسمح بتطويرها والتعديل عليها.

يحدّث المصنّعون اللوحة ويطوّرونها باستمرار، من خلال تصنيع لوحات أردوينو جديدة لها إمكانيات وامتيازات مختلفة. [3]

تطبيقات الأردوينو

  • تطبيقات بسيطة: يمكن استخدام الأردوينو في التّحكم في مهام بسيطة مثل التحكم بإنارة مصباح وبرمجة الاردوينو لتشغيل وإطفاء المصباح وفقًا لمدة زمنية محددة. وتعتبر المشاريع البسيطة في غاية الأهمية لأنها تجعل المتعلّم قادراً على تطبيق الأفكار البسيطة لبناء مشاريع كبيرة.
  • بناء الأجهزة: يعتبر الأردوينو متحكّم إلكتروني يستطيع التّعامل مع العديد من الإشارات الكهربائيّة فهو سهل الاستخدام. ويمكن استخدامه في بناء أجهزة مختلفة باستخدام الحسّاسات والمحرّكات الكهربائية.
  • التحكم عن بعد: يتميز الأردوينو بدعمه للعديد من أنواع وحدات التحكم عن بعد مثل البلوتوث والاتصال اللاسلكي (Wireless) وغيرها.
  • صناعة الروبوتات: كانت عملية صناعة الرّوبوتات مكلفة ومعقّدة سابقاً. ولكن مع تطوّر العلم وظهور لوحات الأردوينو أصبحت صناعة الروبوتات أكثر سهولة. حيث بدأ الهواة في بناء روبوتات متحرّكة. واستطاع المهندسون دمج تقنيات متقدّمة مثل تقنية GPS وتقنيات الذكاء الصنعي.
  • الطب: يوجد العديد من الاستخدامات للأردوينو في المجالات الطبية ويرجع ذلك إلى أهمية انتشار الحسّاسات الطبية مثل حساس قياس درجة الحرارة والرطوبة وحساس قراءة نبضات القلب وحساس قراءة إشارات الدماغ EEG.

وفي وقتنا الحالي يمكن استخدام الأردوينو للتحكم بأي مشروع إلكتروني تقريبًا، بدءًا من المشاريع الإلكترونية البسيطة وصولاً إلى الروبوتات المعقدة.

المصادر

  1. Paper: Adaptive Manipulation of a Hybrid Mechanism
    Mobile Robot
     
  2. Robots Done Right: Robotics Controllers
  3. Arduino.cc: What is Arduino
  4. OpenSource.com: what is an Arduino
  5. Arduino.cc: Arduino Products

قوى العطالة وأثر الزلازل في المنشآت

عندما تنطلق الحافلة فجأةً، تتحرّك قدماك معها، لكنّ الجزء العلويّ من جسمك يميل للبقاء في موضعه الأصليّ -أي في موضعه قبل الانطلاق- ممّا يجعلك تسقط للوراء. تُعرَف هذه النزعة للاستمرار في البقاء في الوضع السابق بـ«العطالة أو القصور الذاتيّ-Inertia». إنّ ذلك الموقف الذي تواجهه في الحافلة يشبه كثيرًا ما تتعرّض له المنشآت عند حدوث الزلازل. فما هي قوى العطالة الزلزاليّة وأثر الزلازل في المنشآت؟

قوى العطالة في المنشآت

يسبّب الزلزال اهتزاز الأرض، فتتعرّض المنشآت لحركة في أساساتها. ومن القانون الأوّل لنيوتن في الحركة، يميل «سقف-Roof» المُنشأة للبقاء في موضعه الأصليّ، على الرغم من أنّ أساساته تتحرّك مع الأرض. ولكن بما أنّ الجدران والأعمدة متّصلة بالسقف، فإنّها تسحبه معها عندما تتحرّك. ونظرًا لكونها «مرنة-Flexible»، فإنّ حركة السقف تختلف عن حركة الأرض.

بالعودة إلى مثال وقوفك في الحافلة؛ عندما تنطلق الحافلة فجأةً، فإنّك تُدفَع للوراء. كما لو أنّ أحدًا طبّق قوّة على الجزء العلويّ من جسمك. وبالمِثل، عندما تتحرّك الأرض، يُدفَع المبنى للوراء، ويخضع السقف لقوّة تُسمّى قوّة العطالة.

إذا كان للسقف «الكتلة-(m) Mass» وتعرّض لـ«تسارع-(a) Acceleration»، تكون قوّة العطالة FI المؤثّرة فيه مساوية لحاصل ضرب الكتلة في التسارع؛ وذلك وفق القانون الثاني لنيوتن في الحركة. ويكون اتّجاه تلك القوة معاكسًا لاتّجاه التسارع.

من الواضح أنّ الزيادة في الكتلة تعني زيادةً في قوّة العطالة. ولذلك، تتحمّل الأبنيةُ الأخفّ اهتزازَ الزلازل بشكل أفضل.

تأثير العطالة في مبنىً عندما تهتزّ قاعدته
قوّة العطالة والحركة النسبيّة خلال المبنى

تأثير التشوّهات في المنشآت

تنتقل قوى العطالة المؤثّرة في السقف إلى الأرض عبر الأعمدة، ممّا يسبّب تولّد قوىً داخليّةً فيها. تخضع الأعمدة أثناء الزلزال لـ«حركة نسبيّة-Relative Movement» بين نهاياتها، وهي الانتقال u بين السقف والأرض. ولكنّها قد تُظهِر نزعةً للعودة إلى وضعها الرأسيّ المستقيم؛ أي أنّها تقاوم «التشوّهات-Deformations».

لا تحمل الأعمدة قوىً زلزاليّة أفقيّة في الوضع الرأسيّ المستقيم. ولكن عندما تُجبَر على الانحناء، فإنّها تطوّر «قوى داخليّة-Internal Forces». وتزداد هذه القوى الداخليّة بزيادة «الإزاحة-Displacement» الأفقيّة النسبيّة u بين نهايَتَي العمود. كما تزداد بزيادة صلابة العمود (أي كلما زاد حجمه). ولذلك، تسمّى هذه القوى بـ«قوى الصلابة-Stiffness Forces»، وهي تساوي حاصل ضرب صلابة العمود في الإزاحة النسبيّة بين نهايتَيه u.

الاهتزاز الأفقيّ والرأسيّ

يسبّب الزلزال اهتزازًا أرضيًا في الاتّجاهات الثلاثة (X,Y,Z) عشوائيًّا ذهابًا وإيابًا. تُصمّم كلّ المنشآت بشكلٍ أساسيّ لتحمل «حمولات الجاذبيّة-Gravity Loads». أي أنّها مُصمّمَة لتحمل قوّة مساوية للكتلة m (وتتضمّن: كتلة البناء ذاته، بالإضافة إلى كتلة الحمولات المفروضة عليه كالسكّان والأثاث وغيرها) مضروبةً في تسارع الجاذبيّة الأرضيّة g. إنّ التسارع الرأسيّ أثناء اهتزاز الأرض، إمّا أن يزيد من تسارع الجاذبيّة الأرضيّة أو يُنقِصَه. وبسبب استخدام عوامل الأمان في تصميم المنشآت لمقاومة حمولات الجاذبيّة (الحمولات الشاقوليّة)، تكون معظم المنشآت مناسِبةً لمقاومة الاهتزاز الرأسيّ. لكنّها -بشكلٍ عامّ- قد لا تكون قادرةً على تحمّل تأثيرات الاهتزازات الزلزاليّة الأفقيّة بأمان. لذلك، من الضروريّ ضمان كفاية المنشآت ضدّ التأثيرات الأفقيّة.

الاتّجاهات الرئيسيّة للمبنى

تدفّق قوى العطالة إلى أساسات المُنشأ

تتولّد قوى العطالة الأفقيّة في مستوى كتلة المُنشأة (تتوضّع هذه الكتلة عادةً عند مستويات أرضيّات الطوابق). تُنقَل قوى العطالة الجانبيّة بواسطة «بلاطة-Slab» الطابق إلى الجدران (إذ قد تكون الجدران مبنيّة من الخرسانة المسلّحة) أو الأعمدة، ثمّ إلى «الأساسات-Foundations»، وأخيرًا إلى «نظام التربة-Soil System» الذي يتموضع المبنى فوقه. ولذلك، يجب تصميم كلٍّ من هذه «العناصر الإنشائيّة-Structural Elements» و«الوصلات-Connections» بينها؛ بطريقة تساعد على نقل قوى العطالة عبرها بأمان.

تُعَدّ الجدران أو الأعمدة أهمّ العناصر في نقل قوى العطالة. ولكن في البناء التقليديّ، تلقى البلاطات و«الجيزان أو العوارض-Beams» اهتمامًا أكثر من الأعمدة والجدران أثناء التصميم والتشييد. هذا ما يؤدّي إلى نتائج كارثيّة عند حدوث زلزال، فالجدران عناصر رقيقة نسبيًّا، وضعيفة في مقاومة قوى العطالة الزلزاليّة الأفقيّة وفق اتّجاهها العرضيّ (أي وفق اتّجاه سماكتها). كما أنّ «الأعمدة الخرسانيّة المسلّحة-Reinforced Concrete Columns» المُصمّمَة والمبنيّة بشكلٍ سيّئ تكون خطيرةً جدًّا.

تدفّق قوى العطالة الزلزاليّة عبر كلّ المكوّنات الإنشائيّة

المصدر

Nicee.org: What are the Seismic Effects on Structures?

ما الفرق بين مقدار الزلزال وشِدّته والفرق بين مقياس ريختر ومقياس ميركالي المُعدّل؟

يكمن الفرق بين مقياس ريختر ومقياس ميركالي المُعدّل في أنّ مقياس ريختر يُستخدَم لتحديد مقدار الزلزال، أمّا مقياس ميركالي المعدّل فيُستخدَم لتحديد شدّة الزلزال. فما هذان المقياسان؟ وما الفرق بين مقدار الزلزال وشدّته؟

مقدار الزلزال

  • «مقدار أو قدر-Magnitude» الزلزال هو مقياسٌ كمّيّ للحجم الفعليّ للزلزال. لاحظ البروفيسور «تشارلز ريختر-Charles Richter» أنّ:
  1. عند المسافة ذاتها من المركز السطحيّ للزلزال، تزداد «السعة الموجيّة-Wave Amplitude» لمخطّطات الاهتزاز الأرضيّ للزلازل الأكبر عنها في حالة الزلازل الأصغر.
  2. بالنسبة لزلزال ما، تكون السعة الموجية للسجلّات الزلزالية عند مسافات أبعد أصغر منها عند مسافات أقرب.

دفع ذلك تشارلز ريختر إلى اقتراح مقياس مقدار الزلازل والمعروف باسمه؛ «مقياس ريختر-Richter Scale». ونحصل عليه من سجلّات أجهزة السيسموجراف. يتضمّن مقياس ريختر قياس سعة أكبر موجة مسجّلة على مسافة محدّدة من الزلزال تُسمّى «المسافة المركزية-Epicentral Distance». والمسافة المركزية هي المسافة من المركز السطحيّ للزلزال إلى النقطة المعتبرة من سطح الأرض. ويُسمّى هذا المقياس أيضًا «مقياس المقدار المحلّيّ-Local Magnitude Scale».

تشير زيادة قدر الزلزال (M) بمقدار 1 في مقياس ريختر إلى سعة موجة أكبر بـ 10 مرّات وإطلاق طاقة أكبر بحوالي 31 مرّة. على سبيل المثال؛ الطاقة المنبعثة من زلزال M7.7 أكبر بحوالي 31 مرّة من تلك المنبعثة من زلزال M6.7، وأكبر بحوالي 31×31=961 مرّة من تلك المنبعثة من زلزال M5.7.

القياس الأفضل لحجم الزلزال هو كمّيّة الطاقة المنبعثة منه. وقد أعطى ريختر العلاقة التالية لتقديرها:

حيث: E هي الطاقة المنبعثة مقدّرةً بوحدة erg، وM هو مقدار الزلزال (قدر ريختر).

كي نفهم الأمر بصورة أبسط، إنّ الطاقة المنبعثة من زلزال مقداره M6.3 مساوية للطاقة التي أُطلِقَت من القنبلة الذرّيّة الملقاة على «هيروشيما -Hiroshima» عام 1945 م. ولحسن الحظّ، يصرَف معظم تلك الطاقة في هيئة حرارة وفي تكسير الصخور. ولا يذهب إلّا جزء صغير منها إلى الموجات الزلزاليّة التي تنتقل مسافات كبيرة مسبّبة اهتزاز الأرض وتضرّر المنشآت. [1] [2]

متوسط حدوث الزلازل عالميًّا

متوسّط مرّات حدوثها سنويًّاالمقدارالمجموعة
18 وأعلى منهاشديدة جدًّا
187 – 7.9شديدة
1206 – 6.9قويّة
8005 – 5.9متوسّطة
6200 (تقديريًّا)4 – 4.9خفيفة
49000 (تقديريًّا)3 – 3.9صغيرة
M1-2 حوالي 8000/يوم، M2-3 حوالي 1000/يومأصغر من 3صغيرة جدًّا
  • إنّ مقاييس مقدار الزلازل غير محدودة بحدٍّ أعلى أو أدنى. [1] [2]

شِدّة الزلزال

هي مقياس نوعيّ للاهتزاز الفعليّ في موقع ما أثناء الزلزال، وتحدَّد بالأرقام الرومانية. وتوجد عدّة مقاييس للشدّة، وأكثرها شيوعًا «مقياس ميركالي المُعدّل-Modified Mercalli Intensity (MMI) Scale». يتراوح مقياس ميركالي المُعدل بين الدرجة I (لا يشعر الناس بأي حركة أرضيّة) والدرجة XII (حالة دمار شامل). وتعتمد مقاييس الشدّة على ثلاث سمات للاهتزاز: إحساس البشر والحيوانات به، وأداء المباني والمنشآت، والتغيّرات في البيئة المحيطة الطبيعيّة. إذ يطبَّق مقياس ميركالي المُعدّل بعد حدوث الزلزال بإجراء مسح للدمار، ولاستجابة الناس لشدّة اهتزاز الأرض. [1] [2]

الفرق الأساسيّ بين مقدار الزلزال وشدّة الزلزال أو الفرق بين مقياس ريختر ومقياس ميركالي المُعدّل

مقدار الزلزال مقياسٌ لحجمه. على سبيل المثال؛ يمكن قياس حجم الزلزال بكمّيّة طاقة التشوّه المنبعثة نتيجة انكسار الفالق. هذا يعني أنّ لمقدار زلزال ما قيمة واحدة. من ناحية أُخرى، تعتبر الشدّة مؤشّرًا لشّدة الاهتزاز المتولّد في موقع ما. من الواضح أنّ شدّة الاهتزاز بالقرب من المركز السطحيّ للزلزال أكبر بكثير منها في المواقع الأبعد. وبالتالي؛ أثناء نفس الزلزال ذي المقدار المعيَّن، تتعرّض مواقع مختلفة لمستويات مختلفة من الشدّة.

ولتوضيح هذا الفرق، نشبّه الزلزال بالمصباح الكهربائيّ. تكون الإضاءة في مكان قريب من مصباح 100 واط أشدّ منها في مكان بعيد عنه. بينما يطلق المصباح 100 واط من الطاقة، فإنّ شدّة الإضاءة في موقع ما تعتمد على القوّة الكهربائيّة للمصباح وبعدها عنه. حجم المصباح (100 واط) يشبه مقدار الزلزال، والإضاءة في مكان ما تشبه شدّة الاهتزاز في ذلك الموقع. [1]

تقلّ شدّة الإضاءة كلّما ابتعدنا عن المصدر الضوئيّ

المقدار والشدّة في التصميم الزلزاليّ

تصمَّم الأبنية والمنشآت لمقاومة مستويات معيّنة من شدّة الاهتزاز وليس اعتمادًا على مقدار الزلزال. ويعدّ «التسارع الأرضيّ الأعظميّPeak Ground Acceleration (PGA)» طريقة لتحديد شدّة اهتزاز الأرض. وهو التسارع الأعظميّ الذي تتعرّض له الأرض أثناء الاهتزاز.

وتتوفّر العلاقات التجريبيّة التقريبيّة بين شدّات مقياس ميركالي المُعدّل والتسارعات PGA التي يُحتمل التعرّض لها. وتُعطى PGA كنسبة من تسارع الجاذبيّة الأرضيّة g.

اعتمادًا على بيانات زلازل سابقة، قدّم العالمان «جوتنبرج-Gutenberg» وريختر علاقةً تقريبيّة بين المقدار المحلّي للزلزال ML والشدّة I0 عند منطقة المركز السطحيّ له.

ولاستخدام المعادلة السابقة تُستبدَل الأرقام الرومانيّة الدالّة على الشدّة بمقابلاتها من الأرقام العربيّة. [1]

المصادر
NICEE.org: What are Magnitude and Intensity? [1]

[2] Earthquakes: Causes and Measurements

ما هو التصوير بالموجات فوق الصوتية وكيف يعمل؟

هذه المقالة هي الجزء 5 من 8 في سلسلة دليلك لفهم أساسيات الهندسة الطبية

التصوير «بالأمواج فوق الصوتية – Ultrasounds» هو تقنية تصوير طبي تعتمد على الأمواج ذات التردد العالي والتي لا يمكن لأذن الإنسان سماعها. وينتج عنها صورة دقيقية للجسم الداخلي وتظهر تفاصيل الأنسجة بشكل دقيق. ويعد استخدام التصوير «بالأمواج فوق الصوتية – Ultrasounds» الخطوة الأولى في طريق تشخيص الحالة المرضية.

كيف تعمل تقنية التصوير «بالأمواج فوق الصوتية – Ultrasounds» ؟

تصدر الأمواج فوق الصوتية عن طريق محوّل يعرف باسم «المسبار – Probe». يحتوي المسبار على مصفوفة من الكريستالات البيزوإلكتورنية والتي تقوم بتحويل الجهد إلى أمواج فوق صوتية، والعكس صحيح. يرسل المسبار الأمواج ويستقبل ما ينعكس منها.
الكريستالات البيزوإلكترونية هي عبارة عن كريستالات تستقبل الجهد على طرفيها وتهتز لتولد أمواج فوق صوتية، وفي حال اهتزازها عند عدم وجود جهد على طرفيها تنعكس العملية ويولد الاهتزاز جهد كهربائي.
تعبر الأمواج فوق الصوتية نسيج الجسم، وتستمر في اختراقه حتى تصل إلى الحواجز الفاصلة بين النسيج، مثل الفواصل بين السوائل والنسيج الرخو أو النسيج الرخو والعظام.
عند وصول الأمواج إلى هذه الفواصل فإن جزء منها ينعكس ويرتد. بينما تستمر الأمواج الأخرى بعبور النسيج حتى تصطدم بحاجز آخر تنعكس عنه. باختلاف السرعة والاتجاه والمسافة التي تنتقل بها الأمواج الصوتية بعد ارتدادها، يستطيع الحاسوب ترجمتها إلى صورة ثنائية الأبعاد.
تعتمد شدة وشكل الموجات المنعكسة على قدرة الامتصاص الخاصة بالنسيج، فمثلًا عند مرور الأمواج عبر منطقة مملوءة بالسوائل فلا تنعكس إلا أمواج قليلة وباهتة. بينما تنعكس الأمواج عن الأنسجة الأكثر صلابة كالأورام بقوة ووضوح أكبر بسبب عدم قدرة النسيج على امتصاصها.
يستقبل المسبار الاهتزازات، وتقوم الكريستالات البيزوالكترونية بتحويلها إلى جهود كهربائية والتي يحولها الحاسوب بدوره إلى صورة.[1]

صورة توضح طريقة عمل التصوير بالأمواج فوق الصوتية

كيف يترجم الحاسوب الجهد الكهربي إلى صورة؟

تتعلق قيمة الجهد المتولد تتعلق بشدة الموجة المنعكسة، وبالتالي تتعلق بنوع النسيج الذي ارتدت عنه الأمواج. لذا، ينتج الجهد المنخفض عن اهتزازات ضعيفة ويظهر باللون الأسود. بينما ينتج الجهد المرتفع عن الاهتزازات القوية ويظهر باللون الأبيض. وتتدرج الألوان من الأسود إلى الأبيض بحسب زيادة أو نقصان شدة الموجة.

صورة بالأمواج فوق الصوتية لجنين في رحم الأم

ما هي تطبيقات التقنية؟

تتنوع استخدامات التصوير بالموجات فوق الصوتية ما بين التشخيص والعلاج ولكن الأكثر شيوعًا واستخدامًا هي وسائل التشخيص والكشف. في التشخيص، تستخدم هذه التقنية عادة لتصوير الأجنة في الرحم لمراقبة النمو والكشف عن الحالة الصحية بشكل دوري، كما تستخدم لفحص بعض مناطق الألم أو الأورام في جوف البطن.
تساعد هذه التقنية على كشف مكان الكتل وأيضًا تساعد في التمييز بين الكيس والورم، حيث أن الكيس عبارة عن انتفاخ ينتج عن تجمع السوائل بينما الورم هو منطقة معقدة من الأنسجة والخلايا الحية التي تنقسم بشكل غير طبيعي.
في العلاج، تستخدم التقنية في التحقق من وجود حصى بالكلى أو المرارة وتفتيتها وهذه تعد إحدى الاستخدامات العلاجية للأمواج فوق الصوتية. كما تستخدم في العلاج الطبيعي – الفيزيائي، للعضلات والأربطة وحتى المفاصل. [2]

هل تعد تقنية التصوير بالأمواج فوق الصوتية آمنة؟

تعتبر هذه التقنية من التقنيات الآمنة. إذ لا تنتج تقنية التصوير بالموجات فوق الصوتية إشعاعات مؤينة مثل الأشعة السينية. ومع ذلك، لوحظ أن حالات فرط الاستخدام قادرة على إحداث بعض التغيرات البيولوجية في الجسم ناتجة عن تسخين الجلد، الأمر الذي قد يؤدي إلى تشكل فقاعات تحوي على سوائل أو غازات. لذلك توصي « إدارة الغذاء والدواء الأميركية –FDA » بعدم الاستخدم إلا عند الحاجة الطبية.[3]


المراجع:
[1]- Radiology

[2]- Nibib
[3]- FDA

ما هي العناصر الأرضية النادرة، وفيمَ تستخدم؟

هذه المقالة هي الجزء 13 من 22 في سلسلة موضوعات تأسيسية في الطاقة المتجددة

تعد المواد الخام أهم عائق يحول دون تحقيق النقلة المرجوة من مصادر الطاقة الحالية إلى مصادر متجددة نظيفة. في معظم دول العالم وأهمها الاتحاد الأوروبي، أسهمت الحاجة الماسة لمواد تحقق هذه النقلة في خلق زخم بحثي تُوج بعدة نتائج ربما لم تتناسب في النهاية مع ما هو متاح في السوق العالمية. فالتركيز كان نحو العناصر الأرضية النادرة، والتي يشكل عدم توفرها عائقًا أمام استخدامها على مدى اقتصادي وتجاري واسع. كونها ليست في متناول جميع الأقطار، أدى هذا إلى خلق تداعيات سياسية واقتصادية بدأنا نشهدها في الأعوام الأخيرة.[1] فما هي العناصر الأرضية النادرة، وفيمَ تستخدم؟

العناصر الأرضية النادرة

هي عبارة عن مجموعة من سبعة عشر عنصر كيميائي في الجدول الدوري، وتحديدًا السكانديوم، الإتريوم، واللانثانيدات. يعتبر السكاندوم والإتريوم عناصر أرضية نادرة بسبب ظهورها في الفلزات مع اللانثانيدات وبسبب خواصها الكيميائية المشابهة لها. أطلق اسم “نادرة” على هذه العناصر بسبب قلة الأماكن التي كانت تستخرج منها سابقا، إلا أنه مؤخرًا فإنه يعثر على تركيز عالٍ نسبيًا من هذه العناصر في القشرة الأرضية.[2] تستخدم هذه المواد في تطبيقات التقنيات الحديثة على نطاق واسع، وأهمها: النيوديميوم، والباراسيوديميوم، والديسبروسيم، والتربيوم؛ والتي تدخل جميعها في صناعة المغناطيس الدائم المسمى ب ” نيوديميوم- حديد- البورون” «NdFeB».

العناصر الأرضية النادرة سياسيًا

كما ذكر سابقًا، من الممكن العثور على هذه المعادن بتركيز عالٍ نسبيًا في القشرة الأرضية، إلا إن ارتفاع تكلفتها يعزو إلى عملية استخراجها المعقدة بسبب عدم تواجدها بصورتها النقية في الطبيعة، عدا أن توزيعها الجغرافي متباين بحد ذاته.
فتركز معظم المناجم في الصين سبب ندرة تنوع لهذه الثروة، واحتياج السوق العالمية لهذه المواد جعل منها سلاح جيوسياسي فعال تستخدمه الصين لتوسيع نفوذها، وتلوح به كورقة ضغط في المفاوضات السياسية والتجارية.

علاوة على ذلك، قامت الصين بتوسيع أعمال الحفر والتعدين في مناجمها والمناطق الخاضعة لسيطرتها كخطوة لزيادة إنتاج الأجزاء ذات القيمة السوقية المرتفعة، مثل: السبائك، والمغناطيس الدائم، مطالبة بريادة عالمية وهيمنة في سلسلة القيمة لهذه الصناعة بشكل مكتمل، تنفيذًا للخطة الإستراتيجية للحزب الحاكم لعام ٢٠٢٥.

فبعد حدوث أزمة المعادن النادرة بين عامي ٢٠١٠ – ٢٠١١؛ الناتجة عن تذبذب أسعارها ما بين صعود مفاجئ وانخفاض حاد، تزايد التوتر العالمي، مما دفع إلى تشكل وعي جمعي في المجتمع الدولي بضرورة دعم مشاريع البحث والتعدين في هذا المجال.

فتعددت الندوات المتخصصة المقامة، ودشنت نشاطها بإنشاء أول مؤسسة عالمية«Rare earth industrial association» تعنى بصناعة المعادن النادرة عام ٢٠١٩.[1]

المغناطيس الدائم «NdFeB»

طُور مغناطيس «NdFeB» لأول مرة عام ١٩٨٤ عبر جنرال موتورز، ومؤسسة سوميتومو«General Motors and Sumitomo Corporation»، استحدثت المؤسستان السبيكة بشكل منفرد وعبر طرق تصنيع مختلفة تمامًا، وكانت النتيجة مغناطيس دائم مشبع «Bonded permanent magnets» من صنع جنرال موتورز ، ومغناطيس دائم متكلس«Sintered permanent magnets» من صنع سوميتومو.

تتكون هذه السبائك من النيوديميوم، والباراسيوديميوم، والديسبروسيم، والتربيوم. بينما يساهم كلًا من النيوديميوم، والباراسيوديميوم في زيادة صلابة المغناطيس، يعمل كلًا من الديسبروسيم، والتربيوم على تحسين قابلية التمغنط خصوصًا في درجات الحرارة العالية.

من الممكن التلاعب في نسب المواد في المركب لإنتاج خواص مغنطة مختلفة. فمن الممكن استبدال النيوديميوم، والباراسيوديميوم بعناصر أخرى بصورة محدودة خاضعة لشروط مواصفات التشغيل.

في السنوات القليلة السابقة، ركزت معظم الأبحاث على الاستفادة القصوى من استخدام الديسبروسيم، والتربيوم، بالرغم من تكلفتهما العالية.[1,3]

استخدام «NdFeB» في تقنيات الطاقة الحديثة

منذ بزوغ فجرها في عام ٢٠٠٥، بشرت مولدات المغناطيس الدائم، خصوصًا تلك المستخدمة في عنفات السواحل، بمرحلة جديدة لقدرتها على إنتاج كمية عالية من الكهرباء، وبكفاءة عالية رغم صغر حجمها، فاتحة المجال لزيادة الإنتاج السنوي من الطاقة بتكاليف أقل.

يحتوي المغناطيس المستخدم في مولدات عنفات الرياح على ٢٨.٥% نيوديميوم، ٤.٤ باراسيوديميوم، ١% بورون، ٦٦% حديد، بوزن يصل إلى ٤ طن.

بعد التداعيات السياسية الأخيرة، توالت الجهود لتقليص محتويات المغناطيس الدائم من المعادن النادرة في مولدات عنفات الرياح. فعلى سبيل المثال، خفضت شركة سيمنز جيميزا للطاقة المتجددة«Siemens Gamesa Renewable Energy» نسبة الديسبروسيم في مولداتها إلى نسبة أقل من ١%. وفي خطوة أكثر جرأة، طورت «GreenSpur Renewables» نموذج لمولدات ذات مغناطيس حديدي خال من المعادن النادرة، وبعد مروره بعدة مراحل اختبارية ناجحة، ستبدأ الشركة بتسويقه تجاريًا.

حاليًا، عدة نماذج تم اختبارها بنجاح لمولدات ذات ١٢ ميجا واط، مع الوصول إلى ٢٠ ميجا واط في ٢٠٢٢. مع أن معظم المحاولات تسير في اتجاه تقليص استخدام المعادن النادرة، لا يزال العالم بعيد عن تطوير مغناطيس دائم فعال خال من عناصر الأرض.

مستقبلًا، يمكن للبدائل أن تتضمن مولدات بمغناطيس ذو توصيلية فائقة «superconductor-based generators»، كتلك المختبرة في مشروع إيكو سوينج«EcoSwing project» والتي تم تمويلها من قبل الاتحاد الأوروبي. أحد الحلول البديلة يشمل استخدام المولدات الهجينة «hybrid drive generators»، والتي تستخدم مغناطيس دائم صغير مقارنة بالنوع العادي. الأخير يمكن أن يخفض الاعتماد على المعادن النادرة بنسبة ثلثين في العنفة الواحدة. مع هذا، تبقى كل الخيارات المتاحة بحاجة للكثير من التطوير والدراسة لتصبح مؤهلة لاستبدال المعادن النادرة.[1,3]

[1]THE ROLE OF RARE EARTH ELEMENTS IN WIND ENERGY AND ELECTRIC MOBILITY
[2] Rare-earth element
[3]Critical Materials for the Energy Transition – IRENA

مقدمة عن الموجات الزلزالية وكيفية قياسها بالسيسموجراف

مقدمة عن الموجات الزلزالية وكيفية قياسها بالسيسموجراف

أثناء الزلزال، تنتقل طاقة التشوّه الكبيرة المنطلقة في كلّ الاتّجاهات عبر طبقات الأرض في هيئة موجات زلزاليّة، منعكسةً ومنكسرةً عند كل سطح بينيّ. وتُسجّل تلك الموجات بواسطة جهاز يُسمّى «السيزموجراف-Seismograph».
[1]
فما أنواع هذه الموجات؟ وكيف يحدّد المركز السطحيّ للزلزال اعتمادًا على تسجيلات محطّات الرصد؟

أنواع الموجات الزلزالية

1- «موجات مرنة-Body Waves»

تنطلق من البؤرة، وتنتقل في كل الاتجاهات عبر جسم الأرض. وهي نوعان:

  • «موجات رئيسية-Primary Waves» أو P-waves: تخضع جسيمات المادّة -التي تنتقل هذه الموجات عبرها- لتشوّهات انضغاطية وتمدّدية وفق منحى انتقال الطاقة. وتعتمد سرعتها على خصائص مرونة المادّة من صلابة وكثافة وسهولة انضغاط. والموجات الرئيسية هي أسرع أنواع الموجات الزلزالية، لذلك تصل إلى أجهزة تسجيل الزلازل أوّلًا.
  • «موجات ثانوية-Secondary Waves» أو S-waves: وتسمّى أيضًا موجات القصّ. تهتزّ جسيمات المادة -في هذه الحالة- باتجاه عمودي على منحى انتقال الطاقة. تعتمد سرعتها على صلابة وكثافة المادة فقط، ولا تنتقل عبر السوائل. والموجات الثانوية أبطأ من الرئيسية P-waves، لذلك تصل إلى أجهزة تسجيل الزلازل بعدها.

على سبيل المثال؛ تبلغ سرعة P-waves في «الجرانيت-Granites» 4.8 كم/ثانية تقريبًا، وسرعة S-waves تساوي 3 كم/ثانية تقريبًا.

2– «موجات سطحية-Surface Waves»

لا تنتقل عبر جسم الأرض، بل وفق مسارات موازية تقريبًا لسطحها. والموجات السطحية أبطأ من الثانوية S-waves، وغالبًا ما تكون سبب الحركة الأرضية الأشدّ أثناء الزلزال. وهي نوعان:

  • «موجات لوف-Love Waves»: تسبّب موجات لوف حركات سطحية كالتي تحدثها الموجات الثانوية S-waves ولكن بدون حركة شاقولية.
  • «موجات ريلي-Rayleigh Waves»: تهز موجات ريلي جسيمات المادة في مسار إهليلجيّ في المستوي الرأسيّ، مع حركة أفقية وفق منحى انتقال الطاقة.

    تسبّب الموجات الثانوية S-waves -بالإضافة إلى تأثيرات موجات لوف- الضرر الأكبر للمنشآت بالتحريك الذي تحدثه على سطح الأرض في كِلا الاتجاهَين الأفقيّ والرأسيّ. عندما تصل الموجات الرئيسية P-waves والثانوية S-waves إلى السطح، تنعكس معظم طاقتها. ثمّ يعود بعض هذه الطاقة إلى السطح بسبب الانعكاسات عند طبقات مختلفة من التربة والصخور.

    يكون الاهتزاز أشدّ -بحوالي الضعف تقريبًا- على سطح الأرض منه في الأعماق الكبيرة. وغالبًا ما يكون هذا أساسًا في تصميم المنشآت المطمورة (المنشآت تحت سطح الأرض) وفق تسارعات أصغر من تلك التي فوق الأرض. [1] [2]
وصول الموجات الزلزالية إلى المنشأ
أنواع الموجات الزلزالية والحركات التي تسبّبها

ما هو السيسموجراف وكيف يعمل؟

جهازٌ يستخدَم لتسجيل اهتزازات الزلازل، و يعمل –منذ اختراعه- وفق مبدأ بسيط. عبارة عن قلم مثبّت في طرف «نوّاس أو بندول-Pendulum» بسيط متأرجح (كتلة معلّقة بخيط متدلٍّ من دعامة)، ومغناطيس محيط بالخيط لتوفير «التخامد-Damping» اللازم للتحكّم بسعة الاهتزاز. بالإضافة إلى ورقة رسم بيانيّ مثبّتة على أسطوانة تدور بسرعة ثابتة. يشكّل البندول والخيط والمغناطيس والدعامة مستشعرَ الجهاز، أمّا المُسجِّل فيتكوّن من الأسطوانة والقلم وورقة الرسم. ويتكون المؤقِّت من المحرّك الذي يدير الأسطوانة بسرعة لف ثابتة.

يَلزم جهاز سيسموجراف في كِلا الاتجاهَين المتعامدَين في المستوي الأفقي، بمعنى أنّنا نحتاج إلى جهاز باتجاه شمال-جنوب مثلًا، وآخر باتجاه شرق-غرب. أمّا لقياس الاهتزازات الرأسية فيُستبدَل البندول الخيطيّ بآخر نابضيّ يتأرجح حول نقطة ارتكاز.

تطوّرت هذه الأجهزة عبر الزمن، وأصبح استخدام الأجهزة الرقمية المُعتمِدة على الحواسيب أكثر شيوعًا اليوم. [1] [2]

السيسموجراف القديم
مخطّط اهتزازات الموجات الزلزالية مقابل الزمن. لاحظ أن الموجات الرئيسية P-waves تصل أوّلًا

تحديد موقع المركز السطحيّ للزلزال

من أجل تحديد المركز السطحي للزلزال، نحتاج إلى تسجيلات ثلاث محطّات رصد -على الأقلّ- تقع على مسافات مختلفة من المركز السطحيّ المُراد تحديده. كما نحتاج إلى معرفة الزمن الذي استغرقتْه الموجات الرئيسية P-waves والثانوية S-waves للانتقال عبر الأرض والوصول إلى كلّ محطّة رصد. جُمعَت هذه المعلومات عبر العقود الماضية، وهي متوفّرة في هيئة منحنيات مسافة-زمن.

يحسَب الفارق الزمنيّ بين وصول أوّل الموجات الثانوية S-waves ووصول أوّل الموجات الرئيسية P-waves، ثم تحدّد المسافة بين محطّة الرصد والمركز السطحي اعتمادًا على تلك المنحنيات.

وهكذا نرسم على الخريطة -من كلّ محطّة رصد- دائرة نصف قطرها مساوٍ للمسافة بين المحطّة والمركز السطحي. وتتقاطع الدوائر الثلاث في نقطة تحدّد موقع المركز السطحي للزلزال كما هو مبين في الصورة الأخيرة. [2]

المصادر

[1] How the ground shakes?
[2] Earthquakes: Causes and Measurements

Exit mobile version