من روائع الأدب العالمي.. ملحمة الأوديسة

ملحمة الأوديسة واحدة من روائع الأدب العالمي، ومن أهم الروائع اليونانية، تعتبر تكملة لمحلمة الإلياذة والتي كتبها الشاعر اليوناني هوميروس. في هذا المقال سنحكي قصة ملحمة الأوديسة، سنحكي قصة أوديسيوس والمغامرات التي سيقابلها أثناء عودته إلى وطنه بعد سقوط طروادة.

من هو أوديسيوس؟

أوديسيوس هو ملك مدينة إيثاكا وابن الملك ليرتس وأنتيكليا، تزوج من (بينلوبي) وأنجب منها ابنه الوحيد (تليماخوس).

كما أنه بطل يوناني معروف بالمكر والدهاء وقدرته الكبيرة على الإقناع، ومن إحدى الصفات التي كتبت عنه في الملحمة هي صفة (polytropon) أو متعدد جوانب الشخصية، شارك في حرب طروادة وكان صاحب خدعة الحصان والتي أدت إلى تدمير تلك المدينة إلى الأبد!

أوديسيوس وحرب طروادة

كان لأوديسيوس دور كبير في حرب طروادة، ليس لأنه صاحب فكرة حصان طروادة والتي كانت القشة الأخيرة للفوز، ولكنه أيضًا أقنع أخيل بالمشاركة في الحرب من البداية.

كانت هناك نبوءة تحكي عن أخيل وعن قوته والتي ستحقق الفوز لليونانين في حربهم ولكنه كذلك سيلقى حتفه فيها.

لذلك قرر الملك أجامننون وأوديسيوس البحث عن أخيل والذي خبأته أمه (ثيتسس) مع عائلة الملك (ليكوميديس) على جزيرة سيكروس حتى تبعده عن المشاركة في حرب طروادة والتي سيكون فيها نهايته.

لكن أوديسيوس مع ذلك يجد أخيل ويقنعه بالمشاركة في الحرب.

بداية ملحمة الأوديسة

على عكس ملحمة الإلياذة والتي تبدأ بكلمة غضب، تبدأ ملحمة الأوديسة بكلمة رجل (andra)، فملحمة الأوديسة كتبت في القرن الثامن قبل الميلاد

تحكي عن أوديسيوس وعن رحلته للعودة إلى موطنه بعد أن قضى عشر سنوات في الحرب.

لكنه ضاع في البحر لعشر سنوات أخرى، وعايش الكثير من المغامرات والصراعات حتى وصل إلى وطنه وإلى زوجته وابنه.

غضب الإله بوسيدون

بعد إنتهاء حرب طروادة ونجاح خطة الحصان الخشبي، نسب أوديسيوس الفضل في النصر لنفسه، فغضب منه الإله بوسيدون فوضع في طريقه الكثير من العقبات والتي تحول بينه وبين العودة إلى وطنه!

بعدما ضاع أوديسيوس في البحر لعشر سنوات، قررت ألهة الأولمب بضرورة عودته إلى مدينته بعد أن ساد فيها الشغب والخراب.

أوديسيوس والحورية كاليبسو

تبدأ الأوديسة في جزيرة أوجيجيا، فالحورية (كاليبسو-Calypso) وهي حورية خالدة وفاتنة الجمال تعيش على جزيرتها أوجيجا، استطاعت أن تأسر أوديسيوس لسبع سنوات في جزيرتها وينجب منها طفل.

تحاول أن يبقى معها وأن تمنحه الخلود، ولكنه أراد أن يرحل ويعود إلى وطنه. إلا أن الإلهة أثينا ضاقت من كالسيبو وإصرارها على إستبقاء أوديسيوس معها.

فطلبت من الإله زيوس أن يتدخل، فأرسل زيوس رسوله هرمس إليها يطلب منها إطلاق سراح أوديسيوس.

جزيرة شيريا

بعد أن نجى أوديسيوس من الحورية كالسيبو أنطلق في طريقه نحو مدينته ولكن الإله بوسيدون الغاصب يحطم سفينته ملقيًا إياه على شاطيء جزيرة شيريا.

يستيقظ أوديسيوس فيجد حوله بعض النساء ينظرون إليه باستحياء وهو عاري وسط حطام سفينته، يذهب معهن إلي ملك الجزيرة (الكينوس) وابنته (نوسيكا)، فيحسننون ضيافته.

في إحدى الليالي وهو جالس مع الملك وابنته في قصرهم يبدأ مغني البلاط الملكي في الغناء عن بطل شجاع دمر مدينة طروادة وحصونها المنيعة، فبكى أوديسيوس لأن المغني ما كان يحكي إلا قصته هو نفسه.

فبدأ يحكي هو قصته من بعد سقوط طروادة وخسارته لجيشه وأصدقائه مرورًا بالأهوال التي قابلها في طريقه.

بعد أن عرفوا بأنه هو البطل قاهر طروادة حاولوا مساعدته ومنحوه سفينة ليصل إلى مدينته، وبالفعل وصل إلى مدينته بعد أن مر بالكثير.

يقال بإن الإله بوسيدون غضب على أهل هذه الجزيرة فعزلهم عن العالم لمساعدتهم لأوديسيوس.

مغامرات ملحمة الأوديسة

هناك العديد من المغامرات والتي واجهها أوديسيوس ورجاله بعد حرب طروادة وقبل أن يقع في قبضة كاليبسو ويعود إلى وطنه.

جزيرة لوتوفاجي و آكلي اللوتس

كانت هذه أول مغامرة يخوضها أوديسيوس مع رفاقه بعد حربهم مع طروادة، فبعد أن ضربت سفينتهم رياح قوية وجدوا أنفسهم على شاطيء لجزيرة تعرف بلوتوفاجي وفيها قوم يأكلون نبات اللوتس.

بعد أن رحب بهم هؤلاء القوم، اكتشف أوديسيوس أن نبات اللوتس يجعل من يأكله ينسى كل شيء، ولا يرغب في العودة إلى وطنه، ولكن بحارة أوديسيوس أكلوا بالفعل من النبات المخدر، فيجبرهم على الذهاب معه والرحيل من جزيرة آكلي اللوتس، ولكنه فقد مع ذلك ٧٢ بحار.

جزيرة سايكلوبس أو العمالقة بعين واحدة

يهبط أوديسيوس وبحارته الاثنى عشر على جزيرة أخرى، وهي جزيرة العمالقة بعين واحدة ويسمون كائنات (سايكلوب)، فيقررون اكتشاف الجزيرة.

في أحد الكهوف يجدون عملاق كبير بعين واحدة دائرية وهو (بوليفيميوس) ابن الإله بوسيدون، يسكن في كهف في الجزيرة ويربي قطعان من الخراف.

لكن مرة أخرى يقعون في أسر هذا العملاق، ويبدأ بوليفيميوس في أكل البحارة حتى لم يتبقى منه إلا أوديسيوس وستة أخريين.

حتى يهربون منه، يضطر أوديسيوس إلى الخداع، فيجعل العملاق يشرب الخمر حتى يغيب عن الوعي، ومن ثم يفقأ عينه وهو نائم، ويستطيع الهرب أخيرًا هو ورفاقه، ولكن تلك الخدعة أثارت غضب الإله بوسيدون أكثر، فجعلت أوديسيوس يهيم في البحار لعشر سنوات.

جزيرة الساحرة تسيرس

بعد أن وصلوا إلى جزيرة الساحرة تسيرس، حولت بعض الرجال إلى خنازير، ولكن أوديسيوس ينجو بواسطة نبات كان أعطاه إليه هرمس من قبل وهو النبات (مولي – moly) والذي جعله منيعًا ضد سحر تسيرس.

فيما بعد يصبح أوديسيوس وتسيرس أحباء ويقضي معها عام على جزيرتها، ولكنه من جديد يريد العودة إلى موطنه، فتنصحه تسيرس بإن يهبط إلى العالم السفلي ليأخذ النصيحة من العراف (تيريسياس) ليساعده في معرفة الطريق إلى الوطن.

أثناء رحلته إلى العالم السفلي يقابل العديد من الموتى مثل أخيل أجاممنون وهرقل، بعد عودته إلى تسيرس مرة أخرى من العالم السفلي، تحذره من أغنيات السيرانة وهي حوريات بأجساد طيور ورؤوس نساء، فمن يستمع للغناء يقع في أسيرهن.

جزيرة السيرانة

يمر أوديسيوس وبحارته على هذه الجزيرة والتي حذرته منها تسيرس، فيقوم بعمل خطة وهي وضع الشمع في أذن بحارته حتى لا يستمعوا للحوريات، ولكنه كان يريد أن يستمع لغنائهن فطلب من بحارته أن يربطوه بالحبال إلى سارية السفينة ليسمتع إلى الغناء دون أن يقع في سحرهن.

قطعان هيليوس إله الشمس

وصل البحارة وقائدهم إلى جزيرة الإله هيليوس، ولكن مع سوء الطقس ونفاد الطعام معهم، قام أحد البحارة بسرقة وذبح قطعان هيليوس وذلك ما حذرهم منه العراف تيريسياس سابقًا، وذلك غضب منهم هيليوس وحطم سفينتهم ولم يبقى منهم غير أوديسيوس على شاطيء جزيرة كاليبسو. ومن هنا بدأت الملحمة.  

قصة بينلوبي زوجة أوديسيوس

تأتي قصة بينلوبي بصورة متقطعة في الملحمة، فهي ورغم مرور ٢٠ عام على غياب زوجها ما زالت تنتظره، رغم ما تتعرض له من ضغط بسبب الرجال الذين يعرضون عليها الزواج.

إلا أنها قامت بإيقناعهم بالانتظار حتى تتم خياطة ثوب العرس، فكانت تحيك الثوب أمامهم وبالمساء تحل ما قامت بحياكته.

كما أنه ابنه بحث عن كثيرًا بعد غيابه لعشرين عام.

عودة أوديسيوس

عاد أوديسيوس أخيرًا إلى مدينته إثاكا، ولكنه عاد متخفيًا بعد أن نصحته الإلهة أثينا من الرجال حول منزله، وبالفعل تخلص منهم عندما دعاهم إلى وليمة وقام بقتلهم بقوسه.

تسلسل أحداث الملحمة

الملحمة لا تبدأ من البداية ولا حتى النهاية، بل من المنتصف في جزيرة الحورية كاليبسو، وبعد أن يصل أوديسيوس إلى شيريا يحكي فيها قصته من البداية حتى تنتهي الملحمة بوصوله إلى مدينته وإلى زوجته وابنه.

الأوديسة في العصر الحديث

كما استوحى العديد من الأدباء ملحمة الإلياذة في أعمالهم، فالأوديسة كذلك استوحت في العديد من الأعمال الأدبية والأفلام السينمائية، فربما تتذكرون وجود كاليبسو في سلسلة أفلام قراصنة الكاريبي، أو رؤية أسطورة السيرانة وهن الحوريات التي تجذبن البحارة.

مقارنة بين بطل ملحمة الأوديسة وبطل ملحمة جلجامش

كانت المغامرات التي خاضها جلجامش في ملحمته لها أثر كبير على نفسه، فمع اختبار لموت صديقه ورحلته للبحث عن الخلود والذي لم يستطيع الحصول عليه.

قرر أن يخلد ذكراه كملك صالح وهذا ما فعله، كما أنه استطاع أن يتحدى الإلهة عشتار ولم يرضخ لها أو لإغرائها.

لم نشهد ذلك في ملحمة الأوديسة، فلم نلاحظ تغير في أوديسيوس أو حياته، فهو عاد إلى مدينته مرة أخرى وحكمها كما جرت العادة، ولكن لم نجد اختلاف في شخصه.

فهو لا يزال شخصية ماكرة متلاعبة بالكلمات، كما أنه لم يقاوم لا إغراء كاليبسو أو الساحرة تسيرس، فتظهر الملحمة ضعفه البشري، فهو رجل في النهاية يحاول العودة إلى وطنه.

سر روعة ملحمة الأوديسة

كانت الملحمة تتناقل شفهيًا من قبل، إلا أن هوميروس كتبها ونظمها وجعل أحداثها متسلسلة وممتعة، كما أنه جعل تسلسلها مختلف فلم يبدأ بالبداية أو حتى بالنهاية ولكن بمنتصف الملحمة.

في جزء معين من الملحمة كان أوديسيوس هو الراوي وليس هوميروس، مما نوع من السرد في الملحمة، وأكسبها طابع شخصي في جزء منها.

الخاتمة

الأوديسة من أهم الأعمال اليونانية والعالمية والتي تخلد أسطورة أوديسيوس ورحلته الأسطورية للعودة إلى وطنه، رغم غضب الإله بوسيدون ورغم كل المخاطر إلا أنه عاد ليحكم مدينته إثاكا.

المصادر

أقرأ أيضًا:

سلسلة من روائع الأدب العالمي ٢..الإلياذة.

من روائع الأدب العالمي هي ملحمة الإلياذة، والتي تعتبر ثاني أقدم النصوص الأدبية بعد ملحمة جلجامش، وهي عبارة عن قصائد شعرية كتبها الشاعر اليوناني هوميروس.

في هذا المقال سنحكي قصة ملحمة الإلياذة، وفيها نعيش أجواء حرب مدينة طروادة حتى سقوطها الأخير.

تاريخ كتابة الإلياذة

من المفترض أن هوميروس كتب الإلياذة في القرن الثامن قبل الميلاد، ولكن يرجح اليونانيون أن حرب طروادة نفسها حدثت في القرن الثالث عشر قبل الميلاد في العصر البرونزي.

كانت الملحمة تُحكى شفويًا وتناقلها العديد من الشعراء حتى وصلت إلى هوميروس الذي كتبها، وتتكون من أكثر من 15.000 شطر، ونظمها بعض العلماء من الإسكندرية في 24 كتاب، والنسخة الموجودة لدينا الآن هي النسخة الأصلية.

حرب طروادة

تأخذنا الإلياذة لأجواء الحرب والتي استمرت لعقد من الزمن بين أهل مدينة طروادة وهي في (الأناضول) وبين اليونانيين. تبدأ الحرب بسبب خطف أمير طروادة ( باريس – Paris) لأجمل نساء الأرض في هذا الوقت (هيلين – Helen) والتي تكون زوجة (ميلنيوس – Menelaus) من مدينة أسبرطة.

بعد معرفة ميلنيوس لذلك شجع أخوه (أجاممنون- Agamemnon) وهو ملك ميسينا إلى محاربة طروادة واستعادة زوجته من جديد!

هنا بدأت الحرب والتي استمرت لمدة طويلة راح ضحيتها الكثير من أهل طروادة ومن الأغريق أنفسهم، كما أن فعل الأمير باريس أدى إلى تدمير مدينته للأبد!

قصة ملحمة الإلياذة

تبدأ الملحمة بكلمة (menin) ومعناها غضب، فالمحارب اليوناني الذي لا يقهر وهو بطل الملحمة (أخيل – Achilles) قرر أن ينسحب من تلك الحرب التي طالت فها هم الآن في السنة العاشرة من محاصرة مدينة طروادة!

لكنه لم يقرر ذلك إلا بعدما اختلف مع ملك أجاممنون والذي سرق ابنة قسيس لإله أبولو واسمها (كريزيس)، ولهذا ارسل الإله أبولو وباء تفشى بين الجيش، عندها طلب أخيل من أجاممنون أن يطلق سراح كريزيس.

فوافق أجاممنون على ذلك ولكنه طلب منه في المقابل أن يأخذ محظية أخيل والتي تسمى (بريسيس -Briseis).

انسحاب أخيل من الحرب

بعد هذه الحادثة انسحب أخيل من الحرب هو وصديقة بتروكليس وأتابعه (المرميديون – Myrmidons)، لكن انسحاب أخيل وجيشه أضعف الجيش اليوناني وتسبب في تكبده الكثير من الخسائر. حاول أجاممنون أن يهاجم مدينة طروادة ولكنه لم يفلح في ذلك.

وفي نزال فردي يواجه باريس في درعه البراق خصمه ميلنيوس، ولكن الغلبة كانت لميلنيوس، وبالفعل كان سيقضي على باريس لولا تدخل الإلهة أفروديت فأنقذت باريس من موت محقق.

في هذه الأثناء كان النقاش محتد بين آلهة الأوليمب، فهيرا وأثينا تريدان تدمير مدينة طروادة، وزيوس يوافقهما الرأي ولكنه يقرر تدمير مدينة ميسينا كذلك، وأفروديت وأبولو منحازين لمدينة طروادة. مع كل تلك النقاشات كانت دماء البشر تسيل من كلا الجانبين!

الحرب كانت على أشُدها فالبطل الأغريقي (ديوميديس -Diomedes) يقتل كل من يوجهه، حتى أنه أصاب أفروديت والإله إيريس أثناء المعركة، وعندها تصدى له أبولو، وهنا تذكر البطل ديوميديس الفجوة بين الآلهة والبشر!

يذكرنا هوميروس بويلات الحرب فها هي (أندروماش- Andromache) زوجة (هيكتور- Hector) وهو أعظم محارب في طروادة، قلقة على زوجها ومستقبل مدينتها.

يطلب هكتور مبارزة أي مقاتل في الجيش اليوناني فينازله (آياس -Ajax) وهو محارب قوي، ولكن القتال ينتهي بدون هزيمة أي من المقاتلين.

ظلت الحرب في سيجال بين أهل طروادة وبين الإغريق، أحيانًا يتقدم أهل طروادة ويقهروا اليونانيين، وأحيانًا أخرى يعودون إلى داخل أسوار مدينتهم، وهكذا ظلت الحرب على حالها وأصيب الكثير من ضمنهم أجاممنون و(أوديسيوس-Odysseus) وهو أحد قادة الجيش اليوناني والمعروف بالمكر والدهاء.

لإنهاء الحرب تتدخل الآلهة، فها هو الإله (بوسيدون – Poseidon) يتضامن مع اليونانيين ويصيب الأرض بزلزال قوي، فيعود على إثره الطرواديين إلى داخل أسوار مدينتهم.

كما أن الإله أبولو يشارك في الحرب لصالح الطرواديين فيتقدموا من جديد، ويصيبوا الجيش اليوناني بالكثير من الأضرار.

موت باتروكلس

يقرر المحارب باتروكلس (صديق أخيل) أن يعود إلى الحرب من جديد، لأنه يعلم بحاجة الجيش اليوناني إلى قائد قوي، فيأذن له أخيل، فيخرج باتروكلس في درع أخيل.

يبدأ في معركة جديدة مع الطرواديين، وفي أثناء المعركة يتدخل الإله أبولو ويحطم درع باتروكلس، فيقوم هيكتور بقتل باتروكلس برمحه.

أخيل يعود إلى الحرب

تصل الأنباء إلى أخيل تخبره بموت صديقه، فيقرر أخيل المشاركة في هذه الحرب وتدمير مدينة طروادة!

المعركة الأخيرة تلوح في الأفق، فأخيل عاد من جديد إلى أرض المعركة لينتقم من هيكتور لقتله صديقه. تبدأ المعركة، فيأخذ كل إله جانبه من المعركة، ويهاجم أخيل الجنود الطرواديين ويقتل الكثير منهم حتى ينتهي به الحال بمنازلة هيكتور بمفرده.

موت هيكتور وسقوط طروادة

في مشهد مهيب أخذ البطلان يتنازلان على مرأى من الملك (بريام- Priam) ملك طروادة، ولكن الغلبة كانت لأخيل، فأصاب برمحه هيكتور وقتله، ومن ثم ربط جثته في عربته الحربية وجره إلى معسكر اليونانيين ليمعن في إذلاله وإذلال الطرواديين!

لاسترجاع جثة ابنه يذهب بريام إلى معسكر اليونانيين بمساعد الإله هوميروس، فيتوسل إلى أخيل ليعيد إليه جثة ابنه، في النهاية يوافق أخيل على ذلك وهنا تنتهي أحداث الإلياذة.

ماذا حدث بعد

كان موت هيكتور دلالة على سقوط طروادة عند هوميروس، فبعد قتله، تحدث العديد من المعارك والتي تنتهي بقتل أخيل على يد باريس، وقتل باريس على يد رامي السهام (فيلوكتيتيس)، وبعد حيلة حصان طروادة تسقط المدينة.

هل مدينة طروادة مدينة حقيقية؟

الأمر ظل غامضًا حتى نهاية العقد التاسع عشر، عندما اكتشف رجل الأعمال الألماني وعالم الآثار الهاوي (هاينريش شليمان – Heinrich Schliemann) آثار المدينة المحطمة مع زوجته اليونانية، وأثبت أن تلك المدينة حقيقية بالفعل! يعتقد المؤرخون أن مدينة طروادة تم هدمها للعديد من المرات، فطروادة الخامسة هي التي هدمها اليونانيين في ملحمة الإلياذة، وبعد هدمها ظلت مهجورة. حاول الإسكندر الأكبر أن يُعيد ترميمها ولكنه لم يقدر على ذلك لأنها كانت محطمة تمامًا.

الإلياذة في العصر الحديث 

تأثر العديد من الكتاب وصناع الأفلام بملحمة الإلياذة وحرب طروادة، وأغلبنا شاهد فيلم (Troy) والذي يحاكي الملحمة ويصور لنا تلك الحرب التي راح ضحيتها الكثير.

سر روعة الإلياذة

كتب هوميروس الإلياذة بأسلوب جميل وقوي، كما أنه كتبها بعد أن ظلت تُنقل شفهيًا لمدة طويلة، فلم يكتفي بكتابتها بل ربط أحداثها وجعلها أكثر تماسكًا حتى خرجت لنا بشكلها الأصلي.

كما أن القصة نفسها تمدنا بنظرة عن الرغبات البشرية ودورها في الحرب، وتحكي لنا عن البطولة والصراعات التي لا تنتهي حول القوة.

رغم مشاهد القوة والبأس في الملحمة إلا أن هناك مشاهد إنسانية مثل الوداع بين هيكتور وزوجته وابنه الرضيع قبل أن يخرج للمرة الأخيرة لمقاتلة اليونانيين، وحزن أخيل وغضبه بعد موت صديقه، فلا أحد ينجو من ويلات الحرب.

كما أن الملحمة ركزت على فكرة أن المصير محتوم ولا هرب منه، فبرغم من محاولة أخيل الانسحاب من الحرب وعدم المشاركة بها إلا أنه عاد من جديد ولقى مصرعه في النهاية.

الخاتمة

ملحمة الإلياذة من روائع الأدب العالمي ومن أشهر الأعمال اليونانية، والتي وضعت حجر الأساس للأدب اليوناني، ففي هذه الملحمة خضنا حربًا ضارية استمرت لعقد كامل من الزمن خلدها لنا هوميروس في رائعته الإلياذة.

المصادر

أقرأ أيضًا:

https://elakademiapost.com//من-روائع-الأدب-العالمي-ملحمة-جلجامش

السفسطائية وشجرة الفلسفة المحرمة

السفسطائية وشجرة الفلسفة المحرمة

يمثل تاريخ اليونان القديم خصوبة معرفية مميزة في مسيرة الإنسان المعرفية. قليلًا ما نجد من حديث أو حوار ثقافي إلا ويسجل الإغريق القدماء حضورهم. كأن كل بداية فعلية هي إغريقية بالضرورة بغض النظر عما قدمته الحضارات الشرقية من إسهامات ومشاركات في الثقافة البشرية. فالفلسفة وإن لم نتفق مع التطرف الغربي بشأن أصلها اليوناني فهي تألقت في سماء تلك البلاد أكثر من غيرها. وربما لولا الإغريق لما دخلت الفلسفة في الفضاء العمومي بهذا الثقل ولما دار كل هذا الجدل حولها. لكن ثمة هناك مفارقة في البحث المعرفي ألا وهي تهميش التراث السفسطائي بشكل واضح ومزعج، وكأن السفسطائية هي شجرة الفلسفة المحرمة. بالكاد نجد له حضورًا في الكتب التي تبحث في تاريخ الفلسفة رغم طابع هذا التراث من حيث حداثته وفرادته عن كل تداول فلسفي آخر. فسنخصص هذا المقال لمناقشة آراء السفسطائية حول مواضيع محددة لفتح حوار مختلف مع تاريخ الفلسفة ولإعادة النظر في ملف السفسطائيين.

معنى السفسطائية

لغةً، تعني لفظة السفسطائي الشخص الحكيم، وهي تقابل لفظة الفيلسوف والتي يعنى بها الشخص الذي يحب الحكمة. السفسطائي يدعي أنه الحكيم، وكان بروتوعوراس هو أول من تجرأ ليطلق على نفسه الحكيم رغم التحديات الكثيرة. فالحكيم في التراث الإغريقي كان يطلق على هوميروس وهزيود والحكماء السبعة والانبياء(1)، فالسفسطائي يردم الهوة بين الإنسان والحكمة، عكس الفيلسوف الذي يجد في نفسه محبًا للحكمة وحسب وكأنها محرمة عليه أو يستحيل الوصول إليها. وذلك لكون الآلهة ومن يتواصلون معها مباشرة يحملون شعلة الحكمة، والفيلسوف هو الذي يتوق إليها.

مفهوم السفسطائي والسفسطة واجه الكثير من الاعتراضات والانتقادات من قبل الفلاسفة لا سيما أفلاطون. حتى تحول هذا المفهوم إلى نوع من الاستخفاف في يومنا هذا، فيُطلق على كل ما هو بديء سفسطة، فيصنفهم هيغل في الخانة المضادة للفلسفة أو اللا فلسفة(2). غير أن السفسطائية تمثل حركة تنويرية بطروحها الجريئة ومواقفها الإنسانية المدافعة عن الحقوق الكونية للإنسان في القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد، فهي الأصل الحقيقي للحداثة وتشعباتها.

اقرأ أيضًا: ملخص كتاب قصة الفلسفة اليونانية لزكي نجيب محمود وأحمد أمين

السفسطائيون ونتاجاتهم

فقدنا الكثير من الكتب القيمة من جميع الحضارات نتيجة تدمير المكتبات لأسباب سياسية والتغيرات البيئية التي تسببت بتلف الكثير من المخطوطات والكتابات، وكانت لكتابات السفسطائيين حصة الأسد من التدمير، فهم كانوا منبوذين ومطاردين حتى من قبل الإغريق نفسهم وتعرضت معظم كتاباتهم للحرق. بجانب عدد بسيط جدا مما وصل إلينا من كتاباتهم الخاصة، لمحاورات أفلاطون دور مهم في الكشف عن افكارهم، وسوف نستعرض بعضًا من الاعمال المنسوبة إليهم وفقًا لمتبقيات تاريخية:

  • بروتوغوراس: في الحقيقة، حول الآلهة، حول بنية المجتمع الأصيلة، حول العالم الآخر، حول الفضائل وحول الدستور.
  • جورجياس: هيلين، بالاميد،الخطبة الأولمبية، الخطبة الجنائزية وحول اللا وجود.
  • بروديكوس: حول الوجود وطبيعة الإنسان.
  • أنتيفون: الحقيقة، السياسة وتفسير الاحلام.
  • هيبياس: الطروادة، نصائح، اسماء الشعوب وسجل ابطال الأولمبياد.
  • ثراسيماخوس: النص العظيم، الخطابة، الدستور والشفقة.

ثورة السفسطائية ضد التراث الإغريقي القديم

 الاساطير الأغريقية حول نشأة الكون والحقيقة وطبيعة الإنسان وكذلك قصائد هوميروس وهزيود تمثل التراث الإغريقي الأصيل الذي لم يتجرأ أحد المساس بها أو الخروج عن ظلها. فهذا التراث يؤكد بعض الحقائق المدعية، كالأصل الإلهي للعالم، والأصل الإلهي للقوانين والتشريعات. في حين، يزعم السفسطائيون بأن العالم ما هو إلا مادة لا دخل للآلهة والأرواح بها, وأن القوانين شأن بشري. فيقول السفسطائي كريتياس بأن البشر هم من اخترعوا الآلهة لترهيب الناس عند الخروج عن التقليد(2). وحول أصل القوانين، يدعي بروتوغوراس بأن القوانين تُخترع وتُعدل من قبل البشر بما يناسب منفعتهم. ويقول أيضًا بأن حياة الإنسان البدائية كانت وحشة ولا تخضع لأي قانون مما دفع بالبشر إلى سن القوانين لوقف العدوان المتبادل بينهم. ونظرًا لأن القوانين بحد ذاتها لم تكن فعالة إلا بعد الكشف عن الجريمة فقالوا بوجود آلهة ترى كل شيء وتعاقب المجرم (3).

كما كان للسفسطائيين رأي مخالف لرؤية هزيود وهومر والأساطير الإغريقية حول مجرى التاريخ والزمن. فكان الإيمان الراسخ هو أن التاريخ عبارة عن دورات، من الأفضل إلى الاسوأ. فكان يُعتقد بأن الدورة الأولى كانت تمثل سلالة ذهبية، بحيث لم تكن هناك حروب وسلوكيات شريرة ومؤذية. ومن ثم جاءت الدورة الفضية والتي كانت اسوأ من الذهبية وأفضل من البرونزية التي تلتها وهي بدورها كانت أحسن من الدورة الحديدية. فيقول هيزيود: “ليتني لم أكن من بشر الجيل الخامس بل متتُ قبله فالسلالة التي توجود الآن هي سلالة حديدية”. رفض السفسطائيون هذا التفسير، وقالوا بأن الماضي يمثل حالة وحشية وأن الإنسان يتقدم نحو الأفضل دوما، وأن الحاضر لا يخضع للماضي وأن المستقبل مفتوح.

ثورة السفسطائية ضد الفلسفة الطبيعية

يُقال بأن ديمقريطس قد فقأ عينيه ليبرهن بأن الحواس غير ضرورية لمعرفة الصدق والحقيقة. كما كان بارمنيدس و هيراكليتس وانكسيمانس وانكسيماندرس يرفضون دور الحواس في الوصول إلى الحقائق. وكان العقل هو الوسيط الوحيد بين الإنسان والحقيقة. بينما يؤكد السفسطائيون بأنه فقط من خلال الحواس المعرفة ممكنة. فيقول جورجياس بأن العقل الخالص من حيث هو مختلف عن الادراك الحسي او حتى كمعيار صحيح كالادارك الحسي محض خرافة(4). وبالنسبة للجوهر، كان فلاسفة ما قبل سقراط يزعمون بأن الظاهر لا يعبر عن حقيقة الأشياء إنما الجوهر أو الباطن، إلا أن السفسطائيون تمسكوا بالظاهر على أنه موضوع البحث، كما رفضوا إمكانية وجود حقائق ثابتة.

منهج البحث عند السفسطائية

قال أمبادوقليس أن الشبيه يدرك الشبيه، وزعمت المدرسة الذرية بأن الموضوع يأتي أولًا في المعرفة. وبعضهم قال بأن للأشياء حقيقة وكيفية ثابتة ومستقلة عن الذات. لكن السفسطائي بروتوغوراس يجد بأن المعرفة شأن إنساني وللذات الإنسانية الدور الأهم في الموقف الإدراكي. وله قول شهير في ذلك: “الإنسان هو مقياس الأشياء جميعا، مقياس وجود ما يوجد منها ومقياس لا وجود ما لا يوجد منها(3). ويرى السفسطائيون بأن المعرفة لا تتعلق بالموضوع المعروف وحده بل بالذات العارفة أيضًا(5). إذن، فالإنسان هو نقطة الانطلاق في الوصول إلى المعرفة. لكن هذا لا يعني بأنهم من دعاة الذاتية الذين رفضوا وجود عالم مستقل عن ادراكنا.

طبيعة وإمكانية المعرفة

لم تكن السفسطائية مذهبًا لتروج لحكمة معينة، لذا، ثمة خلاف بين السفسطائيين حول الأبستومولوجيا. فقال جورجياس باستحالة المعرفة، إذ أكد بأنه “لا يوجد شيء على الإطلاق، وإن وجد لا يمكن فهمه، وإن فُهم لا يمكن نقله للآخرين”. لكن بروتوغوراس كان يؤمن بإمكانية المعرفة. بيد أن المعرفة عند بروتوغوراس لا تشمل الميتافيزيقيا بل تقتصر على العالم المادي الموضوعي من حيث ظهوره لنا. وهذا الظهور ليس بظهور ثابت. فالعالم يظهر لي بشكل ويظهر لغيري بشكل مختلف. فيقول بروتوغوراس بأن الأشياء تكون بالنسبة لي كما تبدو لي إنما تكون لغيري كما تبدا لهم”(3).

والنبسية كما فهمها السفسطائيون -على الأقل بعضهم-  تختلف عن النسبية التي شاعت بين الاوساط العدمية. فما يجعل من معرفة العالم نسبية هو كون العالم في حالة حركة وصيرورة مستمرة والإنسان نفسه جزء من عالم الصيرورة. فكلا من العالم والإنسان يصيران. وبهذا الصدد يقول بروتغوراس: “لا شيء يوجد بذاته أو يكون في ذاته وأنك لا تستطيع بأي حال من الاحوال أن تعبر عن شيء ما تعبيرًا صحيحًا، فما أن نفسر شيء ما يتحول إلى شيء آخر من حيث الكيفية” (6).

كان الفيلسوف هيراكليتس يقول بأنه لا يمكن أن تنزل في النهر نفسه مرتين وذلك لأن النهر قد تغير في المرة الثانية. لكن السفسطائي كاريتليوس تجاوز هيراكليتس بقوله “لا تستطيع أن تنزل في نفس النهر حتى مرة واحدة طالما أن الصيرورة تجرف كل شيء”( 7). السفسطائية ترى في كل رأي بأنه صادق لأن الرأي لا يحتمل الكذب كيفما كان. فالكذب هو التعبير عن اللا وجود بالتالي فهو بدوره غير موجود وأن كل رأي يعبرعن الوجود فهو صادق بالضرورة. لكن كيف يكون لرأي ونقيضه نفس الدرجة من الصدق؟ هنا، تأتي السفسطائية بمفهوم التلاؤم. العالم يصير والإنسان يصير وهناك لقاءات مستمرة بين الإنسان والعالم وفي كل لحظة لقاء هناك تلاؤم ويظهر العالم بكيفية معينة للمدرك. وليس هناك رأي اصدق بل هناك الرأي الأحسن الذي يكون في خدمة الإنسان والمجتمع البشري أكثر.

وجود ومعرفة الآلهة

بالنسبة للآلهة يقول بروتوغوراس من المستحيل أن نعرف إذا كان هناك إله أم لا نظرًا لما يكتنفه الموضوع من الغموض ولقصر العمر. هذا الرأي اللاأدري لم يمر مرور الكرام فتم إحراق كتبه وحُكم عليه بالإعدام بتهمة الإلحاد، فهرب منهم ومات غرقًا(6). ويجد أمبريكوس بأنه لو شاءت الصدفة لشخص ما أن يعرف حقيقة الآلهة بشكل تام فسيظل هو نفسه على غير علم بصواب رأيه(8). وعن شكل وتجسيد الآلهة. يقول كسينوفون بأن كل شعب تصور آلهة على الشكل الذي يريده ولو تمكنت الخيول أن تصف الآلهة لوصفتها على شكلها(3). ويقول بروديكوس بأن البشر استنتجوا وجود الآلهة من أشياء ذات معنى في حياتهم مثل الشمس والانهار والنار، فديونيزوس ليس بإله الخمر إنما هو الخمر نفسه(3). تأرجحت السفسطائية بين الإلحاد واللاادرية في هذه القضية. ولهذه الآراء بصمة واضحة في الفلسفات المعاصرة.

الحرية والفضيلة

كان للإغريق نظرة دونية تجاه الآخرين ويسمون كل من هو غير أغريقي بالبربري، ورأوا في أنفسهم نوع مميز من البشر. كما كان التراث الإغريقي الروحي والفلسفي يؤمن بأن الإنسان يولد حرًا أو عبدًا وبالتالي المساوة بين جميع البشر والطبقات غير ممكنة كان هوميروس يعتبر بأن الاقدار السماوية شاءت أن يكون هناك عبيد واحرار ولا يمكن لأحد أن يتجاوز تلك الاقدار، وديمقريطس نفسه دعم هذا الرأي. غير أن السفسطائية انزلت القوانين من السماء إلى الأرض وقوضت فرضية التراث حول الاحرار والعبيد. فيقول هيباس أننا نحن والبرارة أخوة في الطبيعة. ورفض أنتيفون التمييز بين الإغريقي والبربري وقال قوله الشهير”خلقنا الخالق احرارًا وليس هناك من هو عبد بالطبيعة”(4).

وبالنسبة للفضيلة، لم تكن السفسطائية تؤمن بوجود فضيلة ثابتة، بل نظرت في المسألة نظرة منفعية براغماتية. أي ما يقع في حدود الفضيلة هو ما يخدم المجتمع الإنساني وهاجم السفسطائيون الأخلاق التقليدية اليونانية لكونها قائمة على أسس متناقضة مع الطبيعة.

مكانة الثورة السفسطائية في التاريخ الفلسفي

الرأي الشائع عن السفسطائية هو أنها كانت حركة من الدجالين الذين يلعبون بالكلمات والحجج لإقناع الناس بأمور لا قيمة لها. وحين نقرأ محاورات أفلاطون نجد بأنهم كانوا يسقطون واحدًا تلو الآخر أمام سقراط لضعف حججهم. في حين السفسطائية يمكن أن تعتبر فلسفة تنويرية لجرأتهم على تقويض الكثير من الأفكار الفلسفية والدينية آنذاك، دفعوا ارواحهم ثمن آرائهم الإنسانية. كما أن التراث السفساطئي كان غنيًا لدرجة أن الفلسفات الحديثة مثل الوجودية والبراغماتية والهرمونوطيقية قد تشربت منه. فهذه الشجرة المحرمة تستحق أن نجازف بعض الشيء للوصول إلى ثمارها

اقرأ أيضًا: قضية موت الفلسفة ومساءلة العلم

المصادر:

  1. https://iep.utm.edu/sophists/
  2. https://www.britannica.com/topic/Sophist-philosophy/Humanistic-issues
  3. https://plato.stanford.edu/entries/sophists/
  4. محمد حسين النجم، السوفسطائية في الفكر اليوناني، منشورات الحكمة 2008 ص119
  5. http://etheses.dur.ac.uk/4023/
  6. https://plato.stanford.edu/entries/protagoras/#MythProt
  7. https://aeon.co/ideas/can-you-step-in-the-same-river-twice-wittgenstein-v-heraclitus
  8. برتراند راسل، تاريخ الفلسفة الغربية، ترجمة زكي نجيب محمود، ص76.
  9. حامد خليل، الإنسان عند السفسطائيين، المجلة العربية للعلوم،ص32.
Exit mobile version