أساليب التعلم والتفاعل الاجتماعي
لماذا قد نهتم بمعرفة أي أنواع المتعلمين نحن؟ لماذا نهتم طالما أننا نحصّل المعلومات على أي حال؟ هل هناك علاقة بين ذكاءاتنا وأساليب تعلمنا؟ وإن كان كذلك، فما هي أساليب التعلم التي تناسبنا يا تُرَى؟
وفقًا لشتيرنبرغ وجريجورينكو، هناك ثلاثة دوافع رئيسية للاهتمام بدراسة أساليب التعلم، أولًا: لفهم العلاقة بين الإدراك والشخصية، ثانيًا: لفهم مستوى التحصيل التعليمي والتنبؤ به وتحسينه، وثالثُا وأخيرًا: لرفع مهارة تحديد المجال العملي الشخصي وطريقه ووظيفته. [1]
تحدثنا في المقال السابق عن أساليب التعلم الإدراكية الحسية، ونتناول في هذا الموضوع أساليب التعلم المعرفية وعلاقتها بأساليب التفاعل الاجتماعي. وهي تأتي بعد أساليب التعلم الحسية في التطور، فهي أكثر مرونة وقابلية للتغيير تبعًا للبيئة، والظروف المحيطة، والتطور العمري والعقلي. وتُعرف أساليب التعلم المعرفية بأنها الطريقة التي نحصّل بها المعلومات بفاعلية وننظمها. ويقترح نموذج مالكوم نولز (1982) أربعة أنواع، نشرحها في السطور التالية. [1]
محتويات المقال :
كما يقترح الاسم، يتسم هذا النوع بالاجتماعية. فإذا كان يتعلم لغة جديدة مثلًا، فإنه يميل لسماع أصحاب اللغة الأم، وينخرط في ثقافتهم، ويشاهد ما يشاهدون باللغة الأصلية. بالإضافة إلى استخدامه لهذه اللغة في مناحي حياته بشكل عام: في المواصلات، والمقاهي، والأماكن العامة. ويحب أن يسمع المفردات الجديدة من أصحاب اللغة عوضًا عن سماعها آليًّا من القاموس. كما يفضّل هذا النوع الحصول على تقييمات وتعقيبات شخصية من المعلم. لذا، فهو غالبًا ما يكون متعلم بصري و/أو سمعي. [2][5]
على عكس سابقه، لا يتسم هذا النوع بالاجتماعية. يميل هذا النوع للوثوق بأي سلطة مؤكدة، فيثق في رأي معلمه فقط أو رأي الكتب المختصة في هذا المجال، ولا يستمع لزملائه على اعتبار أنهم لا يعرفون بالقدر الكافي. لذا؛ وعلى الرغم من أنه نوع مسؤول كمتعلم، إلا أنه يكون اعتمادي، وذلك لأنه يريد معلمه أن يشرح له كل شيء. فيتعلم هذا النوع بالطريقة التقليدية، إذ تتسلسل المعلومات بتتابع ووضوح وتكون ذات نتائج محددة صرح بها وأكدها المعلم. ولا يفضل المتعلم السلطوي الصف التعاوني؛ وبالتالي فهو لا ينخرط كثيرًا في المناقشات التي تحدث في الصف، ويأخذ قول المعلم أخيرًا كإجابة على سؤال المناقشة. وهو على عكس نظيره من المتعلم المتواصل. كما يثق هذا المتعلم فيما يقرأ ويدوّن، لذلك فهو يميل إلى تحصيل المعلومات بالقراءة والكتابة. [5]
هو ذلك النوع الذي تمكنه مهارته المعرفية ليس فقط من التحليل التفصيلي الدقيق للمفاهيم، بل وكذلك يقدر قيمة الاستقلال بعمل الأشياء وحده. وبسبب هذه المهارة التحليلية، فالمتعلمين التحليليين يميلون لفهم الأشياء من المفصّل للمجمل، وليس العكس، إذ إن التفاصيل تساعدهم في تكوين الصورة الكلية للمفهوم. ويبرع هذا النوع في اكتشاف أخطائه ومعالجتها، كما يبرع في حل المشكلات التي يقدمها له المعلم. [3][5]
يتميز هذا النوع من المتعلمين بكونهم مبدعين، ومغامرين، وفضولين بالفطرة، فيحبون استكشاف العالم من حولهم. ويرتبط هذا النوع بالتعلم الحركي الذي تناولناه سابقًا، إذ يحب هذا النوع من المتعلمين التجربة. ولكن مثلًا في تعلم اللغات، يقول ويلنج في كتابه «أساليب التعلم في تعليم الكبار للمهاجرين» أن الصفة الشائعة بين هذا النوع هو شعور عدم الكفاية، وعقدة النقص. لذا فهم يرغبون في التعلم بمزج المرح في عملية التعلم من خلال الألعاب والأنشطة الجسدية عوضًا عن التعلم وحدهم. [4] [5]
بالطبع سيكون هناك اختلاف كبير بين قدرات المتعلمين وأساليب التعلم، ويعتبر هذا الأمر صحي للصف الدراسي. ويجدر بالذكر أن يستخدم المتعلمون هذه الأساليب دون وعي منهم، ولكن دور المعلم يكمن في:
في عالم الكم، لم تعد قواعد الفيزياء الكلاسيكية قابلة للتطبيق. واحدة من أكثر الحالات الرائعة…
أظهرت دراسة جديدة أن المرضى يجدون الذكاء الاصطناعي أكثر تعاطفاً وتفهماً من الأطباء النفسيين وخبراء…
باتت التجارب الرقمية أكثر عمقًا وانغماسًا مع دمج الحواس البشرية في البيئات الافتراضية. ويأتي نظام…
في اكتشاف رائد، كشف باحثون من جامعة أتينيو دي مانيلا عن أدلة على وجود شكل…
درس العلماء الأسماك الغضروفية الحديثة، مثل أسماك القرش وأسماك الزلاجات. وقارنوها بنظيراتها عديمة الفك، مثل…
تحول دماغ شاب إلى زجاج منذ ما يقرب من 2000 عام، وهي ظاهرة يعتقد العلماء…
View Comments