ما أهمية تعلم الأطفال اللغات؟

بغض النظرعن خططك للمستقبل، التحدث أكثر من لغة واحدة هو دائمًا مهارة مفيدة بشكل كبير. لاسيما مع الأطفال خاصة مع نموهم في سن الطفولة ثم المراهقة، فإن ممارسة مهارات لغوية جديدة توفر لهم فرصة لفهم العالم من منظور جديد بل ومختلف تمامًا، وتشجعهم على تبني عادات جديدة وفروق ثقافية دقيقة. إذن ما أهمية تعلم الأطفال اللغات؟ وما هي أفضل الطرق التي تُمكن الطفل من تعلم لغة جديدة؟ ستجيبك المقالة التالية عن تلك الأسئلة.

ما المقصود بتعلم لغة جديدة؟

يمكن اليمكن الإشارة إلى تعلم لغة جديدة على أنه الدفع بعقلك إلى الإلمام بقواعد نحوية ومفردات جديدة. لاستخدامها في التواصل مع الآخرين، أو التعرف على ثقافة ما. ذلك عن طريق السماح لذاكرتك على التدريب على تذكر الكلمات الجديدة، والقيام بالاتصالات والربط بينها، واستخدامها في المواقف السياقية.[1]

مدى أهمية تعلم اللغات للأطفال

تغذي اللغات شعور الأطفال بالتعاطف والتفاهم تجاه الآخرين في وقت حرج من نموهم، كما تفتح أيضًا مسارات جديدة للنجاح المهني في مكان العمل المعولم. فأيًا كان الوقت، لم يكن من المبكر أبدًا أن نبدأ في تعلم الطفل للغة أخرى جديدة. فهي عملية ممتعة، تعزز النمو الصحي، و لن تتوقف فوائدها المعرفية والاجتماعية العديدة مدى الحياة. تلك هي  بعض الأسباب التي تجعل تعلم اللغة أمرًا يضيف لطفلك في مهارات عديدة، بل وعديدة:[2]

التعلم المبكر أسهل وأسرع ويدوم طويلًا

الأطفال الذين يتعلمون لغة أخرى قبل سن الخامسة يستخدمون نفس الجزء من الدماغ للحصول على تلك اللغة الثانية التي يستخدمونها لتعلم لغتهم الأم. tالمتعلمين الأصغر سنًا لا يعوقهم الخوف من ارتكاب الأخطاء، وهو ما يشكل في بعض الأحيان عقبة أمام المبتدئين الأكبر سنًا. بالإضافة إلى أن طول الوقت الذي يستطيع الطالب تكريسه لتعلم اللغة له علاقة مباشرة وإيجابية بالنمو الإدراكي. كما أن الإستمرارية تيتيح الفرصة للمتعلمين للنمو جنبًا إلى جنب مع اللغة والثقافة الإضافيتين، مما يطوّر صلة أعمق مع نضوجهم.[3]

توسيع الأُفق

تظهر الأبحاث أن تعلم لغة ثانية يعزز مهارات حل المشاكل، والتفكير النقدي، ومهارات الاستماع، بالإضافة إلى تحسين الذاكرة، والتركيز، والقدرة على تعدد المهام. كما يظهر الأطفال الذين يتقنون اللغات الأخرى علامات على تعزيز الإبداع والمرونة العقلية.[3]

تعزيز إنجازهم الأكاديمي

والفوائد الإدراكية لتعلم اللغة لها تأثير مباشر على التحصيل الأكاديمي للطفل. وبالمقارنة مع أولئك الذين لا يملكون لغة إضافية، فإن الأطفال ثنائي اللغة يطورون مهارات أسرع وأفضل للقراءة والكتابة والرياضيات، وهم يحصلون بشكل عام على درجات أعلى في الاختبارات الموحدة.[4]

نمو الحس الفضولي وتكوين شخصياتهم

فقد يُظهرالأطفال الذين يتعرضون مبكرًا للغات أخرى مواقف أكثر إيجابية إزاء الثقافات المرتبطة بتلك اللغات. وتجربة تعلم لغة ما تُفتح عيونهم على العالم بطرق لم يكونوا ليتعرضوا لها إلا بتعلم لغات جديدة. عندما يتعلم الأطفال لغة جديدة، لابد وأن يتعرفو بالعادات والقيم التي تنتمي إلى مجتمع اللغة –وهو مجتمع مختلف- . وهذا ما يشجعهم على التفكير من وجهة نظر جديدة في تحسين الحساسية الثقافية. وفي وقت حرج من نموهم، يتعرض الأطفال لطرق جديدة لرؤية العالم وتقدير من أين يأتي الآخرون مما يؤثر بشكل كبير في تحديد شخصياتهم.[4]

لا تترد في الدفع بطفلك ليتعلم لغة أو اثنتين، بل وثلاثة

خلافًا للاعتقاد السائد، لا يخلط الأطفال الصغاربين اللغات،ولايحدث تشتت بإدخال لغات متعددة في نفس الوقت. لإن اكتساب لغة ثانية في وقت مبكر من الحياة يدفع دماغ الطفل إلى تعلم لغات أخرى متعددة، الأمر الذي يفتح المجال أمام عالم من الفرص في وقت لاحق.

لتعلم أكثر من لغة فوائد صحية

التحدث بلغات متعددة يمكن أن يبطئ الإصابة بالألزهايمر وتأخير الخرف. باستخدام مستقبلات مختلفة، يجد الدماغ طرق جديدة تمامًا لمعالجة المعلومات، وهذا يساعد على حماية وظيفته.[5]

يرتبط تعدد اللغات بارتفاع الدخل

فقد أظهرت عدة دراسات وجود ارتباط بين تعدد اللغات وإمكانات الكسب. وتتسع مجالات وفرص الوظائف المتاحة، لأن هناك فرصًا للعثور على فرص عمل، بل مناصب في بلدان أخرى، كما أن أصحاب العمل يُقدرون هذه المهارات لأنها ترتبط بمهارات اتصال قوية وبعقلية دولية.[6]

تعلم اللغات يوسع النظرة للعالم الخارجي

لكل لغة أسلوبها الخاص، وألفاظها، ومراجعها الثقافية وتراثها. والأطفال الذين يتعرضون لهذه السمات؛ والأفكارالتي تمثلها الللغة، والمفردات الجديدة والتباين النحوي، تطور نفسها وتتسلح بالأدوات اللازمة لفهم العالم بطرق جديدة تمامًا.[4]

كيف يتعلم الأطفال اللغات؟

في مجال الطفولة المبكرة، الصمت ليس من ذهب. فالكلمات المنطوقة هي فرص للتعلم ينبغي أن تحدث طوال اليوم، لا سيما أثناء المحادثات بين الأطفال وبين المعلمين والأطفال

واللغة البشرية طريقة معروفة للتواصل. ولا يوجد شكل آخر من أشكال الاتصال في العالم الطبيعي ينقل الكثير من المعلومات في هذه الفترة الزمنية القصيرة مثلما يفعل التواصل باللغة.

من الملاحظ أنه في غضون ثلاث سنوات قصيرة يمكن للطفل أن يسمع أو يحاكي أو يستكشف أو يمارس، في المجمل هو يتعلم “اللغة”.

ولا توجد شفرة جينية تدفع الطفل إلى التحدث بالإنجليزية أو الإسبانية أو اليابانية. اللغة متعلّمة. نحن وُلدنا ولدينا القدرة على صنع قرابة 40 صوت وعلم الوراثة يسمح لدماغنا بصنع روابط بين الأصوات والأشياء أو الأفعال أو الأفكار…، ويسمح الجمع بين هذه القدرات بإنشاء لغة. فالأصوات أصبح لها معنى.

اكتساب اللغة هو نتاج تعلم نشط ومتكرر ومعقد. ويتعلم دماغ الطفل ويتغير أثناء اكتساب اللغة في السنوات الست الأولى من حياته أكثر من أي قدرة إدراكية أخرى يعمل على اكتسابها. وكما ذكرنا سابقًا يمكن أن تكون عملية التعلم هذه أسهل للأطفال عن الكبار خاصةً عندما يكون الكبار مشاركين نشطين.

وتطوير اللغة نفسها عملية مذهلة. ومن المثير للاهتمام أن جميع الأطفال، بغض النظر عن اللغة التي يتحدث بها آباؤهم، يتعلمون اللغة بنفس الطريقة، فتؤثرعوامل مختلفة كثيرة على الوقت الذي تستغرقه تلك العملية.[7]

وهناك ثلاث مراحل من تطور اللغات تحدث في نمط مألوف. لذا، عندما يتعلم الأطفال التحدث أو الفهم والتواصل، فإنهم يتابعون سلسلة متوقعة من المعالم عندما يبدأون في إتقان لغتهم الأصلية.

المرحلة الأولى: تعلم الأصوات

عندما يولد الأطفال، يمكنهم سماع وتمييز جميع الأصوات في جميع اللغات في العالم. حوالي 150 صوت في حوالي 6500 لغة، رغم أنه لا توجد لغة تستخدم كل تلك الأصوات التي تسمى “الصوتيات”. فالإنجليزية مثلًا لديها حوالي 44.2 صوت، وهناك بعض اللغات تستخدم أكثر والبعض يستخدم أقل.

 وفي هذه المرحلة يتعلم الأطفال (تُنتقى) الأصوات التى تُستخدم في اللغة التى ينتمي إليها الطفل.

أفضل طريقة لتعزيز تطوير اللغة للأطفال ببساطة هي التحدث مع طفلك. ويتعلم الأطفال من خلال الاستماع إلى العالم من حولهم، لذا، فكلما زادت اللغة التي يتعرضون لها كلما كانت فرصة التعلم أفضل. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك إسقاط الكلمات على أفعالهم. التحدث معهم والدفع بهم في محادثات. ومع ذلك، فمجرد التحدث معهم باهتمام يكفي لكي يلتقطوا اللغة.

وعلى الرغم من أن جميع الأطفال يتعلمون في المراحل الأساسية المعروفة، فإن اللغة تتطور بمعدلات مختلفة بين الأطفال.

حديثي الولادة: عندما يولد الأطفال، يمكنهم بالفعل الاستجابة لإيقاع اللغة. يمكنهم التعرف على الوتيرة التى يتحدث بها الشخص، وإيقاع الكلام.

في عُمر 4 أشهر، يمكن للأطفال أن يميزوا بين الأصوات اللغوية والضوضاء الأخرى. على سبيل المثال، يعرفون الفرق بين الكلمة المنطوقة والتصفيق.

بحلول 6 أشهر، يبدأ الأطفال في الثرثرة وهذه هي أول علامة على أن الطفل يتعلم لغة. الأطفال الآن قادرون على صنع كل الأصوات بكل لغات العالم، وبحلول السنة، ستُنتقى الأصوات لتُمارس الأصوات التى تنتمي للغة التى يُراد للطفل أن يتعلمها، وتضمر تلك التي ليست جزءًا من اللغة التي يتعلمها.

 المرحلة الثانية: تعلم الكلمات

في هذه المرحلة ، يتعلم الأطفال كيفية خلق المعنى من أصوات اللغة.

خطوة هامة لأن كل ما نقوله هو حقًا مجرد سلسلة من الأصوات. لجعل هذه الأصوات منطقية، يجب أن يكون الطفل قادرًا على التعرف على حيث تنتهي كلمة واحدة وتبدأ أخرى. العملية التي تُسمى “حدود الكلمات”

في كثير من الأحيان يمكن مساعدة طفلك على بناء مهاراتهم اللغوية عن طريق القراءة لهم. وبطبيعة الحال، يستمر الأطفال في إجراء محادثات مركزة على الأطفال معهم كما أظهرت الدراسات أن الأطفال يتعلمون اللغة على أفضل وجه في السياق الاجتماعي. وهناك طريقة أخرى لتشجيع مهاراتهم في مجال التواصل والمهارات الاجتماعية تتلخص في تقليد أصواتهم (مثل ثرثرتهم) وقولها لهم مرة أخرى. ومن بين هذه الطرق: يمكنك أيضًا أن تعكس تعابير وجوههم وتصف أفعالهم فضلًا عن سرد ما يحدث حولهم.

مع تطور طفلك خلال النصف الثاني من عامهم الأول وحتى مرحلة البلوغ، فإن قدرتهم على إصدار الأصوات والرد على المحادثات تستمر في التحسن.

في عمر 8 أشهر: وعلى الرغم من أنهم يعترفون بهذه المجموعات الصوتية على أنها كلمات، فإنهم ما زالوا يتعلمون معنى هذه الكلمات. ومن الأرجح أن يفهم الأطفال في هذه السن معنى الكلمات المتصلة بتجاربهم اليومية ، ولا سيما الكلمات الخاصة بالغذاء واللعب.

في عمر 12 شهرًا، عند هذه النقطة الأطفال قادرون على ربط المعاني بالكلمات. بمجرد أن يتمكنوا من فعل ذلك،  يمكنهم البدء في بناء مفردات. كما يبدأون بتقليد كلمات جديدة يسمعونها.

  وفي عُمر 18 شهرًا: يمكن للأطفال معرفة كيفية استخدام الكلمات التي يتعلمونها من أجل التواصل. وفي هذه المرحلة من تطور اللغة، يتمكن الأطفال من إدراك الفرق بين الأسماء والأفعال. (على الأرجح أغلب الكلمات المُتعلمة هي أسماء وليست أفعال)

المرحلة الثالثة: تعلم الجُمل

وخلال هذه المرحلة، يتعلم الأطفال كيفية خلق الجمل. مما يعني أنها يمكن أن تضع الكلمات في الترتيب الصحيح. كما يتعلم الأطفال الفرق بين الصحة النحوية والمعنى. ولتعزيز تطوير اللغة خلال هذه المرحلة نموذج عادات الكلام الجيدة والتواصل السليم من خلال التحدث بوضوح، والنظر إليهم أثناء التحدث في العين، وعدم الانقطاع، وإعطائهم فرصة للحديث. يمكنك أيضا أن تضيف إلى ما يقولون لإعطائهم فكرة إضافية أكثر تعقيدًا للتعبيرعن أفكارهم وطلباتهم. اسأل طفلك الكثير من الأسئلة وشجع أسئلتهم أيضًا على مواصلة الحوار.

في عمر 24 شهرًا: يبدأ الأطفال بالتحدث مُستخدمين أكثر من إسم وفعل ويكتسبون فهماً لهيكل الجملة الأساسي. كما يستطيعون تمييز الترتيب الصحيح للكلمات في جملة ويمكنهم خلق جمل بسيطة.

بعد 3 سنوات: ومع نموهم، يستمر الأطفال في توسيع مفرداتهم وتطوير لغة أكثر تعقيدًا. ويظل استخدامهم للغة لا يشبه تمامًا لغة البالغين حتى سن الحادية عشرة تقريبًا.[7]

ماذا عليك فعله كأحد الوالدين لتساعد طفلك على تعلم لغة جديدة؟

اخلق مسارًا من المحادثات المستمرة بينكم أو مع رفاقهم. التحدث مع الأطفال وتشجيعهم على إجراء محادثات مع بعضهم البعض. عدة مرات خلال اليوم، مساعدة الأطفال على ممارسة “المناقشة” حول مواضيع مختلفة، يمكنك مشاركة رفاقهم المحادثة. المواضيع تكون بسيطة، قد تشمل ما فعلوا خلال عطلة نهاية الأسبوع، رأيهم حول قصة، شخصيات مؤثرة في كتاب قرأته لهم للتو، أو شاهدوها في فيلم قصير.

استخدم الكلمات حسب الموضوع. استخدم ألعاب الكلمات لمساعدة الأطفال على تعلم القافية، وفهم المعارضات، وإيجاد أكبر عدد ممكن من الكلمات لوصف كائن ما، وتعلم أسماء الأشياء الجديدة. يمكنك جعل هذا أكثر إثارة عن طريق اختيار موضوع لتوجيه هذا.

إشراك الأطفال في تمارين الاستماع. وكثيرًا ما ننسى أن اللغة متقبلة ومعبرة على حد سواء. تأكد من أن الأطفال لا مجرد مقلدين للكلمات، بل يتعلمون مما يقولون. ومن الضروري أن يستمع الأطفال إلى ما يسمعونه ويتلقونه بدقة وأن يعالجونه بفعالية.

مارسوا تدريبات حيث يُطلب من الأطفال إعادة ما سمعوك تقوله، من المتوقع أنه في كثير من الأحيان إ قد تكون تفسيراتهم متنوعة وغير دقيقة كل مرة.

ما هي بعض وسائل تعلم اللغة؟

التعلم من خلال القصائد

من المفيد تعلم النصوص باللغات الأجنبية عن ظهر قلب لأنها تساعد على تنشيط المفردات والنصوص في الوقت الذي تحسن فيه نطق هذه المفردات. الكثير من الأطفال يميلون لتعلم الأغاني، القصائد، وحتى الأمثال. جميعها تلعب دورًا كبيرًا في تطوير الطلاقة اللغوية..

مع الشعر والقافية، يستقبل دماغنا تلقائيًا إشارة أن بنية النص مهمة، مما يجعلنا نتذكرها. الشعر هو أيضًا أكثر تعبيرًا وإبداعًا وعاطفية من النثر، ويساعد أيضًا ذاكرتنا.

عندما تختار القصائد والقوافي لتساعدك على تعليم طفلك لغة ما، تذكر أنها يجب أن تراعي أن:

الأطفال لديهم اهتمام قصير الأمد وغالبًا ما يكافحون من أجل الحفاظ على التركيز.

الأطفال أكثر عرضة لتذكر القافية أو القصيدة أو القصة إذا فهموا معناها.

لا تتضمن القصيدة سوى قواعد قواعد مألوفة: لأن القواعد المجهولة يمكن أن تكون مربكة ومخيفة للأطفال

تحتوي  القصيدة على كلمات مألوفة في معظمها: لأن الكلمات الجديدة والصعبة من المرجح أن تُصرف الانتباه عن التعلم.

التعلم من خلال الأغاني

والأسهل من تعلم اللغة من خلال الشِعر والقوافي هو اللتعلم من خلال الأغاني، ويرجع هذا إلى أن الموسيقى، وفقاً للعلم، تساعدنا على تذكر الأشياء بشكل أفضل من خلال تقطيع المعلومات، إذ نقوم بتجميع أجزاء فردية من المعلومات معًا إلى وحدات أكبر حجمًا. ذاكرتنا قصيرة المدى يمكن أن تحمل فقط حوالي 7 وحدات من المعلومات في كل مرة، والموسيقى تسمح لنا بقطع كلمات معا من خلال ربط الكلمات والعبارات في أغنية، مما يجعل من الأرجح أننا سوف نتذكر الأغنية عن طريق القطع التي تحملها.

ومن الأفضل تعليم أطفالك الأغاني عن طريق مرافقتهم بالحركات لأن الأطفال يحبون التنقل والرقص. فالنشاط الممتع يساعد الأطفال على تعلم لغة، وهم أكثر عرضة لتذكرها إذا تعلموها بينما يستمتعون بأنفسهم.

تعلم اللغة من خلال الأنشطة

التعلم عن طريق الألعاب

ينصح علماء النفس من جميع أنحاء العالم بتعليم الأطفال أي شيء بطريقة مبهجة لأن اللعب يساعد على تغذية الخيال ويعطي الطفل إحساسًا بالمغامرة. اللعب هو في الواقع أفضل طريقة لتعلم لغة للأطفال الصغار، وفقًا للخبراء. ومن خلاله، يمكنهم تعلم المهارات الأساسية مثل حل المشاكل، والعمل مع الآخرين والمشاركة لاسيما المهارات اللغوية.

إذا قررت تعليم ابنك لغة من خلال اللعب، احرص على الاستعانة بالألعاب القصيرة، دائمًا تذكر أن طول انتباه الطفل قصير. فلا تزيد مدة اللعب مع الأطفال أكثر من 30 دقيقة أو ساعة على أقصى تقدير.

التعلم من خلال جمع الأشياء

يمكن استغلال حُب الأطفال لجمع الأشياء في تعلم لغة جديدة، على سبيل المثال، الزهور، أو الأوراق بالخارج! هذا لأنه يسمح لهم بقضاء وقت خارج الطبيعة بينما يعبرون عن فرديتهم من خلال اهتمامهم الخاص والعثور على الأشياء التي يمكنهم تقديمها للآخرين. فكرة عظيمة لتعلم اللغة هي أن تطلب من طفلك جمع بعض الأشياء التي يحبونها ، لتنظيم معرض صغير، وكتابة عنوان لكل معرض بلغة أخرى.

الأفكار الابتكارية

نشاط آخر يحبه الأطفال هو الأعمال اليدوية الابتكارية، فالأطفال يحبون قضاء الوقت مع والديهم حينما يصنعون شيئًا. وتساعد الأنشطة التي تسلط الضوء على مهارات الأطفال على تطوير إبداعهم،

فمثلًا، إنشاء بطاقات المعايدة باللغة المطلوب تعلمها، طهي وجبة جديدة مع الطفل مع التركيز على تعلم أسماء محتوايتها باللغة المستهدفة، صنع أشكالًا للحيوانات والنباتات لتعلم أسمائها باللغة الجديدة، وهكذا…

المصادر

[1]middlebury

[2]cambridgeenglish

[3]opentextbc

[4]uchicago

[5]mayoclinic

[6]ncbi

[7]verywellfamily

الواقع الافتراضي في التعليم

هذه المقالة هي الجزء 5 من 9 في سلسلة ما هو الواقع الافتراضي وكيف سيشكل مستقبلنا؟

يعد مجال التعليم من أهم المجالات التي تأثرت بالتطور الرقمي، فعاصرنا انتقال التعليم من الكتب المطبوعة إلى الكتب والنصوص الرقمية. وبعد جائحة الكورونا لجأ العالم إلى التعليم عن بعد باستخدام تقنيات الفيديو. والآن يدخل الواقع الافتراضي في هذا المجال لدفعه خطوة جديدة إلى الأمام.

التعليم التقليدي والتعليم باستخدام الواقع الافتراضي

في دراسة أجرتها «جامعة وارويك -University of Warwick » وجِد أن الطلاب الذين استخدموا الواقع الافتراضي في التعلّم كانوا أكثر قدرة على تذكر المعلومات المشروحة لهم. بالإضافة لانطباعهم الإيجابي مقارنة بطرق التعليم التقليدية.[1]

إيجابيات استخدام الواقع الافتراضي في التعليم

يضيف استخدام الواقع الافتراضي العديد من الإيجابيات على أسلوب التعليم وأهمها:

1- التعلّم بالتجربة

توجد العديد من التجارب التي يصعب على الطلاب إجراءها بسبب نقص المعدات أو عدم القدرة على توفير الموارد. لذلك يتيح الواقع الافتراضي إجراء التجربة في بيئة افتراضية توفر جميع اللوازم لأداء التجربة لجميع الطلاب.

2- التطوير الإبداعي

بسبب درجة الحرية الكبيرة التي يوفرّها الواقع الافتراضي فإنه يعطي مجال واسع للطلاب بتطوير الجانب الإبداعي لهم. مثلًا يمكن للطالب أن يقوم بتجارب قد يكون من الصعب إجراءها في الواقع لقلة التجهيزات أو سعر المواد المرتفع. أيضًا يعطي الطالب المزيد من الوقت لإجراء التجارب، مما ينعكس إيجابيا على تفكيره وعلى تجاربه.

3- التعليم المرئي

يستطيع المعلّم شرح العديد من الأفكار بطريقة أفضل وأجمل عن طريق إضافة المؤثرات البصرية التي تساعد على ذلك. فمثلًا يستطيع إضافة ألوان تشد الطالب عند شرح فكرة مهمة.

4-المرونة

تعطي مرونة للمعلم بحيث يمكنه إعداد البيئة الافتراضية بما يتناسب مع طبيعة المحاضرة وهذا يوفر سهولة كبيرة في إيصال الفكرة للطلاب.

المواد الدراسية الأكثر استفادة من استخدام الواقع الافتراضي

1- الجغرافيا

على عكس الطريقة التقليدية في تعليم الجغرافيا فإن استخدم الواقع الافتراضي في تعليمها يتيح للطلاب استكشاف وسبر المناطق المختلفة حول العالم، مما يعزز المعلومة ويثبتها في ذهن الطالب بطريقة ممتعة وجميلة. مثلًا يمكن للطالب الذي يعيش في بيئة صحراوية أن يستكشف غابات الأمازون الاستوائية وأن يتفاعل مع عناصرها بشكل كامل.

2- التاريخ

يمكّن الواقع الافتراضي الطلاب من عيش الوقائع التاريخية من جديد والتفاعل معها، كما يمكنهم من استكشاف المدن القديمة للحضارات المندثرة بدلًا من الاكتفاء بالقراءة عنها، الأمر الذي يعزز الفكرة ويثبتها في ذهنه أيضا. مثلًا يمكن للطالب أن يتجول في مدينة بابل القديمة وأن يتجول ضمن أسواقها ويرى حدائقها المعلقة.

3- العلوم

يعد هذا المجال من أهم المجالات التي يخدمها استخدام الواقع الافتراضي، وخصوصا علم الأحياء والكيمياء، ففي علم الأحياء يمكن للطلاب رؤية طبيعة حياة الحيوانات البرية المختلفة عن كثب، كما يمكنهم رؤية دورة حياة الخلية وكيف تعمل أيضًا. في مجال الكيمياء يمكن للطالب إجراء تجارب وتفاعلات كيميائية بحيث يحقق عامل الأمان من جهة، ومن جهة أخرى يوفر مبالغ كبيرة لتوفير المواد الكيميائية المستهلكة عند كل تجربة.

4- التعليم المهني

يساعد تطبيق الواقع الافتراضي في هذا المجال على توفير الكثير من النفقات فمثلًا يمكن الاستغناء عن الرحلات التعليمية إلى المعامل، أو توفير نفقات شراء المحركات أو القطع الإلكترونية، وبدلًا من ذلك يمكن لكل طالب التعامل مع ها بشكل تفاعلي عن طريق الواقع الافتراضي.[2]

تطبيقات الواقع الافتراضي في التعليم

1- « برنامج بعثة غوغل الرائد –Google Expedition Pioneer Program»

يعمل فريق غوغل على تطوير غرفة دراسية تفاعلية تمكن الطلاب من استخدام الواقع الافتراضي بالإضافة إلى الواقع المعزز، للذهاب برحلات تعليمية افتراضية. يتيح هذا التطبيق رؤية 360 درجة للعالم الافتراضي باستخدام نظارات غوغل. يتيح هذا البرنامج أيضا تدريب المعلمين على استخدام الواقع الافتراضي في التعليم وهو مجاني بالكامل. يمكن زيارة الموقع من هنا.

2- « NearPod»

يقدم هذا التطبيق خدمات تعليمية تستخدم الواقع الافتراضي والواقع المعزز بشكل مدمج ويقوم بتوفير رحلات تعليمية افتراضية إلى مواقع ومعالم تاريخية قديمة، بالإضافة إلى مواد تدريسية تخص المراحل من مرحلة رياض الأطفال وحتى مرحلة الثالث الثانوي. هذا التطبيق متكامل مع الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية وأجهزة الواقع الافتراضي، يمكن زيارة الموقع من هنا.

3-« Sesqui VR»

يتيح هذا التطبيق بيئة افتراضية تعرض الفنون والابتكارات الكندية، يتضمن تجربة تفاعلية كاملة، بالإضافة إلى قصص تروى للمستخدم أثناء استكشاف البيئة الافتراضية.، يمكن زيارة الموقع من هنا .


4- « ThingLink»

هي مجموعة دروس إضافية مصممة لطلاب المرحلة الابتدائية تغطي العديد من المحاور كالفن واللغات والجغرافيا، ويتيح التطبيق للطلاب السفر عبر بلدان ومناطق العالم. وتعلم شيء من كل بلد[3]، يمكن زيارة الموقع من هنا.

مع تسارع التطور في مجال الواقع الافتراضي ودخوله في مختلف مجالات الحياة ومع زيادة الاعتماد على التعلًم عن بعد، فإن التطلعات إلى نظام تعليم متكامل يعتمد على الواقع الافتراضي بحيث يوفر حرية كبيرة في هذا المجال ويسمح بتجاوز العقبات.

المصادر
LSU Online & Continuing Education-[1]
Future Learn-[2]
University Of Toronto -[3]

كيف تستخدم “هاري بوتر” لتعليم أطفالك علم الوراثة؟

نعلم جميعًا أن العلم معقد ومليء بالكلمات الكبيرة والأفكار الصعبة. لكنها أيضًا أفضل أداة لدينا لفهم وتطوير العالم من حولنا، لذلك من الضروري إثارة اهتمام الأطفال بالعلم منذ صغرهم. لمساعدتك في ذلك، يشاركك أحد الباحثين نصيحةً احترافيةً لجعل الأطفال يفهمون علم الوراثة – وهو أحد أكثر المجالات صعوبةً ولكن بنفس الوقت من أكثرها ارتباطًا بالحياة. “ما هي النصيحة”؟ تحدث معهم عن هاري بوتر!

جديًا، إذ تمتاز هذه السلسلة (للكاتبة ج. ك. رولينغ) ليس فقط بكونها مشهورةً على نطاقٍ واسع، بل اتضح أنها أيضًا نقطة نقاش رائعة لبعض الأفكار المعقدة في علم الوراثة الحديث، وفقًا لجون روبرتس، مستشار وراثي في ​​معهد «Wellcome Trust Sanger Institute» و «كلية الملك في لندن-King’s College London» في المملكة المتحدة. يوضح روبرتس في مدونة GenomEthics قائلًا:

“بصفتي مستشارًا وراثيًا، كان أحد أصعب الأسئلة التي واجهتها في العيادة من والدين يسألان: ” كيف نتحدث عن الحالة المتوارثة في عائلتنا مع أطفالنا؟”

نصيحته موجهة إلى آباء الأطفال المصابين بأمراض وراثية، والذين يواجهون صعوبةً في مناقشة هذه المواضيع المخيفة مع أطفالهم. ولكنها أيضًا نصيةٌ ذهبيةٌ لأي شخص يسعى إلى جذب اهتمام الأطفال بالعلوم. إذًا كيف يمكن لمحادثة حول الكوديتش و فولدمورت أن تتحول إلى درس عن الحمض النووي؟ يركز روبرتس في المدونة على موضوعين مهمين: الإرث و “الشعور بالاختلاف”. قد يبدو كل من هذين الموضوعين بسيطًا بالنسبة لنا، ولكن قد يكون من الصعب على الطفل فهمه دون علمٍ مسبقٍ للجينومات أو الكروموسومات أو السمات المرتبطة بالكروموسوم X.

لحسن الحظ، تمتلئ كتب هاري بوتر بأمثلة على الميراث يمكنك التحدث عنها مع طفلك. على سبيل المثال، في عالم هاري بوتر، من المرجح أن يكون للوالدين الساحرين أطفالٌ ساحرون. ولكن هذا ليس هو الحال دائمًا، إذ أنه يمكن للقدرات السحرية الظهور عند الأطفال دون وجودها لدى أي من الوالدين، وهذا يصلح مثالًا للصفات المتنحية كما في مرض «التليف الكيسي-cystic fibrosis». نرى هذا مع هيرميون وهي ذات أبوين ليسا من السحرة. هناك أمثلة أخرى على الميراث في الكتب. هاجريد يمتاز بحجمه الكبير جدًا لأن والدته كانت من العمالقة. ونسمع كثيرًا أن هاري بوتر يشبه والده تمامًا، باستثناء عينيه اللتان ورثهما عن والدته.

وعندما يتعلق الأمر بمعاني تلك السمات الموروثة، فإن الكتب رائعة لأنها مليئة بالأمثلة الإيجابية لأشخاص “غير طبيعيين”. واحدٌ من تحديات الصفات الجينية هو أنها يمكن أن تجعل الشخص يشعر بأنه مختلف. واللغة الطبية ليست مفيدةً دائمًا في نقاش هذا الموضوع مع الأطفال. نحن هنا نتحدث عن ’الطفرات’ ونحاول معرفة ما إذا كانت المتغيرات الجينية مسببة للأمراض أم لا. هناك طريقة أخرى لصياغة الحديث بدون استخدام كل هذه المصطلحات الطبية، كما يقترح روبرتس، وهي التحدث عن اختلاف هاري عن بقية أصدقائه، وكيف أن ندبته أخذت شكل البرق والذي يعتبر علامة جسدية للألم الداخلي. أو العنصرية ضد لوبين لأنه مستذئب، رغم أنه يبدو مثل أي شخصٍ آخر في معظم الأوقات. كل من هاتين الشخصيتين (هاري ولوبين) لديهما صراعاتهما الخاصة – لكنهما محبوبان فضلًا عن كونهما من أبطال القصة.

بالطبع أن محادثة عن الصفات الوراثية في قصة هاري بوتر لن تحول ابنك إلى عالم وراثة بين عشية وضحاها! لكنها طريقة فعالة جدًا لإلهام جيل جديد والتحدث عن العلوم مع الأبناء في سنٍ مبكرة – سواء كان ذلك يؤثر عليهم بشكلٍ مباشرٍ أم لا.

لكن ماذا لو أن أطفال المستقبل لن يحبو قصص ج. ك. رولينغ؟ يجيب روبرتس:يمكن للآباء الارتجال.

لقد استخدمت هاري بوتر كمثال، من ناحية لأنه مصدر غني لشخصيات وصور قوية، ومن ناحيةٍ أخرى لأنه مشهورٌ ومن المرجح أن يجذب شغف الأطفال للحديث عنه. أعتقد أن السماح للأطفال بإبداء آرائهم وأفكارهم وإظهار الاحترام لها سيساعد بسير المحادثة وتسهيل التواصل.

المصادر:   Science Alert
GenomeEthics Blog
National Library of Medicine
إقرأ أيضًا: لماذا يصعب علينا الانقطاع عن قراءة “هاري بوتر”؟

نوبل الاقتصاد 2019 من أجل فقراء العالم، ما هي أفضل طرق الحد من الفقر العالمي؟

نوبل الاقتصاد 2019 من أجل فقراء العالم، ما هي أفضل طرق الحد من الفقر العالمي؟

وكيف وضع الفائزون الثلاثة نوبل الاقتصاد 2019 أُساس الإجابة على هذا السؤال شديد الأهمية للإنسانية؟

على مدى العقدين الماضيين تحسنت مستويات المعيشة بشكل ملحوظ في كل مكان في العالم تقريبًا وتضاعف الرفاه الاقتصادي (الذي يقاس بإجمالي الناتج المحلي للفرد-GDP) في أفقر البلدان بين عامي 1995 و 2018، وانخفض معدل وفيات الأطفال إلى النصف مقارنة بعام 1995، وارتفعت نسبة الأطفال الملتحقين بالمدارس من 56 إلى 80 في المائة.

المشكلة

رغم هذه التحسينات الدراماتيكية التي حدثت في حياتنا إلا أن إحدى أكثر القضايا الإنسانية إلحاحاً هي الحد من الفقر العالمي بجميع أشكاله؛ فلا يزال أكثر من 700 مليون شخص يعيشون تحت خط الفقر.

ولا يزال خمسة مليون طفل دون سن الخامسة يموتون كل عام بسبب أمراض كان من الممكن الوقاية منها أو علاجها -في كثير من الأحيان بعلاجات غير مكلفة- وما زال نصف أطفال العالم يتركون المدرسة دون مهارات القراءة والكتابة والحساب الأساسية!.

الفائزون

لذا فقد قررت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم منح جائزة Sveriges Riksbank في العلوم الاقتصادية في ذكرى ألفريد نوبل عام 2019 إلى:

«ابهيجيت بانيرجي-Abhijit Banerjee» من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، كامبريدج، الولايات المتحدة الأمريكية.

«استير دوفلو-Esther Duflo» معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، كامبريدج، الولايات المتحدة الأمريكية.

«مايكل كريمر-Michael Kremer» جامعة هارفارد، كامبريدج، الولايات المتحدة الأمريكية.

«عن منهجهم التجريبي لتخفيف الفقر العالمي»

كيف تساعدنا أبحاثهم على محاربة الفقر؟

الأبحاث التي أجراها الفائزون هذا العام قد حسنت بشكل كبير قدرتنا على مكافحة الفقر في العالم خلال عقدين فقط،  كما غير نهجهم الجديد القائم على التجربة اقتصاديات التنمية التي أصبحت الآن مجالًا مزدهرًا للأبحاث.

قدم الفائزون طريقة جديدة للحصول على إجابات موثقة حول أفضل الطرق لمكافحة الفقر في العالم، باختصار تنطوي الإجابة على تقسيم هذه المشكلة إلى أسئلة أصغر وأكثر قابلية للإدارة، على سبيل المثال أسئلة مثل ما الطرق الأكثر فعالية لتحسين النتائج التعليمية أو صحة الطفل؟

تقسم هذه الأسئلة الكبرى لأسئلة أصغر وأكثر دقة، كي يتم الإجابة عليها بشكل أسهل وأفضل من خلال تجارب مصممة بعناية لتصل للأشخاص الأكثر تضرراً، لذا يقدم هذا النوع من الأبحاث الجديدة تدفقًا ثابتًا من النتائج الملموسة، مما يساعد على التخفيف من مشاكل الفقر العالمي.

البداية

في منتصف التسعينيات أظهر مايكل كريمر وزملاؤه قوة هذه الطريقة باستخدام تجارب ميدانية لاختبار مجموعة من التحديثات التي يمكن أن تحسن نتائج المدارس في غرب كينيا.

أبهيجيت بانيرجي وأستير دوفلو مايكل كريمر سرعان ما أجروا دراسات مماثلة لقضايا أخرى في بلدان أخرى جعلت طريقتهم البحثية القائمة على التجارب تهيمن تماما على اقتصاديات التنمية في العالم حتى اليوم.

كنتيجة مباشرة لأحد دراساتهم استفاد أكثر من خمسة ملايين طفل هندي من البرامج الفعالة للتدريس العلاجي في المدارس، و يستفيد آخرون من الرعاية الصحية الوقائية التي تم تقديمها في العديد من البلدان الأخرى.

وهذان مثالان فقط على كيف ساعد هذا البحث الجديد بالفعل في التخفيف من حدة الفقر في العالم. كما أن لديها إمكانات كبيرة لزيادة تحسين حياة أسوأ الناس في جميع أنحاء العالم.

منهج جديد لتخفيف حدة الفقر في العالم

كان هناك وعي باختلافات متوسط ​​الإنتاجية بين الدول الغنية والفقيرة ومع ذلك وكما أشار أبهيجيت بانيرجي وأستير دوفلو تختلف الإنتاجية بشكل كبير ليس فقط بين الدول الغنية والفقيرة ولكن أيضًا داخل الدول الفقيرة نفسها. 

يستخدم بعض الأفراد أو الشركات أحدث التقنيات بينما يستخدم الآخرون (الذين ينتجون سلعًا أو خدمات مماثلة) وسائل إنتاج قديمة وبالتالي فإن متوسط ​​الإنتاجية المنخفض يرجع إلى حد كبير إلى قدم تقنيات بعض الأفراد والشركات.

 فهل يعكس هذا نقص الائتمان أو سوء تصميم السياسات أو أن الناس يجدون صعوبة في اتخاذ قرارات استثمارية عقلانية بالكامل؟ يتعامل المنهج البحثي الذي صممه الحائزون على جائزة هذا العام مع هذه الأنواع من الأسئلة بالضبط.

التجارب الميدانية المبكرة في المدارس

درست الأبحاث الأولى كيفية التعامل مع مشكلات التعليم، وما التدخلات التي تزيد من النتائج التعليمية بأقل تكلفة؟

في البلدان المنخفضة الدخل نجد أن ندرة الكتب المدرسية وحقيقة أن غالبًا ما يذهب الأطفال إلى المدرسة جائعين عاملًا كبيرا على تحصيلهم الدراسي:

فهل تتحسن نتائج التلاميذ إذا تمكنوا من الوصول إلى المزيد من الكتب المدرسية؟

أم أن منحهم وجبات مدرسية مجانية سيكون أكثر فعالية؟ 

في منتصف التسعينيات  قرر مايكل كريمر وزملاؤه نقل جزء من أبحاثهم من جامعاتهم في شمال شرق الولايات المتحدة إلى المناطق الريفية في غرب كينيا من أجل الإجابة على هذه الأنواع من الأسئلة وقاموا بعدد من التجارب الميدانية بالشراكة مع المنظمة الغير حكومية المحلية (NGO).

يعتمد الفرق في الإنتاجية بين البلدان المنخفضة الدخل والبلدان مرتفعة الدخل على التقنيات المستخدمة في الإنتاج

بداية التجارب الميدانية في المدارس؟

 حسنًا؛ إذا كنت ترغب في دراسة تأثير وجود المزيد من الكتب المدرسية على نتائج تعلم التلاميذ فإن المقارنة العامة بين المدارس ليست طريقة قابلة للتطبيق، بسبب اختلاف الحالات داخل المدرسة الواحدة في نواح كثيرة، مثلا؛ عادة ما تشتري العائلات الأكثر ثراء المزيد من الكتب لأطفالها وربما تكون الدرجات أفضل في المدارس التي يقل عدد الأطفال الفقراء فيها وهكذا.

تتمثل إحدى طرق التحايل على هذه الصعوبات في التأكد من أن المدارس التي تتم مقارنتها لها نفس الخصائص المتوسطة، يمكن تحقيق ذلك من خلال إتاحة الفرصة للبت في تحديد المدارس التي يتم تعيينها في أي مجموعة للمقارنة -وهي رؤية قديمة تقوم عليها التقاليد الطويلة للتجربة في العلوم الطبيعية والطب- على عكس التجارب السريرية التقليدية استخدم الفائزون تجارب ميدانية درسوا فيها كيفية تصرف الأفراد في بيئاتهم الطبيعية اليومية.

الكتب أم الوجبات أم الدروس الخصوصية؟

أخذ كريمر وزملاؤه عددًا كبيرًا من المدارس التي كانت بحاجة إلى دعم كبير وقسموها بشكل عشوائي إلى مجموعات مختلفة، تلقت جميع المدارس في هذه المجموعات موارد إضافية لكن بأشكال مختلفة وفي أوقات مختلفة. 

في إحدى الدراسات وفر الباحثون المزيد من الكتب المدرسية في حين وفرت دراسة أخرى الوجبات المدرسية المجانية. نظرًا لأن اختيار المادة المتوفرة لكل مدرسة تم عشوائيًآ، لم تكن هناك فروق في المتوسط ​​بين المجموعات المختلفة في بداية التجربة.

وهكذا أمكن للباحثين ربط الاختلافات اللاحقة في نتائج التعلم بمختلف أشكال الدعم، مثلا أظهرت التجارب أنه لا يوجد ارتباط بين توفير المزيد من الكتب أو الوجبات المجانية في نتائج التعلم!. غير في حالة الطلاب المتفوقين الذين يساعدهم وجود المزيد من الكتب.

في التجارب الميدانية وجد أن توفير الكتب المدرسية والوجبات المجانية أدت لتحسن بسيط في النتائج في حين أدت المساعدة التعليمية للطلاب الضعيفين على تحسين النتائج التعليمية بشكل أكبر.

التجارب الميدانية

كما أظهرت التجارب الميدانية اللاحقة أن المشكلة الأساسية في العديد من البلدان المنخفضة الدخل ليست نقص الموارد! لكن المشكلة الأكبر هي أن التعليم لا يتكيف بشكل كافٍ مع احتياجات التلاميذ.

في أول هذه التجارب درس الباحثون برامج الدروس الخصوصية العلاجية للتلاميذ في مدينتين هنديتين. مُنحت المدارس في مومباي و فادودارا إمكانية الوصول إلى مساعدي تدريس جدد يدعمون الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. وضعت هذه المدارس ببراعة وعشوائية في مجموعات مختلفة مما سمح للباحثين بقياس تأثيرات مساعدي التدريس بشكل موثوق.

أظهرت التجربة بوضوح أن المساعدة في استهداف أضعف التلاميذ كانت تدبيرا فعالا على المدى القصير والمتوسط.

هذه الدراسات المبكرة في كينيا والهند أعقبتها العديد من التجارب الميدانية الجديدة في بلدان أخرى، مع التركيز على مجالات مهمة مثل الصحة، والائتمان، واعتماد التكنولوجيا الجديدة.

وكان الفائزون الثلاثة في طليعة هذا الأبحاث بسبب عملهم أصبحت التجارب الميدانية طريقة قياسية لخبراء التنمية عند التحقيق في آثار التدابير الرامية إلى تخفيف حدة الفقر.

ربط التجارب الميدانية بالنظرية

التجارب جيدة التصميم موثوقة للغاية – فهي تتمتع بصلاحية داخلية. وقد استخدمت هذه الطريقة على نطاق واسع في التجارب السريرية التقليدية للأدوية الجديدة التي جندت المشاركين بشكل خاص، كان السؤال غالبًا ما إذا كان للعلاج المعين تأثير كبير من الناحية الإحصائية أم لا.

التجارب التي صممها الحائزون على جائزة هذا العام لها ميزتان؛

أولاً: اتخذ المشاركون قرارات فعلية في بيئاتهم اليومية، سواء في مجموعة التدخل أو في المجموعات الضابطة. هذا يعني أن نتائج اختبار تدبير سياسة جديد يمكن تطبيقها في الواقع.

ثانياً: اعتمد الفائزون على النظرة الأساسية التي تشير إلى أن الكثير مما نريد تحسينه (مثل النتائج التعليمية) يعكس العديد من القرارات الفردية (على سبيل المثال بين التلاميذ والآباء والمعلمين). تتطلب التحسينات المستدامة بالتالي فهمًا لـ لماذا يتخذ الناس القرارات التي يتخذونها -القوى الدافعة وراء قراراتهم-. لم يختبر العلماء الثلاثة ما إذا كان تدخل معين قد نجح (أم لا) فقط، ولكن أيضًا لماذا.

دراسة الحوافز والقيود والمعلومات التي حفزت قرارات المشاركين ، استخدم الفائزون نظرية العقد والاقتصاد السلوكي التي تم مكافأته بجائزة العلوم الاقتصادية عامي 2016 و2017 على التوالي.

تعميم النتائج

إحدى القضايا الرئيسية هي ما إذا كانت النتائج التجريبية لها صلاحية خارجية، بمعنى آخر ما إذا كانت النتائج يمكن أن تنطبق في سياقات أخرى.

  • هل من الممكن تعميم نتائج التجارب في المدارس الكينية على المدارس الهندية؟
  • هل تحدث فرقًا إذا كانت هناك منظمة غير حكومية متخصصة أو سلطة عامة تدير تدخلاً معينًا يهدف إلى تحسين الصحة؟
  • ماذا يحدث إذا تم توسيع نطاق التدخل التجريبي من مجموعة صغيرة من الأفراد ليشمل المزيد من الأشخاص؟
  • هل يؤثر التدخل أيضًا على الأفراد خارج مجموعة التدخل، لأنهم محرومون من الوصول إلى الموارد أو يواجهون أسعارًا أعلى؟

بحث الفائزون أيضًا صلاحية تعميم نتائج أبحاثهم، وعلاج أي تداعيات جديدة تنتج عن تطبيق هذه النتائج في البيئات المختلفة، كما أن ربط التجارب والنظريات الاقتصادية يزيد من فرص نجاح تعميم النتائج، لأن أنماط السلوك الأساسية غالبًا ما يكون لها تأثير على سياقات أوسع.

نتائج ملموسة

أدناه ، نقدم بعض الأمثلة على استنتاجات محددة مستقاة من نوع البحث الذي بدأه الفائزون، مع التركيز على دراساتهم الخاصة.

التعليم:

لدينا الآن منظور واضح للمشاكل الأساسية في العديد من مدارس البلاد الفقيرة؛ المناهج والتدريس لا يتوافقان مع احتياجات التلاميذ، وهناك نسبة عالية من التغيب بين المعلمين والمؤسسات التعليمية ضعيفة بشكل عام.

الدراسة المذكورة أعلاه أظهر أن الدعم المستهدف للتلاميذ الضعفاء كان له آثار إيجابية قوية ، حتى في المدى المتوسط وكانت هذه الدراسة بداية عملية تفاعلية تسير فيها نتائج البحوث الجديدة جنبًا إلى جنب مع برامج واسعة النطاق بشكل متزايد لدعم التلاميذ، وصلت هذه البرامج الآن إلى أكثر من 100.000 مدرسة هندية.

تحققت تجارب ميدانية أخرى من عدم وجود حوافز واضحة ومساءلة للمعلمين، الأمر الذي انعكس على مستوى عالٍ من التغيب.

إحدى طرق تعزيز حافز المعلمين هي توظيفهم بعقود قصيرة الأجل يمكن تمديدها إذا كانت نتائجهم جيدة.

دوفلو كريمر وآخرون قارنوا آثار توظيف المعلمين بهذه الشروط أو خفض عدد التلميذ لكل معلم يعمل بعقد دائم، ووجدوا أن التلاميذ الذين لديهم مدرسون بعقود قصيرة الأجل حققوا نتائج اختبار أفضل بكثير، وأن وجود عدد أقل من التلاميذ لكل معلم يعمل بعقد دائم لم يكن له أي آثار مهمة.

بشكل عام، يُظهر هذا البحث الجديد القائم على التجربة في مجال التعليم في البلدان المنخفضة الدخل أن الموارد الإضافية ذات قيمة محدودة عمومًا. ومع ذلك فإن الإصلاحات التعليمية التي تكيف التعليم مع احتياجات التلاميذ لها قيمة كبيرة، كما يعد تحسين الإدارة المدرسية ومحاسبة المعلمين الذين لا يقومون بعملهم من التدابير الفعالة من حيث التكلفة.

الصحة:

​​إحدى القضايا المهمة هي ما إذا كان ينبغي فرض رسوم على الرعاية الطبية والصحية وإذا كان الأمر كذلك فما هي التكلفة التي ينبغي أن تتحملها.

بحثت تجربة ميدانية قام بها كريمر ومؤلف مشارك كيف يؤثر السعر على حبوب التخلص من الديدان في حالات العدوى الطفيلية. وجدوا أن 75 في المائة من الآباء أعطوا أطفالهم هذه الحبوب عندما كان الدواء مجانيًا، مقارنةً بـ 18 في المائة عندما يكلفون بدفع أقل من دولار أمريكي، وهو سعر لا يزال مدعومًا بشكل كبير.

بعد ذلك وجدت العديد من التجارب المماثلة نفس الشيء: الفقراء حساسون للغاية للأسعار فيما يتعلق بالاستثمار في الرعاية الصحية الوقائية.

انخفاض جودة الخدمة هو تفسير آخر لماذا تستثمر العائلات الفقيرة القليل على الإجراءات الوقائية. ومن الأمثلة على ذلك أن العاملين في المراكز الصحية المسؤولة عن التطعيم غالبًا ما يغيبون عن العمل.

بانيرجي ودوفلو وآخرون حققوا فيما إذا كانت عيادات التطعيم المتنقلة -حيث كان طاقم الرعاية دائمًا في الموقع- يمكنها حل هذه المشكلة.

تضاعفت معدلات التلقيح ثلاثة أضعاف في القرى التي تم اختيارها عشوائياً للوصول إلى هذه العيادات، بنسبة 18 في المائة مقارنة بـ 6 في المائة. زاد هذا بدرجة أكبر  إلى 39 في المائة إذا حصلت الأسر على كيس من العدس كمكافأة عندما قاموا بتطعيم أطفالهم.

نظرًا لأن العيادة المتنقلة تكلف مال أكثر أذا عملت لوقت أطول لأقناع العائلات بتطعيم أطفالهم فأن التكلفة الإجمالية للتطعيم قد انخفضت فعليًا إلى النصف على الرغم من النفقات الإضافية للعدس!.

نقص التفكير العقلاني:

في دراسة التطعيم  لم تحل الحوافز وتحسين توافر الرعاية المشكلة بالكامل، حيث ظل 61 في المائة من الأطفال محصنين جزئياً. من المحتمل أن يكون معدل التطعيم المنخفض في العديد من البلدان الفقيرة أسباب أخرى، أحدها هو أن الناس ليسوا دائماً عقلانيين تمامًا. قد يكون هذا التفسير أيضًا مفتاحًا للملاحظات الأخرى التي -على الأقل في البداية- تبدو صعبة الفهم.

واحدة من هذه الملاحظات هي أن الكثير من الناس يترددون في اعتماد التكنولوجيا الحديثة. في تجربة ميدانية مصممة بذكاء من دوفلو وكريمر وآخرون. تم التحقيق في سبب عدم تبني أصحاب الحيازات الصغيرة -خاصة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى- ابتكارات بسيطة نسبيًا مثل الأسمدة الصناعية على الرغم من أنها ستوفر فوائد كبيرة.

أحد التفسيرات هو التحيز الحالي -يأخذ الوقت الحالي قدرًا كبيرًا من وعي الناس لذلك يميلون إلى تأخير قرارات الاستثمار.

عندما يأتي الغد سيواجهون القرار نفسه مرة أخرى ويختارون مرة أخرى تأخير الاستثمار، قد تكون النتيجة حلقة مفرغة لا يستثمر فيها الأفراد في المستقبل على الرغم من أن من مصلحتهم طويلة الأجل تعتمد على القيام بذلك.

وللعقلانية المقيدة آثار مهمة على تصميم السياسات، إذا كان الأفراد متحيزين للأمر الواقع؛  فإن الإعانات المؤقتة تكون أفضل من الإعانات الدائمة: وهو العرض الذي ينطبق هنا فقط ويقلل الآن من حوافز تأخير الاستثمار. هذا هو بالضبط ما اكتشفوه في تجربتهم: كان للإعانات المؤقتة تأثير أكبر بكثير على استخدام الأسمدة من الإعانات الدائمة.

القروض الصغيرة:

استخدم اقتصاديو التنمية أيضًا تجارب ميدانية لتقييم البرامج التي تم تنفيذها بالفعل على نطاق واسع. أحد الأمثلة على ذلك هو إدخال القروض الصغيرة بشكل كبير في مختلف البلدان والتي كانت مصدر تفاؤل كبير.

بانيرجي ودوفلو وآخرون أجرا دراسة أولية عن برامج الائتمانات الصغيرة يركز على الأسر الفقيرة في مدينة حيدر أباد الهندية. أظهرت تجاربهم الميدانية آثارًا إيجابية صغيرة على الاستثمارات في الشركات الصغيرة الحالية، لكنها لم تجد أي آثار على الاستهلاك أو مؤشرات التنمية الأخرى، لا في 18 أو 36 شهرًا. وقد وجدت تجارب ميدانية مماثلة في بلدان مثل البوسنة والهرسك وإثيوبيا والمغرب والمكسيك ومنغوليا نتائج مماثلة.

التأثيرات السياسة:

كان لعمل الفائزين آثار واضحة على السياسة ، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. بطبيعة الحال ، من المستحيل قياس مدى أهمية أبحاثهم بدقة في صياغة السياسات في مختلف البلدان. ومع ذلك ، فمن الممكن في بعض الأحيان رسم خط مستقيم من البحث إلى السياسة.

كان لبعض الدراسات التي ذكرناها بالفعل تأثير مباشر على السياسة، قدمت دراسات الدروس الخصوصية العلاجية حججًا لبرامج الدعم الواسعة النطاق التي وصلت الآن إلى أكثر من خمسة ملايين طفل هندي.

لم تُظهر دراسات التخلص من الديدان أن التخلص من الديدان يوفر فوائد صحية واضحة لأطفال المدارس، ولكن أيضًا أن أولياء الأمور حساسون للغاية للسعر وفقًا لهذه النتائج توصي منظمة الصحة العالمية بتوزيع الدواء مجانًا على أكثر من 800 مليون من تلاميذ المدارس الذين يعيشون في المناطق التي يصاب فيها أكثر من 20 في المائة بنوع محدد من الديدان الطفيلية.

هناك أيضًا تقديرات تقريبية لعدد الأشخاص الذين تأثروا بنتائج البحث هذه. يأتي أحد هذه التقديرات من شبكة الأبحاث العالمية التي ساعد اثنان من الفائزين في العثور عليها (J-PAL)؛ البرامج التي تم توسيع نطاقها بعد تقييمها من قبل الباحثين في الشبكة وصلت إلى أكثر من 400 مليون شخص.

ومع ذلك قلل هذا بشكل واضح من التأثير الكلي للبحوث لأنه بعيدًا عن جميع الاقتصاديين في مجال التنمية المرتبطة بـ J-PAL. ينطوي العمل على مكافحة الفقر أيضًا وعدم استثمار الأموال في تدابير غير فعالة.

أصدرت الحكومات والمنظمات موارد كبيرة لاتخاذ تدابير أكثر فعالية من خلال إغلاق العديد من البرامج التي تم تقييمها باستخدام أساليب موثوقة وأثبتت أنها غير فعالة.

كان لبحوث الفائزين تأثير غير مباشر على تغيير كيفية عمل الهيئات العامة والمنظمات الخاصة، من أجل اتخاذ قرارات أفضل وبدأت أعداد متزايدة من المنظمات التي تكافح الفقر العالمي بشكل منهجي في تقييم التدابير الجديدة، وغالبًا ما تستخدم التجارب الميدانية.

لعب الفائزين هذا العام دوراً حاسماً في إعادة تشكيل البحوث في اقتصاديات التنمية. على مدى 20 عامًا فقط وأصبح الموضوع مجالًا مزدهرًا، تجريبيًا في المقام الأول. وساعد هذا البحث الجديد القائم على التجربة بالفعل في التخفيف من وطأة الفقر العالمي ولديه إمكانات كبيرة لزيادة تحسين حياة أكثر الناس فقراً على الكوكب.

المصدر:

بيان لجنة نوبل

كيف يمكن لنقص الخلفية المعرفية أن يعيق فهمنا لما نقرأ ؟!

كيف يمكن لنقص الخلفية المعرفية أن يعيق فهمنا لما نقرأ ؟! الغرض من الذهاب إلى المدرسة هو التعلم، ولكن قد يجد الطلاب صعوبة في فهم بعض الموضوعات إذا لم يكن لديهم الخلفية المعرفية الأساسية اللازمة، هل نقص الخلفية المعرفية يعيق فهمنا لما نقرأ ؟!

واحد من استنتاجات مقالة بحثية نُشرت في مجلة العلوم النفسية، وهي مجلة تابعة لجمعية العلوم النفسية: “تلعب المعرفة الأساسية دورًا رئيسيًا في فهم القراءة لدى الطلاب، حيث توضح النتائج التي توصلنا إليها أنه إذا لم يكن لدى الطلاب معرفة كافية، فمن المحتمل أن يواجهوا صعوبات في فهم النص، وبالتالي فإن نقص الخلفية المعرفية يعيق فهمنا بما نقرأ”.

كما تقول الباحثة الرئيسية «تيناها أورايلي-O’Reilly» من خدمة الاختبارات التعليمية (ETS) مركز أبحاث رأس المال البشري في التعليم: “لقد وجدنا أيضًا أنه من الممكن قياس معرفة الطلاب بسرعة باستخدام تقنيات معالجة اللغة الطبيعية، إذا سجل الطالب أقل من حد المعرفة، فربما يواجهون صعوبة في فهم النص”.

أظهرت أبحاث سابقة أن الطلاب الذين يفتقرون إلى مهارات القراءة الكافية، بما في ذلك فك التشفير والمفردات، يكونون ضعيفين مقارنة بأقرانهم، لكن بحث «تيناها أورايلي-O’Reilly» و «زوي وانغ-Zuowei Wang» و «جون ساباتيني-John Sabatini» يشير إلى: “أن عتبة المعرفة قد تكون أيضًا مكونًا أساسيًا لفهم القراءة”.

الدراسة:

فحص الباحثون بيانات من 3534 من طلاب المدارس الثانوية في 37 مدرسة في الولايات المتحدة، أجرى الطلاب اختبارًا لقياس معرفتهم الأساسية بالنظم الإيكولوجية، بالنسبة لقسم المفردات الموضعية في الاختبار، رأى الطلاب قائمة مكونة من 44 كلمة وكان عليهم أن يقرروا أيها تتعلق بموضوع النظم الإيكولوجية، كما أكملوا قسمًا متعدد الخيارات تم تصميمه لقياالتأديبية، الواقعية، وبعد قراءة سلسلة من النصوص حول موضوع النظم الإيكولوجية، أكمل الطلاب 34 مادة مصممة لقياس مدى فهمهم للنصوص.

يتم استغلال عناصر الفهم هذه في قدرتها على تلخيص ما قرأوه، والتعرف على الآراء والمعلومات غير الصحيحة، وتطبيق ما قرأوه لسبب أوسع نطاقًا حول المحتوى.

استخدم الباحثون تقنية إحصائية تسمى «انحدار الخطوط المكسورة» – وغالبًا ما تستخدم لتحديد نقطة انعطاف في مجموعة بيانات – لتحليل أداء الطلاب.

نتيجة:

كشفت النتائج أن درجة المعرفة الخلفية بحوالي 33.5، أو حوالي 59٪ صحيحة، كانت بمثابة عتبة أداء، تحت هذه النتيجة، لم تكن المعرفة الخلفية والفهم مرتبطان بشكل ملحوظ.
فوق درجة العتبة، بدا أن فهم الطلاب يزداد مع زيادة معارفهم الأساسية، أيضًا أشارت النتائج الإضافية إلى أنه لا يمكن تفسير هذا النموذج تمامًا بمستوى معرفة الطلاب بموضوع مختلف – ما يهم هو معرفتهم الأساسية بالنظم الإيكولوجية- .

وجد الباحثون أن قدرة الطلاب على تحديد كلمات رئيسية محددة كانت مؤشرًا قويًا إلى حد ما على ما إذا كانت ستعمل أعلى أو أقل من العتبة، وهذا يعني أن تحديد النظم الإيكولوجية والموائل والأنواع على أنها ذات صلة بالموضوع كان أكثر ارتباطًا بفهم الطلاب مقارنةً بتحديد الهوية البيولوجية والكثافة والحيوانات.

تؤكد النتائج على أهمية الوصول إلى مستوى المعرفة الأساسي لتكون قادر على قراءة وفهم النصوص عبر مواضيع مختلفة، تقول أورايلي: “القراءة ليست ذات صلة بفصول فنون اللغة الإنجليزية فحسب، بل أيضًا بالقراءة في مناطق المحتوى”.

تبرز معايير الدولة الأساسية المشتركة الدور المتزايد لمجال المحتوى والقراءة التأديبية، نعتقد أن دور المعرفة الأساسية في فهم الطلاب وتعلمهم قد يكون أكثر وضوحًا عند قراءة النصوص في المواد الدراسية.

خطة الباحثين:

استكشاف ما إذا كان هناك نوع مماثل من عتبة المعرفة يظهر في مجالات المواضيع والمجالات الأخرى؛ إذ يلاحظون أنه سيكون من المهم توسيع نطاق البحث من خلال التركيز على مختلف التدابير والسكان.

إذا استمر هذا النمط، فقد يكون للنتائج تطبيقات مهمة لتدريس الفصول الدراسية، بالنظر إلى توفر تقييمات المعرفة التي يمكن إدارتها دون أخذ وقت ثمين بعيدًا عن التدريس.

يلخص رايلي:

إذا استطعنا تحديد ما إذا كان طالب ما لا يمتلك معرفة كافية لفهم النص، فيمكن للمدرسين تقديم مواد أساسية – على سبيل المثال، خرائط المعرفة – بحيث يكون لدى الطلاب سياق للنصوص التي هم على وشك قراءتها

المصدر:https://bit.ly/2HyhIr8

Exit mobile version