التمارين الرياضية هل يمكن الاستغناء عنها واستبدالها بالبروتينات؟

تعطي التمارين الرياضية فوائد جمة للصحة. لكن ماذا لو استطعت الحصول على فوائد التمرينات دون تحريك عضلة واحدة؟

تتميز العضلات الهيكيلة بقدرتها على تكييف كتلتها مع التغيرات في النشاط. ويسبب الخمول ضمور العضلات وفقدان كتلتها وقوتها، مما يؤدي إلى العجز البدني وتدهور الصحة.

تعتبر بروتينات السيسترين عوامل وقائية ضد هدر العضلات. حيث يقل إنتاج السسترين أثناء عدم النشاط ويؤدي نقصه الوراثي إلى هزال العضلات.

أظهرت الدراسات الخلوية أنَّ للسيسترين وظيفة مضادة للأكسدة، حيث يُثبط جذور الأوكسجين الحرة. وتشير الدراسات الحديثة إلى أنَّ بروتينات السيسترين تخفف من أمراض الكبد الأيضية المرتبطة بالسمنة لدى الفئران مثل مقاومة الإنسولين والتهاب الكبد الدهني.

دراسات جديدة حول السيسترين

لاحظ العلماء في دراسة جديدة أنَّ ضمور العضلات لايعزز جميع الأنشطة الهادمة، بدلاَ من ذلك يضعف الالتهام الذاتي في حين يُعزز النشاط البروتيني كاستجابة لعدم الحركة.

وأظهرت النتائج انَّ السيسترين يحافظ على كتلة العضلات وقوتها في ظروف الضمور، حيث اعتبره العلماء الموجه الرئيسي لكتلة العضلات الهيكلية.

اكتشف باحثو الطب في ميشغان أنَّ البروتين الطبيعي سيسترين يمكن أن يمنح فوائد التمارين الرياضية في الذباب والفئران.
قام الباحثون بتدريب ذبابة الفاكهة لثلاثة أسابيع وقارنوا القدرة على الجري والطيران للذباب العادي مع الذباب الذي يفتقد القدرة على إنتاج بروتين سيسترين.

يقول الأستاذ جون هي لي : يستمر الذباب بالمشي من 4 إلى 6 ساعات، وقد تحسنت قدرات الذباب العادية خلال تلك الفترة.  بينما لم تتحسن قدرات الذباب الذي لا يُنتج السيسترين.

نتائج الدراسة في الذباب والفئران

قام الباحثون بزيادة إنتاج السيسترين في عضلات الذباب، مما جعل قدراتها تتجاوز الذباب المدرب رغم عدم ممارستها للتمرينات. تشير هذه النتائج إلى أنَّ السيسترين ضروري لتحسين القدرة على التحمل والطيران بعد التمرين.

لا تقتصر فوائد السيسترين على زيادة القدرة على التحمل. حيث تفتقر الفئران التي لا تنتج السيسترين إلى القدرة الهوائية والتنفس الجيد وحرق الدهون المرتبط عادة بالتمرينات.

اختبر الباحثون إمكانية ملاحظة فوائد السيسترين من خلال دراسة الوظيفة الحيوية، فوجدوا أنَّ السيسترين يزيد من إنتاج بروتين PGC1α/β وإنزيمات المايتوكندريا. حيث أكدت النتائج أنَّ السيسترين يزيد التكاثر الحيوي للميتوكندريا.

تبشر نتائج هذه الدراسات بإمكانية إنتاج السيسترين كمكلات غذائية لكن الباحثون مقيدون بحجم جزيئات السيسترين الكبيرة. بالإضافة إلى ذلك مازال العلماء يجهلون كيف تحفز التمارين الرياضية إنتاج السيسترين في الجسم، حيث يعتبر مجالاً مهماَ للدراسات المستقبلية التي يمكن أن تؤدي غلى علاج الأشخاص العاجزين عن ممارسة الرياضة.

المصادر:
ScienceDaily

Nature1

Nature2

دقيقتان من التمارين الرياضية قد تقلل من خطر الإصابة بالخرف

وجد الباحثون في دراسة جديدة أن دقيقتان من التمارين الرياضية قد تقلل من خطر الإصابة بالخرف. خصوصًا للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا.
أجري البحث من قبل فريق من «جامعة أبيرتاي-Abertay University».

شارك الدراسة 17 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 60 و 75 عامًا يشاركون في دورتين تدريبيتين أسبوعيًا لمدة 10 أسابيع. شاركت المجموعة في ما يُعرف باسم «التدريب المتواتر عالي الكثافة-Sprint Interval Training (SIT)». وطُلب منها القيام بأداء دورةٍ قاسيةٍ قدر الإمكان على دراجة ثابتة لمدة ست ثوانٍ قبل الراحة.
ثم كرروا العملية حتى حققوا ما مجموعه دقيقة واحدة من التمارين عالية الكثافة في كل جلسة.

كان لدى كل مشاركٍ ارتفاعٌ في ضغط الدم- والّذي يشكل عامل خطر للخرف- كما كانوا يتناولون الأدوية للسيطرة على ضغط الدم. بحلول نهاية الدراسة، انخفض ضغط الدم لديهم إلى مستوياتٍ طبيعيةٍ وصحية. حدث هذا دون أي تغيير في الدواء أو النظام الغذائي.

يقول الفريق أن هناك شيخوخة سكانية ويعيش الناس لفترة أطول. ومع ذلك، فإن أنماط حياتهم ليست صحيةً بالضرورة. هناك زيادةٌ كبيرةٌ في عدد الأشخاص الذين يعانون من صعوبات في الحركة وفي عدد الأشخاص الذين يعانون من أمراض مرتبطة بالشيخوخة مثل الخرف ومرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب.

أظهر الباحثون في هذه الدراسة لأول مرة التكيف في ضغط الدم والوظيفة الجسدية لدى البالغين الأكبر سنًا بعد القيام بالتدريب المتواتر عالي الكثافة مرتين اسبوعيًا. يجب أن تؤخذ هذه النتائج في الاعتبار في سياق القيود المفروضة على الدراسة، وينبغي أن تتطلع الدراسات المستقبلية إلى تسجيل جميع الأدوية التي يتناولها المشاركون والسعي لتسجيل النشاط اليومي والاستهلاك الغذائي خلال الفترة التدريبية.

مع ذلك، هناك تحسنٌ كبيرٌ في وظيفة الأوعية الدموية، وفي الوظائف الجسدية والّتي ترتبط بقوة بالتحسنات في الضغط النبضي (حيث بلغت «المقاومة الوعائية-Vascular Resistance» 0.55، والتي قد تعكس زيادةً في «المطاوعة الوعائية-Arterial Compliance» بعد التدريب المتواتر عالي الكثافة.

بالنظر إلى أن ضيق الوقت أو النفور من التمارين التقليدية يشكل عوائق أمام المشاركة، هناك حاجة إلى إعادة تقييم نصائح التمرين الحالية لكبار السن للقيام بـ 150 دقيقة من التمارين المعتدلة أو 75 دقيقة من التمارين الشديدة في الأسبوع. الدراسة الحالية لديها التزام أقل بكثير من ناحية الوقت ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد الحد الأدنى والأمثل من التدريب المتواتر عالي الكثافة.

المؤلف الرئيسي للدراسة هو الدكتور جون بابراج، محاضر في فسلجة التمارين الرياضية.
تم نشر الدراسة في مجلة «العلوم الرياضية للصحة-Sport Sciences for Health».

ألمصادر: Knowridge Science Report
Springer Link (رابط الدراسة)

إقرأ أيضًا: طريقة جديدة لتخفيف الآلام دون الحاجة إلى أشباه الأفيونيات

قد لا يساعد «مخفوق البروتين-Protein Shake» على تخفيف آلام العضلات بعد الرياضة

وجد الباحثون في دراسة جديدة أن مخفوق البروتين قد لا يكون الوسيلة الأكثر فعالية لتخفيف آلام العضلات بعد ممارسة التمارين الرياضية. تم إجراء البحث من قبل علماء رياضة في «جامعة لينكولن-University of Lincoln» بالمملكة المتحدة.
منذ فترة طويلة، وُصف مخفوق البروتين كشئ لا بد من وجوده في الحقيبة الرياضية، حيث يستهلكه رواد الصالة الرياضية في محاولة لتعزيز العضلات وتقليل آلامها بعد التمرين.

لكن وجد الفريق الدراسة أنه كل من مخفوق مصل اللبن ومخفوق مصل الحليب لا يعززان معدل تعافي العضلات بعد «تمارين القوة- Strength/Resistance Training» مقارنةً بالمشروبات الغنية بالكربوهيدرات فقط.

قام الفريق بفحص 30 مشاركًا من الذكورالمتمتعين بخبرةٍ في تمرين القوة لعام على الأقل. قام الباحثون بتقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات، تستهلك كل مجموعة إما مشروبًا يحتوي على الهيدروليزات، أو مصل الحليب، أو مشروب غني بالكربوهيدرات عقب جلسة تمرين قوة مكثفة.

أعيد الاختبار بعد 24 و 48 ساعة من جلسة تمرين القوة. طلب الفريق من المشاركين تقييم مستويات وجع العضلات لديهم على نطاق بصري من “عدم وجود وجع في العضلات” (0) إلى “وجود وجع عضلات بأسوء ما يمكن” (200).
كما أكمل المشاركون سلسلة من تقييمات القوة لاختبار كفائة قيام العضلات بوظائفها.

وجد الفريق ارتفاعًا كبيرًا في مستويات وجع العضلات عند المجموعات الثلاث لمدة 24 ساعة و 48 ساعة بعد الجلسة الأولى من تمرين القوة، مع ارتفاع تصنيفات جميع المجموعات إلى أكثر من 90. كما وجدوا أيضًا انخفاضًا في قوة العضلات ووظائفها.

تشير النتائج إلى عدم وجود اختلاف بين الصيغ المختلفة على تعافي العضلات وليس هناك أي فائدة إضافية لاستهلاك البروتين في تعافي العضلات.
يقول الفريق إنه على الرغم من أن البروتينات والكربوهيدرات ضرورية لإصلاح ألياف العضلات بفعالية بعد تدريب القوة المكثف، إلا أن استهلاك أنواع البروتين مختلفة بعد التدريب مباشرة لا يؤثر كثيرًا على الشفاء العضلات أو يقلل من آلامها.

تم نشر الدراسة في مجلة «علم حركة الإنسان-Human Kinetics».

ألمصدر: Knowridge Science Report

إقرأ أيضًا: تناول الشوكولاتة لا يعالج الاكتئاب

Exit mobile version