ما هو علم النفس الشرعي؟

مع هوس المجتمع باكتشاف ما يدور داخل عقل المجرم، فلا عجب أن يكون مجال علم النفس الشرعي رائعًا للغاية. فيما يلي أهم ما يمكنك معرفته حول مجال علم النفس الشرعي وكيف يؤثر على نظام العدالة الجنائية.

تعريف علم النفس الشرعي

علم النفس الشرعي هو دراسة علم النفس الإكلينيكي في المواقف القانونية. يشير هذا إلى دراسة العلاقة بين علم النفس البشري ونظام العدالة الجنائية. يعتبر هذا التعريف تعريفًا واسعًا للمصطلح، يخصص مساحة للبحث والدراسة الأكاديمية لعلم النفس والقانون. بينما يمكن أن يكون هناك تعريف أضيق يشير إلى التقييم النفسي المهني للفرد الذي يشارك حاليًا في عملية قانونية. يمكن أن يكون هذا تقييمًا لفهم الحالة الذهنية للشخص أثناء الجريمة أو قدرته على المثول للمحاكمة أو يقيم مدى مصداقية الشهود، وغير ذلك.

ويعرِّف المجلس الأمريكي لعلم النفس الشرعي- American Board of Forensic psychology هذا المجال بأنه تطبيق علم النفس على القضايا التي تتعلق بالقانون والنظام القانوني.وقد نما الاهتمام بعلم النفس الشرعي بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.

لمحة تاريخية قصيرة

بينما يعتبر علم النفس الشرعي مجال تخصص جديد إلى حد ما في علم النفس؛ إلا أن الأيام الأولى لهذا المجال تعود إلى بدايات علم النفس. لطالما سعى الفلاسفة والعلماء إلى فهم الدوافع التى تجعل الناس يرتكبون الجرائم، أو يتصرفون بعدوانية أو ينخرطون في سلوكيات مُعادية للمجتمع. في الواقع، لقد تم الاعتراف رسميًا بعلم النفس الشرعي كمجال تخصص من قِبل الجمعية الأمريكية لعلم النفس – American Psychological Association APA عام 2001 م. وعلى الرغم من ذلك؛ فإن مجال علم النفس الشرعي له جذور تعود إلى أول مختبر علم نفسWundt في لايبزيغ-ألمانيا، المختبر الذي أسسه Wilhelm Wundt عام 1879 م كأول مختبر لعلم النفس التجريبي. لم يحدث النمو الملحوظ في علم النفس الشرعي الأمريكي إلا بعد الحرب العالمية الثانية. قبل ذلك الوقت، عمل علماء النفس كشهود خبراء، ولكن فقط في المحاكمات التي لم يُنظر إليها على أنها انتهاك للأخصائيين الطبيين، الذين كان يُنظر إليهم على أنهم شهود أكثر مصداقية. في قضية هاوثورن عام 1940 م، قضت المحاكم بأن معيار الشهود الخبراء يعتمد على مدى معرفة الشاهد بالموضوع، وليس ما إذا كان الشخص حاصل على شهادة طبية.

وشهد المجال نموًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، إذ أصبح هناك المزيد من الطلاب المهتمين والمقبلين على هذا الفرع التطبيقي لعلم النفس. كان للأفلام الشعبية والبرامج التلفزيونية والكتب والروايات دور كبير في لفت أنظار الناس إلى هذا المجال. فغالبًا ما تصور الأبطال الرائعين الذين يتتبعون الجرائم ويتعقبون المجرمين باستخدام علم النفس. فانتبه الناس إلى مدى روعة علم النفس في الخوض في العقول لحل الجرائم وتحقيق العدالة. وبالإضافة إلى رونقه في وسائل الإعلام والأفلام؛ فهو يلعب دورًا مهمًا في الحياة الواقعية. فهو، كما ذكرنا، ينطوي على التقييم النفسي لأولئك المشاركين في المسألة القانونية.

ما أهمية علم النفس الشرعي في نظام العدالة الجنائية؟

علم النفس الشرعي له أهمية كبيرة في نظام العدالة الجنائية؛ تعطي دراسة السلوك البشري من أجل إنفاذ القانون وتحقيق العدالة فرصة لمعرفة كيف ولماذا تحدث الجرائم وكيف يمكن لقضايا الصحة العقلية الموجودة مسبقًا أن تساهم في الجريمة. أثناء الدراسة في هذا المجال، يبذل علماء النفس الشرعي جهدًا للمساعدة في إعادة تأهيل السجناء الذين لديهم تاريخ من الجرائم المستمرة. الفكرة هي كسر حلقة سلوكهم حتى لا يتعرضوا للسجن بسبب أفعالهم. يقدم علماء النفس أيضًا توصية مهنية ومتخصصة للمحكمة حول ما إذا كان الشخص مؤهلاً بما يكفي للمحاكمة. وإذا كانت هناك حاجة إلى علاج الصحة العقلية بعد الإدانة، فيمكن للطبيب النفسي الشرعي أيضًا تقديم توصيات بشأن ذلك.

فيما يتميز علم النفس الشرعي عن مجالات علم النفس الأخرى؟

يتميز علم النفس الشرعي عن أي تخصص آخر مثل علم النفس الإكلينيكي بأنه عادة ما تكون واجبات الطبيب النفسي الشرعي محدودة إلى حد ما من حيث النطاق والمدة. بينما يُطلب من أخصائي علم النفس الشرعي أداء واجب محدد للغاية في كل حالة على حدة، مثل تحديد ما إذا كان المشتبه به مؤهلًا عقليًا لمواجهة التهم. وعلى عكس التعامل السريري النموذجي، حيث يسعى المريض أو الشخص طواعية للحصول على المساعدة أو التقييم، يتعامل الطبيب النفسي الشرعي عادةً مع أشخاص ليسوا أمامه بمحض إرادتهم. يمكن لهذا أن يجعل التقييم والتشخيص والعلاج أكثر صعوبة لأن بعض الأشخاص يقاومون عن عمد محاولات المساعدة.

من هو الطبيب النفسي الشرعي وماذا يعمل؟

عندما يعمل علماء النفس الشرعيون في محاكم الأسرة مثلاً، فإنهم يقدمون خدمات العلاج النفسي، والتحقيق في تقارير إساءة معاملة الأطفال، وإجراء تقييمات حضانة الأطفال، وإجراء تقييمات مخاطر الزيارة. يقدم علماء النفس الشرعيون العاملون في المحاكم المدنية العلاج النفسي لضحايا الجرائم، ويقيمون الكفاءة، ويقدمون آراءً ثانية. ويقدم العاملون في المحاكم الجنائية تقييمًا للمجرمين الأحداث والبالغين، ويجرون تقييمات للكفاءة العقلية، ويتعاملون مع الأطفال الشهود. غالبًا ما يُجري علماء النفس الشرعي أبحاثهم الخاصة، بالإضافة إلى دراسة وتحليل أبحاث متخصصين آخرين. قد يدرسون المجرمين وجرائمهم لمعرفة سمات أنواع معينة من المجرمين، والتي قد تتضمن إجراء مقابلات بين المجرمين وأقربائهم أو ضحاياهم. قد يعمل علماء النفس الشرعيون أيضًا كشهود خبراء أثناء المحاكمات الجنائية، ويقدمون شهادات حول سبب حدوث جريمة ما. قد يعبرون أيضًا عن سبب اعتقادهم أن المدعى عليه من المحتمل أن يكون قد ارتكب الجرائم المعنية. قد يكون لطبيب النفس الشرعي أيضًا تأثير على إصدار الأحكام على المجرم.

كيف تصبح أخصائيًا شرعيًا؟

إذا كنت تستمتع بالتعرف على العلاقة بين السلوك البشري والقانون، فمن المحتمل أن يثير هذا اهتمامك قليلاً. وإذا احترفت المجال وأتقنت علومه ومناجهه، ربما تصبح من أرباب مهنة تُدر عليك قرابة 79.000 دولارًا سنويًا! عادة ما يكون علماء النفس الشرعيون علماء نفس مُرخصين متخصصين في تطبيق المعرفة النفسية على المسائل القانونية، في كل من المجالات الجنائية والمدنية. فهم حاصلون على درجات جامعية في علم النفس، ودكتوراه في أغلب الأحيان. كما قد يتطلب العمل كطبيب نفسي درجة الدكتوراه. ولكن هناك بعض فرص العمل في المدارس والمؤسسات الصناعية التي قد تصبح متاحة بعد حصول الطالب على درجة الماجستير.

ومع ذلك، فإن التخصص في هذا المجال لا يتطلب بالضرورة درجة الدكتوراه. حيث تحدد أهداف التوظيف المستقبلية للطالب نوع الدرجة المطلوبة للعمل. وبالنسبة للتدرج الأكاديمي للحصول على رخصة مزاولة مهنة الطب النفسي الشرعي، تبدأ الرحلة التعليمية بدرجة البكالوريوس في علم النفس من جامعة أو كلية معتمدة. يختار بعض الطلاب التخصص في علم النفس مع التركيز على علم النفس الشرعي، ولكن قد يجد طلاب آخرون أنه من الأفضل الحصول على شهادة في مجال ذي صلة مثل علم النفس الإجرامي.

يُفضل بعض الطلاب الاستزادة من علم الإجرام أو العدالة الجنائية أثناء حصولهم على بكالوريوس العلوم في علم النفس أو بكالوريوس العلوم في علم النفس الشرعي. ولابد أن يكون لدى علماء النفس الشرعي فهم قوي لعلم النفس والطب الشرعي. كما تتطلب هذه الوظيفة مهارات اتصال وتفكير استراتيجي قوية، حيث يجب على هؤلاء المحترفين إجراء المقابلات وتحليل الإجابات ولغة الجسد.

التوظيف في مجال علم النفس الشرعي

يمكن لعلماء النفس الشرعي العمل في مجموعة متنوعة من أماكن العمل. غالبًا ما يعمل الأكاديميون في هذا المجال في المعامل أو الكليات أو مراكز البحث التي تركز على هذا المجال، يمكنهم أيضًا العثور على فرص انتساب للوكالات الحكومية التي تدعم عملهم. علماء النفس الشرعيون في العمل الميداني لشركات المحاماة والمحاكم والمصالح الحكومية، وفي مصحات الصحة العقلية وبرامج الإفراج المشروط والمستشفيات وأنظمة الإصلاح الحكومية، ومصحات إعادة التأهيل. يمكن لعلماء النفس الشرعي، في بعض الحالات، العمل كمستشارين، وبناء علامتهم التجارية الخاصة والعمل على العقود التي يتلقونها من تطبيق القانون والحكومة وشركات المحاماة الخاصة. كما يتاح لهؤلاء الأخصائيين النفسيين العمل في مجتمع الاستخبارات كمدربين، وتدريب الوكلاء على اكتشاف السلوك الإجرامي من خلال التحليل النفسي. تشمل بعض الوظائف التي عادة ما تجرى في علم النفس الشرعي ما يلي:

تقييمات الكفاءة.

توصيات إصدار الأحكام.

تقييمات مخاطر إعادة الإجرام.

شهادة كشاهد خبير.

تقييمات حضانة الأطفال.

البحث الأكاديمي عن الجريمة.

استشارة سلطات تطبيق القانون.

معاملة المجرمين.

تقديم الخدمات النفسية للنزلاء والمخالفين.

مستشاري المحاكمة الذين يساعدون في اختيار هيئة المحلفين أو إعداد الشهود أو الاستراتيجيات القانونية.

تصميم البرامج الإصلاحية.

يُعرَّف علم النفس الشرعي بأنه تقاطع بين علم النفس والقانون، لكن يمكن لعلماء هذا المجال أداء العديد من الأدوار، لذلك يمكن أن يختلف هذا التعريف.

في كثير من الحالات، لا يكون العاملين بهذا المجال بالضرورة “علماء نفس شرعي”. فقد يتخصصون في علم النفس السريري أو علم النفس المدرسي، وقد يكونون أطباء أعصاب، أو مستشارين يقدمون خبراتهم النفسية على الإدلاء بالشهادة والتحليل أو التوصيات في القضايا القانونية أو الجنائية.

موضوعات على الهامش

على الرغم من أن هذا التخصص مازال خيارًا غير شائع للحصول على درجة علمية، ولكن أصبح هناك المزيد من المدارس التي تقدمه كتخصص. إذا كنت مهتمًا بأن تصبح اختصاصيًا في علم النفس الشرعي، فيجب أن تحصل على دورات تركز على موضوعات نذكر منها:

علم النفس الجنائي

السلوك الاجتماعي

السلوك غير الطبيعي

علم النفس المعرفي

المعرفة

الأدوية وعلم الأدوية النفسية

قانون العدالة الجنائية.

أخيرًا.. أحد الجوانب الأكثر جاذبية لكونك طبيب نفسي شرعي هو أنك دائمًا في تحديات وتجارب جديدة مثيرة للاهتمام. يمكنك تقييم الشهود في يوم من الأيام وتقديم الشهادة في المحكمة في اليوم التالي. إذا كنت مهتمًا بكل من علم النفس والقانون، ربما تكون هذه المهنة التي تجمع بينهما خيارًا رائعًا بالنسبة لك.

المصادر:

Psychology Today

APA

Learnhowtobecome

verywellmind

كيف تطور البشر من الأسماك؟

كيف تطور البشر من الأسماك؟

من المستحيل أن نحدد بيقين بنسبة 100٪ ما هي الأنواع الأحفورية التي تقول لنا من هم أسلافنا المباشرين. هذا لأنه كلما عدنا بالزمن، قلّت عدد السمات الفريدة التي نتشاركها مع أعضاء سلالتنا. غالبًا ما يكون هناك أكثر من نوع واحد يعيش في نفس الوقت يمكن أن يكون مرتبطًا بأي سلف معين. مع ذلك، يمكننا تتبع أسلاف البشرية بدرجة عالية من الثقة من خلال الحفريات. وصولاً إلى الحفريات الأولى المسجلة منذ ما يقرب من أربعة مليارات سنة. في مقالنا سنتحدث عن أبحاث جديدة أكدت كيف تطور البشر من الأسماك؟ إذ بينّت مدى التشابه الكبير بيننا وبين أسلافنا من الأسماك! فهيا بنا لنعرف ما الحكاية…

ما الذي كان يُعتقد عن تطور البشر إلى أسماك؟

قديمًا، أعتقد الناس أن الرئتين والأطراف هي ابتكارات رئيسة جاءت مع انتقال الفقاريات من الماء إلى اليابسة. لكن في الحقيقة، إن الأساس الجيني لتنفس الهواء وحركة الأطراف كان موجودًا في سلفنا من الأسماك قبل 50 مليون سنة. وذلك وفقًا للخرائط الأخيرة للجينوم من الأسماك البدائية التي أجرتها جامعة كوبنهاغن، ولكن الدراسة الجديدة تُغير فهمنا لتاريخنا التطوري.

كان الفهم الشائع أنه منذ حوالي 370 مليون سنة كانت هناك حيوانات بدائية تشبه السحالي عُرفت باسم «رباعيات الأرجل». وطبقًا لذلك الفهم، وضح العلماء أن أسلافنا من الأسماك خرجوا من الماء إلى اليابسة عن طريق تحول زعانفهم إلى أطراف وتحول التنفس تحت الماء إلى تنفس الهواء.

أبحاث جينومية حديثة.. تشير لمدى التشابه

أجرت جامعة كوبنهاغن بحثًا أشار إلى أن تطور الجينات للأسلاف ربما يكون قد ساهم في انتقال الفقاريات من الماء إلى الأرض. إذ يُعتبر الانتقال من الماء إلى الأرض معلمًا رئيسًا في تاريخنا التطوري، إن المفتاح لفهم كيفية حدوث هذا الانتقال هو الكشف عن متى وكيف تطورت الرئتان والأطراف. نحن الآن قادرون على إثبات أن الأساس الجيني وراء هذه الوظائف البيولوجية، قد حدث قبل ذلك بكثير قبل وصول الحيوانات الأولى إلى الشاطئ.

أسماك قديمة تملك مفتاح الإجابة

هنالك أسماك قديمة تملك المفتاح لشرح كيف يمكن لرباعيات الأرجل أن تنمو لها أطراف وتتتفس في الهواء. هناك أسماك «bichir». تعيش في المياه العذبة الضحلة في إفريقيا. تحمل هذه الأسماك سمات ربما كانت لدى أسلافنا الأوائل من الأسماك منذ أكثر من 420 مليون سنة. نفس تلك السمات موجودة في البشر، إذ وجد الباحثون أن الجينات اللازمة لتطور الرئيتين والأطراف قد ظهرت في هذه الأنواع البدائية.

يمكن للـ«bichir» أن يتحرك على الأرض باستخدام الزعانف الصدرية بطريقة مشابهة لرباعيات الأرجل. يعتقد الباحثون منذ عدة سنوات أن الزعانف الصدرية في «bichir» تمثل الزعانف التي كانت لدى الأسماك الأوائل.

خرائط الجينوم

أظهرت خرائط الجينوم الجديدة أن المفصّل الذي يربط عظم «الميتاتيريجيوم_Metapterygium» بالعظام الشعاعية في الزعنفة الصدرية في «bichir» يتشابه مع المفاصيل الزليليّة في البشر -هي المفاصل التي تربط بين عظام الذراع والساعد-.

حيث أن تسلسل الحمض النووي الذي يتحكم في تكوين مفاصلنا الزليلية موجودًا في الأسماك البدائية وفي الفقاريات الأرضية. إذ فُقد تسلسل الحمض النووي والمفصل الزليلي في مرحلة معينة في جميع الأسماك العظمية الشائعة- ما تُسمى بـ «Teleosts».

بالإضافة إلى ما ذكرناه، فإن أسماك «bichir» وبعض الأسماك البدائية لديها زوجان من الرئتين يشبهان تشريحنا. إذ كشفت الدراسة الجديدة أن الرئتين في كل من «bichir» والتمساح تعملان أيضًا بطريقة مشابهة ونفس مجموعة الجينات برئة الإنسان.

تنبؤ داروين

أوضحت دراسة أن أنسجة كل من الرئة والمثانة الهوائية -هي عبارة عن عضو مملوء بالغاز يجعل للأسماك قدرة على التحكم في طفوها- لمعظم الأسماك متشتبهة جينيًا، مما يؤكد أنها أعضاء متجانسة كما تنبأ داروين. إذ أنه بينما اقترح داروين أن المثانات الهوائية تحولت إلى رئتين. أشارت دراسة إلى أن المثانات الهوائية قد تطورت من الرئتين، وأن أسلافنا من الأسماك العظمية المبكرة كانوا لديهم رئات وظيفية بدائية.

حافظ التطور على وظائف الرئة الأكثر تكيفًا مع تنفس الهواء وأدي في النهاية إلى تطور فئة من رباعيات الأرجل، وقامت الفئة الأخرى من الأسماك بتعديل بنية الرئة والتطور مع المثانات الهوائية، مما أدى لتطور «Teleosts». فتسمح المثانات الهوائية لهذه الأسماك بالحفاظ على طفوها والعيش بشكل أفضل تحت الماء.

ليست الأطراف والرئتين فقط كذلك القلب!

تشترك الأسماك البدائية والبشر في وظيفة مشتركة وهي في الجهاز القلبي التنفسي:

المخروط الشرياني، وهي بنية في البطين الأيمن من قلبنا وتسمح للقلب بإيصال الاكسجين بكفاءة إلى الجسم كله، ووجدت أيضًا في «bichir».

اكتشف الباحثون عنصرًا وراثيًا وهو من المحتمل المتحكم في تطور المخروط الشرياني، وأظهرت التجارب المعدلة وراثيًا على الفئران عند إزالة الباحثون هذا العنصر الجيني، تموت الفئران المتحورة، وذلك بسبب البطين الأيمن الأصغر والأرق، مما أدى إلى عيوب خلقية في القلب وضعف وظائف القلب.


كيف نجت الأسماك برئتين؟

تنتمي الأكثرية من أنواع الأسماك الموجودة إلى الأسماك شعاعية الزعانف، وهي فئة فرعية من الأسماك العظمية. وتكون ذات خياشيم وزعانف ومثانة.

تُعرف المجموعات الأرضية من الفقاريات باسم «رباعيات الأرجل» كما ذكرنا. تشمل جميع الفقاريات التي انحدرت من الحيوانات الأولى التي تكيفت مع الحياة على وجه الأرض من خلال تطوير أربعة أطراف ورئتين، وذلك يعني جميع الثدييات والطيور والزواحف والبرمائيات.

فيرى الباحثون أن قدرة تنفس الهواء في الأسماك البدائية سمحت لهم بالبقاء في فترة الانقراض الجماعي الثاني 375-360 مليون سنة. في هذا الوقت، قد تسبب استنفاذ الأكسجين في محيطات الأرض في القضاء على غالبية الأنواع، بينما سمحت الرئتان للأسماك البقاء والهروب من الانقراض!

توضح لنا الدراسة من أين أتت أعضاء أجسامنا وكيف يتم فك شفرات وظائف الجينوم. بالتالي، فإن بعض الوظائف المتعلقة بالرئة والأطراف لم تتطور في الوقت الذي حدث فيه الانتقال من الماء إلى الأرض. لكن تم بواسطة بعض الآليات التنظيمة للجينات القديمة التي كانت موجودة في أسلافنا. ومن المثير للاهتمام أن الشفرات الجينية لا تزال موجوده في هذه الأسماك الأحفورية الحية والتي تتيح الفرصة لتتبع جذور هذه الجينات.

اقرأ أيضًا: حتى الرياضيات تؤكد نظرية التطور

Exit mobile version