4 تأثيرات لا تعرفها عن مواقع التواصل الاجتماعي

4 تأثيرات لا تعرفها عن مواقع التواصل الاجتماعي

تشكل مواقع التواصل الاجتماعي جزءًا هامًا ورئيسيًا في عالمنا الحالي، فهي بالكاد مكوّن أساسي لا تخلو منه حياة الأفراد اليوميّة، لما تقدمه لنا من تسهيلات قد يسّرت التعاملات اليومية المتكررة أكثر من أيّ وقت مضى، بل وفي بعض الظروف قد تمثل حلولًا لمشاكل عالمية مثل الذي يحدث الآن أثناء جائحة كورونا. فقد قدّمت لنا وسائل التواصل الاجتماعي خدمات لا غنى عنها في التخفيف من وطأة الظهور المفاجئ للوباء والجو العام من العزلة التي فرضته ظروف الحجر الصحي. وبمرور الوقت، طالت مدة الأزمة وأصبحت تلك المواقع هي الواقع الجديد الذي ينبغي تقبله والتعايش معه، الأمر الذي بدوره أنتج العديد من الظواهر التي أثرت بشكل مباشر أو غير مباشر على صحة الأفراد النفسية والعقلية.

1. أثر مواقع التواصل على الصحة النفسية

قد يسبب الاستخدام المفرط لتلك المواقع الكثير من الآثار السلبية من ازدياد شعور القلق أو الإحساس المتزايد بالوحدة والعزلة لعجز التواصل الافتراضي عن سد فجوة التواصل الحقيقي أو حتى مقارنة أنفسنا بالآخرين والشعور بالإحباط عند رؤية منشورات يعبرون فيها عن سعادتهم بينما لا نستطيع نحن الشعور بتلك السعادة. جميع هذه التأثيرات قد تحدث منفردة أو مجتمعة، وتختلف حدتها حسب المدة التي نقضيها في تصفح تلك المواقع.(1)

2. ظاهرة ال FOMO «الخوف من أن يفوتك أمر ما-Fear of missing out»

ظاهرة ال FOMO هي قلق اجتماعي نابع من الاعتقاد بأن الآخرين قد يحظون ببعض المتعة بينما الشخص الذي يعاني من القلق غير موجود. توصف أيضًا بأنها الرغبة في البقاء على اتصال دائم مع ما يفعله الآخرون. كما أنها تعرف بالخوف من الندم من أن يفوت المرء فرصة للتفاعل الاجتماعي أو تجربة جديدة أو استثمار مُربح. (2)

وفي ظل الاستخدام المتزايد لمواقع التواصل الاجتماعي لاقت هذه الظاهرة انتشارًا واسعًا خاصة بين فئة الشباب. كما أن آليات عمل هذه المواقع تهيئ بيئة مناسبة لانتشار هذه الظاهرة، حيث أن تلك الآليات تسعى إلى تحسين تجربة الأفراد من خلال إطالة مدة تصفحهم على المواقع وزيادة نسبة التفاعلات والأنشطة بين المستخدمين مما أدى إلى توفير تيار مستمر من الأنشطة التي قد لا يستطيع الفرد الواحد المشاركة بها، فيتولد عند الفرد إحساسًا بتفويت شيء ما. أمثلة على تلك الآليات هي خاصية «إضفاء الطابع الشخصي على المحتوى-personalisation of content»، خاصية «الإتاحة المؤقتة لنشرة الأخبار-temporarily available feeds» وخاصية «الإشعارات- notifications» و«الإنذارات-alerts».
(3)

قد تكون جميع تلك الآثار المذكورة حتى الآن مألوفة لنا أو اختبرنا بعضًا منها بدرجة أو بأخرى، ولكن هل سمعت من قبل عما يعرف ب «فترة الانتباه- attention span» وإلى أي مدى تأثرت بالاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي؟

3. فترة الانتباه

فترة الانتباه هي كمية الوقت الذي نقضيه بكامل التركيز على مهمة محددة قبل تشتّت الانتباه. حسب دراسة أجرتها ميكروسوفت فإن متوسط فترة الانتباه للفرد هو 8 ثوانٍ بعد أن شهد هبوطًا حادًا من 12 ثانية في عام 2000. (4) وترجع أسباب ذلك إلى الطفرة التقنية التي شهدتها تلك الفترة من ظهور الهاتف المحمول بالتزامن مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي وخاصية الاتصال الدائم بالانترنت. تلعب «فترة الانتباه- attention span» دورًا هامًا في قدرة الفرد على التعلم وتحقيق الأهداف. فبزيادة تلك الفترة، يزداد تركيز الفرد وبالتالي تزداد قدرته الذهنية على أداء المهام المعقدة. (5)

لكن على ما يبدو، فإن الأمر لم يتوقف عند ذلك الحد. فقد وُجد أن آثار مواقع التواصل الاجتماعى قد تصل إلى مستوى أعمق من ذلك على المدى البعيد.

4. أثر مواقع التواصل على إدراك الواقع

تمضية ساعات متواصلة في التصفح على فيسبوك ومشاركة أجمل اللقطات ونشر أسعد أخبارنا وانجازاتنا وتلميع ذواتنا باستمرار قد يخلق صورة زائفة عن هويتنا الحقيقية ويغير نظرتنا تجاه من نكون نحن فعلًا. التعرض المستمر لذلك العالم المصطنع قد يغير مفهوم الواقع الحقيقي بالنسبة لنا، بل وقد يغير سلوكنا أيضًا. ولعل أحد الظواهر التي ينجلي بها تأثير وسائل التواصل على السلوك هو «تأثير بروتيوس». هل سمعت عنه من قبل؟

تأثير بروتيوس يحدث في التفاعلات الافتراضية على مواقع التواصل حين يصنع أحد المستخدمين ال«أفاتار- avatar» الخاص به، فإنه يؤثر على إدراك وتصورات الناس وسلوكهم الواعي أو غير الواعي. (6)

حسنًا قد تكون فزعت بعض الشيء، أو ربما قررت حذف حساباتك من تلك المواقع أو حتى تركها للأبد ولكن عليك أن تعلم مع ذلك أنها ليست بذلك السوء، على الرغم من قدرتها كأداة جديدة نسبيًا على البشر في إحداث آثار سلبية، فهي في آخر الأمر أداة، وكأي أداة أخرى فنتائج استخدامها تعتمد على الطريقة المستخدمة بها، إن اُستخدمت بشكل جيد أو سيء. لذا فتفكّر جيدًا في كيفية استخدامك وهل تستخدمها فعلًا بالشكل الأمثل الذي يضمن لك تحقيق أقصى استفادة من تلك الأداة؟

مصادر:
(1) IEEE
(2) wikipedia
(3)Researchgate
(4)Time
(5)wikipedia
(6)elakademiapost

فيسبوك: تاريخ من تسريب البيانات

هذه المقالة هي الجزء 16 من 17 في سلسلة مقدمة في علم البيانات وتطبيقاته

تخيل أنك تجلس في منزلك، وهناك من يمكثون على بياناتك الموجودة في مكان ما على الإنترنت للبحث عن أفضل طريقة لاستغلالها. قد تكون هذه البيانات هي إسمك ورقم الهاتف الخاص بك وعنوان بريدك الإلكتروني. قد تُستخدم بياناتك في عمل إعلان تسويقي أو إعادة توجيه سياسي أو اقتصادي أو غيرهما. 

يستخدم فيسبوك ٢,٨ مليار شخص نشط كل شهر، وكل يوم ١,٨ مليار مستخدم نشط. في حين يستحوذ فيسبوك على 59% من مستخدمي السوشيال ميديا.

لقد حققت فيسبوك ٢٧,٢ مليار دولار في الربع الأخير من ٢٠٢٠م بسبب الإعلانات المبنية على بيانات المستخدمين، ويستطيع فيسبوك تحقيق من كل فرد يستخدم منصته حوالي ١٠ دولار يوميًا. 

تاريخ فيسبوك في تسريب البيانات:

  • عام ٢٠١١م، دخلت شركة فيسبوك في تحقيق لمعرفة كيفية مشاركة وتتبع معلومات المستخدمين بعد انتشار أخبار عن تتبع مستخدمين في عام ٢٠٠٩م.
  • عام ٢٠١٣م، حدثت مشكلة برمجية نتج عنها عرض بيانات خاصة لأكثر من ٦ مليون شخص خلال عام، وبعدها شاركت وتابعت عدد من المواقع هذه المعلومات التي كانت أكثر سرية من مجرد أرقام هواتف وعناوين بريد إليكتروني.
  •  انتشر تسريب البيانات بالشكل القوي مع بداية دخول شركة (كامبريدج اناليتيكال) في عالم تسريب البيانات.
  • أُنشئت هذه الشركة في فبراير ٢٠١٣م، ودخلت الشركة في عالم تسريب البيانات في فبراير ٢٠١٤م عندما طلبت من بعض المستخدمين إكمال استبيان، وإضافة استخدام تطبيق وربطه بالفيسبوك الخاص بهم، ومن خلال ذلك توصلوا إلى معلومات المستخدمين. عرفت شركة فيسبوك في ديسمبر ٢٠١٥م، وطلبوا رسميًا من الشركة مسح البيانات. 
  • استولت شركة (كامبريدج اناليتيكال) على البيانات من شركة فيسبوك لاستخدامها في أغراض سياسية، هذه الشركة يختص عملها في الاستشارة السياسية واستراتيجيات التواصل.
  • في مارس ٢٠١٨م انتشرت أخبار في صحيفة (الجارديان) المشهورة وصحيفة (نيويورك تايمز) عن تسريب بيانات لأكثر من 50 مليون شخص وقد يصل الرقم الى 87 مليون شخص من خلال شبكة فيسبوك. 

اخر تسريب بيانات من فيسبوك

تسربت بيانات أكثر من نصف مليار مستخدم على فيسبوك، هذه البيانات موجودة في مكانٍ ما على شبكة الإنترنت. يصل اليه من يملك اللينك الخاص به. هذه البيانات على سبيل المثال، الإسم بالكامل ورقم التعريف الخاص بالمستخدم على الفيسبوك ورقم التلفون والموقع والميلاد والسيرة الذاتية وعنوان البريد الإلكتروني. هذه البيانات تم تسريبها من خلال عملية (scraping) للبيانات الموجودة على الفيسبوك. 

كان هناك اخبار عن تسريب مثل هذه البيانات في سبتمبر ٢٠١٩م بعدها أعلنت شركة فيسبوك أنهم حلوا هذه الثغرة قبلها في أغسطس ٢٠١٩م، وهناك توقعات أن يتم استغلال هذه البيانات بعد فتره من قبل بعض الشركات ومن قبل بعض المجرمين على الشبكات الاجتماعية. وجود هذا الكم من البيانات مع شركة فيسبوك يدل على قوة الشركة حيث أنها تملك نفط هذا العصر الذي نعيش فيه. 

ولكن هناك مشكلة وهي أن شركة فيسبوك لا تستطيع حماية البيانات التي تملكها أو أنها تبيع هذه البيانات ولا تحافظ على بيانات المستخدمين. أعلنت شركة فيسبوك على أحد المدونات الخاصة بها أن أحد مجرمي الإنترنت حصل على البيانات قبل سبتمبر ٢٠١٩م ولكن لم يتم تبليغ من تم الاستيلاء على بياناته، وقالت أن البيانات لا تحتوي على معلومات مالية أو صحية أو أرقام سرية لكن من الممكن ان يتم استغلال هذه البيانات. 

كيف استطاعت شركة (كامبريدج اناليتيكال) الحصول على البيانات من فيسبوك؟

عن طريق استخدام تطبيق يسجل المستخدم عليه من خلال فيسبوك، بعدها يصبح قادر على الحصول على معلومات عادية و معلومات أكثر حساسية. قد تكون هذه المعلومات تفضيلات جنسية أو معلومات عرقية ودينية وغيرها. بالإضافة إلى معلومات قيمة سياسية وصفات شخصية ومعدلات ذكاء. تُستخدم ايضًا مواد برمجية للوصول الى العلاقات في أسرتك وبين والديك. 

ما هي أشهر الشركات التي تعاونت مع فيسبوك في تسريب البيانات؟

  • شركة (SLC): شركة أبحاث سلوك واستراتيجيات تواصل، وتعد من أشهر الشركات التي عملت في مجالات البيانات.
  • شركة (كامبريدج أناليتيكال): شركة متميزة ممتدة من (SLC)، وأُنشئت عام ٢٠١٣م.
  • شركة(Global Search): شركة قائمة على أبحاث الأسواق من ٢٠١٤م – ٢٠١٧م.
  • شركة (Emerdate): شركة ممتدة من (SLC). 

وتحاول العديد من الشركات باستمرار الحصول على بيانات المستخدمين من فيسبوك حيث أنه من أكثر المواقع إحتواءً على بيانات. 

 أشخاص تعاونوا مع فيسبوك:

  • (Nigel Oakes): مؤسس شركة (SLC). 
  •  (Alexander Nix): هو مؤسس كامبريدج اناليتيكال وأدار شركة (SLC) لبعض الوقت.
  • (Robert Mercer): مؤسس شريك في (كامبريدج اناليتيكال). وتشارك عائلته ايضًا في شركة (Emerdate). 
  • وأخيرًا مالك فيسبوك (مارك زوكربيرج). 

أشهر ماتم استخدام بيانات مستخدمي فيسبوك فيه:

  1. الانتخابات الرئاسية الأمريكية حيث أُستهدف الأشخاص من خلال الاهتمامات أو المنطقة أو الاثنين معًا، واعترفت شركة (كامبريدج أناليتيكال) أنها ساعدت على هزيمة المرشحة (هيلاري كلينتون).
  2.  انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي( Brexit) حيث كانت شركة (AggregateIQ) هي المسئولة الرئيسية بسبب علاقاتها القوية مع (كامبرج أناليتيكال) و(SLC). 

ما هو رد فعل شركة فيسبوك على اتهامها بسرقة البيانات؟

يرد رئيس شركة فيسبوك بالاعتذار من خلال إجابة ممنهجة حيث:

  1. يبدأ باعتذار عام عما بدر من شركته. 
  2.  يقول أن ذلك كان خطأً كبيرًا. 
  3. ينص على أن الشركة تستطيع فعل أفضل من ذلك. 
  4. إلقاء اللوم على شركاء آخرين وقد يصل الى طردهم وقطع التعامل معهم. 

المصادر:

Forbes
Reuters

Exit mobile version