تأثير فيرتر، كيف تنتشر عدوى الانتحار؟

الانتحار السبب الأكثر شيوعًا للوفاة من بعد الحوادث. ويجادل العديد من العلماء في كونه ظاهرة فردية أم اجتماعية. والحقيقة أن ظاهرة الانتحار تتأثر بكلا العوامل الفردية والاجتماعية. لكن يبقى السؤال عن دور الإعلام الذي يؤثر في كافة جوانب حياتنا، فكيف يكون تأثيره في الترويج لظاهرة مثل ظاهرة الانتحار؟

حقوق الصورة: medium

ما هو تأثير فيرتر؟

تأثير فيرتر هو محاكاة للانتحار بعد انتحار تم الترويج له إعلاميًا، ويؤدي لموجة انتحارات جماعية. يعود أصل المصطلح إلى رواية غوته أحزان الشاب فيرتر التي سميت تيمناً بما حدث بعد انتشار الكتاب من محاكاة للشباب لسلوك شخصية فيرتر.
أول من استخدم مصطلح التأثير هذا علميًا هو ديفيد فيلبس عام 1974، بعد قيامه بدراسة تعد من الدراسات الرائدة حول الانتحار بالمحاكاة. وأثبت أن للإعلام دور كبير في زيادة معدلات الانتحار، ولهذا السبب نشرت منظمة الصحة العالمية مبادئ توجيهية لتحدد لوسائل الإعلام الطريقة الصحيحة للإبلاغ عن الانتحارات حتى لا يكون لها نفس الأثر. [1]

أحزان الشاب فيرتر

عام 1774 نشر الأديب الألماني غوته روايته الرومانسية “أحزان الشاب فيرتر”، التي تروي عبر عدة رسائل كتبها بطل القصة فيرتر. وهو فنان شاب حساس وعاطفي في مقتبل العمر يعشق فتاةً لم تبادله الحب. فيرتر الذي لم يتمكن من إيقاف قلبه عن عشق الفتاة التي كانت مخطوبة لشخص آخر، طور صداقته معها ومع خطيبها. لكن تعلقه الشديد بها لم يمكنه من مواصلة حياته ولم يرَ سبيلًا سوى الانتحار. فقام بإطلاق النار على نفسه ومات تاركًا وراءه خطاب وداع وجد بعد وفاته. [1]

أول انتشار للظاهرة بعد نشر الكتاب:

بعد نشر الكتاب عام 1774 وشيوعه لوحظت أول ظاهرة للانتحار بالمحاكاة. فقام العديد من الشبان بمحاكاة سلوك فيرتر، في الملبس والتفكير، وانتهى الأمر بانتحار العديد منهم بنفس الطريقة. إطلاق النار على نفسهم عند المرور بعلاقات فاشلة كتعبير عن اليأس من الحياة.
أدى هذا الأمر لمنع الكتاب في العديد من البلدان ولأعوام عديدة. ومنها نشأ مفهوم “تأثير فيرتر” في الأدبيات المعاصرة لوصف حالات الانتحار بالمحاكاة بعد الترويج للانتحار إعلاميًا. [1]

الانتحار بالمحاكاة:

المحاكاة أو التقليد نوع من أنواع التعلم الاجتماعي ويعرف بأنه عبارة عن نسخ لسلوك آخر، ومحاكاةً لسلوكه بشكل مباشر أو غير مباشر. والانتحار سلوك قابل للمحاكاة كأي سلوك آخر يمكن محاكاته إذا تم تحفيز الفرد للقيام به. وفي غياب عوامل الحماية فإن الفئات الأكثر هشاشة عاطفيًا هي الأكثر عرضة لمخاطر عدوى الانتحار. وينتشر السلوك خلال نظام مدرسي أو مجتمع ما، أو من حيث موجة انتحار تعقب وفاة المشاهير. أبرز الأمثلة التي ألهمت الناس للانتحار هي حادثة انتحار الموسيقي الأميريكي كورت كوبين والموسيقي الياباني هايد. وتسمى هذه الموجة الانتحارية التي تلي الانتحار المحفز للبقية باسم “العنقود الانتحاري”. [2]

العوامل الديموغرافية والزمنية للانتشار:

بالرغم من أن معظم الأدلة على أن للإعلام دورًا كبيرًا في تشكيل الانتحارات العنقودية “تأثير فيرتر” غير مرضية تمامًا. فمن الصعب المعرفة إن كان المنتحر على دراية بقصة الانتحار المحفز وإن كان هذا ما ألهمه أم هي عوامل أخرى يصعب استنتاجها. لكن يبقى هناك العديد من الأدلة التي يمكن قبولها لرواج هذه الظاهرة. [3]
تحدث هذه الظاهرة غالبًا بعد أيام أو أسابيع من الترويج لخبر الانتحار كموت أحد المشاهير، وفي حالات نادرة قد تستمر أكثر من ذلك. وبحسب نظرية التأثيرات التفاضلية، يميل الأشخاص الذين يقومون بفعل المحاكاة لأن يكونوا من نفس عمر وجنس الشخص الذي قام بالفعل. [4]


معيار العمر في انتشار الظاهرة:

تستجيب الجماهير الشابة مثل المراهقين، والمتقدمين في السن أكثر في حالات الموجات الانتحارية. وتعد هاتان الفئتان الأكثر هشاشة وعرضة للانتحار بعد الترويج له. يميز التحليل البعدي للدراسات المستندة إلى متغير تابع يقيس مخاطر انتحار الشباب من (10 إلى 34 عام) وخطر الانتحار في منتصف العمر بين 35 و64عام، وخطر الانتحار لدى المسنين فوق 65 عام، وجدت أن الفئتين الأولى والأخيرة هم الأكثر عرضة لمحاكاة هذا السلوك. [3]

دور الإعلام في الترويج للانتحار:

تم تأطير التفسيرات في دور الإعلام في الترويج للانتحار من منظور نظرية التعلم الاجتماعي. فيتعلم العديد من الناس أن الانتحار هو وسيلة للتخلص من المشاكل ويقلدون هذا السلوك. وعلاوة على ذلك فإن وجود اضطراب نفسي لدى الشخص يزيد من مخاطر تقليده للسلوك عند سماعه للخبر.
هناك تفسيرات تدور حول عملية التعلم الخاصة بنظرية التعريف التفاضلي. فالناس الذين يشعرون بأنهم معنيون بالقصة وحادثة الانتحار، أو بإمكانهم تخيل نفسه في نفس الظروف يميلون أكثر لمحاكاة السلوك. وهناك مجموعة ثالثة من التفسيرات لا ترتبط بخصائص القصة تحديدًا، وإنما بالعوامل النفسية للجمهور، مثل ارتفاع معدلات الطلاق أو البطالة التي تؤثر على المزاج العام للجماهير وتحفزهم للهروب من واقعهم. [3]

تأثير “باباغينو” المضاد لتأثير فيرتر:

تأثير باباغينو هو التأثير الذي يعاكس تأثير فيرتر. وذلك بقيام وسائل الإعلام بتسليط الضوء على خبر الانتحار ولكن دون تجميله وتحميله المعاني العاطفية، بل بطرح حلول وجعل الخبر توعويًا أكثر من أن يكون محفزًا للانتحار. وباباغينو شخصية من أوبرا القرن الثامن عشر “الفلوت السحري”. عانى من حب من طرف واحد مثل فيرتر، وفكر بالانتحار حتى ساعدته شخصيات أخرى في القصة وقدمت له حلولًا بديلة عن الانتحار. أي حتى لو تضمن الخبر أفكار إيذاء النفس لكنه يمكن أن يكون توعويًا بدلًا من أن يكون تشجيعيًا. [4]
حددت المنظمات العالمية مثل منظمة الصحة العالمية، إرشادات لوسائل الإعلام في طريقة نشر الخبر، تؤكد الإرشادات هذه على اعتبارات مثل الحد من مقدار تغطية الخبر، وتجنب الإثارة في التغطية وحذف المعلومات التفصيلية عن طريقة الانتحار. وكما هو متوقع من نظرية التعلم الاجتماعي فكلما زادت التغطية للخبر كلما ارتفع معدل الانتحارات. [3]
تم تأكيد صحة تأثير باباغينو تجريبيًا لأول مرة عام 2010 من قبل مجموع نمساوية برئاسة توماس نيدركروتينثالر. وأشارت نتائج هذه الدراسة بشكل واضح إلى أن منع انتشار السلوك الانتحاري أمر ممكن وقابل للتطبيق من قبل الإعلام، وذلك عن طريق تقديم طرق لمواجهة أزمات كهذه، توعية حول الأمراض النفسية، أهمية مراجعة طبيب نفسي وما إلى هنالك من أمور تساعد الشخص الذي قد يفكر بالانتحار. [1]

الانتحار كان وما زال من أكثر المواضيع الشائكة والمعقدة، ولكنه من دون شك أكثرها خطرًا. وازدياد سرعة انتشار الخبر على وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين، توعوي من جهة ولكنه قد يكون تحفيزيًأ من جهة أخرى. الأفضل للحفاظ على الصحة النفسية الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي في خضم انتشار خبر عن انتحار أحد المشاهير، والتحكم بما نتابع من أخبار في أي مكان. فالإعلام دائمًا شره لجذب المتابعين بشتى الطرق، حتى لو كانت هذه الطرق ضارة للمشاهد.

أساليب السيطرة القسرية

أساليب السيطرة القسرية

يمكن أن تُعيق الحقائق الخفية للإيذاء النفسي الضحايا وتجعل من الصعب عليهم المغادرة من العلاقات السامة. إذ يوجد سؤال مهم يتبادر إلى أذهاننا، لماذا ضحية ما لا تترك تلك العلاقة التي تأذيها؟ وقد تبدو الإجابة واضحة وهي الإبلاغ عن الشخص المؤذي وترك العلاقة مثلًا، لكن الوضع أكثر تعقيدًا.

توجد العديد من التفسيرات لسبب عدم ترك بعض الضحايا لمعتديهم، وأكثر تلك الأسباب شيوعًا هو الخوف.

على الرغم من اختلاف التعريفات، يوصف الخوف بأنه عاطفة غير سارة وتكون قوية بسبب التوقع أو الإدراك بالخطر. يمكن أن يتراوح الخوف مثل معظم المشاعر من البسيط إلى الشديد. قد يكون الخوف حقيقًا أو يُنظر إليه على أنه حقيقي. بغض النظر عن تصور الضحية، فالخوف عاطفة قوية يمكن أن تؤثر علينا جسديًا وعاطفيًا. عندما تتخذ الضحية قرارًا بترك تلك العلاقة المؤذية. يمكن أن تكون الفترة أثناء ذلك القرار وبعده أكثر خطورة من الإذاء نفسه. في هذا المقال ستتعرف على السبب وراء صعوبة التخلي بسهولة والهرب من الشخص الذي يستخدم سلوك السيطرة القسرية وستتعرف على أساليب السيطرة القسرية.

ما هي السيطرة القسرية؟
السيطرة القسرية هي مسار استراتيجي للسلوك القمعي قائم على النوع الاجتماعي من خلال حرمان الفرد من حقوقه وحرياته وإقامة نظام للسيطرة على الحياة الشخصية.

إذ أن 60٪ إلى 80٪ من جميع النساء اللواتي تعرضن للإيذاء يتعرضن لسيطرة قسرية تتجاوز الإساءة الجسدية. ترتبط السيطرة القسرية ارتباطًا وثيقًا بالقتل. حيث قُتل 3200 جندي أمريكي في المعارك بين عامي 2000 و 2006 ولكن خلال نفس الفترة، قُتِل أكثر من ثلاثة أضعاف عدد النساء على يد أزواجهن أو أصدقائهن.

تُقتل امرأة كل 16 ساعة في الولايات المتحدة على يد شريك حالي أو سابق.

دور اضطراب الشخصية النرجسية (NPD)


‏ تشير بعض الأدلة إلى أن اضطراب الشخصية النرجسية والسيطرة القسرية شائعة بين مرتكبي العنف الأسري. غالبًا ما يوصف الأفراد المصابون بـاضطراب الشخصية النرجسية بأنهم أنانيون ومتلاعبون…

كيف تعرفهم؟

حب الذات، الانشغال بأوهام النجاح غير المحدود أو القوة أو التألق أو الجمال أو الحب المثالي،‏ الاعتقاد بأن المرء خاص ولا يمكن فهمه أو الارتباط به إلا من قبل أشخاص أو مؤسسات خاصة. كذلك لديهم حاجة للإعجاب المفرط من قبل الأخرين، وإحساس بالاستحقاق (معاملة خاصة)، و‏ استغلال الآخرين.

إضافة إلى قلة التعاطف، و‏الاعتقاد بأن المرء منهم موضع حسد، وسلوكيات أو مواقف متعجرفة أو متعالية.

دعنا في هذا المقال نذكر لك 12 من أساليب السيطرة القسرية يستخدمها من يتبعون ذلك السلوك.

عزلك عن أي داعم لك

يحاول الشريك المسيطر عزلك عن الأصدقاء والعائلة أو الحد من التواصل معهم حتى لا تتلقى الدعم المحتاج إليه ومن الأساليب التي يستخدمها:

  • اقتراح حسابات مشتركة على الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي.
  • نقلك بعيدًا عن عائلتك لتصعيب زيارتهم عليك.
  • مراقبة جميع مكالماتك الهاتفية مع عائلتك ومنع محاولة تدخل أي شخص.
  • اقناعك أن عائلتك تكرهك ولا تريد التحدث معك.

مراقبة نشاطك على مدار اليوم


يحاولون الحضور معك ومراقبتك بكل مكان، يفعلون ذلك باستخدام أساليب كثيرة عن طريق توصيل الأسلاك بمنزلك بالكاميرات أو أجهزة التسجيل في كل مكان.

حرمانك من حريتك واستقلالك

يحاول الشخص الممارس للسيطرة القسرية تقييد حريتك، أمثلة:

  • عدم السماح لك بالذهاب إلى العمل أو المدرسة.
  • تقييد وصولك إلى وسائل المواصلات.
  • مطاردة كل حركاتك عندما تكون خارج المنزل.
  • أخذ هاتفك وتغيير جميع كلمات المرور الخاصة بك.

هو الصواب!


يجبر المعتدي الضحية على الاعتراف أنه دائمًا على حق من خلال التلاعب والكذب وإقناع الضحية بشتى الطرق أنها على خطأ.

استخدام الإهانة


الإهانة والشتائم والانتقادات المتكررة كلها أشكال من سلوك البلطجة يستخدمهم المعتدي وللتوضيح لك بأنك غير مهم ولديك قصور.

الحجر على أموالك


يتحكم بشؤونك المالية وهو وسيلة لتقييد حريتك وقدرتك على ترك العلاقة. من الوسائل المستخدمة:

  • وضع ميزانية صارمة لا تكاد تغطي ضرورياتك مثل الطعام أو الملابس.
  • تقييد وصولك إلى الحسابات المصرفية كاخفاء الموارد المالية أو التحكم ببطاقة ائتمانك أو ‏ مراقبة صارمة لما تنفقه.

التمييز


بغض النظر عن نوع العلاقة بينك وبين شريكك، قد يحاول شريكك التمييز بين من يعمل كرجل وامرأة في العلاقة. بتبرير أن المرأة هي ربة المنزل وأم بينما هو المعيل. بتلك الحجة، قد يرغمك على الاهتمام بجميع أعمال التنظيف والطهي ورعاية الأطفال.

سلاحه أطفالك!


إذا كان لديك أطفال سواء مع المعتدي أو مع شخص آخر، فقد يحاول تسليح الأطفال ضدك بإخبارهم أنك والد سيئ أو التقليل من شأنك أمامهم. يمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث فجوة بينك وبين أطفالك، وقد يجعلك تشعر بالعجز.

التحكم في جوانب صحتك وجسمك


سيتحكمون في مقدار ما تأكله أو نومك أو الوقت الذي تقضيه في الحمام أو حساب السعرات الحرارية بعد كل وجبة أو الالتزام بنظام تمرين صارم. قد يتحكمون أيضًا في الأدوية التي يُسمح لك بتناولها وما إذا كنت ستذهب للحصول على رعاية طبية أم لا. ستشعر كما لو كنت تمشي دائمًا على قشر البيض وأن جسمك لم يعد ملكك.

الاتهامات بالغيرة


يدعي الغيرة من مقدار الوقت الذي تقضيه مع عائلتك وأصدقائك سواء أثناء الاتصال أو عدم الاتصال، وهو وسيلة لهم للتخلص التدريجي من اتصالك بالعالم الخارجي وتقليله. قد يفعلون ذلك أيضًا في محاولة لجعلك تشعر بالذنب.

تنظيم علاقتك الجنسية


قد يطالب المعتدون بعدد مرات ممارسة الجنس كل أسبوع وأنواع الأنشطة التي تمارسها. قد يطلبون أيضًا التقاط صور أو مقاطع فيديو جنسية لك أو رفض ارتداء الواقي الذكري.

تهديد أطفالك أو حيواناتك الأليفة


إذا لم تنجح التهديدات الجسدية أو العاطفية أو المالية بالشكل المطلوب، فقد يحاول المعتدي استخدام التهديدات ضد الآخرين في محاولة للسيطرة عليك. قد يكون أطفالك أو حيواناتك الأليفة في خطر، مثل:

  • ال‏تهديد بالاتصال بالخدمات الاجتماعية واخبارهم إنك تهمل أو تسيء إلى أطفالك.
  • تخويفك من خلال التهديد باتخاذ قرارات مهمة بشأن أطفالك دون موافقتك.
  • تهديد بخطف أطفالك أو التخلص من حيوانك الأليف.

‏كيف تخرج؟


السيطرة القسرية هي شكل خبيث من العنف المنزلي الذي يوقعك في موقف شبيه بالرهائن. بغض النظر عن التاريخ مع الشخص الذي أساء إليك حتى لو تضمن بعض اللحظات السعيدة، فأنت لا تستحق هذه المعاملة.

بعد أن تعرفت على أساليب السيطرة القسرية، يمكن أن يكون الخروج من علاقة مسيئة أمرًا معقدًا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأطفال. لكن بقليل من التخطيط، يمكنك الخروج بأمان من الموقف.

ماذا تفعل؟

  • حافظ على التواصل مع أنظمة الدعم الخاصة بك كلما أمكن ذلك.
  • ‏يجب عليك أيضًا التأكد من أن العائلة والأصدقاء لديهم جميع معلومات الاتصال الخاصة بك.
  • ‏اتصل بالخط الساخن للعنف المنزلي بانتظام.
  • ‏تتبع مكان أقرب هاتف عمومي لديك.
  • ‏إذا كان لديك أطفال، فعلم أطفالك تحديد مكان آمن مثل منزل صديق أو مكتبة، حيث يمكنهم الذهاب للحصول على المساعدة وكيفية الاتصال بالشرطة.
  • ‏ ضع خطة أمان، وعند اتخاذ قرار بالمغادرة، يجب أن يكون لدى الضحايا خطة بشأن المكان الذي يذهبون إليه ومن سيبقون معه مع الاعتراف بأن الفترة الأولية للانفصال قد تكون الأكثر خطورة من حيث محاولة المعتدي التصالح من خلال القانون أو السلوك غير القانوني.
  • ‏أخيرًا، رقم الطوارئ المحلي حل من الحلول إذا كنت بمأزق. إذا لم تتمكن من الاتصال أو إرسال رسالة نصية إليه، فحاول الوصول إلى منزل أحد الجيران…

تجريم الرقابة القسرية


‏ بينما يتعرض الضحايا للسيطرة القسرية إلا أن القليل من عناصر السيطرة القسرية تعتبر إجرامية. لذلك، فإن تحديد حالات السيطرة القسرية واتهامها جنائياً ومقاضاة مرتكبيها أمر لا يطعن فيه.

لكن جرّمت أيرلندا وإنجلترا واسكتلندا وويلز وفرنسا السيطرة القسرية، لكن الولايات المتحدة لم تفعل ذلك. أصبحت ولاية نيويورك الأولى في البلاد التي تقدم تشريعًا يجرم السيطرة القسرية.

المصادر

4 تأثيرات لا تعرفها عن مواقع التواصل الاجتماعي

4 تأثيرات لا تعرفها عن مواقع التواصل الاجتماعي

تشكل مواقع التواصل الاجتماعي جزءًا هامًا ورئيسيًا في عالمنا الحالي، فهي بالكاد مكوّن أساسي لا تخلو منه حياة الأفراد اليوميّة، لما تقدمه لنا من تسهيلات قد يسّرت التعاملات اليومية المتكررة أكثر من أيّ وقت مضى، بل وفي بعض الظروف قد تمثل حلولًا لمشاكل عالمية مثل الذي يحدث الآن أثناء جائحة كورونا. فقد قدّمت لنا وسائل التواصل الاجتماعي خدمات لا غنى عنها في التخفيف من وطأة الظهور المفاجئ للوباء والجو العام من العزلة التي فرضته ظروف الحجر الصحي. وبمرور الوقت، طالت مدة الأزمة وأصبحت تلك المواقع هي الواقع الجديد الذي ينبغي تقبله والتعايش معه، الأمر الذي بدوره أنتج العديد من الظواهر التي أثرت بشكل مباشر أو غير مباشر على صحة الأفراد النفسية والعقلية.

1. أثر مواقع التواصل على الصحة النفسية

قد يسبب الاستخدام المفرط لتلك المواقع الكثير من الآثار السلبية من ازدياد شعور القلق أو الإحساس المتزايد بالوحدة والعزلة لعجز التواصل الافتراضي عن سد فجوة التواصل الحقيقي أو حتى مقارنة أنفسنا بالآخرين والشعور بالإحباط عند رؤية منشورات يعبرون فيها عن سعادتهم بينما لا نستطيع نحن الشعور بتلك السعادة. جميع هذه التأثيرات قد تحدث منفردة أو مجتمعة، وتختلف حدتها حسب المدة التي نقضيها في تصفح تلك المواقع.(1)

2. ظاهرة ال FOMO «الخوف من أن يفوتك أمر ما-Fear of missing out»

ظاهرة ال FOMO هي قلق اجتماعي نابع من الاعتقاد بأن الآخرين قد يحظون ببعض المتعة بينما الشخص الذي يعاني من القلق غير موجود. توصف أيضًا بأنها الرغبة في البقاء على اتصال دائم مع ما يفعله الآخرون. كما أنها تعرف بالخوف من الندم من أن يفوت المرء فرصة للتفاعل الاجتماعي أو تجربة جديدة أو استثمار مُربح. (2)

وفي ظل الاستخدام المتزايد لمواقع التواصل الاجتماعي لاقت هذه الظاهرة انتشارًا واسعًا خاصة بين فئة الشباب. كما أن آليات عمل هذه المواقع تهيئ بيئة مناسبة لانتشار هذه الظاهرة، حيث أن تلك الآليات تسعى إلى تحسين تجربة الأفراد من خلال إطالة مدة تصفحهم على المواقع وزيادة نسبة التفاعلات والأنشطة بين المستخدمين مما أدى إلى توفير تيار مستمر من الأنشطة التي قد لا يستطيع الفرد الواحد المشاركة بها، فيتولد عند الفرد إحساسًا بتفويت شيء ما. أمثلة على تلك الآليات هي خاصية «إضفاء الطابع الشخصي على المحتوى-personalisation of content»، خاصية «الإتاحة المؤقتة لنشرة الأخبار-temporarily available feeds» وخاصية «الإشعارات- notifications» و«الإنذارات-alerts».
(3)

قد تكون جميع تلك الآثار المذكورة حتى الآن مألوفة لنا أو اختبرنا بعضًا منها بدرجة أو بأخرى، ولكن هل سمعت من قبل عما يعرف ب «فترة الانتباه- attention span» وإلى أي مدى تأثرت بالاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي؟

3. فترة الانتباه

فترة الانتباه هي كمية الوقت الذي نقضيه بكامل التركيز على مهمة محددة قبل تشتّت الانتباه. حسب دراسة أجرتها ميكروسوفت فإن متوسط فترة الانتباه للفرد هو 8 ثوانٍ بعد أن شهد هبوطًا حادًا من 12 ثانية في عام 2000. (4) وترجع أسباب ذلك إلى الطفرة التقنية التي شهدتها تلك الفترة من ظهور الهاتف المحمول بالتزامن مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي وخاصية الاتصال الدائم بالانترنت. تلعب «فترة الانتباه- attention span» دورًا هامًا في قدرة الفرد على التعلم وتحقيق الأهداف. فبزيادة تلك الفترة، يزداد تركيز الفرد وبالتالي تزداد قدرته الذهنية على أداء المهام المعقدة. (5)

لكن على ما يبدو، فإن الأمر لم يتوقف عند ذلك الحد. فقد وُجد أن آثار مواقع التواصل الاجتماعى قد تصل إلى مستوى أعمق من ذلك على المدى البعيد.

4. أثر مواقع التواصل على إدراك الواقع

تمضية ساعات متواصلة في التصفح على فيسبوك ومشاركة أجمل اللقطات ونشر أسعد أخبارنا وانجازاتنا وتلميع ذواتنا باستمرار قد يخلق صورة زائفة عن هويتنا الحقيقية ويغير نظرتنا تجاه من نكون نحن فعلًا. التعرض المستمر لذلك العالم المصطنع قد يغير مفهوم الواقع الحقيقي بالنسبة لنا، بل وقد يغير سلوكنا أيضًا. ولعل أحد الظواهر التي ينجلي بها تأثير وسائل التواصل على السلوك هو «تأثير بروتيوس». هل سمعت عنه من قبل؟

تأثير بروتيوس يحدث في التفاعلات الافتراضية على مواقع التواصل حين يصنع أحد المستخدمين ال«أفاتار- avatar» الخاص به، فإنه يؤثر على إدراك وتصورات الناس وسلوكهم الواعي أو غير الواعي. (6)

حسنًا قد تكون فزعت بعض الشيء، أو ربما قررت حذف حساباتك من تلك المواقع أو حتى تركها للأبد ولكن عليك أن تعلم مع ذلك أنها ليست بذلك السوء، على الرغم من قدرتها كأداة جديدة نسبيًا على البشر في إحداث آثار سلبية، فهي في آخر الأمر أداة، وكأي أداة أخرى فنتائج استخدامها تعتمد على الطريقة المستخدمة بها، إن اُستخدمت بشكل جيد أو سيء. لذا فتفكّر جيدًا في كيفية استخدامك وهل تستخدمها فعلًا بالشكل الأمثل الذي يضمن لك تحقيق أقصى استفادة من تلك الأداة؟

مصادر:
(1) IEEE
(2) wikipedia
(3)Researchgate
(4)Time
(5)wikipedia
(6)elakademiapost

يوتوبيا الجرذان، التجربة المرعبة التي تنبأت بانقراض البشرية!

حديقة المسرّات الأرضية للفنان هيرونيموس بوش.
حقوق الصورة: https://en.wikipedia.org/wiki/The_Garden_of_Earthly_Delights

اليوتوبيا، أو العالم الفاضل، مفهوم شغل بال المفكرين والفلاسفة لقرون عديدة. وهي كما وصفها أفلاطون مدينة فاضلة خالية من العيوب، وهي مدينة مثالية بكامل نواحيها المادية والروحيّة. ولكن هل هي النعيم الذي نتمناه حقًا؟ وما هي يوتوبيا الجرذان؟

حاول عالِم السلوك الحيواني جون كالهون تطبيق مفهوم اليوتوبيا على الجرذان، ولكن جاءت النتائج عكس ما تخيله تمامًا.

تجربة يوتوبيا الجرذان أو “الكون 25”

حاول كالهون دراسة سلوك الجرذان في بيئة مثالية، وفهم نتائج وجود بيئة مثالية للفئران وما نجم عنها من اكتظاظ سكاني. عمل كالهون على خلق بيئة مثالية بين عامي 1954 و1972. عمل مع المعهد الوطني للصحة العقلية، وأمضى زمنًا يحاول تحسين وتطوير تجربته، وأعادها 25 مرة وفي كل مرة حصل على نتائج متقاربة، ومن عدد التكرارات، جاء اسم “الكون 25”.

خلق الكون 25

كان تصميم البيئة بسيطًا. مستطيل بقياس أربعة عشر قدمًا مقسم إلى أربعة أقسام متساوية مفصولة بأسلاكٍ كهربائية. يجهز كل قسم فيها بمكان للطعام والماء وأماكن خاصة للتزاوج والعيش. بيئة تغيب فيها أخطار أي عدو طبيعي، بالإضافة لكمية غير محدودة من الموارد الغذائية والمائية، وهو العالم المثالي.

من النعيم إلى الفوضى

بغياب أي تهديد لحياة الجرذان بدأت أعدادهم بالتزايد بشكل مضطرد، الأمر الذي أدى للوصول إلى الاكتظاظ السكاني، ومعه بدأ سلوك الجرذان بالتغير بشكل سلبي.

تحول سلوك الجرذان إلى سلوك عدواني شديد وأطلق كالهون على هذا التحول اسم “الحوض السلوكي” وهو زيادة في الأنشطة الباثولوجية “المرضية” بسبب التوتر الناجم عن الاكتظاظ السكاني.

غالبًا ما كان الذكر المهيمن يهاجم الأعضاء الآخرين حتى الأطفال، وكان هناك حالات انحراف سلوكي وافتراس لباقي الجرذان. أما الإناث فقد ابتعدن عن الغريزة الطبيعية لرعاية الصغار، وكان معدل وفيات الصغار يتجاوز 90%.

مرحلة الفناء والانقراض

وضّح كالهون أن مرحلة الانقراض تألفت من جزئين:

الموت الأول

وتميزت هذه المرحلة بغياب الهدف في الحياة بالإضافة لفقدان الرغبة في التزاوج وتربية حديثي الولادة ورعايتهم.

الموت الثاني

وهو الانتهاء الحرفي للحياة في هذه البيئة متمثلًا بموت الجرذان جميعًا وانقراضها. قام كالهون في بعض التجارب بأخذ أربعة أفراد أصحاء للتزاوج ولكن باءت تجربة إعادة التوالد بالفشل بسبب التغير الشديد الذي طرأ على سلوكهم.

التأثر الثقافي وتطبيق النتائج على المجتمعات البشرية

نشر كالهون نتائج أبحاثه عام 1962. تميزت تلك الفترة باهتمام متزايد بمخاطر الاكتظاظ السكاني، وكان للتجربة تأثيرًا ثقافيًا مهمًا. ولاقت اهتمامًا جماهيريًا ممن يعايشون رعبًا من مخاطر الاكتظاظ السكاني في المناطق الحضرية، مثل الانحلال الأخلاقي والتفكك المجتمعي.

قابلية التطبيق على المجتمعات البشرية

هناك جدل واسع حول إمكانية تطبيق التجربة على المجتمعات البشرية. قام عالم النفس جوناثان فريدمان بعدة تجارب لقياس تأثير الاكتظاظ السكاني على سلوك الأفراد، فقاس ارتياحهم وتوترهم حسب الأعداد الموجودة، وأضاف أنه لم يحصل على نتائج سلبية ملحوظة.

نقد النظرية

كانت التجربة ونتائجها مثيرة للجدل لعدة أسباب وأولها أنه من الصعب الاعتماد على سلوك الجرذان وحدها لفهم سلوك البشر، فبالرغم من أن الاكتظاظ السكاني مشكلة حقيقية وواقعية لكنها تظهر بشكل آخر في السلوك البشري، ففي تجارب فريدمان في مراقبة الطلاب ضمن الاكتظاظ السكاني لاحظ وجود تزايد في التفاعل الاجتماعي الإيجابي.

لاحظ أن الجرذان ستعاني من الاكتظاظ السكاني وسيكون مصيرها الانقراض، لكن البشر يتمكنون من التكيف مع هذا التزايد.

إضافة لذلك، لا يمكن خلق بيئة مثالية للبشر لدراسة لسوكهم، فبدلًا من موارد غير محدودة، فموارد البشر الغذائية والمائية محدودة، وغياب الخطر الطبيعي كالأمراض والأوبئة والحروب أمر غير قابل للتطبيق. وفي هذا ما زالت البشرية تواجه خطرًا ولكنه معاكس لمفهوم كالهون، وهو ما طرحه مالتوس في توضيحه ونقده وهو أن التزايد السكاني يتناسب عكسيًا مع التزايد في الموارد.

بالرغم من إثبات شبه استحالة تطبيق النظرية على البشر، وأنه لا خطر علينا من الاكتظاظ السكاني بهذا الشكل، إلا أن النظرية تطرح أفكارًا جديدة، فأثبتت لنا أن النعيم ليس بالضرورة رائعًا، بل من الممكن أن يصبح كابوسًا.

المصادر:
historyofyesterday
smithsonian
borgenprojects
wikipedia

Exit mobile version