إدارة وتنظيم مخاطر وقت التعرض للشاشات الإلكترونية

في عالمنا الرقمي؛ حيث تسيطر الشاشات على حياتنا اليومية، أصبح إيجاد التوازن بين مزايا التكنولوجيا وعيوبها جانبا هاما لرفاهيتنا. نحن نعيش في عالم مليء بإشعارات متواصلة ومحتوى جذاب واتصال مستمر، لذلك أصبحت القدرة على إدارة وتنظيم وقت الشاشة مهارة ضرورية للحفاظ على التركيز والإنتاجية والصحة النفسية.

أنواع التفاعل مع وقت الشاشة

  • التفاعل السلبي: مثل مشاهدة البرامج الترفيهية وممارسة الألعاب على الهواتف الذكية.
  • التفاعل الإبداعي: مثل مشاهدة البرامج التعليمية والمشاركة في الأنشطة التحفيزية المعرفية المصممة للتعلم والإبداع وتطوير المهارات.
  • التفاعل النشط: مثل ممارسة الألعاب عن طريق التطبيقات أو ألعاب الفيديو التي تتطلب حركة الجسم.
  • التفاعل التواصلي: عن طريق التواصل مع الناس من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أو الرسائل أو محادثات الفيديو. 

التفاعل السلبي هو سبب اهتمام الجمعية الأمريكية للأطفال وغيرها بتقييد وقت الشاشة. [3]

تأثير التعرض للشاشات

تتأثر الاستفادة بالوقت تدريجيا بوجود أجهزة الشاشات في حياة الناس اليومية. هناك أنواع مختلفة من الأجهزة مثل التلفزيون والكمبيوتر والهواتف الذكية والكمبيوتر اللوحي. لهذه الأجهزة قوة جذب تجعل الناس يقبلون على استخدامها. وهناك العديد من المهام التي تتم عن طريق تلك الأجهزة مثل العمل والتعليم والتدريب والتواصل الاجتماعي. لكن الاستخدام الزائد للأجهزة يسبب العديد من المشاكل خاصة عند الأطفال وصغار السن من عمر 12 حتى 18 عاما وكذلك الطلاب الجامعيين. [1]

يؤدي التعرض الزائد للشاشات إلى نمط الحياة الخاملة الذي يُعد عاملا مساهما بارزا في التأثيرات العكسية على الصحة الجسدية والنفسية في الأطفال والشباب. [2] ويعرف نمط الحياة الخاملة بأنه نقص النشاط البدني، ويشتمل على بعض السلوكيات مثل مشاهدة التلفاز وقيادة السيارة والعمل على الكمبيوتر والهواتف الذكية والكمبيوتر اللوحي وممارسة ألعاب الفيديو. [2] بالإضافة إلى ذلك يؤثر التعرض الزائد للشاشات على الصحة النفسية والحياة الاجتماعية.

التأثير على الصحة الجسدية

يؤدي التعرض الزائد للشاشات إلى بعض العواقب خاصة في الأطفال والمراهقين. إذ تزداد نسبة السمنة ومرض السكري النوع الثاني وأمراض القلب. [2] وقد سجلت الدراسات علاقة بين مشاهدة الأطفال للتلفاز وزيادة معدل استهلاك الطعام بعد مشاهدة إعلانات الأطعمة والمأكولات خاصة في الأطفال المعرضين لزيادة الوزن. [2]

يؤثر التعرض للشاشات على النوم أيضا؛ فيؤدي إلى خلل في النوم. غالبا ما يكون بسبب بقاء الشخص متفاعلا مع الأجهزة لوقت متأخر، كما يؤثر على جودة النوم. [5] ينتج الجسم  ليلا مادة الميلاتونين التي تساعد على النوم، ولكن تقلل أضواء الشاشات إنتاج الميلاتونين مما يجعلك تظل مستيقظا. [5]

للنوم أهمية بالغة خاصة للمراهقين، فالنوم لفترات قصيرة يضعف جهاز المناعة مما يجعل من السهل الإصابة بالأمراض. ويؤثر أيضا على القدرة على التركيز والتعلم والتذكر. [5]

التأثير على الصحة النفسية

يؤثر كل من التصفح والمراسلة المستمرين على الصحة النفسية، ووُجد علاقة بين التعرض الزائد للشاشات وزيادة معدل الأعراض الاكتئابية. كما وُجد علاقة أيضا بإهمال المراهقين لمسؤولياتهم والميل إلى استعمال الشاشات للتعامل مع التوتر والشعور بالقلق عند تركها. [5]

يتأثر الشباب أيضا ويزيد إحساسهم بالضغط والقلق الاجتماعي المتعلق بكيفية تفاعل أصدقائهم على شبكة الإنترنت مع منشوراتهم. في بعض الأحيان يجدون أنفسهم في حالة انزعاج واكتئاب ونقص احترام الذات. [1]

يمكن أن يؤثر التعرض الزائد للشاشات على المخ، فالقشرة الدماغية وهي الطبقة الخارجية للمخ وتكون مسؤولة عن معالجة المعلومات. وتتطور القشرة المخية بصورة كبيرة في مرحلة المراهقة، لكن التعرض للشاشات يؤثر على نموها. [5]

في دراسة عن التطور الإدراكي والمعرفي لدماغ المراهقين؛ وُجد أن بعض الأطفال الذين تعرضوا للشاشات أكثر من 7 ساعات يوميا كانت قشرة المخ لديهم أرق منها عند الأطفال الذين تعرضوا للشاشات لمدة زمنية أقل. [5] كما وجدت أدلة على حدوث اضطراب فرط الحركة واضطرابات التركيز والتشتت عند الأطفال. [5]

التأثير على الحياة الاجتماعية

هناك بعض الآثار السلبية للتعرض الزائد للشاشات على الحياة الاجتماعية، إذ يشعر الشباب صغار السن بصعوبة في التواجد مع العائلة والأصدقاء. وتعد العائلة داعما أساسيا لنمو وتطور مهارات التواصل للشباب والتي يمكن أن يهددها التعرض للشاشات. [1]

يعاني أيضا الأطفال والمراهقون من أحداث الحياة السلبية مثل النزاعات بين الأشخاص والنزاعات الأسرية والانفصال عن الوالدين والضغط الأكاديمي «هو الضغط النفسي الناتج عن متطلبات الدراسة». [6] وقد يعاني هؤلاء الأطفال والمراهقون من زيادة نشاط المحور الأدريناليني النخامي الوطائي مما يؤثر على نمو وتطور الدماغ. [6]

تزيد أحداث الحياة السلبية من احتمالية حدوث اضطرابات القلق والاكتئاب واضطرابات السلوك والأفكار الانتحارية بين الأطفال والمراهقين. [2] كما وجدت بعض الدراسات أن وجود أحداث الحياة السلبية خلال فترة الطفولة والمراهقة قد تؤدي إلى حدوث اضطرابات نفسية بعد البلوغ. [2]

فوائد التعرض للشاشات

مع تطور أجهزة الشاشات المختلفة؛ تغيرت الطرق التي يتعامل بها الناس مع الشاشات. ولم تعد مقتصرة على مشاهدة التلفاز وممارسة ألعاب الفيديو. أصبح غالبية الناس حول العالم مشتركين في مواقع التواصل الاجتماعي مما يتيح الفرص للاندماج مع الناس وتحسين العلاقات واستكشاف فرص للتعبير عن النفس مع الآخرين.

وقد أصدرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بيانا أظهر أن وقت التعرض للشاشات يمكن أن يستخدم لتحسين الدعم والترابط الاجتماعي والمشاركة الاجتماعية والعمل المدني. [4] كما يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الإعلام الصحي ومساعدة الناس الذين يبحثون عن معلومات صحية متعلقة بمرض محدد أو من يبحثون عن مجتمعات ترحيبية ودعم اجتماعي. [4] بالإضافة إلى ذلك فإن غالبية البالغين أصبحوا يحصلون على الأخبار عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مثل فيسبوك.

هناك أيضا بعض الفوائد لممارسة ألعاب الفيديو كالألعاب التي تعتمد على مهارة الرماية، فتساعد هذه الألعاب في تحسين المعالجة البصرية والتركيز والمعالجة المكانية، كما أن العديد من الألعاب تحسن من مهارات حل المشكلات ومهارات الإبداع والابتكار. [4] ولألعاب الفيديو بعض الفوائد الاجتماعية؛ إذ تساعد في بناء المهارات الاجتماعية ومهارات العمل الجماعي لتحقيق أهداف اللعبة والمشاركة في اتخاذ القرارات الأخلاقية والسلوكيات المؤيدة للمجتمع والمشاركة المدنية. [4] وتساعد أيضا البرامج التعليمية على توسيع مدارك الأطفال عن طريق التأثير على توجهاتهم وتخيلاتهم.

أظهرت الأبحاث أن السياق الذي يتعامل به الشباب مع الإنترنت يؤثر على الصحة النفسية بطريقة مختلفة. على سبيل المثال فإن الشباب الذين أدركوا أن جودة صداقاتهم منخفضة؛ استخدموا الإنترنت للتواصل مما قلل من حدوث الاكتئاب ومشكلات الاندماج. [4]

إدارة وتنظيم وقت الشاشة

نتيجة لأثر الأجهزة الرقمية والشاشات في حياتنا؛ فإننا نحتاج أن نطور مهارات التعامل مع وقت الشاشة وكيفية تنظيمه في حياتنا اليومية. خاصة الأطفال والمراهقين لتحقيق التوازن الشخصي والاجتماعي.

تنظيم وقت الشاشة للأطفال والمراهقين

تقترح الأبحاث أنه بدلا من الاهتمام بكم الوقت الذي يقضيه الأطفال في التعرض للشاشات؛ فالأفضل أن نهتم بمحتوى وإطار التعرض للشاشات، على سبيل المثال؛ هل يشجع المحتوى على التعلم المتناسب مع العمر؟ وهل يشارك الآباء أطفالهم وقت التعرض للشاشة؟ سيكون من المفيد أن نفكر في نوع التفاعل مع الشاشات إذا كان سلبي أو إبداعي أو نشط أو تواصلي.

يقترح الباحثون على الآباء الاهتمام بثلاث نقاط هي الطفل والمحتوى والإطار. [3]

  • الطفل: ما هو عمر الطفل؟ هل لديه اهتمامات خاصة؟ ما هو مدى انتباهه؟ وما هي العوامل الأخرى مثل القدرات والمهارات والحالة المزاجية التي يمكن أن تؤثر على وقت التعرض للشاشة؟.
  • المحتوى: هل يساعد المحتوى على إشراك الطفل بطرق هادفة ونشطة؟ هل المواضيع والمواد مناسبة لعمر الطفل؟ هل المحتوى منسجم مع حياة الطفل الواقعية؟.
  • الإطار: هل يكون الطفل بمفرده أم مع شخص بالغ عند اللعب على جهاز الهاتف أو مشاهدته؟ هل يجيب شخص بالغ على أسئلة الطفل ويساعده على فهم وتطبيق ما يراه على الشاشة؟.

كما يوصى ببعض النقاط الهامة لتقييم المحتوى وهي الجذب والمشاركة النشطة والهدف والاجتماعية. [3]

  • الجذب: هل المحتوى جذاب وممتع للأطفال ويركز على تعليم فكرة أو مهارة معينة؟
  • المشاركة النشطة: هل المحتوى يوفر للطفل تفاعل مع أنشطة عن طريق الطلب منه أن يستجيب لشيء جديد أو عمل شيء يتحدى العقل؟
  • الهدف: هل المحتوى معروض في إطار منسجم مع حياة الطفل ويهدف لمساعدته في التعلم عن طريق ربط معلومات جديدة بأخرى مألوفة؟
  • الاجتماعية: هل هناك فرص للأطفال في سن الدراسة لمشاركة أصدقائهم أو ممارسة ألعاب تعليمية عبر الإنترنت؟ وهل هناك فرص للآباء لمشاركة أبنائهم والتحدث معهم؟

طرق مساعدة في تنظيم وقت الشاشة للأطفال والمراهقين

هناك بعض الإرشادات للآباء للمساعدة في تنظيم وقت الشاشة للأبناء وهي:

  • التحدث مع الأطفال عن أسباب الحاجة لتنظيم وقت تعرضهم للشاشات وأهمية وضع حدود لوقت الشاشة. كما يمكن مشاركة معلومات عن التأثيرات السلبية لوقت الشاشة لمعرفة سبب وضع حدود وقت الشاشة. فالأطفال يتبعون التوجيهات بصورة أفضل عند فهمهم الأسباب. [3]
  • جعل أوقات ومناطق معينة في المنزل بدون تكنولوجيا. مثل جعل منطقة تناول الطعام ووقت تناول الطعام بدون تكنولوجيا. مما يساعد الآباء والأطفال على التواجد مع بعضهم ومشاركة المحادثات. كما يساعد وجود مسافة صحية مع التكنولوجيا والشاشات على توفير الراحة المطلوبة لكل أفراد العائلة. [3]
  • وضع حد لوقت الشاشة للأطفال. تختلف حدود وقت الشاشة خلال أيام الأسبوع وعطلات نهاية الأسبوع والإجازات وتعتمد على جدول العائلة وعمر الأطفال واحتياجاتهم. شارك الطفل في هذا القرار وتناقش مع قبل وضع الحدود. [3]
  • تحديد وقت مستقطع من الشاشات لمساعدة الطفل على الالتزام بروتين يومي. وضع قواعد مثل “لا وقت للشاشات بعد الساعة الثامنة مساءا” أو “قبل النوم بساعة” سوف يحفز الطفل على الالتزام بجدول مسائي. وكذلك القراءة للطفل قبل النوم تساعد على تحسين النوم على عكس التعرض للشاشات قبل النوم الذي يرتبط بضعف جودة النوم. [3]
  • وجه طفلك نحو أنواع الوسائط التي يمكن أن يتفاعل معها الطفل بصورة نشطة. راقب المحتوى الذي يتعرضون له وشجعهم على اختيار المحتوى باستقلالية وحكمة. [3]
  • استخدام التكنولوجيا لمساعدة الآباء. مثل برامج المراقبة الأبوية والتصفح الآمن لمراقبة المحتوى الذي يراه الأطفال. كما تنتج الهواتف الذكية تقارير الاستخدام التي تساعد الآباء في مراقبة وقت الشاشة. ويمكن أيضا التحكم في اتصال الأطفال بشبكة الواي فاي وكذلك استخدامهم للتكنولوجيا خلال ساعات محددة. وعند تعرض الطفل للشاشات ليلا؛ يمكن استخدام إعدادات الهاتف الذكي لتجنب الأضواء الزرقاء التي تؤثر على النوم. [3]
  • ينبغي العلم بأن الأطفال قد يستعملون جهاز الكمبيوتر للتحايل على القيود على التلفاز. لذلك يجب أن يراقب الآباء استخدام أجهزة الكمبيوتر ووضع الكمبيوتر العائلي في منطقة وسط المنزل قد يساعد في ذلك. [3]
  • يمكن للأطفال أن يجدوا طرقا للتحايل على القيود على الشاشات في المنزل عن طريق استخدام الشاشات خارج المنزل مثل منازل أصدقائهم. لذلك من الأفضل الاتفاق مع آباء أصدقائهم بخصوص وقت الشاشة. [3]
  • اختيار أنشطة الشاشة التي تشجع على الحركة مثل بعض الألعاب. [3]
  • وعي الآباء بوقت الشاشة الخاص بهم واستخدامهم للشاشات أمام الأطفال، فالآباء هم أهم قدوة للأطفال. كما يجب تقليل الوقت السلبي للشاشات، إذا كان مسموح للطفل بساعة واحدة لاستخدام الشاشات؛ يجب على الآباء مواكبة ذلك. في حالة العمل عن بعد عن طريق الشاشات أو الحاجة إلى الرد على الرسائل الإلكترونية بعد العمل؛ ينبغي التحدث مع الأطفال وتوضيح الفرق بين وقت الشاشة الاضطراري والاختياري. [3]
  • أخذ أوقات استراحة عائلية أو رحلات خالية من الشاشات. [3]

نصائح خاصة بالأطفال في عمر 3 سنوات فأقل

  • مشاركة الطفل وقت الشاشة، والتحدث معهم عما يشاهدون والسؤال عن قصة أو شخصيات البرنامج أو اللعبة وكذلك عما اكتشفوه وتعلموه. إذ يساعد الأطفال في فهم ما يشاهدونه والتعلم منه وتطوير المهارات اللغوية لديهم. [3]
  • تجنب الوسائط الخلفية: إغلاق التلفاز أثناء لعب الطفل والروتين اليومي مثل وقت تناول الطعام. والاحتفاظ بوقت مشاهدة برامج البالغين عندما لا يكون الأطفال متواجدين. [3]
  • إزالة الشاشات من غرف النوم: التعرض للشاشات قبل النوم يؤدي إلى صعوبة نوم الطفل أو استمتاعه بنوم مريح. من الأفضل قراءة قصة أو الغناء واحتضان الطفل لمساعدته على النوم. [3]
  • تحديد وقت معين للشاشات وتوفير وقت تفاعلي في العالم الواقعي. [3]
  • التأكد أن المحتوى مناسب لعمر الطفل. [3]

تنظيم وقت الشاشة للبالغين

  • استخدام التطبيقات الخاصة بالرفاهية الرقمية لمتابعة وقت الشاشة ووضع حدود له. [5]
  • غلق جميع الشاشات من 30 دقيقة إلى ساعة قبل النوم، سيساعد على النوم بسهولة والشعور بالراحة في الصباح. [5]
  • تنظيم الوقت للقيام بأعمال بعيدة عن الهاتف والشاشات الأخرى مثل التنزه خارج المنزل أو ممارسة هواية جديدة أو الخروج وقضاء الوقت مع الأصدقاء. [5]
  • ممارسة الرياضة، إذ تساعد في تحسين الصحة الجسدية والنفسية. [5]

تجاوزت التكنولوجيا الحديثة كل توقعات النجاح وأصبحت من ثوابت حياتنا اليومية وتؤثر علينا بطرق مختلفة. لذلك ينبغي معرفة منافع ومخاطر استخدام التكنولوجيا.

يمكن أن تساعدنا التكنولوجيا لتصبح حياتنا أسهل لذلك من الأفضل أن تصبح الشاشات جزء من حياتنا وليس الجزء الرئيسي حتى لا نتحول إلى “سجناء للشاشات”. 

المصادر

  1. Managing Screen Time in an Online Society
  2. Screen Time and Health Indicators Among Children and Youth: Current Evidence, Limitations and Future Directions
  3. Helping fathers manage their children’s screen time 
  4. The Ubiquity of the Screen: An Overview of the Risks and Benefits of Screen Time in Our Modern World
  5. Can Too Much Screen Time Harm You
  6. Associations between screen time, negative life events, and emotional and behavioral problems among Chinese children and adolescents

مساحات خضراء حضرية حول العالم

منذ تشكّل أول مدينة في العالم –أوروك– حوالي 4000 سنة قبل الميلاد وحتى الآن يزداد التحضر أكثر فأكثر على حساب الريف. وأصبحت الحاجة إلى المساحات الخضراء الحضرية ذات أهمية متزايدة، إذ لا توفر قيمة جمالية فحسب بل تساهم أيضًا في صحة السكان ورفاهيتهم. وقد تتخذ المساحات الخضراء الحضرية أشكالًا مختلفةً من الحدائق العامة إلى الجدران الخضراء، والمنتزهات والأسطح الخضراء. وسوف نستكشف في هذا المقال بعض الأمثلة عن المساحات الخضراء مع التركيز على تصميمها، وتنفيذها، وتأثيرها على البيئة والمجتمع.

حديقة بنجاكيتي في بانكوك

تقع حديقة «بنجاكيتي-Benjakitti» في بانكوك عاصمة تايلاند، وهي منتزه متاح للجميع. وتعاني تايلاند بشكل عام من الرياح الموسمية، والفيضانات، والجفاف. نتيجةً لذلك، صمّمت الحديقة لتعمل كإسفنجة تحتفظ بمياه الأمطار في موسم الأمطار، من ثم تصرف المياه في موسم الجفاف بسعة مائية تبلغ 128 ألف متر مكعب. بالإضافة إلى ذلك، تساعد الحديقة في تنقية مياه قناة مجاورة لها ملوثة بالجريان السطحي، ومياه المجارير. مما ينتج حوالي 1600 متر مكعب من المياه النظيفة يوميًا.[1]

حديقة بنجاكيتي في بانكوك عاصمة تايلاند.

احتوى موقع الحديقة على مستنقعات مع مستويات عالية من المياه الجوفية. واستخدمت طريقة الزراعة التقليدية التايلاندية للحفاظ على جذور الأشجار أعلى من المستنقعات من أجل تجنب الفيضانات. وتمتلك أيضًا مسارات تساعد على تصريف المياه، وقنوات الري. وقد قام المشروع بتحويل التربة السطحية الطينية إلى موئل رطب وإسفنجي مما سمح بنمو النباتات المحلية بأقل قدر من الري. فزرع حوالي 5600 شتلة من 360 نوع وهي أشجار أصلية نادرة في حوض النهر المركزي، مختلطةً مع نباتات صغيرة ومتوسطة الحجم توفّر الظل. كما تم الحفاظ على جميع الأشجار الموجودة سابقًا في الموقع، وأدمجت في تصميم الحديقة.[1]

مسطّح تاينان

تقع مدينة تاينان في تايوان، وتميّزت أساسًا في الصناعات البحرية وصيد الأسماك منذ القرن ال17. لكن شهدت المدينة في الثمانينيات خروجًا عن هذا النهج الحضري التاريخي، فبني مركز تسوّق الصين-تايوان على قمة الميناء القديم عام 1983. وبعد مرور الوقت أصبح عبارة عن هيكل تجاري كبير لم يعد يخدم الغرض المقصود منه. لذلك سعت المدينة إلى إزالة المركز وإعادة تدويره بدقة. فقامت شركة MVRDV المعمارية بتصميم وتنفيذ مشروع Spring Tainan.

Spring Tainan في تايوان.

حوّلت الشركة موقف السيارات تحت الأرض إلى ساحة عامة يهيمن عليها حمام سباحة، ومناطق خضراء تحيط بها ممر مظلّل. وخطّطت بعناية لجعلها بقعة تجمّع مثالية لجميع الفصول، إذ يرتفع منسوب المياه، وينخفض استجابةً لمواسم الأمطار والجفاف. كما يقلّل الرذاذ من درجة الحرارة في الطقس الحار، ويقلّل من استخدام التكييف في أشهر الصيف. ويضم الموقع ملاعب، ومساحات تجمّع، ومسرح للعروض. كما يحتوي على مناطق يمكن تحويلها لاحقًا إلى محلات تجارية، وأكشاك، وأمور إضافية.[2]

Spring Tainan في تايوان.

سعى المشروع إلى جلب الخضرة إلى المدينة، وإدخال مساحات واسعة مزروعة بالنباتات المحلية. وأثّر بالمجمل على المنطقة فانخفضت حركة المرور في الشوارع. وفي حين تعذّر إزالة عناصر البنية التحتية السابقة للمشروع، فطُليت بلون موحّد في محاولة للتقليل من وجودها البصري. من ثم اختارت المدينة عددًا من الفنانين المحليين لتزيين هذه الهياكل. كما كشف عن جزء من هيكل الطابق السفلي الثاني باستخدام أرضية زجاجية مما يسمح للناس فهم تاريخ الموقع، وتقديره كجزء مهم من تاريخ المنطقة.[2]

Spring Tainan في تايوان.

ساحة الوحدة في ليتوانيا

أرادت مدينة كاوناس في ليتوانيا إعادة تصميم ساحة الوحدة المغمورة بالتاريخ بمبانيها المنتمية لعصور مختلفة. واستقر المشروع على شركة 3DELUXE ودعي باسم V-plaza. أرادت الشركة خلق مساحة حيوية تفاعلية تواكب احتياجات الشباب المتغيرة.[3]

ساحة V-Plaza في ليتوانيا.

طورت الشركة مستويين من التصميم أحدهما خطي ويشكل السياق التاريخي، حيث تؤخذ محاور الرؤية والحركة الموجودة سابقًا في الاعتبار. بينما صمّمت المستوى الثاني ليكون عضويًا، ومائعًا، ويعكس التدفقات الطبيعية لحركة المارة. وتضم البنية بالإضافة إلى الممرات أماكن لسير الدراجات الهوائية والنارية، وقسم المقاهي، والمطاعم. إضافةً إلى مسطّحات مائية، وأماكن خاصة بالتزلج، وأضيف مدرج جديد يمكن استعماله للعروض.[3]

ساحة V-Plaza في ليتوانيا.

تحتوي الساحة على مسطّحات خضراء مائلة بلطف، وأحواض مائية تربط مستويات الساحة المختلفة. ويستند اختيار النباتات على الأنواع المحلية بسبب ذلك يكثر الصنوبر والبتولا مع الأعشاب، والشجيرات الصديقة للحشرات. وقد نفّذت الساحة بمواد الجرانيت الخفيف، والخشب، والخرسانة البيضاء لخلق جو مرحب بالزوار. وتستخدم الساحة اليوم للاحتفالات، والمهرجانات، والأسواق، وتعد عمومًا موقعًا مناسبًا كمنطقة ترفيهية يومية للسكان.[3]

الحديقة الأسترالية

اكتملت الحديقة الأسترالية عام 2012، وهي أكبر حديقة نباتية مخصّصة للنباتات الأسترالية المحلية. تتيح للزوار أن يتابعوا عبر مسار مائي المناظر الطبيعية للبلاد من الصحراء إلى الطرف الساحلي، ويجمع هذا المشهد التكامل بين البستنة، والهندسة المعمارية، والبيئة، والفن.[4]

الحديقة الأسترالية.

يضم الجانب الشرقي من الحديقة معارض الحدائق والمناظر الطبيعية، ومصفوفات الغابات بطريقة توضّح ميل الشعب إلى ترتيب المساحات الخضراء الحضرية بطريقة رسمية. بينما يضم الجانب الغربي الحدائق التي تستلهم من الدورات الطبيعية، وأشكال الزهور غير المنتظمة. ويلعب الماء دور الوسيط بين الجانبين.[4]

الحديقة الأسترالية.

يعد المشي في المشهد الأسترالي رحلةً من التحولات والقفزات المستمرة، فالمرء لا يسافر أبدًا في خط مستقيم. وتعترض النباتات الطريق كثيرًا، وتتغير المسارات وفقًا للمشهد الطبيعي، وأحيانًا لا يبقى المسار ظاهرًا حتى. نتيجةً لذلك لا يحمل كل زائر إلى بيته الرسالة نفسها، إذ يختبر كل شخص تجربةً مختلفةً وفريدةً.[4]

الحديقة الأسترالية.

يعتبر هذا المشروع أكبر حديقة نباتية مكرّسة لعرض النباتات الأسترالية، كما تلعب دورًا مهمًا في حماية التنوع البيولوجي. وتستخدم كذلك لأغراض علمية وتعليمية، بالإضافة إلى التسلية من خلال حلقات العمل التفاعلية، والسينما، والأسواق، والمقاهي.[4]

سنترال بارك في نيويورك

دفع التوسع الحضري المتزايد في أربعينيات القرن ال19 في مانهاتن الأمريكية إلى الدعوة لبناء حديقة جديدة كبيرة. وانتهى شراء الأراضي حوالي عام 1856 وبدأ بناء حديقة «سنترال بارك- Central park» وتعتبر اليوم أكبر وأهم حديقة في مانهاتن. فتبلغ مساحتها 340 هكتارًا، وهي واحدة من أوائل الحدائق الأمريكية المطوّرة باستخدام مبادئ هندسة المناظر الطبيعية.[5]

Central park في نيويورك.

نُقل خلال بناء الحديقة ملايين عربات الأتربة والتربة السطحية لتنفيذ التضاريس. وزرع حوالي 5 مليون شجرة وشجيرة، كما وضع نظام إمدادات المياه، وشيّد العديد من الجسور والأقواس والطرق.[5]

افتتحت سنترال بارك رسميًا عام 1876 ولاتزال واحدةً من أعظم الإنجازات في المناظر الطبيعية الاصطناعية. حيث تتنوّع تضاريسها ونباتاتها بشكل كبير وتتراوح من منحدرات عشبية مسطحة إلى وديان صخرية حادة، ونوافير و3 بحيرات صغيرة. وتحتوي الحديقة على العديد من الحصون التي يرجع تاريخها إلى أوائل القرن ال19، وإبرة كليوباترا وهي مسلة مصرية قديمة.[5]

منتزه سيرينغيتي الوطني في تنزانيا

تأسس منتزه «سيرينغيتي- Serengeti» الوطني عام 1951 في شمال وسط تنزانيا، ويغطي مساحة 14.763 كم. ويعد من أفضل المراعي في أفريقيا، ويشتهر بقطعانه الضخمة من الحيوانات. حيث يعتبر المكان الوحيد في أفريقيا الذي لايزال يجري فيه هجرات واسعة للحيوانات البرية.[6]

منتزه Serengeti الوطني في تنزانيا.

يضم المنتزه أنواع كثيرة من الحيوانات مثل الغزلان، والأفيال، والزرافات، والحمير الوحشية، والأسود، والضباع، والنمور، والفهود، والتماسيح. كما يسجّل أكثر من 350 نوعًا من الطيور بما فيها النعام والنسور. بلا شك يمتلك المنتزه أهميةً بيئيةً كبيرةً، ويساعد في حماية التنوع الحيوي، وقد أُدرج ضمن قائمة اليونسكو كأحد مواقع التراث العالمي.[6]

يمكننا ضمان حياة كريمة للأجيال القادمة من خلال العناية بالاستدامة، والاستثمار في المساحات الخضراء الحضرية. وسواء كنت تتمتع بنزهة قصيرة في حديقة مجاورة أو أعجبت بمنتزه ضخم فإن هذه المساحات الخضراء تذكرنا دائمًا بأهمية الطبيعة في حياتنا.

المصادر

  1. Archdaily
  2. MVRDV
  3. 3DELUXE
  4. Archdaily
  5. Britannica
  6. Britannica

استكشاف مملكة لحيان في العلا

تتميز مملكة لحيان الغامضة، بطبيعتها الجميلة وثقافتها الثرية. إذ  تقع في قلب الشرق الأوسط، وهي تحتوي على مجموعة متنوعة من المزايا التي تجعلها مملكة فريدة من نوعها. ولكن هناك في لحيان أكثر من ما يبدو. في هذا المقال، سنطرح نظرة على أهميتها وميزاتها الجذابة.

موقع مملكة لحيان الحالي

تعتبر مملكة لحيان مملكة حضارية مهيبة تابعة لمملكة معين. وقد أقيمت في مستوطنة دادان وتيماء ومدائن الأسود وجبل عكمة إقليم الحجاز غرب شبه الجزيرة العربية. وتقع في الوقت الحالي في دولة المملكة العربية السعودية. وكانت تسمى في الفترة الأولى دادان ودامت دادان في مرحلتها الأولى في الفترة ( 600 ق.م – 100 ق.م). وثم في مرحلتها الثانية في الفترة الممتدة بين سنة 107م و150م.

أصل وتاريخ المملكة

في عصر ما قبل الميلاد أقامت جالية معينية قادمة من الجوف باليمن. دولة وحضارة في دادان وتيماء شمال الحجاز، كانت تسمى مستوطناتهم دادان. وفي فترة من الفترات أقام المعينون في مدينة دادان لتصبح عاصمة ثانية لهم في الشمال.

وتعد مملكة لحيان من أهم المحطات التجارية على طريق القوافل. مما جعل هذا الموقع يقوم بدور مهم في الحالة الاقتصادية للمجتمع المعيني . وتتميز العلا بقربها من ساحل البحر الأحمر فهي لا تبعد عنه أكثر من مسيرة خمسة أيام. حيث يتوجه التجار إلى الموانئ القريبة لإجراء عمليات البيع والشراء مع التجار الإغريق والمصريين وغيرهم.

نظام الحكم والملوك

تعاقب على حكم مملكة لحيان بعد إعادة بنائها مرة أخرى. واستقلالها عن الأنباط العديد من الملوك، منهم -بجانب تيمي- الملك تامني بن تيمي، والملك تارتلو الملقّب بـ”سكيوبس”، والملك عبدنان، والملك صلحان، والملك فضج، والملك عمدان، والملك شهر بن عاسفان. وغيرهم من الملوك الذين كانت تتميز فترات حكمهم بقصر مدّتها.

تميزت المملكة في عهد الملوك السابقين ب كثرة السرقة والحوادث وانتشر السكر والعربدة في الشوارع، وفَقَدَ المزارعون حماسهم والتجّار رزانتهم. ولم يكن الحكم مستقرًّا في المجمل، بل أن السلطة كانت في يد رئيس مجلس الشعب (هجبل). مما أدّى في النهاية إلى سقوط المملكة عام 150م. وتشتّت شعبها بين العراق وعاد ومكة وقليل منهم من بقيَ في العلا.

ديانة المملكة وأهم الآلهة

كانت ديانة اللحيانيين ديانة وثنية في المقام الأول تعتمد على تعدد الآلهة، ومن أبرز الآلهة التي كانت منتشرة في المملكة الإله ذو غابة. والذي كان يقع مقرّه في وسط العاصمة العلا، وكان هناك فناء كبير به حوض ماء يغتسل منه كل من يريد التعبُّد، وكان شعب مملكة لحيان يتقرّبون لآلهتهم بالدعاء والنذر لتوسيع الرزق وشفاء المرضى.

والدليل على ذلك إنه كان هناك شهر يُشدّ فيه الرحال إلى مقرّ الإله. حيث كانوا يقيمون بالقرب منه وينحرون الذبائح ويقدّمون النذور، ولم يكن ذو غابة هو الإله الوحيد. فهناك آلهة أخرى مثل الإله ود، والإله سلمان، والإله بعل سمن، والإله عجلبون. وكما كانت هناك حرية في التعبُّد دون قيود أو ضغوط أو استهداف من أنصار هذا الإله أو ذاك.

الثقافة واللغة والفنون

وقد تميزت هذه الحضارة العريقة في العديد من المجالات، مثل: الفنون والكتابة والتجارة والبناء، ولا تزال آثارهم باقية هناك حتى يومنا هذا. وكان اللحيانيون يتحدثون لغة عربية شمالية. وكان خطهم الذي يكتبون به هو الخط اللحياني المنبثق عن الخط المسند الجنوبي، وكانت حروف الهجاء عندهم 28 حرفًا كاللغة العربية اليوم. وتشير الوثائق والرسوم التاريخية إلى وجود مدارس لتعليم القراءة والكتابة في العلا، ما يبرهن على اهتمام مملكة لحيان بالتعليم والتعلم.

كما عرف اللحيانيون الموسيقى والفنون ويمارسون العزف على الآلات الوترية كالسمسمية والمزامير، وهو ما توثّقه الرسوم المنقوشة على بعض الواجهات الصخرية لجبل العكة. وبعض الجدران الأخرى في العلا، والتي كشفت عن امتهانهم لبعض المهن الفنية كالنحت والصياغة.

وتتميز منازلهم بالطريقة المعمارية التربيعية، أي بنوا البيوت بشكل مربّع لا تزيد فتحتها عن متر واحد، وعمقها في داخل الصخر حوالي مترَين، ومن أشهر البيوت بيت الأسدين. وكما تميّزوا بنحت الجبال واتخاذها بيوتًا للتباهي ودفن موتاهم بها، ومن أكثر مظاهر التحضر عند اللحيانيين حرية التملك للمرأة وهو ما أثبتتها نقوشهم.

النشاط الاقتصادي

ساعد الموقع الاستراتيجي للحيان في أن تكون قوة اقتصادية كبيرة. إذ كانت واحدة من أهم المحطات التجارية التي تربط بين الشرق والغرب، ما أهّلها لأن تكون قبلة القوافل التجارية، البرّية والبحرية، القادمة من الهند إلى مصر وبلاد الرافدين. وما حوّلها مع مرور الوقت إلى سوق كبير للتجارة الحرة بين الحضارات التي كانت متواجدة في ذلك الوقت. وكما تميّزت مملكة لحيان بتجارة وتصدير البخّور والعطور والبهارات، بجانب المواد الغذائية أبرزها الحبوب والتمور والأعلاف.

كما ازدهرت الزراعة بفضل مصادر المياه المتوفرة، سواء كانت مياه جوفية يتمّ استخراجها عن طريق حفر الآبار، أو مياه الأمطار والسيول وبناء السدود. ومن ثم تميّزت منطقة شمال الجزيرة العربية، بالرخاء الزراعي والحدائق الغنّاءة والمزارع المنتشرة، وقد وثّقت النقوش التي وُجدت في العلا وجود بعض المحاصيل الزراعية كالنخيل.

ومن المؤكد أن الزراعة لا تقوم في مكان ما إلا إذا توفرت به المياه. وسواء كانت هذه المياه جوفية يتم استخراجها عن طريق حفر الآبار. أو بناء السدود التي تحجز خلفها مياه السيول والأمطار. وعلى هذا الأساس قامت الزراعة في مدن شمال الجزيرة العربية كالمملكة وما جاورها.

وتشير النقوش المعينية التي تم العثور عليها بالمنطقة إلى وجود محاصيل زراعية أبرزها ثمار النخيل. ويعتبر التمر مصدر رئيسي في الغذاء للحاضرة والبادية. لاحتوائه على أهم العناصر الغذائية وكذلك لسهولة تخزينه وقابليته للتخزين لمدَّة طويلة. وكذلك لسهولة نقله من مكان إلى آخر. وللنخيل فوائد كثيرة فمن سعفه تصنع البسط ومــن ليفه تصنـع الحبال ومــن جذوعه تسقف المنازل. فقد كان النخيل له فوائد عديدة لذلك نرى المعينيين الشماليون اهتموا بزراعته في ذلك الوقت.

أشهر الآثار المكتشفة في لحيان

يوجد العديد من المكتشفات الأثرية الخاصة بهذ المملكة ومن بينها:

تماثيل لحيانية

تمثال الملك اللحياني هو عمل فني منحوت من الحجر الرملي الأحمر. إذ يُمثل أحد الملوك اللحيانيين، ويعود إلى الفترة ما بين القرن الخامس والقرن الثالث قبل الميلاد. يصل ارتفاع التمثال إلى 2.3 متر، ويزن 800 كليو جرام، كما يظهر النحت عضلات الجذع في البطن والصدر.

  مدائن الأسود (مقابر الأسود)

توجد في مملكة لحيان مئات المقابر وأبرزها المنقوش في الواجهة الصخيرة جنوب الموقع مما يدل على المكانة الاجتماعية لمن دفنوا هناك، وتضم مقبرة الأسود قبوراً منحوتة في الصخر ومزينة بنقوش من الأسود في واحة دادان القديمة، ومن المعتقد أنها كانت خاصة بحكام محليين أو بأشخاص مؤثرين آخرين. وتتألف هذه القبور من فتحات مربعة الشكل على ارتفاعات مختلفة من جانب جبل دادان. إذ يبلغ عمق تجاويفها حوالى مترين، ويعود تاريخها تقريباً إلى القرن الخامس قبل الميلاد؛ فهي الفترة المحتملة لاستيلاء مملكة دادان على المنطقة. ويذكر الباحثون أن اختيار رسم الأسد على واجهات هذه المقابر. هذا كان بسبب ما يمثله الأسد من رمز للقوة والمنعة في ثقافات العالم القديم.

  آثار جبل عكمة

تحول جبل عكمة الأثري شمال العلا إلى وجهة سياحية متفردة يقصده الزوار من مختلف دول العالم. بعدما أعادت الهيئة الملكية لمحافظة العلا، المكان إلى متحف نابض بالحياة ليكون جزءاً من التراث العالمي، فقد يحتوي «عكمة» على كتابات ونقوش الأثرية تعود إلى الحضارة اللحيانية في القرن السادس قبل الميلاد إلى القرن الثاني قبل الميلاد. وهو عبارة عن واد ضيق ينحدر من جبل عكمة وعلى بعد ثلاثة كيلومترات من مدينة العُلا، وهو ذو لون داكن يميل للون الأحمر، وشاهق الارتفاع، وكما توثق هذه النقوش والكتابات تاريخ مملكة لحيان وحضارتها وتفاعلاتها المجتمعية وعلاقاتها الخارجية وتنظيماتها وقوانينها الداخلية.

ويعد الجبل جزءًا من تاريخ وحضارة مملكة لحيان وهو أكبر مصدر معلومات عن الاقتصاد والتجارة والخراج والضرائب. وكان موقعًا مهيبًا على طرق التجارة القديمة، ويضم أكثر من 500 كتابة منحوتة على المنحدرات والواجهات الصخرية التي تعود إلى الفترتين الدادانية واللحيانية، ويعد أكبر مكتبة مفتوحة في الجزيرة العربية.

1. Research
2. Research
3. Jornals
4. Britannica
5. Britannica
6. Britannica

ما دور المساحات الخضراء في العمارة المستدامة؟

يسيطر الفولاذ، والخرسانة، والزجاج على أفق مدننا الصاخبة، وقد يبدو الزحف العمراني أحيانًا بلا نهاية. وتبرز في زحمة المباني الكثيرة المساحات الخضراء كرئتين حيويّتين لمدننا، فتربطنا مع الطبيعة. ولا شك أن العشب والأزهار يثيران مشاعر البهجة والراحة لدينا، فما أهمية المساحات الخضراء في التخطيط العمراني؟

ارتفاع درجات الحرارة في المدن

امتلأ ثلث مركز فينيكس أريزونا للحروق بالمصابين بحروق شديدة إثر سقوطهم على شوارع المدينة الإسفلتية في تموز سنة 2023. وصدرت تنبيهات عامة تحذّر السكان من مخاطر الحرارة المرتفعة للأسفلت والتي قد تصل إلى 82 درجة مئوية في فترة ما بعد الظهر. وقد حدثت هذه الحروق بسبب التعثر العرضي في الشوارع، أو من حالات الإغماء الناجمة عن الحرارة الشديدة. وقد أثبتت أغلب مدننا أنها لا تستجيب للتغيّر المناخي، والاحتباس الحراري الحاصل، لذلك قدّم المخططون العمرانيون المساحات الخضراء كحل محتمل للتخفيف من شدة الإجهاد الحراري في الأماكن العامة. [1]

ماذا يقصد بالمساحات الخضراء؟

خلقت عملية التحضّر السريع بيئةً غير طبيعية، ويتّفق اليوم المخططون، وعلماء البيئة، والاقتصاد، والاجتماع على ضرورة وجود مساحات خضراء تتخلّل المدينة. وتضم المساحات المفتوحة العامة والخاصة التي تغطيها النباتات في المقام الأول، وتشمل المنتزهات، والحدائق، والمزروعات بين فواصل الطرق وعلى جوانب الشوارع، وغيرها من المسطّحات الخضراء.[2]

مستويات المساحات الخضراء

تصنّف المساحات الخضراء عادةً في 3 مستويات؛ على المستوى الإقليمي، ومستوى المدينة، ومستوى الحي، وتختلف نسبتها ومساحتها بحسب مستواها. وتمتلك عمومًا شخصيتين رئيسيتين تميّزها وهما البنية والنمط. فالبنية هي الخصائص الرأسية للمناظر الطبيعية بما في ذلك أنواع النباتات المزروعة، وأنواع الموائل، والأشكال البيئية. بينما النمط هو الخصائص الأفقية مثل الترتيب المكاني للمزروعات، وأحجامها، وربط المناطق البيئية ببعضها.[2]

فوائد المساحات الخضراء

على مستوى البيئة

يعد تلوث الهواء والضوضاء ظاهرةً شائعةً في المناطق الحضرية، وينتجان عن وجود العديد من الآليات التي تطلق أول وثاني أكسيد الكربون، وبسبب انبعاث الغازات من المصانع مثل ثاني أكسيد الكبريت، وأكاسيد النتروجين التي تعتبر شديدة السميّة للبشر والبيئة على حد سواء. ويمكن أن يقلّل تخضير المناطق الحضرية من ملوثات الهواء عندما تحتجز النباتات جزيئات الغبار والدخان. وقد أظهرت الأبحاث أنه في المتوسط يمكن ترشيح حوالي 85% من ملوثات الهواء في الحدائق. ويمكن كذلك أن تقلّل المسطّحات الخضراء من مستويات الضوضاء اعتمادًا على كميّتها، ونوعيتها، وبعدها عن مصدر التلوث.[2]

تعمل المساحات الخضراء كمركز حماية لتكاثر الأنواع، والحفاظ على النباتات، والتربة، ونوعية المياه. على سبيل المثال؛ تخفّف المساحات الخضراء من مياه العواصف مما يشكّل تدبيرًا جيدًا لتقليل حدّة الفيضانات. كما تعد صلة وصل بين المناطق الريفية، والحضرية فهي تشعر سكانها بالتغيّر الموسمي، وتربط المدن بعالم الطبيعة. بالإضافة إلى ذلك، توفّر المسطّحات الخضراء للمدن خدمات النظام البيئي التي تتراوح من الحفاظ على التنوع البيولوجي إلى تنظيم المناخ.[2][3]
تحدث في المدن ظاهرة الجزر الحرارية إذ تمتص الأسطح البيتونية والزجاجية الحرارة، وتحتفظ بها، وتعكسها. نتيجةً لذلك، ترتفع درجات الحرارة في المدن بمقدار 5 درجات مئوية تقريبًا عن محيطها. وتستطيع الغابات، والغطاء النباتي، والمسطحات المائية تخفيف حدة هذه الظاهرة.[2]

على مستوى الاقتصاد

تُحسّن النباتات دوران الهواء، وتوفّر الظل مما يساعد على التبريد، وخفض درجات الحرارة بالتالي تقليل تكلفة الطاقة اللازمة لتبريد المباني. على سبيل المثال؛ كشفت دراسة في شيكاغو أن زيادة مساحة الغطاء النباتي بنسبة 10% يمكن أن يخفّض إجمالي الطاقة اللازمة للتدفئة والتبريد بنسبة 5-10%. [2]

كما تدل المؤشرات أن المساحات الخضراء تزيد من قيم العقارات، وإعادة التحوّل المالي لمطوّري الأراضي بنسبة تتراوح بين 5-15% بحسب نوع المشروع . فمثلًا أدى تجميل سنغافورة وماليزيا، والاهتمام بالغطاء النباتي إلى جذب استثمارات أجنبية كبيرة ساعدت على النمو الاقتصادي.[2]

على مستوى المجتمع

يلبّي الناس معظم احتياجاتهم الترفيهية داخل المنطقة التي يعيشون فيها، وتوفّر المساحات الخضراء مكانًا مناسبًا لهم. على سبيل المثال؛ أشارت دراسة أجريت في هلسنكي عاصمة فنلندا إلى أن أغلب السكان -حوالي 97% منهم- يشاركون في أنشطة ترفيهية في الهواء الطلق خلال العام. ويقوم نصف النزلاء بزيارات في الهواء الطلق على أساس يومي أو كل يومين. أيضًا تستقطب حديقة Chapultepec في المكسيك 3 ملايين زائر في الأسبوع يستمتعون بمجموعة واسعة من الأنشطة الترفيهية.[2]

حديقة Chapultepec في المكسيك.

يؤثر الغطاء النباتي على الصحة البدنية للإنسان، ويقلّل عمومًا مستوى الإجهاد والضغط. وقد أظهرت دراسة أن المرضى الذين واجهت غرفهم الحديقة في المستشفيات، كان شفاؤهم أسرع بنسبة 10% واحتاجوا إلى 50% دواء أقل قوة لتخفيف ألمهم مقارنةً مع المرضى الذين واجهت غرفهم جدار المبنى.[2]

يؤثر تدهور البيئة في الأحياء السكنية سلبًا على شعور السكان بالأمن، وقد يزيد من احتمال حدوث الجرائم. وتفيد دراسة أمريكية أن تخضير المدن قد يقلّل ذلك، ويرافق ذلك زيادة في النشاط البدني حيث يميل الناس إلى ممارسة الرياضة في بيئة أكثر نظافةً، واخضرارًا، وأمانًا. بالإضافة إلى ذلك، توفّر المساحات الخضراء فرصًا للتفاعلات الاجتماعية مما يساعد في الحد من العزلة، ويعتبر هذا العامل مهمًا بشكل خاص لفئات المسنين.[3]

لماذا يقصد الناس المساحات الخضراء؟

يهتم المخطّطون لفهم سبب ذهاب الناس إلى المساحات الخضراء، وهي أسباب متنوعة على نحو لا يثير الدهشة. وغالبًا ما يكون الغطاء النباتي مكانًا لممارسة الرياضة والنشاط البدني سواءً على أساس فردي أو جماعي. وتشمل الاستخدامات الأخرى الاسترخاء، والحد من الإجهاد أو التواصل مع الطبيعة، أو طريق للتنقّل. ولا يرى جميع المستخدمين المساحات الخضراء بنفس الطريقة، نتيجةً لذلك يستوجب على المخطّطين دراسة تنوّع الأسباب من أجل الوصول إلى التخطيط العمراني الفعّال.[3]

أشارت دراسة أسترالية أن الفئات المختلفة للمستخدمين تمتلك متطلبات مختلفة من المساحات المفتوحة. على سبيل المثال؛ قد يجد البعض أن المسطّحات المائية هادئة، وجذابة في حين قد ينظر إليها آباء الأطفال الصغار على أنها خطر على سلامة أطفالهم.[3]

محدّدات استخدام المساحات الخضراء العامة

تعتبر محدّدات استخدام المساحات الخضراء العامة معقدةً، ومترابطةً، ومتغيرةً كما يحدد حجمها كيفية استخدامها حيث أن المساحات الأكبر تكون عرضةً أكثر للاستخدام في الرياضة. بينما تستخدم المساحات الأصغر في المقام الأول من أجل الراحة والتفاعل الاجتماعي. ذكرت بعض الدراسات كذلك أهمية الوصول إلى المساحات الخضراء، واعتبرت أن المسافة المثلى للوصول تكون أقل من 0.5 كم أو 5 دقائق للمشي. كما أن سهولة الوصول مهمة مثل وجود مسارات للدراجات، والحد الأدنى من العوائق كعدم الحاجة إلى عبور طرق مزدحمة. مثلًا أظهرت دراسة في أودنسي في الدنمارك أن 46% من المستطلعين لم يستخدموا المسطّح الأخضر الأقرب إليهم، بينما وجدوا أن الذين أنجبوا طفلًا دون 6 سنوات، أو يرعون كلبًا، أو يعانون من صحة سيئة هم أكثر احتمالًا لاستخدام أقرب مساحة خضراء إليهم.[3]

تعد مفاهيم النظافة، والأمن، والسلامة محدّدات مهمة، إذ غالبًا ما ترتبط المساحات العامة المهجورة بأنشطة بغيضة مثل القمار غير القانوني، والتشرد، والبغاء فضلًا عن الجريمة، والتخريب. مما ينعكس سلبًا على بعض فئات المستخدمين ولاسيما النساء، والأطفال، والمسنين. بالإضافة إلى ذلك، تلعب مشاعر التماسك الاجتماعي دورًا مهمًا في لجوء الأفراد إلى الحدائق العامة، وقد تكون المجموعات العرقية والأقليات أقل احتمالًا لاستخدامها. [3]

مستقبل مستدام للمدن

في إطار السعي إلى تحقيق التنمية الحضرية المستدامة يبرز الدمج بين الهندسة المعمارية والمساحات الخضراء كأداة قوية لإنشاء مدن فعّالة، ونابضة بالحياة، وشاملة للجميع. فلا يكمن مستقبل العمارة في المباني الشاهقة، وناطحات السحاب فحسب بل في التكامل السلس للطبيعة مع المنشآت المبنية.

المصادر

  1. Archdaily
  2. Research Gate
  3. National Library of medicine

ما هي أنواع الشعر؟

يمتلك الشعر أنواع مختلفة مثلما تمتلك البشرة أنماطا متباينة. إذ يتحدد نمط شعرك تبعا لمجموعة من العوامل منها وراثية، ومنها مكتسبة من البيئة المحيطة [1]. وعليه لا بد أن يمتلك الشعر روتين للعناية مثلما تمتلك البشرة روتين يومي للعناية بها. للمزيد حول روتين العناية بالشعر إليك المقال التالي.

أنواع الشعر:

يتحدد مدى تجعد شعرك عن طريق شكل جريب الشعر. فكلما كان شكله غير متناظر كلما ازداد تجعد الشعر. ومن الجدير بالذكر، أن أنواع الشعر تمتلك تصنيفات رئيسية وفرعية [1].

الشعر الأملس:

لا يمتلك هذا النمط تصنيفات فرعية. ويمكن تعريفه على أنه النمط، الذي يكون الشعر فيه أملس من الجذر إلى الأطراف. إضافة إلى ذلك، يميل الشعر في هذا النمط إلى زيادة إفراز الدهون في الفروة مما يجعله دهنيا. وعليه، يراعى في اختيار منتجات العناية به، أن تكون خفيفة القوام لا تضيف مزيدا من الزيوت له. ويفضل استخدام “الشامبو الجاف- dry shampo”(شامبو على شكل بخاخ يتم تنظيف الشعر عن طريق رشه على الفروة) لتنظيف الشعر [1].

الشعر المموج:

يمتلك هذا النمط ثلاثة تصنيفات فرعية.

Type2A

يكون الشعر أملس من الجذر إلى حوالي مستوى العين، ومن ثم يتجعد بشكل خفيف إلى نهاية الشعر. ويفضل هنا استخدام أقنعة الشعر أو الجل المصفف لتحديد تجعدات الشعر [1].

Type2B

وعلى غرار النمط السابق، يكون الشعر أملس من الجذر إلى حوالي مستوى العين ثم يتجعد. مع ملاحظة أن التجعد أكثر حدة من سابقه. ويمكن أن يحتاج إلى جهد إضافي لجعله أملس عند تصفيفه [1].

Type2C

يصبح تجعد الشعر محددا أكثر من النمطين السابقين. إذ يتخذ شكل حرف S واضحا نوعا ما. وقد يبدأ التجعد من الفروة ويستمر إلى الأسفل. يميل هذا النمط إلى السماكة والتجعد بسرعة عند التعرض للرطوبة [1].

الشعر المجعد:

يمتلك هذا النمط تصنيفين فرعيين.

Type3A

يلاحظ في هذا النوع التجعد بكامل الشعر. ويؤدي تمشطيه إلى إتلاف التجعيدة الطبيعية فيه وتناثر الشعر بشكل غير متناسق. لذلك يفضل استخدام منتجات تحافظ على تجعداته الطبيعية [1].

Type3B

يبدأ تجعد الشعر من الفروة ويكون بشكل حلزوني مميز. يراعى في المنتجات المستخدمة للعناية عدم احتوائها على السيليكون أو السلفات. فعلي الرغم من أنها تخفف بشكل مؤقت من تجعده، إلا أنها تسبب جفاف الشعر وتؤدي إلى تقصفه [1].

Coils hair:

يمتلك هذا النمط ثلاثة تصنيفات تحت رئيسية.

Type4A

يتخذ الشعر هنا شكل حرف S. ويعتبر هذا النوع من أكثر الأنواع حساسية. إذ يحتاج إلى ترطيب عال من خلال منتجات ثقيلة القوام كالزبدة والكريمات المرطبة التي توضع بعد الاستحمام [1].

Type 4B

يتسم هذا النمط ب “الشكل المتعرج- zig zag”. وينصح بفك التشابك بين خصلات الشعر عبر وضع كميات كبيرة من البلسم عليه وهو مبلل. ومن ثم يتم تقسيم الشعر إلى أربعة أقسام مع وضع كريم التصفيف على طول تجعيدة الشعر ولفها حول لفافة الشعر [1].

Type4c

يعتبر هذا النمط الأكثر تجعدا بين الأنماط الأخرى، والأشد هشاشة بين أنماط الشعر. وذلك يعود لتأثره السريع بالرطوبة المحيطية. وتعد المنتجات الحاوية على زيت جوز الهند أو زبدة الشيا [1].

العوامل المؤثرة في نمط الشعر:

“المسامية- porosity”

يقصد بمفهوم مسامية الشعر هو احتواءه على العديد من الفتحات أو المسامات الموجودة بالطبقة السطحية له. ويمكن أن يكون الشعر طبيعيا مساميا أو يكتسب المسامية بعد تعرضه للحرارة أو مواد التصفيف الكيميائية [1]. وتكمن أهمية هذه الفجوات أنها تسمح بامتصاص الشعر بشكل جيد للرطوبة. إذ يمتص الشعر رطوبة الجو ويصبح متناثرا. قد تبدو هذه الميزة غير محبذة، ولكنها تسمح بامتصاص جيد لمرطبات الشعر. ومن الجدير بالذكر، أنه كلما كان الشعر أقل مسامية أدى إلى زيادة مقاومته للرطوبة [1].

بالإضافة إلى ما سبق، جففي شعرك بالمجفف بعد الاستحمام لأن هذا يساعد على فتح مسام الشعر وزيادة امتصاصيته لمستحضرات الترطيب كبديل الزيت وزبدة الشعر وغيرها [1].

كثافة الشعر:

إذا كنت تجدين صعوبة في رؤية فروة الرأس فهذا يعني امتلاكك لشعر كثيف. من جهة أخرى، رؤية فروة الرأس دون حتى تفريق الشعر يرجع لامتلاكك شعر خفيف [1]. تتأثر الكثافة بمجموعة من العوامل منها: انقطاع الطمث، التغذية، الحمل الهرمونات، والعمر [1].

نستخدم منتجات كالبخاخ والأقنعة الخفيفة في حالة امتلاك شعر منخفض الكثافة، ونبتعد عن المنتجات الثقيلة كالزيوت التي تسطح الشعر [1]. بينما نستخدم منتجات تضفي لمعانا للشعر كالزيوت والسيرومات الثقيلة في حالة امتلاك شعر كثيف [1].

هل نمط الشعر وراثي أم مكتسب؟

تلعب العوامل الجينية الدور الرئيسي في تحديد نمط الشعر سواء أكان أملس أو مجعدا أو مموجا. وكذلك الأمر، في حال سماكة الشعر فهي تحدد كثافته. ولا بد من أن ننوه هنا، بأنه لا يمكن تحديد جين معين مسؤول بشكل كلي عن شكل الشعر. إذ تختلف الجينات المسؤولة حسب اختلاف العرق. فنلاحظ على سبيل المثال، الجينان EDAR، FGFR2 مسؤولان عن ملمس الشعر عند الآسيويين. بينما يرتبط الجين TCHH باختلاف نمط الشعر عند الأوربيين [2].

7 نصائح للعناية بالشعر:

  1. اغسلي الشعر تبعا لنمطه، فإذا كان دهنيا ستضطرين إلى غسله يوميا. بينما إن كان جافا، سوف تميلين إلى غسله بشكل أقل خلال الأسبوع [3].
  2. ركزي على تنظيف فروة الرأس بالشامبو. واتركي رغوة الشامبو تغسل بقية الشعر. إذ أن تطبيق الشامبو على الأطراف بشكل مباشر يؤدي إلى فقدان رونقه وجعله باهتا [3].
  3. استخدمي بلسما بعد الشامبو، وقومي بوضعه فقط على الأطراف وليس على فروة الرأس. إذ يعيد بلسم الشعر اللمعان والحيوية له [3].
  4. استخدمي منتجات مناسبة لنوع شعرك، سواء أكان معالج كيميائي أو مجعد [3].
  5. احمي شعرك أثناء السباحة. إذ يلحق الكلور في المسابح الأذى الشديد بالشعر. وعليه لا بد من استخدام شامبو وبلسم مخصصين لبعد السباحة [3].
  6. التغذية المتوازنة: احرصي على دعم غذائك بالمنتجات الغنية بالأوميغا كالمكسرات والأفوكادو [4].
  7. احرصي على احتواء المكمل الغذائي الذي تتناوليه لصحة الشعر على مجموعة العناصر التالية: زنك، سلينيوم، حديد، فيتامينات A، C، D. إذ ترتبط هذه العناصر بالحفاظ على صحة الشعر وحيويته [4].

المراجع:

  1. healthline
  2. medlineplus
  3. AAD
  4. healthline
Exit mobile version