ما هي صناعات المدن الذكية؟

هذه المقالة هي الجزء 8 من 18 في سلسلة كيف ستغير المدن الذكية من شكل عالمنا؟

توفّر «المدن الذكية-smart cities» المستدامة بيئات اقتصاديةً وثقافيةً واجتماعيةً من أجل تحسين نوعية حياة سكانها. وتسعى إلى توفير آلية تلبي متطلبات الجيل الحالي وجيل المستقبل في نفس الوقت. ولتحقيق ذلك لا بد من دراسة نظم وصناعات المدن الذكية مثل النظم البيئية لصناعة المدن الذكية، والحوكمة، والخدمات الذكية.[1]

مفهوم المدن الذكية

تعد المدينة الذكية مفهوم لمدينة المستقبل التي تطبّق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ICT على الخدمات والبنى التحتية والحوكمة في المناطق الحضرية.[2] وتتضمّن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ICT مجموعةً متنوعةً من الأدوات والموارد التقنية، مثل الحواسيب والانترنت والهواتف والبرمجيات المستخدمة لإنشاء أو نقل أو تخزين أو تبادل المعلومات المختلفة.

ولخّص باحثون المدينة الذكية في 4 أبعاد:

  • تمتلك بنيةً تحتيةً شبكيةً تحقّق التنمية الاجتماعية والثقافية.
  • تركّز على التنمية الحضرية التي تقودها الأعمال التجارية والأنشطة الإبداعية.
  • تدمج السكان ورأس المال في التنمية الحضرية.
  • تحافظ على البيئة الطبيعية كعنصر استراتيجي للمستقبل.[3]

بحسب الدراسة، تتشكّل المدن الذكية عند وجود ترابط وتكامل بين المدن التقليدية العادية وأعمال التصنيع المرتبطة بتقانة المعلومات IT مثل أجهزة الاستشعار، وكذلك الخدمات المعرفية مثل خوارزميات المعارف.[4]

أشار بعض الباحثين إلى الجوانب السلبية للمدينة الذكية ومنها: اتساع التفاوت في التكنولوجيا (الفجوة الرقمية)، والاستعمار الإقليمي في العصر الرقمي. كما تضع المدن الذكية أحيانًا الخطط التي تركّز على مصالح الشركات بدلًا من المواطنين.[5][6]

تطوّر الصناعة عبر الزمن

أنتجت الثورتين الصناعيتين الأولى والثانية المحرّكات البخارية والمحرّكات التي تعمل بالاحتراق الداخلي. وأثّر الابتكار التقني حينها على الإنتاج بالجملة والتحضّر والتكتلات الاقتصادية. بعدها طبّقت الثورة الصناعية الثالثة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ICT على التصنيع، وأدّت كذلك إلى ظهور الواقع الافتراضي.[7][8]

الآن تقود الثورة الصناعية الرابعة الاقتصاد العالمي وذلك بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي AI، وانترنت الأشياء IoT. وتسرّع التقارب بين الأعمال والصناعات وتقانة المعلومات IT بهدف خلق نماذج أعمال جديدة لتكوين مجتمع شديد الترابط.[9]

المدن الذكية والثورة الصناعية الرابعة

توفّر المدن الذكية نموذجًا صناعيًا جديدًا يستند إلى التقارب بين البيئة المبنية وICT. وأثّرت في الآونة الأخيرة بشكل كبير على التغييرات التي طرأت على النظام البيئي الصناعي. فظهرت أشكالًا جديدةً من بيئات المعيشة والعمل مقترنةً بالتكنولوجيا التخريبية أو المعطِّلة والصناعات القائمة على المعرفة. وتعد «التكنولوجيا التخريبية-Disruptive technology» ابتكارًا يغيّر الطريقة التي تعمل بها الصناعات أو الشركات أو المستهلكون، حيث تقوم التقنية المعطِّلة بالتخلّص من الأنظمة أو العادات التي تحل محلّها لأنها تمتلك سماتٍ متفوّقةً ومتطورةً أكثر منها.[9][10]

تركّز المدن الذكية على الاستدامة الحضرية بسبب الثورة الصناعية الرابعة، والتغيُّر المناخي، والركود الاقتصادي. إذ ستواجه الدول التي لم تستجب لاحتياجات الثورة الصناعية الرابعة تحديات في التنمية المستدامة.[11][12]

على سبيل المثال؛ أنشأت كوريا الجنوبية مدنًا ذكيةً تعتمد على ICT لتعزيز القدرة التنافسية الوطنية، وتدعيم سلاسل القيم الصناعية وسلاسل الإنتاج عن طريق الاستفادة من النظم البيئية الصناعية المتطورة. [4]

صناعات المدن الذكية

لا توجد تعريفات وتصنيفات واضحة ومحدّدة لصناعات المدن الذكية، بينما تصنّف بشكل متباين اعتمادًا على أهداف البحث والآراء الذاتية للباحثين. بصفة عامة تصنّف صناعات المدن الذكية إلى صناعة تقانة المعلومات IT (مثل الأدوات الدقيقة كأجهزة الاستشعار، والمعدّات الكهربائية والإلكترونية كالحواسيب)، وخدمات تقانة المعلومات (صناعة الاتصالات والبث الإذاعي)، والخدمات المعرفية (مثل الخوارزميات المتخصّصة وتشمل مجالات مثل التمويل والتأمين، والعقارات والتأجير، والخدمات التقنية والعلمية). [4]

دراسات عديدة على صناعات المدن الذكية

هناك نقص في البحوث المتخصّصة بالنظام البيئي الصناعي المتطور داخل المدن الذكية بالرغم من وجود العديد من الدراسات حول المدن الذكية. وصنّفت إحدى الدراسات الصناعات الذكية إلى 15 صناعة بما في ذلك الحياة الشخصية والمعدات والإدارة العامة والخدمات. واستهدفت تلك الدراسة تحليل تأثير تبنّي نظم بناء المدن الذكية على الاقتصاد الكوري.

حلّل الخبراء تأثير التموّج للمدن الكورية Dongtan وHwaseong على الاقتصاد المحلي بمساعدة جداول المدخلات والمخرجات الوطنية الإقليمية. وصنّفوا صناعات المدن الذكية إلى 13 فئة رئيسية، وتتضمّن الحياة الشخصية (كالخدمات الاجتماعية) والصناعة والاقتصاد (كالمعدات الكهربائية والإلكترونية) والإدارة العامة (الكهرباء والغاز وإمدادات المياه) وغيرها من الصناعات.[13] ويعبر «بتأثير التموّج-Ripple effect»، والمقتبس اسمه من التموّجات التي تحدث عند إسقاط شيء ما في الماء، من الانتشار المركزي من الحالة الأولية إلى الخارج تدريجيًا. ويستخدم المصطلح في عدة سياقات من بينها مضاعف الاقتصاد. في حين حلّل باحثون آخرون كيفية تكامل عمل أجهزة الاستشعار المرتبطة بانترنت الأشياء IoT مع صناعات المدن الذكية.[14]

أهمية صناعات المدن الذكية بين الصناعات

من خلال تحليل البيانات المتعلقة بصناعات المدن الذكية في كوريا الجنوبية ومع مرور الوقت، لاحظ الخبراء انخفاض أعداد الصناعات الأولية والثانوية للزراعة والتعدين والتصنيع التقليدي. في المقابل ازدادت صناعات المدن الذكية. وبيّنت النتائج نموًا هائلًا في تصنيع تقانة المعلومات IT. إذ أظهرت نموًا أعلى بنحو 10 مرات من الصناعات ذات النمو الأدنى، وكذلك أعلى بنحو 2.5 من الصناعة التي تظهر ثاني أعلى نمو.

ويشير عدد المسارات في التحليل إلى تعقيد وترابط النظام البيئي لصناعات المدن الذكية. وبرزت خدمات تقانة المعلومات والخدمات المعرفية في جميع المسارات مما يشير إلى أهميتها كصناعات رئيسية. كذلك تدل على أنها تُنشئ سلاسل قيّمة لصناعات جديدة مستحدثة، وتعمل أيضًا كمسرّعات لتطوير صناعات أخرى.

واقع جديد

لا شك في أن واقعنا يتغيّر عبر الزمن، وعلى المدن مواكبة التطورات والثورة الصناعية الحديثة من أجل تحقيق غاياتها المتمثّلة بتحسين الواقع المعيشي لمواطنيها وتحقيق التنمية الشاملة المستدامة. ولأجل ذلك لا بد من أن تربط بين صناعات المدن الذكية وانترنت الأشياء IoT والذكاء الاصطناعي AI.

المصادر

  1. Semanticscholar
  2. ResearchGate
  3. semanticsholar
  4. Journal of Korea planning association
  5. SAGE journals
  6. MIT technology review
  7. Northwestern university
  8. Edisciplinas
  9. ResearchGate
  10. Semanticsholar
  11. Ideas
  12. MDPI
  13. IEEE
  14. IEEE

أوغست كونت .. سيرة ذاتية

ميلاد علم الاجتماع وتطور حركة الفكر

إهتم المفكرون قبل وقت طويل بدراسة المجتمعات التي عاشوا فيها، قبل أن يصبح علم الاجتماع تخصصًا أكاديميًا منفصلا: «أفلاطون- Plato»، «أرسطو-Aristotle»، «كونفوشيوس-Confucius» ، «ابن خلدون-Ibn Khaldun» و «فولتير-Voltaire» كلها جهود مهدت الطريق لعلم الاجتماع الحديث. فمنذ العصور القديمة، كانت العلاقة بين الأفراد والمجتمعات التي ينتمون إليها من أهم الموضوعات التي اشتعلت في رؤوسهم. فقام الفلاسفة القدماء بدراسة العديد من الموضوعات التي تناولها علم الاجتماع الحديث، رغبةً منهم في وصف كيف يكون المجتمع المثالي، بما في ذلك نظريات الصراع الاجتماعي والاقتصاد والتماسك الاجتماعي والقوة. في هذه المقالة أوغست كونت .. سيرة ذاتية سنتناول جهود واحدًا من أهم مؤسسي علم الاجتماع.

في القرن الثالث عشر، اعترف «ما توان لين – Ma Tuan-Lin» وهو مؤرخ صيني، لأول مرة بالديناميكيات الاجتماعية كعنصر أساسي للتطور التاريخي. شهد القرن التالي ظهور المؤرخ الذي يعتبره البعض أول عالم اجتماع في العالم : ابن خلدون. كتب عن العديد من الموضوعات التي  تعتبر محاور أساسية في علم الاجتماع الحديث، إذ وضع أساسًا لكل من علم الاجتماع والاقتصاد الحديث، بما في ذلك نظرية الصراع الاجتماعي ومقارنة الحياة البدوية والمستقرة ووصف للاقتصاد السياسي ودراسة تربط التماسك الاجتماعي للقبيلة بقدرتها على السلطة.

في القرن الثامن عشر، طور فلاسفة عصر التنوير مبادئ عامة يمكن استخدامها لشرح الحياة الاجتماعية. استجاب مفكرون مثل «جون لوك- John Locke» وفولتير و «إيمانويل كانط-Immanuel Kant» و «توماس هوبز-Thomas Hobbes» لما رأوه من علل اجتماعية من خلال الكتابة عن الموضوعات التي كانوا يأملون أن تؤدي إلى الإصلاح الاجتماعي. مثل «ماري وولستونكرافتMary- Wollstonecraft» ، التي كتبت عن ظروف المرأة في المجتمع. تم تجاهل أعمالها منذ فترة طويلة من قبل الهيكل الأكاديمي الذكوري، ولكن منذ 1970s  وقد اعتبر وولستونكرافت على نطاق واسع من أوائل المفكرين النسويين.

شهد أوائل القرن التاسع عشر تغييرات كبيرة مع الثورة الصناعية  وزيادة التنقل  وأنواع جديدة من العمالة. فقد كان أيضًا وقتًا للاضطرابات الاجتماعية والسياسية الكبيرة مع صعود الإمبراطوريات التي عرضت العديد من الناس لأول مرة لمجتمعات وثقافات أخرى غير ثقافاتهم. انتقل الملايين من الناس إلى المدن وتحول الكثير من الناس بعيدًا عن معتقداتهم الدينية التقليدية.

أوغست كونت والد علم الاجتماع

صيغ مصطلح علم الاجتماع لأول مرة في عام 1780 من قبل الكاتب الفرنسي «إيمانويل جوزيف سياس-Emmanuel Joseph» في مخطوطة لم تر النور. وفي عام 1838، اختراع المصطلح ذاته من جديد من قبل أوغست كونت. درس كونت في الأصل ليكون مهندسًا، لكنه أصبح فيما بعد تلميذًا للفيلسوف الاجتماعي «كلود هنري دي روفروي كونت دي سانت سيمون- Henri de Saint-Simon» فكلاهما يعتقد أن علم الاجتماع هو دراسة المجتمع باستخدام نفس الأساليب العلمية المستخدمة في العلوم الطبيعية. كان كونت يأمل في توحيد جميع العلوم تحت علم الاجتماع. وأعرب عن اعتقاده بأن علم الاجتماع يحمل القدرة على تحسين المجتمع وتوجيه النشاط البشري، بما في ذلك العلوم الأخرى. ورأى أنه بمجرد أن يحدد العلماء القوانين التي تحكم المجتمع، يمكن لعلماء الاجتماع معالجة مشاكل مثل سوء التعليم والفقر.[1]

النشأة

طور الفيلسوف الفرنسي أوغست كونت نظامًا للفلسفة الإيجابية. ورأى أن العلم والتاريخ يتوجان في علم جديد للبشرية، والذي أعطى اسم ” علم الاجتماع. أوغست كونت عالم الرياضيات، فيلسوف العلوم، كبير منهج الوضعية, ثم مؤسس ورئيس كهنة كنيسة الإنسانية، ولد في مونبلييه الفرنسية في 17 يناير 1798، تخلى عن الكاثوليكية المتدينة والملكية لعائلته أثناء مراهقته. دخل مدرسة الفنون التطبيقية في عام 1814 وأثبت نفسه عالم رياضيات وتميز بهذا المجال. لكنه طرد عام 1816 لمشاركته في تمرد طلابي. بعد بقائه في باريس، تمكن من إجراء أبحاث هائلة في الرياضيات والعلوم والاقتصاد والتاريخ والفلسفة. نشأ الفيلسوف الفرنسي أوغست كومت في أعقاب الثورة الفرنسية.تلك الفترة التي  شهد فيها المجتمع الأوروبي صراعًا عنيفًا ومشاعر الاغتراب. فلقد تحطمت الثقة في المعتقدات والمؤسسات الراسخة. قضى كومت الكثير من حياته في تطوير فلسفة لنظام اجتماعي جديد وسط كل الفوضى وعدم اليقين.

ميلاد أفكار كونت

رفض كونت الدين و الحكم، بدلا من ذلك ركز على دراسة المجتمع بمذهب أسماه “علم الاجتماع.” فقد قسم الموضوع إلى فئتين: القوى التي تجمع المجتمع معا “الإحصائيات الاجتماعية” وتلك التي تقود التغيير الاجتماعي “الديناميات الاجتماعية”. تلك الأفكار والأساليب العلمية التي تقدمت كثيرًا في هذا المجال. لعل كان أحد أسئلة كونت المركزية هو كيف تتطور المجتمعات وتتغير؟ منها انطلق إلى أفكاره وفلسفته الخاصة، لذا يعتبر كونت أحد مؤسسي علم الاجتماع، كما يُطلق عليه أبو علم الاجتماع

في التاسعة عشر من عمره، التقى كونت هنري دي روفروي، كونت دي سانت سيمون، وباعتباره ابنا بالتبني الروحي، أصبح سكرتيرًا ومتعاونًا مع الرجل الأكبر سنا حتى عام 1824. العلاقة بين سانت سيمون وكونت بدأت تتوتر على نحو متزايد لأسباب نظرية وشخصية حتى تدهورت في النهاية وانفصلا. كان سيمون مفكرًا بديهيًا مهتمًا بالإصلاح الاجتماعي، فكان طوباويًا. في الوقت ذاته كان كونت مفكرًا علميًا، مما يعني اعتماده المراجعة المنهجية لجميع البيانات المتاحة، مع اقتناع بأنه فقط بعد إعادة تنظيم العلم في مجمله يمكن أن يساعد في حل المشاكل الاجتماعية.

أبرز جهود كونت في علم الاجتماع

فلسفة الوضعية

عادة ما تفهم الوضعية كمصطلح على أنها طريقة معينة للتفكير. بالنسبة لكونت، فالوضعية هي عقيدة تنص على أن المعرفة الحقيقية الوحيدة هي المعرفة العلمية، وأن هذه المعرفة لا يمكن أن تأتي إلا من تأكيد إيجابي للنظريات من خلال طريقة علمية صارمة، ورفض كل شكل من أشكال الميتافيزيقيا.

فالمنهجية هي نتاج إعادة تصنيف منهجية للعلوم ومفهوم عام لتطور الإنسان في التاريخ وفقا لقانون المراحل الثلاث. كان كونت مقتنعا بأنه لا يمكن فهم أي بيانات بشكل كاف إلا في السياق التاريخي. الظواهر واضحة فقط من حيث أصلها ووظيفتها وأهميتها في المسار النسبي للتاريخ البشري.

ولكن على عكس هيجل، رأى كونت أنه لا يوجد روح (قوة معنوية)، فوق التاريخ الذي يجسد نفسه من خلال تقلبات الزمن. يمثل كونت النسبية الراديكالية: كل شيء نسبي؛ هناك الشيء المطلق الوحيد.

الوضعية كمبدأ يجعل جميع الأفكار والأنظمة السابقة نتيجة للظروف التاريخية. الوحدة الوحيدة التي يوفرها نظام الوضعية في تحيزه المضاد للفيزيائي الواضح هي النظام المتأصل للفكر البشري. وهكذا يحاول قانون المراحل الثلاث، الذي اكتشفه في وقت مبكر من عام 1820، إظهار أن تاريخ العقل البشري وتطور العلوم يتبعان نمطًا محددًا يوازي نمو المؤسسات الاجتماعية والسياسية.[3]

قانون المراحل الثلاث

 وفقًا لكونت، يرتكز نظام الوضعية على القانون الطبيعي والتاريخي فإن كل فرع من معرفتنا ملزم بالضرورة بالمرور على التوالي في مساره من خلال ثلاث حالات نظرية مختلفة.

فقانون المراحل الثلاث هو فكرة طورها أوغست كونت، وينص على أن المجتمع ككل وكل علم من العلوم يتطور من خلال ثلاث مراحل تصور عقليًا:

(1) المرحلة اللاهوتية أو الوهمية.

(2) المرحلة الميتافيزيقية أو المجردة.

(3) المرحلة العلمية أو الإيجابية. [4]

تمثل هذه المراحل أنواعا مختلفة ومعارضة من التصور البشري. النوع الأكثر بدائية هو التفكير اللاهوتي، الذي يعتمد على”مغالطة التعاطف” لقراءة التجربة الذاتية في عمليات الطبيعة. يتطور المنظور اللاهوتي بشكل جدلي من خلال الشهوة الجنسية والشرك والتوحيد حيث تفهم الأحداث على أنها متحركة بإرادتهم الخاصة أو بإرادة العديد من الآلهة أو مرسوم كائن واحد أعلى. سياسيًا، توفر الدولة اللاهوتية الاستقرار تحت الملوك المشبعين بالحقوق الإلهية والمدعومة بالقوة العسكرية. مع تقدم الحضارة، تبدأ المرحلة الميتافيزيقية كنقد لهذه المفاهيم باسم النظام الجديد. تتحول الكيانات الخارقة تدريجيًا إلى قوى مجردة تمامًا كما يتم تدوين الحقوق السياسية في أنظمة القانون. في المرحلة النهائية من العلم الإيجابي يتم التخلي عن البحث عن المعرفة المطلقة لصالح تحقيق متواضع ولكن دقيق في القوانين النسبية للطبيعة. يتم استبدال الأوامر الاجتماعية المطلقة والإقطاعية تدريجيا عن طريق زيادة التقدم الاجتماعي الذي تحقق من خلال تطبيق المعرفة العلمية.[2]

رؤية كونت في التعامل مع العلوم

من هذا المسح لتطور الإنسانية كان كونت قادرًا على تعميم منهجية إيجابية محددة. مثل «رينيه ديكارت-René Descartes» ، اعترف كونت بوحدة العلوم. ومع ذلك، لم يكن ذلك من طريقة تفكير لا لبس فيها ولكن التطور المتتالي لقدرة الإنسان على التعامل مع تعقيدات التجربة. كل علم يمتلك طريقة محددة للتحقيق. كانت الرياضيات وعلم الفلك العلوم التي طورها رجال مفكرون في وقت مبكر بسبب بساطتها وعموميتها وتجريدها. لكن الملاحظة وتأطير الفرضيات كان لابد من توسيعها من خلال طريقة التجريب من أجل التعامل مع العلوم الفيزيائية للفيزياء والكيمياء والبيولوجيا. مطلوب طريقة مقارنة أيضا لدراسة العلوم الطبيعية والإنسان والمؤسسات الاجتماعية. [5]

حتى تاريخ العلم والمنهجية يدعم قانون المراحل الثلاث من خلال الكشف عن التسلسل الهرمي للعلوم والاتجاه المنهجي من العام إلى الخاص، ومن البساطة إلى التعقيد. يدرس علم الاجتماع مجتمعات معينة بطريقة معقدة لأن الإنسان هو موضوع وبؤرة هذا الانضباط وهذه الدراسة. يمكن للمرء أن ينظر إلى الفئات الاجتماعية من وجهة نظر “الإحصائيات الاجتماعية”، التي تضم عناصر التماسك والنظام مثل الأسرة والمؤسسات، أو من وجهة نظر” الديناميات الاجتماعية ” التي تحلل مرحلة التطور المستمر التي حققها مجتمع معين.

قانون الثلاث مراحل أمام اختبار الزمن

لم تصمد رؤية كونت للعلم الموحد ولا نموذجه المكون من ثلاث مراحل أمام اختبار الزمن. فبدلا من ذلك، يأتي ذكر كونت لإضفاء توجه إيجابي على علم الاجتماع والطلب على الصرامة العلمية. إذ وجهت الدراسات الاجتماعية المبكرة تشبيها من علم الاجتماع إلى العلوم الطبيعية، مثل الفيزياء أو علم الأحياء. جادل العديد من الباحثين أن علم الاجتماع يجب أن تعتمد المنهجية العلمية المستخدمة في العلوم الطبيعية. هذا النهج العلمي، بدعم من أوغست كومت، هو في لُب الوضعية، وهو التوجه المنهجي مع الهدف الذي هو التحقيق العلمي الدقيق والموضوعي والتنبؤ.

منذ القرن التاسع عشر، وُضعت فكرة الوضعية على نطاق واسع. على الرغم من أن الوضعية لديها الآن مجموعة واسعة من المعاني أكثر مما انطوى عليه ما قصده كونت، إلا أن الإيمان بعلم اجتماع صارم علميًا، ففي جوهره نُفذ بالفعل. كما طبق علماء الاجتماع الحديث المنهج العلمي على البحث الاجتماعي في جميع جوانب المجتمع، بما في ذلك الحكومات والتعليم والاقتصاد.

اليوم، يستخدم علماء الاجتماع الذين يتبعون التوجه الإيجابي لكونت مجموعة متنوعة من أساليب البحث العلمي. على عكس علماء الطبيعة، نادرًا ما يجري علماء الاجتماع تجارب، لأن الموارد البحثية المحدودة والمبادئ التوجيهية الأخلاقية تمنع التلاعب التجريبي على نطاق واسع للفئات الاجتماعية. ومع ذلك، في بعض الأحيان علماء الاجتماع قادرون على إجراء التجارب الميدانية. على الرغم من أن الأساليب الكمية، مثل الدراسات الاستقصائية، ترتبط بشكل شائع بالوضعية، فإن أي طريقة، كمية أو نوعية، يمكن استخدامها علميا.

في حين يعتبر نهج كونت اليوم طريقة مبسطة للغاية وغير قائمة على أسس سليمة لفهم التنمية الاجتماعية، إلا أنه يكشف عن رؤى مهمة في تفكيره حول الطريقة التي يوحد بها علم الاجتماع، – كجزء من المرحلة الثالثة – العلوم ويحسن المجتمع.

ستة مجلدات من الفلسفة الإيجابية

في عام 1826، بدأ تقديم سلسلة من المحاضرات نخبة من المفكرين الفرنسيين. ومع ذلك، حوالي ثلث الطريق من خلال سلسلة المحاضرات، عانى من انهيار عصبي. على الرغم من الاستشفاء الدوري على مدى السنوات ال 15 المقبلة، أنتج عمله الرئيسي، دورة ستة مجلدات من الفلسفة الإيجابية. في هذا العمل، جادل كومت بأنه  مثل العالم المادي، يعمل المجتمع بموجب مجموعة قوانينه الخاصة.[6]

لمحة خاصة وبزوغ عقيدته “دين الإنسانية”

عززت جهود كونت دراسة المجتمع وتطوير علم الاجتماع. خلال هذا الوقت ، دعم نفسه بمنصب في مدرسة الفنون التطبيقية، لكنه اشتبك مع المسؤولين وتم فصله في عام 1842. في نفس العام, طلق زوجته, «كارولين ماسين – Caroline Massin» بعد 17 سنوات من الزواج. ومنذ ذلك الحين، اعتمد على الأصدقاء والناس لدعمه.

في عام 1844، ارتبط كونت بـ «كلوتيلد دي فو-Clotilde de Vaux» وهي سيدة متزوجة، وهو أرستقراطي وكاتب فرنسي آنذاك. استمرت علاقتها مع كونت الأفلاطونية. بعد وفاتها وفي عام 1846، كتب كونت نظام الحكم الإيجابي. وصاغ مصطلح “دين الإنسانية”. إذ اقترح كونت نظامًا دينيًا قائمًا على العقل والإنسانية، مؤكدًا أن الأخلاق كحجر الزاوية في التنظيم السياسي البشري. [7]

وفاته

واصل كونت صقل وتعزيز “النظام العالمي الجديد”، في محاولة لتوحيد التاريخ وعلم النفس والاقتصاد من خلال الفهم العلمي للمجتمع. نشر عمله على نطاق واسع من قبل المثقفين الأوروبيين وأثر على تفكير كارل ماركس وجون ستيوارت ميل وجورج إليوت. حتى توفي جراء مضاعفات سرطان المعدة في باريس في 5 سبتمبر 1857.

عُرف أوجست كونت على نطاق واسع كمؤسس علم الاجتماع و “دين الإنسانية”. وقد أثرت مساهمات كونت في تاريخ وفلسفة العلوم بشكل حاسم على المنهجيات الإيجابية. صاغ مصطلح “علم الاجتماع” وأعطاه محتواه الأول، كانت له رؤيته الاجتماعية الخاصة، فاعتقد أن علم الاجتماع يمكن – ويجب – أن يكون انعكاسيًا وموسوعيًا وطوباويًا، فقد نظر في مواضيع مثل الشهوة الجنسية والشرك والمصير والحب والعلاقات بين علم الاجتماع والعلوم واللاهوت والثقافة.

المصادر

[1] cuny

[2] journals

[3] britannica

[4] britannica

[5] stanford

[6] lse

[7] victorianweb

٤ محطات مهمة في تاريخ نظام السلامة والصحة المهنية

٤ محطات مهمة في تاريخ نظام السلامة والصحة المهنية

لم يكن تاريخ نظام السلامة والصحة المهنية مفروشًا بالورود، على العكس تمامًا. تخيل نفسك طفلاً يعيش في عصر الثورة الصناعية. أيقظك أباك في الخامسة فجرًا كي تنزل معه للعمل في المصنع. دورك في المصنع يتلخص في القيام بحركة بسيطة في غرفة المحرك الضيقة، لكنك ستقوم بها طوال اليوم. الرافعة التي تحركها يوميًا تحافظ على سرعة العمل وزيادة الإنتاج، ولم يلجؤوا إليك كطفل إلا لضيق المساحة المطلوب إدخال يدك فيها، فالتروس ستقطع يد الشخص البالغ بسبب حجمها، بينما تنساب ذراعك في خفة يمينًا ويسارًا في أمان خادع. الحقيقة أن ذراعك على بعد خطوة من القطع داخل التروس، لكن لا يوجد قوانين تحميك من التواجد في هذا المكان في ذلك العصر. ولهذا سنتحدث عن تاريخ نظام السلامة والصحة المهنية

مرحلة الثورة الصناعية ببريطانيا

صورة “غداء على قمة ناطحة سحاب” الأيقونية في مانهاتن، نيويورك عام 1932، للمصور الأمريكي “تشارلز إيبيت” على إرتفاع 260 متر.
credit: http://cdn.historydaily.org/content/52330/b8dc6778f5b0763dc4cf3b8df95af767.jpg

دعنا نرجع إلى عام 1760 م، هذا العام المحوري في تاريخ بريطانيا خاصةً، فقبل هذا العام، كان من المعتاد كسب العيش من خلال العمل في الزراعة، أو من خلال العمل اليدوي عن طريق صنع المنتجات اليدوية بالمنازل ثم بيعها. ولكن بعد هذا العام بالتحديد بدأت الثورة الصناعية ببريطانيا، حيث ظهرت الماكينات البخارية.

بدأت بريطانيا باستبدال العمل اليدوي بالماكينات، فتوافد الفلاحون إلى المدن، هاربين من استعباد الإقطاعيين لحياةٍ ظنوا أنها رغدة وبها الحرية والمال. ولكن أدى العدد الهائل من الأشخاص الباحثين عن عمل مع وجود رغبة من أصحاب العمل إلى العمالة الرخيصة كعادة الأمر.

نتيجة لذلك، تدهورت حالة الأجور بشدة أكثر مما كانت، ولم ينتهي الأمر على هذا الحد بل تدهورت مستويات الأمان في المصانع، وزيادة عدد ساعات العمل لتصبح أكثر من 12 ساعة في اليوم [1] [2]، -ولك أن تتخيل أن كل هذا لم يكفي- بل وتم استخدام الأطفال من سن 4 سنوات لصغر حجمهم، فكانوا يستخدمونهم في الدخول إلى المناطق الضيقة الصغيرة بالآلات، والتي لا يستطيع الشخص البالغ بأن يصل إليها. فكان من الطبيعي أن يخسر الكثير منهم أطرافهم، بل وخسارة حياتهم حتى! [2]

أصيبت العديد من الفتيات اللواتي عملن في مصانع الكبريت بمرض “الفك الفوسفي”، تسبب التعرض المباشر للغازات الناتجة عن الفسفور بدون أقنعة لضمور عظام الفك. [3]

كل تلك الحوادث هي أمثلة فقط وليست للحصر، حتى تأخذ فكرةً عن طبيعة الحياة والعمل في هذه الفترة.

“قانون المصنع”، بذرة نظام السلامة وحقوق العاملين

كان الرأي السائد حينها أنه إذا وقعت حادثة وكان المُصاب سببًا فيها فإن صاحب العمل لا يلتزم بأية مسئولية على الإطلاق، وحينما زادت الحوادث بشكل مفزع وأصبح الكل يتحدث عنها وخاصة بعض المُحسنين من أرباب العمل، ظهر أخيرًا شخصٌ يُدعى السير “روبرت بيل” -وهو نفسهُ كان مالكًا لأحد المصانع-.
أنشأ السير “روبرت” قانوناً لحماية صحة العاملين دُعيّ بـ«قانون المصنع»، ثم قدمه إلى البرلمان البريطاني بهدف تحسين وتنظيم ظروف العمل. [1] [2]
نصّ هذا القانون على:

  • وجود نوافذ كافية وفتحة للتهوية، مع تنظيفهم مرتين سنويًا على الأقل بالجير الحي والماء.
  • تحديد ساعات العمل بما لا يزيد عن 12 ساعة في اليوم، مع التوقف عن العمل ليلاً
  • توفير ملابس مناسبة وأماكن نوم لكل عامل (توفير سرير واحد لكل اثنين على الأكثر!).
  • تعليم وإرشاد العاملين على تعلم القراءة، والكتابة، ومبادئ الديانة المسيحية.

وفي حالة مخالفة هذا القانون، كانت تُطبق غرامات تتراوح بين 2 -5 جنيهات إسترلينية. ولكن على الرغم من هذا فشل هذا القانون؛ حيث كان يُسند القضاء والحكم في هذه المحاكمات إلى بعض الزوار/الغرباء عن المنطقة التي بها المحكمة، والذين كانوا بدورهم من أصحاب المصانع في أماكن أخرى، ولذلك لك أن تتخيل الحُكم النهائي![2]

وأيضًا، تم تطبيقه على نطاق محدود للغاية سواء من حيث شدة القوانين وفائدتها الفعلية للعاملين، أو من حيث الأماكن التي طُبق بها. حيث كان يُطبق فقط بمصانع المنسوجات القطنية، إلا أنه قد اعتُبر البداية الفعلية لتنظيم وتقنين نظام السلامة والصحة للعاملين.

“نيكسون” وقانون السلامة والصحة المهنية

والآن فلنترك بريطانيا بثورتها الصناعية، ونذهب سريعًا إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتحديدًا إلى أواخر الستينات.

حيث كانت فترة مضطربة في أمريكا، ظهرت خلالها مخاوف جدية خارج البلاد أو داخلها. فكانت هناك العديد من القضايا التي تطلبت اهتمام البلاد مثل: الحقوق المدنية للمواطنين، حقوق المرأة، البيئة، وخارجيًا كان الاهتمام ينصب على فيتنام.

في الوقت ذاته، كانت الإصابات والأمراض المهنية تتزايد من حيث العدد والخطورة. حيث زادت إصابات الإعاقة بنسبة 20 في المائة خلال العقد، وكان 14000 عامل يموتون أثناء العمل كل عام. [4]

ومثلما ظهر في بريطانيا السير ” روبرت بيل”، ظهر أيضًا في هذا التوقيت في أمريكا عضو مجلس الشيوخ عن ولاية نيو جيرسي السيد “هاريسون ويليامز جونيور”، حيث طالب وضغط من أجل تمرير سريع لتشريعات السلامة والصحة في مكان العمل، وعاونهُ أيضًا من مجلس النواب: النائب السيد “ويليام أ. ستايغر”، حيث نوه أيضًا إلى أن الإصابات/الوفيات الناتجة عن العمل تودي إلى خسارة مليارات الدولارات من حيث الأجور والإنتاج الضائع. [4]

كل هذا شجع الرئيس “ريتشارد نيكسون” إلى توقيع قانون السلامة والصحة المهنية لعام 1970. المعروف أيضًا باسم قانون “ويليامز-ستايغر” تكريمًا للرجلين الذين ضغطا بشدة من أجل إقراره. [4]

أنشأ قانون السلامة والصحة المهنية ثلاث وكالات دائمة:

  • إدارة السلامة والصحة المهنية (OSHA) Occupational Safety and Health Administrationوكانت داخل وزارة العمل لوضع وإنفاذ معايير السلامة والصحة في مكان العمل؛
  • المعهد الوطني للسلامة والصحة المهنية (NIOSH) The National Institute for Occupational Safety and Healthفيما كان يُعرف آنذاك بوزارة الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية لإجراء أبحاث حول السلامة والصحة المهنية؛
  • لجنة مراجعة السلامة والصحة المهنية (OSHRC) Occupational Safety & Health Review Commissionوهي وكالة مستقلة للفصل في إجراءات الإنفاذ التي يطعن فيها أصحاب العمل.
  • وقد كلف قانون الصحة والسلامة المهنية، المعروف في البداية باسم “قانون حقوق السلامة”، إدارة السلامة والصحة المهنية “الأوشا” بضمان ظروف آمنة وصحية للرجال والنساء العاملين.

دور منظمة “الأوشا” في وقتنا الحالي

منذ أيامها الأولى، كانت “الأوشا” وكالة صغيرة ذات مهمة كبيرة، فعندما افتتحت الوكالة أبوابها للعمل في أبريل 1971، غطت إدارة السلامة والصحة المهنية 56 مليون عامل في 3.5 مليون مكان عمل. [4]

أما اليوم، يتطلع 105 مليون عامل من القطاع الخاص وأرباب العمل في 6.9 مليون موقع إلى OSHA للحصول على إرشادات حول قضايا السلامة والصحة في مكان العمل. [4]

في الوقت نفسه، انخفضت الوفيات في أماكن العمل إلى النصف، وانخفضت معدلات الإصابة والأمراض المهنية بنسبة 40٪.[5]

بالإضافة إلى ذلك، يُترجم انخفاض أيام العمل الضائعة وتكاليف تعويض العمال إلى وفورات كبيرة لأصحاب العمل، وتستفيد الشركات أيضًا من معنويات وإنتاجية الموظفين المحسّنة.

وبقدر ما تبدو هذه الإحصائيات مثيرة للإعجاب، إلا أنها لا تنقل بشكل كامل حجم نجاح إدارة السلامة والصحة المهنية (OSHA) خلال الثلاثين عامًا الماضية، حيث أن انخفاض الوفيات والإصابات والأمراض تعني عددًا أقل من الرجال والنساء المصابين أو المعوقين في العمل وعدد أقل من العائلات التي تُحزن على فقدان أحد أحبائها. وهذا يعني عودة المزيد من العمال إلى منازلهم بشكل كامل وبصحة جيدة كل يوم. لا يمكن أن يكون هناك مقياس أفضل للنجاح من هذا.

المصادر

  1. History of OSH
  2. History of OSH by David Eves
  3. The Royal College of Surgeons of England
  4. OSHA
  5. OSHA
Exit mobile version