اختبار مساق أغرب طقوس الدفن عبر التاريخ

هذه المقالة هي الجزء 8 من 8 في سلسلة أغرب طقوس الدفن عبر التاريخ

املأ الاستمارة من فضلك في نهاية الاختبار، فستساعدنا في استخراج شهادة بإتمامك قراءة مقالات المساق.

هذا المساق متاح للأعضاء المسجلين فقط، سجل عضوية في موقعنا وسيتاح لك إكمال الاختبار للحصول على شهادة.


ملخص رواية “الواجهة” للكاتب يوسف عز الدين عيسى

ملخص رواية “الواجهة” للكاتب يوسف عز الدين عيسى

تُعتبر رواية الواجهة من أشهر أعمال الكاتب والمفكر المصري يوسف عز الدين عيسى، والتي أثنى عليها الكاتب الكبير نجيب محفوظ. وأقر أنها من أفضل الأعمال التي قرأها.
وقد جاءت الرواية لتطرح الكثير من الأسئلة الفلسفية التي تطرأ على أذهاننا جميعًا، عن ماهية الحياة وألم العيش ولغز الموت المحير. وذلك في إطار روائي مميز، يجمع بين الفلسفة والخيال، ليحكي لنا حكاية البطل “ميم نون” من البداية إلى النهاية.

الواجهة:

تبدأ الحكاية بظهور البطل في مدينة غريبة لا يعرفها، كما لا يعرف اسمه أو من أين جاء. ظل وفقًا في مكانه لبعض الوقت مشدوهًا بما يرى من أناقة هذه المدينة ونظافتها، وشوارعها التي تفوح منها رائحة الفل والياسمين ولكنه لا يعرف كيف نقل إليها ولا متى، قاطعت تفكيره فتاة ترتدي ثوبًا ناصع البياض، تمر من أمامه على استحياء. فقرر أن يتبعها علّه يجد من يجيبه عن تلك الأسئلة التي تدور في رأسه.

رأى الفتاة تدخل مبنى يختلف عن مباني المدينة الأخرى، حيث سمع أصواتًا عديدة وتراتيل تنبعث من الداخل، وعندما دخل أبصر مجموعة كبيرة من البشر جميعهم بملابس بيضاء، يجلسون أمام رجل في الخمسين من عمره يرتدي ملابس تشبه ملابس القس، والذي كان يخبرهم بعدم حاجتهم بعد ذلك لجلسات الوعظ والإرشاد، فإن المدينة طاهرة لا يوجد بها من سارق ولا قاتل، ولا حتى رجل منحرف السلوك أو أنثى فاسدة الأخلاق.

انبهر البطل بما رأى وقرر أن يسرع ليسأل القس عن سبب وجوده هنا، ولكنه لم يلحق به فبمجرد انتهاء الجلسة اختفى الجميع من أمام ناظريه. فخرج إلى الشارع شاعرًا بجوع شديد ووحدة قاتلة. وعندها رأى مطعمًا قريبًا منه جذبته إليه رائحة الشواء فتقدم نحوه وجلس إلى مائدة في وسط المطعم.

أقبلت تجاهه فتاة جميلة تعمل بالمطعم، طلب منها أن تحضر له أي طعام يسد جوعه، وأخبرها أنه لا يملك المال، ففاجأته بأنه ليس عليه دفع أي شيء، فهو غريب عن المدينة وله الحق في الطعام والمسكن لمدة عام دون مقابل. لأن تلك هي القوانين.

وعندما سألها عن مسكنه ذهبت باتجاه الهاتف المعلق على الحائط وأدارت رقمًا وتحدث في بضع جمل قصيرة، ثم عادت إليه مرة أخره وأخبرته أن اسمه هو “ميم نون” ودلته على مسكنه، ودهش عندما علم أن المدينة تتكون من شارع واحد وكل سكان المدينة يعيشون فيه، اتجه إلى منزله وقابل خادمه الذي يعمل بالمنزل، وحاول أن يسأله “ميم نون” عن الأسئلة التي تدور في رأسه، ولكنه أخبره أن يذهب إلى مكتب الاستعلامات إذا كان يريد العثور على إجابات.

حكم الإعدام:

ذهب “ميم نون” إلى المطعم في وقت العشاء ولكنه كان قد تأخر كثيرًا عن الموعد، لذا قرر أن يتفقد المدينة، ولاحظ ابتسام كل من قابلهم من أهل المدينة جميعًا له واحتفالهم به، وأثناء سيره تعرف على شابًا يدعى دال والذي دعاه لتناول العشاء في منزله فرحب ميم فورًا، وهناك تعرف على أختيه ووجد طعامًا وفيرًا، وفي أثناء الطعام بدأ حديثه بأنه سعيد في هذه المدينة وأنها مكان مثالي.

ولكن حاولت إحدى الأختين إخباره بشيء ما فنهرها أخوها وخرجت مسرعة من غرفة الطعام، ثم عادت بعد دقائق صارخة أنها رأت الذبابة وقد حان دورها في الإعدام، مما راع “ميم نون” كثيرًا ولم يفهم شيئًا، من ثم ماتت الفتاة أمام ناظريه.

ثم دق جرس الباب وحضر رجلين يرتديان ملابس سهرة سوداء، حملا الفتاة ووضعاها في سيارة سوداء وانطلقا نحو بالوعة في آخر المدينة وألقوها فيها، وهناك سمع “ميم نون” صوت قطار قادم من بعيد ثم أُغلقت البالوعة.

وكان هذا أول تنفيذ لحكم إعدام يشهده “ميم نون” في المدينة، ومنذ هذه اللحظة عرف أن كل من في المدينة محكوم عليهم بالإعدام بأمر من حاكم المدينة، وهو وحده من يقرر وقت وطريقة الإعدام، وتساءل لماذا يأمر الحاكم بقتل فتاة جميلة مثل هذه؟

وفي اليوم التالي ذهب إلى مكتب الاستعلامات وهناك علم أن مهمته في هذه المدينة هي البحث عن الحقيقة، وتأكد هناك من أن جميع من في المدينة محكوم عليهم بالإعدام بما فيهم هو نفسه، وأنهم يلقون في البالوعة بعد تنفيذ الحكم حيث تنتظرهم حياة أخرى.

اللعنة التي حلت على “ميم نون”:

أمضى “ميم نون” أيامًا في صدمة مما علمه عن تلك المدينة وشاهده فيها، وكان يشعر بوحدة شديدة لذا عندما ذهب إلى المطعم دعا الفتاة التي كانت تقدم له الطعام أن تأتي لمنزله وتؤنس وحدته دون أي تفكير دنيء. بُهتت الفتاة بمجرد سماع هذا الكلام، ونهرته واتهمته بأنه يلوث المدينة بخطاياه. وشكته للجهات المسؤولة في المدينة وحرمته من مجانية الطعام والمأوى.

وعندما خرج ميم إلى الشارع تفاجئ بأن الجميع ينظرون له باشمئزاز، وعندما ذهب إلى منزله طرده الخادم جزاءًا لإثمه، وعلم “ميم نون” أنه لكي يحصل على المال يجب أن يدور في طاحونة المدينة. بحث بجد عنها حتى وجدها واستطاع تخطي الاختبار وبدء العمل، وكان عليه أن يدور في الطاحونة وتلهب السياط ظهره من قبل عامل الطاحونة ليحصل على المال.

خرج ميم منهك القوى مدمى الظهر من الطاحونة يحمل عشرين قرشًا، ثم ذهب إلى المطعم ليتناول طعامه، تناوله على عجل وغادر المكان، ومعه كل الأسئلة التي سرقت النوم من عينيه تدور في رأسه، فماذا تكون تلك المدينة؟ ومن هو مالكها؟ ولماذا يستمتع بإعدام الناس؟

رجع “ميم نون” إلى منزله فقد استطاع أن يدفع الإيجار بما كسبه من الطاحونة. وفي اليوم التالي ذهب للطاحونة مرة أخرى ليحصل على قوت يومه، وعندما ذهب للمطعم على العشاء وجد أن أسعار الطعام قد ارتفعت بشكل كبير فلم يستطع شراء عشائه، واستمر في الدوران في الطاحونة لأيام والأسعار تتزايد بشكل مستمر، وأجره في الطاحونة كما هو لا يتغير وأصبحت المعيشة أصعب.

زواج مفاجئ:

عاد ميم إلى منزله في يوم ووجد هاتفًا قد وضع جانب سريره بأمر من مالك المدينة، وعبر هذا الهاتف تلقى مكالمه من رجل مهم في المدينة يدعوه لتناول العشاء معه، وهناك لم يحصل “ميم نون” على إجابات مرضيه على تساؤولاته مثلما كان يظن، ولكنه حصل على وجبة عشاء دسمة وتعرف على فتاة شقراء تعمل لدى هذا الرجل المهم.

وعندما خرج من هناك، وجد في طريقه مبنى معلق عليه لافتة. مكتوب عليها “كل من يشكو الوحدة يدخل هذا المكان” فدخل على الفور. ولكنه وجد هناك باب مكتوب عليه “كل من يرغب في تجربة القلق والحزن يدخل من هذا الباب”. فحاول التراجع ولكن لم يجد مفر من الدخول.


وعندما دخل رأى قاعة احتفالات مليئة بالشباب والفتيات، ووقعت عيناه على الفتاة التي وجدها سابقًا عند الرجل المهم، وعندما ابتسمت له وابستم لها كانت قد تمت مراسم الزواج بينهم واستلما الوثيقة عند خروجهما، تفاجأ ميم مما حدث ولكنه قد اطمأن لأنه لن يظل وحيدًا بعد الآن.

الجزء الخلفي من المدينة:

وفي الصباح ذهبا معًا لتناول الطعام، ولكن النقود التي مع “ميم نون” لم تكف نظرًا لغلاء الأسعار المستمر. ذهب ودار في مرارًا وفي كل مرة عند عودته يجد أن الأسعار قد ارتفعت. وظل يذهب إلى الطاحونة ويرجع ولا يحصل على المال الكافي وسط ضحكات الأطفال ونظرات أهل المدينة، فأدرك أن زواجه لم يكن خطوة جيدة. وعندما استيقظ في اليوم التالي لم يجد زوجته بجانبه، فأخبره الحارس أنها قد تكون في الجزء الخلفي من المدينة!


ذهب ميم إلى مكتب الاستعلامات ليعرف ما هو الجزء الخلفي من المدينة. ولكنه قرر السؤال عن سبب غلاء الأسعار وعدم ارتفاع أجره. فحوكم بالسجن عدة أيام عقابًا على ما فعله. وعندما عاد إلى منزله وجد أن مالك المدينة قد أهداه طفلان، صبي وفتاة في عمر السابعة تقريبًا.
أصبح على ميم مسؤوليات كبيرة لإطعام وكساء الطفلين. وزادت مرات دورانه في الطاحونة وإلهاب ظهره بالسياط، وفي يوم استيقظ من النوم فرأى زوجته تتسلل إلى باب خلفي لم يره مسبقًا داخل المنزل، فتبعها والفضول يأكله ووجد نفسه في مكان قذر تفوح منه رائحة النفايات. وجد نفسه في الجزء الخلفي من المدينة.

رأى ميم جميع أشراف المدينة الذين يعيشون في الواجهة. ومن ضمنهم فتاة المطعم التي عوقب من أجلها والواعظ الذي رآه فور وصوله للمدينة، يمارسون أبشع التصرفات في ذلك الجزء الخلفي، يسيرون أشباه عرايا، يسرقون ويزنون ويقتلون ومن يفعل غير ذلك يلقى العقاب، وتساءل ماذا تفعل زوجته في هذا المكان! وعندما يأس من إيجادها رجع إلى منزله فوجدها قد عادت، ولكنها لم تخبره عن سبب ذهابها إلى هناك.

وفي يوم قضاه ميم وزوجته خارج المنزل لزيارة الرجل المهم، عادا إلى المنزل فلم يجدا الطفلين وكانا قد ذهبا إلى الجزء الخلفي من المدينة. وعندما وجدهما ميم كان الطفل قد صدمته سيارة وتسلما إنذارًا بإعدامه. ولكي يرفع حكم الإعدام عن ولده دار في الطاحونة مائة دورة دون مقابل.

وعندما عاد وجد إبنه الجريح قد شفي، ولكنه لم يجد زوجته التي كانت في الجزء الخلفي من المدينة، وعندما عادت إلى المنزل أمرته أن يدور في الطاحونة لتوفير ثمن شراء ملابس المدرسة للطفلين، وكان “ميم نون” منهك القوى ولكنه ذهب للطاحونة وحصل على النقود.

وعندما عاد خرج مع زوجته لشراء الملابس للطفلين، ولكنه سقط من شدة الإعياء في منتصف الطريق. وتوقفت بجوارهما سيارة حمراء هبط منها رجل سلم الزوجة ظرفًا، عندما فتحته أخبرت ميم نون أنه إنذار بتنفيذ حكم الإعدام فيه ثم تركته وذهبت، وعندما استعاد وعيه بعدما ساعدته فتاة عابرة. هم بالرجوع إلى منزله، ورأى في الطريق برجًا يتم إقامته على أحد جانبيه. وعندما سأل أحدهم علم أن هذا البرج من أجله. ليساعده في البحث عن الحقيقة!

البرج:

اندهش “ميم نون” عندما علم أن البرج من أجله وتفاجأ بحشد كبير من الناس يقفون أمامه يريدون تقبيل يديه والحزن يعلو وجوههم والدموع في أعينهم. حاول ميم التملص منهم وذهب إلى منزله، رأى زوجته بين حشود من البشر تحتفل. وقد اكتسى البيت بأفخم الأساس وامتلأ بأشهى الأطعمة، وعندما رأته اعترتها الصدمة. حيث أنها كانت تظن أنه قد تم تنفيذ حكم الإعدام فيه.

وعندما سأل عن مصدر هذا المال الوفير لم يجد إجابة، وسأل عن أبنائه، علم منها أن الفتى قد تم تنفيذ حكم الإعدام فيه. أما الفتاة فقد أصابها الجنون عندما علمت أن كل من في المدينة محكوم عليهم بالإعدام. وفي اليوم التالي تلقى ميم مكالمة تخبره بضرورة ذهابه إلى البرج ليبدأ عمله.

وبعدما ذهب وجد البرج مجهز على أعلى مستوى، وكانت غرفته في الدور الأخير من البرج فوق أربعين طابقًا، ولكن لم يكن من حقه استخدام المصعد وكان عليه الصعود على قدميه. وكانت غرفته أحقر غرفة في المكان، كما أنه لا يحق له ارتياد المطعم الكبير في البرج. حيث أنهم أخبروه أنه أعلى وأرقى من ذلك وأن كل تلك الخدمات للعاملين بالبرج أما هو فمالكه.

وعندما دخل غرفته سمع صوت صراخ طفلته التي تركتها زوجته له ورحلت، وجد الطفلة حزينة وهزيلة تحتاج للطعام. فذهب للدوران في الطاحونة والبحث عن زوجته. ولكنهم أخبروه أنها قد اختارت أن تعيش في الجزء الخلفي من المدينة فرجع ميم مع طفلته إلى البرج وصعد بها أربعين طابقًا حتى خارت قواه.

وفجأة شعر بهدوء الطفلة وأنها كفت عن البكاء، وعندما تفقدها كان قد تم تنفيذ حكم الإعدام بالجوع فيها. وبعد دفن الفتاة رجع “ميم نون” إلى البرج ومات هناك في صمت. وذلك بعدما نفذ فيه حكم الإعدام بالحزن. وبعد إلقائه في البالوعة، ظهر فتى غريب في المدينة لا يعرف إسمه ولا من أين جاء وعندما ذهب لمكتب الاستعلامات. علم أن مهمته هي البحث عن الحقيقة!

مراجعات أعضاء نادي القراءة لرواية الواجهة:

بعد أن علمت حقيقة تلك المدينة الملعونة وأنا في كل صفحة من طياتها أخشى على عزيزي ميم نون من أن تكون البالوعة من نصيبة . آمنت بكلامه بأن وقوع المصيبة أهون بكثير من انتظارها.

أشفقت على ميم نون حد البكاء وكأنني لم أتأثر برواية من قبل. كان قلبي ينخلع مع كل إعدام يتم تنفيذه وكأنه حقيقة أشعر بها من شدة تأثري بها بت أحلم كل ليلية بأنني قد حان موعد إلقائي فى البالوعة. كم من بالوعات تم إلقائي فيها كل ليلة منذ أن قرأت!.

عايشت المدينة بتفاصيلها. فرحت كفرحهم وحزنت كحزنهم. لم أقرأها في يوم أو نصف يوم أو أقل من ذلك مع قدرتي على فعلها. كنت أخشى أن أصل إلى نهايتها فأفقد لذتي تلك، وكأن للعذاب لذة.

لاحظت الشبه العجيب بين فكرة الإعدام بلا سبب وبين فلسفة الموت. يمكن أن يأتينا دون اعتبار أو حساب أو سابق إنذار. لكنني أحسست فيها بتشبيه بين واقعنا في الحياة وما خلقنا لأجله. شعرت بالاشمئزاز حينها.

” الإنسان لا يشعر بوجوده إلا إذا تعذب، إننا لا نشعر بلحظات السعادة، ولكننا نحس بأيام العذاب”

بعد ربع الرواية بدأ الكلام يتجه مع كل من يحاوره بأننا دُمى صنعها مالك المدينة ويحق له أن يعدمها في أي وقت الشيء الأقرب إلى الملل هو تشابه الحديث بينه وبين أفراد الرواية. حديثه مع الخادم ومع السيدة العجوز ومع واو كلها متشابهة تقريبًا في اللفظ والمعنى.

في أسفل البالوعة محطة قطار وهذا القطار يحمل الذين نُفذ فيهم حكم الإعدام إلي مكان بعيد مجهول، بعد أن تدب فيهم الحياة من جديد، هذا المكان قد يكون أجمل وأروع من هذه المدينة، وقد يكون أسوأ منها .

كل إنسان يراه بصورة مختلفة الكلمة أشبه كثير بفلسفة الموت والبعث والخلود كما ذكرت سالفًا. النصف الأخير من الرواية أشكر نفسي على احتماله كنت على وشك كسر الشاشة من اشمئزازي من كل موقف مر بي وأنا أقرأه.

الجزء الخلفي من المدينة ومن بعده البرج وحديث الخادم ولا سيما كلمة يا سيدي أنت اعلى قدرًا من الموظفين هنا لذلك لست أهلًا لدرجة كذا .. شعرت بالاستفزاز.

الشيء الأكثر تأثيرًا كان النهاية أو البداية، سيفهم مقصدي من قرأها. في النهاية هناك بعض الأمور التي يجب مراجعتها ولكن كاتبها رحمه الله كنت ولا زلت من أشد الناس إعجابًا بمدرسته. مدرسة الربط بين الواقع والخيال والأحلام. مدرسة لم أر غيره اتجه لها إلا تابعًا.

قرأت له من قبل العسل المر وثلاث وردات وشمعة والتمثال والأب لكن لم اقرأ رواية مخيبة لآمالي لا من الناحية الأدبية ولكن من التأثير النفسي مثل الواجهة.

عبد الله جمال

ملخص رواية الغريب للكاتب والفيلسوف ألبير كامو

للمزيد من ملخصات الكتب

أبرز أفكار القرن العشرين:حركة التنوير

تم إعادة توجيه السياسة الأوروبية والفلسفة والعلوم والاتصالات بشكل جذري خلال “القرن الثامن عشر” (1685-1815) كجزء من حركة أشار إليها المشاركون باسم عصر العقل، أو ببساطة التنوير. فكانت من أبرز أفكار القرن العشرين:حركة التنوير، إذ شكك مفكرو التنوير في بريطانيا وفرنسا وفي جميع أنحاء أوروبا في السلطة التقليدية واعتنقوا فكرة أنه يمكن تحسين الإنسانية من خلال التغيير العقلاني.

حركة التنوير هي حركة فلسفية هيمنت في أوروبا خلال القرن الثامن عشر، تتمحور حول فكرة أن العقل هو المصدر الرئيسي للسلطة والشرعية، ودافعت عن مُثل مثل الحرية  والتقدم والتسامح  والأخوة  والحكومة الدستورية، كما دعت إلى الفصل بين الكنيسة والدولة. فقد تميزت بالتركيز على الطريقة العلمية  والاختزال، إلى جانب زيادة التشكيك في الأرثوذكسية الدينية. قوضت أفكار التنوير سلطة الملكية  والكنيسة، ومهدت الطريق للثورات السياسية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. يضع المؤرخون الفرنسيون تقليديا التنوير بين 1715، وهو العام الذي توفي فيه لويس الرابع عشر، و 1789، بداية الثورة الفرنسية. بعض المؤرخين الحديثين أرجعوا عصر التنوير إلى الفترة 1620، مع بداية الثورة العلمية. ومع ذلك، ازدهرت أصناف وطنية مختلفة من الحركة بين العقود الأولى من القرن الثامن عشر والعقود الأولى من القرن التاسع عشر.

العقلانية، لب حركة التنوير

تعرف العقلانية بأنها الاعتقاد بأننا نأتي إلى المعرفة من خلال استخدام المنطق،  وبالتالي بشكل مستقل عن التجربة الحسية، كانت حاسمة لمناقشات فترة التنوير، عندما أشاد معظم الفلاسفة بقوة العقل لكنهم أصروا على أن المعرفة تأتي من التجربة.

فلسفة الحركة التنويرية

دعت فلسفة الحركة التنويرية إلى مجتمع قائم على العقل بدلا من الإيمان والعقيدة الكاثوليكية، من أجل نظام مدني جديد قائم على القانون الطبيعي، وللعلم القائم على التجارب والمراقبة.

في منتصف القرن الثامن عش، شهدت أوروبا انفجارًا في النشاط الفلسفي والعلمي الذي تحدى المذاهب والعقائد التقليدية. قاد الحركة الفلسفية فولتير وجان جاك روسو، أولئك الذين جادلوا من أجل مجتمع قائم على العقل بدلاً من الإيمان والعقيدة الكاثوليكية، لنظام مدني جديد قائم على القانون الطبيعي، وللعلم القائم على التجارب والمراقبة.

وقدم الفيلسوف السياسي مونتيسكيو- Montesquieu فكرة فصل السلطات في الحكومة، وهو مفهوم اعتمده بحماس مؤلفو دستور الولايات المتحدة. في حين أن فلاسفة التنوير الفرنسي لم يكونوا ثوريين، وكان العديد منهم أعضاء في طبقة النبلاء، لعبت أفكارهم دورًا مهمًا في تقويض شرعية النظام القديم وتشكيل الثورة الفرنسية.

كان هناك خطان متميزان لفكر التنوير: التنوير الراديكالي ، المستوحى من فلسفة سبينوزا- Spinoza، والدعوة إلى الديمقراطية، والحرية الفردية، وحرية التعبير، والقضاء على السلطة الدينية. سعى تنوع ثان أكثر اعتدالاً، بدعم من رينيه ديكارت وجون لوك وكريستيان وولف وإسحاق نيوتن وغيرهم، إلى التوفيق بين الإصلاح والأنظمة التقليدية للسلطة والإيمان.

تطور بشكل كبير مضمون المنهج العلمي (طبيعة المعرفة  والأدلة  والخبرة والسببية)، وبعض المواقف الحديثة تجاه العلاقة بين العلم والدين، من قبل ديفيد هيوم-David Hume وآدم سميث. أصبح هيوم شخصية رئيسية في التقاليد الفلسفية والتجريبية المتشككة للفلسفة. كما حاول إيمانويل كانط – Immanuel Kant التوفيق بين العقلانية والمعتقد الديني والحرية الفردية والسلطة السياسية، وكذلك رسم وجهة نظر للمجال العام من خلال العقل الخاص والعام. استمر عمل كانط في تشكيل الفكر الألماني -في الواقع كل الفلسفة الأوروبية- في القرن العشرين. أيضًا كانت ماري وولستونكرافت واحدة من أوائل الفلاسفة النسويين في إنجلترا. وجادلت من أجل مجتمع قائم على العقل، وأن النساء وكذلك الرجال ، يجب أن يعاملوا ككائنات عقلانية.

كما لعبت أفكار التنوير دورًا رئيسيا في إلهام الثورة الفرنسية، التي بدأت في عام 1789 وأكدت على حقوق الناس العاديين، على عكس الحقوق الحصرية للنخب والنبلاء. ومع ذلك، يلاحظ مؤرخو العرق والجنس والطبقة أن المُثل العليا للتنوير لم يتم تصورها في الأصل على أنها عالمية بالمعنى الحالي للكلمة. على الرغم من أنها ألهمت في نهاية المطاف النضال من أجل حقوق الأشخاص الملونين أو النساء أو الجماهير العاملة، إلا أن معظم مفكري التنوير لم يدعوا إلى المساواة للجميع، بغض النظر عن العرق أو الجنس أو الطبقة، بل أصروا على أن الحقوق والحريات ليست وراثية. هاجم هذا المنظور مباشرة الموقف الحصري التقليدي للأرستقراطية الأوروبية، لكنه كان لا يزال يقتصر إلى حد كبير على توسيع الحقوق السياسية والفردية للذكور البيض ذوي المكانة الاجتماعية الخاصة.

العلوم وحركة التنوير

سيطر العلم خلال عصر التنوير من قبل الجمعيات العلمية والأكاديميات, التي حلت إلى حد كبير محل الجامعات كمراكز للبحث العلمي والتنمية. كانت المجتمعات والأكاديميات أيضا العمود الفقري لنضج التطور العلمي. ومن التطورات الهامة الأخرى تعميم العلم بين السكان الذين يعرفون القراءة والكتابة بشكل متزايد. وصلت العديد من النظريات العلمية إلى جمهور واسع ، لا سيما من خلال الموسوعة (موسوعة عامة نشرت في فرنسا بين عامي 1751 و 1772) وتعميم النيوتونية.

وقد شهد القرن الثامن عشر تقدما كبيرًا في ممارسة الطب, الرياضيات, والفيزياء; تطوير التصنيف البيولوجي; فهم جديد للمغناطيسية والكهرباء; ونضوج الكيمياء كنظام, الذي أسس أسس الكيمياء الحديثة.

الدين وخُطى الحركة التنويرية

أتت ىالحركة التنويرية بمثابة الرد على الصراع الديني في أوروبا خلال القرن السابق. سعى مفكرو التنوير إلى الحد من القوة السياسية للدين المنظم، وبالتالي منع عصر آخر من الحرب الدينية غير المتسامحة. تطور عدد من الأفكار الجديدة، بما في ذلك الإلحاد (الإيمان بالله الخالق، دون الإشارة إلى الكتاب المقدس أو أي مصدر آخر). وقد نوقش هذا الأخير كثيرًا ولكن كان هناك عدد قليل من المؤيدين. مثل فولتير، رأوا أنه بدون الإيمان بإله يعاقب الشر، قُوض النظام الأخلاقي للمجتمع.

أما عن ةدور الكنيسة فقد روج التنوير الراديكالي لمفهوم فصل الكنيسة والدولة، وهي فكرة غالبًا ما تنسب إلى لوك. فوفقا لمبدأ لوك للعقد الاجتماعي، تفتقر الحكومة إلى السلطة في مجال الضمير الفردي، إذ لم يستطيع الناس العقلانيون التنازل للحكومة من أجل السيطرة عليها أو غيرها. بالنسبة إلى لوك، خلق هذا حقًا طبيعيًا في حرية الضمير، والذي قال إنه يجب أن يظل محميًا من أي سلطة حكومية. تلك الآراء حول التسامح الديني وأهمية الضمير الفردي, جنبًا إلى جنب مع العقد الاجتماعي، أصبحت مؤثرة بشكل خاص في المستعمرات الأمريكية وصياغة دستور الولايات المتحدة. في حين سيطر الرجال على فلسفة وقضايا و أفكار حركة التنوير، انبثقت مشكلة  دور المرأة . فقد ظهرت مسألة حقوق المرأة كواحدة من أكثر الأفكار إثارة للجدل. ماري وولستونكرافت- Mary Wollstonecraft، واحدة من المفكرين الإناث القلائل في ذلك الوقت، كانت كاتبة وفيلسوفة وداعية لحقوق المرأة. وهي معروفة بدعمها لحقوق المرأة، والتي تجادل فيها بأن المرأة ليست أقل شأنا من الرجل بشكل طبيعي ، ولكنها تبدو فقط لأنها تفتقر إلى التعليم. وتقترح أن يعامل كل من الرجال والنساء ككائنات عقلانية ويتخيل نظاما اجتماعيا قائما على العقل.

أهم ما أنتجه عصر التنوير

كان عصر التنوير عصر غزير الإنتاج، فلعل أبرز ما أنتجه التنوير هو الثورة العلمية، والتي أنتجت العديد من الكتب والمقالات والاختراعات والاكتشافات العلمية كذلك القوانين والحروب والثورات. كانت الثورات الأمريكية والفرنسية مستوحاة بشكل مباشر من المُثل العليا للتنوير وكانت على التوالي ذروة نفوذها وبداية تراجعها. أعطى التنوير في نهاية المطاف الطريق إلى الرومانسية في القرن ال19. كما آلت إلى تطوير نظام لقوانين الطبيعة العالمية، فسرعان ما أصبع العلم نموذجًا لكل المعرفة البشرية.

  • منهج التشكيك، إذ شكك فولتيير في أي شيء خارج نطاق العلم، ودعا إلى التسامح بالنسبة إلى المعتقدات التي تقع خارج حدود العلم، فهي لا تنشأ ولا يمكن دحضها من قبل الألية العلمية، مُصورا مفهوم العقلانية.
  • حرر Denis Diderot-دينيس ديديروت، 28 مجلد موسوعي، العالم الذي اعتقد بأن العلم يبرر المادية، فكانت نظرته للعالم تصفه بأنه يتكون من المادة فقط. فقد كتب أن العالم ماهو إلا كتلة من الجزيئات.
  • جادل بارون بول دي هولباخ- بأن العالم والعلم مبنيان على أسس مادية، كما رسم ملامح الإلحاد ووصفه بعدم وجود الله.
  • إيمانويل كانط، الفيلسوف الألماني في القرن الثامن عشر، كتب مقالا بعنوان ما هو التنوير؟

مشيرًا إلى أن التنوير هو انسلاخ الإنسان من القصور الذي تكبده بنفسه. القصور ذلك هو عدم القدرة على الاستفادة من فهم المرء دون توجيه من آخر. يتم تكبد هذا القصور ذاتيًا لسببين أساسيين هما، التكاسل : تكاسل المرء عن الاعتماد على نفسه في التفكير مما أدى إلى تخلفهم، والجبن: الذي هيأ الفرصة للإخرين كي تقوم باستغلالهم. اختلف العلماء عند هذا المبحث، فبعضهم تجريبي، اعتقد أن كل المعرفة تأتي من التجربة، والبعض الآخر عقلاني، اعتقد أن بعض المعرفة في العالم “بداهة”أو فطري، أي شيء مستقل عن الخبرة

الثورة العلمية: لمحة سريحة

تُفهم الثورة العلمية على أنها فترة تاريخية والتي تضع حتما حدود “المكان والزمان والموضوع” – أي أن فترات زمنية محددة بعناصر جغرافية وزمنية وموضوعية، تشير إلى التطورات أو الحركات الأوروبية التي تمتد على فترات لا تقل عن 75 إلى 185 سنة. وتشمل هذه التطورات تغيير العلاقات المفاهيمية والثقافية والاجتماعية والمؤسسية التي تنطوي على الطبيعة والمعرفة والمعتقد. نمت الثورة العلمية معقدة على نحو متزايد. كما حاولت أن تأخذ في الاعتبار البحوث الجديدة ووجهات النظر البديلة ، تم إجراء إضافات وتعديلات جديدة. من بين الإضافات الأكثر وضوحًا.

يعتبر التنوير أهم جذور المشاكل الفكرية التى ظهرت في القرن العشرين، فظهرت فكرتان واضحتان من التنوير هما:

  • أن العلم يعطينا وصفا كاملا للواقع، تحديدا العلوم الطبيعية، كأساسًا للعلوم التي تستجيب لتساؤلات الإنسان، فما يمكن أن يدرس، يُدرس بالعلم، وما يمكن أن يعرف، يُعرف بالعلم.
  • يمكننا صياغة نظرية شاملة للأخلاقيات و السياسات، لما يجب عليك كفرد فعله، وما يجب علينا كجماعة. يمكننا القيام بذلك، وتطبيقه على النماذج العامة للعلوم.

على ما يبدوا أن ظهرهناك توترًا واضحًا بين الفكرتين!

فالعلم يخبرنا ما الفكرة ولماذا هي، وليس كيف يجب أن تكون. هنا تقبع الفجوة، بين ماهية الفكرة وما يجب، هناك فجوة بين الواقع والقيمة المشكلة هنا مشكلة معيارية، فالعلم لا يصف بل يقيم.

بدأت الثورة العلمية في القرن الخامس عشر، تشير”الثورة العلمية” إلى التغيرات التاريخية في الفكر والمعتقد، كما تشيرإلى التغيرات في التنظيم الاجتماعي والمؤسسي، التي تكشفت في أوروبا بين 1550-1700 تقريبا.

بدءاً من Nicolaus Copernicus-نيكولاس كوبرنيكوس (1473-1543)، الذي أكد على كون مركزية الشمس، وانتهت مع إسحاق نيوتن (1642-1727)، الذي اقترح قوانين عالمية والكون الميكانيكي. في التاريخ الأوروبي يشير مصطلح “الثورة العلمية” إلى الفترة بين كوبرنيكوس ونيوتن. لكن الفترة الزمنية اختلفت بشكل كبير على مدى السنوات ال 50 الماضية. فبعد وفاة نيوتن (1727)، قد اقترحت مقترحات أكثر تطرفا أن الثورة العلمية قد تنطبق على ما يسمى التنوير “النيوتونيين”

يميل مفكرو التنوير إلى افتراض أنه يمكننا معرفة الطبيعة  والقوانين من الطبيعة والبشر والمجتمع والأخلاق والسياسة،

إذا كان العالم ليس سوى كتلة من الجزيئات المتحركة –وفقًا لقوانين الطبيعة الموضوعة- فكيف وبأي أداة يمكننا أن نضع المعايير والقيم؟

ما معنى أن هناك حديثًا يمكن أن يصاغ حول الصواب والخطأ، الخير والشر، العدالة والظلم؟ كيف يمكننا القيام بذلك من خلال النظر في حركات الكواكب والنجوم؟ كيف وقد دعا عصر التنوير إلى فرض العقل والمادية البحتة في قياس وتحديد ماهية أي شيء حولنا؟

المصادر

history

stanford

historyhit

Exit mobile version