أشهر خوارزميات تعلم الآلة

أشهر خوارزميات تعلم الآلة

مقدمة

خوارزميات تعلم الآلة هي العنصر الرئيسي لجعل الآلة ذكية. أي أنها مكون أساسي من مكونات عمل الذكاء الاصطناعي. تحتوي على ثلاثة عناصر أساسية:

  • «مجموعة البيانات-data set»
  • «نموذج-model»
  • مخرجات (توقعات)

وظيفة خوارزميات تعلم الآلة الأساسية هي التنبؤ بالمخرجات بشكل صحيح. أي أنها تظل تتعلم وتتطور من مجموعة البيانات إلى أن تكوّن نموذج دقيق بإمكانه توقع المخرجات بأقل نسبة خطأ ممكنة.

تصنف خوارزميات تعلم الآلة بشكل رئيسي حسب طريقة تعلم الآلة إلى ثلاث منهجيات:

( «التعلم الخاضع للإشراف-supervised learning» – «التعلم الغير خاضع للإشراف-unsupervised learning» – «التعلم المعزز-reinforcement learning» )

يمكنك معرفة المزيد عن كيفية عمل خوارزميات تعلم الآلة والفرق بينها وبين الخوارزميات التقليدية في مقدمة عن تعلم الآلة

«التعلم الخاضع للإشراف-supervised learning»

هو النهج القائم على تعلم الآلة من مجموعة البيانات المصنفة. حيث تحتوي تلك البيانات على عدة أزواج من المدخلات والمخرجات فتحللها وتتعلم من خلالها وتستخرج النمط الرابط بينها في شكل «نموذج-model» يمكن تحسينه واستخدامه فيما بعد مع مدخلات جديدة للتنبؤ بالمخرجات الأقرب إلى الصواب. فعلى سبيل المثال عند وجود مدخل X ومخرج Y فالهدف هو التعلم من مجموعة البيانات (X,Y) ثم إيجاد الرابط بينهما في شكل دالة f، حيث f(X) = Y. ومن خلال تحسين تلك الدالة يتم التنبؤ بالمخرجات بشكل دقيق عند إدخال مدخلات جديدة. (1)

تضم منهجية التعلم الخاضع للإشراف العديد من الخوارزميات المختلفة حسب نوع المشكلة التي يتم حلها ومجموعة البيانات المتاحة. من أشهر تلك الخوارزميات هما «الانحدار-Regression» و «التمييز-Classification»، كلًا منهما يقوم على إيجاد الرابط بين مجموعة المدخلات والمخرجات في شكل نموذج واستخدامه فيما بعد في عملية التنبؤ. الفرق بين خوارزميات الانحدار والتمييز هو أن المخرجات في حالة الانحدار عددية أما في حالة التمييز وصفية. أحد خوارزميات الانحدار هو «الانحدار الخطي-linear regression» وأحد خوارزميات التمييز هو «الانحدار اللوجستي-logistic regression».

«الانحدار الخطي-linear regression»

يعرف على أنه طريقة تحليل احصائية لتحديد العلاقات الكمية بين متغيرين أو أكثر من خلال تحليل الانحدار في الاحصاء الرياضي.
بعبارة أخرى، هو نموذج خطي يفترض وجود علاقة خطية بين متغيرات الإدخال x ومتغير الإخراج الوحيد y، أي يمكن حساب y من مجموعة خطية من متغيرات الإدخال x. عندما يكون هناك متغير إدخال واحد x فإنه يشار إلى الطريقة على أنها انحدار خطي بسيط- simple linear regression وعندما يوجد عدة متغيرات إدخال فتسمى الطريقة بالانحدار الخطي المتعدد-multiple linear regression.
(2)

فعلى سبيل المثال: من السيناريوهات المحتملة لاستخدام خوارزمية الانحدار الخطي هو عندما يوجد مجموعة بيانات لمساحات بعض المقرات السكنية ونود التنبؤ بسعر المنزل. فبوجود مجموعة البيانات التي تحتوي على أزواج (مساحة المنزل – سعره) يمكن تحليلها والتعلم منها وتكوين نموذج في شكل معادلة y = mx + c حيث أن x تمثل مساحة المنزل و y سعره. ويمكن تمثيل تلك المعادلة بيانيًا وتحسينها واستخدامها لاحقًا في التنبؤ بسعر المنزل.

الشكل المقابل يمثل رسمًا بيانيًا لمعادلة نموذج الانحدار الخطي
y = mx + c + e

y تمثل قيمة سعر المنزل
x تمثل قيمة مساحة المنزل
e تمثل نسبة خطأ النموذج في التوقع، وكلما قلت نسبة الخطأ ازدادت دقة النموذج في التوقع

حيث تمثل النقط الزرقاء القيم الفعلية للمتغير y بالنسبة للمتغير x (أي القيمة الفعلية لسعر المنزل الذي مساحته x)، ويمثل الخط الأحمر معادلة الانحدار الخطي. كل قيمة تقع على ذلك الخط تمثل قيمة المتغير y المتوقعة بناء على معادلة النموذج (أي سعر المنزل المتوقع بناء على المعادلة). ولذلك فالهدف من تحسين النموذج هو تقليل نسبة الخطأ الناتجة في القيمة المتوقعة، أي تقليل المسافة العمودية بين قيمة y الفعلية وقيمة y على الخط في التمثيل البياني للنموذج.

«الانحدار اللوجستي-logistic regression»

أحد أشهر خوارزميات التعلم الخاضع للإشراف وهي شبيهة جدًا بخوارزمية الانحدار الخطي ولكنها تختلف في نوعية مخرجاتها، ففي حالة الانحدار اللوجستي المخرجات وصفية وليست عددية، أي تنتمي لفئة معينة ولا تمثل عددًا بذاتها. فعلى سبيل المثال عند وجود مجموعة بيانات تحتوي على أزواج (شكل الوجه – جنسه) يمكن تحليلها واستخدامها في بناء نموذج يمكنه توقع جنس الشخص من مواصفات وجهه، في هذه الحالة فإن المخرجات وصفية ثنائية (إما ذكر أو انثى). (3)

«التعلم الغير خاضع للإشراف-unsupervised learning»

هي المنهجية القائمة على تعلم الآلة من مجموعة بيانات غير مصنفة وتحليلها وإيجاد التشابهات في الصفات الداخلية لتلك البيانات ومن ثم تقسيمها إلى عدة مجموعات تشترك عناصرها في الخصائص وهو ما يعرف ب «التجمع-clustering». من أشهر خوارزميات التجمع هي خوارزمية k-means.

خوارزمية K-means

تعد من أبسط خوارزميات التعلم الغير خاضع للإشراف. تقوم بتقسيم الملاحظات n إلى عدد k من المجموعات. حيث تنتمي كل ملاحظة إلى المجموعة التي يقترب متوسطها من تلك الملاحظة. (4)

مصادر

1 geeksforgeeks
2 machine learning mastery
3 java point
4 geeksforgeeks

مقدمة عن تعلم الآلة

مقدمة عن تعلم الآلة

ما هو مفهوم «تعلم الآلة-machine learning»؟

تعلم الآلة هو فرع من فروع «الذكاء الاصطناعي-artificial intelligence» المهتم بجعل أجهزة الكمبيوتر تعمل دون أن تتم برمجتها بشكل صريح. أي يهتم بدراسة خوارزميات التعلم القائمة بشكل أساسي على جعل أجهزة الكمبيوتر تتعلم وتتطور بمفردها دون الحاجة إلى أوامر برمجية محددة وصريحة. بعبارة أخرى، هو الفرع المهتم بجعل الآلة تحاكي عملية التعلم في الإنسان.

الفرق بين خوارزميات تعلم الآلة والخوارزميات التقليدية

الخوارزميات التقليدية تقوم على أخذ المدخلات والأوامر البرمجية في شكل كود، وبناءً على المنطق الخاص بالأوامر البرمجية تقوم بإخراج المخرجات.
أما في حالة خوارزميات تعلم الآلة فإنها تأخذ المدخلات والمخرجات معًا فيما يسمى ب «مجموعة البيانات-data set». وبناءً على مجموعة البيانات هذه تستخرج «نموذج-model» يحتوي على المنطق أو النمط بين مجموعة المدخلات والمخرجات، ويُستخدم هذا النموذج لاحقًا مع مدخلات جديدة للحصول على مخرجات(أو توقعات).

ويمكن توضيح الفرق بينهما في الصورة التالية:

تطبيقات تعلم الآلة

تستخدم خوارزميات تعلم الآلة في المشاكل المعقدة التي يصعب وصف المنطق ورائها مثل تطبيقات «التعرف على الصوت-voice recognition». تستخدم أيضًا مع المشاكل التي تتغير بياناتها بشكل مستمر مثل أنظمة توقع الاتجاه من مبيعات السلع.

ونظرًا لكثرة مجالات استخدام خوارزميات تعلم الآلة فإن تطبيقاتها لا حصر لها.

فيما يلي بعض من هذه التطبيقات:

«محركات التوصية-recommendation engines»

عندما تبحث عن فيلمٍ أو منتجٍ ما، فتجد في اليوم التالي إعلانات لمنتجات مشابهة أو أثناء تصفحك لإحدى مواقع التواصل تجد توصيات لأفلام مشابهة للفيلم الذي بحثت عنه من قبل. هذا ما تفعله محركات التوصية. وتستخدم في عملها بشكل أساسي خوارزميات تعلم الآلة.

«السيارات ذاتية القيادة-self-driving cars»

تهدف الشركات إلى تصنيع سيارات بإمكانها القيادة بأمان دون الحاجة إلى سائق. ويعتمد تصنيع هذه السيارات في الأساس على خوارزميات تعلم الآلة.

الترجمة الفورية

تعتمد الترجمة الفورية على خوارزميات تعلم الآلة، حيث أن سرعتها ومرونة ترجمة النصوص من لغة إلى أخرى بسلاسة تتطلب معالجة سريعة ونموذجًا فعّالًا، وهو ما لا يمكن عمله بالخوارزميات التقليدية.

توقع الأمراض مثل الأزمات القلبية المحتملة

تقوم خوارزميات تعلم الآلة بفحص الملفات الطبية والتاريخ المرضي للمرضى ومن خلال تحليل تلك البيانات تقدّم توقعات عن أزمات القلب المحتملة للمريض. وقد تساعد تلك النتائج في إنقاذ بعض الحالات التي قد يستعصي على الطبيب وحده ملاحظتها وتشخيصها.

تصنيفات تعلم الآلة

تنقسم مناهج تعلم الآلة إلى ثلاث فئات عامة:

«التعلم الخاضع للإشراف – supervised learning»

يعتمد هذا المنهج على تعلم الآلة من بيانات (مدخلات ومخرجات) تدريبية مُصنفة. ومن خلال تحليل هذه البيانات يتم الوصول إلى نموذج يمكن استخدامه لاحقًا مع مدخلات جديدة في تحديد أصناف المخرجات بشكل صحيح.

العنصر المُميز لمنهجية التعلم الخاضع للإشراف هو عنصر التصنيف للبيانات المدخلة، فيسهل على الآلة التعلم والتمييز بين التصنيفات المختلفة. لذلك يتم تسميته بالتعلم الخاضع للإشراف، أي الخاضع للبيانات المُصنفة.

«التعلم غير الخاضع للإشراف – unsupervised learning»

تستخدم هذه المنهجية عندما يصعب تصنيف البيانات المدخلة بشكل مُسبق. فتتعلم الآلة من مجموعة البيانات الغير مصنفة وتقوم هي بتصنيفها بناءً على اكتشاف التشابهات والاختلافات الداخلية للبيانات. لذلك يتم تسميته بالتعلم الغير خاضع للإشراف، أي الغير خاضع للبيانات المُصنفة.

«التعلم المعزز-reinforcement learning»

يختص بكيفية جعل المُبرمَج (الآلة) يتخذ القرار (الاختيار) في بيئة من أجل تعظيم المكافأة الكلية. يختلف التعلم المعزز عن التعلم الخاضع للإشراف بأنه لا يحتاج إلى أي أزواج من المدخلات والمخرجات، ولكن عوضًا عن ذلك، يتم التركيز على الأداء المباشر الذي يُحسن من المكافأة التراكمية.

تاريخ تعلم الآلة

استخدم آرثر صموئيل مصطلح «تعلم الآلة-machine learning» لأول مرة في عام 1959، وهو أمريكي عمل في شركة IBM ورائد في مجال ألعاب الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي. في فترة الستينات كان الكتاب التمثيلي لأبحاث تعلم الآلة هو كتاب نيلسون عن آلات التعلم الذي كان يتعامل مع تصنيف الأنماط. واستمر الاهتمام بالتعرف على الأنماط في السبعينات.

في عام 1981، تم تقديم تقرير حول استخدام استراتيجيات تدريس جعلت الشبكة العصبية الاصطناعية تستطيع أن تتعرف على 40 حرفًا (26 حرفًا و10 أرقام و 4 رموز خاصة).

وفيما بعد، قدم توم ميتشل Tom M. Mitchell تعريفًا رسميًا واسع النطاق للخوارزميات التي تمت دراستها في مجال تعلم الآلة. يأتي هذا بعد اقتراح آلان تورينج Alan Turing في ورقته البحثية “الحوسبة الآلية والذكاء” ، حيث استبدل السؤال “هل يمكن للآلات أن تفكر؟” بالسؤال “هل يمكن للآلات أن تفعل ما يمكننا نحن (ككيانات تفكير) القيام به؟”.

واستمر التطور في مجال تعلم الآلة إلى أن وصل إلى شكله الحالي في عصرنا الحاضر. والذي يمكن وصفه باختصار شديد في أنه العلم القائم على جعل الآلة تتعلم.

مصادر

wikipedia
IBM
simplilearn

ما هي الاضطرابات التفارقية؟

ما هو التفارق؟ وما هي الاضطرابات التفارقية؟

«التفارق-dissociation» هو شعور الشخص بانفصاله عن تجربته الحسيّة أو أفكاره أو إحساسه بالهوية أو تاريخه الشخصي.
يتسبب التفارق في تشويش أربع مناطق للأداء الشخصي التي عادة ما تعمل سويًا بسلاسة وبشكل تلقائي:

  • الهوية
  • الإدراك
  • الذاكرة
  • الوعي بالذات والمحيط


حدوث أي انقطاع أو خلل في ذلك النظام من الوظائف التلقائية يؤدي إلى ظهور أعراض التفارق. (1)

«الاضطرابات التفارقية-dissociative disorders» هي الاضطرابات الناتجة عن اختبار شعور التفارق والتي تتضمن مشاكل في الذاكرة أو الهوية أو العاطفة أو الإدراك أو السلوك. تختلف أعراض الاضطرابات التفارقية حسب نوع الاضطراب. (2)

حسب المراجعة الخامسة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5) تنقسم الاضطرابات التفارقية إلى ثلاث أنواع رئيسية:

«فقدان الذاكرة التفارقي-dissociative amnesia»

تتضمن أهم أعراضها عدم القدرة على تذكر المعلومات الشخصية وهذا يختلف عن النسيان الطبيعي للأشياء، ففي فقدان الذاكرة التفارقي يوجد صعوبة واضحة في التذكر أو عدم التذكر بشكل كلي معلومات شخصية أو أحداث حدثت في الماضي.

يمكن لفقدان الذاكرة التفارقي أن يكون:

  • موضعي: عدم القدرة على تذكر حدث أو فترة زمنية معينة (الأكثر شيوعًا).
  • انتقائي: عدم القدرة على تذكر جانب معين من حدث أو بعض الأحداث خلال فترة زمنية محددة.
  • معمم: فقدان كامل للهوية والتاريخ الشخصي (نادر).

عادةً ما يرتبط فقدان الذاكرة التفارقي بتجارب صادمة سابقة في فترة الطفولة، فتكون المعلومات المنسية مرتبطة بشكل كبير بأحداث مأساوية سابقة ومشاعر مؤلمة.

«اضطراب الهوية التفارقي- dissociative identity disorder»

عرف سابقًا ب «اضطراب تعدد الشخصيات-multiple personality disorder». يتميز هذا الاضطراب بالتحول بين عدة هويات بديلة، أي وجود عدة هويات مختلفة داخل نفس الشخص. يكون لكل هوية اسم فريد وتاريخ شخصي وخصائص فريدة عن الهوية الأخرى، شاملة اختلافات واضحة في نبرة الصوت والجنس والسلوكيات وحتى الصفات الجسدية مثل الحاجة إلى النظارات. هناك أيضًا اختلافات في مدى معرفة كل هوية بالآخرين. (3)

تتضمن الأعراض ما يلي:

  • وجود هويتين مميزتين أو أكثر (أو “حالات شخصية”) يمكن ملاحظتها وملاحظة التبديل بينها من قبل الآخرين أو حتى من قبل الفرد نفسه.
  • فجوات مستمرة في الذاكرة حول الأحداث اليومية والمعلومات الشخصية أو الأحداث الصادمة الماضية.
  • تتسبب الأعراض في عوائق كبيرة في حياة الفرد الاجتماعية أو المهنية أو مجالات الحياة الأخرى المتعلقة بأداء الفرد.

«اضطراب الاغتراب عن الواقع-تبدد الشخصية – derealization-depersonalization disorder»

يتكون هذا الاضطراب من شقين:

«الاغتراب عن الواقع-derealization»

يتضمن هذا الاضطراب الشعور بالانفصال عن الآخرين وأن الأشياء المحيطة يحومها الضباب كالحلم، وقد يتضمن أيضًا الشعور بتباطؤ الوقت أو تسارعه وأن العالم يبدو غير واقعي.

تشمل الأعراض:

  • شعور بالاغتراب عن البيئة المحيطة أو عدم الألفة بها — كأن تشعر على سبيل المثال بأنك في فيلم أو حلم.
  • الانفصال العاطفي عن الأشخاص المهمين بحياتك، كما لو أنه يفصلك جدار زجاجي عنهم.
  • شعور المريض بتشوش البيئة المحيطة به أو عدم وضوحها أو انعدام الألوان بها أو بأنها ثنائية الأبعاد أو زائفة أو على جانب آخر فرط الوعي بهذه البيئة ووضوحها له.
  • تشوش في إدراك الزمن، كالشعور بأن الأحداث التي جرت مؤخرًا من الماضي البعيد.
  • تشوش في تقدير مسافة الأجسام وحجمها وشكلها.

«تبدد الشخصية-depersonalization»

يتضمن هذا الاضطراب إحساسًا مستمرًا أو عرضيًا بالانفصال عن النفس كأنك تراقب نفسك وأفعالك ومشاعرك وأفكارك من مسافة كما لو كنت تشاهد فيلمًا.

تشمل الأعراض:

  • الشعور بأنك مراقب خارجي لأفكارك ومشاعرك وجسمك أو أجزاءٍ منه — تشعر بأنك تطفو في الهواء فوق نفسك على سبيل المثال.
  • الشعور بأنك إنسان آلي وفقدت القدرة على التحكم في كلامك وحركاتك.
  • تشعر بأن جسمك وساقيك وذراعيك في حالة تشوه أو تضخم أو تقلص، أو أن رأسك مغلف بالقطن.
  • التخدير العاطفي أو البدني لحواسك أو استجاباتك للعالم حولك.
  • الشعور بفقد العاطفة في ذكرياتك، وأنها قد تكون ذكرياتك الخاصة أو لا.

الأسباب

عادةً ما تتطور الاضطرابات التفارقية كطريقة للتعامل مع الصدمة. غالبًا ما تتشكل الاضطرابات لدى الأطفال الذين يتعرضون لاعتداء جسدي أو جنسي أو عاطفي طويل الأمد أو في بعض الأحيان في بيئة منزلية مخيفة. يمكن أن تؤدي ضغوط الحرب أو الكوارث الطبيعية أيضًا إلى الاضطرابات التفارقية.

العلاج

العلاج الرئيسي للاضطرابات التفارقية هو العلاج النفسي ويسمى أيضًا بالعلاج الاستشاري أو العلاج بالحوار. والهدف هو السيطرة على الأعراض حتى تخف أو تختفي. يتضمن هذان العلاجان النفسيان العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الديناميكي النفسي.

مصادر

1 verywellmind
2 American psychiatric association
3 mayo clinic

ملخص كتاب التأملات لماركوس أوريليوس

ملخص كتاب التأملات لماركوس أوريليوس

نبذة عن التأملات


التأملات للإمبراطور الروماني والفيلسوف الرواقي ماركوس أوريليوس هي عبارة عن سلسلة من الكتابات والملاحظات الشخصية التي كتبها لنفسه كمصدر لتحسين ذاته و توجيهها. تتكون السلسلة من اثني عشر كتابًا عبّر فيها ماركوس عن خواطره حول الكثير من الموضوعات المتفرقة التي تتراوح بين القضايا الأخلاقية وممارسة الفضيلة إلى التعاملات مع الطبيعة والتفكر في حقيقة الكون. في هذا المقال سنعرض أهم ما ذكره ماركوس أوريليوس عن تلك الموضوعات في كتابه التأملات.

رواقية ماركوس


كانت رواقية ماركوس معتدلة إذا ما قورنت بمبادئ الرواقيين القُدامى. وكان أسلوبه في تدوينه لملاحظاته بسيطًا، متجنبًا المصطلحات المعقدة. رفض ماركوس زعم الرواقيين القُدامى بإمكان المعرفة اليقينية، ويرى أنه لا وجود لذلك الحكيم الذي يملك تلك المعرفة.

ففي كتابه الخامس يدون ماركوس “لكأنما أُلقِيَ على الأشياء حجابٌ كثيف حتى بدَت لعددٍ غير قليلٍ من كبار الفلاسفة غيرَ قابلةٍ للفهم على الإطلاق. وحتى الرُّواقيون أنفسهم بدَت لهم الحقائق عصيةً على الفهم، وبدا لهم كلُّ تصديقٍ عقلي لإدراكاتنا شيئًا عُرضة للخطأ؛ فليس هناك من هو معصوم …”.

كما رفض ماركوس اعتقاد الرواقيين القُدامى بأن الفضيلة لا تتجزأ، وذهب للاعتقاد بفكرة التدرج الأخلاقي. ذلك بالإضافة إلى أنه لم يكن معتدًا برأيه كما كان قدام الرواقيين.

قلعة الذات


أكّد ماركوس على أن العلاج الحقيقي للنفس والسلام الذي تنشده لا ينبع من الخارج بل من الداخل، ينبع من اللجوء إلى الذات والاحتماء بها. مصدر السلام الحقيقي هو الخلو إلى النفس من حين لآخر التماسًا للراحة والسكينة.

فيقول في كتابه الرابع “إنهم يبحثون عن منتجعاتٍ لهم؛ في الريف، على البحر، على التلال، وأنت بصفةٍ خاصةٍ عرضةٌ لهذه الرغبة المشبوبة، ولكن هذا من شيم الطَّغام، فما زال بإمكانك كلما شِئتَ ملاذًا أن تطلبه في نفسك التي بين جنبيك؛ فليس في العالم موضعٌ أكثر هدوءًا ولا أبعد عن الاضطراب مما يجد المرء حين يخلو إلى نفسه، وبخاصةٍ إذا كانت نفسه ثرية بالخواطر التي إذا أظلَّته غَمرَته بالسكينة التامة والفورية. ولستُ أعني بالسكينة إلا الحياة التي يَحكُمها العقل ويُحسِن قِيادها. فلتمنح نفسك دائمًا هذا الاستجمام، ولتُجدِّد ذاتك. ولتكن المبادئ العقلية التي سوف تعود إليها هناك وجيزةً وأساسيةً وكافية لأن تذهب بكل ألمِك في الحال وتُعيدَك إلى أُمورِكَ المستأنَفة خاليًا من السخط عليها أو التبرم بها”.

طبيعة الفضيلة والرذيلة


تأثر ماركوس أوريليوس بسقراط كثيرًا وأخذ عنه الفكرة القائلة بأن الفضيلة علم والرذيلة جهل. هذا يعني أن مرتكب الشر لا يرتكبه عن قصد بل هو جهل منه بحقيقة الخير والشر، لذلك من الواجب علينا تجاه مرتكبي الخطأ أن نعلّمهم ونوَجّههم ونبصّرهم بجهلهم، فإن لم نستطع فعلينا واجب تحمّلهم والتسامح معهم ولا نحملهم فشلنا وتقصيرنا في إرشادهم إلى الطريق الصحيح.

ويقول ماركوس عن ذلك في كتابه الثاني “قل لنفسك حين تقوم في الصباح: اليوم سألقى من الناس من هو مُتطفلٌ ومن هو جاحدٌ ومن هو عاتٍ عنيف، وسأقابل الغادر والحسود ومن يُؤثِر نفسه على الناس. لقد ابتُلي كلٌّ منهم بذلك من جرَّاء جهلِه بما هو خيرٌ وما هو شَر، أمَّا أنا وقد بَصُرتُ بطبيعة الخير وعَرفتُ أنه جميلٌ، وبطبيعة الشر وعرفتُه قبيحًا، وأَدركتُ أن مُرتكِب الرذائل لا يختلف عني أدنى اختلافٍ في طَبيعتِه ذاتها — فنحن لا تجمعنا قَرابة الدم والعِرق فحسب بل قَرابة الانتساب إلى نفس العقل ونفس القبس الإلهي — أمَّا أنا وقد بَصُرتُ بهذه القَرابة فلن يسُوءني أيُّ واحدٍ من هؤلاء ولن يُعديني بإثمه. وليس لي أن أَنقِم منه قرابتي أو أَسخَط عليه؛ فقد خُلِقنا للتعاوُن، شأننا شأن القَدمَين واليدَين والجفنَين وصَفَّي الأسنان. التشاحُن ضدٌّ للطبيعة، وضدُّها، مِن ثَمَّ، العداوةُ والبغضاء”.

التغير


روى ماركوس كثيرًا في تأملاته عن فكرة التغير الدائم للأشياء جميعها، وأن التغير هو جوهر الوجود وأنه يحفظ نظام الأشياء ويبقي العالم صبيًا.

فيقول في كتابه السابع “هل يخشى أحد من التغير؟ حسن، فأي شيء يمكن أن يحدث من دون تغير؟ أو أي شيء أعزُّ على طبيعة «الكل» وأقرب إليها من التغير؟ هل بوسعك أنت نفسك أن تغتسل إذا لم ينل التغير خشب الموقد؟ هل بوسعك أن تأكل دون أن يتغير ما تأكله؟ هل يمكن أن يتحقق أي شيء نافع في الحياة بدون تغير؟ ألست ترى، إذن، أن التغير بالنسبة لك هو الشيء نفسه، وأنه ضروري بنفس الدرجة لطبيعة الكل؟”.

دراسة الطبيعيات


أوصى ماركوس بدراسة الطبيعيات نظرًا إلى الصلة الوثيقة بين الإنسان والكون.

فيقول في الكتاب الثامن “من لا يعرف ما هو العالم لا يعرف أين هو، ومن لا يعرف لأي غاية وُجد العالم لا يعرف من هو ولا ما هو العالم، ومن يجهل أي شيء من هذه لا يمكنه حتى أن يقول لماذا وُجد هو ذاته، ما رأيك إذن في ذلك الرجل الذي يتجنب أو يطلب المديح من أناس لا يعرفون أين هم ومن هم؟”.

الكوزموس


يرى ماركوس في تأملاته أن العالم كله ليس إلا كائنًا واحدًا حيًا متكامل الأعضاء، وأن أي تأثير يحدث للجزء فيجد صداه الكل والعكس صحيح.

فيقول في كتابه الرابع “انظر دائمًا إلى العالم على أنه كائنٌ حي واحد، يتكون من مادةٍ واحدة وروحٍ واحدة، انظر كيف يذوب الكل في هذا الوعي الواحد، كيف تخضع كل أفعاله لنزوعٍ واحد، كيف تتعاون الأشياء جميعًا في كل ما يحدث، انظر أيضًا الغزل الدائم لخيط الشبكة ونسيجها”.

الأشياء اللافارقة


يطلق الرواقيون على جميع تلك الأشياء التي ليست بذاتها خير أو شر لقب الأشياء اللافارقة. فالخير عندهم هو الفعل العقلاني الفاضل والشر هو الفعل الأرذل المنافي للعقل، فيما عدا ذلك فهو من الأشياء اللافارقة.

فيذكر في كتابه الثاني “… الموت والحياة، النباهة والخمول، الألم واللذة، الغنى والفقر … ليست هذه الأشياء في ذاتها حسنةً ولا سيئة؛ وبالتالي ليست في ذاتها خيرًا ولا شرًّا”.

الاعتدال في طلب الأشياء


يدعو ماركوس إلى السعي بتحفّظ في طلب الأشياء اللافارقة. أي السعي في طلبها بدون الإفراط في اللهفة، وذلك حماية من التعاسة التي قد تصيب المرء إذا فقدها. فيقول في الكتاب الثامن “بلا زهوٍ تقبَّل الرخاء إذا أتى، وكن مستعدًّا لفقدانه إذا ذهب”.

التعامل مع العقبات


نرى في التأملات أن منظور ماركوس للعقبات مختلف وجميل. فقد رأى ماركوس في العقبات فرصة لممارسة الفضيلة، فإذا كان الخير هو السلوك العقلاني الفاضل، فإن العقبات التي تعترض طريق المرء وسعيه هي بدورها فرصة أخرى لممارسة الفعل الفاضل.

فيقول في الكتاب العاشر ” إن العقل لديه القدرة، بطبيعته وبإرادته، على أن يمضي خلال كل عقبة. في جميع الكائنات العضوية الأخرى فإن أي أذًى يلحق بأيٍّ منها يجعله أسوأ في ذاته، أمَّا في حالة البشر فإن الشخص في الحقيقة يُصبِح أفضلَ وأجدرَ بالثناء إذا استخدم الظروف التي تُصادفه استخدامًا صحيحًا”، و أيضًا في الكتاب السادس “فإذا اعترض أحدٌ سبيلك بالقوة فتذرَّعْ بالهدوء، وحوِّل العائق إلى تمرُّسٍ بصنفٍ آخرَ من الفضيلة”.

الاستقلال الذاتي


الاستقلال الذاتي ينبع من الاستقلال العقلي والفكري، عندما يكون العقل بانعزال عن متقلبات الرغبات والحواس، فيقول ماركوس في الكتاب السابع “فمِن الخصائص التي ينفرد بها العقل أنه يعزل نفسه ولا يتأثر بنشاط الحواس أو نشاط الرغبات؛ فهذان النشاطان حيوانيان، بينما غاية النشاط العقلي أن يتسيد عليهما ولا يُسلم قِياده لهما؛ لأن طبيعته ذاتها هي أن يضع كل هذه الأشياء تحت إمرته”.

وأنه لا يمكن أن يصيب الإنسان أذى خارجي عندما يدرك أن الأذى الوحيد الذي يمكن أن يصيبه هو ما يجره العقل على نفسه، فيقول في الكتاب الرابع “لا أذى لك يقبع في عقل غيرك، ولا حتى في أي تبدُّل أو تغيُّر لعطائك الجسدي. أين إذن يقبع الأذى؟ في ذلك الجزء منك الذي يضطلع بتكوين الأحكام عن الأذى. كُفَّ عن الحكم بأن بك أذًى تكنْ قد سَلِمتَ منه.”.

ينبع أيضًا الاستقلال الذاتي من تحمل المرء مسؤولية إسعاد نفسه بنفسه، دون انتظار شيء من الآخرين أو تحميلهم مسؤولية إسعاده.

تقبّل القدر


يرى ماركوس أن كل ما يصيب الإنسان هو مقدر له منذ الأزل، وأنه خير له لأنه خير لطبيعة الكل. ومن ذلك المنطلق عليه أن يتقبل نصيبه ويتقبل قدره.

فيذكر في الكتاب الرابع “هل أَلمَّ بك شيء؟ حَسَن، كل ما أَلمَّ بك كان مُقدَّرًا لك من «الكل» منذ البداية ومنسوجًا من أجلك”. وفي الكتاب السادس “لا تحب إلا ما أَلمَّ بك ونُسج لك من خيط مصيرك، فأيُّ شيء أنسب لك من هذا؟”.

فعل الخير ثواب ذاته


يؤكد ماركوس على قوله أن فعل الخير كالإحسان والرحمة غاية في ذاتها، وثواب ذاته. لا تنتظر ردًا من أحد أو تقديرًا من الآخرين.

فيقول في الكتاب السابع “ما دُمتَ فَعلتَ خيرًا وتلقَّاه آخر، فما لك ما تزال تترقب، كالأبله، شيئًا ثالثًا إلى جانب هذَين؛ أن تنال صِيتًا بفعل الخير، أو تتلقَّى مقابلًا؟”.

التمسك باللحظة الحاضرة


المرء لا يملك إلا اللحظة الحاضرة، وفيما عداها ماهو إلا ماضٍ ذهب أو مستقبل غير معلوم.

طول الحياة غير فارق


يترتب على الفكرة السابقة أن الحياة مهما طالت أو قصرت فذلك ليس بالشيء المهم مادمنا لا نملك إلا اللحظة الحاضرة.

يقول ماركوس في كتابه الثاني “حتى لو قُدِّر لك أن تعيش ثلاثة آلاف عام، أو عشرة أضعاف ذلك، فاذكُر دائمًا أنْ لا أحد يفقد أي حياةٍ غير تلك التي يحياها، أو يحيا أي حياة غير تلك التي يفقدها. ينتج من ذلك أن أطول حياةٍ وأقصرها سيَّان؛ فاللحظة الحاضرة واحدة في الجميع؛ ومن ثَمَّ فإن ما ينقضي متساوٍ أيضًا.”.

التأهب للموت


يتخذ ماركوس من الموت موقفًا محايدًا باعتباره من الأشياء اللافارقة فيقول في كتابه الثاني “وما الموت؟ إن من يتأمل الموت في ذاته، ويُعمل فيه التحليل العقلي ليُجرِّده مما يرتبط به من دلالات سوف يخلُص إلى أنه لا يعدو أن يكون وظيفةً طبيعية. ومن يرتاع لوظيفةٍ من وظائف الطبيعة فهو طفلٌ غرير. ليس الموت وظيفةً طبيعية فحسب بل إنه أيضًا لِخَير الطبيعة وصالحها”.

لتحميل كتاب التأملات
لمزيد من ملخصات الكتب

4 تأثيرات لا تعرفها عن مواقع التواصل الاجتماعي

4 تأثيرات لا تعرفها عن مواقع التواصل الاجتماعي

تشكل مواقع التواصل الاجتماعي جزءًا هامًا ورئيسيًا في عالمنا الحالي، فهي بالكاد مكوّن أساسي لا تخلو منه حياة الأفراد اليوميّة، لما تقدمه لنا من تسهيلات قد يسّرت التعاملات اليومية المتكررة أكثر من أيّ وقت مضى، بل وفي بعض الظروف قد تمثل حلولًا لمشاكل عالمية مثل الذي يحدث الآن أثناء جائحة كورونا. فقد قدّمت لنا وسائل التواصل الاجتماعي خدمات لا غنى عنها في التخفيف من وطأة الظهور المفاجئ للوباء والجو العام من العزلة التي فرضته ظروف الحجر الصحي. وبمرور الوقت، طالت مدة الأزمة وأصبحت تلك المواقع هي الواقع الجديد الذي ينبغي تقبله والتعايش معه، الأمر الذي بدوره أنتج العديد من الظواهر التي أثرت بشكل مباشر أو غير مباشر على صحة الأفراد النفسية والعقلية.

1. أثر مواقع التواصل على الصحة النفسية

قد يسبب الاستخدام المفرط لتلك المواقع الكثير من الآثار السلبية من ازدياد شعور القلق أو الإحساس المتزايد بالوحدة والعزلة لعجز التواصل الافتراضي عن سد فجوة التواصل الحقيقي أو حتى مقارنة أنفسنا بالآخرين والشعور بالإحباط عند رؤية منشورات يعبرون فيها عن سعادتهم بينما لا نستطيع نحن الشعور بتلك السعادة. جميع هذه التأثيرات قد تحدث منفردة أو مجتمعة، وتختلف حدتها حسب المدة التي نقضيها في تصفح تلك المواقع.(1)

2. ظاهرة ال FOMO «الخوف من أن يفوتك أمر ما-Fear of missing out»

ظاهرة ال FOMO هي قلق اجتماعي نابع من الاعتقاد بأن الآخرين قد يحظون ببعض المتعة بينما الشخص الذي يعاني من القلق غير موجود. توصف أيضًا بأنها الرغبة في البقاء على اتصال دائم مع ما يفعله الآخرون. كما أنها تعرف بالخوف من الندم من أن يفوت المرء فرصة للتفاعل الاجتماعي أو تجربة جديدة أو استثمار مُربح. (2)

وفي ظل الاستخدام المتزايد لمواقع التواصل الاجتماعي لاقت هذه الظاهرة انتشارًا واسعًا خاصة بين فئة الشباب. كما أن آليات عمل هذه المواقع تهيئ بيئة مناسبة لانتشار هذه الظاهرة، حيث أن تلك الآليات تسعى إلى تحسين تجربة الأفراد من خلال إطالة مدة تصفحهم على المواقع وزيادة نسبة التفاعلات والأنشطة بين المستخدمين مما أدى إلى توفير تيار مستمر من الأنشطة التي قد لا يستطيع الفرد الواحد المشاركة بها، فيتولد عند الفرد إحساسًا بتفويت شيء ما. أمثلة على تلك الآليات هي خاصية «إضفاء الطابع الشخصي على المحتوى-personalisation of content»، خاصية «الإتاحة المؤقتة لنشرة الأخبار-temporarily available feeds» وخاصية «الإشعارات- notifications» و«الإنذارات-alerts».
(3)

قد تكون جميع تلك الآثار المذكورة حتى الآن مألوفة لنا أو اختبرنا بعضًا منها بدرجة أو بأخرى، ولكن هل سمعت من قبل عما يعرف ب «فترة الانتباه- attention span» وإلى أي مدى تأثرت بالاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي؟

3. فترة الانتباه

فترة الانتباه هي كمية الوقت الذي نقضيه بكامل التركيز على مهمة محددة قبل تشتّت الانتباه. حسب دراسة أجرتها ميكروسوفت فإن متوسط فترة الانتباه للفرد هو 8 ثوانٍ بعد أن شهد هبوطًا حادًا من 12 ثانية في عام 2000. (4) وترجع أسباب ذلك إلى الطفرة التقنية التي شهدتها تلك الفترة من ظهور الهاتف المحمول بالتزامن مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي وخاصية الاتصال الدائم بالانترنت. تلعب «فترة الانتباه- attention span» دورًا هامًا في قدرة الفرد على التعلم وتحقيق الأهداف. فبزيادة تلك الفترة، يزداد تركيز الفرد وبالتالي تزداد قدرته الذهنية على أداء المهام المعقدة. (5)

لكن على ما يبدو، فإن الأمر لم يتوقف عند ذلك الحد. فقد وُجد أن آثار مواقع التواصل الاجتماعى قد تصل إلى مستوى أعمق من ذلك على المدى البعيد.

4. أثر مواقع التواصل على إدراك الواقع

تمضية ساعات متواصلة في التصفح على فيسبوك ومشاركة أجمل اللقطات ونشر أسعد أخبارنا وانجازاتنا وتلميع ذواتنا باستمرار قد يخلق صورة زائفة عن هويتنا الحقيقية ويغير نظرتنا تجاه من نكون نحن فعلًا. التعرض المستمر لذلك العالم المصطنع قد يغير مفهوم الواقع الحقيقي بالنسبة لنا، بل وقد يغير سلوكنا أيضًا. ولعل أحد الظواهر التي ينجلي بها تأثير وسائل التواصل على السلوك هو «تأثير بروتيوس». هل سمعت عنه من قبل؟

تأثير بروتيوس يحدث في التفاعلات الافتراضية على مواقع التواصل حين يصنع أحد المستخدمين ال«أفاتار- avatar» الخاص به، فإنه يؤثر على إدراك وتصورات الناس وسلوكهم الواعي أو غير الواعي. (6)

حسنًا قد تكون فزعت بعض الشيء، أو ربما قررت حذف حساباتك من تلك المواقع أو حتى تركها للأبد ولكن عليك أن تعلم مع ذلك أنها ليست بذلك السوء، على الرغم من قدرتها كأداة جديدة نسبيًا على البشر في إحداث آثار سلبية، فهي في آخر الأمر أداة، وكأي أداة أخرى فنتائج استخدامها تعتمد على الطريقة المستخدمة بها، إن اُستخدمت بشكل جيد أو سيء. لذا فتفكّر جيدًا في كيفية استخدامك وهل تستخدمها فعلًا بالشكل الأمثل الذي يضمن لك تحقيق أقصى استفادة من تلك الأداة؟

مصادر:
(1) IEEE
(2) wikipedia
(3)Researchgate
(4)Time
(5)wikipedia
(6)elakademiapost

Exit mobile version