Ad
هذه المقالة هي الجزء 8 من 18 في سلسلة مقدمة في التدريس للبالغين

هل ولّى زمن المحاضرة؟ حيث وقف المعلم وسط الفصل وعيون طلابه منصبة عليه ومنتبهة! سواء أكانوا مشاركين أم لا، فإنهم يميؤون موافقةً على أي شيء وكل شيء يقول! وبالطبع تعلو أصواتهم بـ “نعم” مجيبين على سؤاله “أفهمتم؟”

مع صعود الجيل Z، يكتشف المعلم أن من ظن أن لا صوت لهم، يمتلكون صوتًا يعلو ولا يهدأ حتى يُجاب ويُسمع. ويكتشف أنه مع كل الأدوات المتاحة، بَعُدَ العالم عنهم فقط بضغطة زر. وباتوا يعرفون عن العالم أبعد مما يقدم لهم المنهج الأكاديمي المقتصر على الكتب. ولكنهم يرون العالم من عيون غير عيونهم، ويفهمونه بعقول غير عقولهم. لذلك؛ أصبح واجب المعلم أن يحفز تلك العقول لتشكل منظورها الخاص، ولتندمج في العملية التعليمية كاندماجهم في الأنشطة الترفيهية، وتبقى هذه العملية صعبة على المعلم لما يصاحبها من ملل عند الطلاب.

يتذكر الطلاب المعلومات بشكل أفضل عندما يشاركون في العملية التعليمية، ويتعاظم بداخلهم شغف التعلم وحبه [1]. لذلك نسرد لكم في السطور القادمة 7 طرق لجعل بيئة التعلّم في الصف ممتعة وجذابة.

1. اجعل عملية التعلم تجربة شخصية

اتفقنا سابقًا أن كل طالب فريد في ذاته، بأسلوب تعلمه الحسي، وصعوبات تعلمه إن وجدت، وشخصيته التي شكلتها بيئته وظروف تعلّمه واهتماماته. وإذا استمرت العملية التعليمية متجاهلة كل هذه العوامل، ومتجاهلة احتياجاته في المنهج المُقدَّم، ستظل الفجوة موجودة. مما سيؤدي إلى انفصال الطالب عن البيئة التعليمية وعن المعلم وهو ما نلحظه اليوم بالفعل. لذلك؛ على المعلم احترام ما يعرفه الطالب عما سيقدمه، عاصفًا بذهنه بأسئلة، أولًا ليدلوا الطلاب بما يعرفون، ومضيفًا إليهم الجديد. [4] [1]

2. تواصل لتفاعل أفضل

إن الصف دون مشاركة فعليّة من الطلاب لا يُعد فعّالًا كفاية، ولا يضمن فهمًا تامًا للمادة المقدّمة. لذلك على المعلم أن يشجّع المشاركة الفعالة داخل الصف. وليس الأمر بالعملية المعقدة إطلاقًا. ببساطة، تفاعل مع طلابك، واسألهم لتعرف عنهم أكثر، واسمعهم لتفتح بينكم مجالًا ليعبّروا عن آرائهم بأمان وحرية. فطلابك إذا شعروا بأن آراءهم مسموعة ومفهومة، ستكون عملية التعلم أسهل وأكثر إمتاعًا.

هناك سبع قواعد للتواصل:

  • كن واضحًا: على المعلم أن يكون واضحاً بشأن هدفه المرجو من الصف أو رسالته إلى الطلاب. وذلك من خلال تقليل عدد الأفكار المطروحة، والتأكد من سهولة فهمهم للمعلومة المراد إيصالها عن طريق تقسيمها في صورة وحدات متبوعة بأسئلة تقيمية تتناول كل جزء للتأكد أنهم فهموا ولتحديد مواطن الالتباس. فلا يجب على الطلاب الافتراض وقراءة ما بين السطور، بل أن يستنتجوا بناءً على الأدوات التي قدمها لهم المعلم، فلا يسألهم عما لم يشرحه.
  • كن موجزًا: يجب أن تكون المعلومة المراد إيصالها موجزة. فلا داعي لاستخدام جمل حشوية غير ضرورية ولا لتكرار المعلومة أكثر من مرة، ولا للتعليق على ما تفعله مثل قولك “الآن سأقوم بفتح هذا الجهاز”، ولا حاجة لتكرار ما قاله الطلاب بالفعل، دعهم يأخذون فرصة للاهتمام والاستماع لزملائهم.
  • كن واقعيًا: يجب أن تكون المعلومة واقعية/قابلة للتخيل ومترابطة في تقديمها، ومع ما يمثلها من صور أو تجربة أو إسقاط.
  • لتكن معلوماتك صحيحة: يجب التأكد من صحة المعلومة، وليس علميًا فقط، بل والتحقق من ملاءمة مستوى الخطاب أو المعلومة للطلاب حسب السن والثقافة والمستوى التعليمي والمعرفي لهم.
  • لتكن معلوماتك مترابطة: وذلك من خلال التأكد من ترابط المواضيع التي يتم عرضها في الصف. يجب أن تكون جميع النقاط متصلة وذات صلة بالموضوع الرئيسي.
  • لتكن معلوماتك كاملة: يجب أن تكون المعلومة المراد إيصالها كاملة، أي يجب أن تتضمن كل ما يحتاجه الطلاب لفهم الموضوع. وإن كانوا سيؤدون نشاطًا معينًا، فعليهم معرفة ما يجب عليهم فعله بشكل واضح ومحدد.
  • كن لطيفًا: من صفات المعلم الناجح أن يكون لطيفًا. عليك ألا تستخدم الإهانات الخفية أو العبارات العدوانية السلبية. وكن متعاطفاً مع وجهات نظر طلابك واحتياجاتهم، وتفهم مشاكلهم والصعوبات التي قد تواجههم خلال عملية التعلم.
استراتيجيات التواصل الفعال

3. استخدم ما عرفته عنهم لتوصيل المعلومة إليهم

بعد أن عرفت عنهم أكثر، وفهمت ثقافاتهم واهتماماتهم، استخدم هذه الاهتمامات في توصيل المعلومات إليهم. كما عليك أن تستخدم أساليب التعلم الحسية في توصيل هذه المعلومات. استخدم الوسائل الصوتية والمرئية في عرض المحتوى.

واحرص على إضافة عنصر الحركة إلى الصف، إذ يتعلم الطلاب عن طريق الألعاب أو استخدامها في تطبيق ما تعلموه، وذلك طبعًا بالإضافة إلى إشراكهم في عمل التجارب والتطبيق العملي مثلًا. فقد أظهرت الأبحاث أن الحركة يمكن أن تساعد على تحسين الوظائف الإدراكية والذاكرة. [7] [3] [2]

4. قدّر تطورهم

قد يأخذ بعض الطلاب وقتًا أكثر من أقرانهم لفهم المعلومة أو لعمل نشاط ما، وقد يكون ذلك لأنهم يعانون من صعوبة تعلم ما، مثل قصور الانتباه وفرط الحركة، أو عسر الكتابة، أو عسر الحساب، أو غيرها؛ أو فقط لأن المعلومة لم تصلهم بشكل كاف. يُثبط تراجع هؤلاء الطلاب المتأخرين عن زملائهم من حماسهم ورغبتهم في التعلم. ومن الأساليب التي تجعل بيئة الصف ممتعة وجذابة هي أن تشجع طلابك كلما أحرزوا تقدمًا، حتى وإن كان بسيطًا. ولكن احذر أن تمدح أشخاصهم لئلا يأخذهم الغرور، امدح عملهم فقط. وهذا يجعل طلابك مندمجين كليًا معك وفي محتوى الصف وفي عملية التعلم ككل. [4]

5. استخدم التكنولوجيا

لا يستطيع الطلاب في هذا العصر الفكاك من قبضة هواتفهم المحمولة وحواسبهم النقالة. حتى أن بعض المدارس قد ألغت الكتب الورقية واستبدلتها بالتابلت. لذلك سيكون من الأفضل استخدم الشاشات الزرقاء لتعزيز المشاركة بمختلف أشكالها سواء أكنت تدرس أونلاين أو بداخل الفصل نفسه. يتيح موقع Padlet وما على شاكلته فكرة حائط المشاركة؛ إذ يدخل الطلاب بكود الحائط ويدلون بمشاركتهم. تضمن فكرة Padlet للطلاب الخجولين التعبير عن أنفسهم مثلهم مثل الطلاب أصحاب الصوت العالي دون خجل أو وجل.

وإذا كنت من المعلمين الذين يقدمون المحتوى من خلال عروض تقديمية (PowerPoint)، فيمكنك استخدام عروض تفاعلية والتي يوفرها موقع ahaslides. إذ يستطيع الطلاب التفاعل مع المعلم ومع بعضهم البعض من خلال الوجوه التعبيرية والتصويت على الإجابات. حتى أنه يمكنك عمل اختبارات مباشرة لقياس مدى معرفة الطلاب بالدرس الذي تقدمه مثلًا. كما يمكنك تصميم ألعاب خاصة بالصف على موقع Kahoot، بالإضافة إلى الألعاب التعليمية التي يوفرها الموقع مجانًا.

6. عزز التعاون بين الطلاب

تحرر أساليب التعلم الحديثة المعلم من قيود كونه مصدر السلطة والمعلومة الأوحد في الصف. وتؤكد على أهمية التعاون بين الطلاب بنفس قدر التعاون بين الطلاب والمعلم. وكذلك، أصبحت مهارة العمل في مجموعات مهارة أساسية على المعلم غرسها في المتعلمين الصغار والكبار؛ لأنها ستساعدهم لاحقًا في حيواتهم العلمية والعملية، بالإضافة إلى أنها مهارة مطلوبة في أسواق العمل. وبغض النظر عن ذلك، فإن تعزيز التعاون بين الطلاب يجعلهم منخرطين دائمًا في المهام، سواء أكانوا ينجزونها بأنفسهم أو يساعدون الآخرين في إنجازها. [1]

7. اجعل بيئة التعلم إيجابية

لتحقيق النقطة السابقة، عليك أيها المعلم أن تضمن أنّ بيئة التعلم بداخل الصف بيئة إيجابية. وتعني كلمة إيجابية هنا أن تكون بيئة التعلم آمنة وداعمة، حيث يحترم الطلاب بعضهم البعض ويقدرون أنفسهم، وبعضهم، والمعلم. ولهي مسؤولية المعلم خلق هذه البيئة وذلك عن طريق وضع اتفاقية بينه وبين طلابه تحدد سَنن التصرف والتعامل بداخل الصف. وإذا انتهك أحد الطلاب الاتفاقية الموضوعة، فعلى المعلم أن يتعامل مع من أساء التصرف بطريقة آمنة له ولزملائه. فلا يترك الأمر دون تعليق لأن هذا سيهدد الثقة والاحترام بين الطلاب والمعلم. وامدح، على الصعيد الآخر، تصرفات الطلاب الإيجابية وشجعها. [6] [4]

المراجع:

  1. Active learning: Creating excitement in the classroom
  2. Movement and learning
  3. The physical classroom: A guide to active teaching and learning
  4. Teachingutopians
  5. World of Work Project: The 7 C’s of Communication
  6. 13 Ways to Create a Positive Learning Environment in Your Classroom
  7. Does Learning Through Movement Improve Academic Performance in Primary Schoolchildren? A Systematic Review

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


تعليم

User Avatar

إيمان البحيري

مدرس ومحاضر لغة إنجليزية بمدينة زويل، شغوفة بالتدريس، واللغات، والتصوير الفوتوغرافي.


عدد مقالات الكاتب : 20
الملف الشخصي للكاتب :

شارك في الإعداد :
تدقيق لغوي : Chaimaebellahsaouia

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق