هل يستبدل الذكاء الاصطناعي دور المصمم؟

هل يستبدل الذكاء الاصطناعي دور المصمم؟

وفقًا لـ “صحيفة الإيكونومست” سيتم استبدال 47٪ من العمل الذي ينجزه البشر بالروبوتات بحلول عام 2037، حتى تلك المرتبطة بالتعليم الجامعي التقليدي. على مدى 50 عامًا، كان البشر قلقون من قيام الآلات بوظائفهم، وفي بعض الحالات، تحول هذا الخوف الى حقيقة. ولكن في مجالات التصميم يجني المصممون المبدعون فوائد الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي (Machine Learning) في التصميم والعمارة. فيوفر المصممون المزيد من الوقت للإبداع، بينما تتعامل أجهزة الكمبيوتر مع المهام التكرارية المعقدة التي تعتمد على البيانات. لكن التقدم الحقيقي في المجال يعني تحدي التعاريف التقليدية للتصميم والمصممين واعادة تعريف دور المصمم، من العمارة إلى الهندسة إلى التصنيع.

في حين أن بعض المصممين سيواجهون صعوبة في التخلص من النماذج التقليدية، سيشجع آخرون الحرية الإبداعية الجديدة التي يوفرها التعلم الآلي في العمارة. ورؤية هذه التطورات كأدوات بدلاً من عقبات يمكن أن يؤدي إلى التحرر من قيود النماذج القديمة التقليدية لدور المصمم.

تشجيع الذكاء الاصطناعي لأتمتة التصميم

يطلق مصطلح (أتمتة – Automation) على إسناد المهام التي كان يقوم بها الانسان أو المهام المستحيل القيام بها الى الآلة، لتصبح مهام آلية تلقائية. ويأخذ المجتمع الحديث الأتمتة كأمرًا مفروغًا منه. وبينما قد لا يُطلق عليهم مصطلح “روبوتات”، لكن الهواتف والطابعات وأجهزة الميكروويف والسيارات والمساعد الصوتي “اليكسا”، كلها مهام آلية لكن يتم إجراؤها يدويًا. وبالرغم أن التقنيات الآلية ليست جديدة؛ لكنها تتطور مؤخرًا، بنفس الطريقة التي يتطور بها العقل البشري وبالطريقة التي يعالج بها المعلومات.

العمليات الآلية هي بالفعل جزء لا يتجزأ من التصميم؛ لكننا سميناهم بشكل مختلف. يقول Jim Stoddart من استوديو The Living للعمارة:

“إذا كنت أقوم بتصميم شيء في برنامج (Revit)، وينتج البرنامج تلقائيًا مستندات منسقة لبناء هذا الشيء، فإنها أتمتة. إنه يفعل كل الأشياء التي اعتدت فعلها يدويًا.”

توفر الحوسبة المتطورة مزيدًا من الفرص لموازنة ذكاء الإنسان والآلة، مما يتيح لكل منهما القيام بما هو أفضل له. يقول Mike Mendelson، محاضر معتمد ومصمم مناهج في Nvidia Deep Learning Institute:

“إن أجهزة الكمبيوتر ليست جيدة في الحلول الإبداعية مفتوحة النهاية؛ فهذا لا يزال محجوزًا للبشر. لكن من خلال الأتمتة، يمكننا توفير وقت القيام بالمهام المتكررة، ويمكننا إعادة استثمار هذا الوقت في التصميم.”

الثقة في التصميم المعتمد على البيانات

في الوقت الحاضر،يمكن للمصممين إنشاء واختبار نماذج لا حصر لها قبل اعتماد أي تصميم فعلي في الإنشاء، مما يوفر الوقت والمال والموارد. في حين أن بعض سمات التصميم التي تساهم في خلق فراغًا “مثاليًا” -مثل الإضاءة النهارية، والمشتتات البصرية، وما إلى ذلك- يمكن قياسها كمياً، فإن تفضيلات الإنسان تميل إلى أن تكون معقدة للغاية بحيث لا يمكن قياسها يدويًا.

يقول Zane Hunzeker، مدير التصميم الإفتراضي والإنشاء في شركة Swinerton Builders:

“إن الشركة تستخدم بالفعل برنامجًا لتحسين التصميم استنادًا إلى تعليقات المستخدمين. أحد برامجنا في الواقع الافتراضي (VR) سيتتبع المكان الذي تنظر إليه، وإذا توقفت ونظرت إلى شيء لأكثر من نصف ثانية، فسيضع علامة صغيرة في تلك المنطقة، ثم تكرر هذا لـ 25 شخصًا في هذا المكتب، وبالتالي، تعرف أين يريد الناس أن ينظروا، وبعد ذلك يمكنك إدخال ذلك في التعلم الآلي. حتى تتمكن من توجيه أثاثك بطريقة محددة، على سبيل المثال.”

وعلى هذا النحو، يمكن تحسين التصميم بسهولة قبل تناول آخر رشفة من قهوة الصباح. كما يمكن أن يمتد تقييم (التصميم المعتمد على البيانات – Data-Driven Design) إلى مفاهيم عالية المستوى. كما يوضح Stoddart:

“يمكننا وضع شخص ما في الواقع الافتراضي، حيث يكون داخل الفراغ ونسأله، ‘هل هذا مثير أم لا؟ هل يشعرك بالترحيب؟ هل هو جميل؟’ بعد ذلك يمكننا تغذية تلك البيانات في نظام للتعلم الآلي بإعتباره (مشكلة تعلم خاضعة للإشراف من المصمم)، وفي الواقع، هذا البرنامج يساعدنا على التنبؤ، من بين الآلاف من التصميمات التي ننتجها، أي منها يقدم حلول مثيرة وذات صفات مكانية ومادية عالية المستوى والتي تستحق المزيد من الاستكشاف. “

إذًا كيف يمكن للبشر أن يتعلموا الثقة بالذكاء الاصطناعي في العمارة؟

يقول Stoddart إن الأمر كله يتعلق بالتحقق من صحة المخرجات (Validation):

“في الوقت الحالي يمكننا التحقق من صحة المخرجات، ويمكننا أن نثق بها، يمكننا في الواقع السماح له بالبدء في استكشاف الأفكار بمعنى أوسع. ليس فقط لتأكيد الأشياء التي نعرفها بالفعل، ولكن من الأفضل أن توضح لنا طرقًا بديلة لفعل الأشياء التي ربما لم نفكر فيها من قبل. “

ولكن هل يستبدل الذكاء الاصطناعي دور المصمم؟

قدرت “صحيفة التلغراف” احتمالية أن يستبدل الذكاء الاصطناعي لعدد 700 وظيفة، من دراسة أجرتها جامعة أكسفورد نشرت في عام 2013. والأخبار السارة أنه يتمتع المعماريون بواحد من أقل معدلات الاستبدال بالذكاء الإصطناعي (يبلغ 1.8٪)، وذلك مع مصممي الأزياء (2.1٪)، ومهندسي الفضاء (1.7٪)، وأخصائي علم الأحياء المجهرية (1.2٪)، وفناني الماكياج المسرحي (1٪)، علماء الأنثروبولوجيا (0.8 ٪) ومصممي الرقصات (0.4 ٪).

الأتمتة والذكاء الاصطناعي، في الوقت الحالي، لن يستبدل دور المصمم، ولكن هذا لا يعني أن المجال لن يخضع لتحولات عميقة في ممارسته: الكمبيوتر والبرامج تقضي على الأنشطة المتكررة الشاقة، وتزيد إنتاج المواد إلى الحد الأمثل، وتسمح بتصغير حجم المكاتب المعمارية. فمع مرور الوقت، هناك حاجة إلى عدد أقل من المعماريين لتطوير مشاريع أكثر تعقيدا.

في النهاية، لا يزال الإبداع عالم العقل البشري وحده. وبفضل الذكاء الاصطناعى، أصبح لدى البشر القدرة على خلق وتصميم العالم الذي يريدون العيش فيه وترك العمل الشاق للآلات.

المصادر:

Britannica

How Machine Learning in Architecture Is Liberating the Role of the Designer

?Will Automation Affect Architects

The Economist 

The Telegraph

Unsplash

إقرأ أيضًا: كيف ستطور تكنولوجيا نمذجة معلومات البناء (BIM) من تصميم وإنشاء المباني؟

الصين تبدأ أبحاث شبكات الجيل السادس 6G !

الصين تبدأ أبحاث شبكات الجيل السادس 6G

بعد فوز الصين على أمريكا في سباق شبكات الجيل الخامس 5G تبدأ الصين أبحاث شبكات الجيل السادس 6G من اليوم وهو الخبر الذي قد يثير عجب الكثير من المتابعين للصراع الطويل بين الدولتين. ولكن دعونا من الصراع السياسي والاقتصادي للهيمنة، لنعرف في هذا المقال المزيد عن التقنيات الستة وأهم الفوارق بينهم.

خلال العقود الأخيرة تطورت تقنيات شبكات الاتصالات والانترنت بشكل متسارع وذلك لتلبية الطلب العالي للبيانات من قبل المستخدمين. وفي كل فترة تظهر تقنية جديدة تحدد طريقة عمل شبكات الاتصالات ابتداًء بتقنيات الجيل الأول 1G  ومرورًا بالجيل الثاني G2 والثالث G3 والرابع G4 والخامس G5. مؤخرًا أعلنت الصين رسميًا بدء تطوير تقنية الجيل السادس 6G.

نظرة تاريخية:

قبل بدء الحديث عن تقنية الجيل السادس، من الضروري التطرق بالحديث عن الأجيال السابقة وذلك لمعرفة الفرق بين هذه الأجيال، وفهم مدى التطور الذي حدث مع مرور السنين.

الجيل الأول 1G :

ظهر الجيل الأول للاتصالات في بداية الثمانينات من القرن الماضي، وهذا الجيل يعتمد على تقنية «Frequency Division Multiplexing-التقسيم الترددي المتعدد» وتعرف اختصارًا بـ «FDM» وتتعامل مع الإشارات التماثلية «Analog Signals» فقط لذا كانت تُستعمل فقط لنقل المكالمات الصوتية، ولا يمكن استعمالها لإرسال الرسائل، أو حتى استعمالها في شبكات الانترنت.

الجيل الثاني 2G :

ظهر الجيل الثاني في بداية التسعينات، واعتمد هذا الجيل على تقنيات تتعامل مع الإشارات الرقمية مثل تقنية التقسيم الزمني متعدد الوصول والتي تعرف اختصارًا ب «TDMA» . وتعمل هذه التقنية بتقسيم التردد اللاسلكي إلى أجزاء زمنية، ثم تخصيص تلك الأجزاء لعدة مستخدمين. بهذه الطريقة؛ يمكن للتردد الواحد أن يدعم العديد من قنوات البيانات المتزامنة. فأتاحت هذه التقنية للمستخدم خدمة الرسائل النصية القصيرة «SMS» والبريد الإلكتروني. ثم ظهرت تقنية «EDGE»  التي تسمح بزيادة سعة البيانات أثناء الاتصال ووصلت السرعة فيها إلى 473Kbit/second وبالتالي أتاحت خدمات جديدة مثل رسائل الوسائط المتعددة «MMS» والانترنت اللاسلكي.

من خلال تقنية TDMA، بإمكان عدد من الأشخاص استخدام نفس التردد ولكن بفترات زمنية مختلفة.

الجيل الثالث 3G :

يعتبر هذا الجيل ثورة في مجال الاتصالات نظرًا للسرعة العالية التي يقدمها مقارنة مع الأجيال السابقة، ويعتمد هذا الجيل على ما يسمى بتقنية النظام العالمي للاتصالات اللاسلكية، وتعرف اختصارًا ب «UMTS» والتي توفر خدمة الوصول إلى الانترنت عبر الموبايل أو الابتوب حتى أثناء التجوال والسفر، وتصل سرعة نقل البيانات في هذا الجيل إلى ما يقارب 7.2Mbps .

الجيل الرابع 4G :

يعتمد الجيل الرابع على معيار «التطور طويل الأمد-Long Term Evolution» ويعرف اختصارًا ب «LTE»هو معيار من معايير الاتصالات اللاسلكية ذات النطاق العريض التي تعتمد على بروتوكول الإنترنت «IP»، وهي مصممة لتدعم وبشكل فعال الاتصال المبني على حزم البيانات، بحيث يسمح بنقل كمية أكبر من البيانات على شكل حزم، وهذا بدوره أدى الى مضاعفة سرعة الاتصالات والانترنت الى سرعات فائقة تصل إلى عشرين ضعف سرعة الجيل الثالث؛ إذ يمكنك تحميل فيلم حجمه 1 جيجا في أقل من نصف دقيقة.

الجيل الخامس 5G :

يعد الجيل الخامس آخر ما توصل إليه العلماء في مجال الشبكات الخلوية وتم تطبيقه مؤخرًا في عدد من الدول، لذا سنطرق بالحديث أكثر عن هذا الجيل.

ما هي تقنية الجيل الخامس 5G ؟

تقنية الجيل الخامس هي مجموعة القواعد التقنية الحديثة التي تحدد طريقة عمل الشبكة اللاسلكية، بما في ذلك الترددات المستخدمة، وكيفية التعامل مع المكونات المختلفة للشبكة -مثل معالجات الكمبيوتر والهوائيات- مع الإشارات الراديوية وتبادل البيانات معها.

أين توجد تقنية الجيل الخامس حاليا؟

تقنيات الجيل الخامس مستخدمة في كوريا الجنوبية والمملكة المتحدة وألمانيا والولايات المتحدة وفي الأيام الماضية أعلنت ثلاث شركات كبرى في الصين تبنيها لتقنيات الجيل الخامس وهي «China Mobile و China Unicom و China Telecom». الجدير بالذكر أن الصين الآن في طريقها لاستكمال محطة قطار شنغهاي المزودة بتقنية الجيل الخامس، وذلك بالتعاون مع شركة هواوي الصينية للتكنولوجيا «Huawei».

حوالي 60 مليون مسافر يستخدمون محطة شانغهاي هونغتشياو للسكك الحديدية سنويًا (حقوق الصورة لشبكة بلومبرج عبر Getty Images)

سرعة تحميل فائقة:

من المتوقع أن تصل سرعات التحميل في شبكات الجيل الخامس إلى 1000 ضعف سرعة التحميل في شبكات الجيل الرابع. وفقًا لشركة هواوي سيتمكن زوار محطة شنغهاي من تنزيل فيلم عالي الدقة بسعة 2 جيجابايت في أقل من 20 ثانية، بالمقارنة، سوف يستغرق تنزيل الفيلم نفسه على شبكة 4G ثلاث دقائق و20 ثانية.

استخدامات ممكنة لشبكات الجيل الخامس:

  • توفير ترجمة فورية لعدة لغات في المؤتمرات عبر الهواتف الخلوية.
  • يمكن للسيارات ذاتية القيادة تشغيل الأفلام والموسيقى وقراءة خرائط الطرق مباشرة عبر خدمة الحوسبة السحابية «Cloud Computing» دون الحاجة لتنزيل تلك الأفلام وغيرها نظرًا لسرعة الاتصال الهائلة.
  • يمكن تنزيل فيلم حجمه 8 جيجا بايت في غضون ست ثوان فقط.
  • من المتوقع أيضا أن تكون شبكة 5G سريعة وفعالة ومن الممكن أن تُعلن نهاية الاتصالات السلكية.

والآن، ماذا عن الجيل السادس 6G ؟

شبكات الجيل السادس لازالت قيد البحث والدراسة، حيث قامت الصين بتشكيل فريق مكون من 37 عضو من خبراء الاتصالات من المعاهد والجامعات المختلفة، من أجل تطوير هذا النوع المستقبلي من الشبكات، ودراسة الجدوى لهذا المشروع.

 

المصادر:

Dailymail

The New York Times

جوجل تعلن تحقيقها التفوق الكمي !

أخيرًا، جوجل تعلن تحقيقها التفوق الكمي !

التفوق الكمي نقطة فاصلة في تاريخ التكنولوجيا، جوجل تعلن تحقيقها التفوق الكمي ، فمرحبًا بك في عالم الكم

صرحت شركة Google أن فريق من علمائها بقيادة «جون مارتينيز-John Martinis» عالم الفيزياء التجريبية في جامعة كاليفورنيا بسانتا باربرا وجوجل في ماونتن فيو قاموا ببناء جهاز كمبيوتر وصل إلى «التفوق الكمومي-quantum supremacy» وأجرى عملية حسابية قد تستغرق أسرع أجهزة الكمبيوتر العملاقة في العالم 10000 عام في 200 ثانية فقط! 

ناسا وتسرب الخبر

تم نشر نتائج اختبارات Google  التي أجريت باستخدام شريحة كمومية تم تطويرها داخل الشركة، يوم الأربعاء  23 أكتوبر في مجلة «Nature» العلمية.

جاء ذلك بعد تسرب مبكر من الورقة البحثية قبل خمسة أسابيع في سبتمبر من قبل الفاينانشيال تايمز ومصادر أخرى أخذته من موقع ناسا الذي يتعاون مع جوجل في مجال الحوسبة الكمومية، لكن تم مسح الورقة المنشورة سريعًآ في ذلك الوقت ولم تؤكد الشركة أنها كتبت الورقة ولم تعلق على القصة وقتها.

التصريح الرسمي

قال «هارتموت نيفين-Hartmut Neven» المدير الهندسي في جوجل عبر مدونته الرسمية:

هذا الإنجاز هو نتيجة سنوات من البحث والتفاني من العديدين، إنها أيضًا بداية رحلة جديدة لمعرفة كيفية تطبيق هذه التكنولوجيا ونحن نعمل مع مجتمع البحث ونترك أدواتنا مفتوحة المصادر لتمكين الآخرين من العمل إلى جانبنا لتحديد التطبيقات الجديدة لتلك التقنية.

الفكرة الرئيسية للحوسبة الكمومية

تتمثل الفكرة وراء الحوسبة الكمومية في تحسين سرعة المعالجة وقوة أجهزة الكمبيوتر لتكون قادرة على محاكاة النظم البيولوجية الكبرى ودفع التقدم في الفيزياء والكيمياء وغيرها من المجالات.

عن طريق محاكاة التفاعلات والحسابات اللازمة للحصول على النتائج في الأبحاث العلمية وتسريعها درجات غير مسبوقة للحصول على نتائج قد تستغرق أعوام في أيام قليلة.

فبدلاً من تخزين وترميز المعلومات بشفرة «ثنائية-binary» مكونة من  0 أو 1 مثل أجهزة الكمبيوتر التقليدية ، تعتمد أجهزة الكمبيوتر الكمومية على «مكدسات- qubits» والتي يمكن أن تكون 0 و 1 في وقت واحد؛ مما يزيد بشكل كبير من كمية المعلومات التي يمكن ترميزها.

شك في النتائج المعلنة

لكن مثل الكثير من التطورات في الذكاء الاصطناعي هناك الكثير من النقاش حول ما يشكل طفرة حقيقية، فيقول الباحثون في «International Business Machines Corp-IBM» -وهي المنافس التقليدي لجوجل في هذا المجال- في مدونة هذا الأسبوع إن محاكاة نفس المهمة التي استخدمتها Google يمكن إجراؤها في غضون يومين ونصف فقط على جهاز كمبيوتر كلاسيكي مزود بسعة تخزين كافية على القرص الصلب وليس 10 آلاف عام!.

فإذا كان التفوق الكمومي يعني القيام بشيء لا تستطيع أجهزة الكمبيوتر التقليدية  القيام به فهذا ليس الأنجاز الذي تدعيه جوجل.

إنجازات سابقة على جوجل

في الوقت الذي تتسابق فيه أكبر شركات التكنولوجيا في العالم على تطوير جهاز كمبيوتر كمّي يتفوق على الأكاديميين، إلا أن بعض المنتجات متاحة تجاريًا بالفعل. 

عام 2011 أصبحت شركة «D-Wave Systems Inc» في كندا أول شركة تبيع مثل هذا المنتج للشركات والمختبرات الحكومية على الرغم من أن تلك الآلات محدودة ولا يمكنها حل أي مسائل رياضية.

كما أن هناك عدد من الشركات الأخرى بما في ذلك IBM و Microsoft Corp و Rigetti Computing التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها – تسعى لصنع أجهزة أكثر قوة يمكن للشركات استخدامها، وأتاح بعضهم أيضًا تقنياتهم بشكل مفتوح ​​للباحثين للتجربة عبر الإنترنت.

آراء العلماء

يقول مارتينيز إن:

التفوق الكمي يُعتبر علامة فارقة لأنه يثبت أن أجهزة الكمبيوتر الكمومية يمكن أن تتفوق على أجهزة الكمبيوتر التقليدية على الرغم من أن ذلك لم يتم إثباته إلى الآن إلا في حالات محدودة للغاية، إلا أن تلك الحالات تثبت لعلماء الفيزياء أن ميكانيكا الكم تعمل كما هو متوقع عند تسخيرها في مشكلة معقدة.

وتقول «ميشيل سيمونز- Michelle Simmons» عالمة فيزياء الكم في جامعة نيو ساوث ويلز في سيدني بأستراليا:

يبدو أن جوجل قد أعطتنا أول دليل تجريبي أن التسارع الكمي يمكن تحقيقه في الواقع.

تطبيقات محدودة للتفوق الكمي

يقول «كريستوفر مونرو- Christopher Monroe» الفيزيائي بجامعة ماريلاند في كوليج بارك

إن إنجاز جوجل قد يفيد الحوسبة الكمومية من خلال جذب المزيد من علماء الكمبيوتر والمهندسين إلى هذا المجال، لكنه يحذر أيضًا من أن الأخبار قد تخلق انطباعًا بأن أجهزة الكمبيوتر الكمومية أقرب إلى التطبيقات العملية السائدة مما هي عليه بالفعل. 

في الواقع يضيف مونرو أن العلماء لم يثبتوا بعد أن الكمبيوتر الكمومي القابل للبرمجة يمكنه حل مهام مفيدة لا يمكن القيام بها بأي طريقة أخرى، مثل حساب الهيكل الإلكتروني لجزيء معين وهي مشكلة صعبة تتطلب خلق نماذج للتفاعلات الكمية.

ويقول «سكوت آرونسون-Scott Aaronson» عالم الحوسبة النظرية في جامعة تكساس

 إن هناك خطوة مهمة أخرى تتمثل في إظهار التفوق الكمي في خوارزمية تستخدم عملية تعرف باسم تصحيح الأخطاء، طريقة لتصحيح الأخطاء الناتجة عن الضوضاء والتي من شأنها أن تدمر أي عملية حسابية، يعتقد الفيزيائيون أن هذا سيكون ضروريًا لتشغيل أجهزة الكمبيوتر الكمومية على نطاق واسع.

وإن التجربة التي ابتكرتها Google لإظهار التفوق الكمومي قد يكون لها تطبيقات عملية: مثل أنشأ بروتوكولًا لاستخدام الحسابات الناتجة عن مولد الأرقام العشوائية الكمومية، فقد قد يكون ذلك مفيدًا في التشفير وخلق العملات المشفرة التي يعتمد أمانها على مفاتيح عشوائية على سبيل المثال.

يعمل مارتينيز على تحقيق هذين الهدفين ويقول أنه سوف يكشف عن نتائج تجاربه في الأشهر المقبلة ويضيف أن هذه التجربة تشبه برنامج اختباري  ليس مفيدًا بحد ذاته لكنه يخبر Google أن الأجهزة والبرامج الكمية تعمل بشكل صحيح.

مصادر:

نيويورك تايمز

مجلة Nature

اقرأ أيضًا، إجراء أول نقل عن بعد كمومي لمعلومات كمية

تعرف على مكتبة بابل: حيث كل ما كُتِب وكل ما سيكتب في المستقبل!

تخيل مكتبة تحتوي كتبها على كل مجموعة ممكنة من الحروف والأرقام. عندما تفكر في الأمر، تكون الآثار مذهلة. على افتراض أن لديك بالفعل كل مجموعة ممكنة، فهذا يعني أنه سيكون لديك كل قصيدةٍ مكتوبة وكل قصيدةٍ سيتم كتابتها على الإطلاق. سيكون لديك أيضًا كل الاكتشافات العلمية!
مع هذه الكتب، يمكنك كشف الكون والكشف عن أعظم الأعمال الفنية. سيكون لديك أيضًا كل تاريخ ضاع مع الوقت. وسيكون لديك مخطط تفصيلي لكل مستقبل ممكن لكل شخص على قيد الحياة اليوم (وأيضاً كل شخص قد يولد بعد). باختصار، ستعرف بدقة موعد وفتاك.
بالطبع، لإنشاء هذه المكتبة، ستحتاج إلى كمية لا حصر لها تقريبًا من الورق والحبر والوقت. أو بإمكانك أن تنضم إلى «جوناثان باسيلي-Jonathan Basile»، مبتكر «مكتبة بابل-The Library of Babe».

استلهم باسيلي إنشاء مكتبة شاملة حرفيًا من نص قصة «مكتبة بابل-La Biblioteca de Babel» للكاتب خورخي لويس بورخيس. في هذه القصة، يصف بورخيس نسخته من مكتبة عالمية، تحتوي حرفيًا على كل عبارة وكل كلمة يمكن كتابتها على الإطلاق. بمعنى آخر، ستحتوي هذه المكتبة على كل مجموعة ممكنة من الحروف، وبالتالي تحتوي على كل الكتب التي كانت موجودة وأي كتاب سيكتب مستقبلًا.

وإذا كنا نتحدث حرفيًا عن كل ترتيب محتمل للحروف (وهو ما نقوم بيه بالفعل)، فستحتوي المكتبة أيضًا على كم هائلٍ من الصفحات المليئة بالهراء.
ومع ذلك، إذا كنت ترغب في الفرز بين الكلام غير المترابط وغيره من الكلام الجيد، فستكشف في النهاية عن (حرفيًا) كل شيءٍ جيد. وصف بورخيس المكتبة في مقال نشر عام 1939 بعنوان «المكتبة الجامعة-La Biblioteca Total»، والّذي كان مقدمة لقصته القصيرة المذكورة أعلاه.

بالنسبة للأجيال السابقة، مكتبةٌ كهذه ليست إلّا مجرد نسج من الخيال. ومع ذلك، رأى باسيلي، الذي درس الأدب الإنجليزي في جامعة كولومبيا، أن أجهزة الكمبيوتر يمكن أن تسمح لنا بالفعل بتحويل رؤية بورخيس إلى واقغ. على هذا النحو، انطلق باسيلي لجعل المكتبة تنبض بالحياة. ومن الجدير بالذكر أنه أزال الأرقام لجعل المشروع ممكنًا إلى حد ما.

بعد ذلك، أمضى ستة أشهرٍ في محاولةٍ لإنشاء مكتبته. لسوء الحظ، اكتشف أنه لا يزال يتطلب تخزينًا رقميًا أكبر مما قد يناسب الكون بأكمله. لجعل المهمة أكثر قابلية للإدارة، استخدم باسيلي كتبًا يبلغ طولها 410 صفحة وتحتوي على 3,200 حرف في كل صفحة. حتى مع هذه القيود، فقد حسب أن عدد “الكتب” سيكون في حوالي 10 أُس مليونين.

لذلك كان عليه أن يستقر على مكتبةٍ موجودةٍ كخوارزمية. يعمل هذا البرنامج كلما قام شخص ما بكتابة نصٍ في موقع المكتبة. قام أيضًا بتقليص حجمها حتى لا تتكرر صفحةٌ في كتابين، ومع ذلك لا يزال في المكتبة 10 أُس 4,677 كتاب.

أوضح باسيلي:

“بما أنني أتخيل أن السؤال سوف يطرح نفسه في أذهان بعض الزوار (هناك قدر معين لا مفر منه من عدم الثقة في الصورة الافتراضية) سوف أتجنب أي شكوك: أي نص تجده في أي مكان بالمكتبة سيكون في نفس المكان إلى الأبد. نحن لا نقوم ببساطة بإنشاء وتخزين الكتب حسب الطلب– في الواقع، فإن متطلبات التخزين تجعل ذلك مستحيلاً. يمكن الوصول إلى كل تركيبٍ محتملٍ للحروف في هذه اللحظة بالذات في واحدٍ من كتب المكتبة، في انتظار من يكتشفها.”

واصل باسيلي توضيح كيفية سير العملية بالضبط:

“لا يخزن الموقع الكتب على قرص، ولا يقوم بإنشائها عندما تُطلوب ثم تُخزن في هذه الصفحات. ولكن دائمًا ما تضع نفس صفحة النص في “المكان” نفسه في المكتبة. يقوم الموقع بذلك باستخدام خوارزمية لتوليد الأرقام شبه العشوائية تسمى «المولد التطابقي الخطي-Linear Congruential Generator (LCG)». من أجل أن تكون قادرًا على إنشاء كل صفحة محتملة من 3200 حرفًا، سيتطلب «مولد أعداد شبه عشوائية -Pseudorandom Number Generator (PRNG)» رقمًا أساسيًا يبلغ حوالي 16000 بِت– في نظام العد العشري، هذا رقم يتكون من حوالي 5000 عدد!”

للبحث عن عبارة، ما عليك سوى التوجه إلى الموقع وستجدها في غضون ثوانٍ. يعمل البرنامج بطريقة تعرض جميع الصفحات التي سيظهر عليها هذا النص إذا كانت مكتبة بابل شيءًا ماديًا حقيقيًا. في هذا الصدد، على الرغم من أن الصفحة غير حقيقية (لا يمكنك استلامها ولا يتم تخزينها)، فإن الصفحة موجودة كمجموعة من الإحداثيات، لذا ستكون هي نفسها في كل مرة تبحث فيها عن العبارة عينها.

في حين أن هذه المكتبة مثيرةٌ للاهتمام، غير أنها قد لا تكون أفضل وسيلةٍ لكشف أسرار الحياة والكون وكل شيء.

ألمصدر: Futurism

إقرأ أيضًا: تصريحات إيلون ماسك الجديدة حول الذكاء الاصطناعي

Exit mobile version