ما الذي أراد فيلم الختم السابع The Seventh Seal أن يخبرنا به؟

يعكس الفن الحقيقي المشاكل الوجودية، ويطرح القضايا ويجسد الأفكار بعد أن يعيد صياغتها بشكل إبداعي. كما أن الجمع بين حقائق الحياة والأنشطة البشرية التي تهدف إلى فهم هذه الحقائق، يجعل فكرة العمل الفني أكثر وضوحًا. فيمكن للسينما أن تعرض مفاهيمًا وتتناول وتعرض أفكارًا تاريخية ودينية، أو فلسفية للمجتمع وتربطها بواقع الحياة. ويعتبر فيلم The Seventh Seal الذي أُنتج عام 1957م وأخرجه إنغمار برغمان. أحد الأعمال السينمائية المعروفة والمؤثرة في تاريخ السينما العالمية. حيث يتميز الفيلم بقصته الملحمية والرمزية، والتي تتناول موضوعات فلسفية ودينية عميقة.
وربط الفيلم بشكل دقيق تصورات عن أحداث تاريخية، وأفكار وتساؤلات فلسفية ودينية، فعلى المستوى الأول يعرض الفيلم صورة من صور أوروبا في العصور الوسطى وهي تجابه مرض الطاعون، وفي المستوى الثاني يعرض النظرة الدينية ، بالإضافة الى خرافات، واعتقادات كانت سائدة. وعلى هذه الخلفية تظهر الشخصية الأبرز في الفيلم للبحث عن إجابات لأسئلة حول الله والموت ومعنى الحياة، ومن خلال لعب الشطرنج مع الموت يجب أن يجد الفارس إجاباته. ويمكننا النظر إلى “The Seventh Seal ” من ناحيتين: الفترة التاريخية التي يغطيها ومشكلة ذلك العصر ألا وهي الطاعون، ومن ناحية ثانية الأفكار الفلسفية والدينية التي يتبناها ويعرضها المخرج.

مغزى العنوان


يعتبر العنوان الفريد للفيلم “The Seventh Seal” من العناوين المثيرة للاهتمام. ويشير إلى الدلالات المتعددة للرموز والمعاني التي توجد فيه. فـ “الختم السابع” يشير إلى الختم الذي يتم كسره في السفر العاشر في العهد القديم. فيقول: “ولمّا فكّ الحمل الختم السابع ساد السماء سكوت نحو نصف ساعة. ورأيت الملائكة السبعة واقفين أمام الله، وقد أُعطوا سبعة أبواق”. يمثل الختم نهاية العالم ويتصل ذلك بفكرة الموت فهو أحد رموز رؤية يحنا الإنجيلي، الذي يسلط الضوء على صراع الفناء، الذي يمثل نهاية كل إنسان. والاقتراب من الموت ومواجهته تدفع الإنسان للتفكير في كيفية عيشه، والبحث عن المعنى الحقيقي لوجوده.
ويوضح يوحنا في سفر الرؤيا أنه قرأ سفرًا مختومًا بسبعة ختوم. أما الختم السابع والأخير، فهو الذي سيسمح لنا باكتشاف سر إعلان الله في هذا الكتاب. وحده الحمل الذي يرمز للمسيح يستطيع أن يكسر هذا الختم. والذي يرمز إلى الويلات التي تثقل كاهل الإنسان (القوة، العنف، الجوع، الطاعون، الموت، إلخ)، ويحمل الفيلم نفس المواضيع (الله والنهاية).

القصة


تدور أحداث الفيلم في القرون الوسطى، حيث يتجول الفارس المحارب أنطونيوس بلوك في إحدى البلدات التي يضربها الطاعون الدموي. فيقابل الفارس الموت ويتحداه في لعبة الشطرنج للحصول على وقت إضافي للعيش. خلال هذه الفترة، يسعى الفارس لإيجاد معنى للحياة ومعرفة ما إذا كان هناك وجود لله. فتقوم القصة بتسليط الضوء على السؤال الأبدي للإنسان عن الحياة ومعناها. والموت والإيمان والشك والرقابة الدينية، والاعتراض على القوانين والتقاليد، والبحث عن الحقيقة.

تحليل الفيلم:


يسلط الفيلم الضوء على قضايا أساسية وجودية تعبق بالإنسان، ويتحدث إليه في لغة رمزية وفلسفية. من خلال التحليل تظهر الثيمات المشتركة في الفكر البرغماني. مثل: الشك، والبحث عن المعرفة، والوجود، والموت، والإيمان، وتأمل المعنى الحقيقي للحياة.
ويتطلب هذا الفيلم فهمًا عميقًا للعديد من النواحي المختلفة الموجودة فيه، مثل الشخصيات، والرموز، والتعابير، والتصوير، والصوت. مما سيساعد على إلقاء الضوء على المفاهيم الفلسفية التي يعتنقها برغمان، ومنحها الفرصة للمشاهدين للتأمل والتفكير في الأفكار التي يعرضها.
إن التفكير الذاتي يكشف عن الموت بأنه إمكانية متوقعة الحدوث في أي لحظة. والموت إذا نُظر إليه موضوعيًا هو أمر كلي وعام، يصيب كل أشكال الحياة. ولو نظرنا إليه من منظور ذاتي فهو متوقع الحدوث، ومرتبط بالوجود الخاص للفرد، ويؤثر في القرارات الفردية. فإذا كان الموت حتمية لا مفر منها فكل اختيار يكون ذا قيمة لا متناهية، وكل لحظة حياتية تشكل فرصة.

شخصية الفارس


ويربط برغمان الحاضر بالماضي من خلال الصورة، فينقل مشاكل الحاضر وتساؤلاته للماضي على صورة القلق الوجودي المرتبط بالشخصية الرئيسية. وينقل من خلالها الأفكار والمفاهيم عبر سلسلة من الصور، تنقل الأحداث وما يرتبط بها من أفكار.
فيمثل الفارس بلوك في فيلم The Seventh Seal شخصية المفكر الذاتي. والذي يكشف من خلال حركاته الذاتية وآلية تفكيره عن وجوده الذي يتحدد بالفردية والصيرورة والزمان والموت. وهو يفهم وجوده الشخصي على أنه مهمة ومسؤولية، ومن خلال تحركاته ترك المجال مفتوحا أمام فعل حاسم. وهو مجابهة الموت بلعبة شطرنج، وبذلك مثل الذات الموجودة التي تواجه مستقبلها. والفعل الحاسم وجوديًا بالنسبة إلى الذات ليس قرارا خارجيًا، بل هو قرار ينبع من داخلها .
وضمن الحبكة التاريخية يبني المؤلف صورة العصور الوسطى، فيعود الفارس أنطونيوس بلوك من الحروب الصليبية مع مرافقه. ويظهر الموت بينما هو نائم فلا يخافه، وكأن ظهوره كان متوقعًا. والشي الوحيد الذي أراده الفارس هو أن يجد إجابته الخاصة، وهذا السؤال مرتبط بإيمانه. لأن اقتناع الفارس بأن إيمانه السابق بوجود الله أصبح موضعا للشك والتساؤل. فيدعو الفارس الموت للعب لعبة الشطرنج، فإن فاز الفارس تأجل موته، وإن فاز الموت خسر الفارس حياته. وتصبح لعبة الشطرنج بداية كشف الحبكة وينتهي الفيلم بها. فيرمز الفارس إلى الشخص الذي يسعى لإيجاد المعنى والحقيقة، في حين يمثل الموت القوة الجبرية التي لا يمكن الهروب منها.

تأثر برجمان بأفكار عصره



يعرض الفيلم جانبا من عصر برجمان وتأثره بالأفكار السائدة في عصره، ففي منتصف القرن العشرين انتشرت أفكار ألبيرت كامو وهيدغر وجان بول سارتر، والتي حظيت بشعبية كبيرة، لأن أعمالهم أثارت تساؤلات حول معنى الحياة وعلاقة الفرد بالوجود من حوله، وإن مشاكل الوجود الإنساني المتعلقة بهذه القضايا احتلت مكانة كبيرة في الوعي العام آنذاك.
تتعلق النقطة المهمة في فلسفة هيدغر بالمفهوم الأساسي للدازاين . و يعني وجود الشخص، والذي يتحدد من خلال تجربة الشخص لفنائه، ليس في وقت ما من المستقبل لكن هنا والآن، بالنسبة لهيدغر الموت حاضر دائما، إنه موجود في أي لحظة باعتباره إمكانية بنيوية غير محققة ولكنها حتمية. باختصار وجود الإنسان حياة حتى الموت، فكرة الموت وفهمه والبحث عن معنى الحياة أفكار يغطيها الفيلم .

تحليل الرموز والصور المستخدمة في الفيلم وتفسيرها


الفيلم مليء بالرموز والتعابير الفلسفية والأدبية. يتحدث عن المعنى العميق للحياة والاستعداد للموت والبحث عن الإيمان والمعرفة. يمثل الشطرنج لعبة العقل التي يتناولها الفيلم بشكل رمزي للصراع بين الإنسان والموت. ويستخدم فيلم The Seventh Seal العديد من الرموز والصور الرمزية التي تدعو إلى التفكير والتفسير.
ومن خلال تحليل هذه الرموز، يمكن فهم المعاني العميقة للفيلم ورسائله. وكما أشرت سابقًا يرمز الفارس إلى الشخص الذي يسعى لإيجاد المعنى والحقيقة، في حين يمثل الموت القوة الجبرية التي لا يمكن الهروب منها.
ويحتوي الفيلم ضمن مشاهده مجموعة من الدلالات والرموز مرتبطة بالمسيحية يمكن قراءتها. ويطرح لودفينغ ليندلوف أن المشهد الذي يجلس فيه أنطونيوس مع ميا حين يلتقط وعاء الحليب. ويقول: سأحمل هذه الذكرى بين يدي بعناية، وطريقة الجلوس في المشهد وعاء الحليب والفتات، الصورة العامة في هذا المشهد توحي أنها مبنية من لوحة العشاء الأخير، فجلوس الفارس مع أصدقائه، كمثل المسيح في لوحة العشاء الأخير لليوناردو دافنشي.


ويربط أيضا النضال ضد الموت بقصة آلام المسيح في الإنجيل، ومشهد هرب ميا وجوف والطفل في أثناء لعبة الشطرنج بعد أن رآها جوف، وخسارة أنطونيوس أمام الموت متعمدًا ليعيشوا، كدلالة مجازية لموت يسوع الواعي والمضحي بذاته على الصليب.

الموت منفصل عن الله


ويفصل المخرج بين الموت والله، فتبدو مسألة صمت الله عظيمة لأنطونيوس بلوك، لكن مسألة الموت أعظم، فبعد هزيمة أنطونيوس في لعبة الشطرنج، وعده بلقاء قادم، فسأله أنطونيوس أن يكشف أسراره. فأجابه الموت بأنه لا يملك أسرار، وعن المعرفة قال الموت: ” أنا جاهل”. وبذلك الموت لا يجيب على أسئلة الفارس لسبب وحيد انه لا يملك إجابات، الموت يحدث بشكل حتمي فقط. الموت في الختم السابع منفصل عن وجود الله وعدم وجوده.
ويقدم الفيلم صورة الله القاسي الصامت، الذي لا يهتم لمعاناة الإنسان. ففي مشهد الاعتراف يتساءل أنطونيوس، فيقول: “إنه صعب جدًا الشعور بالرب مع أحاسيس الفرد. لماذا يجب أن يختفي وسط وعود مبهمة ومعجزات مخفية؟ كيف نصدق كالمؤمنين بينما لا نصدق أنفسنا؟ ماذا سيفعل لنا؟. لما نريد أن نؤمن لكن لا نستطيع؟ وماذا عن أولئك الذين لا يستطيعون أن يصدقوا أيّ من هذا؟. لماذا لا يمكنني قتل الرب بداخلي؟ لماذا علي أن أستمر في العيش في طريق مذل مؤلم؟”. كانت هذه أبرز تساؤلات الفارس حول الله.
لكن حين يكمل يرى الله صامتا، ويعود للشك. فيقول: أريد نزعه من قلبي، لكنه سيبقى يعذبني بحقيقة أنني لا أستطيع التخلص منه. أريد المعرفة، لا الإيمان ولا الظن، لكن المعرفة، أريد أن يلقيني من يده. أرى وجهه يتكلم معي لكنه صامت. أبكي إليه في الظلام، لكن يبدو الأمر وكأن لا أحد هناك، ربما ليس هناك أحد”.

المواقف الوجودية لأنطونيوس بلوك:


أسرّ بلوك للكاهن الذي هو الموت في مشهد الاعتراف سابق الذكر أن “قلبه فارغ”. فلقد جعلته الحملة الصليبية يفقد الإيمان بالله. ويبدو أن فقدان الإيمان هذا لا ينبع من الخالق بل من هذه المخلوقات. إن الشر البشري هو الذي يجعلنا نشك في إمكانية الخير الإلهي. ومنذ ذلك الحين، يتساءل الموت: لماذا يريد رجل يشعر بالاشمئزاز من إخوته أن يستمر في العيش ببدء لعبة الشطرنج؟


هناك سببان وراء تأخير بلوك لموته: معرفة وجود الله؛ وإمكانية القيام ببعض الأفعال التي تمنح حياته المعنى. وبادئ ذي بدء، ما لا يستطيع بلوك قبوله هو مغادرة العالم دون معرفة ما إذا كان الله موجودًا أم لا. وكون قلبه أصبح فارغًا فهو يريد أن يعرف.
وفي معاناة الموت تأخذ مسألة وجود الله معناها الكامل, فهل يمكن للحياة أن يكون لها معنى إذا كان الله غير موجود؟. يبدو رفض السؤال هو الحل الأسوأ لبلوك والموت, الذي يعرف من خلال التجربة، ألم الموت. وأثناء انتظار إيجاد إجابة شافية، يطرح أنطونيوس بلوك على نفسه فكرة ثانية: “أريد استغلال هذا التأخير في شيء له معنى”. ففي حالة وجود إجابة سلبية على وجود الله، يجب علينا أن نجد المعنى في هذا العالم.

كيف وجد الفارس معنى حياته؟


من خلال الاتصال مع ميا وجوف وكذلك ابنهما ميكائيل، يتخلى بلوك عن ازدرائه للبشرية. ويتغير جو الفيلم مع هذا التسلسل: الصورة أكثر وضوحًا، والكلام أكثر هدوءًا، وموسيقى جوف، أكثر نعومة. وبلوك، وفقًا لميا، لم يعد يبدو جديًا للغاية. يمكن للفارس بعد ذلك استئناف لعبة الشطرنج، مبتسمًا وحتى يمكنه الضحك على الحيلة التي لعبها على الموت.
كما أن مشاركتهم الملذات البسيطة تذكر بلوك بأن الحياة يمكن أن تكون لذيذة. مثلما كانت قبل مغادرته إلى الأرض المقدسة مع حبيبته, فيصبح للحياة معنى هنا، أي لها نكهة. لكن في التضحية تأخذ الحياة معناها، وتُفهم هذه المرة على أنها ما يبرر الوجود. فيقوم بلوك بصرف انتباه الموت من خلال التظاهر بالغش, ثم الموافقة على خسارة اللعبة. مما يسمح لعائلة الممثلين بالفرار والهروب من الموت.
خلال هذه الساعات الأخيرة من الحياة، لن يصل بلوك إلى المعرفة التي يبحث عنها، فالموت نفسه لا يعرف شيئا عن الله. وكانت الكلمات الأخيرة لبلوك “يا الله، أنت الموجود في مكان ما، والذي يجب أن يكون في مكان ما، ارحمنا”. تظهر أن المعرفة الميتافيزيقية عن الله مجرد وهم، ولكن الله “يجب” أن يكون موجودًا. يبدو أن برغمان، الذي ينتقد الدين وتجاوزاته، يعترف بصحة مسلمة وجود الله بينما يرفض إمكانية الإثبات.

لعبة الشطرنج في الفيلم


إن فكرة لعب الشطرنج مع الموت هي موضوع مستعار من العصور الوسطى. فقد استوحاها برغمان من لوحة جدارية رسمها ألبرتوس بيكتور في القرن الخامس عشر، حيث يظهر فيها الموت وهو يلعب الشطرنج. ويمكن تفسير لعبة الشطرنج على أنها رمزية لموقف بلوك: قوتان تواجهان بعضهما البعض، ويبدو ذلك واضحًا حت في معارضة الألوان. وفي المشهد الأول، يجد الموت نفسه مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا باللون الأسود. ليس فقط من خلال اعتماد بيادق سوداء، ولكن أيضًا من خلال طائر أسود، وهو نوع من العبور الرمزي للموت. ولكن اللعبة تمثل إجابة لسؤال كيفية التعامل مع الموت.

في النهاية، يُعتبر فيلم The Seventh Seal تحفة فنية فلسفية تستحق المشاهدة والتأمل في معانيها العميقة. يمكن أن يوفر الفيلم تجربة مثيرة للتفكير ويترك المشاهد متسائلًا عن العالم والحياة والموت.
المراجع:


-Lindelöf, Ludvig, Gyden tiger och människora pratar.

https://medievalhollywood.ace.fordham.edu/items/show/85

أساطير الحياة الآخرة، سماتها واختلافاتها

الموت حتمي

تدرك الثقافات في جميع أنحاء العالم أن كل حياة ستنتهي بالموت. ومع ذلك، يؤمن الكثيرون أن جزءًا غير مرئي ولكنه حيوي من الكائن البشري، الروح، يستمر في الوجود بعد الموت. في بعض التقاليد، يمتلك الفرد أكثر من روح واحدة، وقد يكون لكل منها مصير منفصل. في هذا المقال سنتحدث عن أساطير الحياة الآخرة، سماتها واختلافاتها

تضمنت الأديان على مر العصور الإيمان بالحياة الآخرة، وهي حالة من الوجود يدخلها الناس عندما يموتون أو مكان يذهبون إليه هم أو أرواحهم. تقدم الأساطير والنصوص الدينية رؤى مختلفة عن الحياة الآخرة. تكشف هذه الصور الكثير عن آمال ومخاوف كل ثقافة بشأن الحياة الآخرة وغالبًا ما تحتوي على دروس حول الكيفية التي يجب أن يعيش بها الناس حياتهم.

السمات المختلفة للأساطير

الظروف الجغرافية

ترتبط التمثيلات المختلفة للحياة بعد الموت التي نجدها في الأديان المختلفة بمفاهيم كل منها عن بنية الكون والحياة على الأرض، ومعتقداتها المختلفة حول التكوين الجسدي والروحي للإنسان. حيث كان هنود سهول أمريكا الشمالية، الذين كانوا صيادين، يتطلعون إلى “مناطق الصيد الأبدية” التي سيعيشون فيها بعد موتهم. في كل حالة، تلعب الظروف الاقتصادية الفعلية للحياة دورًا مهمًا في تحديد كيفية تصور المرء للحياة الآخرة. وبالمثل، فإن موقع وجغرافيا مسكن الموتى يتم تحديدهما في معظم الثقافات من خلال الظروف الجغرافية الفعلية لعالمهم الحالي. في بعض الأحيان فقط يتم تحديدها بشكل أساسي من خلال العوامل الثقافية، على سبيل المثال من خلال تقاليد الهجرة بين عدد من الديانات البولينيزية.

الروح

إن تصور الروح هو أيضًا عامل مهم. الروح التي يتم تصورها لتكون أبدية تقود نوعًا مختلفًا من الحياة الآخرة عن تلك التي يتم تصورها على أنها ضِعف الجسد الأرضي، أو كشيء يتضاءل تدريجياً إلى العدم بعد الموت، كما نجد بين بعض الديانات الأوراسية الشمالية. إن الإيمان بتعدد الأرواح داخل فرد واحد يجعل من الممكن الإيمان بالوجهات المتعددة لهذه الأرواح.

الاهتمام بالحياة الآخرة

هناك أيضًا اختلافات ملحوظة في درجة الاهتمام الذي تظهره ديانات معينة في الحياة الآخرة. في حين أنها مركزية في دين ما، فقد تكون هامشية في دين آخر. على سبيل المثال، جعلت المسيحية، إلى جانب عدد صغير من الديانات الأخرى، خلود الفرد مركزيًا في نظام معتقداته. لكن مركزية الفرد هذه غير معترف بها عالميًا بأي حال من الأحوال. في العديد من الأديان الأخرى، يكون الاهتمام باستمرار الحياة بعد موت الفرد طفيف، لأن الاهتمام يقع بقوة على الحياة على الأرض.

قد لا يتم إنكار استمرار وجود الإنسان بعد الموت تمامًا، ولكن لا يعتبر أيضًا ذا أهمية. تظل الأفكار حول ظروف الآخرة غامضة. وفقًا لقلة الاهتمام، نجد ثقافات لا تسمح فقط بظروف الوجود في أرض الموتى أن تظل غامضة، بل تترك مسألة موقعها دون إجابة. على النقيض من ذلك، طورت بعض الثقافات أوصافًا مفصلة للغاية لمملكة الموتى. هنا يفكر المرء بشكل خاص في المسيحية في العصور الوسطى.

الموت الثاني

على الرغم من أننا نميل اليوم إلى أن نتكيف لرؤية الحياة بعد الموت كحالة أبدية تليق بالروح الخالدة، إلا أنه من المهم أن نوضح أن هناك أيضًا ثقافات تعتبر فيها الحياة الآخرة امتدادًا مؤقتًا للحياة الحالية، إلى نهايته بموت ثانٍ ونهائي. يعتقد شعب بانجوي (جنوب الكاميرون) أنه بعد الموت يعيش الإنسان لفترة طويلة في الجنة، لكنه يموت في النهاية ويتم التخلص من جثته دون أمل في أي وجود آخر. كما عرف المصريون الخوف من الموت للمرة الثانية في الآخرة.

الثواب والعقاب

عندما يحدث مفهوم الثواب أو العقوبة وفقًا للمبادئ الأخلاقية، فمن الضروري تقسيم مسكن الموتى إلى قسمين أو أكثر متمركزة في أماكن مختلفة: الجنة والجحيم، وفي بعض الحالات يوجد مكان بينهما تتطهر فيه الأرواح قبل أن يُسمح لها بدخول الجنة يسمى «المطهر-purgatory». قد يتم دمج هذا مع الإيمان «بالتناسخ-reincarnation» ، كما هو الحال في البوذية. في الثقافات التي يُقبل فيها الاعتقاد في التناسخ، فإن مسألة مكان ولادة الروح من جديد ليس لها أهمية كبيرة بشكل مفهوم وغالبًا ما تظل الأفكار المتعلقة بها غامضة أو متناقضة.

رحلة إلى العالم الآخر

قد تؤدي المسافة بين عالم الأحياء ومسكن الموتى إلى مفهوم رحلة من عالم إلى آخر. كما يمكن فصل عالم المغادرين عن عالم الأحياء مثلا بواسطة نهر (مثل ستيكس في الأساطير اليونانية)، والذي يجب اجتيازه بالقارب.

لا مكان للموتى

عندما يُعتقد أن الموتى يظلون حاضرين في المكان الذي دُفنوا فيه (مفهوم “الجثة الحية”)، قد يكون مفهوم وجود مكان أو مسكن خاص للموتى غائب، أو على الأقل غير مهم. وينطبق الشيء نفسه عندما يُعتقد أن الموتى يتحولون إلى حيوانات تعيش في بيئتها الطبيعية. ومع ذلك، يظل الموتى دائمًا منفصلين عن الأحياء، على الأقل من خلال نمطهم المختلف في الوجود، سواء تم فصلهم عن طريق موقع العالم الذي أصبحوا ساكنين فيه أم لا. عندما نجد الاعتقاد بأن البشر بعد الموت سوف يجتمعون مرة أخرى مع الكون، غالبًا ما يُنظر إليه على أنه إلهي، هناك تحول في نمط الوجود، لكن مسألة وجود مكان يسكن فيه الموتى لا تظهر بشكل صحيح.

أين يوجد عالم الموتى؟

في تلك الحالات التي يتم فيها وضع مكان مميز يذهب الأموات، يبدو أن هناك ثلاثة احتمالات رئيسية، لكل منها اختلافات طفيفة. قد يكون عالم الموتى على الأرض أو تحت الأرض أو في السماء. يمكن إعطاء أمثلة عديدة لكل منها.

عالم الموتى على الأرض

في الحالة الأولى، يقع عالم الموتى على الأرض، ولكن على مسافة أقل أو أكبر من مساكن الأحياء. كثيرًا ما نجد أيضًا أشخاصًا لديهم تقاليد الهجرة، وهنا في كثير من الحالات يتم تحديد مكان إقامة الميت مع موطن الأشخاص الأصلي.

عالم الموتى تحت الأرض

في الحالة الثانية، يقع عالم الموتى تحت الأرض أو تحت الماء. ربما تكون فكرة العالم السفلي كمسكن للموتى هي الأكثر شيوعًا بين جميع المفاهيم في الأساطير. فكرة الدخول إلى هذه المنطقة من خلال حفرة عميقة في الأرض أو كهف منتشرة أيضًا. عندما يقع تحت الأرض، عادة ما يُنظر إلى عالم الموتى على أنه إما عالم من الأشكال أو الظلال الغامضة، كما في حالة الشيول الإسرائيلي وعالم هاديس السفلي، أو كمكان للعقاب.

اختلاف الأقدار بعد الموت

يرتبط تحديد العالم السفلي كمكان للعقاب ارتباطًا وثيقًا بالظاهرة الأكثر عمومية المتمثلة في التفريق بين الأقدار بعد الموت. كما لوحظ بإيجاز أعلاه، تؤمن عدد من الثقافات بمثل هذا التمايز. قد نميز بين نوعين رئيسيين: أحدهما يقوم على مبدأ الحالة الاجتماعية أو الطقسية، والآخر على أساس المبادئ الأخلاقية.

إن النوع الأكثر شيوعًا من المفاضلة يعتمد على المبادئ الأخلاقية، والتي يتم توظيفها للفصل بين أولئك الذين سيكافأون بعد الموت والذين سيعاقبون. جنبًا إلى جنب مع فكرة عقوبة ما بعد الوفاة، يأتي مفهوم الجحيم والعذاب كأماكن تحدث فيها مثل هذه العقوبات. في حين أنه من الصحيح أنه ليست كل مساكن الموتى تحت الأرض هي جحيم، يبدو أنه من الشائع أن جميع أنواع الجحيم تحت الأرض. عوالم الظلام تحت الأرض بعيدًا عن متناول الشمس والقمر، تضاء فقط بالنيران التي تعاقب الملعونين.

عالم الموتى في السماء

في الحالة الأخيرة، قد يقع عالم الموتى في السماء. هذا المفهوم هو أيضًا مفهوم شائع جدًا. إن الاعتقاد بأن هذا المكان يجب البحث عنه في مكان ما في أعالي الجبال هو مجرد اختلاف، لأنه في العديد من الأديان، ترمز قمم الجبال إلى الجنة ومكان سكن الآلهة، مثل الأوليمبوس في اليونان على سبيل المثال. الاختلاف الآخر هو الاعتقاد بأن الموتى يواصلون وجودهم على النجوم أو بينها.

بعض أساطير الحياة الاخرى

حضارة  بلاد ما بين النهرين القديمة

بالنسبة لهم، كان الموت أمرًا يخافون منه. في تقاليد بلاد ما بين النهرين، خلق البشر من الطين الممزوج بدم الإله الذي تمت التضحية به. وهكذا، لكون الروح خالدة جزئيًا، فإنها لم تموت بعد الموت، لكنها باقية لتعيش حياة كئيبة بعد الموت. مع الاحتفاظ بجميع احتياجات وعواطف الأحياء، تعيش الروح بعد الموت حياة مظلمة وجوفية لا تأكل سوى الغبار والطين في مكان محروم من الماء الصالح للشرب. كانت الراحة الوحيدة من هذا الوجود هي طعام وقرابين أحفادهم. وهذا يعني أن مصادرة جسد العدو من رعاية الأسرة كان بمثابة عقوبة مروعة.

كان الناس يخشون الموتى إلى حد كبير في بلاد ما بين النهرين القديمة. كان يعتقد أن الأرواح المنكوبة والمقتولة والشريرة يمكن أن تهرب من أرض الموت لتسبب الخراب بين الأحياء من خلال دخول أجساد الأحياء من خلال آذانهم. وبالمثل، يمكن للموتى أن يقوموا ويعذبوا الأحياء إذا لم يتم دفنهم بشكل لائق، لذلك تم دفن حتى جثث الأعداء بطريقة تمنع حدوث ذلك. ودُفن معظمهم في مقابر، لكن تم العثور على جثث أطفال تحت أرضيات المنازل، وغالبًا ما دفنوا في أواني الطهي بشكل مثير للفضول.

اليونان القديمة وروما

كانت تفسير الحياة الأخرى في اليونان القديمة وروما متشابهة إلى حد ما، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الاقتراض المكثف للثقافة اليونانية من قبل الرومان الأوائل الذين فسروا آلهتهم من خلال الأساطير اليونانية الحالية. هذا يعني أن مفاهيمهم عن الحياة الآخرة تشترك في العديد من العناصر. كلاهما يؤمن بإله مشابه للعالم السفلي، هاديس باليونانية وبلوتو بالرومانية، الذي حكم العالم السفلي مع زوجته بيرسيفوني أو بروسيربينا.

بعد الموت، ستقدم الأرواح سرداً لحياتها لثلاثة قضاة وتُرسل إما إلى «حقول أسفوديل-Fields of Asphodel» أو «حفرة تارتاروس- Pit of Tartarus». في بعض الأدبيات، إذا كانت الروح جيدة بشكل استثنائي، فقد تذهب إلى «إليسيوم- Elysium »، أو جزر المباركين، وهي مكان مخصص عادةً للأبطال والآلهة. في الطريق إلى هاديس، كان على المرء أن ينقل عبر نهر ستيكس الجهنمي بواسطة الملاح الشيطاني «خارون- Charon». غالبًا ما كان يتم وضع عملة معدنية في فم الجسد كدفعة له، حيث يعتقد البعض أنه كلما زادت قيمة العرض، كان المرور أكثر سلاسة إلى الجحيم. حتى أن بعض الأرواح تم تزويدها بكعكات العسل لإعطاء الكلب الشيطاني ذو الرؤوس الثلاثة «سيربيروس- Cerberus» الذي يحرس بوابات العالم السفلي.

طرق الدفن

كان الدفن اللائق مهمًا لكل من الإغريق والرومان، الذين اعتقدوا أن الموتى يمكن أن يظلوا كأشباح إذا فشل الأحياء في تنفيذ طقوس الجنازة المناسبة. في اليونان، لا يمكن تحقيق الخلود إلا من خلال التذكر من قبل الأحياء. ولهذه الغاية، أقيمت تلال ترابية ضخمة ومقابر مستطيلة ونصب رخامية وتماثيل متقنة. أخذ الرومان الموت على محمل الجد، حيث شيد البعض قبورهم في حياتهم لضمان إرسال مناسب.

على الرغم من دفن معظم الناس في روما القديمة، إلا أن حرق الجثث في القرون اللاحقة أصبح شائعًا، حيث دفنت الجرار تحت الآثار التذكارية الكبرى. على الرغم من الشعبية المتزايدة لحرق الجثث، تمسك الرومان بالممارسة الغريبة تسمى « os resectum »حيث تم دفن مفصل إصبع مقطوع حيث تم حرق باقي الجسد. وقد قيل أن هذا كان لتطهير أسرة المتوفى أثناء حدادهم ، أو يمكن اعتباره دفنًا رمزيًا بعد حرق الجثة.

الحضارة الصينية القديمة

كان يعتقد في الصين القديمة أن الموت مجرد إطالة للحياة. بدلاً من الإيمان بالخلاص الفردي بحد ذاته، اعتقد الصينيون القدماء أن الموتى سيستمرون في الحياة الروحية كما فعلوا في هذه الحياة. وهكذا تم وضع مؤن لأولئك الذين ماتوا لاستخدامها في الآخرة.

كان يعتقد أن الأطفال لديهم التزامات تجاه أسلافهم للتضحية التي قدموها في إنجاب الأطفال وأن هذه الواجبات تستمر في الحياة حتى بعد الموت. كان للأرواح في الصين القديمة القدرة على التأثير في حياة الناس على الأرض، وإذا لم يتم رعايتهم من قبل الأحياء، فقد يعودون مما يتسبب في أضرار لا توصف. وهكذا ظهرت عبادة الأسلاف، حيث كان الناس يقدمون القرابين ويقيمون الاحتفالات لسلالة أحفادهم.

حتى الموتى تم دفنهم مع مجموعات من الأواني البرونزية، يُعتقد أنها كانت حتى يتمكنوا من الاستمرار في تقديم القرابين لأسلافهم. تطور هذا بشكل أكبر مع التأثير الكونفوشيوسي، الذي حرض على وضع “ألواح الروح” في ضريح الأسرة وتبجيلها، مع تقديم القرابين للأسلاف البعيدين على فترات أطول من أولئك الذين ماتوا للتو.

الميثولوجيا النوردية للفايكينج

وفقًا لأساطير الفايكنج، عندما يسقط محارب في ساحة المعركة، تستقبله الفالكيري، شخصية أنثى خارقة للطبيعة. تقوم الفالكيري بحماية بعض المحاربين لكنها توجه رمحًا وسهامًا في أجساد الآخرين. في عقل الفايكنج، لم يتم تحديد المعارك من خلال البراعة العسكرية ولكن من خلال وكالة وقوة هؤلاء النساء المصيريات.

قاد الفالكيري الأبطال المقتولين (أينهيرجار) من ساحة المعركة إلى قاعة أودين الرائعة. بنيت من الأسلحة والدروع، فالهالا كانت الأرض الموعودة لمحارب الفايكنج. تصوّر أشعار الإيدا، وهي مجموعة من الأساطير والقصص البطولية المكتوبة في أيسلندا في القرن الثالث عشر، البناء الدرامي لفالهالا.

المصادر

  1. encyclopedia
  2. history
  3. history

إدمان الهيروين وتأثيراته

إدمان الهيروين وتأثيراته

إدمانك على المخدرات يؤثر حتمًا على عقلك وسلوكك، فعندما تكون مدمنًا لا يمكنك مقاومة الرغبة في استخدامها، وعلى الرغم من الضرر الكبير لها إلا إنه كلما تلقيت علاجًا مبكرًا زادت احتمالية تجنبك العواقب الوخيمة لهذا الإدمان.


الهيروين


هو دواء أفيوني مصنوع من المورفين ومادة طبيعية مأخوذة من بذور نبات خشخاش الأفيون المختلفة المزروعة في الجنوب شرق وجنوب غرب آسيا والمكسيك وكولومبيا.
له عدة أشكال فيكون مسحوقًا أبيضًا أو بنيًا أو مادة لزجة سوداء تعرف باسم القطران الأسود.


طريقة تعاطي الهيروين


يتم إدمان الهيروين إما بشمه أو استنشاقه أو تدخينه.
هناك ممارسة يقوم بها بعض الناس وهي خلط الهيروين مع الكوكايين وتسمى هذه الممارسة “Speedballing”.


آثار الهيروين


يدخل دماغنا بسرعة ويلتصق بالمستقبلات الأفيونية في الخلايا الموجودة في مختلف مناطق الجسم، خاصًة تلك التي تشارك في الشعور بالألم والسرور والتحكم في معدل ضربات القلب والنوم والتنفس.


تأثيرات الهيروين على المدى القصير


ستشعر بالاندفاع يكون ممزوجًا مع موجة من المتعة وبعض النشوة.
سيصبح فمك جافًا مع احمرار جلدك.
سيصيبك بثقلٍ في ذراعيك وساقيك مع حكة جلدية شديدة.
سيحدث لديك استفراغ مع غثيان مما يؤدي إلى أداء عقلي غائم ومشتت.


تأثيرات الهيروين على المدى الطويل


نتيجة كثرة الحقن بالمخدر تنهار الأوردة.
على المدى الطويل لشم المخدر تتلف أنسجة الأنف.
يحدث عدوى تصيب بطانة القلب وصماماته.
ستتطور الحالة إلى تقلصات في المعدة مما يؤدي إمساك شديد.
ومن المعروف أن المخدرات تسبب أمراض الكلى والكبد أيضًا.
ستتضاعف الأمراض الرئوية وتزداد كما ذلك الالتهاب الرئوي.
ستضطرب الحالة النفسية مما يسبب الاكتئاب والاضطرابات الشخصية المعادية للمجتمع.
غالبًا ما يحتوي الهيروين على مواد مضافة، مثل السكر أو النشاء أو الحليب المجفف مما يسد الأوعية المؤدية للرئتين أو الكبد أو الكلى أو الدماغ مما يسبب بتلف دائم لهذه الأعضاء أو الموت.


الحمل والهيروين


نتيجة تعاطي هذا المخدر تنفصل المشيمة عن جدار الرحم قبل الولادة.
هذا الانفصال قد يسبب نزفًا شديدًا ويمكن أن يكون مميتًا لكل من الأم والطفل لأن المشيمة تزود الطفل بالطعام والأكسجين من خلال الحبل السري.
ونتيجة الإدمان عند المرأة الحامل قد تحدث ولادة مبكرة وتحدث مبكرًا جدًا.
إذا كنت تتعاطين الهيروين ومن ثم تم الإقلاع عنه فجأة فذلك سيسبب مشاكل خطيرة للطفل.
لا تتوقفي عن تناوله فجأًة دون الحصول على علاج مقدم من مراكز الرعاية الصحية أولًا.


الهيروين والحالة الاجتماعية


يؤدي تعاطي المخدرات بما في ذلك الهيروين إلى حدوث عدد كبير من حالات الطلاق سنويًا فعندما يكافح زوج الشخص المدمن إدمان الهيروين فإن فرصة العنف المنزلي وسوء المعاملة تزداد.
أفادت إحدى الدراسات أن الأشخاص المتزوجين الذين يتعاطون يزداد احتمال تعرضهم لعنف الشريك إلى ست مرات أكثر من غير المدمنين، وقد يعاني الأزواج المدمنين من فقدان الوظيفة والإفلاس والتشرد.
تشير البيانات الواردة من إدارة خدمات إساءة استخدام العقاقير أو الصحة العقلية إلى أن ما يقارب 1 من كل 8 أطفال يعيشون في منزل مع أحد الوالدين الذي يعاني من اضطراب تعاطي المخدرات.

كثير من الناس يدخنون أو يشمون هذا المخدر. يقوم معظم المستخدمين بحقنها في عروقهم. هذه هي الطريقة الأكثر خطورة في تناولها، لأنه من الأسهل تناول جرعة زائدة ويمكن أن تصاب بالمرض من خلال إبرة قذرة.
بغض النظر عن كيفية تناوله، يصل الهيروين إلى عقلك بسرعة. من السهل أيضًا أن تصبح مدمنًا. حتى بعد استخدامه مرة أو مرتين فقط، قد يكون من الصعب منع نفسك من استخدامه مرة أخرى.
مباشرة بعد تناول المخدر، تحصل على اندفاع من المشاعر الطيبة والسعادة. ثم، لعدة ساعات، تشعر كما لو أن العالم قد تباطأ. تفكر ببطء وقد تمشي ببطء. يقول بعض المستخدمين أنك تشعر وكأنك في حلم.
يمنع الهيروين جسمك من تلقي رسائل الألم ويبطئ معدل ضربات القلب والتنفس. إذا تناولت جرعة زائدة، فقد تتوقف عن التنفس وتموت.
المصادر:
[1]drugabuse
[2]therecoveryvillage
[3]drugabuse

هل يمكن للحرمان من النوم أن يؤدي إلى الوفاة؟

هل يمكن للحرمان من النوم أن يؤدي إلى الوفاة؟

لا شك أنك قرأت العديد من الأخبار، وشاهدت وثائقيات عدة تتحدث عن النوم، وربما تطرقت بعض منها إلى دراسة تأثير قلة النوم على صحة الإنسان.

يقضي البشر ثلث حياتهم نائمين، وقد اعتبر النوم حتى خمسينيات القرن الماضي  جزءاً سلبياً وغير نشط من حياتنا اليومية، لكن اليوم نحن نعلم جيداً أن أدمغتنا تبقى نشطة بشدة حتى ونحن نغط في نوم عميق، كما أنه يؤثر على وظائفنا اليومية، وصحتنا الجسدية والعقلية بطرق عدة بدأنا نفهمها للتو.

إذا ما هو النوم؟

يحمل العديد منا فكرة غامضة عن ماهية النوم، وتحديد هذا الجزء الغامض ليس بالأمر السهل.

لا يمكننا معرفة ما يجري في أدمغتنا أثناء النوم، لأننا ببساطة نكون غير مدركين لما يجري حولنا، وحتى إن حاولنا مراقبة نوم الآخرين فإن الكثير مما يختبرونه من تغيرات في وظائف أدمغتهم، وأجسادهم لا يمكن رؤيته بسهولة من الخارج.

اكتشف علماء النوم هذه التغييرات، وعليه فإن تعريفهم للنوم مرتبط بأنماط مميزة لموجات الدماغ، والوظائف الفسيولوجية الأخرى، فالنوم ليس فقداناً للوعي أو غيبوبة، إنما هو حالة خاصة يمر بها الإنسان وتتم خلالها أنشطة كثيرة.

دورة النوم

مثلما تختلف العديد من الخصائص البشرية من شخص لآخر، تختلف أنماط النوم بشكل كبير إعتماداً على عوامل عدة منها؛ العمر، الحالة الصحية، ماهية عمل الشخص، إلى جانب الكثير من العوامل الأخرى. فاﻹنسان يمر خلال نومه بعدة مراحل ولكل منها دورها.

يكون النوم خفيفاً خلال المرحلة الأولى والثانية؛ وتبداً المرحلتان مع بداية النوم، ثم تبدأ المرحلتان الثالثة والرابعة أو ما يعرف بالنوم العميق،هاتين المرحلتين مهمتين ﻻستعادة الجسم نشاطه وفيهما يتم إفراز العديد من الهرمونات، منها هرمون النمو، والذي يعد مهما لنمو العضلات والعظام، كما أنه مهم في عملية التمثيل الغذائي للدهون، وبالتالي صحة الجسم.

ساعات النوم الصحية

يقدر العلماء ساعات النوم التي يجب علينا الحصول عليها لننعم بصحة جيدة ما بين 6- 8 ساعات يومياً، لكن مع وتيرة الحياة المتسارعة التي نعيشها اليوم، فإننا غالبا ننام ساعات أقل، وهذا قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطرة.

الحياة المتسارعة، الضغوطات، الأجهزة الذكية، كلها أسباب ذكرها الناس في العديد من الدراسات الاستقصائية التي أجراها الباحثون لمعرفة أسباب قلة النوم.

تأثيرات قلة النوم

أظهرت الدراسات أن النوم لساعات كافية يؤثر إيجابا على جهاز المناعة، وخاصة وظيفة الخلايا التائية، وبالتالي فهو يعزز مكافحته للجراثيم كما يحارب نمو الخلايا السرطانية.

كما أثبتت دراسات عدة أن مستوى الإبداع، والقدرة على حل المشكلات، وحتى القدرة على إجتياز الإختبارات له علاقة وطيدة بالنوم، فأولئك الذين لا يحصلون على قدر كاف من النوم يواجهون العديد من المشكلات سواء على المدى القريب أو البعيد.

فقد قدرت المؤسسة الوطنية الأمريكية للنوم ” National sleep foundation” أن أكثر من 60 بليون دولار يتم خسارتها سنوياً في أمريكا بسبب قلة الإنتاجية للعمال الذين يعانون من الحرمان من النوم. تتراوح مخاطر الحرمان من النوم من أعراض بسيطة إلى أعراض خطرة وقد تكون قاتلة.

فمن فقدان التركيز والانتباه، القلق، والمشكلات النفسية المختلفة كالهلوسات، وصولاً إلى أمراض القلب، ارتفاع ضغط الدم، أمراض السكر والسمنة، وحتى الإكتئاب، والموت في حالة الحرمان التام من النوم لفترات طويلة.

في إحدى الدراسات التي أجراها باحثون في شيكاغو عام 1989م، حيث حرمت مجموعة من الفئران من النوم تماماً، بما في ذلك منعهم حتى من أخذ قيلولة؛ لاحظ العلماء بعد مرور 9- 13 يوماً أن جميع الفئران قد ماتت بالرغم من أنهم حرصوا على أن يتناول الفئران طعامهم في الأوقات المحددة، ولم يجدوا فيها أي تشوهات تشريحية، أو أسباب أخرى قد تؤدي إلى الموت سوى حرمانهم التام من النوم والذي ربما أدى إلى فشل تام في وظائف الأعضاء.

لا تزال الأبحاث قائمة من قبل العلماء والباحثين لمعرفة علاقة الحرمان من النوم بالموت، فعلى الرغم من تعدد الدراسات التي تبحث هذا الموضوع، يظل السؤال المهم دون حل؛ لماذا تموت الحيوانات عندما لا تنام؟

أخر الدراسات العلمية

الآن، حدد علماء الأعصاب في كلية الطب بجامعة هارفارد وجود علاقة سببية غير متوقعة بين الحرمان من النوم والوفاة المبكرة.

ففي دراسة عن ذباب الفاكهة المحروم من النوم؛ نشرت في مجلة الخلية- Cell في 4/ يونيو، وجد الباحثون أن الموت يسبقه دائماً تراكم جزيئات معروفة باسم ” أنواع الأكسجين التفاعلية- Reactive oxygen species” في الأمعاء.

عندما أعطيت ذبابة الفاكهة مركبات مضادة للأكسدة عملت على إزالة وتحييد ROS من الأمعاء، ظل الذباب المحروم من النوم نشطاً ولديه عمر طبيعي.

كما أكدت تجارب إضافية على الفئران أن ال ROS تتراكم في الأمعاء عندما يكون النوم غير كاف.

تشير النتائج إلى إمكانية بقاء الحيوانات بالفعل دون نوم في ظروف معينة، وقال العلماء أن هذه النتائج ستفتح سبلاً جديدة لدراسة وفهم العواقب الكاملة لقلة النوم، وقد تفيد يوماً ما في تصميم مناهج لمواجهة آثاره الضارة على البشر.

المصادر

sleepassociation

neurosciencenews

harvard

wikipedia

Exit mobile version