ملخص رواية القضية فرانز كافكا

ملخص رواية القضية فرانز كافكا

يقدّمها نادي قراءة الأكاديمية بوست عن مناقشة في 29 أغسطس 2019، ملخص رواية القضية فرانز كافكا

بداية مُربكة للقضية

يستيقظ جوزيف ك ليجد من يأكل طعامه

رجل في الثلاثين من عمره يدعى جوزيف ك يستيقظ، فإذا برجلين يأكلان طعام إفطاره ويبلغاه أنه متهم بقضية، ثم يحاولان إبتزازه لأخذ الأموال منه وإجباره علي ارتداء ملابس معينة، فيأخذ للتحقيق في الغرفة المجاورة لغرفته. فيخبره مسؤول التحقيق أنه متهم بقضية، ولكن ك لا يعرف ماهية تلك القضية، حتى أن المسؤول نفسه لم يكن على علم بالقضية ولكنه أخبر بطل الرواية جوزيف ك بأنه يمكنه الذهاب لعمله مع ثلاثة رجال رافقوا المسؤول عن التحقيق أثناء دخوله لم يلحظهم جوزيف، لكنه أدرك بعد ذلك أنهم من موظفي البنك.

أيام ثقيلة

يقضي ك يومه ثم يعود لغرفته ويعتذر لجارته في الغرفة، ثم ينام وينتهي يومه الأول بعد الاتهام، وفي اليوم التالي يستيقظ ويذهب للعمل فيتلقي مكالمة بتحديد المحاكمة و أول جلسة ومكان المحكمة ولكن ينتهي الإتصال دون ساعة محددة للمحاكمة وهو ما أثار دهشة ك!

يستيقظ ك في اليوم الموعود ويذهب للمحكمة، ولا يدري توقيت المحاكمة، فيذهب للعنوان، وإذا به مبني في أفقر أحياء المدينة مليئ بسكان الفقراء!
يسأل ك: أين النجار؟ كحيلة منه كي لا يلفت انتباه السكان لقضيته الغريبة!
أخيرًا أجابه أحد السكان بأن النجار في الطابق التالي. يصعد ك ويطرق الباب فإذا بامرأة تغسل الملابس، فتأذن له بدخول الغرفة في الداخل، وفجأة يجد ك نفسه في قاعة المحكمة، لتبدأ المحاكمة بمجرد دخوله، ويتعجب من تلك الضجة ليبدأ بالدفاع عن نفسه باحتقار القضية والمحكمة، لتنتهي مرافعته فجأة كما بدأت ويذهب.

بعد الجلسة الأولى من القضية

يعود في اليوم التالي لا يجد المحكمة يتحدث مع المرأة غاسلة الملابس، ثم يصعد لسطح المبني يجد مكاتب الدواوين، فيدخل المكتب بجوار حارس المحكمة وبعد رؤية المتهمين الآخرين، يختنق ك من المكان ولا يقوي علي الحركة فيسقط وتتهاوي قواه ويخرجوه، ليعود لكامل نشاطه ويذهب لغرفته لينام بعد يوم بلا هدف ولا مكسب!

يستيقظ ك كعادته ليذهب للعمل، ولكن تؤثر القضية على مجري حياته، فيضعف أداؤه في البنك، وتضيق نفسه، إلى أن يأتي ضيف، (عمه) والذي عرف بالقضية، ويقلق علي شؤون العائلة فيأخذ ك لمحامي صديقه في زيارة مفاجئة وفورية، وعنده دخولهما على المحامي، يفاجأ العم بمرض المحامي، وبالرغم من هذا يتحدثون في القضية ويصدف وجود مدير ديوان المحكمة.

تحدث ضوضاء وترتفع الأصوات في النقاش فيخرج ك ولا يستمع لتلك المناقشة، فتنتهي بدون وجوده لينشغل بالممرضة ليني القائمة على العناية بالمحامي، وعندما يفرغ منها، وجد عمه ينهره ويتعجب من عدم إهتمامه بالقضية!

تمر الأيام

يحاول ك أن يهتم بعمله مرة أخرى ويتغلب على قلقه، فالأداء ضعيف وسلوكه غير مناسب لمنصبه، لكن القضية تعيقه عن ذلك، ولا يشعر بأي تقدّم بالتعامل مع هذا المحامي، حتى أنه لا يشعر بإهتمام المحامي من الأصل، ويقرر ك أنه سيوكل محامي آخر!
يذهب ك للمحامي ليخبره بقراره فيغضب المحامي، ويلجأ المحامي إلى حيلة ليوضح لجوزيف حسن معاملته له، فيأمر بإحضار متهم آخر في قضية أخري، ويأخذ في إذلاله، فيركع المتهم على الأرض، ويرجوه أن يخبره أسرار القضية، ولكن لم يتحقق مراد المحامي، بل يشمئز ك من الأحداث ويتأكد من صحة قراره.

مصور الديوان

يذهب ك لمصور الديوان- بتوصية من أحد عملاء البنك كان قد عرف بالقضية- فيصل للمصور ويفهم منه أنواع القضايا وكيفية الخروج منها (براءة وهمية، جرجرة، براءة حقيقية) فيدرك برائته و يدرك عدم قدرته على الحصول عليها، ليخرج من المرسم من باب آخر ليجد نفسه في الديوان والمتهمين أمامه ولكنه ينجح في الخروج من المكان ليعود لمنزله!

لقاء الكنيسة

في أحد الأيام يستيقظ ك ويذهب للعمل مبكرًا، إذ تم إبلاغه بوجود عميل إيطالي خاص يحتاج زيارة لكنيسة المدينة، فيتحدث مع العميل و مديره وتم تحديد اللقاء في الكنيسة، ثم يصل ك للكنيسة في الميعاد المحدد في جو شديد غائم شديد الأمطار والبرودة، فيدخل ك من باب الكنيسة الرئيسي!
ينتظر العميل الذي تأخر! ويحاول البحث عنه حول أبواب الكنيسة الأخري، لكنه لم يأت بعد، ثم يضطر للجلوس في أحد المقاعد ويتأمل رسومات الكنيسة.

يروي القس قصة الريفي والحارس رواية القضية فرانز كافكا

فجأة يصعد أحد القساوسة ليلقي موعظة، فيحاول ك أن ينهض ليغادر ويسمع صوت القس ينادي عليه، فيحاول عدم الالتفات، لكن يشير له القس بأن يقترب!

يسأله القس عن القضية، فيفاجأ ك بمعرفته لها، ثم يتحدثا عن القضية، فينزل القس من مكانه ويتجولا بالكنيسة والجو شديد البرودة مليئ بالأمطار يكسوه الظلام يكاد ك لا يري شئ ولا يشعر إلا بالقس الذي يلتصق به لكي لا يضل الطريق.

القس: سأخبرك قصة!
فلاح فقير لديه قضية و يريد دخول صرح العدالة و‏هناك حارس العدالة يقف بجوار الباب و يمنع دخوله فيتذلل الفلاح الريفي للدخول بكل السبل، ويدفع الرشوة ولكن يأبى الحارس أن يدخله، ويفقد الريفي الأمل في تخطي الحارس باعتباره أضعف الحراس فما باله ببقيتهم على الأبواب التالية!

ويظل‏ الريفي أمام باب العدالة والحارس واقف أمامه لتمر الأعوام ويقضي الريفي عمره و يتمني أن يجتاز ذلك الحارس باعتباره العقبة الوحيدة أمام العدالة إلي أن تنقضي حياته، ويبدأ في لفظ أنفاسه الأخيرة، فيقوم الحارس بإغلاق المدخل المصمم للريفي وحده للدخول، ليموت الريفي كالكلب!

يتناقش الراهب و ك فيمن خدع الآخر، الحارس أم الريفي أم غيرهم!

نهاية أغرب من الرواية

بعد عام يستيقظ ك ليجد حارسين أمامه فيرتدي ملابسه ويرافقانه ويشعر أنها النهاية فيتأمل ويفكر في القضية، ويعود بالأحداث ويشعر بمضي الوقت، إلى أن يصلوا إلي كهف خارج المدينة، فيزيلا ملابسه وتوضع رقبته بجوار صخرة ويتبادل الحارسان السكين التي توضع في قلب ك وتدور ليموت كالكلب!

إليك فيلم عن الرواية مترجم إلى الإنجليزية:

[embedyt] https://www.youtube.com/watch?v=SA9JTxfOgAk[/embedyt]

نادي القراءة ومناقشة رواية القضية للكاتب فرانز كافكا

نادي القراءة الثاني ومناقشة رواية القضية فرانز كافكا

مناقشة رواية “القضية” للكاتب فرانز كافكا أطلقتها الأكاديمية بوست في ثاني أندية القراءة المُنفذة بالتعاون مع مكتبة مصر العامة، في 29 أغسطس 2019 الساعة الواحدة ظهرًا في قاعات المكتبة بالزقازيق، واستمرت المناقشة لساعتين تقريبًا.

البداية

بدأت فعاليات الجلسة بسرد مختصر عن أحداث الرواية وعن الكاتب فرانز كافكا وانتاجه الأدبي وأسلوبه المُربك والمتشائم والانساني، ثم انطلق الأعضاء في الإعلان عن آرائهم المختلفة بخصوص أحداث الرواية ككل.

تفاوتت الآراء فيما يخص الشخصية الرئيسية للرواية وهي شخصية جوزيف ك، فالبعض اعتبره شخص مهمل غير مبال، وآخرون اعتبروه شخص شديد القلق، وأثارت شخصيته حيرة شديدة بين القراء.

مجموعة من الحضور أثناء مناقشة رواية القضية للكاتب فرانز كافكا

ماذا قصد الكاتب بالإبهام الشديد لقضيته؟

جاءت أحداث الرواية شديدة الإبهام، فصعب فهم زمان القضية أو مكانها أو ماهيتها وهو ما دارت حوله الرواية طوال صفحاتها، وكأن كافكا أراد ذلك الإبهام وتعمده، حتى أن ذهاب بطل الرواية للمحكمة كان بالمصادفة ودفاعه عن نفسه ضد قضية لا يعرفها هو أيضًا دفاع عبثي غريب نال دهشة القراء ورفض بعضهم له.

الأحكام في أحداث رواية “القضية”

بدا في أحداث الرواية أن الجميع يحكم على الجميع، إذ بدأت بحكم السيدة جروباخ على الجارة بروستنر، وحكم بروستنر على جوزيف وحكم صديقتها مونتاج على جوزيف وحكم المحامي على التاجر بلوك وحكم القسيس على جوزيف، بينما ارتكب جوزيف نفس الفعل مع كل من حوله، فقد كان يحكم على الجميع.

تميّز أسلوب كافكا برهافة الشعور، فقد كان يصف ما يقال وما لا يقال. يمكنك سماع ورؤية أبسط الهمسات، وحركات الأصابع بل والشعور بها من حولك أثناء قراءة الرواية. قد تشعر بالملل من بعض تفاصيل الرواية بسبب الإبهام الشديد المحيط بكل أحداثها وشخصياتها الثانوية والتي لم يرد كافكا أن يبرز جوانب شخصياتهم إلا من خلال مواقفهم مع بطل الرواية لا أكثر.

النقص كجزء من الكمال في رواية “القضية”

لم يُكمل الكاتب كافكا أحد فصول القصة وبالرغم من هذا وصلت المشاعر وكأنها كاملة بلا نقصان، مشاعر الاشمئزاز من المحامي لمسلكه مع التاجر بلوك. إذ قام المحامي هولد بإهانة التاجر الذي يوكله للترافع عن قضيته المبهمة أيضًا أمام المحكمة، وكأنه أراد بذلك أن يعطي إشارة لجوزيف عن مدى كرمه وحلمه في التعامل معه.

بدا هذا السلوك الفظ كترهيب لجوزيف كي لا يسحب توكيله من المحامي هولد، وكي يصبح أكثر امتنانا، لكنه لم يصبح كذلك، وقد رأى القراء أنه محق في فهمه للمحامي.

الغرابة في مناقشة رواية “القضية” فرانز كافكا

أثارت الشخصية الرئيسية في الرواية عجب بعض القراء لعدم وجود تفاصيل حياتية غنية لها خارج إطار القضية والعمل. سبب هذا غرابة مقلقة لدى القارئ أثناء قراءته للرواية. كما كانت محاوراته مع معظم الشخصيات قليلة للغاية، تكاد تنتهي قبل أن تبدأ. رغب العديدون في مساعدته دون سبب وفي نفس الوقت لم يساعده أحد تقريبًا وهو ما لم يفهمه أحد إلا في آخر جملة في الرواية.

خمّن البعض أن غرابة الرواية مقصودة من الكاتب يعبر بها عن حالة أكبر من الغرابة بداخل النفس البشرية وعبثية حياتنا.

مجموعة من الحضور2 أثناء مناقشة رواية القضية فرانز كافكا

تفاصيل صغيرة غير مفهومة الهدف في رواية “القضية”

أبدا بعض الحضور غضبهم من وجود بعض التفاصيل غير مفهومة الهدف في الرواية، مثل جواب ابنة عمه التي ارتبط بها وتركها وسترت عليه أفعاله أمام عمه. ظهور مونتاج في الرواية كعائق له عن الاقتراب من بروستنر. الإزعاج والقلق الذي سببه قريب السيدة جروباخ والذي لم يتحدث معه بطل الرواية طيلة الرواية رغم أنه أحد جيرانه!

مشهد المحكمة

دارت بين بطل الرواية والقس في الكنيسة حوار شديد الغرابة والتعقيد، عندما روى له القس معضلة فلسفية يكاد لا يعرف فيها المستمع ولا يتمكن من تمييز الظالم من المظلوم. جاءت المعضلة عن فلاح ريفي يسعى لدخول المحكمة ولكن لا يمكنه الدخول بسبب الحارس. يحيط بالمحكمة مجموعة من الأبواب المؤمنة بحراس لا يمكنهم السماح لأحد بالدخول. يتذلل الريفي للدخول بكل شيء فقدّم الهدايا ن أجل ذلك ولكن لم يستجب طلبه. عاش عمره وقضى السنوات أمام باب المحكمة إلى أن حانت ساعته فمات. حينها أغلق الحارس الباب والذي كان مخصصًا للريفي وحده ولكنه لم يدخله أبدًا بسبب الحارس. وجاء النقاش مع القس بعد القصة ليبين المعضلة. هل أخطأ الريفي من الأساس بوقوفه على الباب راجيًا العدالة؟ هل خدع الحارس الريفي؟ هل كلاهما مخدوع؟ هل تحققت العدالة أو كانت ممكنة التحقيق من الأساس؟

النهاية

استيقظ جوزيف ك في أحد الأيام ليجد نفسه ممسوكًا من اثنين حملاه خارج المدينة لتودعها عيناه بوصف هادئ وبارد لا يتناسب مع ما يحدث حوله، لتنتهي أحداث الرواية بالبطل مذبوحًا على أيديهم في وصف قاس من الكاتب للبطل بالموت “كالكلب!”

الآراء

صعب على البعض تكوين رأي متماسك حول الرواية، إلا أن الرواية ألقت بظلالها المتشائمة على الجميع أثناء المناقشة. اضطر البعض إلى التنفيس عن ملله من بعض أجزائها. أشار البعض لاحتمالية تأثر الكاتب بالظروف السياسية لبلاده إبان الحرب العالمية كرسالة عن الحرب. وعبر البعض الآخر عن إعجابه بابهامها والمماثل لما نعيشه في حياتنا. كما ناقش الحضور حقيقة العدالة ومؤسساتها، والفارق بين العدالة والقانون. وما إذا كانت مؤسسات العدالة مجرد صورة تستنزف حياة الإنسان. مجموعة من الإجراءات الروتينية من أجل تحقيق ما لا يمكن تحقيقه برأي الكاتب كافكا. يحميها حراس يمكن التلاعب بهم، ويمكن التأثير عليهم لأنهم بشر يخطئ ويصيب، ويحكمون على بشر أيضًا يخطئون ويصيبون أيضًا في مشهد عبثي. كل شيء جائز ومحتمل مع كافكا.

يمكنك الإطلاع على نادي القراءة الأول من هنا ورواية مئة عام من العزلة.

Exit mobile version