اللغات الرومانسية وأصلها

اللغات الرومانسية وأصلها

اللغات الرومانسية (Romance Languages) هي مجموعة كبيرة من اللغات المنتشرة حول العالم، والتي تعود إلى أصل مشترك نشأت عنه منذ زمن طويل. لكنها ليست من العائلات اللغوية الأساسية، ولا حتى من المجموعات الفرعية لهذه العائلات. بل هي مجموعة ضمن إحدى المجموعات الفرعية للعائلات الرئيسية كما سنرى في هذا المقال.

المجموعة الأم

أولاً، هناك عائلة من اللغات التي تجمع تحت سقفها تقسيمات فرعية كثيرة. وهذه العائلة هي اللغات الهندو أوروبية (Indo-European languages). وهي مجموعة من اللغات المرتبطة ببعضها، وتنتشر حالياً في الأمريكيتين وأوروبا وجنوب وغرب آسيا. وتقسم هذه المجموعة إلى تفرعات رئيسية عديدة، منها ما انقرض ولم يعد يُستخدم، ومنها ما بقي وانتشر وتطور عنه تقسيمات فرعية أخرى. من أحد هذه الفروع الرئيسية لعائلة اللغات الهندو-أوروبية يوجد ما يسمى مجموعة اللغات الإيطاليكية (Italic languages)، وهذه المجموعة تضم تحت سقفها المجموعة الأصغر والتي تدعى اللغات الرومانسية [1].

أصل اللغات الرومانسية وعددها:

يعود أصل اللغات الرومانسية إلى اللغة اللاتينية العامية (Vulgar Latin) وهي اللغة اللاتينية التي كان يتحدثها عامة الشعب في الإمبراطورية الرومانية. تختلف اللاتينية العامية عن اللاتينية الكلاسيكية (Classical Latin) التي كانت تُستخدم في الكتابة والأدب، والتي بقيت لاحقاً في النصوص الدينية [2]. وتعتبر اللغات الرومانسية من ضمن اللغات الإيطاليكية (Italic languages) التي تشكل بدورها مجموعة فرعية من أسرة اللغات الهندو أوروبية (Indo-European languages) [3].

إذاً، كان للغة اللاتينية في الإمبراطورية الرومانية عدة أشكالٍ، واستخدم أفراد الشعب العامية منها في الحديث والحياة اليومية في مناطق الإمبراطورية على اتساعها. ونتيجة هذا الاتساع وتوزع المناطق، كان حتى لهذه اللغة العامية أشكالٌ متباينة، تغيرت مع مرور الوقت لتنبثق منها اللغات الرومانسية التي نعرفها حالياً [2]. في واقع الأمر، يوجد الآن حوالي 42 لغة رومانسية أو أكثر. ولكن لا يمكن تحديد هذا الرقم بدقّة نتيجة عدم وجود توافقٍ كاملٍ على تعريف كلٍّ من مصطلحي “اللغة” و”اللهجة” والتفريق بينهما.

إلا أنه لا يختلف اثنان على أنّ أشهر خمس لغات رومانسية وأكثرها انتشاراً هي الإسبانية والفرنسية والبرتغالية والإيطالية والرومانية. بالإضافة لها، توجد لغاتٌ أقل انتشاراً مثل الكتالونية والسردينية وغيرها [3].

لماذا سميت باللغات الرومانسية؟

على عكس ما يوحي اسمها، لا علاقة لتسمية هذه اللغات بالمشاعر أو العواطف “الرومانسية”. بل تعود كلمة Romance هنا إلى اتصال هذه اللغات بروما. إذ يرجع أصل الكلمة الإنكليزية Romance إلى كلمة Romanicus وهي كلمة فرنسية قديمة من أصل لاتيني كانت موجودة في العصور الوسطى وتعني “روماني” أو “على النمط الروماني” [4].

ما الذي يميز اللغات الرومانسية؟

تتميز اللغات الرومانسية الخمسة الأكثر انتشاراً بمفرداتها وقواعدها ذات الأصول اللاتينية، وهذا ما يجعل من السهل على من يتحدث إحداها أن يفهم ولو بشكل بسيط اللغات الأخرى. كما أن من يتعلم واحدة منها لن يجد صعوبةً كبيرةً في تعلم إحدى أخواتها [5].

ومما تشترك فيه هذه اللغات هو التذكير والتأنيث لكافة الأسماء فيها، وإسقاط هذا على الصفات عند استخدامها مع الأسماء. ولكن تتميز اللغة الرومانية هنا بوجود كلمات حيادية الجنس وهذا ما اختفى في باقي أفراد المجموعة [6].

ما مدى التشابه بين اللغات الرومانسية واللغة اللاتينية؟

أما عن مدى انحراف هذه اللغات عن اللغة اللاتينية العامية التي نشأت منها، تعد اللغة الإيطالية الأقل تبايناً عن هذا الأصل. في حين أن اللغة الفرنسية هي الأكثر ابتعاداً من ناحية اللفظ. أما اللغة الرومانية، فتختلف أكثر من غيرها فيما يتعلق بالمفردات، ولكنها أكثر من حافظت على القواعد التي استخدمتها اللاتينية الكلاسيكية [5].

دعونا نأخذ مثالاً يوضح لنا كيف تحولت اللغة من الأصل إلى الفروع. كلمة “عشب” في اللغة اللاتينية هي “herba” وإذا ما تعقبناها في اللغات الرومانسية الأشهر، نراها موجودة كما يلي:

  • الفرنسية: herbe
  • الإسبانية: hierba
  • الإيطالية: erba
  • البرتغالية: erva
  • الرومانية: iarbã

لا يخفى تشابه هذه الكلمات على من يراها أو من يسمعها. فنلاحظ اختفاء الحرف (h) في الكلمة في جميع هذه اللغات. وحتى وإن حافظت الفرنسية والإسبانية عليه في التهجئة، لكنه سقط في اللفظ منذ زمن طويل. كما نرى أن أقرب شكل لهذه الكلمة إلى أصلها اللاتيني موجود في اللغة الإيطالية.

ولكن هذا التشابه لا يعني تطابق اللغات مع أصلها اللاتيني. فلا يمكن لمن يتحدث الفرنسية أو الإسبانية، مثلاً، أن يُعتبر طليقاً باللاتينية. بل على العكس، حتى يتقنها، ينبغي أن يتعلمها كأية لغة جديدة. وبالمقابل، لو سمع أي شخص روماني من الناطقين الأصليين باللاتينية إحدى هذه اللغات المتفرعة عن لغته الأم، كان ليرتبك ويعتبر أن ما يسمعه ينطوي على أخطاء عدة تحول دون فهمه له [7].

 في النهاية، تشهد كل لغة تغيرات وتعديلات على مر الزمن، تؤدي إلى ابتعادها عن الأصل الذي انبثقت منه. وهذه عملية طبيعية لا بدّ من حدوثها نتيجة اختلاط الناطقين ببعضهم، وحاجة اللغات إلى احتواء مفردات جديدة للتعبير عن كل ما هو جديد في مجالات الحياة المختلفة ودائمة التطور [8].

اقرأ أيضاً: العائلات اللغوية وتقسيماتها

المصادر:

  1. World History Encyclopedia
  2. ThoughtCo
  3. Britannica
  4. Babbel Magazine
  5. The Ancient Language Institute
  6. Superprof
  7. Language Evolution: How One Language Became Five Languages
  8. BBC

تاريخ الخرسانة

يقضي مُعظم الناس حياته عليها. سواء بالمنزل، أو بالشارع، أو بمقر العمل، أو بأي مبنى آخر يدخله المرء، فهي موجودة لا محالة. وبدونها سيبدو العالم المتقدم والمتطور الذي نعيش به مختلفًا اختلافًا جذريًا.

فهل علمت ما هي؟

-إنها الخرسانة.

على الرغم من أهميتها في حياتنا، إلا أنّ معظم البشر لا يعرفون كيف وأين صُنعت.

فهل هي قديمة؟ أم اختُرعت حديثًا مثل التلفاز أو الهاتف؟ ومن قام بابتكارها؟ وأين؟

تعالوا معي لنكتشف بعض المعلومات المثيرة عن تلك المادة الفارقة في تاريخنا.

ما هي الخرسانة؟

قبل الخوض في تاريخ الخرسانة وكيف وأين صُنعت، يجب أولاً تصحيح مفهوم خاطئ: وهو أن الخرسانة هي الإسمنت.

على الرغم من أن الكلمتين غالبًا ما يتم الخلط بينهما، إلا أن هناك فرقًا رئيسيًا واحدًا: وهو أن الإسمنت مكون من مكونات الخرسانة.[1][2][3]

يُصنع الإسمنت من مجموعات مختلفة من الحجر الجيري، والطين، والحصى، والطباشير، والصخر الزيتي، والأردواز، ورمل السيليكا. يتم سحق/طحن هذه المكونات ثم تسخينها في درجات حرارة عالية للغاية لإنتاج مادة تسمى الكلنكر-وهي مادة أسمنتية صلبة للغاية- ثم يُضاف الجبس إلى الكلنكر، ويُطحن الخليط بالكامل جيدًا لإنتاج مسحوق الإسمنت.[1][2][3]

يُضاف الماء بعد ذلك، فتقوم جزيئات الماء بعمل روابط كيميائية مع المعادن الموجودة في مسحوق الإسمنت، وهذه المعادن هي: الكالسيوم، والسيليكون، والألمنيوم، والحديد، وغيرها. مع انتهاء هذه العملية، يتبخر الماء ويجف المعجون، تاركًا وراءه هذه الروابط في مادة تشبه الصخور. وحينها: نحصل على الخرسانة.[1][2][3]

نعلم ممّا سبق أن الخرسانة هي عبارة عن خليط من عجينة الإسمنت والماء وركام الرمل والصخور.

الأنباط هم أول من استخدموا الخرسانة!

يوجد تاريخ طويل ومثير للإعجاب لهذه المادة منذ آلاف السنين. وعلى الرغم من صعوبة تصديق أن وجودها يرجع إلى ذلك العصر القديم -نظرًا لصعوبة تقنية تصنيعها وتشغيلها- إلا أنها قد استُخدمت بالفعل من قبل النبطيين الذين احتلوا وسيطروا على سلسلة من الواحات في مناطق جنوب سوريا وشمال الأردن منذ حوالي 6500 قبل الميلاد. وهم الذين قاموا ببناء مدينة البتراء بالأردن،التي تُعد أحد أكثر الأماكن الأثرية شهرةً في العالم. وكان كل هذا بسبب اكتشافهم لمزايا الجير الهيدروليكي. -أي الإسمنت الذي يتصلب تحت الماء-

كان النبطيون بحلول عام 700 قبل الميلاد يقومون ببناء منازل ذات جدران، وأرضيات خرسانية، وصهاريج/خزانات مقاومة للماء تحت الأرض. ظلت الصهاريج في طي الكتمان وكانت أحد الأسباب التي أدت إلى ازدهار الأنباط في الصحراء.[1][3][4]

أدرك النبطيون الحاجة إلى الحفاظ على المزيج جافًا بحيث يكون المحتوى المائي بأقل نسبة ممكنة. لأن الماء الزائد يؤدي إلى إحداث فراغات ونقاط ضعف في الخرسانة. ولذلك كانوا يقومون بدكّ الخرسانة والتي بدورها تقوم بتثبيت وربط المكونات بشكل أكبر.[1]

بناء أهرامات الجيزة وسور الصين العظيم بالخرسانة!

تم العثور عند الفراعنة على دلائل-تعود إلى أكثر من 3000 سنة قبل الميلاد- من عينات تم أخذها من أهرامات الجيزة. تشير إلى استخدامهم لمونة من الجبس ومونة من الجير والطين الممزوج بالقش لترتبط أكثر بالحجارة المُستخدمة في البناء. ويُقدّر حجم المونة المستخدمة في بناء الهرم الأكبر بحوالي 500,000 طن من المونة![1][3][4]

وفي نفس هذا التوقيت وعلى الجانب الآخر من الكرة الأرضية، كان الصينيون يستعملون الأرز كمادة لاصقة كالإسمنت مع عيدان الخيزران لتثبيت قواربهم. وقد استعملوه أيضًا في بناء سور الصين العظيم أحد عجائب الدنيا السبع![1][3][4]

براعة الهندسة الرومانية في البناء

اكتشف الإغريق -منذ 600 قبل الميلاد- مادة البوزلان-وهي مادة بركانية سوداء مثل الحصى تستخدم في تصنيع الإسمنت- لكنهم لم يستفيدوا منها شيئًا. وعلى النقيض منهم كان الرومان-منذ 200 قبل الميلاد- يبنون الكثير من المباني باستخدام الخرسانة. لكنها لم تكن مثل الخرسانة التي تستخدم اليوم، بل كانت أشبه بركام أسمنتي. وقد بنى الرومان معظم هياكلهم عن طريق تكديس الأحجار ذات الأحجام المختلفة وملء الفراغات بين الأحجار يدويًا بالمونة.[1][3][4]

قد يُعتبر”البانثيون”-ويعني معبد كل الآلهة- أشهر مُنشأة تم بناءها من قبل الرومان. وقد تم بناءه في عصر الإمبراطور “هادريان” عام 124 بعد الميلاد. وتوجد به أشهر قبة غير مسلحة -أي لا يوجد بها حديد تسليح لتقويتها من إجهادات الشد-. وظلت القبة صامدة حتى الآن أي ما يقارب2000 سنة رغم كل الزلازل التي تعرّضت لها المنشأة، والكفيلة بهدم المُنشأة كاملة وليس القبة فقط![1]

قام علماء وباحثون بجامعة كاليفورنيا في عام 2013 بدراسة عينات من الخرسانة الرومانية المأخوذة من ميناء بالقرب من نابولي بإيطاليا. أثبتت تلك الدراسة أن الخرسانة التي استخدمها الرومان منذ أكثر من 2200 سنة أقوى من الخرسانة التي نستعملها حاليًا في البناء![5]

وجد الباحثون أيضًا أن العملية الرومانية لإنشاء الخرسانة تُطلق كمية أقل من ثاني أكسيد الكربون مقارنة بالطريقة الحالية. حيث يتطلب الإسمنت البورتلاندي الحالي كمية كبيرة من الحرارة لإنتاجه. بينما استخدم الرومان مادة طبيعية، وهي الرماد البركاني.[5]

وعلى الرغم من أن الخرسانة الرومانية أقوى وأقل تأثيرًا على البيئة، فمن غير المُرجح أن تحل محل نسختنا الحديثة. لأنها تستغرق وقتًا أطول في عملية الجفاف أكثر من الخرسانة الحالية. مما يعني إهدار الكثير من الوقت، وكلنا نعلم أن الوقت هو المال في مشاريع الإنشاءات وبالتالي هذا يجعل الخرسانة الحالية مفضلة في الاستخدام.[5]

إعادة اكتشاف الخرسانة بالعصور المظلمة

خلال العصور الوسطى المظلمة، تراجع استخدام الخرسانة في البناء. فبعد سقوط الإمبراطورية الرومانية عام 476 بعد الميلاد، فُقدت تقنيات صناعة الإسمنت البوزولاني بالطريقة الرومانية.إلى أن تم اكتشاف مخطوطات رومانية قديمة -تعود لعام1414م- تصف تلك التقنيات. فأدى الأمر إلى إعادة تنشيط الاهتمام بالبناء بالخرسانة.[1][3][4]

ولم يكن حتى عام 1793 ميلاديًا عندما قفزت التكنولوجيا قفزة كبيرة إلى الأمام عندما اكتشف “جون سميتون” طريقة أكثر حداثة لإنتاج الجير الهيدروليكي (المونة) للإسمنت. حيث استخدم الحجر الجيري في مزيجٍ يحتوي على الطين ثم قام بتسخين هذا المزيج حتى تحول إلى الكلنكر -وهي مادة أسمنتية صلبة للغاية- ثم قام بطحن هذا الكلنكر حتى تحول إلى مسحوقٍ. ثم قام باستخدام هذه المادة في إعادة البناء التاريخي لمنارة إديستون في كورنوال، إنجلترا. والتي هُدمت بعد 126 عامًا بعد تآكل الصخرة التي كانت قد بُنيت عليها من أمواج البحر![1][3][4]

أخيرًا، وفي عام 1824 ميلادي، اخترع رجل إنجليزي يُدعى “جوزيف أسبدين” الإسمنت البورتلاندي عن طريق حرق الطباشير المطحون جيدًا في مزيجٍ مع الطين في فرن حتى يتم إزالة ثاني أكسيد الكربون من المزيج. وسُمي بأسمنت “بورتلاند” لأنه يُشبه أحجار البناء عالية الجودة الموجودة في بورتلاند بإنجلترا.[1][3][4]

ومن هنا، كانت بداية طريق طويل للغاية في عملية تطوير الخرسانة كما نعرفها حاليًا، حيث تم ابتكار خرسانة مُضيئة في الليل لتنير للمارين بسياراتهم ليلاً بدلاً من عواميد الإنارة التي تستهلك الكهرباء![6]

إن الخرسانة التي تبدو كخرسانة عادية ذات لون رمادي أثناء النهار. ستولد – عند حلول الليل- توهجًا مضيئًا يستمر طوال الليل دون الاتصال بأي مصدر طاقة. على الرغم من أن هذا قد يبدو كتكنولوجيا لاتوجد إلا في كتب وروايات الخيال العلمي، إلا أنه في الواقع شيءٌ ممكنٌ هذه الأيام![6]

بين هذا وذاك، تبقى الخرسانة أحد أهم ابتكارات الانسان على مر العصور. وإن كنت لا تتفق معي في هذا يا صديقي، فأنصحك أن تتخيل العالم بدون تلك المادة. كيف كان يمكن أن يكون حاله؟!

المراجع

  1. The Inter­national Association of Certified Home Inspectors: History of Concrete
  2. Concrete Network: What is Concrete?
  3. Big Rentz: The history of Concrete
  4. GiatecScientific: The history of Concrete
  5. Concrete Network: Roman Concrete study
  6. Concrete Network: Glow in the dark

كيف نشأت موسوعة ويكيبيديا؟

منذ أن تعلم الانسان القراءة والكتابة، رغب البشر في تدوين أفكارهم وعلومهم وفلسفتهم، فظهرت الكتب، ومع انتشار الكتب ظهرت الحاجة إلى إنشاء مكانًا ما يجمع كل تلك الكتب والعلوم والثقافات من جميع أنحاء العالم، فجاءت من هنا مكتبة الإسكندرية العريقة بأوائل القرن الثالث قبل الميلادي على يد بطليموس الثاني. [1]

تلك الفكرة ظهرت مرة أخرى إلى الحياة بعدها بأكثر من 22 قرنًا من الزمن بفضل «جيمي ويلز» و «لاري سانجر». [3] [2]

فما الذي فعلاهُ إذًا؟!

بداية الفكرة بمساعدة الإنترنت!

لا يُخفى على أحد المساوئ العديدة للشبكة العنكبوتية “الإنترنت”، ولكن في نفس الوقت لا يستطيع أحد أن يُنكر المميزات المهولة التي أعطاها الإنترنت إلى العالم، وكيف أنه جعل العالم قريةً صغيرةً، وكان سببًا أساسيًا بالعديد من الإكتشافات وكل تلك الأشياء التي يعرفها الجميع ولكنها لا تهم قصتنا الحالية.

ما يهمنا هو ما فكر به بطل قصتنا الحالية “ويلز” عندما استغل أكبر ميزة لتلك الشبكة العنكبوتية لإنشاء أول موسوعة رقمية مجانية تجمع كل معارف العالم، وذلك عن طريق متطوعين يساهمون في إثراء محتوى الموسوعة بجميع اللغات. [3]

راودت فكرة إنشاء الموسوعة ببال “ويلز” عندما كان ما يزال يدرس كطالب جامعي بجامعة إنديانا، حيث وصفها داخل عقله كـ”جرثومة ويكيبيديا”، وقد تأثر كثيرًا بما قدمهُ المتطوعون الذين قاموا بإنشاء برمجيات/برامج حاسوبية حرة بشكل مجاني بمستوى احترافي يُضاهي تلك البرمجيات التي تُدفع لها الأموال. [3]

موسوعة نوبيديا، البذرة الأولى

لم تكن ويكيبيديا هي البذرة الأولى التي وضعها “ويلز”، بل كانت موسوعة سُميت بـ “نوبيديا Nupedia” هي ما بدأ بها ويلز فكرته، فأسسها على متطوعين مؤهلين تأهيلاً على أعلى مستوي، فكانوا يقومون بعملية المراجعة بشكل مُعقد للغاية ليضمنوا دقة المعلومة التي ستُنشر. [3] [2]

ولكن على الرغم من جودة المتطوعون المتوفرون، ووجود رئيس تحرير متفرغ وهو “لاري سانجر” طالب دراسات عليا بالفلسفة وظّفه “ويلز”، لم يكن ذلك بالكافي لتكون عملية كتابة المقالات سريعة، بل كانت بطيئة للغاية فتم إنتاج 12 مقال فقط بالسنة الأولى. [3] [2]

ومن هنا جاءت فكرة إنشاء موقع إلكتروني للموسوعة سُمىّ بويكيبيديا Wikipedia كمُكمل او كتابع لنوبيديا Nupedia. ولكن وسط اعتراضات كثيرة من مجلس المتطوعين الاستشاري، أصبح لويكيبيديا كيانًا مستقلاً خارج نوبيديا، وذلك يوم الإثنين الموافق الـ 15 من شهر يناير لعام 2001، فكانت أول رسالة على الصفحة الرئيسية للموقع بحسب ويلز هي: “أهلاً بالعالم Hello World“.

انتشار الموسوعة وتطورها

حصل الموقع على مقالته رقم 1000 يوم الاثنين الموافق الـ 12 من فبراير لعام 2001، ووصل إلى المقالة رقم 10000 في حوالي الـ 7 من سبتمبر في نفس العام. [3]

في السنة الأولى من وجودها، تم إنشاء أكثر من 20000 مقالة للموسوعة بمعدل أكثر من 1500 مقالة في الشهر. وفي يوم الجمعة الموافق الـ 30 من أغسطس لعام 2002، وصل عدد المقالات إلى 40000 مقالة. [3]

أما اليوم، فالمقالات المكتوبة بالإنجليزية فقط تحتوي على أكثر من 6,326,591 مقالة، وتتجاوز ويكيبيديا مجتمعة لجميع اللغات الأخرى حجم ويكيبيديا بالإنجليزية، مما يعطي أكثر من 29 مليار كلمة في 55 مليون مقال في 309 لغة! [4]

ما تزال الموسوعة الرقمية الأشهر في تطورٍ مستمرٍ، وذلك رغم توفرها بشكل مجاني دون وجود أي إعلاناتٍ بداخل صفحها، بل تعتمد إعتمادًا كليًا على تبرعات المؤسسات والأفراد والمتطوعين الداعمين لمحتوى حر. [3] [2]

فإن كنت صغيرًا أم كبيرًا، تقوم بعمل بحثٍ مدرسيٍ او رسالة دكتوراة، فأظن أن موسوعة ويكيبيديا قد أفادتك بشئٍ ما يومًا ما.

فشكرًا لهم.

المصادر

  1. Britannica: History of the Library of Alexandria
  2. Wikipedia
  3. Wikipedia: History of Wikipedia
  4. Wikipedia: Size comparisons

6 فيروسات وبكتيريا مفيدة للبشر

عادة ما تُقَابل كلمة “فيروس” بالخوف والذعر. تلك المجموعات من الجزيئات متناهية الصغر. التي لطالما كانت مسؤولة عن عدد لا يحصى من حالات الوفاة وتسببت في ميلاد العديد من الأمراض. فذِكر وباء فيروسي مميت يمكن أن يرعب مناطق جغرافية بأكملها. الفيروسات غير مرئية بالعين المجردة، موجودة في كل مكان تقريبا على الأرض. فهي تصيب الفطريات والنباتات والحيوانات والبشر. حتى أن من الناس من تكهنوا بأن الفيروسات قد تشكل تهديدًا كبيرًا لمستقبل البشرية. ومع ذلك ليست كل الفيروسات ضارة. في الواقع هناك بعض الفيروسات المفيدة جدًا. فقد ساعدنا بعضها بطرق لم ندركها في البداية، والبعض الآخر يشكل إمكانيات إيجابية لمستقبلنا، في مقالة سابقة قدمنا إليك 5 من الفيروسات والبكتيريا القاتلة التى طورها البشر في المختبر، لكن في هذه المقالة سنقدم لك 6 فيروسات وبكتيريا مفيدة للبشر يمكنها أن تنقذ البشرية من أوبئة مبيدة.

6- فيروسات الأورام Oncolytic Virus

السرطان تلك الكلمة التي تلقي الرهبة والخوف في نفس كل شخص. هذا المرض الذي يمكن أن يهدد الحياة. سعى الأطباء إلى أساليب وعلاجات مختلفة للمرض لأكثر من 100 عام. ومع ذلك فقد حول الاهتمامُ الجديد التركيزَ على استخدام الفيروسات لعلاج السرطان. في السنوات الأخيرة، بدأ عدد صغير ومتزايد من المرضى في الاستفادة من هذا النهج العلاجي. فقد أظهرت الأبحاث أن بعض الفيروسات يمكن أن تصيب وتقتل الخلايا السرطانية.

تعرف هذه الفيروسات باسم فيروسات الأورام. وتشمل الفيروسات الموجودة في الطبيعة والفيروسات المعدلة في المختبر للتكاثر بكفاءة في الخلايا السرطانية دون الإضرار بالخلايا السليمة. منذ فترة طويلة ينظر إلى الفيروسات المحللة للأورام كأدوات لقتل الخلايا السرطانية مباشرةً. لكن مجموعة متزايدة من الأبحاث تشير إلى أن بعض فيروسات الأورام قد تعمل -جزئيا- عن طريق إثارة الاستجابة المناعية في الجسم ضد السرطان. عندما يصيب الفيروس خلية سرطانية، يقوم الفيروس بعمل نسخ من نفسه حتى تنفجر الخلية. تُطلق الخلية السرطانية الميتة مواد، مثل مضادات الورم، التي تسمح للجهاز المناعي بالتعرف على السرطان أو “رؤيته”. لذلك يعتبر بعض الباحثين أن فيروسات الأورام هي شكل من أشكال العلاج المناعي لكونها تساعد الجهاز المناعي للعمل ضد السرطان.

5- الفيروسات الغدية Adenoviruses

الفيروسات الغدية هي مجموعة من الفيروسات الشائعة إلى حد ما. فهي فيروسات شديدة العدوى، وعادة ما تسبب أعراضًا خفيفة، وتختفي بشكل عام في غضون بضعة أيام، وبعضهم في الواقع معروف جيدًا. يمكن إرجاع سبب التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي والعديد من التهابات المعدة ونزلات البرد والخناق وحتى التهاب السحايا إلى أحد أفراد عائلة الفيروسات الغدية.

ومن الناحية المُبشرة لتلك الفيروسات، اكتشف الباحثون أن سلالة معينة من الفيروس النوع 52 (HAdV-52)، ترتبط بنوع معين من الكربوهيدرات الموجودة في الخلايا السرطانية. هذا يخلق بعض الاحتمالات المثيرة للاهتمام لعلاج السرطان القائم على الفيروسات. ويفتح المجال لدراسات أوسع في المستقبل. إذ يمكن أن يسلح العلماء الفيروسات بالجينات للمساعدة في مكافحة السرطان. قد يكونون قادرين أيضًا على استخدام الفيروسات لتنشيط جهاز المناعة في الجسم لمحاربة السرطان نفسه.

4- العاثيات Bacteriophages

العاثيات هي فيروسات تصيب البكتيريا. وهي موجودة في كل مكان تقريبًا؛ في التربة وفي الماء وحتى في جسم الإنسان. اكتشفها فريدريك تورت- Frederick Twort عام 1915م. وأصبحت منذ ذلك الحين مشهورة نسبيًا في مجال علم الأحياء الدقيقة كأداة علاجية للمساعدة في السيطرة على الالتهابات البكتيرية. وبرغم أن العلاج بالبكتيريا Phage Therapy لا يزال قيد التطوير؛ إلا أنه من الممكن استخدامه في العديد من التطبيقات المختلفة. وقد استخدم بالفعل لعلاج بعض الأنواع المختلفة من الأمراض. حيث أظهرت النتائج وعدًا كبيرًا لمساعدة لمرضى التليف الكيسي عن طريق التحكم في الأنواع المختلفة التي تسبب العدوى والالتهاب الرئوي. كما يمكن استخدامه لتكملة أو استبدال المضادات الحيوية. في ضوء الانتشار المتفشي لمقاومة المضادات الحيوية، أظهر Phage Therapy القدرة على قتل هذه البكتيريا المقاومة للأدوية وإنقاذ الأرواح.

3- نوروفيروس Norovirus

أصبح علماء الفيروسات مهتمين بشكل خاص بنوروفيروس. تلك الفيروسات الدقيقة المعروفة جيدًا بقدرتها على التسبب في القيء والإسهال. يمكن لأي شخص التقاط نوروفيروس من الاتصال المباشر مع شخص مصاب أو تناول الطعام أو الماء الملوث أو لمس الأسطح الملوثة ثم وضع يديك غير المغسولة في فمك.

على الرغم من كونها سيئة السمعة لقدرتها على تدمير مستعمرات الفئران المختبرية بالأمراض. إلا أن هناك بعض سلالات الفيروس التي ثبتت فائدتها، خاصة لدورها في مساعدة الفئران على النمو بشكل طبيعي داخل البيئات المعقمة. حيث لا تحتوي أجساد هذه الفئران على ما يكفي من الخلايا التائية، مما يضر بكتيريا الأمعاء والمناعة.

أظهر الباحثون أن إعطاء البكتيريا للفئران يمكن أن يساعد في إعادة توازن خلاياها المناعية، ولكن إضافة نوروفيروس إلى المزيج يمكن أن يحل المشكلة نفسها. كما وجد الباحثون أن بعض سلالات نوروفيروس ساعدت في تقليل آثار مسببات الأمراض التي تسبب عادة فقدان الوزن والإسهال والأعراض الأخرى ذات الصلة في الفئران. هذا الشئ الذي يُثير رؤية مهمة، إذ يكشف الباحثون عن طرق جديدة لاستخدام الفيروسات من أجل الخير. فإن إعطاء سلالات من نوروفيروس للبشر لعلاج أمراض أخرى سيُنظر إليه على أنه مثير للجدل، لكن الكثير من الأدلة حتى الآن تشير إلى أنه يمكن أن يساعد في الواقع.

2- جدري البقر Cowpox

تبدأ روايته بفيروس خطير يسمى الجدري. لا يعلم أحد يقينًا من أين أتى. لكن يُعتقد أن بعض ملوك الأسر المصرية القديمة كان يعاني منها حتى بدايات القرن الثالث قبل الميلاد. كما اكتشفت سجلات له في الصين في القرن الرابع، وانتشر في كل مكان تقريبًا. كان مرضًا مدمرًا أودى بحياة حوالي 30 في المئة من المصابين به. حتى أولئك الذين نجوا منه غالبًا ما تركهم المرض بندوب رهيبة مُشوهة.

في عام 1796 م، لاحظ طبيب إنجليزي يدعى إدوارد جينر-  Edward Jenner أن المزارعين المعنيين بحلب الأبقار لديهم نسب أقل من غيرهم في الإصابة بالجدري. سرعان ما أدرك أن هناك فيروسًا مشابهًا يسمى جدري البقر غالبا ما ينتشر من الأبقار إلى اللبن وربما كان له علاقة به. اختبر نظريته عن طريق تطعيم صبي بمواد من قرحة جدري البقر وتعريضه للجدري. على الرغم من أنها قد تبدو وكأنها تجربة مروعة، إلا أنها كانت ناجحة بالفعل. أدى ذلك إلى تطوير التطعيم الذي قضى على فيروس الجدري بعد قرنين من الزمان.

1- الالتهاب الكبدي GBV-C

فيروس نقص المناعة البشرية HIV أو الإيدز، هو على الأرجح واحد من أكثر الفيروسات رعبًا وذو أسوأ سمعة في القرن ال21. ومع ذلك، حصل فيروس آخر GBV-C على بعض الاهتمام من العلماء، ذلك لتأثيره على المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية. فيروس GBV-C هو عضو في عائلة الفيروسات المصفرة Flaviviridae، والتي يشار إليها أيضًا باسم التهاب الكبد G. الجانب المثير للاهتمام حقًا حول هذا الفيروس هو تأثيره على تطور فيروس نقص المناعة البشرية HIV أو الإيدز، إذ يميل الأشخاص المصابون بهذا الفيروس مع فيروس GBV-C إلى تقدم أبطأ للإيدز وتحسين احتمالات البقاء على قيد الحياة!

المصادر

nature

cancer

ecancer

sciencemag

cdc

ncbi

5 فيروسات وبكتيريا قاتلة طُورت في المختبر

إن خطر جائحة من صنع الإنسان بسبب هروب الوحش المُصنع من المختبر أو بناءه عن طريق الخطأ، ليس أمر افتراضي ولا صعب الحدوث. بالفعل حدثت العديد من حالات الهروب المختبرية مسببة أمراضًا فتاكة بين أفراد العاملين في المختبرات ومن ثم إلى الخارج. من المفارقات أن هذه المختبرات تعمل مع مسببات الأمراض لمنع تفشي المرض الذي تسببت فيه في نهاية المطاف!  فتأتي العواقب المأساوية كنبوءة تحقق ذاتها. سنتناول في هذه المقالة 5 فيروسات وبكتيريا قاتلة طُورت في المختبر، إما عن طريق الخطأ أو بشكل مقصود لأهداف بحثية.

5- الموت الأسود  Black Death

قام فريق من العلماء الألمان والكنديين والأمريكيين بإعادة بناء التسلسل الجيني لواحدة من أسوأ الأوبئة في التاريخ، الموت الأسود. اجتاح الموت الأسود أوروبا بين عامي 1347 و 1351، فقد أصيب ملايين الأوروبيين بمرض غامض أودى بحياة أكثر من 50 مليون شخص. المرض الذي تُسببه عدوى بكتيرية حادة تسمى يرسينيا بيستيس.

قال جوهانس كراوس- Johannes Krause من جامعة توبينغن الألمانية، المؤلف الرئيسي للدراسة:

“اعتقد الناس حرفيًا أنها كانت نهاية العالم.”

Johannes Krause

كما أوضحت كريستين بوس-Kirsten I. Bos الباحث المشارك في الدراسة، أنهم استطاعوا الحصول على الدم المجفف من أسنان أربعة من ضحايا الطاعون في القرن 14، كان الحمض النووي للطاعون البالغ من العمر قرابة 700 عاما في حالة سيئة، متكسرًا ومختلط مع الحمض النووي البشري وبعض البكتيريا الأخرى. لكن بفضل تقنيات جديدة وسلالات الأمراض الحديثة لجذب الحمض النووي الطاعون القديم، تمكن الباحثون من فصل وتنقية وتتبع وتسلسل الطاعون الأسود، لكن،

لماذا يحاول العلماء إعادة الموت الأسود إلى الحياة؟

يمكن اعتبار ذلك بهدف تسوية النقاش العلمي بين أولئك الذين جادلوا بأن السلالات الحديثة من البكتيريا المسببة للطاعون، ينحدر من البديل الأصلي الذي تسبب في الموت الأسود، وأولئك الذين قالوا إن حشرة مختلفة تسببت في الأوبئة في العصور الوسطى. فتثبت هذه الدراسة أن نسخة القرن الرابع عشر من يرسينيا بيستيس متطابقة تقريبًا مع السلالات الأقل ضراوة الموجودة اليوم. عبر عنها كراوس بإنها جدة جميع الأوبئة الموجودة اليوم! من المحتمل أن تساعد دراسة الأصل العلماء على فهم الأمراض المُعدية في العصر الحديث.فالهدف إذًا هو إعادة إنشاء مسببات الأمراض التي تسببت في أوبئة قديمة أخرى. نعلم السؤال الأهم الذي تبادر إلى ذهنك الآن:

هل من الممكن أن يشعل هذا التخليق الجديد موتًا أسود آخر؟

عالم اليوم مختلف تمامًا عن أوروبا في العصور الوسطى، والقفزات والتطورات في الصحة العامة وتحسين الظروف المعيشية من شأنها أن تقلل من انتشار المرض. فحسب ما أكد الباحثون أنه حتى لو نجت نسخة بالخطأ من هذا الوحش القاتل من المختبر (الآمن للغاية) سنكون بخير.

4- Horsepox Virus

ابتكر العلماء في جامعة ألبرتا- UAlberta فيروس Horsepox  وهو فيروس قاتل يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالجدري القاتل، لا يؤثر horsepox على البشر فهو قاتل للخيول فقط.. عمل عليه العلماء خلال دراسة استمرت ستة أشهر برعاية شركة الأدوية Tonix Pharmaceuticals، موضحين سبب تخليق الفيروس أنهم أرادوا تطوير لقاحات محسنة للجدري. اشترى الباحثون قطع الحمض النووي عن طريق البريد ورتبوها لتشكيل الفيروس، لم يكن المشروع مكلفًا. فقد تكلفت قطع الحمض النووي المستخدمة لإنشاء الفيروس فقط 100.000دولارًا. عندما كُشف عن الدراسة، تسببت في معضلة آنذاك. إذ أعرب  بعض العلماء عن قلقهم من قيام الحكومات أو حتى الإرهابيين باستغلال المعرفة لإنشاء فيروس الجدري كسلاح بيولوجي.

وفي وقت لاحق، أوضح باحثون في شركة تونيكس أنه كان بإمكانهم استخراج horsepox من مجموعات الخيول البرية بدلاً من تخليقه معمليًا من الصفر. قال العالم القائم على الدراسة ديفيد إيفانز- David Evans، إن فريقه اضطر إلى تجميع قطع الحمض النووي للفيروس لأنهم أرادوا دراسة الفيروس ولم تكن هناك طريقة أخرى للحصول عليه. ثم أشارت الشركة إلى إنهم كانوا سيفعلون ذلك إذا كان لديهم إمكانية الوصول إلى  طبيعية الفيروس. كما أشارت لاحقًا إلى أنها أنتجت لقاح الجدري مع فيروس horsepox المخلق.

قال إيفانز أيضًا إن تقنيات صنع الفيروسات التي طورها فريقه ستفتح مجال فيروسات الجدري وستساعد على تحويلها إلى لقاحات أو علاجات جديدة لأمراض مثل السرطان.

3- فيروس شلل الأطفال Poliovirus

مثل نظرائهم في جامعة ألبرتا، ابتكر العلماء في جامعة ولاية نيويورك فيروسًا اصطناعيا قاتلاًعن طريق شراء قطع الحمض النووي. لكن هذه المرة، هو فيروس شلل الأطفال- Poliovirus، بنفس قوة الفيروس الطبيعي. فقد بنى العلماء الفيروس الذي يسبب شلل الأطفال من الصفر في المختبر.

مرضت الفئران المعرضة لشلل الأطفال الاصطناعي تمامًا كما لو أنها تعرضت لشلل الأطفال الطبيعي. كان شلل الأطفال الذي أنشأه المختبر مثيرا للجدل بين العلماء. وقد أخذ الباحثون الذين أنتجوها رمزها من قواعد البيانات المتاحة لأي شخص تقريبا. مما أثر ذلك خشية باحثون آخرون من أن الأشخاص الذين لديهم دوافع خفية يمكن أن يطورون شلل الأطفال الاصطناعي الخاص بهم، فهو أسهل بكثير من الفيروسات الخطيرة الأخرى مثل الجدري. فالجدري الشفرة الوراثية له تتكون من 185,000 نيوكليوتيدة، في حين أن شلل الأطفال يتكون من 7,741 نيوكليوتيدة فقط. على الرغم من أننا بالفعل على حافة القضاء على شلل الأطفال، يخشى العلماء من أننا سنظل بحاجة إلى التطعيم ضد المرض لأنه يمكن إعادة بناءه من الصفر بسههولة.

2- فيروس Mousepox

قبل عِدة سنوات، أنتج باحثون في الجامعة الوطنية الأسترالية ومنظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية- CSIRO، سلالة متحولة قاتلة من Mousepox عن طريق الخطأ! فهو فيروس قاتل ينتمي إلى عائلة  فيروس Horsepox .

كان الباحثون يحاولون تطوير تحديد النسل للفئران في الوقت الذي خلقوا فيه الفيروس عن طريق الخطأ. قاموا بإدخال جين حفز إنشاء إنترلوكين 4 (IL-4) في mousepox الذي حقن في بعض الفئران. طُعمت الفئران ولم يكن من المفترض أن تتضرر من mousepox.بدلاً من أن تُصبح الفئران عقيمة كما توقع الباحثون، تحول الفيروس الضعيف إلى قاتل ودمر أجهزة المناعة لدى الفئران!

الأمر الذي أدى إلى قتلهم في تسعة أيام. كان mousepox الجديد خطيرًا لدرجة أنه كان مقاومًا للتطعيم. كما توفي نصف الفئران الملقحة الأخرى المعرضة mousepox المتحور. كان الباحثون خائفين جدًا من اختراعهم لدرجة عدم رغبتهم في نشر النتائج التي توصلوا إليها. حتى أنهم التقوا بالجيش الأسترالي لتأكيد ما إذا كان النشر آمنا. يخشى العلماء من أن الجدري البشري يمكن أن يتحور ويصبح أكثر فتكًا إذا تم حقنه بـ IL-4. ومع ذلك، فهم غير متأكدين لأنه لم يجربها أحد بعد.

نحن نعلم عزيزي القارئ أنها مجرد مسألة وقت قبل أن يفعلها بعض العلماء.

1- فيروس H1N1

عام 1918، شهد العالم وصول القاتل وباء انفلونزا. إنه فيروس H1N1. وحتى انتهاء الأمر، كان قد حرم ما يصل إلى 100 مليون شخص من حياتهم. تسببت الأنفلونزا في تسرب الدم إلى رئتي الضحايا. أطلقوا الدم من أنوفهم وأفواههم قبل الغرق في الدم داخل رئتيهم.

عندما عادت الأنفلونزا في عام 2009 كانت أقل فتكًا على الرغم من أنها كانت متحورة ومن المفترض أن تكون أكثر فتكًا مما كان ينبغي أن يكون. أخذ العالم يوشيهيرو كاواوكا – Yoshihiro Kawaoka عينات من السلالة المتحولة التي تسببت في وباء عام 2009 واستخدمها لإنشاء سلالة أكثر فتكًا كانت مقاومة للقاحات. هذه السلالة تعتبر مماثلة لتلك التي تسببت في وباء عام 1918. لم يكن كاواوكا يخطط لإنتاج نسخة أكثر فتكwا من الأنفلونزا في ذلك الوقت. أراد فقط إنشاء النسخة الأصلية من الأنفلونزا حتى يتمكن من دراسة كيف تحور وأصبح قادرًا على تجاوز مناعتنا.

المصادر

bbc

nytimes

npr

newscientist

newscientist

ncbi

independent

ncbi

كيف بدأت موسوعة جينيس؟

من رجلٍ يجر شاحنة تزن طنين تقريبًا وهو سائرًا على يديه مقلوبًا، إلى آخر كسر 122 ثمرة جوز هند في دقيقة واحدة بقبضة يده،[1] إلى عجوزًا يبلغ الـ 82 ربيعًا أطال أظافره لـ 66 عامًا حتى بلغت أكثر من 900 سنتيمترًا،[2] أو تلك السيدة البريطانية صاحبة الرقم القياسي كأول سيدة بلحية كاملة! [3]

كل تلك الأرقام لم نكن لنعرفها لولا وجود موسوعة سُميت بـ «موسوعة جينيس للأرقام القياسية»، فكيف بدأت إذًا؟!

بداية موسوعة جينيس بحفلة صيد!

من اليسار لليمين، السير “هيو بيفر”، أول إصدار لموسوعة جينيس، التوأمان “ماكويرتر”، وأخيرًا “نوريس ماكويرتر”
حقوق الصورة: https://www.guinnessworldrecords.com/Images/Our-History-collage-4_tcm25-478379.jpg

في أوائل عام 1950، وفي حفلة صيد بإحدى مقاطعات إيرلندا، تجادل السير “هيو بيفر” المدير التنفيذي لشركة “جينيس للجعة” مع مضيفي الحفلة حول أسرع طائر يتم اصطياده من بين كل الطيور، وكانت المشكلة هي عدم وجود أي مرجع به معلومة موثوق بها حول هذا الأمر لتسوية الجدال بينهم، ومن هنا شرع “بيفر” في إيجاد حل لتلك المشكلة. [5] [4]

ولأنه رجل أعمال بالمقام الأول، لم يُنشئ “بيفر” الموسوعة شخصيًا، بل كلف أحد موظفيه ويُدعى “كريستوفر شاتواي” بإيجاد من يُنشأ له تلك الموسوعة. وبالفعل رشح “شاتواي” التوأمان “نوريس وروس ماكويرتر” حيث كانا محبان لتجميع الحقائق والأرقام، بالإضافة لعملهما في مجال الصحافة الرياضية. [5] [4]

مرحلة تأليف الموسوعة

ومن هنا بدأت عملية تأليف الكتاب، فبعد مرحلة بحث أولية، بدأ التوأمان في تجميع الأرقام القياسية والحقائق بالكتاب. ولم يكن هذا الأمر بالهين، بل استغرقهم تأليف الكتاب حوالي 13 أسبوع بمعدل 90 ساعة عمل لكل أسبوع، وبعطلات نهاية الأسبوع والعطلات الرسمية. [5] [4]

ولم يعلم التوأمان حينها أن هذه الموسوعة ستصبح من أكثر الكتب مبيعًا على الإطلاق، وواحدة من العلامات التجارية الأكثر شهرة بل وموثوقية في كل العالم. فبحلول عام 1955، نُشرت أول نسخة من الموسوعة، فطُبعت 50 ألف نسخة منها، وببداية عيد الميلاد “الكريسماس” لم تتبقى نسخة واحدة منها. [5] [4]

تطور الموسوعة على مدار التاريخ

ومن النسخة الأولى تقريبًا، وحتى النسخ التي نُشرت بمنتصف القرن الماضي، ركز الناشرين على تجميع الأرقام القياسية المرتبطة بالطبيعة والطيور خاصةً بالموسوعة. ثم بعد ذلك، انتقل الناشرين إلى التركيز على الإنجازات الفردية للبشر. [7] [6]

صورة توضح طول “روبرت وادلو” الخارق!
https://www.guinnessworldrecords.com/assets/516297?width=780&height=497

فعلى سبيل المثال، تجد الأمريكي “روبرت وادلو” صاحب الرقم القياسي لأطول رجل بالعالم، حيث وصل طوله إلى 272 سنتيميترًا. وبعمر الـ 9، كان يحمل أباه -الذي كان طوله 180 سنتيمترًا ووزنه 77 كيلو جرامًا- ويصعد به سلم المنزل.

ولكنه توفى وهو في سنٍ صغيرٍ عن عمر ناهز الـ 22 عامًا، ودُفن في نعشٍ بلغَ طوله 3 أمتار ونصف. [8]

واستمرت الموسوعة في مجاراة التطور، فتغيرت أحجام وتنسيقات كتب الموسوعة، فتحولت إلى مجلد كبير ملئ بالصور الملونة، فأصبحت أكثر جاذبيةً للأطفال، بل ولنا نحن الكبار أيضًا، فبين أشياء نريد أن نعرفها مثل، أكبر بيتزا إيطالية تم صُنعها بمساحة 1262 مترًا مربعًا أي كمساحة حمام سباحة! [9]

وبين أشياء لا نريد أن نعرفها مثل، شخصًا ألمانيًا يُدعى ” فرانز هيوبر” ابتلع 28 سيفًا مرةً واحدةً! [10]

وبين هذا وذاك، استمرت الموسوعة كأفضل الكتب مبيعًا رغم اختلاف العصور، والثقافة، ودخول التكنولوجيا، إلا أنها لا تفشل أبدًا في مفاجأتنا وإشباع فضولنا.

المصادر

  1. Guinness World Records channel on YouTube
  2. Guinness World Records page on Facebook
  3. Guinness World Records website
  4. BBC UK The Witness History podcast (Audio)
  5. Guinness World Records history
  6. Guinness World Records history timeline
  7. Guinness World Records Through the years
  8. GWR Tallest man ever
  9. GWR Largest Pizza
  10. GWR Most swords swallowed

3 أسباب وراء الخوف من المهرجين

كثير من الناس يجدون المهرجين مرعبين، فبالنسبة إليهم، ليسو مجرد وجوه رسمت عليها شفاه عملاقة، أداءهم يعطي الناس دفعة من الضحك الممزوج بالمرح والمتعة. بل تصل الفكرة لديهم حد الخوف المقترن الموت أحيانًا. ما لا يعرفه معظم الناس هو أن الخوف من المهرجين هو في الواقع رهاب حقيقي مع أعراض عقلية وجسدية شاقة. إذًا، سنعرض لك 3 أسباب وراء الخوف من المهرجين وكيف تتعامل معه.

ما هي كلوروفوبيا ؟

الكلوروفوبيا هو المُسمى الرسمي المعبر عن الخوف من المهرجين. يعرف هذا الرهاب أيضا بالخوف الشديد الذي يؤثر على السلوك وأحيانًا الحياة اليومية. بالنسبة لأولئك الذين يعانون من الخوف من المهرجين، فإن بعض الأحداث التي يمكن اعتبارها ممتعة للكثيرين مثل السيرك والكرنفالات، قد تثير القلق والرعب والخوف. تكون بعض الأعراض الشائعة زيادة ضربات القلب والغثيان والرعشة والتعرق وصعوبة التنفس.

ما الذي يسبب الخوف من المهرجين؟

يعتمد المهرجين على تغيير أو تشويه ملامحهم ووجوههم بالرسوم والألوان غير المتناسقة  لإضفاء التأثير المضحك، يتخلص المهرج من الملابس والأحذية وشكل الشعر العاديين، ليرتدي ملابس أخرى غير مألوفة وغريبة، مع أنف أحمر ومكياج مبالغ فيه وأحذية كبيرة الحجم وشعر مجعد هايش ملون، قد يبدأ الشخص في التركيز على هذه الاختلافات وتصبح غير مريحة نفسيًا. سنحدد أهم 3 أسباب وراء الخوف من المهرجين.

سمة الغريب

أحد أهم أسباب الخوف عند البشر كون المسبب مجهولاً، ويمكن أن تنطبق تلك الفكرة على المهرجين، مُسمى “الغريب”  له جذور، يعتبر سيغموند فرويد أول من وصف الغريب  كسبب للخوف.  نحن نعلم فكريًا أن المهرجين هم في الأساس بشرمثلنا، يتحدثون، يمشون، يأكلون، يفكرون، مثلنا تمامًا؛  هم بشر تحت الطلاء لكن ابتساماتهم  وإيماءاتهم المبالغ فيها، وأعينهم المنتفخة، والملابس الغريبة، تطلق في نفوسنا القلق والنفور والتنافر المعرفي. فالناس يبنون علاقة مبنية على التشابة بين كل ما يرونه. لكن المهرجين لا يشبههم أحد، ولا نستطيع تحديد سمات محددة لهم ولسلوكياتهم. فهم مختلفون جدًا جدًا، مختلفون حتى فيما بينهم. مما يخلق حاجز ضد الاتصال بهم. تُرى، يمكنك توسيع تلك الفكرة لتشمل الزومبي! لكن على الأقل أنت تعرف ماذا يريده الزومبي منك.

يقودنا ذلك إلى سبب أخر، وهو الغموض، غموض ما يشعر به ذلك الشخص في الوقت الحالي، الغموض الذي يجعل من الصعب تحديد حالة امهرج أمنامنا، ومدى توافقها مع ما يؤدي.

التعبيرات المختلطة وعدم التوافق مع الأنماط المعروفة

إذا ابتسم الشخص تدرك أنه سعيد. وإذا كان عابسًا، تدرك أنه حزين. فمن السهل التقاط هذه الإشارات من الناس حتى الأطفال تستطيع القيام بذلك. لكن هذا ليس هو الحال مع المهرجين!

يرسم المهرجين بأنفسهم ابتساماتهم وعبوسهم، فتعجزعن قراءة عواطفهم الحقيقة أو معرفة ما يفكرون فيه بالفعل. فإذا كان المهرج لديه ابتسامة مرسومة ولكنه لا يتصرف بسعادة أو بمرح، فإن دماغك يحصل على إشارات مختلطة. فهذا لا يتوافق مع النمط الذي اعتاد عليه دماغك، مما يجعلك تشعر بعدم الراحة. سبب آخر يجد الناس المهرجين مخيفين لأنهم لا يستطيعون توقعهم. بسبب تناقض السلوك أو القيام بأشياء وحيل خارجة عن المألوف، أو أشياء دنيوية، هذه الصفات والسلوكيات تجعل المهرجين مثيرين للشفقة أو تلقي في نفوس المشاهدين إحساس بالريبة والخوف منهم.

تجسيد أدوارًا مخيفة للمهرجين في الثقافة الشعبية ووسائل الإعلام

يعتقد بعض علماء النفس أن التمثيل الشرير للمهرجين في الثقافة الشعبية يمكن أن يكون سببًا آخر يجعلنا نخاف منهم. نفسيًا، عندما يشاهد الناس، خاصة الأطفال الصغار، وسائل الإعلام  تصور شيئا ضارًا، يمكنك أن يطور ذلك الخوف لديهم. فمنذ ما يقرب من قرن من الزمان، تحديدًا عام 1892، انتهت أوبرا  Pagliacci بقتل المهرج لزوجته، كما خلقت أفلام مثل Killer Clowns from Outer Space و It، هالة من الغموض حول المهرجين  والتهديد من قِبلهم. فأصبحوا مثيري للرعب أكثر من الضحك والمتعة.

إلى أي مدى ينتشر رهاب المهرجين؟

وجدت دراسة أجريت على 250 طفل في جامعة شيفيلد أن معظم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 إلى 16 يكرهون المهرجين. فأشار أحد الباحثين الرئيسيين في الدراسة أن المهرجين يكرههم الأطفال عالميًا، فوجدها بعضهم مخيفة، ووجدها البعض الآخر شئ مجهول وغير معروف. كما كشفت دراسة أخرى أجرتها جامعة تشابمان أن قرابة 7.8 % من الأمريكيين البالغين يخافون بالفعل من المهرجين. كما كشفت دراسة أخرى أجرتها جامعة تشابمان أن قرابة 7.8 % من الأمريكيين البالغين يخافون بالفعل من المهرجين.

كيف تساعد نفسك للتخلص من رهاب المهرجين؟

يمكنك مساعدة نفسك ذاتيًا عن طريق بعض التطبيقات البسيطة مثل:

  • اعادة النظر في الطريقة التي تنظر بها إلى المهرجين. فكر في المكان الذي نشأ فيه خوفك. كرر لنفسك أنه مجرد شخص يرتدي ماكياج. أنه كان مجرد فيلم. أن الغرض منها هو للترفيه وتجعلك تضحك.
  • محاولة أن تكون حاضرًا عندما يبدأ المهرج المحترف في تطبيق مكياجه  وزِيه، اسمح لنفسك أن ترى بصريا أن ما هو أسفل الطلاء هو إنسان حقا.
  • تكرار النظر إلى صور المهرجين عبر الإنترنت حتى يبدأ خوفك في الاندثار تدريجيًا.

أما إذا كان وضعك يتطلب أكثر من المساعدة الذاتية، فنوصي بتقديم المشورة المهنية للصحة العقلية. كما نوصي بضرورة العثور على معالج بسيط لمساعدتك..

الخلاصة

إذًا لا تقلق، فبغض النظر عن عمرك، فأنت لست وحدك في خوفك من المهرجين، ولست وحدك من يقشعر بدنه من الأشياء الممسوخة المبهمة التي تنفصل عن الطبيعي، فقط هي دماغك لم تتطور للتعامل مع الهيئات الغريبة وغير المألوفة.

المصادر

express
bbc
the conversation
geisinger
psychologytoday

اختبار مساق مقدمة في علم النفس

هذه المقالة هي الجزء 21 من 21 في سلسلة مقدمة في علم النفس

املأ الاستمارة من فضلك في نهاية الاختبار، فستساعدنا في استخراج شهادة بإتمامك قراءة مقالات المساق.

مرحبًا بك في اختبار مساق Introduction in Psychology. هذا الاختبار يؤهلك للحصول على شهادة بإتمامه. نتمنى لك التوفيق.

ماذا تعني كلمة psychology؟

من وضع "الفرضية المدهشة" ؟

ما هو علم النفس المعرفي؟

تتبع الخلايا العصبية مبدأ …

تمثل القشرة تمثل … من المخ

تتكون الشخصية البشرية وفقا لفرويد من …

من مبادئ السلوكية…..

أشهر تجارب الشرطية الكلاسيكية هي

من وضع نظرية النمو المعرفي؟

ما هو الكريول؟

من المعايير التي يتحدد بها كمال اللغة؟

تعريف الإدراك

الشبكية سطح ثنائي الأبعاد.

من خصائص الانتباه أنه…

يحدث عمى التغيير عندما …

من وضع نظرية مثلث الحب؟

ما هي عناصر نظرية مثلث الحب؟

ما هو تأثير التشكيل؟

ماذا يعني التحيز للوفرة؟

من صاحب كتاب الجين الأناني؟

ما الذي قصده دوكينز من طرحه لفكرة الجين الأناني؟

وفقا لدوشن فإن الابتسامة الصادقة هي التي يتوفر بها…

تعرف الابتسامة الحقيقة باسم …

من أمثلة اختبارات الشخصية؟

نظرية العوامل الخمس الكبرى تتضمن …. و …..

ما هو تأثير فلين؟

تتشارك التوائم أحادية الزيجوت في …. من الجينات.

التمييز الصحيح بين الإناث والذكور وفقًا لعلماء الأحياء يتم وفق …

وضع نظرية الاستثمار الأبوي العالم …..

ما الهدف من تجربة مليغرام؟

ما هو تأثير المارة؟

من الأنماط التي يظهر فيها تحيز التمركز حول الذات؟

ما هو التنافر المعرفي؟

من أمثلة التنافر المعرفي …

معنى التحيز للتوكيد؟

ماذا يصف مصطلح الصور النمطية حاليًا؟

في الفصام العقلي يطور المريض بداخله شخصيات متعددة.

وجود الدافع والقدرة على التخطيط والشروع بكل نشاط.

ضع الإسم بالتهئجة التي ترغب في استخدامها في الشهادة.
عملك أو دراستك.

اختبار مساق عجائب مصر القديمة

هذه المقالة هي الجزء 1 من 9 في سلسلة عجائب مصر القديمة

املأ الاستمارة من فضلك في نهاية الاختبار، فستساعدنا في استخراج شهادة بإتمامك قراءة مقالات المساق.

هذا المساق متاح للأعضاء المسجلين فقط، سجل عضوية في موقعنا وسيتاح لك إكمال الاختبار للحصول على شهادة.


ماهو علم التصنيف، وكيف تأسس؟

ماهو علم التصنيف، وكيف تأسس؟ عندما ننظر إلى كوكبنا من الفضاء الخارجي، لا نر أي دلائل لتنوع الحياة عليها، كما يسود الإعتقاد بأن الحياة الأولى على سطح الأرض كانت على شكل كائنات دقيقة عمرت لبلايين السنوات قبل الحيوانات والنباتات الحديثة نسبيا، والتي ظهرت قبل حوالي 130- 200 سنة.

في مواجهة هذا التنوع الهائل في أشكال الحياة على الكوكب، كيف يمكننا تنظيم هذه الأنواع المختلفة من أجل فهم الحياة بشكل أفضل؟

علم التصنيف:

هو علم يختص بتصنيف الكائنات الحية، وتأسيس نظام تصنيف مشترك دوليا، اذ يركز على وضع الكائنات الحية في مجموعات من الأكثر الى الأقل شمولا، فكر في طريقة تصنيف متجر بقالة، مساحة كبيرة مقسمة إلى أقسام عديدة، (الألبان واللحوم، الفواكه) .. ينقسم كل واحد منهم إلى أقسام أصغر، إلى أن نصل في النهاية إلى منتج واحد، يسمى هذا النظام في علم التصنيف، بالنظام الهرمي

تاريخ علم التصنيف

كان أول مؤسس لعلم التصنيف هو الفيلسوف اليوناني أرسطو، الذي إخترع علم المنطق، حيث كان علم التصنيف جزءا منه لمدة 2000 عام كان لليونانيين على إتصال دائم بالطبيعة والحياة البرية،وعلى ما يبدو فإن أرسطو قد تعمق في دراسة الطبيعة وكان قد وصف في كتاباته عددا كبيرا من المجموعات الطبيعية، وبالرغم من أنه قام بتصنيفهم من البسيط إلى المعقد إلا أن ترتيبه لم يكن تطوريًا.

كارلوس لينيوس، عالم النبات السويدي، الذي أعتُبر مؤسس علم التصنيف الحديث، واعتبرت كتبه بداية لعلم الحيوان والنبات. كان يستمد مفهومه للتصنيف من فكرة أرسطو ومنطقه، وكان أقل دقة منه، اذ قسم الحيوانات إلى : ثدييات، طيور، زواحف، أسماك حشرات، ديدان، المجموعات التي عرفها لينيوس هي مجموعات معروفة ومعترف بها، تضم المجموعتان الأخيرتان حوالي سبع مجموعات من مجموعات أرسطو.

لينيوس

تطور علم التصنيف

لطالما كانت النباتات الوحيدة المعروفة هي تلك التي تنمو في الأنحاء، وجميع الحيوانات المعروفة هي التي تتحرك وتتناول الطعام، كانت المجموعات الأكبر من الكائنات الحية واضحة حتى في وقت لينيوس. ومع ذلك فإن العديد من علماء الأحياء تساءلوا عن ما إذا كانت الشعب المرجانية، والاسفنج، كائنات وسيطة بين المملكة الحيوانية والمملكة النباتية.

نشأت مشكلة التصنيف مع اختراع المجهر واكتشاف أشكال الحياة الدقيقة، أصبح جليا أن العديد من هذه الكائنات الحية المجهرية لها خصائص حيوانية ونباتية لايمكن تصنيفها ، على سبيل المثال «الأوغلينا-euglina»، كائن أحادي الخلية يتميز بامتلاكه لليخضور الخاص بالنباتات، مع ميزات حيوانية كوجود بقعة العين والحركة عن طريق السوط، رأى بعض العلماء أن يضعوا الأشكال أحادية الخلية من الكائنات الدقيقة في مملكة منفصلة في منتصف القرن العشرين،. عرف علماء الأحياء على نوعين مختلفين تماما من الخلايا، بدائيات النواة وحقيقيات النواة، واستندوا في هذا التقسيم على وجود النواة وبعض العضيات الأخرى داخل الخلية.

أما تصنيف الفيروسات فقد ن أصعب بكثير، هم معروفون فقط باسم الطفيليات، تكهن بعض علماء الأحياء أن الفيروسات جينات خرجت عن السيطرة وأصبحت طفيلية، بينما نفى آخرون أن الفيروسات يمكن اعتبارها حية أصلا، الفيروسات والبكتيريا في غياب الغشاء النووي الذي يحيط بالمادة الوراثية، فيفترض التطوريون أن بدائيات النواة أكثر بدائية مقارنة بالخلايا المعقدة مما يجعل الفيروسات من أبسط الكائنات الحية، وبكن من غير المعلوم مدى اختلافها عن أسلافها التي يفترض أنها لم تكن طفيلية ولا علاقة لها بالبكتيريا المعروفة.

توضح الاعتبارات السابقة الصعوبات الكامنة في إنتاج تصنيف مقبول، لم يكن تصنيف المملكتين للكائنات خيارا جيدا منذ اكتشاف مجموعات دقيقة من الكائنات الحية. طورات الحديثة في التقنيات الكيميائية الحيوية والمجهرية أعادت صياغة للعلاقات التصنيفية المحددة سابقا، ودعمت تصنيف الممالك الخمسة.

المصادر:

coursera
britannica

العصر البرونزي الحديث .. كيف تصبح العولمة سببًا لانهيار الحضارات ؟

لا بد أن اللحظات الأخيرة للسفينة كانت مرعبة. ربما غرقت بعد اصطدامها بشيء مغمور في الماء، أو أنها غرقت بسبب عاصفة قوية أو ربما يكون طاقمها قد أغرقها عن عمد ليتجنب سقوطها بيد القراصنة. لا يمكن الجزم في سبب غرقها، لكن علماء الأثار قد انتشلوا حمولتها، وعلموا أن السفينة كانت مبحرة من منطقة شرق المتوسط إلى منطقة إيجة حاملة معها الدليل الأكبر على العولمة والسبب الأساسي لانهيار الحضارات القديمة. لكن، كيف تصبح العولمة سببًا لانهيار الحضارات ؟

عام 1982 وأثناء قيام غطاس تركي شاب من صائدي الإسفنج البحري بأولى غطاساته قبالة الساحل الجنوبي الغربي لتركيا وفي منطقة 《أولوبورون – Uluburun》 تحديدًا، يكتشف عن طريق الصدفة ما يدعوه بقطع البسكويت المعدنية. أدرك قائده مباشرةً أن الشاب كان جائعًا وأنها ليست قطع بسكويت بل سبائك جلد الثور النحاسية التي تعود للعصر البرونزي الحديث. لم يكتشف الشاب مجرد سبائك نحاسية بل حطام سفينة قد غرقت سنة 1200 ق.م. في عصر بدأت فيه العولمة وكانت سببًا في انهيار حضاراته.(1)

استلم عالم الأثار البحرية 《جورج باس- George Bass》 مهمة التنقيب عن السفينة. وأثناء تنقيبه اكتشف زجاجًا خامًا وجرار تخزين مملوءة بالشعير والتوابل وربما الخمر. أما أثمن ما في الحمولة فهوا حوالي طن من القصدير الخام وعشرة أطنان من النحاس الخام الذين كانوا سيمزجون معا لتشكيل معدن البرونز الرائع.(1)

رسم تخيلي لسفينة أولوبورون (مواقع التواصل )

 في الواقع إن اكتشاف باس مدهش. ولكن قيمته حقًا لم تكن في هذه الحمولة الهائلة، بل بأنه أزاح الستار عن عصر أممي تربطه طرق تجارية وعلاقات دبلوماسية واسعة. كان هذا العصر يعتمد على معدن البرونز كما النفط في يومنا هذا.

علاقات دولية

كان عصر البرونز الحديث (1550-1200) عصر أممي بامتياز. قامت فيه امبراطوريات عظيمة سيطرت على العالم القديم وارتبطت ببعضها عبر التجارة والحروب والعلاقات الدبلوماسية. بحيث كان يمكن لشخص من مصر مثلا أن يقوم برحلة إلى اليونان للتسوق مارًا بجزيرة كريت ثم إلى مدن البر اليوناني ثم يعود إلى مصر. (2)

لم تكن سفينة أولوبورون الدليل الأول أو الوحيد على أممية هذا العصر. بل إن عالم الأثار نفسه قد اكتشف سفينة أخرى كانت قد غرقت قبلها بمئة سنة. ولم تكن هذه السفن سوى واحدة من مئات السفن التي كانت تجوب المتوسط عبر طرق بحرية أساسية كانت تربط العالم القديم ببعضه.

العولمة القديمة

وفي قصة مثيرة تعود لبداية هذا العصر حوالي عام 1477 ق.م. في مدينة بيرو نيفر في دلتا النيل والتي تعرف حاليًا بتل الضبعة. يأمر الفرعون المصري تحتمس الثالث ببناء قصر كبير له، بزخارف ورسومات جصية مذهلة لم يكن لها مثيل في مصر.

استأجر الفرعون لهذه المهمة حرفيون من جزيرة كريت البعيدة، والتي تقع في أقصى الغرب في الجانب الأخر من الأبيض المتوسط. رسم هؤلاء الحرفيون صورًا لم يراها أحد في مصر قبلًا، مشاهد غريبة لرجال يثبون فوق ثيران. وكانوا يستعملون الطلاء فوق الجص قبل أن يجف بحيث يمتص الألوان ويصبح جزئًا من الجدار نفسه. وهذا ما يسمى بأسلوب الفريسكو.

كانت هذه المشاهد والتقنية المستخدمة في الرسم المستوحاة من جزيرة كريت، موجودة أيضًا في مناطق كنعانية ساحلية وفي تركيا وقطنة في سوريا. (2) وتشكل هذه الرسوم مثالًا أخر على العولمة التي تعود لأكثر من 3400 سنة من يومنا هذا.

إن العلاقات بين جزيرة كريت والشرق الأدنى كانت أقدم من ذلك. فعلى جزيرة كريت نفسها عُثر عى العديد من الأغراض المصرية والكنعانية وأغراض تعود لبلاد الرافدين.  وكما تقول مؤرخة الفن هيلين كانتور لا تشكل الأدلة التي حفظها لنا مرور الزمن سوى نسبة ضئيلة مما لا بد وأنه كان موجودا يوما ما. كل وعاء استورد يمثل عشرات من الأوعية الأخرى التي اندثرت.

ربما ينبغي أن نفهم أن التجارة بين منطقة إيجة ومصر والشرق الأدنى كانت أكبر بكثير مما نظنه اليوم.

أرشيفات ملكية

عام 1887 ميلاديًا وفيما كانت امرأة قروية من مصر تبحث عن بعض الأخشاب للتدفئة في منطقة تل العمارنة. عثرت على واحد من أهم الأرشيفات التي دونت العلاقات الدبلوماسية والتجارية في العالم القديم. عثرت على أرشيف تل العمارنة.

بنى هذا الأرشيف الفرعون المصري أمنحتب الثالث خلال القرن الرابع عشر ق.م. واحتفظ فيه بجميع المراسلات الدبلوماسية والتجارية التي كانت تجري بين مصر ودول البحر المتوسط. مات أمنحتب الثالث وخلفه ابنه أخناتون أو كما نعرفه اليوم بفرعون النبي يوسف الذي قام بثورة التوحيد في مصر. ربما تخلى أخناتون عن كل موروث والده الديني وأغلق معابد أمون. لكنه فهم أهمية الحفاظ على العلاقات الدولية فاحتفظ بهذا الأرشيف وأضاف عليه.

كان أرشيف تل العمارنة كنزًا دفينًا يعج بالرسائل بين ملوك وحكام مناطق الشرق الأدنى. كان موضوع هذه الرسائل في العادة طلبًا للمساعدة من حكام مناطق تابعة لمصر. لكن رسائل القوى الكبرى كانت على مستوى دبلوماسي أعلى بكثير. (2)

نرشح لك: الفينيقيون الجدد .. كيف ترسم السياسة حدود الحضارات؟

عقوبات تجارية

قصة أخرى مثيرة للاهتمام، عثر المنقبون في مختلف المناطق الحيثية (تركيا حاليًا) على العديد من الأغراض والبضائع من مختلف البلدان في الشرق الأدنى. وأيضا عثروا على بضائع حيثية في جميع تلك البلدان. لكن الاستثناء الوحيد كان في منطقة اليونان فلم يتم إيجاد أي أغراض حيثية في البر الرئيسي لليونان خلال العصر البرونزي الحديث. وكذلك في الأراضي الحيثية لم يجد العلماء أي دلائل على استيراد أي أغراض من المملكة المسينية التي حكمت اليونان خلال الألفية الثانية. (2)

قد يكون الأمر أن أي من الطرفين لم ينتج اغراضًا احتاجها الأخر أو أن الأغراض المتبادلة كانت عرضة للتلف. لكن الأثرين قد عثروا على معاهدة دبلوماسية حيثية تنص عل حظر اقتصادي متعمد على الميسينيين ويبدوا أنه من المرجح أننا نطالع هنا أحد اقدم الأمثلة على ما ندعوه اليوم بالعقوبات اقتصادية.

ربما الدافع لإنشاء هذا الحظر هو قيام الميسينيين بدعم أنشطة معادية للحيثيين في غرب الاناضول. أو ربما هذا الحظر كان نتيجة لاتفاقية معادية للحيثيين وقعت بين مصر وميسينيا أثناء عصر الفرعون أمنتحتب الثالث. خلاصة القول يبدوا أن التجارة والدبلوماسية منذ 3500 عام مضت لم تكن تختلف اختلًافا كبيرًا عن ما يمارس في عالمنا المعولم اليوم من إجراءات حظر اقتصادي  وبعثات دبلوماسية وغيرها.

لقد كان العصر البرونزي الحديث عصرًا ذهبيًا في التاريخ لكن لكل شي نهاية ونهاية هذا العصر كانت مأساوية.

نهاية عصر

انهار العالم في نهاية عصر البرونز الحديث وانهارت معه الحضارة ورغم الكارثة التي أحلها هذا الانهيار إلا أنه لم يحدث فجأة ولا بسبب كارثة نووية بل حدث على مرحلة زمنية طويلة وبسبب عدة أزمات. سنة 1177 ليست السنة التي حدث فيها الانهيار بل السنة التي بدأ فيها كل شيء.  (2)

تشير أخر الأبحاث الأثرية والأدلة النصية المستخرجة من مدينة أوغاريت (رأس شمرا حاليًا على الساحل السوري) أن العلاقات والصلات الدولية بقيت قائمة حتى أخر لحظة من الانهيار، تدمرت أوغاريت نهائيا بين سنة 1190-1192 ق.م. ويورد المنقبون في تقاريرهم أدلة على دمار ونيران في سائر أنحاء المدينة. مع وجود العديد من رؤوس السهام منتشرة في أطلال المدينة. وهذا ما يدل على أن التدمير الذي حصل للمدينة هو نتيجة غزو خارجي.

في ذات الفترة تقريبا دمر عدد من المدن والبلدات في جنوب سوريا وكنعان، المشكلة أنه لم يتمكن العلماء لحد الأن من تحديد سبب الدمار أو هوية الفاعل.

خريطة المواقع المدمرة في نهاية عصر البرونز (مواقع التواصل )

فاعل مجهول

كان سائدًا ولفترة طويلة أن شعوب البحر هي المسؤولة عن الدمار الحاصل في نهاية عصر البرونز في كل المدن. وأن هذه الشعوب قد غزت معظم العالم القديم، ففي هذه الفترة في القرن الثاني عشر تعرضت معظم المدن للدمار مما كان يعزز هذه الفرضية. وذلك يعود بطريقة أو بأخرى للنص الذي كتبه رمسيس الثالث والذي ذكرناه في المقال الأول.

هذا النص يتحدث عن تدمير هذه الشعوب لعواصم الدول الكبرى لكن الأدلة الأثرية اليوم ربما تشير إلى غير ذلك.

يتحدث الكتاب المقدس ومصادر أخرى عن خمس مدن في جنوب كنعان احتلتها شعوب البحر وهي عسقلان وأشدود وعقرون وجت وغزة. التنقيبات الأثرية في مدينة عقرون وأشدود تشير إلى تدمير كبير في المدينتان يعود لنهاية عصر البرونز الحديث. وقد تم استبدال الثقافة المحلية للمدينتين بثقافة أجنبية (أحواض الاستحمام والمواقد والأدوات الفخارية …) وهذا ما يشير إلى تدفق أشخاص جدد في أعقاب انهيار كنعان وانسحاب القوات المصرية من المنطقة.

الأمر نفسه قد حدث في مدينة عسقلان ربما كانت شعوب البحر مسؤولة فعليًا عن دمار هذه المدن لكن ماذا عن باقي الممالك الكبرى؟

حروب محلية

في بلاد الرافدين وجد علماء الأثار أدلة تدمير في مواقع متعددة تشمل بابل، لكن من الواضح الأن أن المتسبب في ذلك كان قوى أخرى غير شعوب البحر فالجيش العيلامي الذي زحف من جنوب غرب إيران كان متسببًا في جزء من هذا الدمار.

وفي الأناضول (تركيا حاليًا) وفي نفس الفترة، نرى تدمير للعديد من المدن الكبرى منها حاتوسا عاصمة الحيثيين التي أظهرت الدراسات الأثرية تدمير القصر والمعبد فيها بنيران كبيرة. لا يمكن الجزم بأن شعوب البحر قد فعلوا ذلك وخصوصًا أن للحيثيين أعداء يسمون بالكاشكا ربما استغلوا فرصة ضعف الإمبراطورية الحيثية وهاجموها.

عمليات التدمير حصلت في ذات الفترة تقريبًا في المملكة الميسينية في اليونان. فمن المتفق عليه بشكل عام أن ميسيناي، عاصمة المملكة الميسينية، وعدة مدن كبيرة أخرى في اليونان قد لحقت بهم عملية التدمير في القرن الثالث والثاني عشر ق.م. ومجددًا لا يمكن تحديد هوية الفاعل لكن هذه المرة ربما كانت الطبيعة مسؤولة عن جزء من هذا الدمار، حيث تظهر بعض الأدلة أن زلزالًا أو سلسلة من الزلازل دمرت ميسيناي ومدن أخرى في اليونان. 

الأم الطبيعة

في الواقع عندما تقرر الطبيعة أن تدمر قطعة منها فيمكنها أن تفعل ذلك بعدة أشكال.

بفضل الأبحاث التي أجراها مؤخرًا علماء الزلازل الأثرية بات من الواضح أن اليونان ومساحة كبيرة من منطقة إيجة وشرق المتوسط كانت قد ضربتها سلسلة من الزلازل بدأت من سنة 1225 ق.م. استمرت طيلة خمسين عامًا يدعوها علماء الأثار اليوم بعاصفة الزلازل وقد ضربت في هذه الفترة الزمنية ميسيناي والعديد من المدن الميسينية الأخرى. ويمكن رؤية ضرر الزلازل في مواقع عديدة أخرى تشمل طروادة في تركيا حاليًا وحاتوسا في الأناضول وأوغاريت ومجدو وعكا وأشدود في المشرق. (3)

تغير مناخي

يعتقد بعض الباحثين اليوم أن المشكلة ليست فقط في الزلازل فالطبيعة تحمل في جعبتها الكثير. نشر فريق دولي من الباحثين يضم 《ديفيد كينوسكي – David Kaniewski》 بحثًا يتضمن عدة أدلة علمية على التغير المناخي والجفاف في إقليم البحر المتوسط في نهاية القرن الثالث عشر ق.م.

اعتمد الباحثون على بيانات استمدوها من تل تويني في شمال سوريا. وعبر دراسة حبوب لقاح مأخوذة من رواسب طمي بالقرب من الموقع استنتجوا وجود فترة جفاف شديدة في المنطقة (4). استمرت هذه الفترة ما يقارب 300 عام وتسببت في تلف المحاصيل ونقص الغذاء والمجاعة مما سرع الأزمات وفرض نزوحًا بشريًا إقليميًا في شرق المتوسط وغرب آسيا.

لاحقًا نشر براندون دريك من جامعة نيو مكسيكو عدة أدلة اضافية من مناطق في فلسطين وغرب اليونان، تشير إلى حصول جفاف في هذه المناطق وفي ذات الفترة تقريبا.. (2)

أحجار الدومينو

من شأن الجفاف والزلازل أن تحدث أزمات داخل الدول، وربما تؤدي إلى الهجرة. لكن هذه الكوارث قد حصلت في عصور سابقة ولم تؤدي لانهيار حضاري كامل فما هو السبب إذًا؟

هذه العوامل مجتمعة أسهمت في انهيار ممالك وامبراطوريات العصر البرونزي المتأخر وهذا هو الاحتمال المرجح حاليًا. فانهيار الأنظمة على هذا النحو لا يمكن أن يسببه زلزال أو مجاعة أو حرب لكن اجتماعها معًا يمكن أن يسبب أزمة كبيرة. وفي ظل تعقيد العلاقات بين الامبراطوريات واعتمادها على العولمة والأممية يمكن لكل هذا أن يؤدي إلى ما يسميه العلماء بالتأثير المضاعف حيث تتضخم تأثيرات تلك العوامل وتؤدي إلى الانهيار الكامل. (2)

كان معدن البرونز لذلك العصر كما النفط في يومنا وكانت السفن تعود الى ميسينيا محملة بالمواد الأولية لصناعة هذا المعدن . اعتمد الاقتصاد الميسيني بشكل أساسي على هذا المعدن، ومع انهيار التجارة الدولية لم تعد المواد الخام تصل الي ميسينيا الأمر الذي أدى إلى انهيارها. وكأحجار الدومينو تساقطت الحضارات الواحدة تلوى الأخرى مخلفةً عصورًا مظلمة استمرت لمئات السنين اللاحقة وهكذا تصبح العولمة سببًا للانهيار الحضاري الأكبر على الإطلاق.

لكن ماذا لو أن هذا العالم القديم لم ينهار كيف كان سيبدو عالمنا اليوم؟

نرشح لك: الانهيار الحضاري الكبير .. هل احتلت شعوب البحر العالم؟

المصادر:

  1. PULAK C. The Uluburun shipwreck. The oxford handbook of the Bronze Age Aegean. 2012 :1305-1327.
  2. Cline E. 1177 BC. Princeton University Press; 2015.
  3. Nur A, Cline E. Poseidon’s Horses: Plate Tectonics and Earthquake Storms in the Late Bronze Age Aegean and Eastern Mediterranean. Journal of Archaeological Science [Internet]. 2000;27(1):43-63. Available from here.
  4. Kaniewski D, Van Campo E, Weiss H. Drought is a recurring challenge in the Middle East. Proceedings of the National Academy of Sciences. 2012;109(10):3862-3867.

لماذا يوجد ثقب في الجزء العلوي من أغطية الأقلام

دائمًا وبصفة يومية تقوم بالكتابة بواسطة قلمك ولكن هل تسائلت يومًا لماذا يوجد ثقب في الجزء العلوي من أغطية الأقلام وما هي فائدته.

ابتكار بسيط ولكن عظيم

هناك أوقات عندما تصادف تطبيقًا تكنولوجيًا تستعمله كل يوم بسيط جدًا ولكنه مهم جدًا، فهو يذكرك بما يدور حوله كل هذا الابتكار. مثال على ذلك: هذا الثقب في الجزء العلوي من غطاء قلم BIC الخاص بك. ربما لم تفكر في الأمر كثيرًا من قبل وربما لم تسأل نفسك لماذا يوجد ثقب في الجزء العلوي من أغطية الأقلام، أو إذا كنت قد فكرت في ذلك، فمن المحتمل أنك قد تجاهلت ذلك باعتباره بعض ميزات التصميم العشوائي التي تنظم ضغط الهواء أو تمنع الحبر من الجفاف. ونعم، يسمح لك وجود ثقب في الغطاء بإغلاق الغطاء بشكل صحيح دون مشكلة ضغط الهواء. ولكنه يخدم أيضًا غرضًا بسيطًا آخر مبتكرًا  وهو تقليل مخاطر الوفاة الناتجة عن الاختناق.

منقذ للحياة

 اتضح أننا لسنا وحدنا من نحب مضغ أغطية القلم فالكثير من الناس يفعلون ذلك، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى ابتلاع الغطاء عن طريق الخطأ واستقراره في القصبة الهوائية مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة. من خلال إضافة ثقب أكبر في الجزء العلوي من الغطاء، زادت شركة القلم BIC من تدفق الهواء وفرصة أن يظل الناس قادرين على التنفس حتى لو حدث ذلك وهي ميزة تصميم تنقذ الأرواح بالمعنى الحرفي للكلمة وقد اتبعت الشركات المصنعة الأخرى للأقلام حذوها وأضافت ثقوبًا أكبر في الجزء العلوي من أقلامها. وكتبت الشركة على موقعها على الإنترنت:

“السبب في وجود ثقب في بعض أقلام بيك هو منع الغطاء من انسداد مجرى الهواء تمامًا إذا تم استنشاقه عن طريق الخطأ وهذا مطلوب بموجب معايير السلامة الدولية ISO11540، باستثناء الحالات التي يعتبر فيها الغطاء كبيرًا جدًا بحيث لا يمثل خطر الاختناق.”

صغيرة ولكن خطيرة

 تسبب ابتلاع أجزاء من الأقلام وأقلام الرصاص عن طريق الخطأ، بما في ذلك أغطية الأقلام، في عدة آلاف من الرحلات إلى غرف الطوارئ الأمريكية بين عامي 1997 و 2010، وفقًا للبيانات التي تم جمعها من خلال النظام الوطني الإلكتروني لمراقبة الإصابات. يمكن أن يكون استنشاق الأجسام الغريبة خطيرًا بشكل خاص بين الأطفال الصغار. حيث وجد تقرير حالة صدر عام 2013 من مجلة Annals of Pediatric Surgery أن 3 إلى 8 بالمائة من “الاختناقات غير المتعلقة بالطعام” تضمنت ابتلاع الأطفال لأغطية الأقلام.

كيفية مساعدة شخص يختنق

اضرب بقوة على ظهر المختنق بين لوحي الكتف. سيساعد هذا على إزالة الانسداد. حيث يؤدي الضرب على ظهره إلى حدوث اهتزاز قوي وضغط في مجرى الهواء، والذي غالبًا ما يكون كافياً لإخراج الانسداد. سيسمح له إزالة الانسداد بالتنفس مرة أخرى.

sciencealert

redcross

iflscience

كيف تتواصل النباتات فيما بينها؟

كيف تتواصل النباتات فيما بينها؟ يقال منذ فترة طويلة أن الحديث مع النباتات يمكن أن يساعدها في النمو بشكل أفضل، يبدو ذلك أمرا سخيفا، لكن لا يمكن أن تكون فكرة استجابة النباتات لبني جنسها سخيفة على الإطلاق.

نداء الاستغاثة:

تلك الرائحة الحلوة التي تنبثق عن الأعشاب والزهور المقطوعة حديثا، هي الطريقة التي تنتهجها النباتات لطلب النجدة، حيث تقوم بجذب الحشرات التي ستلتهم الآفات التي تتغذى حاليا على النبتة، على سبيل المثال، يمكن لنبتة “التبغ البري” التعرف على “اليرقة” فتقوم بإصدار إشارة كيميائية من أجل جذب مفترسات “اليرقة” مثل “الحشرة ذات العيون الكبيرة”

دعم بعضها البعض:

يمكن أن تشعر النباتات عندما تنمو النباتات الأخرى في محيطها، حيث تقوم بمنافستها على الضوء والتربة، كما يمكنها التعرف على أقاربها وتسعى لدعمهم عن طريق إفراز مواد كيميائية في التربة تدفعهم لنمو أسرع تجنبا لتركهم في الظل، عندما تتعرض شجرة للهجوم فإنها تطلق بعض المواد الكيميائية من أجل تحذيرالأشجارالمجاورة لها من الخطر، فمن خلال التحذير المبكر تكون الأشجار الأخرى قادرة على الدفاع عن نفسها تلك، الرسائل التحذيرية قد تدفع هذه الأشجار لتغيير الكيمياء الحيوية، مثلا عن طريق زيادة مستوى السموم والمواد الطاردة في الحشرات، كما يمكنها تمرير الموارد مثل النيتروجين والفوسفور إلى جيرانها قبل أن تموت، مما يعطي الأشجار السليمة التواصل مع الثديات.

التواصل مع الحيوانات:

يمتلك “نبات الإبريق اللاحم” شكلا مقعرا يعمل كعاكس فعال للموجات فوق الصوتية التي تستعملها “الخفافيش” في التنقل من أجل جذب انتباهها لتعيش عليها مقابل استفادة النبتة غذائيا من فضلات الخفاش

نبات الإبريق اللاحم

استقبال إشارات التحذير:

يمكن للنباتات التقاط الإشارات الكيميائية الصادرة من النباتات الأخرى، وأحيانا تستجيب لنداء الاستغاثة عن طريق تكثيف دفاعاتها، عند إصابة “دودة القرنفل”، تطلق فراشة الميرمية” بروتينات دفاعية تمنع الحشرة من هضم البروتين

تتنافس:

تتنافس النباتات مع بعضها البعض من أجل الحصول على ضوء الشمس، كما تتنافس على الأرض، على سبيل المثال، نبات عشبة “الناب الغازي”، له جذور تطلق مواد كيميائية لمساعدتها في امتصاص العناصر الغذائية من التربة كما تقتل النباتات المنافسة، وبالرغم من ذلك قامت بعض النباتات بتشكيل دفاعات ضدها، تفرز جذور نبات الترمس “حمض الأكساليك” الذي يحميها من المواد الكيميائية السامة الصادرة من “عشبة الناب”، كما يساعد النباتات المجاورة في النجاة من افتراس الأنواع الغازية.

كيف يمكن أن يحافظ هذا على صحة الغابات؟

تعتمد الأشجار طريقة في التواصل واكتساب المعرفة كما نعتمد نحن البشر على الإنترنت، الغابة الصحية هي الغابة المتصلة ب “انترنت الأشجار” وبها الكثير من الأشجار الأم التي تساعد في تعافي الغابة من التغيرات العشوائية

يمكن الاستفادة من المعلومات المعروفة حول شبكة الخشب لمساعدة قاطعي الأشجار في انتهاج سلوك أفضل أثناء حصاد الأشجار عن طريق تجنب الأشجار الأم والسماح للأشجار المحتضرة إطلاق مغذياتها قبل إزالتها.

المزيد: كيف تتحكم الطفيليات في أدمغة ضحاياها؟

المصادر(كيف تتواصل النباتات مع بعضها البعض؟):

THE GUARDIAN

MENTALFLOSS

LETSTALKSCIENCE

لماذا هناك من يرفض اللقاحات؟

لماذا هناك من يرفض اللقاحات؟

على الرغم من أهمية اللقاحات فى القضاء على كثير من الأوبئة مثل الجدري، وأهميتها فى إضعاف فيروسات أخرى مثل الملاريا وشلل الأطفال. حيث يُعتقد حسب منظمة الصحة العالمية أن العالم سيصبح خاليًا من شلل الأطفال بفضل “لقاح شلل الأطفال-IPV” فى العقود القريبة القادمة[1]. إلا أنه – رغم كل هذا – توجد حركات تقاوم اللقاحات، فما تاريخ هذه الحركات وما حججها وأسبابها؟

تاريخ الحركة:

يرجع تاريخ هذه الحركة إلى القرن الثامن عشر، عندما وُصِفت اللقاحات فى الولايات المتحدة وإنجلترا ب”الأعمال الشيطانية” من قبل بعض رجال الدين مثل القس “جون وليامز” من معهد«ماساتشوستس – Massachusetts» بالولايات المتحدة.[1][2]
وبدأت الحركة تنمو فى القرن التاسع عشر والقرن العشرين. وبدأت الدعوة لمقاطعة اللقاحات كمسألة تتعلق بحقوق الإنسان.[2]

ومن هنا يمكن تقسيم حجج أو أسباب هذه الحركة إلى 3 أسباب.

أسباب الحركة:

أولًا: أسباب تحتوي على ادعاءات علمية:

حيث ادعت الحركة أن اللقاحات لها أضرار أكثر من فوائدها. ففى عام 1998، اقترح “أندرو ويكفيلد – Andrew Wakefield” علاقة بين مرض التوحد ولقاح ال”MMR -لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية”.[1][2]
ونُشرت دراسته فى البداية فى مجلة “ذا لانسيت –the lancet”. ثم عادت المجلة وسحبت دراسته فى عام 2004، بعد أن وجدت نقاط ضعف كثيرة فى نظريته، وبعد أن كشف تحقيق صحفي أن “ويكفيلد” قد تلقى تمويلًا من أصحاب الدعاوي القضائية ضد مصنعي اللقاحات. مما أدى فى النهاية إلى شطب ويكفيلد من السجل الطبي فى المملكة المتحدة ومنعه من ممارسة الطب. وحتى الأن لم تظهر دراسة واحدة تربط بين التوحد واللقاح الثلاثى MMR الذى قام عليه ادعاء ويكفيلد.[2]

ولم تكن هذه الحالة الوحيدة فى التاريخ، ففى عام 1974 نُشِر تقرير يربط بين لقاح السعال الديكى وستة وثلاثون حالة مضاعفات عصبية، حتى نُشِر إعادة تقييم لللقاح يوضح فوائده وفعاليته ضد المرض.[2]

ثانيًا: أسباب دينية:

أهمها كانت أن لقاح ال MMR، اشتُق من خلايا أنسجة الأجنة المُجهضة. والإجهاض يعارِض المعتقدات الدينية مثل الهندوسية والبروتستانتية واليهودية والإسلام.[1]
كما يحتوي نفس اللقاح على جيلاتين الخنازير، مما يتعارض أيضًا مع المعتقدات الإسلامية واليهودية والهندوسية. وهذا ما حدث فعلًا فى أغسطس 2018، حيث أصدر مجلس العلماء الإندونيسي فتوى دينية بتحريم لقاح الحصبة والحصبة الألمانية.[1][3]
هذا بالإضافة لما ذكرناه لمناداة بعض قساوسة البروتستانت بأن اللقاحات هى أعمال شيطانية؛ لأنها وقوف ضد عقاب الله للإنسان بالأوبئة.[1][2]




ثالثًا: أسباب اجتماعية:

حيث نادت الحركة بأن رفض اللقاحات حق شخصي، خاصةً بعد أن قامت بريطانيا فى منتصف القرن التاسع عشر بسن قوانين تَفرِض على الآباء تطعيم أبنائهم، مما دفع بنشطاء مناهضين لللقاحات بتنظيم رابطة مكافحة التلقيح في لندن، التى نادت بحماية حريات الناس من قوانين التلقيح الإجباري، ومع استمرار الضغط ألغت بريطانيا هذه القوانين فى عام 1898.[1]


كوفيد-19، وأسباب جديدة لرفض اللقاح:

تستمر بعض الأسباب التى ذكرناها معنا فى جائحة كورونا، حيث يؤكد الكثيرون من المناهضين لللقاحات أن لقاح فيروس كورونا سيسبب أضرارًا كثيرة، و يشيعون عن موت امرأة شاركت فى تجربة لقاح فى المملكة المتحدة.[4]



إلا أن هناك سببان جديدان يظهران معنا فى حالة كوفيد – 19. أولهما هو نظريات المؤامرة، التى تروج أن لقاحات فيروس كورونا ستُستخدم لزرع رقائق صناعية فى الناس قد تستخدم لأغراض دنيئة، أو الترويج –بدون دليل- أن هدف اللقاحات هو قتل الملايين.[4]
السبب الثانى الجديد فى حالة فيروس كورونا هو سرعة تطوير اللقاح. وعلى الرغم أنه يبدو سببًا منطقيًا وعلميًا، إلا أنه لا بد الإنصات للمتخصصين فى الرد على هذا التساؤل.[4]





دور التكنولوجيا فى الترويج لمكافحة اللقاحات :

كانت المعلومات الطبية قديمًا تقتصر على الكتب والمجلات العلمية، وكان الأطباء والمتخصصون فقط هم صانعي القرار، أما الآن فى عصر الإنترنت أصبح المريض طرفًا فى صناعة القرار وأصبح من السهل العثور على المعلومات ومن السهل الترويج للمعلومات الخاطئة، فلقد وجد تحليل لمقاطع فيديو YouTube حول التحصين أن 32٪ عارضوا التلقيح وأنهم حصلوا على تقييمات أعلى ومشاهدات أكثر من مقاطع الفيديو المؤيدة لللقاح.[1]



أخطار انتشار الأفكار المناهضة للقاحات :

يُعد مرض الحصبة من الأمراض التى قُضي عليها تمامًا، ولكن نتيجة هذه الادعاءات والامتناع عن اللقاح، حدثت حالات تفشي ضخمة للحصبة في أماكن مختلفة من العالم الغربي، مما أدى إلى حدوث عشرات الإصابات بل والتسبب في موت الكثيرين.


ففي المملكة المتحدة عام 1998، كان عدد الإصابات 56 شخصًا. وفي عام 2006، ارتفع هذا العدد إلى 449 في الأشهر الخمسة الأولى من العام.
وفي عام 2008، أعلنت المملكة المتحدة انتشار مرض الحصبة لأول مرة منذ 14 عامًا.
بينما في أيرلندا، تفشى المرض في عام 2000 وتم تسجيل 1500 حالة وثلاث وفيات.
وسجلت فرنسا أكثر من 22000 حالة إصابة بالحصبة في الفترة من 2008 إلى 2011.
وفى الولايات المتحدة حدثت حالات تفشي المرض مؤخرًا في 2008 و 2011 و 2013.
كان هذا نتيجة مباشرة للامتناع عن لقاح الحصبة.[1]

أهمية اللقاحات:


اللقاحات هى سبب رئيسي لإنقاذ الملايين من الموت والأمراض، مثل شلل الأطفال. حيث كانت الولايات المتحدة فى بداية الخمسينيات تسجل 16000 حالة إصابة بشلل الأطفال سنويًا و1800 حالة وفاة. ولكن بعد ظهور اللقاح انخفضت إلى أقل من 1000 حالة في عام 1962. وكانت آخر حالة موثقة في البلاد في عام1979.[2]

خاتمة:



لذلك تُشكِل هذه الحركات خطرًا كبيرًا على البشر، فهي تُعيد أمراضًا قضى العلم عليها فعلًا(مثلما حدث فى حالة مرض الحصبة)، وتجعلنا نخوض حروبًا قد حققنا فيها انتصارًا من قبل، وتستنزف جهودنا التى يجب أن تتجه إلى القضاء على أمراض أخرى لم نكتشف علاجها بعد. لذلك يجب علينا أن نحد من انتشار هذه الخرافات، والاستماع إلى المُتخصصين فقط، وتوعية الآخرين بأهمية اللقاحات؛ لأن هذه الحركات إنما هى خنجر فى ظهور العلماء والبحث العلمى.

المصدر:
NCBI
MedicalNewsToday
ScienceAlert
Scientific American

التغير المناخي وظهور أمراض تؤدي إلى موت الدلافين

إذا سألك أحدهم ما هو حيوانك البحري المفضل؟ ستكون الإجابة الأكثر شيوعًا هي الدولفين، فهذه الكائنات ذكية للغاية والأكثر شعبية بين أقرانها البحرية لدي البشر.ولكن تلك الكائنات المسالمة اللطيفة تتعرض لمرض جلدي مميت، والذي أصاب الكثير منها بالقرب من سواحل نيو أورليانز بعد إعصار كاترينا المدمر في عام ٢٠٠٥. فما علاقة التغير المناخي وظهور أمراض تؤدي إلى موت الدلافين ؟

مرض المياه العذبة الجلدي

مرض المياه العذبة الجلدي «Freshwater skin disease» كما عرفه باحثون علم الأمراض في دراسة جديدة، هو مرض أصاب الدلافين في مناطق ساحلية عديدة حول العالم مما تسبب في تقرحات وإصابات شديدة غطت جسم الدلافين بأكملها. في البداية كان سبب تفشي هذا المرض غامضًا ولكن الآن وبفضل بحث جديد لدينا تفسير، والذي يبدو قاتمًا بعض الشيء. فالسبب وراء تفشي هذا المرض بين الدلافين هو التغير المناخي في الموائل البحرية للدلافين. يقول أخصائي علم الأمراض (بادريغ دوينان- Pádraig Duignan) من مركز الثدييات البحرية في سوساليتو كاليفورنيا: “هذا المرض الجلدي المدمر يقتل الدلافين منذ إعصار كاترينا ويسعدنا أن نحدد المشكلة أخيرًا”. (1)

حالات موت الدلافين حول العالم

ومع قدوم موسم الأعاصير في خليج المكسيك هذا العام وانتشار العواصف الأكثر كثافة في جميع أنحاء العالم بسبب تغير المناخ الدائم، فيمكننا أن نتوقع رؤية المزيد من هذه الحالات عند الدلافين. ظن العلماء في أول الأمر أن هذا المرض الجلدي منتشر في منطقة واحدة وهي الولايات المتحدة ولكن ظهور نفس الحالات على الجانب الأخر من العالم، جعل العلماء يعيدون النظر في الأمر ودفعهم ليُكملوا تَحقيقاتهم في هذا الشأن. 

أسفرت حالتان لوفيات الدلافين في استراليا عن أدلة لانتشار نفس المرض هناك،  واحدة كانت بين دلافين (بورونان- Burrunan) في(بحيرات جيبسلاند- Gippsland Lakes) في فيكتوريا في ٢٠٠٧ والآخر في عام ٢٠٠٩ بين دلافين المحيطين الهندي والهادي في Swan) Canning) في أنهار غرب استراليا. (2) رغم أن هذه الأحداث أليمة إلا أنها مكنت العلماء من إجراء عمليات تشريح على جثث الدلافين النافقة وذلك لتحديد أسبابها وفاتها ولدراسة الأفات المسببة لهذا المرض. ومع انتشار هذه الحالات في أماكن متفرقة حول العالم وِوفقًا لتحليل نتائج التحقيقات، فهناك بالفعل ارتباط عالمي بين كل تلك الحالات! (2)

أسباب هذا المرض الجلدي وعلاقته بالتغير المناخي؟

وكما أسلفنا من قبل فهذا المرض الجلدي المميت على علاقة وثيقة بالتغير المناخي، فيبدو أن تفشي الأمراض الجلدية في المياه العذبة يكون في أعقاب العواصف والأعاصير الشديدة، فبعد تلك الأعاصير والعواصف تتساقط كميات كبيرة من المياه العذبة على الأرض والتي تشق طريقها نحو الأنهار والمياه الساحلية. 

ويكمن الخطر في أن تلك الكميات الكبيرة من المياه تقلل بصورة مفاجئة الملوحة في المياه المالحة، حيث تعيش الدلافين الساحلية، ينتج عن ذلك ظروف منخفضة الملوحة يمكن أن تستمر لأسابيع أو شهور كما أظهر تحليل البيانات البيئة. (1)

أمكن للدلافين أن تتحمل ظروف نقص الملوحة لفترة قصيرة فقط، ولكن مع التعرض الطويل لتلك الظروف من المياه العذبة يؤدي ذلك إلى مجموعة من التغيرات في جلد تلك الكائنات البحرية وتغير في التركيب الكيميائى لدمائها. مما يؤدي إلى تغيرات فسيولوجية والتهابات في الجلد مصحوب بانتشار فطريات وبكتيريا وطحالب عليها. كما أن وجود تلك الشقوق في الجلد تجعلها تفقد الكثير من الأيونات والبروتينات حيوية من أجسامها. بعد خروج كل تلك المعادن والعناصر الهامة، يندفع الماء العذب مُسببًا تورم وتقرحات، يقدر العلماء أن تلك التقرحات تعادل حروق الدرجة الثالثة عند البشر، وهي إصابة مروعة يمكنها أن تؤدي إلى الموت بسرعة. (1)

هل هناك حل قريب؟

مع تواتر الأحداث الجوية القاسية وتفاقم مشكلة التغير المناخي، فيبدو أن تلك الأحداث المؤسفة التي تتعرض لها الدلافين ستستمر لفترة لا يعلمها إلا الله. يتخوف العلماء من أن تؤدي كل تلك الأحداث القاسية إلى موتها كلها! لكن التغير المناخي ليس الخطر الوحيد الذي يهدد حياة الدلافين، فهناك الكثير من الأخطار ومن ضمنهم الصيد الجائر لها، والذي يقلل من أعدادها كل عام وذلك بغرض الاستفادة من لحومها ودهونِها.

في النهاية فإن مشاكل التغير المناخي تتفاقم كل مدة، بداية من ذوبان الجليد في القطبين وصولًا للتغيرات في موائل الكائنات البحرية ومرورًا بنا. فمع موت كل كائن على سطح الأرض يتأثر كوكبنا ونتأثر نحن وإن كان بشكل غير مباشر ولكننا في النهاية جزء من هذا الكوكب. فمن وجهة نظرك متى يعير البشر انتباههم للمشاكل البيئة؟

المصادر

  1. science alert
  2. nature

إقرأ أيضًا: حتى أعلى قمم الجبال لم تسلم من النفايات البلاستيكية

Exit mobile version