التصنيفات المختلفة لمحركات السيارات

التصنيفات المختلفة لمحركات السيارات. خصائص المحرك ومدى فاعليته هما أول ما يخطر في أذهان هواة المركبات وسباقات السيارات، إلا أن الأمر ليس سيان بالنسبة للمواطن العادي، بل وربما قد يكون هذا الأمر آخر ما يشغل بال الأخير، وهذه مشكلة بحد ذاتها!
فقلب أي سيارة، أي المحرك، هو أعجوبة الهندسة الميكانيكية،  ومركز القوة الذي يدفعنا إلى الأمام، ويحوّل الوقود إلى حركة ليجعل عالمنا العصري السريع ممكنًا. لكن قبل أن نفترض أن معدلات القوة، والمسافة المقطوعة هي الخصائص الوحيدة المهمة، يجب أن نأخذ بعين الاعتبار جميع الجوانب لمعرفة المزيد عن المحرك في السيارة. فحسن اختيار المحرك يمكن أن يحدث الفرق في اختيار السيارة المناسبة وتوفير تكاليف الصيانة. لذا مبدأيًا سنتعرف على أنواع المحركات المختلفة الموجودة، كالتالي:

محرك الاحتراق الداخلي《ICE》:

إن محرك الاحتراق الداخلي《ICE》هو النوع الأكثر شيوعًا، بحيث يعمل على تشغيل غالبية السيارات منذ أكثر من قرن.  يعمل هذا المحرك على مبدأ إشعال خليط من الوقود والهواء داخل أسطوانة لتوليد غاز عالي الضغط يقوم بدفع المكبس ويولد طاقة ميكانيكية.
بطبيعة الحال تأتي محركات الاحتراق الداخلي بأشكال متعددة، بما في ذلك التصاميم المضمنة، و ذات شكل V، والمسطحة؛ ويمكن أن تعمل على أنواع مختلفة من الوقود مثل البنزين والديزل، والبروبان. كما يمكن أن تختلف أيضاً في عدد الأشواط، إلا أن أكثرها شيوعًا هو المحرك رباعي الأشواط. على الرغم من انتشار استخدامها على نطاق واسع، إلا أن مصنعي محركات الاحتراق الحراري ICE باتوا يتعرضون لحملات انتقاد واسعة، وذلك يعود للتأثيرات التي تحدثها هذه المحركات على البيئة. كون نسبة انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري منها تُعتبر عالية، بالإضافة لعدة ملوثات أخرى، جميعها تساهم في تسريع التغيرات المناخية، وتلوث الهواء بشكل دائم. ومن هنا بدأ يتغير التوجه نحو إيجاد بدائل أكثر استدامة، مثل المحركات الكهربائية والهجينة، والتي بفضل التكنولوجيا المتقدمة الحالية تسارعت عملية تطويرها، وبالتالي زيادة الإقبال عليها. من جانب آخر، أدت التطورات في مجال التكنولوجيا إلى زيادة كفاءة محركات الاحتراق الداخلي وتقليل الانبعاثات الناتجة من احتراق الوقود فيها، مما يجعل السوق الاستهلاكي غير مستعدًا البتة للتخلي عنها بعد. فعملية الاستغناء عن هذه المحركات ليس بالسهولة بما كان. تبقى هذه المحركات جزءًا أساسيًا من صناعة السيارات، فهي تعمل على تشغيل كل شيء بدءًا من السيارات المدمجة إلى الشاحنات الثقيلة، وتستمر في التطور استجابًة للمتطلبات البيئية ومتطلبات الكفاءة المطلوبة.

محركات الديزل:

يُعتبر محرك الديزل، الذي سُمّي على اسم مخترعه رودولف ديزل، أحد أشكال محركات الاحتراق الداخلي التي صنعت لنفسها مكانة خاصة بها في عالم السيارات. على عكس محركات البنزين، التي تستخدم شمعات الإشعال “فتيل” لإشعال خليط الوقود والهواء، تعمل محركات الديزل على مبدأ الاشتعال بالضغط. وهذا يعني أن الهواء يتم ضغطه أولاً في الأسطوانة، مما يرفع درجة حرارته، ثم يتم حقن وقود الديزل في الأسطوانة، حيث يشتعل بسبب ارتفاع درجة حرارة الهواء. تشتهر محركات الديزل بكفاءتها ومتانتها. فهي تميل إلى أن تكون كفاءتها الحرارية أعلى من محركات البنزين، مما يعني أنها تستطيع استخلاص المزيد من الطاقة من كمية وقود أقل. يجعلها هذا مناسبة خصيصًا للمنظومات المخصصة للاستخدامات الشاقة مثل الشاحنات، والحافلات، والآلات الصناعية. مما يجب الإشارة إليه هو أن هذه المحركات على حد السواء  واجهت أيضًا انتقادات بسبب تأثيرها على البيئة. فكمية الانبعاثات التي تطلقها من الجسيمات وأكاسيد النيتروجين تتجاوز النسب من نفس كمية الوقود المستهلكة في محركات البنزين. على الرغم من هذه التحديات، تهدف التطورات المستمرة في تكنولوجيا تطوير محركات الديزل إلى تقليل هذه الانبعاثات وتحسين الأداء البيئي للمحرك.

المحرك الهجين:

كما يوحي الإسم، يجمع المحرك الهجين بين محرك احتراق داخلي، أو ICE، ومحرك كهربائي. صُمم هذا النوع من المحركات للاستفادة مما يميز كلا مصدري الطاقة، بهدف تحقيق التوازن بين الأداء، وكفاءة استهلاك الوقود، وتقنين الأثر البيئي السلبي.
يمكن استخدام محرك الاحتراق الداخلي للقيادة بسرعة عالية عند الحاجة إلى المزيد من الطاقة، بينما يمكن للمحرك الكهربائي التعامل مع القيادة بسرعة منخفضة لتوفير طاقة إضافية. هذا بحد ذاته، يمنح السيارة كفاءة أفضل في استهلاك الوقود مقارنًة بالسيارة التقليدية التي تعمل بمحرك الاحتراق الداخلي، حيث يمكن للمحرك الكهربائي أن يتولى القيادة في الحالات التي يكون فيها محرك الاحتراق الداخلي أقل كفاءة في حالة معينة. تقلل المحركات الهجينة أيضاً من الانبعاثات، حيث لا ينتج المحرك الكهربائي أي انبعاثات من العادم. وهذا يجعلها خيارًا أكثر استدامة بيئيًا مقارنًة بالسيارات التقليدية التي تعمل بمحرك الاحتراق الداخلي فقط. يمكن أن تكون المحركات الهجينة أكثر تعقيداً وتكلفة في التصنيع والصيانة. وعلى الرغم من هذه العيوب، فإن المحرك الهجين يمثل خطوة كبيرة إلى الأمام في السعي نحو وسائل نقل أنظف وأكثر كفاءة.

المحرك الكهربائي:

يمثل المحرك الكهربائي، المعروف أيضًا بإسم الموتور الكهربائي، تحولاً كبيراً في تكنولوجيا السيارات. وخلافًا لمحركات الاحتراق الداخلي التقليدية التي تحرق الوقود لتوليد الحركة، تقوم المحركات الكهربائية بتحويل الطاقة الكهربائية إلى طاقة ميكانيكية تدفع عجلات السيارة. تشتهر المحركات الكهربائية بجودة أدائها، وملاءمتها للبيئة. فهي تحوّل نسبة مئوية أعلى من الطاقة الكهربائية إلى طاقة محركة، مما يجعلها أكثر كفاءة من نظيراتها التي تعمل بالبنزين. لا ينتج عن المحركات الكهربائية أي انبعاثات من العوادم، مما يساهم في تقليل نسب غازات الاحتباس الحراري التي تُطلق بشكل يومي على البيئة. من المزايا الأخرى للمحركات الكهربائية أيضًا عزم الدوران الفوري. حيث يمكنها توفير أقصى عزم دوران من الثبات، مما يؤدي إلى تسارع مذهل. بالإضافة لكونها تتسم المحركات الكهربائية بالبساطة، حيث تحتوي على عدد أقل من الأجزاء المتحركة، مما يؤدي إلى انخفاض تكاليف الصيانة. بالرغم من أنها تأخذ خطواتها الأولى نحو السوق الإستهلاكية، إلا أن المحركات الكهربائية أصبحت ذات أهمية في عالم السيارات، مما يمهد لمستقبل واعد لوسائل النقل الخضراء والمستدامة.

كيف يعمل محرك السيارة؟

عندما نقوم بتشغيل مفتاح السيارة، يعمل المحرك. لكن هل تساءلت يوماً كيف يعمل المحرك؟ تعمل المحركات الحديثة على توليد الطاقة عن طريق الاحتراق الداخلي، أو الانفجارات المتحكم بها. ويتم ذلك عن طريق إشعال خليط الهواء والوقود داخل أسطوانات المحرك. تسمى هذه العملية دورة الاحتراق، وتتكرر العملية آلاف المرات في الدقيقة الواحدة لدفع السيارة. تتكون دورة الاحتراق من أربع أشواط (خطوات)، وتنسب لها تسمية المحركات الحديثة بالمحركات رباعية الأشواط تباعًا لهذه العملية. تشمل الأشواط الأربعة السحب، والضغط، والاحتراق، والعادم. وفيما يلي نستعرض شرح مفصل لكل شوط.

السحب:

في هذا الشوط، يتحرك المكبس لأسفل، وينفتح صمام السحب عبر حركة عمود الكامات، ليُسمح لخليط الهواء والوقود بالدخول إلى غرفة الاحتراق. يفتح الصمام ويغلق بمساعدة عمود الكامات.

الضغط:

كما يوحي الإسم، يتحرك المكبس لأعلى ويضغط خليط الهواء والوقود داخل حجرة الاحتراق في هذا الشوط.

الاحتراق (توليد الطاقة):

تنتج شمعة الإشعال شرارة خلال هذا الشوط وتشعل خليط الهواء والوقود الساخن المضغوط. ويتسبب ذلك في حدوث انفجار صغير، وتدفع الطاقة الناتجة عنه المكبس إلى أسفل لتوليد الطاقة الميكانيكة اللازمة لدفع المركبات.

العادم:

بمجرد تحرك المكبس لأسفل، ينفتح صمام العادم. وعندما يتحرك المكبس لأعلى، يدفع الغازات الناتجة عن الانفجار إلى الخارج عبر صمام العادم. تتكرر الدورة آلاف المرات في الدقيقة الواحدة.

تصنيف المحركات بحسب طريقة ترتيب أسطوانات المحرك:

حينما يتم شراء السيارة سنجد كتيب مرفق به مخططات تصميمية توضح لنا تفصيلًا المحرك الخاص بها باستخدام أبسط المصطلحات. يشير بالعادة الرسم إلى ترتيب وعدد الأسطوانات في المحرك. يوجد لدينا عدة تصميمات معتمدة للمحرك إلا أننا سنستعرض أهمها، هي ثلاثة تصميمات رئيسية:

المحرك ذو التصميم الخطي، والمضمن/التتابعي《Inline & Stright Engine》:

المحرك التتابعي: يعتبر الأكثر استخدامًا. فكما يوحي الإسم، تُوضع الأسطوانات عموديًا في خط متوالي، أي واحدًا تلو الآخر. يمكن وضع هذا النوع من المحركات بشكل متوازي أو عمودي في السيارة بحسب عدد الأسطوانات. المحرك الخطي: عند وضع المحرك بالتوازي مع السيارة، يُعرف تصميم المحرك بأنه مستقيم وعند وضعه بشكل عمودي على السيارة، يكون تصميمًا مضمنًا أو تتابعي. تستخدم المحركات الخطية/المضمنة على نطاق واسع نظرًا لسهولة التصنيع والتركيب، وانخفاض التكاليف التصنيعية. يمكن رؤية المحركات المضمنة في السيارات العائلية مثل هاتشباك نظرًا لبنيتها المدمجة وقدرتها على استيعاب مكونات عديدة أخرى مقارنة بالسيارات الأخرى. من ناحية أخرى، يمكن أن تحتوي المحركات المستقيمة/الخطية على المزيد من الأسطوانات ونتيجة لذلك تتمتع بقوة أكبر.

المحرك المسطح《Flat Engine》:

على عكس المحرك المستقيم/ الخطي، يتم وضع أسطوانات المحرك المسطح أفقيًا. يعرف هذا المحرك أيضًا بإسم محرك الملاكم بسبب حركة المكبس التي تحاكي الملاكمين الذين يثقبون قفازاتهم قبل القتال. محرك الملاكم هو محرك متوازن، ونعني بذلك توازن الاهتزازات المنخفضة بسبب القوة الناتجة عن حركة المكابس. جانب آخر يميز المحرك المسطح هو مركز كتلته المنخفض مسهلًا بهذا عملية القيادة. أيضًا، نظرًا لمساحة السطح الكبيرة، يتم تبريد جميع الأسطوانات بالهواء بالتساوي.
بالمقارنة مع المحركات المستقيمة، فإن المحركات المسطحة باهظة الثمن في التصنيع، وبسبب شكلها الذي يأخذ مساحة أكبر لا يفضلها العديد من مصنعي السيارات. فشركات صناعة السيارات الوحيدة التي تتميز بمحرك الملاكم في تشكيلاتها هي بورش وسوبارو.

محرك بتصميم V:

يُعتبر المحرك على شكل V، والذي أُسمّي بهذا الاسم نظراً لتصميمه الفريد، نوعاً شائعاً من محركات الاحتراق الداخلي حيث تصطف الأسطوانات والمكابس في مستويين أو “ضفتين” منفصلتين، لتشكل تصميماً يشبه حرف V عند النظر إليه من النهاية. يوازن هذا التصميم بين مزايا صغر حجم المحرك المسطح، وقوة المحرك المضمن، بالإضافة لذلك تتميز هذه المحركات بحجمها الصغير بالنسبة لعدد أسطواناتها، مما يجعلها خيارًا مطلوبًا للسيارات الفاخرة عالية الأداء. يوفر تصميم محرك V أيضًا مزايا من حيث السلاسة والتوازن. يتوازن ضفتي الأسطوانات بشكل مرن مع بعضهما البعض، مما يقلل من اهتزاز المحرك، ويُسهل قيادة السيارة. ومع ذلك، يمكن أن يؤدي تعقيد تصميم المحرك على شكل حرف V إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج، وصيانة أكثر صعوبة. وعلى الرغم من هذه التحديات، يبقى محرك V مرغوبًا بسبب قوته، وصغر حجمه، وسلاسة تشغيله. تتواجد محركات V بعدة أنواع، تختلف بحسب عدد الأسطوانات المستخدمة، والأكثر شيوعًا منها هي محركات V6 و V8، على الرغم من وجود تشكيلات متعددة تمتد من V2 إلى V16.

محرك بتصميم W:

محرك W هو نوع مميز من محركات الاحتراق الداخلي، سمي بهذا الاسم نظرًا لتصميمه الفريد، حيث يتم ترتيب الأسطوانات في ثلاثة بنوك بطريقة تشبه حرف W. يُستخدم هذا التصميم بشكل واسع في المركبات عالية الأداء، حيث يكون الزيادة في عدد الأسطوانات أمرًا مرغوباً فيه، ولكن المساحة المتاحة محدودة. إن أشهر استخدام لمحرك W هو محرك بوجاتي فيرون، الذي يستخدم محرك W16 رباعي الشاحن التوربيني(التوربو). يجمع هذا المحرك بين صغر حجم محرك V وقوة أكبر بكثير مما ينتجه هذا الأخير، مما يجعله مثاليًا لسيارة خارقة عالية الأداء.

تمثل إحدى المزايا الرئيسية لمحرك W في حجمه الصغير مقارنة بعدد الأسطوانات. وهذا يتيح المزيد من القوة في مساحة أصغر، مما يجعله خيارًا مطلوبًا أيضًا للسيارات عالية الأداء والسيارات الفاخرة. يؤدي تعقيد تصميم محرك W عمومًا إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج والصيانة. وعلى الرغم من هذه التحديات، يُعدّ محرك W دليلًا على الروح الابتكارية لهندسة السيارات، حيث يتخطى حدود القدرة الفعالة مقارنة بالحجم.

المحركات الدوارة(وانكل):

يدور دوّار مثلث الشكل داخل حجرة بيضاوية الشكل في المحركات الدوارة التي تسمى أيضاً محركات وانكل. إن صغر الحجم، والقدرة العالية على التسارع، وسلاسة توصيل الطاقة كلها ميزات لهذا التصميم. وعلى الرغم من أنها أقل استخدامًا في السيارات اليومية، إلا أن المحركات الدوارة كثيرًا ما تُستخدم في السيارات الرياضية عالية الأداء.

تصنيف المحركات بحسب عدد الأسطوانات:

دعونا نلقي نظرة على تصنيفات المحرك بحسب عدد أسطوانات المحرك القياسية المستخدمة بشكل شائع.

محرك مزدوج الأسطوانات:

نادرًا ما توجد محركات ذات أسطوانات مزدوجة في السيارات، والسبب هو انخفاض إنتاج الطاقة. ومع ذلك، ستجد هذا التصميم في الكثير من الدراجات النارية، مثل رويال إنفيلد 650 و كاواساكي نينجا 300. في السيارات من جهة أخرى، تاتا نانو الشهيرة لديها محرك أسطوانة مزدوجة تحت غطاء محرك السيارة.

محرك ثلاثي الأسطوانات:

تشتهر المحركات ثلاثية الأسطوانات بصوتها الشبيه بالقرقرة. يحدث هذا بسبب تسلسل إطلاق النار المختلف والاهتزاز الذي ينتج من هذه العملية. ومع ذلك فهي أقوى من المحرك مزدوج الأسطوانات، ومع إدراج الشاحن التربيني (التوربو) الذي أعطى زيادة إنتاج للطاقة مع الحفاظ على الكفاءة. تستخدم محركات ثلاثية الأسطوانات في سيارات الهاتشباك وحتى في سيارات الدفع الرباعي المدمجة مثل ماروتي سوزوكي سيليريو وتاتا نيكسون.

المحرك رباعي الأسطوانات:

هذا التصميم هو الأكثر شيوعًا للسيارات بسبب القوة العالية الذي يُنتجها، وارتفاع الكفاءة. يُمكن العثور على هذا النوع من التصميم في الغالب مع التصميم المضمن جنبًا إلى جنب مع الشاحن التوربيني (التوربو)، مما يرفع من فعالية السيارة بشكل عام. سيارات مثل هوندا سيتي، وماروتي سوزوكي، وسويفت، وهيونداي إلنترا هي أمثلة على السيارات التي تستخدم التصميم رباعي الأسطوانات.

المحرك خماسي الأسطوانات:

تصميم آخر نادرًا ما تلقاه، فبالعادة يُمكن رؤية المحركات ذات خمسة أسطوانات على موديلات لشركات تصنيع السيارات الفاخرة مثل أودي، وفولفو. نظرًا للعدد الفردي للأسطوانات، يصدر التصميم المكون من خمسة أسطوانات صوتًا غريبًا، والذي يعرف بإسم تغريد.

المحرك سداسي الأسطوانات:

يتم استخدام تصميم الأسطوانات الست في معظم السيارات الرياضية، وهي محركات معروفة بصوتها عالي النبرة. يمكن أن يستخدم تكوين الأسطوانات الست تصميمًا مستقيمًا، أو بشكل V بحسب اختلاف نوع السيارة. سيارات السيدان الفاخرة مثل بي ام دبليو 5، ومرسيدس بنز سي كلاس تُستخدم فيها التصميم سداسي الأسطوانات. بشكل رئيسي، يتم إقران المحركات ذات 6 أسطوانات بشاحن توربيني (توربو)، أو شاحن فائق لمنحهم قدرة هائلة.

محرك ثماني الأسطوانات وما فوق:

إذا لم تكن ست أسطوانات كافية، فإن التصميم ثماني الأسطوانات ينقلك إلى فئة السيارات الخارقة. يتم استخدام التصميم ثماني الأسطوانات وما فوق في الغالب في تصميم المحرك V. تحتوي السيارات الخارقة مثل بوجاتي تشيرون على محرك دبليو 16، أي 16 أسطوانة بتصميم دبليو W مثلًا. السيارات ذات هذا التصميم  قادرة على الأداء تحت سرعات عالية، ولها عزم دوران هائل. وتختلف أصوات هذه المحركات من هدير إلى صرير عالي النبرة ينبعث من الشاحن الفائق المرفق به.

تصنيف المحركات بحسب طريقة سحب الهواء:

تستخدم بعض المحركات تقنيات طورتها عبر الزمن لإجبار المزيد من الهواء على الدخول وتوليد المزيد من الطاقة. يتيح ذلك للمحركات الأصغر حجمًا توليد طاقة مماثلة للمحركات الأكبر حجمًا مما يزيد من الكفاءة.

المحرك الذي يعمل بالسحب الطبيعي:

وهو محرك احتراق داخلي، ويسمى أيضاً المحرك الذي يستنشق الهواء طبيعيًا أو NA. يعتمد سحب الهواء في هذا النوع من المحركات على الضغط الجوي، ولا يستخدم الحث القسري للهواء في مدخل الهواء إلى المحرك. وبالتالي يُنتج طاقة أقل من محركات الحث القسري للهواء (الشاحن التوربيني/الشاحن الفائق). يُعتبر هذا المحرك بسيط التصميم، إلا أنه أكثر ضمان من محركات حث الهواء القسري.

محرك الشحن التوربيني《Turbocharged》:

يتألف الشاحن التوربيني من عمود مع توربين في أحد طرفيه وضاغط هواء في الطرف الآخر. يتم وضع المكونات في غطاء على شكل حلزون مع منفذ للإدخال، بحيث تدخل غازات العادم المهدرة بضغط عالٍ عبر هذا المنفذ، لتمر عبر التوربين، مما يؤدي لتدوير الضاغط. يمتص ضاغط الهواء المزيد من الهواء الذي يتم ضغطه ويمر عبر منفذ مخرج الهواء، ليتم تغذية الهواء إلى الأسطوانات عبر مبرد داخلي يقوم بتبريد الهواء قبل وصوله إلى الأسطوانات. وبما أن ضغط الهواء أعلى من الضغط الجوي وكمية الأوكسجين أعلى، ينتج المحرك طاقة أكبر. بدأ استخدام التوربينات في السيارات الرياضية كوسيلة لتوليد المزيد من الطاقة، إلا أنها شقّت طريقها مؤخرًا إلى السيارات الأصغر حجمًا لزيادة كفاءتها.

الشحن الفائق《Supercharged》:

تعمل الشواحن الفائقة بطريقة مشابهة للشواحن التوربينية، حيث أنها تقوم بضغط الهواء الداخل إلى المحرك لإحداث انفجار أكبر. الفرق هو أن الشاحن الفائق يعمل بواسطة حزام يأتي من المحرك. وجود الشاحن الفائق أقل شيوعاً بكثير مقارنة بالشاحن التوربيني، ولا يظهر حاليًا إلا في السيارات الفاخرة مثل رينج روڤر.

المصادر:

Types of Car Engines Car Engines Air Intake Methods Automotive Engine

ما هي الموديلات المختلفة للسيارات؟

ماهي الموديلات المختلفة للسيارات؟ صناعة السيارات واستخدامها يعتبر أحد أهم عوامل الإقتصاد الصناعي التي تقوم على عاتقه اقتصادات دول بأكملها. إلا أن أهمية هذا الموضوع بالنسبة لأسواقنا الاستهلاكية لا ينطوي تحت مجال الصناعة، وإنما تحت مجال معرفة الأنواع المختلفة للسيارات، وتركيبتها الداخلية التي قد تميز أنواعًا معينة عن أخرى، وكذلك معرفة المشاكل التي قد تواجه المستهلك وكيفية التعامل معها. ولهذا سنبدأ سلسلة مقالاتنا هنا بمعرفة الأنواع المختلفة التي تتواجد في الأسواق، وسرد أهم ميزاتها وكيف تختلف عن الموديلات الأخرى.
بالطبع مثل أي موضوع آخر، كلما نظرت إلى صناعة السيارات عن كثب، كلما بدا الأمر أكثر تعقيدًا. فعلى الرغم من أن العديد من أنماط هياكل السيارات ” الشاسيه” خرجت من الاستخدام في القرن الحادي والعشرين، إلا أنه لا يزال هنالك اثنا عشر نوعًا رئيسيًا من السيارات، كل منها يحتوي على تشكيلة خاصة به من الأحجام والفئات الفرعية.
تاريخيًا، جاءت تسميات هذه الفئات من استخداماتها وخصائصها، والمصنعون يسعون دائمًا إلى وصف المركبات بطريقة تجعلها تبدو رائعة ومرغوبة قدر الإمكان، أحيانًا باستخدام المصطلحات بطرق لا تتناسب مع معناها الأصلي. بغض النظر عن هذا سنستعرض هنا أهم هذه الأنواع.

SUV 《سيارات الدفع الرباعي》:

أُعطي هذا النوع تسمية SUV إختصارًا لعبارة 《Sports Utility Vehicl》، وتعني سيارات الدفع الرباعي الرياضية متعددة الاستخدام.
تُعتبر سيارات الدفع الرباعي الرياضية أكثر أنماط الهياكل شعبية نظرًا لسلاستها وتمرسها على الطريق. كالعديد من أنواع السيارات الأخرى، تتمتع السيارات الرياضية متعددة الاستخدامات بتاريخ معقد. ففي الأصل كانت مركبات ذات هيكل كامل مستقل عن قاعدتها، مصممة أساسًا لعبور التضاريس الوعرة وحمل الثقيل من الأمتعة على حساب الرفاهية التي يمكن أن نجدها في أنواع أخرى. أما في الوقت الحالي، أصبحت معظم السيارات الرياضية رباعية الدفع عبارة عن مركبات أحادية الهيكل مثلها مثل الموديلات الأخرى كالسيدان، والهاتشباك. هذه الموديلات الحديثة والتي تُعرف بإسم CUV أو السيارات الإنتقالية حافظت على طبيعتها الاساسية المكرسة للمغامرة. فلا تزال تؤدي أغراضها العملية بالتوازي مع تقديمها مستوى راحة عالٍ على الطريق.

مزايا سيارات SUV:

  • مصممة خصيصًا للطرق الوعرة.
  • محركاتها ونواقل الحركة فيها سهلة الصيانة كونها بتصميم طولي.
  • تمتلك مساحة أكبر للأحمال، والركاب.
  • قدرة عالية لتحمل الأوزان الثقيلة.

عيوب سيارات SUV:

  • لا تتمتع بإنسيابية جيدة بشكل عام، كون تصاميمها الأساسية صندوقية الشكل دون وجود انحناءات كثيرة.
  • وزنها الزائد وحدود انسيابيتها يجعلها معرضة لاستهلاك الوقود بشكل أكبر.
  • ذات مركز جاذبية مرتفع مما يجعلها سهلة الانقلاب.

مزايا سيارات CUV:

  • تتمتع بإنسيابية جيدة نسبيًا، كون هيكلها يحوي منحنيات متعددة وميلان خطوط تصميمها يعطيها مقاومة أكبر للأحمال الإيروديناميكية.
  • أوفر في استهلاك الوقود مقارنة بال SUV.
  • قدرة تحكم أعلى وأكثر مرونة على الطريق.
  • مركز جاذبية منخفض.

عيوب سيارات CUV:

  • ليست مصممة للأعمال الشاقة والطرق الوعرة.
  • صيانتها أعلى تكلفة كون محركاتها ونواقل الحركة فيها عرضية.
  • الشعور بالاهتزازات في المقصورة الأمامية أعلى، كون هيكلها غير مستقل عن القاعدة.

Sedan:

يُطلق على هذا النوع أيضًا إسم الصالون، وهي مصطلحات تُطلق على السيارات التي تُعد أكبر من سيارات الهاتشباك وأصغر من سيارات الدفع الرباعي.  تتميز السيدان بتصميم ثلاثي الصناديق، وأربعة أبواب. وتتسع لأربعة أو خمسة ركاب ضمن صفي مقاعد أمامي وخلفي، بوجود المحرك في الأمام، والكابينة في الوسط، وصندوق التخزين في الخلف مفصول عن المقصورة الداخلية بظهر صف المقاعد الخلفي، ويحتوي على باب خاص به.  مما يجب الإشارة إليه هو أن قبل أن تسيطر سيارات الدفع الرباعي المتعددة الاستخدامات على الطريق، كانت سيارة السيدان ذات الأربعة أبواب هي النوع السائد من المركبات. فمن المحتمل أن تطلب من أي شخص ولد قبل عام 2008 رسم سيارة عامة، فهذا هو الشكل الذي سيقدمه لك.

مزايا سيارات السيدان:

  • تصميمها: يعد تصميم سيارات السيدان سببًا مهمًا لانتشارها الكبير حول العالم. فهي ذا تصميم عملي، وأنيق ويلبي احتياجات أغلب الأشخاص سواءً كانوا أفرادًا أم عائلات.
  • سعرها المناسب: يعد سعر سيارات السيدان العملية في أغلب الأوقات أرخص من سيارات الدفع الرباعي، لأنها لم تزود بتقنيات القيادة على الطرق الوعرة مثلًا، بالإضافة إلى أنها تحتوي على أجزاء ميكانيكية أقل.
  • اقتصادية في استهلاك الوقود: بما أن سيارات السيدان أصغر من نظيراتها الأكبر حجمًا كسيارات الدفع الرباعي، فإنها تقدم استهلاك وقود أقل منهم نسبيًا نظرًا لصغر حجمها وخفة وزنها.
  • رشيقة ومريحة للقيادة ويمكن المناورة بها: تتميز سيارات السيدان عادة بأنها مريحة للقيادة سواء داخل طرقات المدينة المزدحمة أو على الطرقات السريعة. فهي سيارات رشيقة ويمكن المناورة بها في الازدحامات والتجاوز على سرعات عالية.
  • مزودة بالعديد من الأنظمة: يتم تزويد سيارات السيدان بالعديد من الأنظمة، والتكنولوجيات التي توجد بسيارات الدفع الرباعي والفئات الأخرى الأغلى ثمنًا منها. لذا يمكن شراؤها بثمن أقل مع الحصول على نفس الميزات تقريبًا.

عيوب سيارات السيدان:

  • صغر مساحة التخزين: عند مقارنة سيارات السيدان بموديلات أخرى مثل سيارات الدفع الرباعي، فهي لا تمتلك نفس مساحة التخزين التي تتميز بها تلك الفئات.
  • صغر المساحة الداخلية: في أغلب الأوقات لا تقدم سيارات السيدان نفس مساحة الأرجل أو الرأس التي تقدمها الفئات الأكبر. والسبب في ذلك هو طول السيارة وارتفاعها، حيث أنه كلما كانت السيارة أطول وأوسع، كلما كانت مساحة الجلوس أكبر.
  • صعوبة في التحكم: إذا قارنا حجم سيارات السيدان بسيارات الهاتشباك، فإننا سنجد أن ركن سيارات السيدان سيكون أصعب من الهاتشباك وخاصة في الأماكن الضيقة.
  • استهلاكها للوقود مرتفع مقارنة بأنواع أخرى: مع أن سيارات السيدان تقدم استهلاك وقود أقل من فئات السيارات الكبيرة، إلا أنها ستستهلك وقودًا أكثر عند مقارنتها بفئة الهاتشباك، وذلك لأنها أصغر حجمًا، وأخف وزنًا، ومزودة بمحركات صغيرة.

Trucks《الشاحنات》:

إن الشاحنات هي أحد عربات النقل اللوجستي الثقيلة، والتي يتم استخدامها في شحن ونقل البضائع المختلفة. وتتعدد أنواع الشاحنات، فلكل نوع تصميم ومزايا محددة بحسب تنوع البضائع والمنتجات المحمولة.
ففي الوقت الذي تمتلك فيه سيارات الدفع الرباعي أكبر عدد من الطرازات المختلفة، فإن طرازات الشاحنات تتفوق عليها في مبيعاتها في الدول الصناعية. تاريخيًا، كانت شاحنات النقل مركبات تعمل على نقل طاقم عمل إلى موقع عمل وإحضار جميع معداتهم معهم في خلفية مفتوحة خلف الكابينة. فأصبحت بهذا رمزًا للعمل الشاق والعملية. في هذه الأيام، تعتبر شاحنات النقل، مع أنماط هياكل الكابينة الرباعية الصديقة للعائلة، أكثر فئات المركبات شعبية على الطريق وتوفر كفاءة، وراحة، وقدرة أفضل بكثير من سابقاتها. كون الشاحنات تستخدم في نقل مختلف الأشياء والمنتجات من مكان لآخر، هناك بالتأكيد أكثر من تصنيف للشاحنات ولكل تصنيف نوعية معينة لما يمكن أن تحمله من منتجات. أما بالنسبة للفروق بين الشاحنات، فنجد أن الشاحنات الصغيرة لها نفس المحركات والتروس الموجودة في السيارات العادية من نفس الحجم، بينما الشاحنات الأكبر حجماً فيكون تركيبها أكثر تعقيداً من الشاحنات الصغيرة، وتكون تلك الشاحنات بها محركات أفضل مقارنة بالسيارات العادية. كما أن قوة السحب أو عزم التدوير لدى الشاحنات الكبيرة أو الثقيلة أقوى 10 مرات من السيارات العادية. أما بالنسبة لمقصورة القيادة فيتم تحديد حيز الحمولة من خلال هيكل قاعدة الشاحنة المنفرد.

تصنيف الشاحنات:

تُصنف الشاحنات حسب عدة عوامل تؤخذ بالإعتبار، كالسعة؛ والتصميم؛ والحمولة. لكننا سنقوم بعرض تصنيفاتها هنا بحسب المعايير الأوروبية والتي تأخذ بعين الإعتبار سعتها، لتقديمها لثلاثة أنواع كما يلي، حيث:

  • التصنيف N1: والذي يستوعب بضائع تصل سعتها إلى 3.5 طناً من البضائع.
  • التصنيف N2: والذي يستوعب سعة تتراوح بين 3.5 إلى 12 طناً من البضائع.
  • التصنيف N3: فهي تبلغ حمولتها 12 طناً فأكثر وهي أعلى سعة استيعابية من أنواع الشاحنات.

سيارات الكوبيه 《Coupe》:

في السابق، عندما كانت سيارات السيدان ذات الأربعة أبواب هي الخيار العملي للعائلة، كانت الكوبيهات – والتي تعتبر النسخة ذات البابين لسيارات سيدان – هي الخيار الأكثر شبابية، ومواكبة للموضة. ومنذ تحول السوق نحو المركبات الأكبر في القرن الحادي والعشرين، وبالرغم من مواكبة الكوبيهات للعصر الحالي، إلا أنها بالمقابل أصبحت أقل شعبية كونها ليست عملية كباقي السيارات. لتصل إلى النقطة التي لم يتبقَ منها سوى السيارات ذات الأداء العالي والتي تدخل حصرًا ضمن نطاق سيارات الكوبيه، وتُعتبر الأصل المتفرع منه السيارات العضلية 《Muscles Cars》، والسيارات الرياضية 《Sporty》، والسيارات الفائقة السرعة 《Hypercars》، والسيارات السياحية الكبرى 《grand tourers. بل وأصبح الأمر يمتد ليشمل الموديلات الرياضية والإنسيابية لسيارات الدفع الرباعي والسيدان. تُعد أيضًا سيارات الكوبيه من أكثر موديلات السيارات التي تشغل رياضات السيارات على مختلف أنواعها: كسباقات الدرافت، والراليات. كما وأنها فئة رائجة في عالم تجديد السيارات الدوري لأنها شبابية، وسريعة، وذات تصاميم ملفتة وقيادتها ممتعة أيضًا.

مزايا سيارات Coupe:

  • جميلة وشبابية: من أهم ميزات سيارات الكوبيه هي أنها سيارات أنيقة التصميم، وتستهدف شريحة كبيرة من العملاء وخاصة الشباب بمختلف الأعمار.
  • واسعة من الداخل: تتميز سيارات الكوبيه بأنها واسعة من الداخل لأنها لا تحتوي على بابين خلفيين. بالإضافة إلى أن أغلب سيارات هذه الفئة تحتوي على مقعدين فقط.
  • أداؤها عالي: سيارات الكوبيه بالأصل سيارات رياضية، وهذا يعني أن أداؤها عالٍ ورياضي، وهذا ينطبق على العديد من سيارات هذه الفئة مقارنة بسيارات السيدان، وما يجعلها كذلك هو تصميمها الانسيابي ووزنها الأخف من الفئات الأخرى.
  • قيادتها ممتعة: تؤمن سيارات الكوبيه قيادة أكثر متعة وتحكمًا أكثر دقة من العديد من الموديلات الأخرى؛ بسبب انخفاضها على الأرض، وتصميمها الانسيابي المقاوم للأحمال الأيروديناميكي، وصغر حجمها العام مقارنة بسيارات السيدان أو الدفع الرباعي على سبيل المثال.

عيوب سيارات Coupe:

  • ليست مناسبة للعائلات: من أكثر الأمور السلبية المعروفة عن سيارات الكوبيه هي أنها غير مناسبة للعائلات، لأنها مزودة ببابين فقط، وأغلبها يحتوي على مقعدين فقط أيضًا. وحتى إذا كانت تحتوي على مقعدين إضافيين خلفيين، فسيكونا صغيرين وغير مريحين.
  • ليست عملية كسيارات السيدان: سيارات الكوبيه ليست عملية كسيارات السيدان، حيث أن الأخيرة مخصصة لأغراض القيادة اليومية بعكس الكوبيه.
  • مساحة التخزين فيها صغيرة: مع أن مساحة الجلوس ومساحة الأرجل تكون عادة كبيرة في سيارات الكوبيه، إلا أن هذا الأمر لا ينطبق على مساحة التخزين في صندوق الأمتعة الخلفي. لأن أغلب سيارات الكوبيه سيارات صغيرة وغير مخصصة لتحميل الأغراض الكثيرة أو الكبيرة.

Van 《السيارات النفعية》:

بينما تتميز الكوبيهات بالأناقة على حساب العملية، فإن عربات النقل المسماة ب《Van》، أو الباصات الصغيرة تعطي أولوية للوظيفة المصممة لأجلها. تتراوح موديلات هذه السيارات النفعية من عربات الحمولة إلى العربات الصغيرة الفاخرة المريحة 《Minivan》. فإذا كانت الشاحنات مصممة لنقل البضائع، صُممت هذه العربات لنقل الأفراد، والأمتعة، والحمولات الخفيفة. ومن هنا يجب أن لا ننسى أنها كانت في يوم من الأيام مركبة العائلة المفضلة، قبل دخول السيارات الرياضية متعددة الاستخدامات السوق.
ما يميز هذه المركبات تصميمها المزود بمقاعد قابلة للطي، وأبواب منزلقة تجعلها مثالية لنقل الأشخاص والأمتعة لمسافات طويلة. وبشكل عام، البصمة التصميمية لهذه العربات أخرجت لنا موديلات مختلفة انيقة حصرية تمامًا بها.

سيارات الهاتشباك《Hatchback》:

تُعتبر الهاتشباك واحدة من أكثر السيارات شهرة واقتصادية، كونها  تتميز بصغر حجمها المخصص للسير داخل طرقات المدن الضيقة والمزدحمة، وقلة استهلاكها للوقود.
عادةً ما تكون الهاتشباك رخيصة ورائجة، بل تُعتبر منافسة فذة للسيارات الرياضية متعددة الاستخدامات، مثل: الهاتشباك المدمجة الحديثة، كونها توفر مرونة عالية، مقارنة بسيارة رياضية متعددة الاستخدامات مماثلة لها في الحجم، بسعر أقل وكفاءة أعلى.
يُطلق على تصميم سيارات الهاتشباك اسم 《Econobox》، أو التصميم ثنائي الصناديق. حيث يتميز هذا النوع من السيارات بتصميم صندوق أول يحتوي على الواجهة الأمامية والمحرك، بينما الصندوق الثاني يحتوي على مقاعد الركاب الأمامية والخلفية مع حجرة التخزين الخلفية المدمجة مع المقصورة الداخلية. تتوفر سيارات الهاتشباك بخيارين، إما بثلاثة أبواب أي باب على كل جانب بالإضافة إلى باب حجرة التخزين الخلفية. وبخمسة أبواب، أي بابين على كل جهة مع باب خامس لحجرة تخزين الأمتعة.

مزايا سيارات الهاتشباك:

  • اقتصادية: صُممت الهاتشباك بمحركات صغيرة بهدف تقليل استهلاك الوقود، مما يجعلها خيارًا رائعًا لأصحاب الدخل المتوسط.
  • سعرها مناسب: مقارنة بمثيلاتها من سيارات الدفع الرباعي والسيدان، بالإضافة إلى قدرتها على اداء وظيفتها بالشكل المثالي وتصميمها المريح، يُعتبر سعرها ممتاز للغاية. 
  • سهلة التحكم: سيارات مناسبة للمدن والشوارع الضيقة، وسهلة التحكم والدوران. وبسبب حجمها الصغير لن يصعب ركنها في الأماكن الضيقة وبين السيارات القريبة من بعضها.

عيوب سيارات الهاتشباك:

  • ضعف أداء المحرك: بالعادة تمتلك محركات ذات سعة قليلة 《1-1.2 لتر》، وهذا بالطبع يأتي بسبب تقديم ميزة اقتصادية الوقود على حساب قوة المحرك.
  • قلة وجود التحديثات: لا تزود الهاتشباك بالعادة بأحدث الأنظمة المنتشرة في مثيلاتها من سيارات الدفع الرباعي والسيدان، وذلك لتوفير ميزانية التصنيع وتقديم جودة مناسبة بسعر رخيص نسبيًا.

السيارات الهجينة《Hybrid》:

وهي السيارات التي تعمل بمصدرين مختلفين للطاقة. بالعادة يكونان هذان المصدران الكهرباء والبنزين، أو الغاز الطبيعي. تستخدم هذه المركبات عادة محرك البنزين لشحن البطاريات التي يستخلص عبره المحرك الكهربائي الطاقة منها، بالإضافة لإمكانية شحن هذه البطاريات عبر مقبس حائط أو محطة شحن تمامًا كأي سيارة كهربائية نقية.
وجود المحرك الكهربائي في سيارات الوقود يجعلها أكثر اقتصادية بسبب قلة استهلاك الوقود، بالإضافة إلى تقليل الانبعاثات السامة للبيئة.

مزايا السيارات الهجينة:

  • ضمان طويل المدى: يعطي موردو هذه السيارات فترات ضمان طويلة تمتد إلى الثمان سنوات. يغطي هذا الضمان البطارية، ونظام إعادة الشحن، والأجزاء المرتبطة بالنظام الكهربائي في حالة حدوث أي خطأ فيه.
  • اقتصادية: مقارنة بسيارات الوقود الكاملة، تعتبر بالطبع الأقل استهلاكًا للوقود.
  • تعجيل عالي: تتسارع السيارة الهجينة بسرعة مبدأيًا، بسبب الاستجابة المباشرة لدواسة الوقود.
  • قيادة مريحة: يوفر ناقل الحركة الأوتوماتيكي سهولة أثناء قيادة السيارة الهجينة، كما يتحول الاعتماد من محرك البنزين تلقائياً إلى المحرك الكهربائي عند السرعات المنخفضة. 
  • تكلفة صيانة أقل لبعض الأجزاء: تخلو السيارات الهجينة من الكثير من الأجزاء الموجودة في السيارات العادية، مثل: الكلتش والدينمو الدافع وبالتالي، تنخفض تكلفة الصيانة التي تذهب بالعادة لهذه القطع.
  • صديقة للبيئة: تلبي هذه السيارات احتياجات الأفراد، وفي ذات الوقت ضررها أقل على البيئة، كونها تنتج انبعاثات كربونية أقل وهذا بفضل استخدام الطاقة الكهربائية.

عيوب السيارات الهجينة:

  • تكلفة صيانة أعلى للمحركات: وجود المحرك الكهربائي والبنزين في نفس الوقت يجعل من تكلفة الصيانة أعلى في حالة حصول أعطال في هذه الأجزاء.
  • تكلفة البطارية عالية: تتراوح أسعار البطاريات الخاصة بهذه السيارات مابين ٢٠٠٠ إلى ٤٠٠٠ دولار. بالإضافة إلى أن العمر الافتراضي لهذه البطاريات يقل بحسب الاستخدام، وبالتالي عاجلًا أم آجلًا سيتوجب تغيير البطارية بشكل كامل بعد انتهاء عمرها الافتراضي.
  • وزن أثقل: يحتل محرك الوقود والمحرك الكهربائي مساحة أكبر ويثقلان على السيارة، خصوصًا ثقل وزن البطارية ووجود أجزاء ليست موجودة في السيارة التقليدية، مما يؤثر الأمر على قوة السيارة وتباطؤ تعجيلها وسرعتها أثناء القيادة.
  • ليست مناسبة للطرق الطويلة والسريعة: تعمل البطاريات الكهربائية الخاصة بها لمسافات قصيرة.

السيارات الكهربائية《EV》:

حتى الآن ما زلنا نعامل السيارات الكهربائية بالكامل على أنها فئة مستقلة بحد بذاتها، لكن جميع المؤشرات تشير إلى أن كل أنواع السيارات ستصبح كهربائية في مرحلة ما خلال العقود القليلة المقبلة، خصوصًا أن مبيعاتها أصبحت تنافس مبيعات السيارات التقليدية.
تستفيد المركبات الكهربائية، أو《EVs》، بشكل كامل من مزايا الكفاءة الهائلة للمحركات الكهربائية.
فبجانب المحرك الكهربائي، تحتوي السيارات الكهربائية على بطارية أو أكثر من أجل تخزين الطاقة والاستعانة بها عند الضرورة من أجل تزويد السيارة بالطاقة. مستخدمة بذلك بطاريات أيون ليثيوم وبطاريات نيكل، ولكن الليثيوم هي الأكثر استخدامًا حيث تتميز بكثافة طاقة أعلى، وعمر افتراضي أطول من معظم البطاريات العملية الأخرى. يتم شحن البطاريات عند الدوس على الفرامل وتحويل الطاقة الحرارية إلى كهربائية ولكنه يكون شحنًا بسيطًا، بينما الشحن الكامل يتم عن طريق قابس كهربائي كبير يمكن تركيبه في أي مكان كالمنزل، أو يمكن شحنها من خلال قوابس شحن خاصة في محطات الوقود، أو محطات شحن خاصة موزعة على الطرقات. 
بدأت المركبات الكهربائية بالفعل في جعل كل نوع من السيارات أفضل: فهي أسرع ولكن أكثر كفاءة، وأكثر اقتصادية، كون الوقود الوحيد الذي ستحتاجه هو الذي سينتج الكهرباء التي ستعمل على شحن السيارة. غير أن طريقة تصميمها وتأطيرها المبتكرة تعزز المساحة الداخلية، والسلامة، وبالتالي يسهل التعامل معها.

مزايا السيارات الكهربائية:

  • وداعًا لتكاليف الوقود: إن أهم ميزة تتمتع بها السيارات الكهربائية هي إنعدام اعتمادها على الوقود، خصوصًا مع ارتفاع أسعار الوقود بشكل دائم على المستوى العالمي، أصبحت السيارات الكهربائية هي الخيار الأنسب.
  • صيانتها الدورية أقل تكلفة من السيارات العادية: نظرًا لأن السيارات الكهربائية لا تحتوي على محرك وقود ولا زيوت ولا سوائل تبريد وغيرها، فإن صيانتها الدورية ستكون أقل تكلفة من السيارات العادية، وخاصة أن أهم الأجزاء الواجبة صيانتها فيها، هي: الفرامل، ونظام العجلات، وبعض الأجزاء الأخرى في النظام الكهربائي.
  • هادئة جدًا على الطرقات: هادئة للغاية، بل أن صوتها منعدم تقريبًا مقارنة بصوت المحرك في السيارات العادية. وبسبب هذا أضافت الشركات المصنعة لها صوت صفير لتنبيه المشاة من وجودها قربهم.
  • سريعة جدًا: لأنها تحتوي على محرك كهربائي، فاستدعاء الطاقة في السيارات الكهربائية فوري، وهذا يعني أنها تؤمن تسارعًا مبهرًا وسرعة كبيرة، حيث أن واحدة من أسرع السيارات في العالم، بل وكثير يعتبرونها الأسرع هي تسلا موديل إس الكهربائية بالكامل.
  • صديقة للبيئة: لا تحتوي المركبات الكهربائية على نظام عادم بالطبع، مما يعني أنها لا تصدر أي انبعاثات ضارة بالبيئة. وهذا التحول إلى السيارات الكهربائية يمكن أن يساهم في الإبقاء على هواء أنظف وكوكب اكثر استدامة.

عيوب السيارات الكهربائية:

  • معظمها ليس مصمم لقطع مسافات طويلة: تعتبر هذه النقطة أحدى نقاط الضعف الرئيسية والتي ما زالت تمنعها من السطوة على السوق الإستهلاكية. معظم السيارات الكهربائية الحالية تقطع مسافة ٥٠٠ كلم.
  • تستغرق وقتًا طويلًا لشحنها: تستغرق السيارات الكهربائية ما بين 《٤-١٥》 ساعة تقريبًا حسب نوعها ونوع بطاريتها، وهذا وقت كبير جدًا مقارنة بالفترة التي يستغرقها إعادة تعبئة السيارة التقليدية بالوقود.
  • سعرها مرتفع: بالرغم من انتشارها إلى أن أسعارها، حتى القديم منها، لا يزال مرتفعًا. قد يتجاوز سعر الأنواع الفاخرة منها ١٠٠٠٠٠ دولار.
  • بطاريتها غالية الثمن: تتجاوز سعر بطاريتها ال ٢٠٠٠ دولار وقد يصل إلى ٤٠٠٠ دولار أو أكثر. بحيث يجب الأخذ بعين الإعتبار أنها تتطلب بطاريات جديدة كل 5 إلى 10 سنوات تقريبًا، بحسب النوع والاستخدام.
  • انعدام البنية التحتية الموثوقة للشحن: على الرغم من انتشار السيارات الكهربائية، إلا أن عدد محطات الشحن لا يزال قليلًا، وقد يكون منعدمًا في بعض المدن والدول.  وهذا بحد ذاته يشكل عائقًا كبيرًا أمام إقتنائها.

المصادر:

هل اقتربنا من تحقيق حلم البطارية الكمومية؟

البطارية الكمومية. بعدما تعمقنا وتعرفنا أكثر على أنواع البطاريات المستخدمة حاليًا وسابقًا، ونظرنا إلى إمكانية تطور كلًا منها في المستقبل، وجب الآن أن نلقي نظرة خاطفة على أحد أكثر أنواع البطاريات تفردًا والتي تحمل بمجملها مستقبل واعد يمكن أن يغير مفهومنا لتخزين الطاقة وإمدادها للأبد، ألا وهي البطاريات الكمومية.

ما هي البطارية الكمومية وكيف تعمل؟

تعتبر البطاريات الكمومية واحدة من أكثر التقنيات المثيرة والواعدة في مجال تخزين الطاقة. تعتمد هذه البطاريات على مبادئ الفيزياء الكمومية لتحسين قدراتها، وذلك عن طريق تخزين الطاقة في الحالات الكمومية لنظام فيزيائي، مثل سيل من الإلكترونات أو الفوتونات. تزداد طاقة الحالة الكمومية عن طريق إضافة مصدر طاقة خارجي إلى النظام، مثل تسليط الضوء عليه أو تطبيق جهد كهربائي. يمكن بعد ذلك إطلاق طاقة الحالة الكمومية عن طريق إزالة مصدر الطاقة الخارجية من النظام، مثل إطفاء الضوء أو إزالة الجهد الكهربائي.
وتحدد كفاءة بطارية كمومية من خلال قدرة خزن الطاقة التي يتم إضافتها إلى النظام في الحالة الكمومية، وقدرة الخزن هذه تعتمد على ظاهرة كمومية تسمى بالإمتصاص الفائق.

ما هي حالة الإمتصاص الفائق؟

تُعبر ظاهرة الإمتصاص الفائق 《Supercapacitanc عن قدرة بعض المواد على تخزين الطاقة الكهربائية بشكل فعال كهروكيميائيًا. مثلًا تختلف آلية تخزين الطاقة في البطاريات الكمومية عن البطاريات التقليدية، وذلك بسبب اعتماد البطاريات التقليدية على التفاعلات الكيميائية لضخ الطاقة.
بينما في حالة البطاريات الكمومية، يتم استخدام الخصائص الكمومية للتحكم في تدفق الشحنات الكهربائية، مما يسمح بتحقيق كفاءة أعلى وزمن تشغيل أطول.
مثلًا في آخر دراسات قام فريق من العلماء بإثبات مفهوم الإمتصاص الفائق عبر بناء عدة تجويفات مجهرية على شكل رقائق مختلفة الأحجام والتي تحتوى على عدد مختلف من الجزيئات، ليتم اكتشاف نشاط طبقة التجويف المجهرية كونها تحتوي على مواد شبه موصلة عضوية تخزن الطاقة.

ما هي المواد التي ستُستخدم في البطاريات الكمومية؟

يمكن أن تختلف المواد المستخدمة في البطاريات الكمومية بناءًا على نوع البطارية الكمومية وتصميمها.
فقد تتضمن بعض تقنيات البطاريات الكمومية استخدام مواد معدلة أو مصنعة بتقنية النانو أو البنى الجزيئية الدقيقة لتحقيق تحكم دقيق في التدفق الإلكتروني
هناك أيضًا نوع آخر من البطاريات الكمومية يسمى “البطاريات الزجاجية” والتي يشار إليها أحيانًا باسم “البطاريات الكمومية الزجاجية”. هذه البطاريات هي نوع من البطاريات ذات الحالة الصلبة التي تستخدم إليكتروليتات زجاجية وأقطاب معدنية من الليثيوم أو الصوديوم. يتكون هذا النوع من معدن قلوي (رقائق ليثيوم أو صوديوم) كقطب سالب (أنود)، وخليط من الكربون وعنصر نشط للأكسدة والاختزال، كقطب موجب (كاثود). يتم طلاء خليط الكاثود على رقائق النحاس.

ما هي الأنواع المختلفة للبطاريات الكمومية؟

تنقسم البطاريات الكمومية من حيث آلية تخزين الطاقة إلى نوعين رئيسيين:

البطارية الكمومية المعتمدة على التشابك الكمي:

تعتمد هذه البطاريات على ظاهرة التشابك الكمومية لتخزين الطاقة. التشابك هو ظاهرة فيزيائية تحدث عندما يتم ربط جسيمين أو أكثر معًا بطريقة تجعلهما يشتركان في نفس المصير، بغض النظر عن مقدار المسافة التي تفصلهما. هذا يعني أنه إذا كان جسيمًا واحدًا في حالة مثارة، فإن الجسيم الآخر سيكون أيضًا في حالة مثارة، والعكس صحيح.

البطارية الكمومية المعتمدة على التجانس:

تعتمد هذه البطاريات على ظاهرة التجانس الكمي في عملية تخزين الطاقة. التجانس هو خاصية للأنظمة الكمومية تسمح لها بالوجود في حالات متعددة في نفس الوقت بحيث تسمح بتخزين الطاقة في جميع حالات النظام المختلفة.

ما هي نقطة بداية البطارية الكمومية؟

كون البطاريات الكمومية تقنية جديدة ولا زالت قيد البحث والتطوير، فمن المؤكد بأن تاريخها يُعتبر حديثًا نسبيًا مقارنة بباقي البطاريات.
تم تقديم أول اقتراح نظري لبطارية كمومية في عام 2000 من قبل فريق من الفيزيائيين بقيادة مارتن بلينيو في جامعة بريستول في المملكة المتحدة. أظهر بلينيو وزملاؤه أنه من الممكن تخزين الطاقة في نظام كمومي باستخدام مبادئ التشابك الكمومي.
في السنوات التي تلت اقتراح بلينيو، كان هناك الكثير من الأبحاث على البطاريات الكمومية، قام عبرها العلماء بتطوير عدد من نماذج مختلفة للبطاريات الكمومية، ودرسوا خصائص هذه النماذج بتفصيل كبير. كما قاموا بإحراز بعض التقدم في تطوير نماذج تجريبية للبطاريات الكمومية. مثلًا في عام 2005 طور فريق من العلماء في جامعة بيركلي كاليفورنيا طريقة لإنشاء بطاريات كمومية من الدوائر الفائقة التوصيل، ليلحق بالركب عام 2010 فريق من العلماء بجامعة تورنتو عبر إنشاء بطارية كمومية من الأيونات المحبوسة.
إلا أن أحد أهم التطورات الحديثة في مجال البطاريات الكمومية تم عام 2018 من قبل فريق من العلماء بقيادة جيمس كواتش في جامعة أديلايد في أستراليا. أظهر كواتش وزملاؤه أنه من الممكن إنشاء بطارية كمومية يمكن شحنها وتفريغها بشكل أسرع بكثير من البطارية التقليدية. ليتبعهم فريق يضم علماء من “معهد العلوم الأساسية” في كوريا و”جامعة إنسوبريا” في إيطاليا بتصريح يدلي بإمكانية الإستعانة بنظام ميكانيكي كمومي يعرف باسم مايكروماسر《micromaser》. يستخدم هذا النظام مجالاً كهرومغناطيسيًا لتخزين الطاقة المشحونة عبر تيار من الكيوبتات، واصفين إياه بالنموذج الممتاز للبطارية الكمومية، بعد نجاحهم في إثبات أن عملية الشحن أسرع من الشحن في البطاريات التقليدية.

ما هي مزايا البطارية الكمومية؟

قدرة شحن وتفريغ أسرع:

يمكن شحن وتفريغ البطاريات الكمومية بشكل أسرع بكثير من البطاريات التقليدية. هذا لأنها يمكن أن تستخدم الطاقة المخزنة في الحالات الكمومية، والتي يمكن الوصول إليها بشكل أسرع بكثير من الطاقة المخزنة بين روابط الذرات والجزيئات.

عمر أطول:

يمكن أن تدوم البطاريات الكمومية أطول بكثير من البطاريات التقليدية. هذا لأنها لا تخضع لنفس الإنحدار الذي تخضع له البطاريات التقليدية.

كثافة طاقة أعلى:

يمكن للبطاريات الكمومية تخزين المزيد من الطاقة لكل وحدة حجم من البطاريات التقليدية. نظرًا لتعدد الحالات الكمومية التي يتم خزن الطاقة بها.

ما الذي يحد من تحقيق حلم البطارية الكمومية؟

هنالك العديد من التحديات التي تحد من زخم تطور البطاريات الكمومية، والتي يجب التغلب عليها قبل أن يتم تصنيعها تجاريًا. هذه التحديات تشمل:

تطوير عملية التصنيع:

البطاريات الكمومية لا تزال معقدة ومكلفة للغاية لإنتاجها. يجب أن تحدث ثورة تطورية في عملية التصنيع تكلفة البطاريات الكمومية وجعلها قابلة للإستخدام الشائع.

تحسين كفاءة البطارية الكمومية:

كفاءة البطاريات الكمومية لا تزال منخفضة نسبيًا. هذا يعني أن الكثير من الطاقة يضيع عند شحن أو تفريغ البطارية. تحسين كفاءة البطاريات الكمومية أمر ضروري لجعلها خيارًا عمليًا ومعقول التكلفة.

ما التغيير الذي ستحدثه البطارية الكمومية؟

إذا تم تطوير بطاريات كمومية بشكل ناجح، فإنها يمكن أن تؤثر بشكل كبير على مجموعة واسعة من الصناعات، بما في ذلك:

المركبات الكهربائية: يُمكن استخدام بطاريات كمومية لتشغيل المركبات الكهربائية، مما يجعل من المركبات هذه أكثر عملية وفاعلية.

تخزين الطاقة: إمكانية استخدامها لتخزين طاقة من مصادر متجددة، مثل طاقة الشمس والرياح، وبذلك تحقيق استقرار للطاقة التي تزودها المحطة.

استكشاف الفضاء: من الممكن أن تُستخدم لتشغيل المركبات الفضائية، مما يسمح لها بالسفر لمسافات أبعد ولفترات زمنية أطول.

المصادر:

Colloquium: Quantum coherence as a resource
Energy storage and coherence in closed and open quantum batteries
Superabsorption in an organic microcavity: Toward a quantum battery
Quantum Batteries: The Future of Energy Storage?

ما هي بطاريات الصوديوم أيون؟

تناولنا في مقالاتنا السابقة البطاريات الجلفانية، وتطرقنا إلى أحد أنواعها وهي بطارية الليثيوم أيون. وهنا سنتناول بشكل أكثر تفصيلًا نوعًا آخر لهذه البطاريات، ألا وهي بطاريات الصوديوم أيون. تكمن أهمية بطارية الصوديوم أيون في إمكانيتها مستقبلًا في المساهمة في حل بعض التحديات التي تواجه تطبيقات تخزين الطاقة ذات السعات العالية، والمتجددة.

ما هي بطارية الصوديوم أيون؟

تعتبر بطارية الصوديوم أيون أحد أنواع البطاريات الجلفانية القابلة للشحن، والتي تستخدم أيونات الصوديوم لنقل الشحنة الكهربائية بين الأقطاب. تشير بعض الأبحاث إلى أن هذه البطاريات يمكن أن تكون بديلاً واعدًا لبطاريات الليثيوم أيون في التطبيقات الصناعية، وتخزين الطاقة كما سبق ذكره في مقدمتنا.
وما يميز هذه البطاريات هو تفردها بعدة مزايا أهمها: الأمان، والاستدامة، والتكلفة المنخفضة.

ما هي آلية عمل بطارية الصوديوم أيون؟

تعتمد آلية عمل بطارية الصوديوم آيون على تدفق الأيونات بين القطبين المختلفين في البطارية أثناء عملية الشحن والتفريغ. في عملية الشحن، يتم تطبيق تيار كهربائي على البطارية، مما يؤدي إلى تحرير أيونات الصوديوم الموجودة في القطب السالب وتتحرك إلى القطب الموجب عبر مادة سائلة تحتوي على أملاح صودية منفصلة في مذيبات قطبية بروتية أو غير بروتية تسمى بالإلكتروليت. بعد ذلك، يتم تخزين هذه الأيونات في القطب الموجب.
أما في عملية التفريغ، يتم توصيل البطارية بالحمل الكهربائي ويتحرر الصوديوم من القطب الموجب ويتحرك عبر الإلكتروليت إلى القطب السالب، ويتم إطلاق الطاقة الكهربائية خلال هذه العملية.

كيف تطورت بطارية الصوديوم أيون عبر التاريخ؟

تم اكتشاف بطارية الصوديوم أيون في عام 1807 من قبل الكيميائي والمخترع الإنجليزي سير همفري ديفي. وقد تم تطوير هذه البطاريات في السبعينات وأوائل الثمانينات من القرن الماضي. ومع ذلك ، بحلول التسعينات ، أظهرت بطاريات الليثيوم أيون فعالية تجارية أكبر، مما تسبب في انخفاض الاهتمام ببطاريات الصوديوم أيون.
في أوائل العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، شهدت بطاريات الصوديوم أيون عملية إعادة إحياء، وذلك بسبب ارتفاع تكلفة المواد الخام لبطاريات الليثيوم أيون. حتى وصلنا الآن إلى مرحلة تصنيع هذه البطاريات بصورة أوسع ليتم استخدامها تجاريًا في معظم المجالات الصناعية.

ما مزايا بطارية الصوديوم أيون؟

توافر ورخص المادة الخام:

الصوديوم هو عنصر شائع في الطبيعة ولا يتطلب استخراجه من مناجم نادرة أو باهظة الثمن. يمكن الحصول على الصوديوم من ملح البحر، أو من منتجات ثانوية لعمليات صناعية أخرى.

الأمان:

بطاريات الصوديوم أيون غير قابلة للاشتعال، ولا تسبب حوادث حرارية أو انفجارا كما قد يحدث في بعض بطاريات الليثيوم أيون. كما أنها تتحمل الجهود الحرارية، وتتميز بالانتقال الآمن من درجات الحرارة العالية إلى المنخفضة بشكل أفضل.

غير مكلفة:

بطاريات الصوديوم أيون يمكن تصنيعها على نفس خطوط إنتاج بطاريات الليثيوم أيون دون تغيير كبير في المعدات أو التقنية. كما يمكن استخدامها لنفس التطبيقات التي تستخدم فيها بطاريات الليثيوم أيون دون تغيير كبير في التصميم، أو تغير في الأداء.

ما هي الأنواع المختلفة لبطاريات الصوديوم أيون؟

توجد عدة أنواع من بطاريات الصوديوم أيون تختلف في تركيبها وخصائصها واستخداماتها، ومن بين هذه الأنواع:

بطاريات الصوديوم-بوليمر:

يتم استخدام بوليمرات صلبة أو هلامية بدلاً عن المذيبات السائلة، والتي تُعرف بالإلكتروليت. تتميز هذه البطاريات بأنها أكثر أمانًا وأخف وزنًا وأكثر مرونة من البطاريات التقليدية.
تستخدم بطاريات الصوديوم بوليمر الصلبة -كما يوضح اسمها- بوليمرات صلبة مثل بولي أكسيد إثيلي《PEO》، أو بولي فلورو إثيلين 《PVDF》 كبديل للإلكتروليت. وبالرغم من تمتع هذه البطاريات بقوة ميكانيكية عالية؛ واستقرار كهروكيميائي جيد، إلا أنها تعاني من موصلية أيونية منخفضة، وانخفاض عدد دورات الشحن والتفريغ.
تستخدم بطاريات البوليمر صوديوم الهلامية بوليمرات هلامية مثل بولي أكريلامايد 《PAAm》، أو بولي فاينيل سيلان《PVS》 كبديل للإلكتروليت. يتميز هذا النوع باحتوائه على مذاب قطبي يتغلغل في شبكة بوليمرية ثلاثية الأبعاد، مما يزوده بموصلية أیونیة عالیة. ومع ذلك، فإن هذه البطاریات تعاني من انخفاض تحمل الأحمال المیکانیکیة، وتدهور سریع لسعة التخزین.

بطاريات الصوديوم-كبريت:

تستخدم هذه البطاريات الصوديوم السائل، والكبريت السائل كأقطاب. وتتكون كل خلية من بطارية الصوديوم-كبريت من بديل إلكتروليت صلب ينقل الأيونات بشكل انتقائي بين قطب سالب من الصوديوم، وقطب موجب من الكبريت. يتم تغليف الخلية بغلاف فولاذي محمي من التآكل من الداخل، ويعمل هذا الغلاف كقطب موجب، بينما يعمل الصوديوم السائل كقطب سالب. ويتم إغلاق الحاوية من الأعلى بغطاء ألومنيوم محكم.
خلال عملية التفريغ، يتفاعل الصوديوم مع أكسجین الماء لإنتاج هیدروکسید صودیوم فی القطب السالب، بینما یتفاعل الکبریت مع أیونات الصودیوم لإنتاج کبریتید صودیوم فی القطب الموجب.
هذا النوع من البطاريات له كثافة طاقة مشابهة لبطاريات الليثيوم أيون، ويتم تصنيعه من مواد رخيصة وغير سامة. ومع ذلك، بسبب الحرارة العالية المطلوبة للتشغيل (عادة ما بين 300 و 350 درجة مئوية)، فضلاً عن طبيعة الصوديوم والكبريت المسببة للتآكل، فإن هذه البطاريات تناسب بشكل أساسي تطبيقات تخزين الطاقة الثابتة، بدلاً من استخدامها في المركبات. بالإضافة إلى أن هذه البطاريات تعاني من مشاكل في السلامة والمتانة، مثل عدد دورات الشحن والتفريغ المحدود (أقل من 1000 دورة في المتوسط). نتيجة لذلك، لم تحقق هذه البطاريات انتشارًا تجاريًا واسعًا.

بطاريات الصوديوم-هواء:

يتكون هذا النوع من قطب سالب من الصوديوم، وقطب موجب من مادة كربونية تحتوي على محفز لتسهيل رد فعل الأكسجين. يفصل بينهما محفز إلكتروليتي يحتوي على أملاح صودا، أو بديلا صلبًا عنه. خلال عملية التفريغ، يتأكسد الصوديوم ويتحول إلى أيونات صوديوم، منتقلة عبر الناقل إلى القطب الموجب. بينما تسافر الإلكترونات عبر الدائرة الخارجية. في نفس الوقت، يؤخذ الأكسجين من الهواء، ويتفاعل مع أيونات الصوديوم لتشكيل نواتج التفريغ، والتي قد تكون أكسيد الصوديوم، أو بيروكسيد الصوديوم، أو سوبرأكسيد الصوديوم بحسب ظروف التفاعل.
 هذا النوع من البطاريات له كثافة طاقة نظرية عالية جداً، تصل إلى 1600 واط ساعة / كغم، وجهد تفريغ عالٍ، يصل إلى 2.5 فولت. 

ما هي تطبيقات واستخدامات بطارية الصوديوم أيون؟

تتميز بطاريات الصوديوم أيون بعدة خصائص تجعلها مفيدة للعديد من التطبيقات، ومن بين استخداماتها:
تخزين الطاقة المتجددة: استخدامها لتخزين الطاقة المتولدة من الطاقة الشمسية والرياح وغيرها من المصادر المتجددة.
النقل الكهربائي: من الممكن أيضًا استخدام بطاريات الصوديوم أيون في السيارات، والدراجات الكهربائية، والحافلات الكهربائية لتخزين الطاقة وتشغيل المحركات الكهربائية.
الإضاءة: تعتبر بديلًا جيد لإضاءة الشوارع والمناطق النائية التي لا تصلها الكهرباء.
التطبيقات الطبية: تستخدم في الأجهزة النقالة، وفي أجهزة المراقبة الطبية.

المصادر:

The Future Roadmap for Sodium-Ion Batteries – Blackridge Research.
Sodium and Sodium‐Ion Batteries: 50 Years of Research.
Engineering of sodium-ion batteries: Opportunities and challenges
Sodium Ion Battery

ما هي بطاريات الليثيوم أيون؟

بطاريات الليثيوم أيون. تناولنا في المقال السابق البطاريات الجلفانية، وعرفنا أن بطاريات الليثيوم أيون تُعتبر أحد أهم أنواعها. ومن هنا سنتناول بشكل منفصل بطاريات الليثيوم أيون لنتعرف على كل ما يخص هذه البطاريات التي أحدثت ثورة تقنية منذ اختراعها.

ما هي بطارية الليثيوم أيون؟

تُعتبر بطارية الليثيوم أيون نوع من أنواع البطاريات الجلفانية القابلة لإعادة الشحن، وتعتمد على تقنية الليثيوم أيون لتخزين الطاقة الكهربائية. ونستطيع القول بأن هذه البطاريات تُصنف بأنها أحدث تقنيات البطاريات القابلة للشحن وأكثرها شيوعاً، وأهم الشركات الرئيسية المصنعة لهذا النوع من البطاريات هي سامسونج؛ وباناسونيك؛ وسوني وغيرها.

آلية عمل بطارية الليثيوم أيون:

تعتمد آلية عمل بطارية الليثيوم أيون على تدفق الأيونات بين قطبي البطارية خلال عملية الشحن والتفريغ. وتحتوي بطارية الليثيوم أيون على مواد مختلفة في كل من القطب السالب والقطب الموجب، والتي تتفاعل بدورها مع أيونات الليثيوم لتحويل الطاقة الكهربائية إلى طاقة كيميائية والعكس صحيح عند التفريغ.
فمثلًا يحتوي القطب السالب في البطارية على مادة ألكوكسيد المعالجة بالجرافيت والتي تتفاعل مع أيونات الليثيوم عند شحن البطارية، حيث يتم إدخال الأيونات الليثيوم في ألكوكسيد وبهذا يتفاعل الكربون الموجود في الجرافيت المستخدم في معالجة الألكوكسيد مع الليثيوم. ومن جهة أخرى، يحتوي القطب الموجب على مادة أكسيد الكوبالت وأكسيد الليثيوم، حيث تتفاعل هذه المواد مع أيونات الليثيوم المتحررة من القطب السالب خلال عملية الشحن، وتتحرر هذه الأيونات عند التفريغ لتسريع تدفق التيار الكهربائي.

متى اُخترعت بطارية الليثيوم أيون؟

بدأت الأبحاث التي تستهدف تطوير بطارية الليثيوم أيون منذ سبعينيات القرن الماضي. إلا أن عملية التطوير العملي لها لأول مرة بدأ في عام 1980 من قبل باحثين في شركة ExxonMobil الأمريكية. ليتم تحسينها لاحقًا من قبل شركة Sony اليابانية في العام 1991، وإطلاقها تجارياً أيضًا في العام ذاته. ومنذ ذلك الحين، أصبحت بطارية الليثيوم أيون هي البطارية الرائدة في العالم.

مزايا بطاريات الليثيوم أيون:

تتميز بطارية الليثيوم أيون بمزايا جعلتها الأكثر كفاءة وانتشارًا في العالم، وذلك لأسباب عدة، منها:

كثافة عالية لطاقتها الثقالية:

تتميز بطارية الليثيوم أيون بكفاءة عالية في تخزين الطاقة، مما يسمح بتشغيل الأجهزة الإلكترونية والمركبات الكهربائية لفترات أطول دون الحاجة إلى إعادة الشحن المتكرر.

انخفاض وزنها:

تتمتع بطارية الليثيوم أيون بوزن خفيف مما يجعلها مناسبة للاستخدام في الأجهزة المحمولة مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والحواسيب المحمولة.

طول عمرها الافتراضي:

تمتاز هذه البطاريات بعمر افتراضي أطول من البطاريات التقليدية، ويمكنها الاستمرار في العمل لسنوات عديدة دون الحاجة إلى استبدالها.

قابليتها لإعادة الشحن:

القدرة على إعادة الشحن مرارًا وتكرارًا، جعلت من اختراعها خطوة ثورية لتعمل على استبدال البطاريات التقليدية كونها أكثر اقتصادية.

أنواع بطاريات الليثيوم أيون:

تتنوع بطاريات الليثيوم أيون، وتختلف فيما بينها من حيث التركيب الكيميائي والخصائص الفيزيائية والكهربائية. ومن بين هذه الأنواع:

بطاريات الليثيوم بوليمر 《Lithium Polymer batteries》:

وهي عبارة عن بطاريات تستخدم في العديد من التطبيقات الحديثة مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والأجهزة الإلكترونية الأخرى، وذلك بسبب أداءها العالي؛ وحجمها الصغير؛ ووزنها الخفيف. وتتميز هذه البطاريات بقدرتها على الاحتفاظ بالشحنة لفترة طويلة.

بطاريات الليثيوم فوسفات 《Lithium iron phosphate batteries》:

وتستخدم هذه البطاريات في السيارات الكهربائية؛ والمركبات الثقيلة؛ ونظم الطاقة الضخمة، وذلك بسبب قدراتها الكهربائية المتميزة؛ وتحملها لدرجات الحرارة العالية؛ وقابلية استخدامها تحت الجهود العالية.

بطاريات الليثيوم كوبالت 《Lithium Cobalt batteries》:

تدخل هذه البطاريات في العديد من الصناعات التي تتميز منتجاتها بالدقة، مثل: الأجهزة الإلكترونية الصغيرة؛ وأدوات القياس؛ والأدوات الطبية.

بطاريات الليثيوم تيتانات 《Lithium Titanate batteries》:

مثلها مثل بطاريات الليثيوم فوسفات، تدخل هذه البطاريات في صناعة السيارات الكهربائية؛ والمركبات الثقيلة؛ ونظم الطاقة الكبيرة؛ والطائرات دون طيار. وهذا بسبب قدرتها على الشحن السريع؛ والاحتفاظ بالشحنة لفترة أطول؛ ومقاومتها للجهود الحرارية الميكانيكية.

مستقبل بطاريات الليثيوم أيون:

تتوقع العديد من الدراسات والتقارير أن تتجه صناعة السيارات والطاقة النظيفة بشكل أساسي إلى استخدام بطاريات الليثيوم أيون في المستقبل. ومن المتوقع أن يتزايد الطلب على هذه البطاريات بشكل كبير خلال العقود القادمة، وذلك بسبب اعتماد المزيد من الصناعات على تقنيات الطاقة النظيفة، وتسارع عملية التحول من الوقود الأحفوري إلى توليد الطاقة الكهربائية من مصادر متجددة ونظيفة.
وتعمل العديد من الشركات حاليًا على تطوير تقنيات جديدة لبطاريات الليثيوم أيون، ويتم التىكيز بشكل رئيسي على زيادة الكفاءة؛ وتقليل التكلفة؛ وتحسين الأمان؛ وزيادة قدرتها تحمل الجهود الحرارية. كما تعمل الشركات على تقليص فترة شحن البطارية لتواكب تطلعات الاقتصاد العالمي والثورة التكنولوجية التي نقبل عليها.

المصادر:

Lithium-ion
Lithium-ion Battery Basics
The Evolution of Lothium-ion Batteries

The different types of Lithium-ion batteries

ما هي البطاريات الجلفانية؟

ما هي البطاريات الجلفانية:

تُعرف البطاريات الجلفانية (الأيونية السائلة) بأنها بطاريات تعتمد على المذيبات الأيونية لنقل الشحنات الكهربائية بين الأقطاب الكهربائية، ما يعني أنها لا تحتوي على جزء صلب داخلي يحتاج إلى تفكيك أو إعادة تركيب.
تتكون البطاريات الجلفانية عادة من زوجين من الإلكترودات الخاصة مكونة بذلك الأقطاب السالبة والموجبة؛ مثل الكربون والليثيوم، ويفصلهما غشاء مخصص يعمل كمادة وسيطة.

ما الذي يميز البطاريات الجلفانية:

تتمتع البطاريات الجلفانية بعدة مزايا، منها قدرتها على إنتاج الكهرباء بشكل مستمر، وقابليتها لإعادة الشحن، وغيرها؛ مثل:

قابلية التشغيل في درجات حرارة مختلفة:

تتحمل البطاريات الجلفانية درجات حرارة عالية مقارنة بالبطاريات الأخرى، ما يعني أنه يمكن استخدامها في الظروف القاسية والتطبيقات الصناعية.

كفاءة الشحن والتفريغ:

تتمتع البطاريات الجلفانية بكفاءة عالية في عمليات الشحن والتفريغ، فتحتفظ بالشحن لفترة أطول مقارنة بالأنواع الأخرى.

عمر إفتراضي طويل:

تمتع البطاريات الجلفانية بعمر طويل نسبيًا، ما يعني أن حاجتها للصيانة والتبديل أقل بكثير مما تحتاجه البطاريات الأخرى.

صديقة للبيئة:

تتكون البطاريات الجلفانية من مواد صديقة للبيئة، فلا تحتوي على كثير من المواد الضارة، التي تتواجد في البطاريات التقليدية. وكلما أُخذت إلى مرحلة أكثر تطور، تحسنت جودة المواد المستخدمة فيها، وقل استخدام المواد السامة.

تاريخ البطاريات الجلفانية:

تعتبر البطاريات الجلفانية من أحدث التقنيات في عالم البطاريات الكهربائية، وككل اختراع مهم في تاريخ البشرية، أخذت عملية تطويرها فترة لا بأس بها، محدثة بذلك أهم قفزاتها التكنولوجية في القرن العشرين مساهمة بذلك في زيادة عجلة التسارع التكنولوجي.
ففي عام 1898، قام العالم الإيطالي جيوزيبي زامبوني بتطوير أول بطارية جلفانية عن طريق استخدام الجل والتيار الكهربائي. وقد أدى هذا الإختراع إلى تحسين أداء بطاريات الحمض الرصاصي التي كانت تستخدم آنذاك.
وفي العقود اللاحقة، شهدت البطاريات الجلفانية تطورات هائلة، حيث تم تحسين أدائها، وكفاءتها، لتتلائم مع الوظيفة التي صنعت لأجلها دون أن تلحق أضرار متراكمة على البيئة.

وفي عام 1973، تم تطوير أول بطارية جلفانية قابلة للشحن من قبل العالم الأمريكي جون غودنوف. ومنذ ذلك الحين، تم تطوير أنواع مختلفة من البطاريات الجلفانية، بما في ذلك بطاريات الليثيوم الجلفانية التي أصبحت مشهورة في العالم وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من أجهزة الهواتف المحمولة، والألواح الذكية، والسيارات الكهربائية.

ما هي آلية عمل البطارية الجلفانية:

تعتمد جميع أنواع البطاريات الجلفانية على نفس الآلية الأساسية لتوليد الكهرباء، فتقوم البطارية بتحويل الطاقة الكيميائية إلى طاقة كهربائية عن طريق عملية التأكسد والاختزال.

يتكون الجهاز الكهروكيميائي الذي يتم استخدامه في البطاريات الجلفانية من قطبين كهربائيين ووسط كهروليتي يسمى المحلول الجلفاني. يتم وضع القطب السالب في المحلول الجلفاني المكون من مذيب وملح، في حين يتم وضع القطب الموجب في المحلول الجلفاني المكون من أكسدة وخاصية خفض الأيونات.

عند تشغيل البطارية، يبدأ التفاعل الكيميائي بين المحلول الجلفاني والقطبين، مما يؤدي إلى إنتاج الكهرباء. يتم تحريك الإلكترونات من القطب السالب إلى القطب الموجب عبر الدائرة الخارجية، في حين تتحرك الأيونات من المحلول الجلفاني إلى القطب الموجب لإكمال التفاعل الكيميائي.

تتفاوت سرعة تفاعل البطارية وكفاءتها بشكل كبير اعتمادًا على أنواع مختلفة من المواد المستخدمة في المحلول الجلفاني وأنواع القطبين. وبالتالي؛ تختلف البطاريات الجلفانية في الكفاءة والأداء.

أنواع البطاريات الجلفانية:

تشتهر البطاريات الجلفانية بكونها تقدم حلاً مستدامًا وآمنًا لتخزين الطاقة، لذا فإنها تستخدم في مجموعة واسعة من التطبيقات، مثل: استخدامها في معدات الاتصالات والتحكم عن بعد، وأجهزة القياس والمراقبة، وأجهزة التحكم في الصناعة. كما تستخدم في بعض الأجهزة الطبية والتطبيقات العسكرية. وتبعًا لذلك تختلف أنواع البطاريات الجلفانية عن بعضها طبقًا لطريقة توليد الكهرباء وخصائص الأداء.

فيما يلي، سنلقي نظرة على بعض أنواع البطاريات الجلفانية الأكثر شيوعًا:

1. بطاريات الزنك الهوائية:

تُعرف بطاريات الزنك الهوائية باسم بطاريات الهواء المنعش، وتعد هذه البطاريات واحدة من أكثر الأنواع الصديقة للبيئة. تعمل هذه البطاريات عن طريق تفاعل الزنك مع الأكسجين في الهواء، وتوفر هذه العملية كثافة طاقية عالية جدًا. كما أنها تتميز بوزنها الخفيف وحجمها الصغير، ما يجعلها مثالية للاستخدام في الأجهزة الصغيرة مثل الساعات الذكية والسماعات اللاسلكية.

2. بطاريات حمض الرصاص:

تُعد بطاريات حمض الرصاص من الأنواع الأكثر شيوعًا في متوسط الاستخدام اليومي. تعمل هذه البطاريات عن طريق تفاعل حمض الكبريتيك مع الرصاص وأوكسيد الرصاص لتوليد الكهرباء. تتميز بطاريات حمض الرصاص بأنها متينة ورخيصة التكلفة، ولذلك تستخدم في العديد من التطبيقات مثل السيارات وأنظمة الطاقة الشمسية.

3. بطاريات الليثيوم الجلفانية

تُعتبر بطاريات الليثيوم الجلفانية من أكثر الأنواع شيوعًا في التطبيقات الإلكترونية. تستخدم هذه البطاريات تفاعل الليثيوم مع الأكسجين في الهواء لتوليد الكهرباء. كما تتميز بكثافة طاقة عالية وعمر افتراضي طويل، ولذلك تستخدم في العديد من التطبيقات مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة.

مستقبل البطارية الجلفانية:

من المتوقع أن تتحسن تقنية البطاريات الجلفانية في المستقبل، وأن تصبح أكثر كفاءة واقتصادية، مما يزيد من استخداماتها في مختلف المجالات. كما يمكن أن تلعب هذه البطاريات دورًا هامًا في تطوير الطاقة المتجددة والحد من انبعاثات الكربون.

المصادر:

Challenges and prospects of bipolar membranes in solid-state batteries.
Recent advancements in gel polymer electrolytes for lithium-ion batterie
s.
Electrochemical behavior of gel polymer electrolyte and its influence on performance of Li-ion batteries.
Gel polymer electrolytes for batteries.
Review of selected electrode–solution interactions which determine the performance of Li and Li ion batteries.

كيف ستغير الطاقة المتجددة في المنطقة العربية؟

بالنسبة لمنطقة تقع فوق أكبر إحتياطي وقود هيدروكربوني في العالم. عُرف عن الشرق الأوسط كونه أكبر مُصّدر للنفط والغاز الطبيعي، وبالتالي أقل راعٍ ومشجع لفكرة التحول الأخضر. إلا أننا بدأنا نشهد في السنوات الأخيرة، تحول في اتجاهات حكومات المنطقة العربية نحو التنويع في مصادر إنتاج الطاقة. تبعًا لتزايد التحديات التي تواجهها، والمتمثلة: بالنمو السكاني، وتزايد الطلب على الطاقة الكهربائية لتغطية الاحتياج الوطني، والإستثمار المحدود في قطاع توسعة محطات التوليد، والذي قد يصل أحيانًا إلى العجز عن توفير الطاقة في المناطق الغنية بالنفط.

بدأت العديد من حكومات المنطقة في وضع سقف لأهداف تتركز في مراجعة استراتيجية الطاقة. ومنها تغير اتجاهها بشكل متزايد نحو الطاقة المتجددة. الجدير بالذكر أن هذه ليست بأهداف واهية دون خطط مسبقة. فقد شهدنا عملية إصلاح واسعة للوائح التنظيمية المحتاجة لتحقيق هذه الأهداف. فطبقًا لتقرير الطاقة العالمية لعام ٢٠١٣، والتي نشرتها الوكالة العالمية للطاقة الكائنة في باريس، ارتفاع سهم المنطقة العربية ضمن أسهم إنتاج الطاقة من مصادر متجددة من ٢%  في ٢٠١٠ إلى ١٢% بحلول عام ٢٠٣٥.

تحديات استمرار الاعتماد على الوقود الأحفوري:

ولعل التحدي الإقتصادي الأساسي الناتج عن الاعتماد الكلي على الوقود الأحفوري في إنتاج الطاقة. يتمثل في الأثر المتغير لتضاربات السوق، وعدم انتظام سعر المشتقات النفطية؛ وبالتالي تأثيرها على أسعار إنتاج الطاقة الكهربائية. فهذا ما ثبت في عام ٢٠٢١، عندما ارتفع معدل سعر برميل النفط بنسبة ٦٨% من عام لعام. واستهلاك الوقود ارتفع بالتوازي مع عودة الاقتصادات العالمية والكثير من الصناعات للعمل بعد إغلاق دام لشهور نتيجة الجائحة العالمية في عام ٢٠٢٠.
ثم أتت أزمة الحرب الأوكرانية لتزيد الأمر سوءًا، مع ازدياد سعر البرميل بنسبة ٥٠% مقارنة بالعام الفائت نتيجة لضعف الإمداد الروسي للطاقة. بالرغم من استمرار ارتفاع الطلب العالمي للنفط لعالم يحاول اقتصاده التعافي من تأثيرات أزمة كورونا.
نتيجة لهذا، ارتفعت أسعار الطاقة ذات الخام النفطي طرديًا مع كل ارتفاع في قيمة مشتقات الوقود الأحفوري، مما أدى لتضاعف الضغوط على المستهلكين نتيجة لارتفاع جميع المنتجات المصنعة، والسلع الإستهلاكية، والخدمية.

أهمية استحضار الطاقة المتجددة في المنطقة العربية:

مما لا شك فيه أننا مقبلون على مرحلة تتعدد فيها الأسباب لتبدأ المجتمعات بتغيير نظرتها التقليدية. والمليئة بالشك والريبة نحو توليد الكهرباء من مصادر متجددة كبديل عن الوقود الأحفوري، بل ويزداد الأمر أهمية خصوصًا للمنطقة العربية. فتضاعف النمو السكاني في هذه البلدان يتجاوز المعدلات العالمية، وبالتالي التحديات تزداد في تغطية الطلب على الطاقة.
بالإضافة لذلك، تعاني العديد من الدول العربية المستوردة للنفط مثل: لبنان، وسوريا، والسودان، ومصر بشكل خاص أزمات مالية حادة. تمتد تأثيراتها على المدى البعيد، وتتفاقم مع كل ارتفاع عالمي لأسعار الإحتياجات الأساسية، بما فيها المشتقات النفطية. وكنتيجة لهذا تزداد الضغوط على الموازنة المحلية لهذه الدول وقدرتها على دفع ثمن الارتفاع المتزايد للمنتجات المستوردة.

الإمكانات الكامنة للمنطقة العربية من مصادر الطاقة المتجددة:

تتمتع المنطقة العربية بموقع جيوسياسي مهم. وتحتل بقعة من الأرض تنعم بكل الموارد الطبيعية الأساسية. التي تجعل من حلم تحقيق اكتفاء ذاتي من الطاقة عبر الطاقة المتجددة من الممكن الوصول إليه.

الإمكانات الكامنة لإنتاج الطاقة من الإشعاع الشمسي:

لدى المنطقة العربية إمكانية عالية في تحقيق التحول الأخضر. والجزء الأكبر منه يكمن في الاستفادة من درجات السطوع الشمسي العالي في هذه المناطق، وسعة المساحات المعرضة منه للإشعاع الشمسي على المستوى العالمي، وقلة حدوث تكتلات الغيوم، والتي  بالعادة تمنع الاستفادة من الإشعاع الشمسي في توليد الطاقة معظم العام.إذ أنه طبقًا لتقارير مجموعة البنك الدولي، تستقبل هذه المنطقة كمية إشعاع يتراوح ما بين ٢٢% إلى ٢٦% من كمية الإشعاع الذي تتعرض له الأرض، بل تتجاوز القدرة الكامنة للطاقة الشمسية التي تتعرض لها المنطقة العربية والتي يمكن توليد طاقة منها لوحدها القدرة الكامنة لتوليد الطاقة من جميع مصادر الطاقة المتجددة الأخرى.

فطبقًا لبرنامج الأمم المتحدة البيئي، يتراوح معدل إنتاجية الطاقة منها ما بين ٤ إلى ٨ كيلو واط بالساعة في كل مربع وحدة مساحة.

وتظهر إحصائيات المؤسسة العالمية للطاقة المتجددة، أن كل مربع وحدة مساحة بالكيلومتر في هذه المنطقة يستقبل سنويًا إشعاع شمسي يعادل الطاقة المنتجة من ٥.١ مليون برميل من النفط.
لهذا، فكرة عدم استفادة المنطقة العربية بشكل واسع من هذه الطاقة إلى وقتنا هذا بحد ذاته يعتبر خطيئة. فبهذا المقدار من الطاقة، لن يكون هنالك قدرة على تغطية الطلب المحلي للطاقة لكل الشعوب والإقتصاديات، وإنما هنالك أيضًا إمكانية تصدير هذه الطاقة إلى الأطراف الأخرى من العالم.
فدول المنطقة العربية كمصر، لديها شبكات تغذية كهربائية مرتبطة ببعض الأمم الأوروبية والأفريقية. وهذا سيخدم بشكل جيد الأساس لبنية تحتية ستعمل على تصدير الطاقة.

إمكانية إنتاج الطاقة من الرياح:

بالإضافة إلى نصيبها الوافر من الإشعاع الشمسي. تتمتع المنطقة بتضاريس متنوعة تسمح بهبوب رياح قوية كفيلة لتكون مصدر خام لمزارع رياح قادرة على تغطية مناطق واسعة بالطاقة.
تصل سرعة الرياح في دول مثل المغرب، ومصر، وتونس إلى أعلى مستوياتها لتسجل بذلك ضمن المناطق التي تتعرض لأعلى سرعات رياح عالميًا. فمصر وحدها لديها إمكانية  توليد طاقة تصل إلى آلالاف الميجا واط وحدها.

إمكانية إنتاج الطاقة كهرومائيًا:

إن نظرنا إلى إمكانية توليد الطاقة كهرومائيًا. فتنعم هذه المنطقة ببضعة مواقع تقع على مسار أنهار ذات إندفاع قوي مثل: إيران، ومصر، والعراق، والمغرب؛ ووجود سدود مبنية مسبقًا مثل: سد أسوان العالي، وسد مأرب يجعل من إقامة المشاريع المتعلقة بتوليد الطاقة كهرومائيًا أقل تعقيدًا وتكلفة.

إمكانية إنتاج الطاقة من الحرارة الجوفية:

كما أننا عند حساب المحتوى الحراري لمصادر الطاقة الحرارية الجوفية في دول الشرق الأوسط فقط. نجد أن معظمها يقع ضمن الخزانات ذات المحتوى الحراري المتوسط بمعدل(100–150 °C)، وذات المحتوى الحراري المنخفض بمعدل أقل من 100 °C. إلا تركيا، وإيران، واليمن والتي تعتبر قيمة المحتوى الحراري لمصادرها يتجاوز 150 °C.

إمكانية توليد الطاقة من الكتلة الحيوية:

وبالطبع لا نستطيع تجاوز وفرة المنطقة العربية على الخام الكافي لتوليد الطاقة دون الحديث عن إنتاج الطاقة من الكتلة الحيوية. فالمثير للدهشة أن لدى هذه المنطقة مصادر وفيرة من الخام لإنتاج الطاقة ذات المصدر الحيوي. ولعلنا لن نبالغ إن قلنا أن معظم هذه المصادر لم يتم إكتشاف معظمها بعد.
تعتبر دول مثل مصر، واليمن، والعراق، وسوريا، والأردن أكبر منتج للكتلة الحيوية في المنطقة. تقليديًا، تستخدم طاقة الكتلة الحيوية بشكل واسع في المناطق الريفية للأغراض والإحتياجات اليومية خصوصًا في مصر، واليمن، والأردن. وأهم مصادرها تتمثل: بالمخلفات الزراعية، والنفايات الصلبة والصناعية.
فبجانب كون قدرة منطقة حوض البحر المتوسط لإنتاج الطاقة من الكتلة الحيوية تصل إلى ٤٠٠ تيرا واط في الساعة سنويًا. نتيجة للتطور التكنولوجي في مجال إنتاج الطاقة بالكتلة الحيوية بالمنطقة. وبضم هذه القدرة إلى الإمكانيات التي تتمتع بها المنطقة العربية في المستقبل. فإن تم أخذ الخطوات الصحيحة لنقل هذا المجال إلى المرحلة التالية؛ سيصبح لدينا أكبر كتلة إقتصادية عظمى للدول المصدرة لهذه الطاقة لجميع أنحاء العالم.

كيف ستغير الطاقة المتجددة في المنطقة العربية؟

لدى المنطقة العربية القدرة هل  تغطية ٤٥% من مجموع القدرة العالمية على توليد الطاقة من المصادر المتجددة. وبهذا ستكون قادرة على توليد أكثر من احتياج العالم من الطاقة بثلاثة أضعاف الطلب. وهذا بحد ذاته قادر على إحداث نقلة إقتصادية، واجتماعية، وسياسية نوعية.

المصادر:

renewable energy in mena region
The Rise of Renewable Energy in the MENA
Region

The Potential of Renewable Energy in MENA
A review of geothermal energy status and potentials in Middle-East countries

ما حل لغز بطارية بغداد؟

تناولنا في المقال السابق الحديث عن بطارية بغداد. وناقشنا تباين الآراء حولها، وعلاقتها بخلية الطلاء، وعملية طلاء الذهب. في هذا المقال سنتعمق أكثر عبر فحص هذه الآراء بشكل منطقي لنعرف أكثر طبيعة هذا الاكتشاف، ونصل إلى حل لغز بطارية بغداد.

لغز بطارية بغداد وحرفيي بلاد ما بين النهرين

تُصنف بلاد ما بين النهرين – المنطقة الواقعة بين نهري دجلة والفرات – على أنها مهد ما نطلق عليه اليوم بالحضارة “الغربية”.  وُجدت عدة حضارات في أماكن أخرى قريبة على مدى آلاف السنين قبل ظهور المسيح. ولكن عند حديثنا عن الحضارة الغربية ككل، فإننا نميل إلى التركيز على تلك المنطقة وتطورها.
خلال هذا التطور، نشأت بعض الحضارات المعقدة، وسقطت حضارات أخرى.
ومن خلال عدة تقارير متفرقة تتحدث عن الاكتشافات الأثرية بشكل متكرر، استطعنا أن نستدل على أن حرفيي هذه الحضارات أحبوا التفاصيل. ويبدو أن قدرتهم على بلوغ مرحلة متطورة في صناعتهم لم يكن بالأمر الغريب. وذلك جراء تجربة واختبار تقنياتهم قبل استخدامها.

أسس فحص لغز بطارية بغداد

تقنيات التذهيب التي وصفها الباحثون، تم تطويرها بواسطة الفنيين على مدى آلاف السنين. ومع أن تلاشي استخدام تقنية معينة قد يحدث في فترة ما، إلا أنها لا تلبث أن تعود للسطح و تستخدم أو تكتشف لاحقا.
فلربما اكتشف أحد هؤلاء الفنيين شكلاً مبسطًا من الطلاء الكهربائي. ورغم أن هذا المهني القديم لم يكن يفهم آلية حدوث العملية كما نفعل نحن، إلا أن هذا لا ينفي استفادته من الظاهرة بحد ذاتها دون الحاجة لفهمها.

أولاً، من الضروري وجود وسيلة للحصول على جهد كهروكيميائي.

ثانيًا، هناك حاجة إلى وسيلة لإحالة هذا الجهد إلى القطعة المراد طلاؤها.
  ثالثًا، يلزم وجود خلية طلاء تحتوي على العنصر الرابع وهو محلول المعدن المراد استخدامه في عملية الطلاء.
يبدو أن تمتع هذا الفني بالعبقرية لتجميع الخلية وتقديم عمله كإنجاز، أو كونه يحظى باحترام كبير لدرجة أن بعض أدواته دفنت معه عندما مات هو ما جعله يحظى بمراسيم دفن رسمية مما سهل إيجاد قبره بعد آلالاف السنين، أو أن مكانته الاجتماعية العالية. فمعظم الحرفيين كانوا مجرد عبيد مهرة، لهذا لا نجد جثثهم عادة في القبور القديمة؛ إلا إذا قُتلوا ودُفنوا عند وفاة أسيادهم.

سنبدأ الآن بفحص كل جانب من جوانب هذا اللغز، وتقييم المعلومات المتاحة لدينا.

مصدر جهد بطارية بغداد

مصدر الجهد هو الجزء السهل من هذا التحليل. كل ما نحتاجه هنا هو مسمار حديدي في الخل أو النبيذ مع أنبوب نحاسي.

لا يوجد شك في أي من المقالات المتاحة أن الوعاء بإمكانه إنتاج الجهد، كما يصف كونيش. لكن السؤال الصعب هو ما إذا كان قد تم استخدامه بالفعل بهذه الطريقة.

لا ينبغي أن نتوقع من المخترع/الحرفي القديم معرفة وجود القطب الموجب والسالب في خليته لتعمل كما تعمل جميع البطاريات الحديثة بأطراف موجبة وسالبة واضحة للعيان. ورغم أن وعاء كونيش يحتوي على طرف سالب واضح (المسمار الحديدي)، إلا أن الأسطوانة النحاسية لا تتاح بسهولة للاتصال بخلية الطلاء لأنها كانت مغطاة بالكامل بسدادة الإسفلت.

عادةً ما تُظهر رسومات وعاء كونيش الوعاء مليئًا بسائل لاستخدامه كخلية جلفانية كالنبيذ أو الخل. إلا أن الجزء النحاسي من الخلية عبارة عن أسطوانة ذات قاع مغلق، وليس أنبوبًا مفتوحًا.

بالتالي، فإن السائل الموجود في الوعاء لن يؤثر في النشاط الكهروكيميائي – فقط الكمية الأصغر من السائل داخل الأسطوانة محكمة الإغلاق حيث يتم تعليق المسمار الحديدي. مرة أخرى، يمكن أن يكون للسائل وظيفة أخرى.

إذا تم بالفعل استخدام الوعاء كبطارية عند ملئه بخل أو نبيذ يشبه الحمض، فإن النحاس قد يذوب في المحلول. لا نتوقع العثور على دليل كيميائي واضح من بقايا النبيذ أو الخل. ولكن بقايا أملاح النحاس في الوعاء لم تحدث بالتآكل الطبيعي، والتقارير كلها لا تناقش هذه النقطة البتة.

عملية نقل الجهد

كان القدماء يمتلكون أسلاكًا لبعض آلاتهم الموسيقية الوترية، قد يكون مصدر معظم أوتارها من الحيوانات. ولكن تم العثور على قيثارة في أور تعود إلى ما قبل 4500 عام، ويبدو أنها تحتوي على سلك معدني. 
كان السلك قد تحلل مع الإطار الخشبي، لكن علماء الآثار ملأوا الثقوب بعناية حتى حصلوا على قيثارة من جص باريس. على الرغم من عدم الإبلاغ عن أي أسلاك في أي من المواقع التي تم العثور فيها على هذه الأوعية، قد يكون السلك الرفيع قد تحلل بمرور الوقت ولم تتم ملاحظته. وقد تكون المسامير الحديدية الإضافية الموجودة في الموقع مع الأوعية القصيرة نوعًا ما وجدت لهذا الغرض.
فإذاً، كما هو مذكور أعلاه، يبدو أنه لا توجد ميزة في جزء الأسطوانة النحاسية للخلية لتوفير اتصال مناسب بخلية طلاء خارجية. لكن، قد لا يستخدم المخترع القديم الطريقة المتبعة حديثًا.

خلية الطلاء الكهربائي

لم تُظهر أي من التقارير الواردة من المواقع التي تم العثور فيها على الأوعية أي شيء يمكن أن يعتبر خلية طلاء كهربائي. من الممكن أن يكون المبتكرون/المخترعون متكتمين إلى حد ما بخصوص صناعتهم ولم يسمحوا لأي شخص بربط البطارية بأي من الأجهزة الأخرى. لذا، عند موتهم كان الجزء الوحيد المدفون معهم والمرتبط بمهارتهم هو البطارية. ومع ذلك، ربما كانت هنالك أوعية أخرى عُثر عليها في المواقع التي لم يبلغ عنها كونيش.

بطارية بغداد وخلية الطلاء الكهربائي

إن خلية الطلاء التي وصفها كونيش والتي استخدمها صناع المجوهرات في بلاد الرافدين في الثلاثينيات من القرن الماضي هي خلية متفردة، ولكنها لا تشبه الإناء القديم الذي يصفه أبداً. فبحسب ترتيب صائغي المجوهرات للخلية، يُكوّن القدر وقطعة الزنك البطارية، بينما تعتبر الأوعية الداخلية هي خلية الطلاء. وهذا يخالف ما وجد في المواقع الفرثية، بحيث تعتبر الأوعية بحد ذاتها البطارية.

كون الأوعية غير مطلية بحد ذاتها تعتبر إشارة مهمة تعيد النظر في وظيفتها الأساسية، فهذا يسمح -مثلًا-لاستخدامها كأوانٍ مسامية. إذا كان وعاء بطارية كونيش مغمورًا في وعاء أكبر يحتوي على محلول ملح ذهبي، فقد يكون من الممكن حمل الأداة المراد طليها ليتم تغطيتها بخطاف وإلحاق الخطاف بالمسمار الحديدي للبطارية. سيكون الوعاء المسامي الوصلة الكهربائية الثانية. وعلى الرغم من عدم وجود تقارير عن وجود خطافات مع الأوعية، إلا أن المسامير الحديدية الإضافية الموجودة في المقابر قد تخدم هذا الغرض.

مع هذا، إذا تم استخدام الإناء بهذه الطريقة (أي مغمور في حوض الطلاء)، فيجب أن نرى بقايا أملاح ذهبية أو فضية مترسبة على جدران الوعاء، إلا أنه لا نجد أي معلومات أو تقارير بهذا الشأن. حتى إجراء اختبار ليتحقق من الأمر لم يتم.

المحلول المعدني لخلية الطلاء

يُعتقد أن القدماء استخدموا البطارية لطلاء الأواني بالذهب والفضة. بشكل عام، يجب أن يحتوي وسط الطلاء على بعض السيانيد إن كان الغرض الطلاء بالذهب أو الفضة.
استخدام السيانيد لعدة أغراض لا يعد بالأمر الغريب، فالسيانيد متواجد في الطبيعة بهيئة عدة مركبات.
قدم العديد من الباحثين قوائم بالمحاصيل الغذائية الطبيعية التي تحتوي على كميات كبيرة من مركبات السيانيد مثل نبات الكاسافا، والذي يستخدم في أفريقيا لعدة أغراض، ويبدو أنه وفير منذ العصور القديمة.

كون مركبات السيانيد متاحة من عدة مصادر، إضافة إلى دراية القدماء الجيدة بالسموم الطبيعية المتواجدة. يتيح احتمال قيام أحد الحرفيين بإجراء تجارب مستخدمًا المواد المتاحة، ومن هنا استطاع معرفة أن رقائق الذهب الممزوجة بغسول الكسافا المركز تنتج المحلول المطلوب لعملية الطلاء.

الاستنتاج حول لغز بطارية بغداد

لا تقدم التقارير المتوفرة ما يكفي من الأدلة للسماح لنا باستنتاج أن الحرفيين في بلاد ما بين النهرين اكتشفوا واستخدموا عملية الطلاء الكهربائي. لكننا نعلم أن وجود ورق البردي داخل الأسطوانة النحاسية يشير إلى أن الأوعية كانت تستخدم لتخزين الرسائل المكتوبة على ورق البردي للعالم الآخر والتي ذكرناها في مقالنا السابق، والتي تم إغلاقها في الأوعية بسدادات الإسفلت التي وجدت معها تباعًا.

المصادر

The UnMuseum – Bagdad Battery
Electricity in the Ancient World
N. Kanani, Oberfl achen Werkstoffe
Kurzman, Galvanotechnik
W.A. Oddy, Endeavour

ماذا نعرف عن بطارية بغداد؟

أصبحت البطاريات جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية. تتشعب استخداماتها من أصغر تقنية؛ كساعة يدك وهاتفك المحمول، إلى وجودها في أكبر المنشآت حجمًا وتأثيرًا. ليس للبطاريات تاريخ طويل ومثير للاهتمام وحسب. بل يُتنبأ في المستقبل القريب والبعيد بدخول البطاريات إلى عصر جديد، من الممكن أن يتغلب على معاناة الطاقة في الوقت الحاضر. سنسلط الضوء على بطارية بعينها في هذا المقال باعتبارها أول بطارية في التاريخ، وهي بطارية بغداد. فماذا نعرف عنها؟

ما هي البطارية؟

يمكننا تعريف البطارية بأنها عبارة عن جهاز صغير أو أداة تعمل على حفظ الطاقة الكيميائية. ويمكن أن تتحول إلى صورة أخرى لها وهي الطاقة الكهربائية. بمعنى آخر؛ البطاريات عبارة عن مفاعلات كيميائية صغيرة. تحدث داخلها تفاعلات تعمل على إنتاج إلكترونات طاقة، مستعدة لتنتقل إلى جهاز آخر.

تاريخ موجز للبطاريات

لدى البطاريات تاريخ طويل وحافل عمل على تغيير حياتنا بشكل استثنائي. إلا أننا ما زلنا غير متأكدين تمامًا من تاريخ ظهور أول بطارية. سيجادل الكثيرون بأن أول بطارية ظهرت في عصر التنوير. لكن ظهور البطارية الحديثة التي نعرفها لا تشير بدقة إلى أن فكرة عمل البطاريات بحد ذاتها شيء حديث. فقد وجد مشرف متحف بغداد عام ١٩٣٨ ما يشار إليه الآن ببطارية بغداد.

التحليل للعيّنة أشار إلى أنها تعود إلى أحد الحضارات الرافدينية، حوالي ٢٥٠ سنة قبل الميلاد. واستطردت الافتراضات بأن استخداماتها قد تتضمن طلاء المعادن بالكهرباء، ومسكنات للآلام، وكذلك استخدامها أثناء تأدية الشعائر الدينية.

أول استخدام لمصطلح بطارية

استخدم العالم الأميركي والمخترع بنجامين فرانكلين مصطلح بطارية عام ١٧٤٩. وذلك عندما كان يقوم ببعض التجارب الكهربائية باستخدام مجموعة من المكثفات المرتبطة ببعضها البعض. إلا أن أول بطارية حقيقة اخترعت كانت من صنع الفيزيائي الإيطالي أليساندرو فولت عام ١٨٠٠. قام فولت برص أقراص من النحاس والزنك، تفصل كل قرص عن الآخر قطعة قماش مبتلة بماء مالح. لتتصل مجموعة من الأسلاك بنهاية الأقراص المرصوصة من الجهتين، فيتولد نتيجة لهذا تيار مستمر ثابث. تنتج كل خلية جهدًا كهربائيًا بمعدل 0.76 فولت، مضاعفته تتم عبر زيادة عدد الخلايا الداخلة في التقنية.

بطارية حمض الرصاص

تعتبر بطارية حمض الرصاص أحد أطول البطاريات عمرًا نسبيًا، والتي اخترعت عام ١٨٥٩. وهي التكنولوجيا التي ما زالت تُستخدم لبدء عملية الاحتراق الداخلي في السيارات. وتعتبر أقدم نموذج للبطاريات التي يمكن إعادة شحنها.

نستطيع الآن إيجاد بطاريات بجميع الأحجام والسعات. من البطاريات ذات القدرة التي تتجاوز الميجاواط، والمستخدمة لخزن الطاقة الآتية من مزارع الألواح الشمسية. أو كبديل يضمن الضخ المستقر للطاقة لقرى كاملة أو جزر. حتى البطاريات الصغيرة والمستخدمة في الساعات الإلكترونية.

مبدأ عمل البطاريات

تعتمد البطاريات على تفاعلات مختلفة، والتي تسبب بدورها جهد خلية بسيط يتراوح ما بين ١ إلى ٣.٦ فولت. تعمل عملية الرص للخلايا بطريقة متوالية على زيادة جهد الخلايا، بينما تعمل عملية الرص المتوازي على تحسين التيار. يُعتمد على هذا المبدأ الأساسي لتوليد طاقة كهربائية من خلايا البطاريات من أصغر استخداماتها إلى القدرات العالية التي تصل إلى عدة ميجاوات.
نشهد حاليًا دخولنا إلى مرحلة أخرى من تطوير نماذج ذات سعات كافية لخزن الطاقة المتولدة من الألواح الشمسية أو أنظمة الرياح. والتي ستعمل على مد المنازل بالطاقة اللازمة خصوصًا في أوقات غياب الشمس لأيام متتالية.

بطارية بغداد

في عام ١٩٣٨، وفي وسط عملية مراجعة فيليهم كونيش؛ المشرف على الآثار القديمة في متحف العراق في بغداد. وسط مراجعته للمكتشفات الحديثة من الحفريات في الموقع الأثري الذي وجد بالقرب من مشروع خط السكة الحديدية، فُتن كونيش بمجموعة تتكون من أربع أوعية من السيراميك غير المطلي. عثر على تلك الأوعية داخل مقبرة أُرّخت وتنتمي إلى عهد الاستعمار الفرثي للمنطقة ما بين ٢٤٨ قبل الميلاد إلى ٢٢٦ بعد الميلاد.

محتويات مجموعة بطارية بغداد

كانت مجموعة بطارية بغداد نحاسية، متوجة بالنحاس الملحم بالرصاص حتى قاع الأسطوانات. بينما وُجد مسمار حديدي يحتوي على بقايا ما بدا أنه شمعة اشتعال من الإسفلت، داخل أحد هذه الأسطوانات النحاسية في وعائها. لم يحتو الوعاءان الآخران على أي مسمار، ولكن تواجد بضع مسامير أخرى في القبر جعلت الاكتشاف أكثر إثارة. بينما لم يحتو وعاء السيراميك الرابع إلا على أسطوانات نحاسية. وكان بداخل الأسطوانات النحاسية بقايا مادة تشبه ورق البردي.

استنتاج كونيش عن بطارية بغداد

خلص كونيش إلى أن هذه الأوعية تشبه إلى حد كبير الخلايا الجلفانية. ومن هنا انطلق الجدل حول هذا الاكتشاف ما بين مؤيد ومعارض لهذا الاعتقاد.

ذكر كونيش في تقريره أن صائغي المجوهرات في العراق، المعاصرين للوقت الذي قضاه هناك، كانوا يستخدمون خلية جلفانية بدائية مماثلة إلى حدٍ ما لهذا الاكتشاف. بحيث أن الخلية تتكون مما يطلق عليه المختصون في هذا المجال “وعاء مسامي يحتوي على محلول السيانيد الذهبي”. يوضع الوعاء في قدر يحتوي على محلول كلوريد الصوديوم. ثم يتم وضع قطعة من الزنك في محلول كلوريد الصوديوم مربوطة بسلك إلى القطعة المراد طليها بالذهب. وأخيرًا يتم وضع العنصر المراد طلاؤه في وعاء مسامي يحتوي على محلول سيانيد الذهب. يُنتج الجهد الجلفاني المتولد ما بين الزنك والعنصر المراد طلاؤه طاقة كافية للتأثير على عملية ترسيب الذهب كهربائيًا. ما يساعد بشكل أكبر على هذا الطبيعة المسامية للوعاء الداخلي الذي يرفع من معدل التوصيل الكهربائي.

تباين الآراء حول بطارية بغداد

يعرض مؤرخون آخرون نظريات أخرى لتاريخ بطارية بغداد. فقدم بعضهم تاريخا موجزا ​​للمنطقة التي تم العثور فيها على هذه القطع. ثم وضح أن الخلية التي تماثل تلك التي وجدها كونيش يمكن أن تنتج حوالي 0.5 فولت، ويمكن بالفعل تحقيق الترسيب الكهربائي للذهب من محلول سيانيد الذهب. واستعرض ليثبث نظريته بعض الأمثلة، كأبواق النبيذ القديمة المذهلة المطلية بالذهب من عصر الفرثي. وافترض أن الطلاء بالكهرباء فقط هو الذي يمكنه تفسير رواسب الذهب الموجودة عليها.

من جهة أخرى، استعرض كورزمان نظريته التي تعتبر أن الفرثيين ليس لديهم معرفة بالبطاريات. ويشير إلى أن الأوعية من هذا النوع وُجدت في ثلاثة مواقع مختلفة على الأقل ـ بعضها بقضبان من البرونز والبعض الآخر بقضبان حديدية ـ ويستفيض باستعراضه للمعاني والدلالات الروحانية التي ألحقتها المجتمعات القديمة ببعض المعادن. ويشير إلى أن القصد من الأواني هو أنها مقتنيات يتم إنزالها مع الموتى لمنحهم قوى سحرية. بالإضافة إلى أن الأظافر المصنوعة من الحديد والبرونز، والمزينة بخاتم في النهاية، قد تحمل معاني خاصة للقدماء، مشيرًا بهذا إلى النقوش على ورق البردي المعثور عليها داخل الأوعية المغلقة. وصرح أيضًا أن مدير متحف الفن الإسلامي في برلين اقترح بأن الأوعية قد تكون أساسات رمزية لزوايا القبر.

فن طلاء الذهب قديمًا

يدلي أودي بوجهة نظر أخرى عبر الإشارة إلى أن الفن القديم لطلاء الذهب على الفضة والنحاس يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار. فقد استخدم القدماء ثلاثة أساليب للطلاء: التذهيب بالرقائق المعدنية، ولصق الورق الذهبي، والتذهيب النحاسي. وقد استخدمت هذه الطرق حتى الاختراع الأخير ـ إعادة اختراع، كما يسميها ـ للطلاء الكهربائي. يتم التذهيب بالرقائق عبر دس رقائق ذهبية رقيقة في حواف أي عمل فني، أو ببساطة إلصاقها باستخدام غراء على القطعة المراد طليها. أما طريقة لصق الورقة الذهبية فتتم عبر سحق شرائح الذهب وإلصاقها بالعمل. أخيرًا، كان التذهيب بالنحاس عملية مشهورة في وقت مبكر من القرن الثالث قبل الميلاد، وانطوى على استخدام الذهب في خليط مع الزئبق. ومن هنا نستطيع استعراض نوعين من التذهيب الزئبقي؛ الأول يستخدم الزئبق كغراء، والثاني يعمل على تفكك الذهب، ثم تطبيق الناتج بشكل انتقائي على المناطق المرغوبة. بعد ذلك يُطرد الزئبق بالحرارة، ويمكن التعرف بسهولة على كلا النوعين من التذهيب بالزئبق من خلال وجود آثار من الزئبق في طلاء الذهب.

اللغز

تتباين الآراء حول بطارية بغداد، لكن مجرد وجودها يطرح العديد من التساؤلات. هل كانت حقًا أول مبدأ عمل لبطارية؟ وما الذي كان يرجوه مصمموها منها؟ في المقال القادم سنستعرض أكثر دور السماكرة في بلاد ما بين النهرين، ونحلل تقنياتهم لمعرفة ما كانوا يرجونه من اختراع هذه القطعة المثيرة للاهتمام.

المصادر

The UnMuseum – Bagdad Battery
Electricity in the Ancient World | Gates of Nineveh: An Experiment in Blogging Assyriology (wordpress.com)
Galvanotechnik: Grundlagen, Verfahren und Praxis einer Schlüsseltechnologie (hanser-elibrary.com)
Oberflächenvorbehandlung von Metallen | SpringerLink
The touchstone: the oldest colorimetric method of analysis – ScienceDirect
The history and development of batteries (phys.org)

ما هو الوقود الحيوي؟ وكيف يتم إنتاجه؟

هذه المقالة هي الجزء 21 من 22 في سلسلة موضوعات تأسيسية في الطاقة المتجددة

يتزايد القلق من نضوب مصادر الوقود التقليدية والمألوفة، وارتفاع الأصوات المحذرة مما يعرف بالاحتباس الحراري والمخاطر البيئية المحتملة. مما فرض على الحكومات والباحثين وصانعي السياسات إيجاد حلول بديلة. ومن هنا برز الوقود الحيوي كأحد الحلول المقترحة كبديل جيد يمكنه تقليل الاعتماد الكلي على الوقود الأحفوري بشكل عام، والديزل بشكل خاص.

دور ماليزيا في النقلة الحيوية للطاقة

تصاعد الاهتمام بالكتلة الحيوية خلال ال20 سنة السابقة، وأحد الدول التي أولت إعتبارًا فائقًا للكتلة الحيوية كانت ماليزيا. موقع ماليزيا الجغرافي الاستوائي جعل صانعي القرار والباحثين ينظرون إلى الثروات الطبيعية التي تختص بها هذه الجزر عما سواها كإمكانيات وثروات كامنة. تواجدت القدرة على صناعة ثورة حديثة في عالم الطاقة، فرغبت ماليزيا في أن تكون أحد روادها.

أنواع الوقود الحيوي

نستطيع تقسيم الوقود الحيوي إلى نوعين رئيسيين: وقود سائل كالإيثانول، والديزل الحيوي؛ ووقود غازي كالهيدروجين، والغاز الحيويين.

مصادر إنتاج الوقود الحيوي

تُنتج أنواع الوقود المذكورة سابقًا من مصادر مختلفة عضوية قد تصلح أو لا تصلح كمصدر يرفد الاقتصاد الغذائي، سواء أكانت من أغذية محددة أو مصادرها الخام، أم من مخلفات عضوية.

تصنيف الوقود الحيوي بحسب الخام

كما ذكرنا سابقًا أحد التصنيفات لهذا النوع من الوقود، والذي يعتمد بشكل رئيسي على حالة المادة للغاز. فمن الممكن إعطاء تقسيم مختلف الوقود طبقًا للمعيار المعتمد في التصنيفات. فمثلًا من الممكن تصنيف الوقود الحيوي إلى أربع تصنيفات إذا اعتمدنا على الخام المستخدم في الإنتاج.

1. الوقود الحيوي من خام غذائي

النوع الأول والمعتمد على هذا التصنيف، تستخدم فيه الأغذية كمصدر أولي لإنتاج الوقود الحيوي. مما يخفض تكلفة إنتاج هذا الوقود. وأيضًا يعتمد على طرق إنتاج فعالة، تساهم بشكل رئيسي في تخفيض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري خلال العملية. إلا أن هذا يعرض صناعة الغذاء إلى خطر منافسة اقتصادية على الموارد الطبيعية. مما قد يساهم في إثارة مشكلة إقتصادية غذائية ليست في الحسبان، وجب أخذها في عين الاعتبار.

2. الوقود الحيوي من الكتلة الحيوية

يعتمد النوع الثاني على الكتلة الحيوية كمادة خام أولية. ولنعرف أكثر من أين يؤتى بهذا الخام، وجب تعريف الكتلة الحيوية أولًا. وتعرف الكتلة الحيوية بأنها مادة عضوية متجددة تنتج عن عمليات حيوية تحدث في النباتات والحيوانات. والمصدر الأساسي للكتلة الحيوية التي تستخدم في هذا النوع من الوقود تعتمد بشكل أساسي على مخلفات النباتات. ويمكن استخلاص تلك المخلفات من المخلفات الزراعية: كمستخلصات الذرة الحلوة، ومخلفات قصب السكر، والقش. أو من مخلفات الغابات: كالأخشاب، ومحاصيل الطاقة.

3. الوقود الحيوي من المتعضيات الحية

يعتمد النوع الثالث على خام مصدره الأولي الطحالب. ويعتبر ذو إنتاجية عالية طبقًا لوحدة المساحة مقارنة بالوقود الحيوي المعتمد على المحاصيل. أما النوع الرابع من الوقود الحيوي، فهو جزء من هذا النوع، إذ يستخدم طحالب معدلة جينيًا. هذا النوع لا يتعارض مع متطلبات السوق من الغذاء، ويعتقد أنه ذو مستقبل مرتقب في مختبرات الوقود الحيوي.

الديزل الحيوي وأهميته

اُستخدمت طريقة أسترة الدهون البينية لإنتاج الديزل الحيوي لأكثر من 50 عامًا. وتتكون إسترات الأحماض الدهنية عندما يتفاعل جزيء الجليسريد الثلاثي مع الكحول. وفي العادة يتم استخدام إما الإيثانول، أو الميثانول في العملية. إلا أن مثل هذه التفاعلات تحتاج إلى وجود محفزات لتعمل على زيادة سرعة وزخم التفاعل. والسبب يعود إلى أن عملية تصنيع الديزل الحيوي في أساسها بطيئة.

إنتاج الديزل الحيوي

يُصنع الديزل العضوي إما كيميائيًا، أو عبر تقنية عضوية؛ طبقًا لنوع المحفز المستخدم في العملية. مثلًا يُصنع الديزل العضوي من الكتلة العضوية للطحالب بإستخدام عدة طرق، عبر الأسترة، أو الأسترة التبادلية للطحالب الدقيقة.

ويتكون الديزل العضوي من إستر ميثيل الأحماض الدهنية، ويُنتج عادة بعملية الأستر التبادلية لزيت الطحالب مع الميثانول. ويتضمن الخليط حمض الكبريتيك المركز بنسبة ٩٨% كمحفز، مع الهيكسان كمذيب. ويعد استخلاص الزيت من الطحالب الدقيقة بدون كسر خلاياها طريقة حديثة، يُستفاد فيها من استخدام المحفزات النانوية في عملية تخليق الديزل الحيوي.

ومن جهة أخرى، تخضع طريقة الأسترة التبادلية والتي تحدث في خليط التفاعل للمقارنة بالعمليات الأخرى، وتعدنا بقفزات مستقبلية هائلة. كما ستسهل من عملية استخراج الوقود الحيوي، وتضاعف كفاءة الحصول عليه. وتتم بالعادة دون الحاجة لاستخلاص الزيت من الطحالب، وبالتالي ما يحدث هو حقن مباشر لليبيدات داخل خلايا الطحالب الدقيقة، والحصول عبرها على ديزل حيوي في خطوة واحدة.

الميثان الحيوي

يُعتبر الميثان الحيوي، والمسمى أيضًا بالغاز الحيوي، أحد أكثر الخيارات الحديثة جاذبية للتطوير مستقبلًا مقارنة بأنواع الوقود الحيوي الأخرى. إذ يُستخرج هذا الغاز بعدة طرق، أحدها من الطحالب الدقيقة والتي أظهرت كفاءتها، وعمليتها، واقتصاديتها.

إنتاج الميثان الحيوي

تعتبر الطحالب الدقيقة بشكل عام وسط مناسب للغاية لاستخلاص المغذيات، و لمعالجة مياه المخلفات، وعزل ثاني أكسيد الكربون. وذلك نظرًا لقدرتها على استيعاب كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون وإمكانية خلط منتوج زراعة الطحالب الدقيقة مع انبعاثات غاز المداخن لتحسين الغاز الحيوي، والذي يتضمن إزالة ثاني أكسيد الكربون لزيادة نسبة الميثان.

توفر منتوج عملية زراعة الطحالب الدقيقة في وحدة معالجة مياه الصرف الصحي مصدرًا مجانيًا للمياه. فبالإضافة لمساهمتها في عملية تنقية المياه، تعمل على إعادة تدوير العناصر الغذائية الحيوية. ويمكن بعد ذلك معالجة الكتلة الحيوية للطحالب الدقيقة الناتجة من عملية التنقية لاستخراج العناصر الغذائية لإنتاج الأسمدة أو الزيوت لتوليد وقود الديزل الحيوي. كما يمكن أيضًا إنتاج الغاز الحيوي من خلال الهضم اللا هوائي للكتلة الحيوية للطحالب الدقيقة المستخرج منها الأسمدة.

يُنتج الميثان الحيوي من التحويل الكيميائي للكتلة الحيوية، ومن ثم تحسين جودة الغاز. أو عبر التحويل الكيميائي الحراري للكتلة الحيوية الصلبة لغاز عبر عملية “التغزية”. تليها تنقية الغاز الناتج، ومن ثم تحويله إلى ميثان، عبر معادلات بسيطة لتحسين جودة المنتج.

الهيدروجين الحيوي

يعنى مصطلح الهيدروجين الحيوي بالهيدروجين المنتج عضويًا، وغالبًا من الطحالب، أو البكتيريا، أو العتائق “البكتيريا القديمة”. يحدث ذلك إما من خلال زراعتهم، أو عبر استخلاصهم من المخلفات العضوية.

إنتاج الهيدروجين الحيوي

يعتبر الهيدروجين أحد مصادر الطاقة المستدامة، والتي تنتج عبر كائنات التمثيل الضوئي. وتحتوي تلك الكائنات على محتوى حراري عالي يصل إلى ١٢٢ كيلو جول/جم. وهو ما يساوي تقريبا 2.75 قيمة أعلى من المحتوى الحراري للطاقة الموجودة في الوقود الهيدروكربوني. لهذا أصبح الهيدروجين بديل جيد من وجهة نظر الباحثين للوقود الأحفوري، وحامل جيد للطاقة.

من الممكن إنتاج جزيء الهيدروجين عبر عملية التمثيل الغذائي الضوئي من مجموعة واسعة من الطحالب الدقيقة. نذكر منها: الأنابينا، والطحلب الأخضر المعروف بالكلوريلا فولجاريس، والعوالق النباتية الحية المسماة بالنانوكروبسيس، والرباعيات المتلحفة المعروفة باسم موناس راينهاردتي، والسبيرولينا ماكسيما، وسندسموس أوبليموس.

إيجابيات وسلبيات استخدام الديزل الحيوي كوقود حيوي مستدام في محركات الديزل الحالية

يعتبر الديزل الحيوي حتى يومنا هذا الوقود الحيوي السائل الأكبر في الانتاج. ويعود هذا لسهولة العملية الكيميائية وخصائصها الانسيابية التي تستخدم لإنتاجه.

إيجابيات الديزل الحيوي كوقود

بالإضافة لكونه قابل للتحلل العضوي، وعدم سميته كمصدر وقود مستدام؛ يحتوي الديزل الحيوي على عدد سيتان عالي. بمعنى قدرته على الاشتعال في درجة حرارة عالية نسبيًا في حالة اختلاطه مع الهواء. كما يحتوي على نسبة أوكسجين عالية أيضًا، تسمح باكتمال عملية الاحتراق في المحركات. وبالتالي يخفض الجزيئات المضرة لنواتج الاحتراق من أكاسيد الكربون والكبريت. خصوصًا أن نسبة الكبريت فيه تعتبر منخفضة بالمقارنة مع غيره من الأنواع. مع هذا، تبقى نسب أكاسيد النيتروجين الناتجة من عملية احتراقه أعلى مقارنة بالديزل العالي.

ويُعتبر الديزل الحيوي بشكل عام آمن في عمليات نقله وتخزينه، والفضل يعود لعدد السيتان العالي الذي يتميز به. فهو يحتاج إلى درجة حرارة تصل إلى ١٥٠ درجة مئوية ليشتعل.

يناسب الديزل الحيوي محركات الديزل الحالية، دون حاجة المحرك لأي تعديلات تصميمية. ومن الممكن استخدامه في حالته النقية أو عبر مزجه بنوع وقود نفطي آخر. إلا أنه في هذه الحالة قد يحتاج إلى تعديلات طفيفة في المحرك. ولدى الديزل الحيوي خصائص لزوجة جيدة مقارنة بالديزل المستخرج من الوقود الأحفوري، مما يسمح بإطالة العمر الإفتراضي للمحرك وتقليل أوكسيد الكربون بنسبة ٧٨%.

سلبيات وتعقيدات إنتاج الديزل الحيوي

بغض النظر عن الجهود المبذولة للوصول إلى عمليات أفضل في إنتاج الوقود، واستخدام محفزات أفضل، ومصادر أفضل للمواد الخام، فلا يزال الجليسرول المنتج من عملية إنتاج الديزل الحيوي صناعيًا عقبة من الصعب تجاوزها. فطرق معاملة المخلفات الناتجة من عملية إنتاج الديزل الحيوي، والتي يشكل الجليسرول المكون الأساسي لها، لا تزال مشكلة كبرى تعيق عمليات الإنتاج الواسع للوقود الحيوي. فلا وجود لعملية صناعية قادرة على التعامل مع الكميات العالية من الجليسرول حتى اليوم.

الجليسرول المنتج ذو جودة سيئة، نظرًا لكونه ممتلئ بالشوائب، وبالتالي لا يمكن استخدامه كمصدر وقود حيوي هو الآخر. ولكون الوقود الحيوي المستطاع الاستفادة منه كوقود يجب أن يكون نقي. وإن قلنا بأن عملية تنقيته ممكنة، نكون بهذا مستنفذين لمصادر أخرى. فعملية تنقيته تحتاج كميات كبيرة من الماء، والطاقة، والوقت. إلا أن ما سبق يشير لإمكانات هائلة للوقود الحيوي مستقبلًا، أليس كذلك؟

المصادر:

Biofuel Production from Different Sources
Biofuel Production Pathways by Microalgae

Biodiesel as Renewable Biofuel in Current Diesel Engines

ما هي الطاقة الحرارية الجوفية؟

هذه المقالة هي الجزء 20 من 22 في سلسلة موضوعات تأسيسية في الطاقة المتجددة

تصنف الحرارة الجوفية كأحد مصادر الطاقة المتجددة كون الماء الذي يدخل جوف الأرض يتجدد بفعل مياه الأمطار، وتنتج الحرارة عميقًا في باطن الأرض. وبهذا يصبح لدينا مصدر من الممكن الاستفادة منه في توليد الكهرباء، وتدفئة المنازل؛ والمنازل الخضراء.

تعريف مصطلح الطاقة الحرارية الجوفية

بالعودة لأصل مصطلح الطاقة الحرارية الجوفية 《Geothermal》 مأخوذة من دمج الكلمتان الإغريقيتان 《Geo》 والتي تعني أرض، و 《therme》 التي تحمل معنى حرارة. ببساطة من المصطلح ذاته نستطيع تعريف هذه الطاقة بكونها حرارة تأتي من باطن الأرض على شكل بخار أو ماء حار.

كيف تتولد الطاقة في جوف الأرض؟

تتولد الطاقة الجوفية للأرض بصورتها الخام وهي الحرارة في لب الأرض، في عمق يصل إلى أربعة آلالاف ميل من سطح الأرض. يؤدي انصهار المواد المشعة في باطن الأرض إلى إنتاج درجات حرارة عالية تتجاوز قيمتها درجة حرارة سطح الشمس. لفهم أين تحدث هذه الظاهرة علينا في البدء معرفة الطبقات المختلفة التي تكون الأرض:

اللب 《 The Core》

اللب بحد ذاته يتكون من طبقتين: لب حديدي صلب، ولب خارجي يتكون من انصهار الصخور المختلفة المسماة بالماجما 《Magma》.

غلاف اللب الأرضي 《Mantle》

وهو ما يحيط باللب، ويصل إلى عمق ١٤٠٠ أميال. ويتكون من طبقة من الماجما، وطبقة أخرى خارجية صخرية.

القشرة الأرضية《The Crust》

أو ما تسمى بالأديم تعتبر الطبقة الخارجية للأرض. وهي الطبقة التي تكون القارات، وقاع البحار والمحيطات. تصل سماكتها إلى خمسة وثلاثين ميل في القارات، خمسة أميال في قاع المحيطات.

كيف تكون الحرارة في جوف الأرض؟

تنتقل الحرارة من المناطق الحرارة إلى الباردة، وبهذا تتدفق حرارة الأرض من عمقها إلى سطحها لتغذية المحطات التي يراد تدويرها. بفعل العمليات الجيولوجية والتي تعرف بإسم انقسام الصفائح التكتونية، انقسمت طبقة الأرض الخارجية إلى اثني عشرة صفيحة أصبح تتحرك مبتعدة أو مزاحمة لبعضها البعض بمعدل ميليميترات في السنة. عند اصطدام صفيحتان ببعضهما، تدفع أحدهما الأخرى من أسفل ليحدث بهذا ما يسمى بخنادق المحيطات أو الزلازل القوية. وبالتالي في العمق، تحديدًا فوق الصفيحة التي تحركت إلى أسفل، ترتفع درجات الحرارة بشكل كبير مسببة ذوبان الصخور والتي تكون الماجما أو الصهارة. ولأن الصهارة ذات كثافة أقل من الصخور المحيطة بها، تتحرك إلى أعلى مندفعة نحو قشرة الأرض حاملة معها الحرارة. وفي بعض الأحيان الصهارة ترتفع إلى السطح على الشقوق لتشكل الحمم البركانية. إلى أن معظم الصهارة تبقى تحت القشرة الأرضية، وتعمل على تسخين الصخور المحيطة بها والمياه الجوفية. وبهذا تعتبر هذه الحرارة مصدرًا يتم الاستفادة منه عبر حفر آبار عميقة لضخ الماء الحار، والبخار إلى السطح.

أماكن تواجد الطاقة الحرارية الجوفية

تستخدم تقنيات جيولوجية، وهيدروجيولوجية، وجيوفيزيائية، وجيوكيميائية لتحديد كميات مصادر الطاقة الجوفية. تعنى الدراسات الجيولوجية والهيدروجيولوجية بتحديد مناطق الينابيع الساخنة، ومتابعة أي دلائل تشير إلى وجود طاقة حرارية كامنة لعمل توصيات على المناطق التي من المفضل حفر الآبار فيها.

متى بدأ استخدام الطاقة الحرارية الجوفية؟

لطالما كان استخدام الماء الحار القادم من باطن الأرض شائعًا منذ العهود القديمة. فقد استخدم كلًا من الرومان، والصينيون، وسكان أميركا الأصليين الينابيع المعدنية الحارة للاستحمام، والطبخ، والتدفئة. حاليًا من أكثر الاستخدامات شيوعًا لهذا المصدر هي تدفئة المنازل عبر أنابيب يضخ الماء من خلالها، لتحيط بالمكان المراد تدفئته. بالإضافة إلى استخدامها في تنمية المحاصيل الزراعية، وتجفيف الخشب، والفواكه، والخضار.

محطات الطاقة الحرارية الجوفية

كمية الحرارة من مصادر الطاقة الجوفية هي ما تحدد إن كان الموقع صالح للاستخدام من عدمه. إنتاج الطاقة من مصادر الطاقة الجوفية للأرض يتطلب وجود مصدر يحتوي على كمية حرارة تصنف من متوسط إلى عالي. يتم إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة الجوفية للأرض بالوقت الحالي باستخدام أحد أربع تقنيات متواجدة حاليًا على مدى الاستخدام الاقتصادي:

١- محطات البخار الجاف المباشرة《Direct Dry Steam Plants》:

تعتبر هذه المحطات الأقدم. يتم فيها الإستفادة من بخار الماء ذو الضغط المنخفض من مصدره الرئيسي عبر عنفة بخارية مصممة خصيصًا لهذا الإستخدام المباشر. يستخدم هذا النوع مع المحطات نوع من العنفات البخارية التي تعنى بتكثيف البخار كوظيفة أساسية. يعاد تدوير البخار المكثف في نظام دائرة مغلقة، أو تبخيره إلى أبراج تبريد رطبة. تستخدم هذه المحطات بخار لا تقل درجة حرارته عن 150 درجة مئوية، بالإضافة إلى ذلك يجب أن يكون البخار الداخل إلى العنفة جاف بنسبة تصل إلى 99.995% لتجنب تكلس أو تآكل العنفة ومنظومة الأنابيب. تتراوح القدرة الإنتاجية لمحطات البخار الجاف من 8 ميجا واط إلى 140 ميجا واط.

محطات التبخير الفجائي 《Flash Plants》

تعتبر هذه المحطات الأكثر شيوعًا حاليًا في توليد الطاقة عبر الطاقة الحرارية الجوفية. المنظومة تشبه محطات البخار الجاف، إلا أنها تستخدم البخار الآتي من عملية مسبقة تسمى بالتبخير الفجائي قبل دخوله إلى العنفات في عملية تكثيف نقي، ليتم بعدها إرسال البخار المكثف إلى دائرة نظام مغلق في المنظومة، أو إلى منظومة البتخير الفجائي تحت ضغوط منخفضة مرة أخرى. تنخفض حرارة المائع حين انخفاض ضغطه، لذا تعتبر هذه المحطات مثالية للبخار الخام ذو الحرارة التي تتجاوز 180 درجة مئوية. تختلف القدرة الإنتاجية لهذه المحطات بحسب مراحل التبخير الفجائي الذي يمر به البخار، فإن كانت منظومة آحادية تنتج المحطة ما بين 0.2 إلى 80 ميجا واط، وإن كانت ثنائية تعطي المحطة طاقة تتراوح ما بين 2 إلى 110 ميجا واط، وكذا تنتج المحطات ذات التبخير الفجائي الثلاثي قدرة تتراوح ما بين 60 إلى 150 ميجا واط.

المحطات الثنائية《Binary Plants》

تبنى هذه المحطات في مواقع الطاقة الجوفية ذات المحتوى الحراري 《Enthalpy》 المنخفض أو المتوسط. يدخل المائع المعالج إلى مبادرات حرارية ليتم تسميته ورفع حرارته في منظومة دورانية مغلقة. المائع المعالج المستخدم والذي يتكون من خليط الأمونيا والماء المستخدم في دورة كالينا، أو خليط هيدروكربوني في دوائر راكنين العضوية لديهما نقاط تكثف وغليان مناسبة الحرارة مصادر الطاقة الجوفية. بشكل عام، تستخدم المحطات الثنائية في مصادر طاقة تتفاوت درجات حرارتها ما بين 100 و 170 درجة مئوية. رغم إمكانية استخدام مصادر ذوات درجات حرارة أقل 100 درجة مئوية، إلى أن هذا يقلل من فعالية خرج الإنتاجية الكهربائية. تتفاوت القدرة الإنتاجية لمحطات الثنائية ما بين 1 و 50 ميجا واط.

المحطات المدمجة أو الهجينة 《Hybrid Plants》

تدمج بعض محطات الطاقة الجوفية دوائر حرارية مثل: دائرة رانكين لإنتاج الكهرباء من ما يمكن أن يعتبر مخلفات حرارية من الدوائر الثنائية. يساعد استخدام دائرتان حراريتان لرفع الإنتاجية الكهربائية. تتراوح القدرة الإنتاجية لهذه المحطات ما بين بضعة ميجا واطات إلى 10 ميجا واط. تستخدم محطات الطاقة الجوفية المدمجة الأساسيات ذاتها التي تستخدمها محطات الطاقة الجوفية العادية، إلى أنها تضيف إليها مصدر حراري آخر في العملية، على سبيل المقال: حرارة من محطة طاقة شمسية مركزة. تضاف هذه الحرارة إلى الطاقة الجوفية لتزيد الحرارة وبالتالي خرج الطاقة.

المصادر:

[1] GEOTHERMAL POWER.
Intermediate Energy [2]

ما هي تقنيات إنتاج الهيدروجين؟

هذه المقالة هي الجزء 17 من 22 في سلسلة موضوعات تأسيسية في الطاقة المتجددة

يزداد استخدام الهيدروجين عامًا بعد عام، وأصبح يُنتج بشكل واسع عما كان عليه في تسعينيات القرن الماضي. إلا أنه مؤخرًا أصبح محور اهتمام الدراسات التي تركز على استخدامه كوسيط للطاقة منخفضة الانبعاثات الكربونية في سلسلة محطات إنتاج الطاقة، وأسواق النقل. فما هي تقنيات إنتاج الهيدروجين؟

تواجد الهيدروجين في الطبيعة

بالرغم من توافر الهيدروجين في الكون؛ لتواجده في الطبيعة مقترنًا بعناصر أخرى كالكربون والأوكسجين؛ إلا أن استخدامه بصورته النقية الجزيئية يتطلب خضوع الخام من المواد إلى عمليات إنتاجية قد تكون مكلفة في آن، ومن الصعب تطبيقها على مدى واسع.

أهمية الهيدروجين في الصناعة

بالرغم من إشكالية إنتاج الهيدروجين بصورته الجزيئية، إلا أنه يضل عنصرًا مهمًا لكثير من التطبيقات الصناعية، ويدخل في مجالات عديدة، منها:

استخدامات الهيدروجين في مجال الوقود

الاستخدامات التجارية في معالجة الزيوت الثقيلة والنفط، إما لغرض تنقيتها من الشوائب أو لمعادلة نسبة الكربون في الوقود. وتسمى العملية بهدرجة النفط، بحيث يتم استخدام الهيدروجين لمعالجة النفط الخام كمرحلة من عملية التكرير.
الهدرجة تعرف بأنها تفاعل كيميائي يتم من خلاله إضافة الهيدروجين إلى مركب آخر. عادة ما يستخدم هذا التفاعل لتقليل أو تشبيع المركبات العضوية. 

استخدامات الهيدروجين في الصناعات الغذائية

أيضًا يدخل في الصناعات الغذائية؛ بالأخص في عملية هدرجة الزيوت والدهون المصنعة، وفي معالجة المعادن،  وإنتاج الأمونيا التي تستخدم في عمليات صناعة السماد الزراعي، وغيرها. مثلما ذكرنا مسبقًا، من النقاط التي تؤخذ بعين الإعتبار بل وأهمها على الإطلاق في استراتيجيات استخدام الهيدروجين في انتاج الطاقة هي عدم تواجده بصورته الجزيئية كالنفط، والغاز الطبيعي. فهو ينتج كما تنتج الكهرباء من مواد أولية ذات طاقة كامنة، تتحول هذه الطاقة إلى صورتها الكهربائية باستخدام آليات مختلفة، وذات مراحل متعددة.

تقنيات إنتاج الهيدروجين

الهيدروجين في حالته الجزيئية يمكن إنتاجه من مصادر مختلفة، وبعدة طرق تصنيعية.
في مجال انظمة الطاقة، الهيدروجين يعتبر أفضل ما يمكن إيجاده كوسيط للطاقة، أقرب إلى الكهرباء منها إلى الوقود الأحفوري المستخرج من باطن الارض.
فمن الممكن إنتاجه من أي وقود هيدروكربوني، فالوقود بحد ذاته يحمل جزيئات الهيدروجين في سلسلته الجزيئية. بالإضافة إلى إمكانية إنتاجه من عدة مواد بيولوجية أخرى كالسكر مثلًا، والماء.
عملية فصل الماء والتي تستخدم لاستخراج الهيدروجين تسمى بعملية التحليل الكهربائي، وهي أقدم عملية كهروكيميائية معروفة، وتعتبر أحد أكثر تقنيات إنتاج الهيدروجين التي تخضع للبحوث، والتجارب المعملية.
الهيدروجين بشكل رئيسي ينتج اليوم عبر عملية إصلاح البخار للغاز الطبيعي، لكن أيضًا ينتج عبر عملية تحليل الماء، وكمنتج ثانوي لعمليات صناعية أخرى مثل عملية الكلور القلوي.

عملية إصلاح بخار الميثان 《Steam Methane Reforming》

هي عملية يتم فيها تفاعل الغاز الطبيعي، أو أي بخار لغاز حيوي، أو غاز مرادم مع بخار الماء الذي يمرر في وجود عامل حفاز فلزي بالعادة لإنتاج غاز الإصطناع المكون من الهيدروجين و ثاني أكسيد الكربون.
نسبة إنتاج الهيدروجين من الغاز الطبيعي تعتبر الأعلى كفاءة بنسبة تصل إلى ٧٢% في وجود درجات حرارة منخفضة بالنسبة لمجال درجات الحرارة المطلوب لإنجاز العملية.
يستعمل الهيدروجين الناتج عن العملية كمادة أولية لخلايا الوقود.
كفاءة العملية من الممكن أن تقل إن كانت مصادر الميثان تتضمن الكبريت، أو أي شوائب. بالتالي هذا يتطلب دخول المادة عملية معالجة أولية، وتنقية لإزالة الشوائب من البخار.
إلى أنه بشكل عام، تنتج هذه العملية غاز إصطناع غني بالهيدروجين بنسبة 70-75%، مع وجود نسب صغيرة من الميثان 2-6%، وأول 7-10%، وثاني أوكسيد الكربون 6-14%.

عملية تغويز الفحم والهيدروكربونات 《Gasification of Coal and Other Hydrocarbons》

يمكن إنتاج الهيدروجين عبر عملية أكسدة جزيئية للفحم، أو أحد مصادر الهيدروكربونات الأخرى، بقايا الزيوت الثقيلة. يتفاعل الوقود الهيدروكربوني مع الأوكسجين بنسبة أقل من النسبة المتكافئة، لإنتاج خليط من أول أكسيد الكربون، والهيدروجين تحت درجات حرارة تتراوح بين ١٢٠٠ إلى ١٣٥٠ درجة مئوية.

عملية التحليل الكهربائي للماء《Electrolysis of Water》

هي عملية فصل جزيئات الماء مباشرة إلى هيدروجين وأوكسجين عبر تمرير تيار كهربائي في خلية كهربائية بوجود عامل حفاز يسمى إلكتروليت.
e- + H2O -> ½ O2 + H2
النوعان الأساسيان لأجهزة التحليل الكهربائية هي:
النوع الأول المسماة بالقلوية عبر إستخدام الإلكتروليت هيدروكسيد البوتاسيوم، والثانية ما تسمى ب PEM  خلية وقود غشاء تبادل البروتون، و التي يستخدم فيها الإلكتروليت الصلب والذي يتكون من غشاء من البوليمر الصلب.
بالعادة يتم الاستفادة بشكل كبير من الأوكسجين المنتج من هذه العملية في عدة مجالات مثل: استخدامه في إثراء المخزون الأوكسجيني للمنازل الخضراء المستخدمة في عمليات إنتاج الغذاء.

تقنية إنتاج الهيدروجين من الغاز الحيويHydrogen from》 Biomass》

تقنيات تحويل الغاز الحيوي من الممكن تقسيمها إلى:
عملية تعتمد بمبدأها على الكيمياء الحرارية، أو الكيمياء الحيوية.
العملية المعتمدة على الكيمياء الحرارية تعتبر أقل تكلفة بسبب عدم تواجده حد حراري، وبالتالي العملية تحدث في درجات حرارة عالية مسببة نمط عالي متردد من التفاعلات. هذه التفاعلات قد تتضمن تفاعلات تغوير، أو تحليل حراري في غياب الأوكسجين، منتجة بذلك بخار غني بالهيدروجين هذا الغاز يسمى بسينجاز.
سينجاز يعتبر خليط من غازي الهيدروجين، وأول أوكسيد الكربون.

تقنية خلايا الوقود عالية الحرارة 《High Temperature Fuel Cells》

تنقسم تقنية خلايا الوقود إلى تصميمين الأول يعتمد على كربونات سائلة MCFC، والثاني يعتمد على الأكاسيد الصلبة SOFC.
التقنية تعمل تحت درجات حرارة عالية، مستخدمة وقود الميثان مباشرة، يحدث داخلها مرحلة التفاعل المسماة بالتشكيل الداخلي، والتي يتنج منها الهيدروجين.
هذه التقنيات لا تحتاج هيدروجين نقي مثل خلايا وقود غشاء تبادل البروتون المذكور سابقًا، وحمض الفسفوريك، ولكن من الممكن أن تعمل مباشرة بالغاز الطبيعي، والغاز الحيوي.
بالإضافة إلى أن هذه الأنظمة من الممكن تصميمها لإنتاج هيدروجين نقي يستخدم كوقود للسيارات.

المصادر:

Summary of Hydrogen Production and Storage Systems.
Geopolitics of the Energy Transformation: The Hydrogen Factor – IRENA

كيف تعمل محطات التوليد الكهرومائية؟

هذه المقالة هي الجزء 19 من 22 في سلسلة موضوعات تأسيسية في الطاقة المتجددة

محطات الطاقة الكهرومائية: كما ذكرنا في المقال السابق عن أهمية الدورة الشمسية في مبدأ عملية توليد الطاقة الكهرومائية. من أهم العوامل التي تؤخذ بعين الإعتبار عند التفكير بإنشاء محطة التوليد الكهرومائية هي مستوى منسوب الماء في الموقع المراد توليد الطاقة منه أو ما يعرف بارتفاع الرأس 《Head》.

ارتفاع الرأس 《Head》

ارتفاع الرأس يعرف بالفرق بين منسوب ارتفاع المصدر، والذي يجب أن يكون عند مستوى معين أو نقطة يبدأ عندها تدفق الماء دون أن يؤثر هذا على منسوب الماء في الموقع، وموقع تفريغه. هذه النقاط التي يتم بينها تدفق الماء مكتسبًا طاقته الكامنة والتي ستكون متاحة للاستخدام في توليد الطاقة الكهربائية المنشودة.

مبدأ عمل محطات التوليد الكهرومائية

تعمل محطات الطاقة الكهرومائية على تحويل الطاقة الكامنة للماء إلى طاقة كهربائية. تتناسب الطاقة الكهربائية المنتجة مع نسبة إرتفاع الرأس؛ نسبة تدفق الماء؛ وكذلك كفاءة العنفة المستخدمة، والتي ستسمح بمرور الماء إلى الجانب الآخر كفتحة تصريف لهذه المياه. خلال عملية تحويل تستخدم فيها الكثير من الآلات الميكانيكية والكهربائية.

توليد الطاقة الكامنة

بافتراض وجود موقع ذو نسبة جيدة من مياه الأمطار والمياه المتدفقة الأرضية، أهم المتطلبات الفيزيائية التي يجب تلبيتها تتمثل بوجود مصدر لتجميع المياه. احتياطي الماء المجمع سيعمل على تغذية المصدر الأساسي، ليبقي منسوب الماء في حدود الارتفاع المطلوب.
توجد آليتان يتم من خلالهما خلق الظروف المناسبة لإعطاء الماء طاقته الكامنة، وهما:

آلية الانسياب السطحي《Run-of-river》

تبنى المحطة في موقع السد أو بمحاذاته، بحيث يعمل السد على حجز الماء من مصدر مائي قريب مكونًا بذلك بركة. عند الحاجة للمياه، يتم فتح منفذ مائي في السد، تتدفق المياه عبره بتأثير الجاذبية، وتتحول الطاقة الكامنة في الماء إلى طاقة حركية تدير العنفة.

آلية تحويل المياه《Diversion》

بينما في عملية التحويل ينقل الماء من مصدره ليتدفق عبر قناة، ومن ثم يؤخذ إلى الأسفل عبر منظومة أنابيب مضغوطة إلى العنفة.

تخزين الماء في محطات التوليد الكهرومائية

وجود محطات الطاقة الكهرومائية قرب مصادر الماء المتحرك يعتبر مهم، لكن وجود السدود أيضًا من الأهمية بمكان. السدود تعمل على تخزين المياه لأوقات الحاجة، سواء أكان غرض
التخزين للاستخدام الزراعي، أم الطاقة، أم غيرهما.

أهمية التخزين

تكمن أهمية التخزين في القدرة على الوصول إلى الماء بأي وقت، وأي موسم. يكمن التحدي في التباين الذي يمكن أن يحدث موسميًا بسبب الطقس، والمناخ؛ وبالتالي تظهر هنا الحاجة للتخزين للتغلب على هذه الإشكالية، وتوفير مخزون جيد من الممكن استخدامه كلما دعت الحاجة بغض النظر عن التباينات الجغرافية والطبوغرافية.

طرق التخزين

اختيار أفضل ميكانيكية يمكن أن تحقق المخزون المطلوب تعتمد على عدة عوامل، منها: طبوغرافية، جيولوجية، عوامل الطقس، وتوفر الخبرات؛ والموارد.

السدود في محطات التوليد الكهرومائية

بناء السدود قد لا يكون حلًا اقتصاديًا للمواقع ذات الطبيعة المفتوحة، ولذا الحاجة للتفكير بطرق أخرى قد يكون أفضل.
مع هذا، بغض النظر عن السيناريو السابق، بناء السد في الحالات الأخرى يعتبر حلًا ناجعًا.

أنواع السدود في محطات التوليد الكهرومائية

أهم ما يجب تحريه عند تصميم أي سد هو عامل الأمان. ففي تصميم أي سد، هنالك قوى يجب أن تؤخذ بعين الإعتبار. أولها، قوة ضغط المائع، ووزن، وكثافة المواد، والضغوط الرافعة كذلك. ثانيًا؛ احتمال حدوث زلازل، أو تسرب، أو ثلوج، أو فيضانات. العوامل الخاصة بالجزء الأول بشكل عام، يمكن حلها بسهولة بالحسابات، والخبرة.

السدود الركامية

يعتبر الأخص من حيث تكاليف البناء، والمواد؛ خصوصًا إذا كان ركام الصخور متوافر. تعتمد السدود الركامية على وزنها لعرقلة قوة المياه المندفعة.

السدود الثقالية

تعتمد بشكل رئيسي على وزنها للثبات، والوزن يأتي من كمية الأسمنت المستخدمة في بناء الهيكل. محور جسم السد قد يكون مستقيماً أو قوسيّاً.

السدود المدعمة

تتعرض مساحة كبيرة من السدود الثقالية إلى ضغوط رافعة، ينتج عن ذلك انخفاض عامل الأمان ضد الانقلاب. لذا كان من اللازم تطوير تتغلب على هذه الضغوط، وهذا ما حققته السدود الداعمة، فأصبحت قادرة على:
– تقليل الضغوط الرافعة من خلال نقل القوى المؤثرة على الجدار الى منطقة أخرى أكثر قوة وتحمل كالأرض، أو الأساسات.
– تقليل كمية الخرسانة المطلوبة.
– الاستفادة من ضغط المياه المخزنة لإعطاء ثبات أكبر.

السدود المقوسة

تتميز هذه السدود برشاقتها، وتصميمها الجذاب والرفيع مقارنة بارتفاعها بنسبة تصل إلى 0.15 وأحيانا أقل لبعض الأنواع الفرعية الأخرى من هذه السدود. تعتمد على شكلها القوسي في نقل الإجهادات إلى كتفي الوادي. يدخل في تصميم هذه السدود حسابات معقدة للإجهاد وعمل تجارب إختبارية للنموذج قبل المضي بالمشروع.

نظرة عامة على التصاميم المختلفة لمحطات التوليد الكهرومائية

الطاقة الكهرومائية من الممكن تواجدها في أي مكان يوجد فيه تدفق آمن للماء من مستوى عالي إلى مستوى منخفض.

توليد الكهرباء في المحطات الكهرومائية

توليد الطاقة: كما نعلم الطاقة لا تفنى ولا تستحدث، ولكن تتحول من صورة إلى أخرى. في عملية توليد الكهرباء، هذا ما يحدث بالضبط. لتوليد هذه الكهرباء، يجب أن يكون الماء في حالة ديناميكية. هذه الطاقة الديناميكية المتولدة من طاقة الوضع، والمسببة لتدفق الماء تعمل على تدوير مراوح العنفة، لتتحول الطاقة الديناميكية إلى طاقة ميكانيكية. ومن هنا تعمل العنفة على إدارة الجزء الدوار للمولد فتتحول الطاقة الميكانيكية إلى طاقة كهربائية.

تصنيف تصاميم محطات التوليد الكهرومائية:

كما ذكرنا مسبقا الطاقة الكهرومائية تعتمد بالأساس على الموقع، ولكن من الممكن تصنيف محطاتها طبقا لهذه العوامل المختلفة:

1. حجم السعة الإنتاجية

يعتبر التصنيف بحسب سعة الطاقة الإنتاجية بالميجا واط أكثر تصنيف يُعمل به على مستوى واسع نسبيًا، قد يختلف المعيار بحسب الدولة، إلا أنه لا يخرج عن التصنيف التالي بالعادة:

Micro P < 0.1 MW

بإمكان المحطات الصغيرة للغاية تزويد الطاقة لمصنع معزول مثلًا، أو تجمع سكني صغير. هذه المحطات قائمة بحد ذاتها ولا ترتبط بالشبكة العامة. تعتمد على آلية الانسياب السطحي، وتزود أحيانًا بخزانات لضمان توليد الطاقة في ظروف السريان الضعيف للماء.

Small 0.1 MW < P < 10 MW

المحطات الصغرى أيضًا تعتمد على آلية الانسياب السطحي، إلا أنها ترتبط بالعادة بالشبكة العامة للطاقة.

Medium 10 MW < P < 100 MW

تتنوع آليات التوليد للمحطات المتوسطة ما بين الانسياب السطحي، والتحويل. وترتبط دومًا بالشبكة العامة. المخطط قد يضم وجود سد يعمل على توليد ارتفاع رأس، ومكونات المحطة تشبه مكونات المحطات الكبرى.

Large P > 100 MW

المحطات الكبرى: تتصل دوما بالشبكة العامة للطاقة، ويمكن أن تعتمد على نهر جاري، أو ماء مخزون سلفًا.

2 .ارتفاع الرأس المتوفر

من الممكن أن يختلف الحد الأدنى بحسب معايير الدولة، أو المؤسسة التي ستقام فيها المحطة. مثلًا البعثة الدولية للسدود العليا تعرف السد العالي بأنه أعلى من ١٥ متر.
يجب الإشارة إلى أن التصنيف بحسب ارتفاع الرأس قد يكون غير متوافق مع تصنيف السعة الإنتاجية. بما أن السعة الإنتاجية تتناسب مع ناتج ما هو متواجد من ارتفاع الرأس والتدفق، فمن الممكن لمنظومة تعتمد على ارتفاع رأس عالي أن تصنف كمحطة صغرى.
بشكل عام، المنحدرات الجبلية توفر الظروف الضرورية لتحقيق ارتفاع رأس عالي، بينما الأراضي المنخفضة ذات وديان تتبع نهر واسع تمثل مواقع جيدة لارتفاع رأس صغير نسبيًا.
1. High head: H > 100 m
2. Medium head: 30 m < H < 100 m
3. Low head: H < 30 m

3 .منظومة تدفق الماء إلى المحطة

1. التصاميم المعتمدة على الانسياب السطحي:

هذا النوع يولد الطاقة باستخدام التدفق النهري بشكل مباشر. تباين الطقس، والتغيرات الموسمية والتي ستؤثر على الطاقة الإنتاجية يجعله مصدر غير موثوق. معظم محطات هذا النوع لا تحتوي على سعة تخزينية، وإن وجدت فتكون بالعادة محدودة للغاية مما يجعل أقصى ساعات ذروة من الممكن تحقيقها عبرها بضعة سويعات.

2. التصاميم المعتمدة على التخزين:

هذا النوع يعتمد على الجدول المائي الذي تم حجزه من قبل السد ليشكل خزان يتم حفظ الماء فيه خلال أوقات التدفق العالي، ليتم استخدامه لاحقًا في فترات التدفق المنخفض. استخدام هذه الآلية من الممكن أن يشكل ضمان جزئي للتغيرات الطبيعية التي قد تحدث بشكل فجائي.

3. التصاميم المعتمدة على التخزين بالضخ:

هذا النوع يخزن الماء عبر ضخه من خزان منخفض، أو نهر منخفض، إلى خزان ذو موقع أعلى. يتم ضخ الماء خلال ساعات الاستخدام المنخفض. هذه العملية من الممكن أن ترفع الكفاءة إلى ٨٠ بالمئة.

المصادر:

Hydroelectric Power
Hydroelectric power: A brief guide to the
generation of electricity using hydroelectric powe
r
A review of pumped hydro energy storage – IOPscience

ما هي خلايا الوقود الهيدروجينية؟

هذه المقالة هي الجزء 16 من 22 في سلسلة موضوعات تأسيسية في الطاقة المتجددة

تمثل الطاقة أهم متطلبات عصرنا الحالي، ويتم استهلاكها بشكل متسارع، ولذا أضحت متطلبات الطاقة تتزايد بشكل كبير. الإنفجار السكاني الذي نشهده منذ عقود، ووفرة الموارد الأولية للطاقة المتجددة، إضافة إلى التنوع الصناعي يدفعنا لمضاعفة الجهود التي تراكم خبراتنا في مجال إنتاج واستهلاك الطاقة. مما لا شك فيه أن تطوير أي تقنية جديدة بحد ذاته يعد عملية مكلفة، لكن قدرتنا على إيجاد حلول في كل مرحلة من مراحل تطوير التقنية هو أيضًا عملية نستطيع مواكبتها تدريجيًا. فالحاجة إلى تقليل التكلفة ورفع الكفاءة ستؤدي إلى إيجاد أنظمة فعّالة ومتاحة تجاريًا، ووقود نظيف نتاج لتقنيات تنافس التقنيات الحالية في عمليات الإنتاج والنقل. أحد هذه التقنيات التي من الممكن أن تنقلنا إلى مرحلة جديدة تمامًا هي تقنيات الوقود الهيدروجيني، ولا يمكننا الحديث عن الهيدروجين كوقود دون التطرق إلى خلايا الوقود الهيدروجينية.

ما هي خلايا الوقود الهيدروجينية ؟

تتمتع خلايا وقود الهيدروجين بإمكانيات حقيقة لأن تكون التقنية المستقبلية من حيث قابلية التطبيق. تحمل هذه التقنيّة المقومات الأساسية التي تؤهلها لتكون أحد الحلول العصرية لمشكلة زيادة الطلب على وقود صديق للبيئة.
تشبه خلية الوقود الهيدروجينية إلى حدٍ كبير الخلية الكهروكيميائية، والتي تتكون بشكل رئيسي من المكونات الثلاثة: كاثود، آنود، والإلكتروليت. تتصل المكونات مع بعضها بدائرة كهربائية. ليس هناك أي أجزاء دوّارة في هذا التصميم، وبالتالي فهو تصميم بسيط وفعّال. وتصنف الخلايا بحسب نوع الإلكتروليت المستخدم.

كيف تنتج خلايا الوقود الهيدروجينية الكهرباء؟

خلية الوقود هي خلية تحويل طاقة، يتم عبرها استغلال طاقة الهيدروجين. هي عبارة عن خلية كهروكيميائية تقوم بتحويل الطاقة الكيميائية إلى طاقة كهربائية. ويحدث ذلك عن طريق التفاعل الكهروكيميائي للأوكسجين والهيدروجين. حيث يتأين غاز الهيدروجين في الآنود، مما يؤدي إلى تحرير الإلكترونات من الذرة، لتتكون أيونات الهيدروجين. ومن هنا يتفاعل الأوكسجين مع الإلكترونات المنطلقة من الآنود وأيونات الهيدروجين من الإلكتروليت، وينتج عن هذا التفاعل إنتاج الكهرباء، وتكوّن الماء.

إن مبدأ العمل السابق ذكره لا يتغير مهما كان نوع خلية الوقود المستخدمة. وتنتج الخلية ما يصل إلى 0.7 فولت عند التحميل الكامل. ويمكن الحصول على الجهد المطلوب عن طريق توصيل خلايا الوقود على التوالي، وبالمثل نحصل على التيار المطلوب عن طريق توصيل الخلايا على التوازي.

يختلف أداء الخلية بحسب نوع الإلكتروليت المستخدم وتتفاوت الخلايا من حيث الحرارة التشغيلية، وتفاعلات الآنود والكاثود، والكفاءة. ويتم اختيار نوع الخلية بحسب التطبيق المطلوب. وما تم ملاحظته من مقارنة الأنواع المختلفة أن الكفاءة في كل الأنواع لازالت لم تتجاوز 60%.

تطبيقات ومستقبل خلايا الوقود الهيدروجيني

إن بساطة تشغيل هذه الخلايا وكذلك انخفاض الانبعاثات جعلا منها خيارًا مستقبليًا واعدًا. وهذه العوامل في حد ذاتها تجعل من خلايا الوقود قابلة للاستخدام على نطاق واسع من التطبيقات. ومن هذه التطبيقات: توليد الطاقة، والنقل، والأجهزة المحمولة، وتطبيقات الفضاء.

حاليًّا، هناك توجّه لإيجاد طريقة يمكن للبشرية من خلالها توليد الكهرباء بطريقة مستدامة. وتتمتع خلايا الوقود بإمكانية عالية للتأهل كتقنية يمكن من خلالها توليد الكهرباء بمنتجات ثانوية غير ضارة. ومع تزايد الطلب على الطاقة الكهربائية، أصبح من المُلح إيجاد طرق جديدة وآمنة لتلبية الطلب. إن العوامل المحدّدة للطاقة المتجددة هي تخزين الطاقة ونقلها. وباستخدام خلايا وقود الهيدروجين، أصبح من الممكن الحصول على الطاقة الكهربائية من مصادر نظيفة بتقنيات نقل وتخزين آمنة سنتطرق لها في مقال قادم.

المصادر:

Fuel Cell and Its Applications: A Review

هل يمهد الغاز الطبيعي للاقتصاد الهيدروجيني؟

هذه المقالة هي الجزء 15 من 22 في سلسلة موضوعات تأسيسية في الطاقة المتجددة

الاقتصاد الهيدروجيني يقودنا نحو مستقبل أقل سُمْية، فما هو دور الغاز الطبيعي في أخذ الخطوات الأولى نحوه ذلك المستقبل؟ سنعرف ذلك في هذا المقال، ولكن لنبدأ بمعرفة معضلة الوقود الأحفوري والتي قادتنا للهيدروجين الأخضر بالأساس.

معضلة الوقود الأحفوري

لطالما كان البحث عن بديل للوقود الأحفوري الشغل الشاغل لدى السواد الأعظم من الباحثين منذ آواخر القرن العشرين؛ وذلك للدور المحوري للوقود في الاقتصاد تزامناً مع احتياجنا إلى بديلٍ يمكن أن يَحلَّ محلَ الوقود الأحفوري بنفس الكفاءة والوفرة؛ وما قد يؤديه اعتمادنا الهائل عليه من قلق حيال قدرتنا على استمرارية استخدامه لاسيما في ظل التداعيات البيئية التي نتجت عن استهلاكه المُفرط على نطاق واسع.

مما لا شك فيه أن سهولة استخراج ومعالجة الوقود الأحفوري، إضافةً إلى الطاقة العالية التي تمتلكها جزيئاته جعلت منه مصدراً يصعب الاستغناء عنه والحصول على بديل أفضل أو على أقل تقدير مساوٍ له.

وهنا اتجهت الكثير من الدراسات صوب استبدال الوقود الأحفوري بمصادر الطاقة المتجددة، إلا أن جميعها قد فشل في تعويض الأول بالشكل الكامل، باستثناء بديل واحد أثبتَ فعاليته، ويُمكن اعتباره قفزة نوعية متقدمة في مجال الوقود البديل، ألا وهو الوقود الهيدروجيني.

تعقيدات استخدام الهيدروجين كوقود:

في البداية يجب أن نعرف أن استخدام الوقود الهيدروجيني بصورة سلسة ونقية ليس بالأمر الهين بتاتاً. حيثُ من جهة؛ عملية استخراجه تعوزها السهولة التي نجدها عند استخراج الوقود الأحفوري، مالم يتم إيجاد طرائق بديلة ناجعة تمكننا من استخراجه بكميات كبيرة لتغطية احتياج السوق العالمية بالصورة الكافية، قد لا يمكن الركون اليه بديلاً عن الوقود الأحفوري عملياً.

مما لا ريب فيه أن استخدام الهيدروجين كوقود احتراق داخلي يمنحُنا كفاءة عالية – بالنَّظر إلى سرعة احتراقه، وانتشاره؛ وتفاعله العالي؛ وحاجته إلى طاقة بسيطة للاشتعال [1] – ويخفض من نسب الغازات المسببة للاحتباس الحراري؛ على رأسها ثاني أكسيد الكربون. إلا أن احتراق الهيدروجين بوجود الهواء والذي يحتوي على نسبة عالية من غاز النيتروجين يؤدي إلى زيادة عالية في نسبة أكاسيد النيتروجين، والتي تعتبر إلى حد ما أكثر كارثية من أكاسيد الكربون، علاوةً على وجود نواتج أخرى منها؛ بيروكسيدات الهيدروجين، والتي لا تَعرف إلى يومنا هذا أخطارها الجسيمة على المناخ بسبب وجودها بكميات كبيرة. 

الغاز الطبيعي كوسيط:

من هنا أتت الحاجة لحل وسط يؤدي إلى تقليل الاعتماد الكلي على الوقود الأحفوري، وبنفس الوقت الاستفادة من الخصائص التي يتوقع أن يقدمها لنا الهيدروجين كوقود. وهو اللجوء لاستخدام الغاز الطبيعي المضغوط ملقحاً بكميات معيارية من الهيدروجين، مقللاً من سلبيات استخدام كلا منهما على حدة، وفاتحاً بوابة مستقبلية نحو اقتصاد جديد من المحتمل أن يصعد باقتصاد الهيدروجين لمرحلة أكثر وضوحاً [3-2].

 حريٌّ بالذكر، أنه، وتحت الظروف المتكافئة لأي محرك احتراق داخلي، يمكن للمزيج أن يعطي كفاءة أعلى وغازات سمّية أقل مع الوضع بعين الاعتبار أن التحكم بالنسبة المضافة من الهيدروجين ونسبة الهواء إلى الوقود أو ما يسمى بـ[اللمدا]هما العاملان الأساسيان لإعطاء خليط مناسب. حيثُ ينبغي أن تكون النسبة تحديداً 15% هيدروجين بنسبة هواء إلى وقود مساوية لـ 1.4 لأداء أفضل وعوادم أقل، إذ أنهُ لا حاجة عندئذٍ لأي تعديل أو تطوير في أجزاء المحرك، وذلك ما يجعله مصدراً يمكن استخدامه بصورة أسرع في أي محرك تقليدي بإضافاتٍ بسيطة تُعنى بمخزون هيدروجيني وتقنية خلط مبسّطة [4]. 

مما سبق عرضه يسوقنا التطلع إزاء تلك التقنية أنها من المرجح أن تغدو خطوة أولى لمرحلة جديدة يُتَقَبَّلُ فيه الهيدروجين بوصفه بديلاً للوقود في حين استمرار الدراسات على التقنيات المختلفة التي يرجو منها الباحثين والعلماء تسهيل استخدامه دون الحاجة لأي وسيطٍ آخر. مع التنبيه لوجود الومضات الأولية لبداية المجتمع الهيدروجيني في اليابان وبعض الشركات الرائدة في مجال السيارات التي بدأت تتخذ خطوات أكثر عملية وجرأة للتوجه تجاه تقنية الهيدروجين [8-5].

المصادر:

[1] An Introduction to Combustion: Concepts and Applications

[2] Extension of a Lean Operating Limit for Natural Gas Fuelling of a Spark Ignition Engine Using Hydrogen Blending

 [3] Hydrogen Blended Natural Gas of a Operation of a Heavy Duty Turbocharged Lean Burn Spark Ignition Engine

[4] Use of Blends of Hydrogen and Natural Gas in Urban Vehicles in the Transition Towards an Hydrogen Economy

 [5] TOSHIBA 2020, The world´s largest-class hydrogen production

[6] Toyota UK 2020, Toyota to build a hydrogen-powered city of the future 

[7] </Toyota 2020, Hydrogen for All/A Fuel for the Future

[8] <Hyundai 2020, Hyundai’s leading Fuel Cell technology,  

Exit mobile version