- 10 صفات للمعلم الناجح، تعرف عليها
- ما هي أساليب التعلم الحسية، وكيف تتعرف عليها عند طلابك؟
- أي أنواع المتعلمين أنت بحسب نموذج مالكوم نولز؟
- هل أساليب التعلم حقيقة أم خرافة؟
- صعوبات التعلم: قصور الانتباه وفرط الحركة وكيف تتعامل معه؟
- صعوبات التعلم: عسر الكتابة وكيف تتعامل معه؟
- صعوبات التعلم: ما هو عسر الحساب، وكيف للمعلم أن يتعامل معه؟
- 7 طرق لجعل بيئة التعلم ممتعة وجذابة
- ما هي استراتيجيات إدارة الفصل؟
- كيف يساعد ChatGPT على تطوير عملية التعلم؟
- 10 أدوات تساعدك في التدريس عبر الإنترنت، تعرف عليها
- إيجابيات وسلبيات 5 أفضل أدوات اجتماعات الفيديو، تعرف عليها
- ماذا تعرف عن التعلم القائم على المشكلات؟
- ماذا تعرف عن التعليم باستخدام الألعاب؟
- كم نوعًا تعرف من أنواع التقييمات وأشكالها؟ إليكم 10 أنواع من التقييمات
- كيف تعطي تغذية راجعة فعالة؟
- كيف تحفز طلابك داخل الصف؟ إليكم 5 استراتيجيات
- ما هو التفكير الناقد وكيف يمكن تدريسه؟
من بين كل مفردات اللغات تمثل كلمتي “لماذا؟” و”إذًا؟” السر وراء كل اكتشاف ونتيجة واختراع. كما تمثل هاتان الكلمتان أساس التفكير الناقد، إذ تشير “لماذا” لتفكيك المقدمات، وتحكي “إذا” عن النتائج المترتبة على المقدمات. يُعد التفكير الناقد من أهم المهارات التي علينا تأصيلها في عقول الطلاب بشكل عام، وفي عصرنا الحالي بشكل خاص. ولكن، ما هو التفكير الناقد؟ ولماذا هو بتلك الأهمية؟ وكيف نأصّله في عقول الطلاب؟
محتويات المقال :
ما هو التفكير الناقد؟
يعرف التفكير بشكل عام بأنه قدرة الإنسان على التعامل والسيطرة على الموجودات والمواقف المختلفة التي يواجهها أثناء تفاعله مع البيئة التي يعيش فيها، إذ يعمل على تمكينه من اكتساب المعارف والمعلومات، وتطوير أنماط السلوك، وفهم طبيعة الأشياء وتفسيرها، وحل المشكلات، والاكتشاف، والتخطيط، واتخاذ القرارات [1].
أما التفكير الناقد، فله تعريفات عدة، ومنها تعريف سناء سليمان في قولها إنه التفكير “الذي يقوم على تقصي الدقة في ملاحظة الوقائع التي تتصل بالموضوعات ومناقشتها وتقويمها، والتقيد بإطار العلاقات الصحيحة التي ينتمي إليها هذا الواقع، واستخلاص النتائج بطريقة منطقية وسليمة مع مراعاة الموضوعية” [2]. ويعد التفكير الناقد من المهارات العليا التي ينطوي عليها نموذج بلوم؛ وذلك لما يشمله من تقييم وتحليل للمعلومات التي تعلمها الطالب بطريقة منطقية ومستقلة، بالإضافة قدرة الطالب على تحليل الأدلة وتقييم صحتها وموثوقيتها.
ما هي أهمية التفكير الناقد؟
بالإشارة إلى المهارات التي يتعلمها الطالب خلال رحلة تطبيقه للتفكير الناقد، نرى أنه يصبح مفكّرًا مستقلًا قادرًا على تفنيد الحقائق المقدمة وتقييم نتائجها. وبالتالي؛ لا يكون هذا الطالب فريسة سهلة للانحياز الفكري، أو للتلاعب، أو الغسيل الدماغي من أي طرف في أي مجال. بالإضافة إلى ذلك، يساعد التفكير الناقد الطلاب على الإبداع، وذلك لأن الطالب يكون في رحلة بحث دائمة على الارتباطات والعلاقات بين الحقائق المقدمة؛ إذا يساعده ذلك في إيجاد علاقات وارتباطات جديدة بين ما تعلمه وبين العالم الخارجي وما يراه فيه. [4] [3]
تتحسن لدى الطلاب كذلك مهارات اتخاذ القرارات وحل المشكلات، إذا يتعلم الطلاب كيفية تحليل المواقف والأفكار وفلترة الأدلة والبراهين المقدمة؛ فيستدل ويقيم ويستنتج [3]. ولكونه بكل هذه الأهمية، فعلى المعلم تأصيل هذه المهارة في طلابه خلال الصف، ولكن كيف السبيل إلى ذلك؟
كيف تدرّس التفكير الناقد؟
نشر دانييل ويلينجهام، أستاذ علم النفس بجامعة فيرجينيا، بحثًا في عام 2019 بعنوان “كيفية تدريس التفكير النقدي”، كتبه لوزارة التعليم في أستراليا. وهو يعتقد أن التفكير النقدي مهارة محددة تتعلق بمجال معين من المعرفة. ويقول إن مجالات المعرفة المختلفة لها تعريفات مختلفة للأشياء، وأنها تطبق التحليل والتركيب والتقييم بطرق مختلفة [5]. فمثلًا، تُعرّف الماء كيميائيًا بأنها اتحاد ذرتين من الهيدروجين مع ذرة من الأكسجين، بينما تعرّف فيزيائيًا بأنها مركّب سائل شفاف لا لونَ ولا طعمَ ولا رائحة له، ويوجد بحالات المادّة الثلاث: السائلة، والصلبة، والغازية.
إذا، هل يعني هذا أننا لا نستطيع تدريس التفكير النقدي كمهارة عامة؟ يجيب العالم المعرفي تيم فان جيلدر بأن هذا ليس صحيحًا بالضرورة. كتب مقالاً بعنوان “تعليم التفكير النقدي: بعض الدروس من العلوم المعرفية”، ويوضح أنه كي تصبح خبيرًا في التفكير النقدي أمر صعب وأن تحسين هذه المهارات يستغرق وقتًا. إضافة إلى أننا نحتاج إلى بعض المعرفة النظرية على الأقل حول شيء ما حتى نتمكن من التفكير بشكل نقدي حوله. [7] [6]
وقال فان جيلدر أيضًا إن الطلاب يحسنون مهارات التفكير النقدي لديهم أسرع عندما يتعلمون كيفية تقديم حججهم في الخرائط العقلية [7][6]. وبقولنا هذا، إليكم طرق لتدريس مهارة التفكير الناقد:
التغذية البصرية
قم بإنشاء طريقة بسيطة بصريًا لرؤية الروابط بين الأفكار والأسباب والافتراضات والاعتراضات. وهذا فعال لأنه يساعد الطلاب على فهم كيفية بناء الحجج.
اسأل الطلاب أسئلة مفتوحة
تتسم الأسئلة المفتوحة بكونها لا تجاب بإجابة واحدة، ولا يكون هناك إجابة واحدة صحيحة أو خاطئة. وعليك أن تؤكد هذا لطلابك، فلا يخافون التعبير عن إجابة ما، بل وعليهم أن يعرفوا أن هناك أجوبة فقط أفضل من أخرى في سياقات ما. فبدلًا من أن تسألهم مثلًا، “هل الطاقة النووية هي الحل الأمثل لدولتنا؟” اسألهم: “لماذا قد تكون الطاقة النووية هي الحل الأمثل لدولتنا؟”
أعط الطلاب الوقت اللازم للتفكير العميق
غالبا ما تكون الإجابات السطحية نتيجة التسرع في إعطاء إجابة للسؤال المطروح. وهذا ما نحاول أن نتغلب عليه في المناقشات الصفية بين الطلاب وبعضهم، وبين الطلاب والمعلم. امنح الطلاب بضع دقائق للتفكير بوضوح قبل اقتراح أي أفكار. للحصول على أفضل النتائج، فمثلًا، وبعد طرح سؤال مفتوح عليهم وتلقي اقتراحاتهم أن هناك أنواعًا أخرى من الطاقة، اطلب منهم الجلوس سويًا والتفكير في الإجابات المقدمة. أي هذه الطاقات المثلى للاستخدام: الطاقة الشمسية، أم طاقة الرياح، أم الطاقة النووية؟ ولماذا؟ دعهم يفكرون في مميزات وعيوب كل واحدة منهم للوصول للنتيجة بشكل أكثر حيادية وتأكدًا.
يمكنك كذلك جعل الطلاب يفكرون في مميزات وعيوب فكرتين متقابلتين، وليكن الطاقة النظيفة والطاقة المستخدمة حاليًا. يفكّر الطلاب لإيجاد حل وسط أكثر عملية وقابلية للتطبيق متغلبين على العيوب في كلا الاقتراحين. وبهذا فإنك تساعد الطلاب في إيجاد ارتباطات وعلاقات بين المقترح والمستخدم في العالم حولنا. بل ويستطيع الطلاب ربط ما تعلموه في المواد الأخرى ويطبقوه عند تنقيح الاقتراحات وتقديم الحجج.
“لماذا؟” و”ثم؟”
شجّع الطلاب على التفكير وشرح منطق حججهم وتحليل ما يسمعوه في ضوء السؤال “لماذا؟”. يؤصّل السؤال “لماذا” مهارة التفكير العميق وسبر أغوار القضايا عند الطلاب. في مادة فلسفية مثل القانون مثلًا يكون التفكير العميق كالتالي:
يجب عزل هذا المشفى.
لماذا؟
لأنه يقابل ميدان.
ثم؟
تؤثر الضوضاء على المرضى بداخل المشفى، كما تؤثر عوادم السيارات على جودة الهواء الذي يتنفسه المرضى.
لماذا؟
لأن هذه المشفى تحوي مرضى الصدر، وهذا الهواء يضر بصحتهم.
لماذا؟
لأنه يبطء من سرعة تعافيهم ويزيد من فرص الأمراض الصدرية لأنهم بحالة ضعيفة بالفعل.
ثم؟
نتيجة لذلك، يتأخر المرضى الحاليين في الخروج من المشفى، ويصعب استقبال مرضى آخرين بحالة مرضية خطيرة، مما يؤدي إلى تهديد حيواتهم لعدم التدخل السريع.
ضع مع الطلاب معاييرًا للمعلومات الموثوقة
علّم طلابك الفرق بين الآراء والحقائق العلمية. «كل ما تقولونه آراءًا، حتى تستطيعون إثباته بدليل». وقد يكون هذا الدليل تجربة علمية يجرونها، أو معلومات موثوقة نشرها خبراء/علماء. فإذا اقترح طالبًا أن الطاقة غير النظيفة هي الطاقة الأولى عالميًا (وإن بدا هذا واضحًا) فعليه تقديم إحصائيات تثبت ما يقول.
على المعلم كذلك لفت نظر الطلاب إلى المعلومات المقدمة في الإعلانات، والتي قد تكون معلومات مضللة تمامًا. فمن قال أن معجون الأسنان هذا هو الأفضل والذي يرشحه 99% من أطباء الأسنان؟ أهذا الرجل الذي يرتدى ثوب الطبيب هو الذي قال ذلك؟ هل هو حقًا الأفضل؟ لماذا هو الأفضل؟ وما هي معايير الأفضل؟
وإذا أبحر الطلاب في رحلة البحث على الإنترنت عن أجوبة لأسئلتهم، فعلى المعلم كذلك توجيههم لأي من المواقع هي الموثوقة وكيف نعرف أنها موثوقة؟
اطلب من الطلاب تقييم موقع الويب
هل ويكيبيديا مصدرًا موثوقًا للمعلومات؟ بالطبع لا. أذلك فقط لأنه موقع يمكن لأي شخص التعديل في محتواه؟ ليس ذلك فقط. على المعلم عمل قائمة تحقق ليتبعها الطلاب، فعليه أن يتحقق من:
- ما هو نوع الموقع؟
أهو تجاري غير موثوق وينتهي بـ.com، أم أنه موثوق يتبع منظمة وينتهي بـ.org، أم تعليمي موثوق وينتهي بـedu.، أم حكومي موثوق وينتهي بـ.gov هل هو موقع أصلًا أم مدونة شخصية أم “تويتة” أم منشور على مواقع التواصل الاجتماعي أو أحد المنتديات. هل هي ورقة بحثية منشورة في أحد المجالات العلمية المرموقة.
- تاريخ النشر
متى تم نشر هذه المعلومات؟ هل هذه المعلومات حديثة؟ هل تم تحديثها؟
- المؤلف
من هو المؤلف؟ وما هي مؤهلاته؟ هل أثرت توجهاته على بحث؟
- أدلة المؤلف
هل أجرى المؤلف تجربة؟ ما هي وما هي صفاتها؟ وهل يمكن الوصول إلى الأدلة التي استخدمها المؤلف؟ هل كانت أدلته موجهة؟
ونهاية عزيزي المعلم، تذكّر أن هدفك ليس إجابة الطلاب على أسئلتك، بل كيف فكّر الطلاب في الإجابة وكيف أقاموا حججهم لدعم هذه الإجابة. ويمكنك دائمًا استخدام الأحداث الجارية كمادة خصبة للمناقشة والتحليل والتفكير العميق.
المراجع:
- أخبار و أفكار تقنيات التعليم – تعليم جديد (new-educ.com)
- التفكير: أساسياته وأنواعه تعليمه وتنمية مهاراته
- Future Learn
- Why Is Critical Thinking Important? A Survival Guide
- How to Teach Critical Thinking
- Teaching critical thinking: some lessons from cognitive science
- Cambridge
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :