مشروع نادي قراءة الأكاديمية بوست

مشروع نادي قراءة الأكاديمية بوست

يقول نجيب محفوظ أن ” قارئ الحرف هو المتعلم وقارئ الكتب هو المثقف” فتعتبر القراءة من أهم وسائل التعلم وأكثرها متعة، تزيل القراءة حواجز الزمان والمكان وتتيح للقارئ الاطلاع على الثقافات المختلفة وتفتح له آفاق أوسع وأشمل، وبالإضافة للمعلومات التي يتلقاها القارئ فإن القراءة تساعده على اكتساب لغة جديدة أو تحسين لغته الأم واكتسابه مفردات أكثر يستطيع من خلالها التعبير عن نفسه أو عما حوله بشكل أدق، كما تستخدم القراءة في العلاج النفسي تحت مسمى (الببليوثيرابيا -Bibliotherapy) ونشرت الكثير من الدراسات حول استخدام القراءة في العلاج النفسي وتأثيرها الإيجابي على نفسية المرضى وتغيير نمط سلوكهم إلى نمط أكثر اتزانًا وتغيير أفكارهم السلبية، فكان لها دور في علاج الأفراد الإنطوائيين مثلًا، كما أن معظم مراكز التأهيل النفسي والإصلاح تحتوي على جزء خاص بالكتب يستخدم كجزء من استراتيجيتها المتبعه لتأهيل الأفراد، كما أنها تستخدم لدعم الطلاب الموهوبين وتنمية مواهبهم.

كما تساعد القراءة على اكتساب مهارات كثيرة من أهمها مهارة التفكير، فأكدت الكثير من الدراسات قدرة القراءة على تنمية المهارات الفكرية لدى القراء واتساع مداركهم وتغيير طريقة نظرتهم للكثير من الأمور التي كانت مألوفة بالنسبة لهم، كما أن القراءة تنمي مهارة التفكير النقدي وتطور قدرة القراء على التحليل الموضوعي للحقائق وتفسير البيانات واستخلاص النتائج بصورة منطقية وسليمة، وتقويم الأحكام والحجج.

وتعتبر القراءة النقدية من أهم مهارات التفكير النقدي وتساعد القارئ على استنتاج هدف الكاتب من النص المقروء والتمييز بين الحقائق والآراء، وتمكين القارئ من التمييز بين المنطقي والغير منطقي فيما يقرأه، واستطاعته على معرفة مدى تحيز الكاتب لأفكاره، كما أنه يتعلم مهارة انتقاء الحقائق والآراء السليمة، فالقراءة ليست فقط وسيلة من وسائل الامتاع أو استغلال وقت الفراغ ولكنها تعمل على بناء العقل والتفكير من جديد وتبني شخص مختلف تماما عن ذلك الذي كنت تظن أنه أنت.

وتعتبر نوادي القراءة من أهم الطرق للتشجيع على القراءة فقررت الأكاديمية بوست أن تقوم بدورها هي الأخرى وإقامة نادي القراءة الخاص بها كمبادرة منها على نشر الوعي بأهمية القراءة وما تعود به بالنفع على جميع الفئات العمرية وتتمركز أهدافه حول الآتي:

أهداف مشروع نادي قراءة الأكاديمية بوست :

تشجيع أعضاء النادي على القراءة الفعالة وإعطاءهم فرصة على استغلال وقت فراغهم فيما يفيد.
تناول جوانب مختلفة في الحياة والعمل والنفس البشرية من خلال قراءة الكتب.
تنمية مهارات التفكير النقدي لدى الأعضاء.
الحث على روح النقاش الحضارية والبناءة واكتساب الأعضاء مهارة الحوار.
اتاحة فرصة للأعضاء لتبادل الأفكار ووجهات النظر بصورة منظمة حتى يتمكنوا من الوصول إلى الاستفادة القصوى من المناقشة.
العمل على تطوير قدرات الأعضاء على التواصل.
مساعدة الأعضاء على اكتساب مهارة التعليم الذاتي من خلال القراءة.
مساعدة كل عضو على إيجاد شغفه وتنمية ميوله.
تنمية مهارة التحليل والتلخيص لدى الأعضاء.

للاطلاع على بعض ملخصات كتب

نادي القراءة ومناقشة رواية القضية للكاتب فرانز كافكا

نادي القراءة الثاني ومناقشة رواية القضية فرانز كافكا

مناقشة رواية “القضية” للكاتب فرانز كافكا أطلقتها الأكاديمية بوست في ثاني أندية القراءة المُنفذة بالتعاون مع مكتبة مصر العامة، في 29 أغسطس 2019 الساعة الواحدة ظهرًا في قاعات المكتبة بالزقازيق، واستمرت المناقشة لساعتين تقريبًا.

البداية

بدأت فعاليات الجلسة بسرد مختصر عن أحداث الرواية وعن الكاتب فرانز كافكا وانتاجه الأدبي وأسلوبه المُربك والمتشائم والانساني، ثم انطلق الأعضاء في الإعلان عن آرائهم المختلفة بخصوص أحداث الرواية ككل.

تفاوتت الآراء فيما يخص الشخصية الرئيسية للرواية وهي شخصية جوزيف ك، فالبعض اعتبره شخص مهمل غير مبال، وآخرون اعتبروه شخص شديد القلق، وأثارت شخصيته حيرة شديدة بين القراء.

مجموعة من الحضور أثناء مناقشة رواية القضية للكاتب فرانز كافكا

ماذا قصد الكاتب بالإبهام الشديد لقضيته؟

جاءت أحداث الرواية شديدة الإبهام، فصعب فهم زمان القضية أو مكانها أو ماهيتها وهو ما دارت حوله الرواية طوال صفحاتها، وكأن كافكا أراد ذلك الإبهام وتعمده، حتى أن ذهاب بطل الرواية للمحكمة كان بالمصادفة ودفاعه عن نفسه ضد قضية لا يعرفها هو أيضًا دفاع عبثي غريب نال دهشة القراء ورفض بعضهم له.

الأحكام في أحداث رواية “القضية”

بدا في أحداث الرواية أن الجميع يحكم على الجميع، إذ بدأت بحكم السيدة جروباخ على الجارة بروستنر، وحكم بروستنر على جوزيف وحكم صديقتها مونتاج على جوزيف وحكم المحامي على التاجر بلوك وحكم القسيس على جوزيف، بينما ارتكب جوزيف نفس الفعل مع كل من حوله، فقد كان يحكم على الجميع.

تميّز أسلوب كافكا برهافة الشعور، فقد كان يصف ما يقال وما لا يقال. يمكنك سماع ورؤية أبسط الهمسات، وحركات الأصابع بل والشعور بها من حولك أثناء قراءة الرواية. قد تشعر بالملل من بعض تفاصيل الرواية بسبب الإبهام الشديد المحيط بكل أحداثها وشخصياتها الثانوية والتي لم يرد كافكا أن يبرز جوانب شخصياتهم إلا من خلال مواقفهم مع بطل الرواية لا أكثر.

النقص كجزء من الكمال في رواية “القضية”

لم يُكمل الكاتب كافكا أحد فصول القصة وبالرغم من هذا وصلت المشاعر وكأنها كاملة بلا نقصان، مشاعر الاشمئزاز من المحامي لمسلكه مع التاجر بلوك. إذ قام المحامي هولد بإهانة التاجر الذي يوكله للترافع عن قضيته المبهمة أيضًا أمام المحكمة، وكأنه أراد بذلك أن يعطي إشارة لجوزيف عن مدى كرمه وحلمه في التعامل معه.

بدا هذا السلوك الفظ كترهيب لجوزيف كي لا يسحب توكيله من المحامي هولد، وكي يصبح أكثر امتنانا، لكنه لم يصبح كذلك، وقد رأى القراء أنه محق في فهمه للمحامي.

الغرابة في مناقشة رواية “القضية” فرانز كافكا

أثارت الشخصية الرئيسية في الرواية عجب بعض القراء لعدم وجود تفاصيل حياتية غنية لها خارج إطار القضية والعمل. سبب هذا غرابة مقلقة لدى القارئ أثناء قراءته للرواية. كما كانت محاوراته مع معظم الشخصيات قليلة للغاية، تكاد تنتهي قبل أن تبدأ. رغب العديدون في مساعدته دون سبب وفي نفس الوقت لم يساعده أحد تقريبًا وهو ما لم يفهمه أحد إلا في آخر جملة في الرواية.

خمّن البعض أن غرابة الرواية مقصودة من الكاتب يعبر بها عن حالة أكبر من الغرابة بداخل النفس البشرية وعبثية حياتنا.

مجموعة من الحضور2 أثناء مناقشة رواية القضية فرانز كافكا

تفاصيل صغيرة غير مفهومة الهدف في رواية “القضية”

أبدا بعض الحضور غضبهم من وجود بعض التفاصيل غير مفهومة الهدف في الرواية، مثل جواب ابنة عمه التي ارتبط بها وتركها وسترت عليه أفعاله أمام عمه. ظهور مونتاج في الرواية كعائق له عن الاقتراب من بروستنر. الإزعاج والقلق الذي سببه قريب السيدة جروباخ والذي لم يتحدث معه بطل الرواية طيلة الرواية رغم أنه أحد جيرانه!

مشهد المحكمة

دارت بين بطل الرواية والقس في الكنيسة حوار شديد الغرابة والتعقيد، عندما روى له القس معضلة فلسفية يكاد لا يعرف فيها المستمع ولا يتمكن من تمييز الظالم من المظلوم. جاءت المعضلة عن فلاح ريفي يسعى لدخول المحكمة ولكن لا يمكنه الدخول بسبب الحارس. يحيط بالمحكمة مجموعة من الأبواب المؤمنة بحراس لا يمكنهم السماح لأحد بالدخول. يتذلل الريفي للدخول بكل شيء فقدّم الهدايا ن أجل ذلك ولكن لم يستجب طلبه. عاش عمره وقضى السنوات أمام باب المحكمة إلى أن حانت ساعته فمات. حينها أغلق الحارس الباب والذي كان مخصصًا للريفي وحده ولكنه لم يدخله أبدًا بسبب الحارس. وجاء النقاش مع القس بعد القصة ليبين المعضلة. هل أخطأ الريفي من الأساس بوقوفه على الباب راجيًا العدالة؟ هل خدع الحارس الريفي؟ هل كلاهما مخدوع؟ هل تحققت العدالة أو كانت ممكنة التحقيق من الأساس؟

النهاية

استيقظ جوزيف ك في أحد الأيام ليجد نفسه ممسوكًا من اثنين حملاه خارج المدينة لتودعها عيناه بوصف هادئ وبارد لا يتناسب مع ما يحدث حوله، لتنتهي أحداث الرواية بالبطل مذبوحًا على أيديهم في وصف قاس من الكاتب للبطل بالموت “كالكلب!”

الآراء

صعب على البعض تكوين رأي متماسك حول الرواية، إلا أن الرواية ألقت بظلالها المتشائمة على الجميع أثناء المناقشة. اضطر البعض إلى التنفيس عن ملله من بعض أجزائها. أشار البعض لاحتمالية تأثر الكاتب بالظروف السياسية لبلاده إبان الحرب العالمية كرسالة عن الحرب. وعبر البعض الآخر عن إعجابه بابهامها والمماثل لما نعيشه في حياتنا. كما ناقش الحضور حقيقة العدالة ومؤسساتها، والفارق بين العدالة والقانون. وما إذا كانت مؤسسات العدالة مجرد صورة تستنزف حياة الإنسان. مجموعة من الإجراءات الروتينية من أجل تحقيق ما لا يمكن تحقيقه برأي الكاتب كافكا. يحميها حراس يمكن التلاعب بهم، ويمكن التأثير عليهم لأنهم بشر يخطئ ويصيب، ويحكمون على بشر أيضًا يخطئون ويصيبون أيضًا في مشهد عبثي. كل شيء جائز ومحتمل مع كافكا.

يمكنك الإطلاع على نادي القراءة الأول من هنا ورواية مئة عام من العزلة.

نادي القراءة الأول ورواية “مئة عام من العزلة” لجابرييل جارسيا ماركيز

نادي القراءة الأول ورواية “مئة عام من العزلة” لجابرييل جارسيا ماركيز

أطلقت الأكاديمية بوست أولى أندية القراءة بالتعاون مع مكتبة مصر العامة وجاء لقاء نادي القراءة الأول ورواية “مئة عام من العزلة” لجابرييل جارسيا ماركيز، في 25 يوليو 2019 الساعة الواحدة ظهرًا.

البداية

بدأت فعاليات الجلسة بسرد مختصر عن أحداث الرواية الكثيفة والمفعمة بالأحداث والتفاصيل، وعن الكاتب جابرييل جارسيا ماركيز وانتاجه الأدبي وأسلوبه المعروف بالواقعية السحرية، ثم انطلق الأعضاء في الإعلان عن آرائهم المختلفة بخصوص أحداث الرواية ككل.

1 نادي القراءة 1 – مئة عام من العزلة – 25 يوليو 2019

تفاوتت الآراء فيما يخص الشخصية المفضّلة للقرّاء في الرواية بين الجدة الكبرى أورسولا، وبين الكولونيل أورليانو، فعبّر البعض عن مدى التضحيات التي قدّمتها الجدة للعائلة، واندهش لقوة شخصيتها وصلابتها الدائمة وحيويتها المستمرة، بينما عبر آخر عن ما وصل إليه الكولونيل من سلام نفسي بعد سنوات من الحروب والتمرد والصراعات وكيف كان صادقًا مع نفسه عندما علم أنه لا يحارب إلا من أجل كرامته وكبريائه لا أكثر.

ماذا قصد الكاتب بالعزلة في روايته؟

كما تفاوتت آراء القرّاء فيما يخص “العزلة” وما يقصده الكاتب بها. هل كانت عزلة ماكوندو هي عزلة مدينة؟ أم هي عزلة سكانها؟ أم هي عزلة أفراد البيت الواحد؟ أم هي عزلة الفرد عن نفسه!

2 نادي القراءة 1 – مئة عام من العزلة – 25 يوليو 2019
  • الموت في أحداث رواية “مئة عام من العزلة” :

كما سادت لحظات من الضحك بين القراء أثناء النقاش بتذكر الأحداث السحرية للرواية وكيفية موت الكثير من أبطالها بطرق غريبة ومأساوية أحيانا ورمزية أحيانا أخرى، إلا أن البدايات دائما ما كانت غير معبّرة بالمرة عن النهايات. إذ أن بعض الشخصيات سادت شرورها واضطربت لها صفحات الرواية بقوة، إلا أن نهاية حياتها لم تكن بذلك الشر ولا بتلك القوة والعنف، بل على العكس تماما.

 

3 نادي القراءة 1 – مئة عام من العزلة – 25 يوليو 2019
  • دور العلم في رواية “مئة عام من العزلة” :

بدا وجود العلم كعنصر مهم في الرواية، يظهر تارة ويختفي تارة، إلى أن يفرض نفسه بقوة في نهاية الرواية ليصبح هو الأداة الوحيدة لفك طلاسم أوراق ميكياديس الغجري التي تحكي قصة الأجيال السبعة لعائلة بويندا والتي احتار القرّاء والحاضرين في رمزيتها، فاعتبرها بعضهم رمزًا لأهمية العلم، واعتبرها آخرون بلا أهمية محورية في الرواية أو دلالة مقصودة من الكاتب، إلا أن شخصية أورليانو الأخير والذي فك طلاسم الأوراق ألقت بظلالها على المناقشة في جوانب عدة كرمز للإنسان المعاصر المنعزل والمنكب على العلم والوارث لإرث لا يمكن تحمله.

نالت الرواية استحسان أغلبية الحضور، إلا أن أهمية بعض تفاصيلها لم تكن بادية للبعض الآخر، وتنتهي الجلسة الأولى من نادي القراءة بعد ساعتين من النقاشات الممتعة مع حضور مميز، وإليكم ملخص واف لأحداث الرواية لمن يرغب في الاستزادة.

استكملت إدارة الأكاديمية بوست بالتعاون مع مشروع بيت تحوت إقامة فعاليات نادي القراءة افتراضيًا، ويمكنك حجز مقعدك الآن من هنا.

Exit mobile version