ما هو فن الروكوكو وكيف انتشر؟

فن الروكوكو ينتمي إلى التصميم الداخلي، والفنون الزخرفية، والرسم، والهندسة المعمارية، والنحت. كانت بداية ظهوره في باريس في أوائل القرن الثامن عشر، ولكن سرعان ما تم تبنيه في جميع أنحاء فرنسا، ولاحقًا في بلدانٍ أخرى، كألمانيا والنمسا بشكلٍ خاص. فما هو فن الروكوكو وكيف انتشر؟

مميزاته وبدايته

يتميز الركوكو بالخفة والأناقة والاستخدام الحافل للأشكال الطبيعية ذات المنحنيات غير المتكافئة في الزخرفة، واستخدامه للألوان الفاتحة، الأبيض العاجي والذهبي، وكثيرًا ما استخدم مصممو الروكوكو المرايا لتعزيز الشعور بالمساحة المفتوحة.

كلمة Rococo في الأصل مشتقة من الكلمة الفرنسية- Rocaille والتي تشير إلى العمل الصخري المغطى بالصدف، والذي استخدم لتزيين الكهوف الاصطناعية والنوافير.

في البداية؛ كان أسلوب الروكوكو يمثل ردة فعل ضد التصميم المدهش لقصر فرساي في عهد لويس الخامس عشر والفن الباروكي الرسمي في عهده.
يرجع الفضل في نشأة هذا الطراز الفريد من نوعه في الرقة والأسلوب المبتكر إلى المصور انطوان واتو، الذي تعد أعماله بمثابة تحول كبير في أسلوب الفن إلى اتجاهه الجديد.

ذروة فن الروكوكو

بلغ فن الروكوكو ذروته بلوحات أبدعها الفنان فرانسوا باوتشر، وانتهت بمشاهد الأنواع المطلية بحرية لجان أونوريه فراجو نارد. حيث اتسم هذا النوع من الفن بأنه ذا طابع دنيوي سقط منه كل إدراك للمقدسات. حلّق فيما وراء الطبيعة؛ بما في ذلك الأساطير القديمة، رغم أن آثاره ظهرت في التصوير والنحت ولكنها اتخذت شكلًا دنيويًا مسرحيًا.

ظهر الأسلوب الجديد بعد أن وصل فن الباروك إلى أقصى درجة ممكنة من الزخرفة خارج العمائر فبدأ ينعكس عليها من الداخل. بذلك بدأ الأسلوب الجديد (الروكوكو) في التزيين، والانتشار. قصد منه تجميل القصور وكان هدفه الأساسي المتعة والترفيه والاستحواذ على استحسان المجتمع الطبقي الجديد. لم يكن فن الروكوكو فن الملوك كما كان فن الباروك، وإنما كان فن الطبقة الأرستقراطية والطبقة الوسطى الكبيرة.

تاريخ انتشار فن الروكوكو

من فرنسا؛ انتشر أسلوب الروكوكو في ثلاثينيات القرن التاسع عشر إلى الأراضي الكاثوليكية الناطقة بالألمانية. حيث تم تكييفه مع نمط رائع من الهندسة المعمارية الدينية التي جمعت الأناقة الفرنسية مع خيال ألمانيا الجنوبية. وكذلك مع اهتمام الباروك المستمر في التأثيرات المكانية والدرامية.

بعض أجمل مباني الروكوكو خارج فرنسا يمكن رؤيتها في ميونيخ- على سبيل المثال Amalienburg (1724-1739) في حديقة Nymphenburg. وأيضًا Residenztheater (1750- 1753) التي أعيد بناؤها بعد الحرب العالمية الثانية من قبل فرانسوا دي كوفيليس.

من بين أفضل كنائس الحج الألمانية هي Vierzehnheiligen (1743- 1772) بالقرب من Lichtenfels في بافاريا. صممها Balthasar Neumann، و Wreskirche التي بدأت عام ( 1745- 1754) بالقرب من ميونيخ والتي بناها Dominikus Zimmermann وزينها شقيقه الأكبر يوهان المعمدان زيمرمان.
كما تم إنشاء العديد من المباني البارزة على ذات الطراز، والتي استفادت من وفرة الجص والديكورات الأخرى.

في إيطاليا؛ تم تركيز أسلوب الروكوكو بشكلٍ أساسي في البندقية. حيث تم تجسيده من خلال اللوحات الزخرفية واسعة النطاق لجيوفاني باتيستا تيبولو. كما تأثرت المشاهد الحضرية لفرانشيسكو جواردي وكاناليتو بالروكوكو.

وفي الوقت نفسه في فرنسا؛ بدأ النمط بالفعل في الخفوت بحلول عام 1750، عندما تعرض لهجوم من النقاد بسبب تفاهته وتجاوزاته. وبحلول الستينيات من القرن التاسع عشر، بدأت الحركة الجديدة الأكثر صرامة في الكلاسيكية الجديدة تحل محل الروكوكو في فرنسا.

الروكوكو في الموسيقى

يستخدم مصطلح الروكوكو في بعض الأحيان للدلالة على الموسيقى الخفيفة والأنيقة والزخرفية للغاية. تم تكوين تلك الدلالة في نهاية فترة الباروك- أي من 1740 إلى 1770. يمكن تسمية الموسيقى السابقة لجوزيف هايدن، والشاب فولف جانج أماديوس موتسارت بالروكوكو. على الرغم من أن عمل هؤلاء الملحنيين ينتمي بشكل أكثر ملاءمة إلى النمط الكلاسيكي الناشئ.

المصادر
britannica
theartstory
wikipedia

هل الخلايا الجذعية معجزة المستقبل؟

هل الخلايا الجذعية معجزة المستقبل؟
كثيرًا ما أثير الجدل عن بحوث الخلايا الجذعية، فكل أسبوع هناك ادعاءات جديدة حول الخلايا الجذعية الجنينية والبالغة.
فما هي الحقيقة؟


لطالما توقع العديد من العلماء حدوث تقدمٍ كبيرٍ في أبحاث الخلايا الجذعية لعلاج الأمراض، وإعادة بناء الأعضاء، ليس هناك شكٌ في أنّ هذه الخلايا ستوفر يومًا ما علاجًا فعالًا، منخفض التكلفة لمرضى السكري وبعض أشكال العمى، النوبات القلبية، السكتة الدماغية، تلف الحبل الشوكي، والعديد من المشاكل الصحية الأخرى.


تاريخ موجز للخلايا الجذعية


لا يبدو أن هناك مكتشفًا واحدًا للخلايا الجذعية؛ تعود الحسابات إلى القرن التاسع عشر وما بعده، ولكن أول إجراء طبي ناجح كان نقل نخاع العظام عام 1939.
أدى التقدم العلمي في علم المناعة إلى مطابقة المانحين في البداية عبر الأشقاء والأقارب المقربين، ثم ازدهرت مطابقة الجهات المانحة غير ذات الصلة في السبعينيات.
في الثمانينيات؛ حدد العلماء الخلايا الجذعية الجنينية في الفئران، مما أدى إلى استنساج النعجة ” دوللي” في عام 1996.
وقد خلق هذا اهتمامًا كبيرًا للتطبيقات البشرية والطبية، كما ولد ردود فعل عنيفة في الولايات المتحدة حيث توقف تمويل البحث والتطوير الفيدرالي بشكلٍ أساسي في عام 2001.
في 2012، تم منح جائزة نوبل لاكتشافٍ مبكرٍ للخلايا الجذعية المستحثۃ متعددة القدرات ( Induced pluripotent stem cells- iPS).
حيث تُعاد خصائص الفاعلية والتجديد الذاتي للخلايا غير الجذعية البالغة، مما يجعلها تتصرف مثل الخلايا الجذعية مرة أخرى.
في العقد بين عامي 2010- 2019، ظهرت الموجة الأولى من الشركات الناشئة للخلايا الجذعية إلى جانب برامج البحث والتطوير في العديد من شركات الأدوية الكبيرة، مما أدى إلى أولى التجارب السريرية البشرية على iPS أو العلاجات الأخرى ذات الصلة.


ما هي الخلايا الجذعية؟


الخلايا الجذعية هي خلايا بدائية نسبيًا، لديها القدرة على الإنقسام بسرعة لإنتاج خلايا أكثر تخصصًا.
الخلايا الجذعية الجنينية لديها القدرة على التمايز بشكلٍ كبير في أنواع الأنسجة التي تنتجها، كما أنها تتكاثر بسرعة، وقد اجتذبت اهتمام الباحثين لعقود.
ومع ذلك؛ من الصعب الحصول على الخلايا الجذعية الجنينية من البشر- فهذا الأمر يتطلب إما خرق القانون في بعض البلدان، أو التقدم للحصول على تراخيص معقدة في بلدان أخرى.
كما أن هناك مشكلة أخرى وهي أنه من الصعب التحكم بالخلايا الجذعية الجنينية، فهي غالبًا ما تكون غير مستقرة، مما يؤدي إلى نتائج غير متوقعة أثناء الإنقسام أو حتى النمو السرطاني.
عادةً ما تؤدي الخلايا الجذعية الجنينية البشرية إلى رد فعل مناعي عند زرعها، مما يعني أن الخلايا المستخدمة في العلاج قد يتم تدميرها بسرعة ما لم تكن محمية- ربما عن طريق إعطاء دواء لتثبيط جهاز المناعة وهذا بحد ذاته ينطوي على مخاطر كثيرة.

مستقبل الخلايا الجذعية البالغة

باختصار؛ تُوقع حدوث تقدم سريع في الخلايا الجذعية البالغة، والعمل البطيء الأقل كثافة مع الخلايا الجذعية الجنينية.
فالعلماء اليوم قادرون على إنتاج مجموعة واسعة من الأنسجة باستخدام الخلايا الجذعية البالغة مع تقدم مذهل في بناء الأنسجة وإصلاحها.
في بعض الحالات، سيتم دمج هذه الخلايا بالفعل في الإصلاحات الجديدة كخلايا متباينه، وفي حالات أخرى؛ ستكون مساعدةً مؤقتة في عمليات الإصلاح الموضعيۃ.
ربما نرى أيضًا بعض المنتجات الطبيۃ الجديدة المثيرة، والتي تَعِد بالعمل بذات الطرق دون الحاجة إلى إزالة خلية جذعية واحدة من الجسم، قد تعمل هذه الأدوية على سبيل المثال؛ على تنشيط خلايا النخاع العظمي وتشجيعها على الهجرة إلى أجزاء من الجسم حيث يلزم إجراء إصلاحات.

لماذا الخلايا الجذعية؟ لماذا الآن؟

كانت الأسباب الرئيسية للوفاة في عام 1900 في معظمها أمراض معدية، في حين أن انتشار معظم الأسباب قد انخفض، فإن أكبر الزيادات تشمل أمراض القلب 40%، والسرطان 300%، صحيح أن هذا يرجع جزئيًا إلى مضاعفة متوسط العمر المتوقع، ونقص الوفاة الناتجة عن أسبابٍ أخرى.
مع ذلك؛ ونظرًا للوقت والموارد قد يعالج الأطباء هذه الأمراض الصعبة.


اليوم؛ ستة من الأسباب السبعة الرئيسية للوفاة هي أمراض غير معدية ( أمراض القلب، السكتة الدماغية، أمراض الرئة، السرطان، مرض الزهايمر، والسكري)، وقد يكون العلاج بالخلايا الجذعية أفضل أملٍ لحل هذه الأمراض في عصرنا وربما يصبح أكثر الإبتكارات الطبية التحويلية في قرنٍ واحد.
تجديد الخلايا البشرية القديمة بتكنولوجيا الخلايا الجذعية
تعمل الخلايا الجذعية في جسمك بجدٍ لاستبدال بشرتك كل أسبوعين، وإنشاء خلايا دم حمراء وبيضاء جديدة وإكمال آلاف المهام الأخرى الضرورية للحياة.


يتفق العلماء عمومًا على أن الخلية الجذعية يجب أن تكون قادرة على القيام بأيّ مما يلي:
التجديد الذاتي( self-renew) ينقسم إلى خلية أخرى، مما يعني عمل نسخة مطابقة من نفسها.
التمايز ( Differentiate) حيث يمكنها التمايز إلى مجموعة متنوعة من أنواع الخلايا الأخرى.
تقترح إحدى نظريات الشيخوخة أنه في العمر ما بين 30- 50 عامًا تصل خلايانا الجذعية إلى نقطة تحول وتبدأ في الانخفاض في العدد والوظيفة، وينتج عن ذلك السمات النموذجية المرتبطة بالشيخوخة.


فوفقًا لدراسة جديدة أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة ستانفورد، توصلوا إلى أن الخلايا البشرية القديمة يمكن أن تصبح أكثر شبابًا وقوة بعد حثها على تعبير- ولفترة وجيزة- مجموعة من البروتينات المشاركة في التطور الجيني والمستخدمة في صنع الخلايا الجذعية المستحثة متعددة القدرات، وقد يكون للنتائج آثار إيجابية على أبحاث الشيخوخة؛ حيث أنه يعيد العديد من السمات الجزيئية للشيخوخة مما يجعل تمييز الخلايا المعالجة عن نظيراتها الأصغر سنًا أمرًا صعبًا.


ووجد الباحثون أيضًا أن الفئران المسنة استعادت قوة الشباب بعد خضوع الخلايا الجذعية العضلية الموجودة لديها لعلاج البروتين المتجدد وزرعها مرة أخرى في أجسامها.


تستخدم البروتينات المعروفة باسم عوامل ياماناكا ( Yamanaka factors) بشكل شائع لتحويل الخلايا البالغة إلى خلايا جذعية مستحثة متعددة القدرات أو كما تسمى خلايا iPS. يمكن أن تصبح هذه الخلايا iPS تقريبًا أي نوع من الخلايا في الجسم بغض النظر عن الخلية التي نشأت منها.


على الرغم من تطور تكنولوجيا الخلايا الجذعية بسرعة كبيرة، حيث يتم نشر أكثر من 2000 ورقة بحثية جديدة حول الخلايا الجذعية الجنينية أو البالغة في مجلات علمية مرموقة كل عام.
كما يتدفق التمويل إلى هذا القطاع من أصحاب رؤوس الأموال والشركات الكبيرة؛ فمن المعروف أن السوق الحالي للعلاجات بالخلايا الجذعية ينمو بنسبة 36% سنويًا؛ ومن خلال كل هذه الموارد والمجاميع المتزايدة من ذوي الخبرة قد يتمكن العلماء والأطباء في العالم من تطوير علم الخلايا الجذعية لعلاج أكثر الأمراض صعوبة في العالم.


إلا أن العديد من الأسئلة لازلت تطرح نفسها باحثة عن إجابة؛ هل ستُوَفَر الخلايا الجذعية؟ وهل يجب أن استثمارهافي شركات التكنولوجيا الحيوية التي تطور تكنولوجيا الخلايا الجذعية؟ ما الذي يتوقعه الأطباء وأخصائيو الرعاية الصحية؛ وما هو تأثير علاج الخلايا الجذعية على صناعة الأدوية، وما هي تكلفتها؟ وأخيرًا؛ ماذا عن الحظر المفروض على أبحاث الخلايا الجذعية الجنينية في العديد من الدول؟

المصادر

m.globalchange

med.stanford.edu

weforum

للمزيد حول الخلايا الجذعية تابع مقال: لماذا لا تتجدد جميع أعضاء الجسم ؟

ما الفرق بين المصطلحات الطبية المختلفة؟

ما الفرق بين المصطلحات الطبية المختلفة؟

هل تساءلت يومًا عن الفرق ما بين المصطلحات الطبية المختلفة؟ هل يختلف معنى المرض عن الاضطراب والمتلازمة أو الحالة؟
غالبًا ما تستخدم هذه المصطلحات بالتبادل- ولكن في الواقع فإن لكل منها معنًى مختلفًا.
بالنسبة للبعض منا فإن وصف المرض وكيف يختلف عن الاضطراب أو المتلازمة أو الحالة يمكن أن يكون صعبًا للغاية.


ما هو المرض- Disease؟

تم نشر أحد التعريفات الأصلية للمرض في المجلة الطبية البريطانية في وقتٍ مبكرٍ من عام 1900؛ يعرف المرض بأنه حالة طبية ناتجة عن استجابة فسيولوجية مرضية للعوامل الخارجية أو الداخلية، مما يؤدي إلى تعطيل الأداء الطبيعي والعمليات الفسيولوجية داخل الجسم.
غالبًا ما يستخدم مصطلح المرض بشكلٍ عام عند الإشارة إلى الحالات التي تؤثر على أنظمة الجسم( مثل- أمراض القلب والأوعية الدموية)، أو جزء من الجسم( مثل- الأمراض التي تصيب القدم).


ينقسم المرض إلى أربع فئاتٍ رئيسية؛

  • مسببة للأمراض- pathogenic disease
  • وراثية- hereditary disease
  • فسيولوجية- physiological disease
  • أمراض النقص- deficiency كأمراض نقص المناعة أو نقص التغذية.

وتصنف الأمراض أيضًا على أنها معدية، أو غير معدية.


الاضطراب- Disorder

هو مصطلح يستخدم بشكل متكرر في الطب للدلالة على اضطراب وظيفي في مقابل التغيير الهيكلي الواضح، لأن الاضطراب مثل الحالة تعتبر محايدة نسبيًا للقيمة عند مقارنتها بالمرض، وغالبًا ما تستخدم بدلًا من المرض خاصًۃ في بدايته وذلك للتقليل من قلق المريض.
فمثلًا؛ الاضطراب الناتج عن أمراض القلب هو عدم انتظام ضربات القلب، وهذا الأخير ليس مرضًا بحد ذاته- إنما اضطرابٌ ناتجٌ عن مرض.
ويمكن تصنيف الاضطرابات إلى:
عقلية، جسدية- بدنية، وراثية، عاطفية، وسلوكية.

المتلازمة- Syndrome

يستخدم هذا المصطلح لوصف مجموعة من الأعراض والعلامات التي قد تميز أو تشير إلى مرضٍ معين.
يعود أصل هذه الكلمة إلى كلمة Sundrome
اليونانية والتي تعني( تزامن).
في بعض الأحيان؛ يطلق هذا المصطلح على مجموعةٍ من الأعراض قبل العثور على الأسباب الفعلية، على سبيل المثال؛ مرض الإيدز أو متلازمة نقص المناعة المكتسبة، الذي يشير إلى مجموعة الأعراض التي تحدث بسبب الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية- HIV.
فعلى الرغم من العثور على السبب إلا أن كلمة متلازمة لا تزال قيد الاستخدام.
يمكن أن تكون المتلازمات وراثية، أو من أسبابٍ غير معروفة.


الحالة- Condition

في بعض الأحيان، يمكن أن تحدث المتلازمة بسبب عدد من الأمراض، أو يمكن أن تكون حالةً طبيةً بحد ذاتها.
تعرف الحالة على أنها حالة صحية غير طبيعية تتداخل مع الأنشطة المعتادة.
يمكن استخدام المصطلح أيضًا للإشارة إلى درجات الصحة، على سبيل المثال، يمكن وصف حالة المريض بأنه بحالة مستقرة، خطيرة، أو حرجة.
في حين أن هذا المصطلح غالبًا ما يستخدم في المناقشات الطبية للإشارة على وجه التحديد إلى وجود علم الأمراض أو المرض.
إذا؛ تشير الحالة ببساطة إلى حالة صحية؛ سواءً كانت جيدةً أو سيئة، قد يتم تصنيف حالةٍ مرضيةٍ أخرى كمرضٍ أو اضطراب- مع ذلك قد يتم استخدام الحالة بدلًا من كليهما عند الرغبة في مصطلح محايد القيمة.


يشير المرض إلى حالة تتميز بضعف وظيفي، وتغيير هيكلي( structural change)، ووجود علامات وأعراض محددة.
وعلى النقيض من ذلك، فإن الاضطراب يشير إلى حالة تتميز بضعف وظيفي دون تغيير هيكلي، وفي حين أن بعض الاضطرابات قد تكون مصحوبة بعلامات وأعراض محددة، فإن وجودها ليس مطلوبا لتسمية الحالة اضطرابا.


يشبه الاضطراب- الحالة في كونهما مصطلحين محايدي القيمة بدلًا من المرض.
كما لا يمكن تسمية أي مرضٍ بالمتلازمة، حيث تعتبر المتلازمة حالةً خاصةً يتم إعطاء هذه الكلمة لمجموعةٍ من الأعراض التي قد تحدث معًا في وقتٍ واحد.

هل يمكن للحرمان من النوم أن يؤدي إلى الوفاة؟

هل يمكن للحرمان من النوم أن يؤدي إلى الوفاة؟

لا شك أنك قرأت العديد من الأخبار، وشاهدت وثائقيات عدة تتحدث عن النوم، وربما تطرقت بعض منها إلى دراسة تأثير قلة النوم على صحة الإنسان.

يقضي البشر ثلث حياتهم نائمين، وقد اعتبر النوم حتى خمسينيات القرن الماضي  جزءاً سلبياً وغير نشط من حياتنا اليومية، لكن اليوم نحن نعلم جيداً أن أدمغتنا تبقى نشطة بشدة حتى ونحن نغط في نوم عميق، كما أنه يؤثر على وظائفنا اليومية، وصحتنا الجسدية والعقلية بطرق عدة بدأنا نفهمها للتو.

إذا ما هو النوم؟

يحمل العديد منا فكرة غامضة عن ماهية النوم، وتحديد هذا الجزء الغامض ليس بالأمر السهل.

لا يمكننا معرفة ما يجري في أدمغتنا أثناء النوم، لأننا ببساطة نكون غير مدركين لما يجري حولنا، وحتى إن حاولنا مراقبة نوم الآخرين فإن الكثير مما يختبرونه من تغيرات في وظائف أدمغتهم، وأجسادهم لا يمكن رؤيته بسهولة من الخارج.

اكتشف علماء النوم هذه التغييرات، وعليه فإن تعريفهم للنوم مرتبط بأنماط مميزة لموجات الدماغ، والوظائف الفسيولوجية الأخرى، فالنوم ليس فقداناً للوعي أو غيبوبة، إنما هو حالة خاصة يمر بها الإنسان وتتم خلالها أنشطة كثيرة.

دورة النوم

مثلما تختلف العديد من الخصائص البشرية من شخص لآخر، تختلف أنماط النوم بشكل كبير إعتماداً على عوامل عدة منها؛ العمر، الحالة الصحية، ماهية عمل الشخص، إلى جانب الكثير من العوامل الأخرى. فاﻹنسان يمر خلال نومه بعدة مراحل ولكل منها دورها.

يكون النوم خفيفاً خلال المرحلة الأولى والثانية؛ وتبداً المرحلتان مع بداية النوم، ثم تبدأ المرحلتان الثالثة والرابعة أو ما يعرف بالنوم العميق،هاتين المرحلتين مهمتين ﻻستعادة الجسم نشاطه وفيهما يتم إفراز العديد من الهرمونات، منها هرمون النمو، والذي يعد مهما لنمو العضلات والعظام، كما أنه مهم في عملية التمثيل الغذائي للدهون، وبالتالي صحة الجسم.

ساعات النوم الصحية

يقدر العلماء ساعات النوم التي يجب علينا الحصول عليها لننعم بصحة جيدة ما بين 6- 8 ساعات يومياً، لكن مع وتيرة الحياة المتسارعة التي نعيشها اليوم، فإننا غالبا ننام ساعات أقل، وهذا قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطرة.

الحياة المتسارعة، الضغوطات، الأجهزة الذكية، كلها أسباب ذكرها الناس في العديد من الدراسات الاستقصائية التي أجراها الباحثون لمعرفة أسباب قلة النوم.

تأثيرات قلة النوم

أظهرت الدراسات أن النوم لساعات كافية يؤثر إيجابا على جهاز المناعة، وخاصة وظيفة الخلايا التائية، وبالتالي فهو يعزز مكافحته للجراثيم كما يحارب نمو الخلايا السرطانية.

كما أثبتت دراسات عدة أن مستوى الإبداع، والقدرة على حل المشكلات، وحتى القدرة على إجتياز الإختبارات له علاقة وطيدة بالنوم، فأولئك الذين لا يحصلون على قدر كاف من النوم يواجهون العديد من المشكلات سواء على المدى القريب أو البعيد.

فقد قدرت المؤسسة الوطنية الأمريكية للنوم ” National sleep foundation” أن أكثر من 60 بليون دولار يتم خسارتها سنوياً في أمريكا بسبب قلة الإنتاجية للعمال الذين يعانون من الحرمان من النوم. تتراوح مخاطر الحرمان من النوم من أعراض بسيطة إلى أعراض خطرة وقد تكون قاتلة.

فمن فقدان التركيز والانتباه، القلق، والمشكلات النفسية المختلفة كالهلوسات، وصولاً إلى أمراض القلب، ارتفاع ضغط الدم، أمراض السكر والسمنة، وحتى الإكتئاب، والموت في حالة الحرمان التام من النوم لفترات طويلة.

في إحدى الدراسات التي أجراها باحثون في شيكاغو عام 1989م، حيث حرمت مجموعة من الفئران من النوم تماماً، بما في ذلك منعهم حتى من أخذ قيلولة؛ لاحظ العلماء بعد مرور 9- 13 يوماً أن جميع الفئران قد ماتت بالرغم من أنهم حرصوا على أن يتناول الفئران طعامهم في الأوقات المحددة، ولم يجدوا فيها أي تشوهات تشريحية، أو أسباب أخرى قد تؤدي إلى الموت سوى حرمانهم التام من النوم والذي ربما أدى إلى فشل تام في وظائف الأعضاء.

لا تزال الأبحاث قائمة من قبل العلماء والباحثين لمعرفة علاقة الحرمان من النوم بالموت، فعلى الرغم من تعدد الدراسات التي تبحث هذا الموضوع، يظل السؤال المهم دون حل؛ لماذا تموت الحيوانات عندما لا تنام؟

أخر الدراسات العلمية

الآن، حدد علماء الأعصاب في كلية الطب بجامعة هارفارد وجود علاقة سببية غير متوقعة بين الحرمان من النوم والوفاة المبكرة.

ففي دراسة عن ذباب الفاكهة المحروم من النوم؛ نشرت في مجلة الخلية- Cell في 4/ يونيو، وجد الباحثون أن الموت يسبقه دائماً تراكم جزيئات معروفة باسم ” أنواع الأكسجين التفاعلية- Reactive oxygen species” في الأمعاء.

عندما أعطيت ذبابة الفاكهة مركبات مضادة للأكسدة عملت على إزالة وتحييد ROS من الأمعاء، ظل الذباب المحروم من النوم نشطاً ولديه عمر طبيعي.

كما أكدت تجارب إضافية على الفئران أن ال ROS تتراكم في الأمعاء عندما يكون النوم غير كاف.

تشير النتائج إلى إمكانية بقاء الحيوانات بالفعل دون نوم في ظروف معينة، وقال العلماء أن هذه النتائج ستفتح سبلاً جديدة لدراسة وفهم العواقب الكاملة لقلة النوم، وقد تفيد يوماً ما في تصميم مناهج لمواجهة آثاره الضارة على البشر.

المصادر

sleepassociation

neurosciencenews

harvard

wikipedia

Exit mobile version