Ad
هذه المقالة هي الجزء 17 من 18 في سلسلة مقدمة في التدريس للبالغين

يمثل التحفيز الدافع الأهم في العملية التعليمية، إذ أنه ما يدفع الطلاب للمشاركة الفعالة في العملية التعليمية بالأساس. إضافةً لكونه عنصر أساسي في بيئة التعلم لدوره في التأثير على التقدم الأكاديمي وصحة الطلاب العقلية والنفسية. وينقسم التحفيز لنوعين: محفزات داخلية، ومحفزات خارجية. [1]

وتعد المحفزات الداخلية طويلة الأمد ومجزية للغاية، ويغذيه اهتمام الطالب الحقيقي بالموضوع. أما عن المحفزات الخارجية فإن لها تأثير أسرع، ولكنه غالبًا ما يكون قصير الأمد، ويكون مدفوعًا بمكافآت خارجية مثل عبارات التشجيع والثناء أو الفوز في المسابقات. [1]

كذلك يختلف نوع المحفزات بين الأطفال والبالغين، فيكون لدى البالغين محفزات داخلية أكثر منها خارجية، وذلك لوعيهم الشديد بأنفسهم وبأهدافهم. كما يميل البالغين لتحمل مسؤولية تقرير مصيرهم[2] . أما عن الأطفال، فالمحفزات عندهم خارجية أكثر، ويتحفزون بعبارات التشجيع أكثر من البالغين. ولكن السؤال هنا، إذا كان التحفيز بكل هذه الأهمية، فكيف تحفز طلابك داخل الصف؟ إليكم 5 استراتيجيات

أهمية التحفيز

تظهر الأبحاث أن الطلاب المتحفزين ينجزون أكتر من أقرانهم، فلديهم مستوى أعلى في المشاركة في الصف، وإنجاز المهام، والحصول على درجات أعلى.

كيف للمعلم أن يعزز من المشاركة والتحفيز في الصف؟

تتعدد استراتيجيات تحفيز الطلاب في إيجابياتها وسلبياتها، فثمة معلمين يوزعون الهدايا العينية منها والكبيرة، ومنهم من يستخدم درجات الطلاب في صالحهم أو لعقابهم، ومنهم من يستخدم لوحات الشرف والمسابقات. ولكن أسرد هنا بعضًا من الاستراتيجيات التي تدمج استخدام المحفزات الداخلية والخارجية، والتي بشأنها أن تجعل من الطلاب أسياد موقفهم في العملية التعليمية لضمان تحفيز حقيقي وواقعي.

حدد الأهداف والـWIFIM

تختصر كلمة WIFIM جملة “?What’s in it for me”، وتترجم: كيف يمكن لهذا أن يفيدني؟ وبمجرد إجابة هذا السؤال، يتزود الطلاب بسبب كافٍ للإنصات في الصف وأداء المهام. كما أن تحديد أهداف الصف يحدد من رؤية الطلاب لأهمية الصف ويتحفزون لإنجاز هذا الهدف. على المعلم كذلك وضع وقتًا لإنجاز الهدف، مثل أن يضع وقتًا لإنهاء مهمة ما. وعليه أن يذكرهم بموعد تسليم هذه المهمة باستمرار. [4] [3] [2]

دعهم يتحملون مسؤولية تعلمهم

يتحفز الطلاب أكثر عند إدراكهم حقيقة أن نتائجهم تعتمد عليهم أكثر من اعتمادها على مجهود المعلم. ويمكن للمعلم مساعدتهم في تحمّل هذه المسؤولية بإفساح المجال لهم في اختيار نوع المهام التي قد يفضلون القيام بها. ومنها، يستطيع المُعلم فهم طلابه بشكل أعمق، إذ يبرز نوع المهام سواء أكانت بصرية، أم سمعية، أم حركية نوع أسلوب التعلم الحسي الذي يميل إليه الطالب، ومن ثم؛ يتثنى للمعلم استخدام نقاط قوة الطلاب في معالجة مواطن الضعف. [3]

أعطِ تغذية راجعة بناءة

على المعلم أن يتوخى الحذر عند إعطاء التعليقات السلبية للطلاب، وبالأخص التعليقات على المهام والاختبارات، إذ يعاني الكثير من الطلاب من الهشاشة النفسية، وتتجلى هذه الهشاشة جليًا عند الإشارة لأي من مواطن الضعف في الطالب. ولذلك فإن السيناريو المُقترح في إعطاء التغذية الراجعة هو عملية الـSandwiching ، موطن قوة + موطن ضعف + موطن قوة. بمعنى أن يقول المعلم النقاط/المهام التي أبلى فيها الطالب بلاءً حسنًا، ثم يذكر مواطن الضعف مصحوبة بآلية العمل عليها ومُذكّرًا إياه بهدفه ونتائجه التي يرغب فيها الطالب، ثم يذكّره مرة أخرى بمهاراته وقدراته. على المعلم كذلك تشجيع الطالب على تقييم أدائه وتحديد أهدافه في التحسين[5] [3].

التغذية الراجعة بطريقة الـ Sandwiching

تواصل وابن بيئة تعلّم إيجابية

بالحديث عن أنماط التفاعل في الصف، يعد التواصل الفعال بين المعلم والطلاب، وبين الطلاب وبعضهم أمرًا في غاية الأهمية. إذ يكسر التواصل الفعال شعور الخوف والقلق من المعلم، وكما ذكرنا في النقطة السابقة، فإن تواصلك مع الطلاب بشأن مجهوداتهم وإنجازاتهم وتقديرك لها يطمئنهم ويشعرون بالتعاطف والتفهم لشعورهم واحتياجاتهم من جانبك. كذلك يتضمن التواصل عمل قناة حوار بين المعلم والطلاب لمعرفة إن كانت هناك مشكلات يواجهونها أو تعرقل تقدمهم؛ ومساعدتهم في وضع حلول لها.

ويعزز التواصل بين الطلاب وبعضهم من المنافسة الشريفة بين الطلاب، ويجعل منهم لبعض دافعًا قويًا للتحسن. وعليه، فمن المهم أن يكون هناك بعضًا من المسابقات والتحديات والألعاب بين الطلاب وبعضهم. إذ أن ذلك يعزز ثقتهم بأنفسهم وبزملائهم، كما ويشجع مفهوم التضامن بين الطلاب وبعضهم لما تتضمنه الألعاب والمسابقات من مهارات بناء الفرق والتعاون لتقليل الفجوات بين أعضاء الفريق وبعضهم.

استخدم مواد تفاعلية

من المفهوم أن هناك موادًا تطبيقية وغيرها جامدة، ولكننا لا نتحدث هنا عن نوع المواد بقدر ما نتحدث عن طريقة تدريس هذه المواد. فاستخدام طرق تدريس إبداعية وتفاعلية مثل الألعاب وتمثيل الأدوار وإثراء المواد بالصور ومقاطع الفيديو التي تغمس الطلاب في المادة أمرًا ضروريًا. كما يُفضّل تجنّب أسلوب المحاضرة، والاتسعاضة عنه والاعتماد بشكل أساسي على المناقشات والمناظرات؛ وذلك لأن هذا الأساليب تعطي للطلاب فرصة التعبير عن أنفسهم بشكل أكثر فصاحة ويعمّق فهمهم للدروس. [4]

ونهايةً، يعتبر التحفيز فنًا معقدًا يتطلب الكثير من الإبداع، والتعاطف، والتفهم لاحتياجات الطلاب واهتماماتهم. ويستطيع المعلم غرس هذا الشعور بتحضير دروس تشجّع الطلاب على المشاركة، بالإضافة إلى استخدام الحكي والقصص والألعاب لجعل الموضوع الذين هم بصدد دراسته شيقًا ومفهومًا. وتذكّر أن لكل طالب شخصية فريدة بمتطلبات وميول مختلفة، ولذلك؛ فمن المهم مراعاة ذلك أثناء تحضير الدرس. وقد يتطلب الأمر بعضًا من التجربة والخطأ، ولكن مع الصبر والمثابرة ستتمكن من بناء بيئة تشاركية فعالة ومحفزة.

المراجع

  1. Unlocking Classroom Motivation: A Comprehensive Guide to Understanding and Nurturing Student Engagement with Peps McCrea
  2. selfdeterminationtheory.org
  3. Tips On How To Motivate Your Students
  4. Motivating Students
  5. The power of feedback
  6. Motivating Students
  7. Classrooms: Goals, structures, and student motivation

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


فكر علم نفس تعليم علم اجتماع

User Avatar

إيمان البحيري

مدرس ومحاضر لغة إنجليزية بمدينة زويل، شغوفة بالتدريس، واللغات، والتصوير الفوتوغرافي.


عدد مقالات الكاتب : 20
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق