ملخص كتاب دروس من التاريخ للمؤرخ ويل ديورانت

ملخص كتاب دروس من التاريخ للمؤرخ ويل ديورانت

بعد الانتهاء من موسوعتهما الضخمة (قصة الحضارة) التي تعد من أهم المراجع في التاريخ على الإطلاق، سجل المؤرخ ويل ديورانت وزوجته أريل ملاحظاتهما عن الأحداث التاريخية، والتعليقات التي يمكنها أن توضح الأوضاع الحالية والاحتمالات المستقبلية وطبيعة الإنسان وسلوك الدول، وحصراها في هذا الكتاب الذي نضع بين يديكم ملخص ما جاء فيه في هذا المقال.

التاريخ والأرض

يبدأ ديورانت الدرس الأول من دروس التاريخ بالتأمل في الأرض والجيولوجيا، وبالإشارة إلى التواضع الذي يجب أن يمنحه تفكر البشر في تاريخ الجنس البشري على هذا الكوكب؛ فرغم أن الإنسان استطاع السيطرة على الكثير من الظواهر الطبيعية واتقاء شرها بل وتطويعها لخدمته أحيانًا، فإن مُذنّبًا يصدم الأرض بإمكانه إنهاء حضارة كاملة. كما أن الجيولوجيا لها الفضل في قيام الحضارات وليس إنهاؤها فحسب؛ فإن حضارات عظيمة لم تكن لتقوم لولا وجود نهر في بقعة ما في الأرض. ومع هذا فإن تطورالتكنولوجيا بمرور الوقت يقلل من أثر البيئة وسطوتها على الحضارات. فالإنسان في النهاية، لا البيئة.. هو من يصنع الحضارة.

التاريخ والبيولوجيا

التاريخ البيولوجي للإنسان، هو الآخر، يحثه على الشعور بالتواضع؛ ويذكره بدوافعه الأساسية في التكاثر والصراع على البقاء. فقد يحاول فردٌ معاندة قانون البقاء، لكن الجماعة والنوع سيخضعون له في النهاية. فالحياة إنما هي منافسة، والتعاون ما هو إلا حالة استثناء.
ويعلمنا تاريخ الكائنات أن البيولوجيا لم تقرأ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؛ فالبشر لا يولدون أحرارًا ولا متساوين. بل إنهم محكومون بتنوعهم حسب الجينات والعوامل النفسية والجسدية. فالطبيعة تحب الاختلاف لأنه يمكّنها من اختيار من الذي سيبقى. أضف إلى هذا الانتقاء، الطبيعي، الانتقاء الصناعي الذي تفرضه تصورات المجتمع وثقافته.

درسٌ آخر من البيولوجيا والتاريخ هو أن الطبيعة لا تهتم بالنوع والحضارة بقدر ما تهتم بالكم والتكاثر؛ فالمزية الأهم طبيعيًا هي القدرة على التكاثر وتمرير الجينات، لا تمرير الثقافة.

التاريخ والأعراق

يبدأ الكاتب هذا الفصل بعرض بعض الادعاءات بتفوق أعراق معينة كالعرق النازي أو الأبيض، ثم يعارض هذه الادعاءات بذكر حضارات عظيمة نشأت من أعراق أخرى غير هذه، كالحضارة الصينية وحضارة الآزتك أو الحضارة الإسلامية. ويتطرق إلى مسألة داكني البشرة، مشيرًا إلى أن هذا العرق لم تساعده الجغرافيا والمناخ لبناء الحضارات لكنه نبغ في أماكن اخرى عاش بها.

وينوه الكاتب بنقطة أخرى هي أن العرق إنما هو تمهيدي لا خلاّق. فالحضارات الجديدة تنتج عن اختلاط أعراق مختلفة، بدورها تولد عرقًا جديدًا ذا ثقافة جديدة ينتج عنها حضارة. فالثقافة بناء علی ذلك، هي من ينتج الحضارة وليس العكس.

التاريخ والشخصيات

تبنى المجتمعات على طباع البشر. فالدستور قبل أن يُكتب على الورق، إنما يكتبه دستور الإنسان نفسه.

الطبيعة البشرية لها مشاعر وغرائز منها ما هو إيجابي وآخر سلبي.. العمل يقابله الراحة، والإبداع يقابله التقليد. لم يتغير الإنسان في التاريخ المسجل بشكل يذكر على مستوى الغرائز والدوافع، وما تزال أهدافه بالمجمل هي نفسها التي وجدت قبل ألفي عام مثلًا. من رغبة في التزاوج والسلطة وما إلى ذلك.. التغيرات التي تطرأ إنما هي تغيرات اجتماعية حسب الظروف والتحديات التي تتطلب الحلول. وهنا يأتي دور الشخصيات العظيمة، شخصيات الذين يسبقون أزمنتهم وأمكنتهم لتغيير مجرى الأمور، مستغلين في ذلك بعد النظر أو العلم أو الذكاء.

ولا يعمل الإبداع والتقليد كل ضد الآخر كما يبدو للوهلة الأولی، بل إنهما متكاملان تمامًا، فوجود الفئة التابعة المذعنة وجود مهم، والصراع بينها وبين فئة المبدعين صراع مهم كذلك. فهم يساعدوهم على تحقيق أهدافهم الثورية تارة، ويمنعوهم ويثبطوهم تارة أخرى، وهذا ضروري لأن الأفكار الثورية ليست بالضرورة أفكارًا مناسبة، وقد يكون اعتراض العامة في بعض الأوقات مفيدًا ومنقذًا.

التاريخ والأخلاق

الأخلاق هي القواعد التي يحث عن طريقها المجتمع أفراده على ممارسة سلوكيات ما. ويشير الكاتب في بداية الفصل إلى أن الأخلاق تتغير بالزمان والمكان، لكنها تتفق بجوهرها.

فما كان محمودًا في مرحلة الصيد من تاريخ الإنسان، من القدرة على القتل والتحلي بالشراسة والطمع، بهدف توفير الأمان، لم يعد مرغوبًا به في مرحلة الزراعة.. وتعدد الزوجات الذي كان أمرًا جيدًا في مرحلة الصيد؛ بسبب معدل موت الذكور المرتفع..أصبح غير محبذٍ في المرحلة الزراعية. كما أن أسلوب المرحلة الزراعية التي تقدس الأسرة والأطفال وتحبذ الزواج المبكر، لم يعد مناسبًا في المجتمعات الصناعية التي تتسم بالنزعة الفردية، وعدم الرغبة في تكوين الأسرة أو الزواج.
كذلك الأمر بالنسبة إلى النصوص الدينية، التي تتضاءل سلطتها في المجتمعات الصناعية، حيث تهيمن سلطة العلم.

نقطة أخرى ينوه بها الكتاب هي أن الحروب قد تؤدي إلى تراخٍ في الأخلاق، ذلك أن القوي يبدأ في تحديد الصواب، وفرض أخلاقياته. ويختم الكاتب هذا الفصل بالتأكيد على فكرة أن الانحلال الأخلاقي والفساد له نصيب في كل الحضارات والأزمنة، ويضرب له أمثلة في الملكية الإنجليزية وعصر النهضة وغيرها. فلا يتفق مع من يدعون باستمرار أننا نعيش أشد فترات الانحلال.

كما أن كتب التاريخ تركز على الأحداث المثيرة، وهذا قد يبتعد بنظرنا عن أوقات عاشت فيها أفراد وجماعات وأسرٌ بسعادة وإخلاص بعيداً عن كل الشرور والخيانة والفساد الذي تحشده كتب التاريخ.

التاريخ والدين

يبدأ الكاتب هذا الفصل بالتنويه بأهمية الدين في توفير العزاء والراحة النفسية، وإضفاء القدسية للعلاقات والسمو بها. لكنه رغم ذلك يعتبر أن الأخلاق لم تكن أساس الدين، إنما هو الخوف من الطبيعة وظواهرها..وأن الكهنة استغلوا هذا الخوف لفرض قوانينهم وأخلاقياتهم. وقد ظلت الكنيسة تشكل السلطة الأعلى حتى بدأت لاحقًا عصور التشكيك، بالإضافة بزوغ الحركات القومية، الأمران اللذان بدءا يفقدانها مكانتها.

وذكر ديورانت مواضع كانت السلطة الدينية فيها مصدرًا مهمًا للأخلاق الحميدة وأخرى شكلت فيها أدواتٌ للفساد، واعتبر أن حل الإشكال بين الدين والفلسفة لا يكمن إلا في أن تعترف الفلسفة أنها لا تستطيع أن تجد مصدرًا ثابتًا بديلًا للأخلاق مكان الدين، بينما يتوجب علی السلطة الدينية أن تفسح المجال للعقل أن يعتقد أو يفكر كما يشاء.

أما عن سؤال “هل يدعم التاريخ وجود الله” -وهنا يوضح ديورانت أنه يقصد الإله الرحيم المتسامي، وليس مجرد القدرة الخلاقة للطبيعة-..فالجواب عند ديورانت يميل إلى أن يكون بالنفي.. لأن التاريخ بالنهاية يعمل بقانون البقاء والانتقاء الطبيعي، ولا تعنيه الفضيلة. كما أن الكوارث والظواهر الطبيعية المدمرة حسب ديورانت لا تدعم وجود أي قوة رحيمة.

نقطة أخرى يشير إليها ديورانت هي أن أهمية الدين تضاءلت بتضاؤل الإنسان عبر التاريخ، ذلك أن اكتشافات مثل اكتشاف كوبرنيكوس عن عدم مركزية الأرض، تفقد الإنسان شعوره بأهميته في الكون. وهذا طبعا ليس سببًا وحيدًا لتراجع السلطة الدينية، إنما أحد العوامل. إلی جانب عوامل أخرى كحركات الإصلاح البروستانتي والحركات الربوبية في إنجلترا. واستبدال الزراعة (التي تعزز الإيمان بالبعث) بالصناعة التي تعتمد على الماكينات، وخروج المؤسسات التعليمية من التبعية للكنيسة إلى سيطرة رجال الأعمال والعلماء.

في نهاية هذا الفصل يكمل ديورانت بالتأكيد على أن الدين يموت ويبعث من جديد..فعندما يتم التمرد على دين ما، سرعان ما يظهر شكل آخر من أنواع التدين ليأخذ مكانه، ويختم بأن الاستمتاع بالحرية مهم، ومع ذلك فإن الحذر من إهمال الاحتياجات الروحية تمامًا أمر ضروري للأمم.

التاريخ والاقتصاد

يرى كارل ماركس أن التاريخ ما هو إلا استعراض للصراعات الاقتصادية، ويتفق ديورانت جزئيًا مع هذا الرأي، ويعرض بعض الأمثلة عليه، من دور الثورة الصناعية في ظهور الديمقراطية والحركات النسوية، ودور الرغبة في السيطرة على الطرق التجارية في شن الحملات الصليبية، أو دور عائلة ميديتشي ومهاراتها المصرفية في حركة التنوير في فلورنسا.

لكنه يلفت إلى أن دوافع الأحداث التي تغير التاريخ ليست دائمًا دوافعَ اقتصادية، إنما تكون في بعض الأحيان دوافع دينية أو وطنية.
ويصنف ديورانت الناس بالنسبة للاقتصاد إلى ثلاث فئات، أولهم فئة تدير الأشياء، وهذه الفئة تديرها فئة ثانية تستطيع إدارة الناس.. أما الفئة الثالثة ومن يتحكم بكليهما، هي الفئة التي بإمكانها إدارة الأموال ومراقبة السوق.

ويختم ديورانت الفصل بالإشارة إلى أن اختلاف الناس في القدرات يحتم تراكم الثورة في نهاية المطاف في إحدى الطبقات، وأن ازدياد عمق الفجوة بين الطبقات سيزعزع الاستقرار ويؤدي في نهاية الأمر إلى إعادة توزيع الثروات، إما عن طريق الإصلاحات أو الثورات العنيفة.

التاريخ والاشتراكية

الصراع بين الاشتراكية والرأسمالية قديم ومستمر، فالرأسمالية لن ترضى إلا بحرية التنافس وما يتبعها من حث على الإبداع دون تدخل الدولة، والاشتراكية ستثور دائمًا ضد الفروق الطبقية والتلاعب والاحتكار، ويضرب ديورانت أمثلة كثيرة من التاريخ على دول ذات مظاهر اشتراكية وتدخل للدولة في أدوات الإنتاج قامت قديمًا في حضارات منها سومر وبابل وروما والصين.

يُفشل هذه التجارب عادة حسب رأي ديورانت، الضرائب الباهظة والتجنيد الإجباري والفساد، فالمؤسسات العامة معرضة هي الأخرى إلی ظهور الفساد كحال نظيرتها الخاصة. وينهي الفصل بالحديث عن كارل ماركس وفريدريك إنجلز وبيانهما الشيوعي، ويعتبر أن ماركس قد خان الفيلسوف “هيجل” الذي كان له الأثر الكبير على فلسفته؛ إذ أن الجدل الهيجلي ينص على أن وجود أطروحتين متناقضتين يجب أن يتمخض عنه أطروحة ثالثة تتفوق على كلتيهما، وهذا ما يراه الكاتب ويل ديورانت الصواب، وهو أن تخشى الرأسمالية بطش الاشتراكية فتنظم نفسها، وأن تخشى الاشتراكية بدورها تفوق الرأسمالية، فتسمح بحد ما من الحرية الاقتصادية.. فينتج مزيجًا معقولًا يحقق نوعًا من العدالة بين البشر.

التاريخ ونظام الحكم

عدّ ديورانت في بداية هذا الفصل نظام الحكم الملكي أكثر طبيعية من باقي الأنظمة، وأكثرهم ديمومة عبر التاريخ، وذكر عدة أمثلة ناجحة عليه، كفترات حكم ماركوس أوريلوس وهدريان وغيرهم من ملوك الرومان، لكنه عاد ونوه بأضراره من جانب أن وراثة الحكم عادة ما تولد انعدام مسؤولية وتبذير وشرور كثيرة.

وبالنسبة للحكم الأرستقراطي، أي الذي يفضل النسب على المال أو المكانة الدينية.. فإن من مزاياه أنه يشكل مستودعًا للثقافة، ويحول دون انتشار الخبل الفني، والتغيرات المفاجئة للكود الأخلاقي، ولكنه مع ذلك لا ينتج الفنون، إنما يلهمها؛ ذلك أن العبقرية تتطلب الكد، الشيء الذي لا يضع الأرستقراطي نفسه تحت وطأته. ومن سلبيات هذا النوع من الحكم، الانشغال في إنفاق مصادر الدولة على المظاهر والحروب غير الضرورية، وقهر الناس في سبيل المحافظة على أسلوب حياة السلف.
يطرح ديورانت بعد ذلك تساؤلًا عما إذا كان التاريخ يبرر الثورة. ويجيب عليه بأنه على الرغم من ضرورة التخلص من الأنظمة القديمة والفاشلة، إلا أن ذلك في كثير من الأحيان لا يتطلب العنف. ويضرب بعض الأمثلة منها تغيرات حققتها أمريكا، أو تحقيق إنجلترا في القرن التاسع عشر تغييرًا مسالمًا كان بإمكان الثورة الفرنسية تحقيقه دون اللجوء إلی العنف.

ثم يختم ديورانت هذا الفصل بالحديث عن الديموقراطية، ويستهل ذلك بطرح رأي أفلاطون بشأن الديمقراطية، بوصفها فوضى وعنف وانحلال، وطريق يؤدي إلى الديكتاتورية في نهاية المطاف، ويطرح ديورانت بعض الأمثلة التي تؤيد هذا التصور، وبعض صور الفساد التي من الممكن أن تسود في حكم ديمقراطي. ثم يعود في النهاية ليعتبر الديمقراطية أقل أنظمة الحكم ضررًا وأكثرها فائدة، بوصفها شكلت صداقة حميمة بين الجنس البشري، وأعطت الفكر المزيد من الحرية، وأزالت الامتيازات التي فرقت بين البشر، وأنها مبررة ومستساغة إذا وفرت فرص تعليم متساوية، معتبرًا هذا ليس حق طبيعي بقدر ما هو امتياز يعود بالنفع الكثير على المجتمع.

التاريخ والحرب

عد ديورانت الحرب من ثوابت التاريخ، وأنها من أشكال التنافس والانتقاء الطبيعي. ويذكر أن كل ما لدينا من تاريخ مسجل لا يخلو من الحروب إلا في فترات قليلة.

وأضاف أن النزعة القومية تغذي نار الحروب وتؤججها، فإن دولة ما عندما تبدأ في معاداة دولة أخرى، سرعان ما تحفز مواطنيها على محاربتها عبر إشاعة الكراهية القومية.

يبدأ ديورانت بعد ذلك حوارًا افتراضيًا بين فيلسوف يعارض الحرب وقائد عسكري يرى أنها أمر لا بد منه. فيحاجج ديورانت على لسان القائد العسكري بأن الناس تموت بكل الأحوال، فما الذي يمنع أن يكون موتهم تجاه أوطانهم وقضاياهم؟ ثم إن الأخطار التي تحدق بالبلدان -كما كانت ترى الولايات المتحدة وإنجلترا تقدُّم الشيوعية في ذلك الوقت- لا بد من وجود من يقف لها بالمرصاد، وأن هذه ضرورة تاريخية لا بد من حدوثها. فيرد الفيلسوف بأن الحرب ربما تكون بالفعل ضرورة تاريخية لتسيير الأمور وتحقيق المنافع، لكنه يظن أن ثمة ما يدفعنا للوقوف بوجه هذه الصيرورة التاريخية، والتخلي حتى عن المنافع والمصالح، ألا وهو الإنسانية، التي توجب مراعاتها حتى لو أدت بالدول إلى الخسارة والتراجع.

التاريخ والنمو

يقول ديورانت أن التاريخ يعيد نفسه في المجمل لا في الجزئيات، فإننا نجد الأمم تنهض وتنهار في كل زمن، والعقلانية ترجع دائمًا لتستبدل الأساطير والمعتقدات القديمة. والدوافع الأساسية للحصول على الجنس والسلطة والغذاء تستمر عبر الأزمنة، مع ملاحظة أن سطوة العقل عبر الزمن تجعل الأفراد يمليون إلى التفرد لا إلا تصرفات القطيع.

ثم ينتقل بعد ذلك إلى تصورات بعض المفكرين بشأن تقسيم التاريخ، من حيث أنه يحتوي فترات “أساسية” تبنى فيها قيم معينة، وتتسم بالتنظيم والاتفاق. وأخرى “نقدية” هدامة تقوض ما بنيت عليه الفترات الأساسية، وتتسم بالنزاعات. وقد تتجلی الفترة الأولى في الحقبة المسيحية، أما النوع الثاني فأقرب إلى الفلسفة اليونانية في هدمها للأساطير في ذلك الوقت.

وتنشأ الحضارات من وجهة نظر ديورانت لا من العقود الاجتماعية، إنما عبر الاحتلال وهيمنة منتصر ما وفرض ثقافته على الطرف الأضعف. كما أن التحديات بمختلف أشكالها سواء أكانت طبيعية أم اقتصادية أو سياسية أو تغيرات على مستوى الكود الأخلاقي، كل ذلك يحدد ما إذا كانت حضارة ما ستقوى وتستمر، وذلك عبر العقول اللامعة القادرة على إيجاد الحلول لهذه التحديات، وتغيير مجريات الأحداث. أما عن سبب ظهور مثل هذه العقول اللامعة هو ببساطة وجود الأسس البيولوجية والنفسية الكافية.

اضمحلال الأمم كذلك لا يملك سببًا واحدًا محددًا، فإن أي تحدٍ سبق ذكره دون وجود مقومات للتغلب عليه قد يقوض حضارة ما وينهيها.
يختم ديورانت الفصل بفكرة أن الحضارات لا تموت، إنما يندثر إطارها ويتغير مكانها، ويبقى ما أنتجته من أفكار وعلوم وتراث مقروء، ليكمل في أماكن أخرى حيث تستفيد منه حضارات لاحقة وتضفي إليه.

هل التقدم حقيقي؟

يذكرنا الفصل الأخير من هذا الكتاب في البداية بضرورة تعريف التقدم.. فإذا اعتبرنا أن التقدم الحقيقي يكمن في التطور العلمي، فإن ذلك يجعلنا نصطدم بحقيقة أن التقدم العلمي في بعض الأحيان يجلب الكثير من الخراب ويزيد من براعة الشر وتطور الأسلحة وأجهزة الدمار، وإذا نظرنا إلى الجانب الفكري، فبإمكاننا أن نشكك كذلك في أن التغيرات التي طرأت على الفكر والفلسفة استطاعت تقديم كود أخلاقي يتفوق على نظائره في العصور القديمة؛ ذلك أن التغلب على التعصب الديني استبدل في كثير من الأوقات بالتعصب العرقي أو الوطني.

نقطة أخرى يشير إليها ديورانت هي أن حضارة معينة قد تحدد معيار التقدم الخاص بها. فتجد بلاد ما تصب تركيزها على الماديات والإنتاج العلمي، وأخرى على الفنون.. وهكذا دواليك.

وفي نهاية الفصل يعتقد ديورانت أنه في حال اعتبرنا أن التقدم يساوي تحقيق السعادة، فإننا على هذا النحو يمكننا تقريبًا أن ننفي تحقيق أي تقدم، أما إذا كان التقدم يعني المزيد من السيطرة على الطبيعة، فهذا يبدو معقولًا، ورغم المساوئ الجمّة إلا أنه قد ساعدنا في القضاء على كثير من الأمراض والمجاعات والمصاعب.

المصدر: دروس من التاريخ لويل وأريل ديورانت، عصير الكتب للطباعة والنشر-الطبعة الأولى – 2019

يمكنك قراءة ملخص كتاب قصة الفلسفة اليونانية لزكي نجيب محمود وأحمد أمين

.

رحلة ابن فطومة ، ملخص رواية للكاتب نجيب محفوظ

رحلة ابن فطومة ، ملخص رواية للكاتب نجيب محفوظ

“عم تبحث أيها الرحالة؟ أي العواطف يجيش بها صدرك؟ كيف تسوس غرائزك وشطحاتك؟ لم تقهقه ضاحكًا كالفرسان؟ ولم تذرف الدمع كالأطفال؟” نجيب محفوظ، رواية رحلة ابن فطومة

يُحكى أن التاجر محمد العنابي الفاحش الثراء أنجب سبعة من التجار وقد جاوز الثمانين بصحة وعافية، وعندها رأى الجميلة فطومة الأزهري فتزوجها وأنجب منها فتى يدعى قنديل ولكن أخوته أطلقوا عليه ” ابن فطومة ” ثم مات أباه وهو لم يكد يحفظ شكله، ربته أمه واعتنت به على أكمل وجه فقد ترك لهم أباه ثروة تضمن له ولأمه رغد العيش حتى الممات، كانت حياته تدور حول أمه وشيخه الذي كان يعلمه، كان الشيخ قدوته وناصحه الأمين وكان دائمًا ما يحدثه عن رحلاته المتعددة والتي كان هدفها الوصول إلى دار الجبل تلك الدار التي يطلق عليها دار الكمال ولم يصل إليها أحد من الرحالة من قبل ومن وصل لم يرجع منها أبدًا، وقد اضطر الشيخ لإلغاء رحلته بسبب حدوث حرب أهلية منعته.

كان حلم قنديل أن يقوم برحلة مثل شيخه ولكن لن يستسلم حتى يصل إلى دار الجبل، وعندما شب قنديل فتنته فتاة تدعى حليمة في قريته وعزم على الزواج منها وذهب لخطبتها مع والدته وقبل أن يتم الزواج طلبها حاجب الوالي من أبيها فلم يستطع أبوها الرفض بسبب ضعف قوته وقلة حيلته أمام الوالي وحاجبه، فذاق قنديل مرارة الخسارة وانفطر قلبه على محبوبته.

بعدما خاب أمل قنديل في الحب قرر أن يلحق بحلمه ويقوم برحلة مثل شيخه، فجهز حاله وانطلق مع قافلة من التجار إلى أول بلد في خريطته وهي دار المشرق عازما على أن يدون كل ما يراه في كتاب ينشره بعد إنهاء رحلته.

الكاتب نجيب محفوظ

دار المشرق:

سار قنديل مع القافلة عقب صلاة الفجر حتى بلغ حدود دار المشرق، قابلهم مدير الجمرك وتبعهم الحرس فمضى التجار إلى السوق أما قنديل فذهب إلى فندق الغرباء ودخل غرفته والتي كانت بدائية جدًا تنم عن فقر شديد وأوى إلى فراشه مرهقًا لما لاقاه من مشقة في سفره.

عندما استيقظ في الصباح توالت عليه الصدمات بداية من أنه منع من الصلاة وممارسة شعائره الدينية في البلدة، وعند خروجه من الفندق رأى أهل البلاد جميعهم عرايا تكسوهم الأوساخ ويعلوا وجوههم الفقر والمعاناة، أما العري فقد كان العادة المألوفة لأهل البلاد ولا تلتفت أنظارهم إلا لمن يرتدي الثياب.

كانت البلدة شبه فارغة وكأنها امتداد للصحراء لا بيوت ولا حواري ولا شوارع يوجد فقط أرض على جوانبها أعشاب ترعى فيها الماشية، ويعيش أهل البلدة في خيام متناثرة يتجمع أمامها النساء يقمن بأعمالهن المعتادة من غزل وحلب للأبقار والماعز

وفي أثناء تفقده للبلدة وجد قصرًا كبيرًا في مكان معزول عن القرية تحيطه أشجار عالية ومحروس بعدد كبير من الفرسان المدججين بالسلاح، فكان جمال القصر شاذًا عن قباحة المكان فتصور أن يكون قصر الحاكم، ولكن عندما رجع للفندق سأل صاحبه عن القصر فأجابه بأن دار المشرق عبارة عن عاصمة وأربع مدن لكل مدينة سيد وهو مالك القصر ويعتبر مالك المدينة وكل الناس عبيد عنده وينفرد وحده بالخدمات الطبية والعلمية هو وأولاده، أما من يمرض من السكان فينعزل في خيمته حتى يبرأ أو يموت.

أما عيد الإله عندهم كان دربًا من الجنون، كان أهل البلاد يعبدون القمر وكان العيد يوم أن يكون القمر بدرًا يلمع في كبد السماء، كانوا يتجمعون في ساحة واسعة يملأونها بالهتافات وصيحات الفرح والتحفظ وعند ظهور القمر يصل الكاهن ويصفق بيده فتنطلق الحناجر بنشيد زلزل الأرض وعندما انتهوا خطب فيهم الكاهن بوصايا الإله  أن يبتعدوا عن الخصام ويحترسوا الشر والحقد الذي يفري الكبد وكيف أن الطمع خصلة مقيتة وأن يتمتعوا ويمرحوا ويقضوا على الوساوس بالرضى وعندما انتهى بدأ الرقص واندمج الجميع في غرام شامل تحت ضوء القمر.

وبعد أن قرر قنديل الرحيل مع القافلة رجع عن قراره عندما رأى تلك الفتاة التي تسمى عروسة والتي كانت تشبه حليمه محبوبته، فقرر الزواج منها ولكن تم الزواج على عادات البلدة فينسب الأبناء لأمهم وتستطيع  زوجته أن تتركه في أي وقت متى سأمت منه، عاش قنديل مع زوجته في سعادة وكاد أن ينسى هدف رحلته وأنجب منها أربعة أولاد حاول تنشأتهم على تعاليم بلده ودينه  ولكن رفضت زوجته ذلك وثار عليه أهل البلدة وأجبروه على الخروج من دار المشرق وترك زوجته وأولادها.

دار الحيرة:

بعد خروج قنديل من دار المشرق قرر إكمال رحلته فذهب مع القافلة إلى دار الحيرة وعند وصولهم أمرهم مدير الجمرك أن يتبعوا التعليمات وإلا لاقوا المتاعب، ذهب قنديل إلى الفندق فوجد غرفته على قدر من الرفاهية على عكس دار المشرق، وفي نفس الليلة التي وصل فيها شاهد تجهيزات جيش الحيرة يستعد للحرب على دار المشرق ورحب أهل الحيرة بالحرب ظنًا منهم أنها لتحرير شعب من طغاته الخمسة، ولكن الهدف الحقيقي وراء تلك الحرب كان الطمع في المراعي وكنوز السادة والحكام، شعر قنديل بالقلق على عروسة والأبناء فقرر البقاء في الحيرة حتى يكون قريبًا منهم أملًا في أن يجدهم يوما ما.

في أثناء تجول قنديل في البلدة وجد قصر الملك والذي هو نفسه الإله الذي يعبده أهل البلاد، وفي يده السلطة الكاملة فتذكر قنديل الوالي في بلاده وسلطته الكبيرة وهيمنته على كل موارد البلاد واحترام الناس الزائد له وخوفهم منه، وفي أثناء فحصه للقصر وجد حقل من الأعمدة مسور بسياج وعلى تلك الأعمدة رؤوس بشرية منفصلة عن أجسادها فارتعد قلبه وسأل الحراس فعرف منهم أن تهمة أصحاب الرؤوس هي الخيانة والتمرد على الإله.

وكانت البلاد تنتهج فلسفة معينة فقد كان الحاكم وأصفياؤه قادة المصانع والأرض لهم القداسة والاحترام والكثير من المزايا أما بقية الناس فلا قداسة ولا مواهب ولا أمل في حياة أفضل فهم يعملون بالأشغال اليدوية ويوفر لهم الحاكم اللقمة فلا امتيازات لهم بعد ذلك، فقد كان التعليم والعناية الطبية من حق الصفوة أما الآخرين فيجيب عليهم تقوية مواهب الطاعة والقناعة والانقياد.

وعندما عاد الجيش من بلاد المشرق منتصرًا انتظر قنديل أن يجد عروسة في سوق العبيد حتى يشتريها وبالفعل وجدها وحصل عليها وذهبت معه إلى الفندق منهارة وأخبرته كيف قتلوا أبيها ولم تجد أبناءها أبدا وأخذوها أسيرة، ولكنها وجدت السعادة من جديد عندما وجدها قنديل ولكن تلك السعادة لم تدم لأن حكيم البلدة أرادها لنفسه فوجد قنديل نفسه متهمًا بالسخرية من دين البلاد وحاكمها وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.

وبعد عشرين عامًا خرج قنديل من السجن بعد ثورة أطاحت بالملك وصفوته وأمر الملك الجديد بتحرير كل ضحايا الملك الظالم من السجن، فخرج قنديل وعمره يناهز الخمسين ضعيف يرثى لحاله وقرر البقاء في الحيرة حتى يسترد قواه ثم يكمل رحلته إلى البلدة القادمة وهي دار الحلبة.

دار الحلبة:

عندما وصل قنديل إلى دار الحلبة دهش أن مدير الجمرك لم يحذرهم ولم يلقي عليه أي تعليمات فأخبره قائد القافلة أن هذه بلد الحرية الشاملة وأن كل إنسان فيها حر ومسؤول عن تصرفاته، وفي أثناء سيره في شوارع البلدة أعجب بجمالها وجمال عمرانها، ولكنه شهد لتجمع من رجال الشرطة يحققون في جريمة قتل وعلم أن مثل هذه الجرائم شائعة في هذه البلدة، كما شاهد مظاهرات من رجال ونساء تسير بحرية ويتبعهم رجال الشرطة دون المساس بهم.

فاق قنديل من دهشته على صوت الآذان ينطلق من أحد المساجد الصغيرة فاتجه للجامع مستطار القلب وسرعان ما ذهب للمسجد وتوضأ ووقف في الصف يصلي وعند انتهاء الصلاة ذهب إلى الإمام وقبله وكأنه وجد أحدًا من أهله، وعلم منه أنه هذه البلدة متعددة الديانات وكل شخص يدين بالدين الذي يريده.

أما نظام الحكم في البلاد فكان الرئيس ينتخب تبعًا لمواصفات أخلاقية وعلمية وسياسية ومدة حكمه عشر سنوات وبعدها تجرى انتخابات جديدة، وكما تضم البلاد أغنياء وفقراء فهي تضم أيضا لصوص وعاطلين وقتله.

دعاه الشيخ إلى بيته وهناك تعرف على زوجته وابنته ودهش من جرأتهما في الحديث على عكس نساء بلدته الأولى ومشاركتهم الطعام على طاولة واحدة وذلك لم يعهده أيضا حتى مع أمه وأعجب كثيرًا بابنته سامية وذكائها اللامع وملاحة وجهها.

بعد أيام علم أن الحرب ستدور بين دار الحلبة والحيرة وغاض قبله لسماع تلك الأخبار وراع لفكرة ملاحقة الحرب له أينما ذهب، وقرر البقاء حتى تستتب الأمور وتزوج من سامية ابنه الشيخ والتي غيرت فكرته عن النساء تمامًا فقد كان يرى قبلها أن المرأة ما هي إلى متعة للرجل أما سامية فكانت مختلفة تحب النقاش والمجادلة وذكاؤها لامع يثيره ويدهشه.

كانت حياته مستقرة لكنه لم ينس حلمه في السفر والترحال والوصول إلى دار الجبل فسمحت له سامية بالذهاب على شرط أن يرجع لها بعد الوصول إلى هدفه.

دار الأمان:

وصل قنديل لدار الأمان دار العدالة الشاملة وقبل ذهابه إلى الفندق نقلوه إلى مركز السياحة وهناك تم تعين مرافق خاص يلازمه طول الرحلة لا يتركه أبدًا حتى أنه يقيم معه في نفس الغرفة.

في اليوم التالي خرج قنديل ومرافقه لتفقد المدينة وهاله الخلاء، الميدان خالي تمامًا ولا يوجد بشر في الشوارع وكأنها مدينة خالية مهجورة وعندما سأل قنديل المرافق أخبره أن جميعهم في أعمالهم نساء ورجال، وأخذ يحدثه باعتزاز عن النظام المتبع في البلاد والذي يهدف لتحقيق عدالة حقيقية حتى في العمل، وكلهم في مستوى واحد للمعيشة تقريبا وكل البيوت على نفس المستوى فلا سرايا ولا قصور وحتى أقل أجر يكفي لإشباع  ما يحتاجه الإنسان المحترم.

وعلم قنديل أن لهم نظامًا غذائيًا يحتوي على كل العناصر المطلوبة لذلك فإن معظم كبار السن يتمتعون بصحة ممتازة، وفي نهاية اليوم رأى قنديل الشوارع تمتلأ بالبشر وكأنهم موج هادر ولكن في نظام وترتيب تعلو وجوههم قسمات جادة مرهقة، ثم خف الزحام وذهب كل واحد منهم إلى بيته يستعد ليوم عمل جديد.

وكان نظامهم السياسي رئيس منتخب تنتخبه صفوة منهم وتمثل رجال الصناعة والزراعة والحرب والأمان والرئيس هو المهيمن على الجيش وكل مجالات الحياة، أما الرعايا فهم مجرد موظفين  يعملون كل واحد منهم في مجاله ولا يجوز أن يتدخل أحد منهم في مجال غير مجاله.

أما في يوم العيد رأى قنديل رئيسهم وصفوته مجموعة من الرجال السمان مقارنة بأجسام الشعب الهزيلة، وصعد الرئيس يخطب فيهم وبعد انتهاء الخطبة اخترقت الميدان ثلة من الفرسان شاهرة رماحها وقد غرست فيها رؤوس بشرية كانت للمتمردين والخونة، ثم غادر قنديل البلاد وهو في حيرة من أمر هذه البلاد العجيبة.

دار الغروب ومنها إلى دار الجبل:

اتجه قنديل مع القافلة إلى دار الغروب تلك الدار التي تسبق دار الجبل مباشرة، وقد كانت الأغرب بين كل ما زاره قنديل أهلها صامتون لا يفعلون شيئا سوى الالتفاف حول شيخهم في الغابة والشروع في الغناء المتناغم بهدف الوصول إلى روح نقية تناسب الرحيل إلى دار الجبل، اشترك معهم قنديل في هذه الطقوس أملًا أن ينال مراده وينتقل إلى دار الجبل، ولكن قبل أن يتم ذلك اقتحم جنود دار الأمان دار الغروب وهجروا أهلها إلى دار الجبل واعتبروا كل من تخلف عن القافلة من أسرى الحرب.

غادرت القافلة ووصلت إلى جبل عال تقع فوقه المدينة المرادة، وقبل أن يدخل قنديل إلى المدينة أعطى كل ما كتبه إلى صاحب القافلة وطلب منه أن يعطيه إلى ما تبقى له من أهله في داره الأولى وفرد دفترا جديدًا خاصًا لدار الجبل ولكن لم يرد في أي من كتب التاريخ ذكر لصاحب هذه الرحلة بعد ذلك ولا أحد يعلم ماذا حدث، فهل وصل أم هلك؟ وهل أقام بها لآخر عمره أم استماع الرجوع إلى وطنه؟ وهل يعثر ذات يوم على مخطوط جديد لرحلته الأخيرة؟ لا أحد يعلم.

ملخص رواية بداية ونهاية لنجيب محفوظ

للمزيد من ملخصات الكتب

ملخص رواية القضية فرانز كافكا

ملخص رواية القضية فرانز كافكا

يقدّمها نادي قراءة الأكاديمية بوست عن مناقشة في 29 أغسطس 2019، ملخص رواية القضية فرانز كافكا

بداية مُربكة للقضية

يستيقظ جوزيف ك ليجد من يأكل طعامه

رجل في الثلاثين من عمره يدعى جوزيف ك يستيقظ، فإذا برجلين يأكلان طعام إفطاره ويبلغاه أنه متهم بقضية، ثم يحاولان إبتزازه لأخذ الأموال منه وإجباره علي ارتداء ملابس معينة، فيأخذ للتحقيق في الغرفة المجاورة لغرفته. فيخبره مسؤول التحقيق أنه متهم بقضية، ولكن ك لا يعرف ماهية تلك القضية، حتى أن المسؤول نفسه لم يكن على علم بالقضية ولكنه أخبر بطل الرواية جوزيف ك بأنه يمكنه الذهاب لعمله مع ثلاثة رجال رافقوا المسؤول عن التحقيق أثناء دخوله لم يلحظهم جوزيف، لكنه أدرك بعد ذلك أنهم من موظفي البنك.

أيام ثقيلة

يقضي ك يومه ثم يعود لغرفته ويعتذر لجارته في الغرفة، ثم ينام وينتهي يومه الأول بعد الاتهام، وفي اليوم التالي يستيقظ ويذهب للعمل فيتلقي مكالمة بتحديد المحاكمة و أول جلسة ومكان المحكمة ولكن ينتهي الإتصال دون ساعة محددة للمحاكمة وهو ما أثار دهشة ك!

يستيقظ ك في اليوم الموعود ويذهب للمحكمة، ولا يدري توقيت المحاكمة، فيذهب للعنوان، وإذا به مبني في أفقر أحياء المدينة مليئ بسكان الفقراء!
يسأل ك: أين النجار؟ كحيلة منه كي لا يلفت انتباه السكان لقضيته الغريبة!
أخيرًا أجابه أحد السكان بأن النجار في الطابق التالي. يصعد ك ويطرق الباب فإذا بامرأة تغسل الملابس، فتأذن له بدخول الغرفة في الداخل، وفجأة يجد ك نفسه في قاعة المحكمة، لتبدأ المحاكمة بمجرد دخوله، ويتعجب من تلك الضجة ليبدأ بالدفاع عن نفسه باحتقار القضية والمحكمة، لتنتهي مرافعته فجأة كما بدأت ويذهب.

بعد الجلسة الأولى من القضية

يعود في اليوم التالي لا يجد المحكمة يتحدث مع المرأة غاسلة الملابس، ثم يصعد لسطح المبني يجد مكاتب الدواوين، فيدخل المكتب بجوار حارس المحكمة وبعد رؤية المتهمين الآخرين، يختنق ك من المكان ولا يقوي علي الحركة فيسقط وتتهاوي قواه ويخرجوه، ليعود لكامل نشاطه ويذهب لغرفته لينام بعد يوم بلا هدف ولا مكسب!

يستيقظ ك كعادته ليذهب للعمل، ولكن تؤثر القضية على مجري حياته، فيضعف أداؤه في البنك، وتضيق نفسه، إلى أن يأتي ضيف، (عمه) والذي عرف بالقضية، ويقلق علي شؤون العائلة فيأخذ ك لمحامي صديقه في زيارة مفاجئة وفورية، وعنده دخولهما على المحامي، يفاجأ العم بمرض المحامي، وبالرغم من هذا يتحدثون في القضية ويصدف وجود مدير ديوان المحكمة.

تحدث ضوضاء وترتفع الأصوات في النقاش فيخرج ك ولا يستمع لتلك المناقشة، فتنتهي بدون وجوده لينشغل بالممرضة ليني القائمة على العناية بالمحامي، وعندما يفرغ منها، وجد عمه ينهره ويتعجب من عدم إهتمامه بالقضية!

تمر الأيام

يحاول ك أن يهتم بعمله مرة أخرى ويتغلب على قلقه، فالأداء ضعيف وسلوكه غير مناسب لمنصبه، لكن القضية تعيقه عن ذلك، ولا يشعر بأي تقدّم بالتعامل مع هذا المحامي، حتى أنه لا يشعر بإهتمام المحامي من الأصل، ويقرر ك أنه سيوكل محامي آخر!
يذهب ك للمحامي ليخبره بقراره فيغضب المحامي، ويلجأ المحامي إلى حيلة ليوضح لجوزيف حسن معاملته له، فيأمر بإحضار متهم آخر في قضية أخري، ويأخذ في إذلاله، فيركع المتهم على الأرض، ويرجوه أن يخبره أسرار القضية، ولكن لم يتحقق مراد المحامي، بل يشمئز ك من الأحداث ويتأكد من صحة قراره.

مصور الديوان

يذهب ك لمصور الديوان- بتوصية من أحد عملاء البنك كان قد عرف بالقضية- فيصل للمصور ويفهم منه أنواع القضايا وكيفية الخروج منها (براءة وهمية، جرجرة، براءة حقيقية) فيدرك برائته و يدرك عدم قدرته على الحصول عليها، ليخرج من المرسم من باب آخر ليجد نفسه في الديوان والمتهمين أمامه ولكنه ينجح في الخروج من المكان ليعود لمنزله!

لقاء الكنيسة

في أحد الأيام يستيقظ ك ويذهب للعمل مبكرًا، إذ تم إبلاغه بوجود عميل إيطالي خاص يحتاج زيارة لكنيسة المدينة، فيتحدث مع العميل و مديره وتم تحديد اللقاء في الكنيسة، ثم يصل ك للكنيسة في الميعاد المحدد في جو شديد غائم شديد الأمطار والبرودة، فيدخل ك من باب الكنيسة الرئيسي!
ينتظر العميل الذي تأخر! ويحاول البحث عنه حول أبواب الكنيسة الأخري، لكنه لم يأت بعد، ثم يضطر للجلوس في أحد المقاعد ويتأمل رسومات الكنيسة.

يروي القس قصة الريفي والحارس رواية القضية فرانز كافكا

فجأة يصعد أحد القساوسة ليلقي موعظة، فيحاول ك أن ينهض ليغادر ويسمع صوت القس ينادي عليه، فيحاول عدم الالتفات، لكن يشير له القس بأن يقترب!

يسأله القس عن القضية، فيفاجأ ك بمعرفته لها، ثم يتحدثا عن القضية، فينزل القس من مكانه ويتجولا بالكنيسة والجو شديد البرودة مليئ بالأمطار يكسوه الظلام يكاد ك لا يري شئ ولا يشعر إلا بالقس الذي يلتصق به لكي لا يضل الطريق.

القس: سأخبرك قصة!
فلاح فقير لديه قضية و يريد دخول صرح العدالة و‏هناك حارس العدالة يقف بجوار الباب و يمنع دخوله فيتذلل الفلاح الريفي للدخول بكل السبل، ويدفع الرشوة ولكن يأبى الحارس أن يدخله، ويفقد الريفي الأمل في تخطي الحارس باعتباره أضعف الحراس فما باله ببقيتهم على الأبواب التالية!

ويظل‏ الريفي أمام باب العدالة والحارس واقف أمامه لتمر الأعوام ويقضي الريفي عمره و يتمني أن يجتاز ذلك الحارس باعتباره العقبة الوحيدة أمام العدالة إلي أن تنقضي حياته، ويبدأ في لفظ أنفاسه الأخيرة، فيقوم الحارس بإغلاق المدخل المصمم للريفي وحده للدخول، ليموت الريفي كالكلب!

يتناقش الراهب و ك فيمن خدع الآخر، الحارس أم الريفي أم غيرهم!

نهاية أغرب من الرواية

بعد عام يستيقظ ك ليجد حارسين أمامه فيرتدي ملابسه ويرافقانه ويشعر أنها النهاية فيتأمل ويفكر في القضية، ويعود بالأحداث ويشعر بمضي الوقت، إلى أن يصلوا إلي كهف خارج المدينة، فيزيلا ملابسه وتوضع رقبته بجوار صخرة ويتبادل الحارسان السكين التي توضع في قلب ك وتدور ليموت كالكلب!

إليك فيلم عن الرواية مترجم إلى الإنجليزية:

[embedyt] https://www.youtube.com/watch?v=SA9JTxfOgAk[/embedyt]

ملخص رواية “مئة عام من العزلة” لجابرييل جارسيا ماركيز

ملخص رواية “مئة عام من العزلة”

تعتبر مئة عام من العزلة أشهر مؤلفات الكاتب الحائز على نوبل جابرييل جارسيا ماركيز، مما يضعها في مكانة خاصة لدى القراء لما فيها من رمزية وأحداث وطريقة سرد بديعة وغنية اعتمادا على مدرسة الواقعية السحرية.

  • البداية

تبدأ أحداث الرواية بعائلتي بوينديا وآل إيغواران المختلطان بالتزاوج لينتج عن نسلهما طفل بذيل، مما يجعلها لعنة تخشاها أحد أبطال القصة الرئيسيين “أورسولا”. تزوجت أورسولا ابنة آل إيغواران من السيد خوسية أركاديو بوينديا سليل عائلة بوينديا، ووصل الزوجان إلى قرية “ماكوندو” الصغيرة المنعزلة لينجبا رغم المخاوف 3 أبناء، هم خوسية أركاديو وأورليانو وأمارانتا.

الغجر

يزور القرية من حين إلى آخر مجموعة من الغجر يتزعمهم “ملكياديس”، فيتحمس الأب “خوسية أركاديو بوينديا” لما يحضره معه ملكياديس ويسارع بشرائه أو بمبادلته، حتى أن نزواته المعرفية تلك قد كلفت العائلة الكثير لعدم قدرته على استغلال ما يجلبه ملكياديس معه في شيء مفيد، إذ أثار المغناطيس رهبة أهل القرية جميعا، كما أن قدرات العدسة المُجمعة قد أذهلت بوينديا بشكل خاص حتى سعى إلى أن يستخدمها كسلاح حربي، إلى أن فشل وركّز في غرفة الكيمياء داخل بيته محاولا خلط العناصر وفهم المزيد، ولكن لم تفز عائلته من محاولاته إلا بخسارة أورسولا ذهبها.

الطفلان

انجرف الطفلان مع أبيهما في نزواته المعرفية رغم اختلاف شخصياتهما، وكان أورليانو مميز بقدراته على التنبؤ، فأخبر أمه بقدوم زائر جديد للبيت، وهو ما حدث بالفعل بقدوم الطفلة “ربيكا” ليتبناها الثنائي وتصبح فرد جديد في الأسرة.

رحل خوسية أركاديو الإبن مع الغجر بشكل مفاجئ بعد أن هام بإحداهن، وغاب عن الأسرة لفترة، وعبث غيابه بعقل أورسولا التي قررت أن ترحل للبحث عنها، لتغيب لفترة طويلة أثارت قلق الأب إلى أن تعود أورسولا وفي رفقتها العديد من التجار للقرية بملابس جديدة ودون أن تخبر أحد بما فعلت أو رأت خارج القرية!

يقدم إلى القرية وافد جديد ممثل للحكومة، وهو القاضي ليفرض على بيوت القرية أن تستخدم الدهان الأزرق، مما أثار حنق الأب بوينديا ليتشاجر مع القاضي ويكاد يضربه، ليعود القاضي مرة أخرى بعد طرد بوينديا له محميًا بالجنود، فيسمح له بوينديا على ألا يفرض على أحد لون معين في دهان المنازل، فيتفق الطرفان في النهاية.

أحب أورليانو ابنة القاضي “ريميديوس” الصغيرة، وطلب من أبيه خطبتها، فهاج أبيه ورفض الأمر في البداية إلا أن أقنعته أورسولا، لكن استغل الأب رغبة أورسولا في تزويج ابنه أورليانو بريميديوس في تزويج ربيكا بالشاب الإيطالي الوسيم عازف الموسيقى بيترو كريسبي، فتتوعد أمارانتا ربيكا وتحيك لها الخدع وتصب عليها اللعنات لإيقاف زواجهما (ربيكا وبيترو كريسبي) فيفسد زواجهما بالفعل بعد سنوات من الانتظار.

تموت ريميديوس زوجة أورليانو نزفًا في الليل ويحزن الجميع فينشغل أورليانو بالحرب بين الليبراليين والمحافظين ليصبح قائد لقوات التمرد الليبرالية ويخوض عشرات الحروب ضدها حتى كاد أن يموت أمام فرقة الإعدام والتي تبدأ بها القصة بالأساس في شكل حدث رئيسي يتوقف عنده الزمن ليتذكر فيه أورليانو كل ما فات من أحداث، ليتدخل أخيه خوسيه أركاديو الفحل الذي عاد للقرية وتزوج من ربيكا المسكينة لينقذ الكولونيل أورليانو من الموت.

من البداية لم يحظ زواج ربيكا وأركاديو على موافقة أورسولا خوفًا من عودة لعنة الذيل لطفلهما المحتمل فتطردها أورسولا من بيتها، بينما يهيم بيترو كريسبي بحب أمارانتا التي لم تهتم به، فينتحر الوسيم الإيطالي في النهاية داخل محله.

 

  • لعنة الحب

تظهر شخصية العاهرة بيلار تيرنيرا لينجب منها كل أخ على حدة، فأنجب أورليانو منها ابنه خوسيه أورليانو وأنجب خوسية أركاديو منها أيضا ابنه اللقيط أركاديو الذي يتربى في بيت ربيكا منفيين من بيت أورسولا الجدة. ثم تحرق أمارانتا يدها ببرود في فرن العائلة ليستمر الحرق معها طوال حياتها وحتى مماتها وكأنها تأثرت بانتحار بيترو كريسبي بشكل ما فلم تحتمل الألم النفسي وحاولت استبداله بألم الحرق.

انطلق الكولونيل أورليانو في حروبه، وأنجب 17 ابن وابنه لم نعرف عنهم شيء وخاض 32 حرب خسرها في النهاية ضد المحافظين ليعود إلى القرية ويوقع الهدنة بعد أن فقد الهدف من تلك الحرب ولم يعد يعرف لها سببا، بل وكان يتعجب من رفاقه لوجود أسباب يحاربون من أجلها. إذ تسببت الحرب في فقده لأصدقائه ومخالفته لبعض مبادئه، فقرر التنحي عن الحرب والبقاء مع أورسولا في بيتها.

يموت الجد بوينديا بعد أن قضى آخر أيامه تحت شجرة الكستناء فتمطر السماء زهورا صغيرة في لحظة سحرية مميزة يتألم لها جزء منك أثناء قراءة الرواية وتترك انطباعها داخل القارئ بلا شك.

تتكرر لعنة الحب مع أبناء أركاديو ابن خوسية أركاديو والذي أنجبهم من سانتا صوفيا التي أرسلتها بيلار تيرنيرا عندما لم تطيق محبة أركاديو لها وهو ابنها من خوسية أركاديو، لتنجب سانتا صوفيا من أركاديو ثلاثة أبناء هم: خوسيه أركاديو سيغوندو وأورليانو الثاني وريميديوس الجميلة.

فيحب كل من خوسية أركاديو سيغوندو وأورليانو الثاني عاهرة جديدة اسمها بيترا كوتيس وكأن لعنة بيلار تيرنيرا تتجدد، بينما يثير جمال ونقاء ريميديوس الجميلة كل من يراه حتى انتحر شخصان بسبب جمالها ولا مبالاتها بهما وبحبهما لها لتنتهي نهاية غريبة ممسكة بطرفي ملاءة وطائرة بعيدا عن بيت أورسولا فينسدل عن قصتها الستار فجأة.

  • فساد الأسرة

لم تتوقع أورسولا يوما أن يظلم أبنائها أحدا، إلا أن خوسية أركاديو وأركاديو قد تعاونا على سرقة أراضي سكان ماكوندو وتخويفهم، ودافعت عن أهل القرية ضد ظلم أركاديو، ولكن بعد موت خوسية أركاديو وبعد عودة الكولونيل أورليانو واكتشافه لتلك السرقات يقرر إعادة الحق لأهله بعد حديث قصير مع ربيكا التي لم تمانع على الإطلاق.

انقلاب الأحوال

دخول شركة الموز إلى ماكوندو للاستفادة من ثرواتها الطبيعية، فينضم خوسية أركاديو سيغوندو للشركة، ويعمل كمراقب عمال، ثم يرث صفة تمرد الكولونيل أورليانو، فيثور مع العمال، إلى أن تقرر الشركة فتح النار على عمالها، وينتقل خبر موت 3 آلاف شخص في هذا اليوم عبر خوسيه أركاديو سيغوندو للعائلة بعد هروبه، ليبقى في بيت أورسولا وداخل غرفة الكيمياء دارسًا وقارئا لما فيها.

يحب أورليانو الثاني فيرناندا الأرستقراطية والتي تربت على أن تكون ملكة، رغم علاقته ببيترا كوتيس، فلم يلبث أن عاش مع فيرناندا قليلا ثم رحل عنها ليعيش مع بيترا كوتيس والتي كانت بمثابة تميمة الحظ، فاغتنى بشدة وفحش، حتى أن ذاع صيت غناه وحضر حفلاته القاصي والداني، لتبغض أورسولا غناه الفاحش وغير المستحق من وجهة نظرها وتعتبره بلاء على الأسرة، فكان يسخر منها ويدهن أعمدة المنزل بأوراق البنكنوت.

أنجب أورليانو الثاني من فيرناندا الأرستقراطية 3 أبناء، وهم: ميمي وخوسية أركاديو الثالث وأمارانتا أورسولا، وتسيطر فيرناندا على المنزل بعد كبر سن أورسولا وإصابتها بمشاكل في الإبصار وبعد وفاة أمارانتا وأورسولا، وتستمر العلاقات المتوترة بين فيرناندا وأورليانو الثاني الذي هجرها بسبب التزامها الزائد وأرستقراطيتها المرهقة بالنسبة له، لكنه عاد في النهاية إليها بعد أن وعدها بأن يموت في منزلها.

 

مصير مختلف

تقرر فيرناندا والتي تصبح أورسولا جديدة استئجار حارس لقتل عشيق ابنتها ميمي ذي الفراشات الصفراء بيبليانو الذي يتسلل إليها ليلًا وتنجح خطتها بالفعل ولكن بعد فوات الأوان، فقد أنجبت ميمي ابنها “أورليانو بيبليانو” بالفعل ليعيش مع فيرناندا في نفس البيت مخفيًا في غرفة الكيمياء مع خوسية أركاديو سيغوندو، فتقرر إرسال ابنها خوسية أركاديو الثالث إلى روما ليصبح البابا.

وفجأة تمطر سماء ماكوندو لقرابة الخمس سنوات، فتضيع ثروة أورليانو الثاني ويحاول في نهاية حياته أن يفي بوعده لإبنته أمارانتا أورسولا لتسافر إلى بروكسل لتستكمل دراستها، فيعود للعمل بكل جد واجتهاد في بيع تذاكر اليناصيب لينجح في مسعاه وتسافر أمارانتا لبروكسل بالفعل.

ثم يموت التوأم خوسية أركاديو سيغوندو وأورليانو الثاني في نفس اليوم، ولا يبقى في البيت إلا فيرناندا التي تعاني من مرض عضال مع الابن غير الشرعي لابنتها ميمي أورليانو بيبليانو في غرفة الكيمياء، وبعد غنى زوجها الفاحش لا تجد فيرناندا بعد هذا العمر إلا سلة طعام يومية لا تعلم مرسلها الحقيقي والتي كانت بيترا، وتموت فيرناندا في النهاية بعد توقف المطر ويعود ابنها خوسية أركاديو الثالث في روما ليقرأ رسائل أمه فلا يجب إلا أورليانو بيبليانو فيعرف حقيقته كابن غير شرعي لميمي.

 

كنوز العائلة

تركت العائلة خلفها كنزان، أحدهما عبارة عن لفافات ميلكياديس الغجري والتي لطالما حاول أفراد الأسرة على فك شفرتها لفهم محتواها في غرفة الكيمياء، ليحمل أورليانو بيبليانو عبء فكها وقراءتها بعد أن كوّن من سنوات عزلته في غرفة الكيمياء حصيلة معرفية ضخمة وهائلة.

والكنز الثاني هو من الذهب الذي أصرت أورسولا قبل موتها على عدم الإفصاح به بعدما رأت من غنى أورليانو الثاني الفاحش من بلاء على أسرتها وتكرارهم لنفس الأخطاء، فأخفته داخل بلاط غرفتها، ولم يكتشفه إلا ابن فيرناندا العائد من روما خوسية أركاديو الثالث، والذي لطالما كذب على الأسرة بشأن دراسته في روما، ليعود ويعبث مع رفاقه في منزل الأسرة بكنوزها، وفي يوم قرر طرد رفاقه، فعادوا إليه لينتقموا منه فأغرقوه في حوض الاستحمام وسرقوا الذهب.

 

  • نهاية رواية “مئة عام من العزلة”

تعود أمارانتا أورسولا من بروكسل متزوجة من جاستن، إلا أن علاقتها لم تستمر بسبب رغبة زوجها في العودة إلى بروكسل بعد أن أخطأ في تقدير رغبة زوجته في تحمل ماكوندو، فأحبها أورليانو بيبليانو، ورغم العلاقة غير الشرعية بينهما، أنجبا الطفل الأخير لعائلة بوينديا فأسماه أبيه “أورليانو”، وفي تطور درامي يكتشف الأب أورليانو بيبليانو شفرة أوراق ميكلياديس الغجري السنسكريتية بعد وفاة أمارانتا أورسولا نزفا من ولادتها، ويكتشف أن ابنه أوليانو له الذيل الملعون الذي خافت منه الجدة أورسولا طوال حياتها فيأكل الطفل النمل الذي هاجم القرية ودمرها.

وبينما يقف أورليانو بيبليانو ممسكا بأوراق ميلكياديس ليقرأها متأثرا بما حدث لزوجته وابنه وخواء قرية ماكوندو من السكان تقريبا لكثرة كوارثها، يكتشف أن أوراق ميلكياديس ما هي إلا نبوءة لكل ما حدث للعائلة طوال عقود وعلى مدار 7 أجيال تروي الأحداث بدقة وتتنبأ بها، كما تتنبأ في اللحظات الأخيرة بعاصفة هائلة تمحو القرية وبيت العائلة وكل من فيه، لتفنى عائلة بوينديا وأورسولا عن آخرها بعد “مئة عام من العزلة” !

 

وقد ناقش فريق عمل الأكاديمية بوست في أحد أندية القراءة الرواية.

Exit mobile version