كل ما تريد معرفته عن اختبار GRE

في ظل ازدياد المنافسة على مقاعد الدراسات العليا عالميًا، ظهرت الحاجة إلى فرض معايير ومقاييس جديدة، تساعد على فرز المتقدمين واختيار أكثرهم كفاءة وقدرة على العمل في الحقل الأكاديمي. حيث يعد اختبار GRE أحد هذه المقاييس وأكثرها طلبًا من قبل برامج الماستر وكليات الأعمال. إذا كنت تحمل درجة البكلوريوس وتخطط للتقديم على درجة الدراسات العليا، فهذا المقال لك.

ما هو اختبار GRE

اختبار تقييم الخريجين The Graduate Record Examination أو اختصارًا GRE، هو خطوة مهمة في عملية التقديم للدراسة في مجال الدراسات العليا وإدارة الأعمال. وهو امتحان محوسب، اختيار من متعدد MCQs، ويعد الامتحان الموحد والمطلوب للقبول في درجة الدراسات العليا أو ماستر إدارة الأعمال MBA على مستوى العالم.

يُدار الاختبار من قبل ETS – وهي نفس الجهة المقدمة لامتحان التوفل TOFEL – ويهدف إلى تزويد الجامعات بمقاييس موحدة لتحديد كفاءة المتقدمين واستعدادهم للعمل الأكاديمي. حيث تنظر لجان القبول إلى درجة GRE الخاصة بك، إلى جانب سجلك الأكاديمي والمتطلبات الأخرى، وذلك لتقييم استعدادك للدراسة الأكاديمية. لذلك، حصولك على درجة عالية في هذا الاختبار له أثر إيجابي مباشر على قبولك في درجة الماستر.

يقيس اختبار GRE معارفك الأساسية، كالجبر والحساب وتحليل البيانات، ومخزونك من المفردات. كما يقيس قدرتك على تحليل وتقييم النصوص الكتابية، والتفكير النقدي وحل المعضلات والمسائل.

شروط اختبار GRE

لا يوجد شروط معينة لهذا الاختبار، ولكن يجب أن تعلم أنه مخصص لخريجي درجة البكلوريوس. ويجرى الاختبار باللغة الإنكليزية. لذلك إن كنت تخطط لدخول الاختبار، يجب أن تكون ذو مستوى ممتاز في اللغة.

أنواع اختبار GRE

يوجد نوعان من اختبار GRE. الأول هو GRE الموضوعي “Subject Tests”، ,هو اختبار يقيس معرفتك بمجال دراسي معين. كل واحد من هذه الاختبارات الموضوعية مخصص للطلاب الذين يملكون خلفية سابقة عن هذا الموضوع من خلال دراستهم الجامعية في التخصصات التالية: علم الأحياء، الكيمياء، الأدب الإنكليزي، الرياضيات، علم النفس، الفيزياء. يُجرى هذا الاختبار ثلاث مرات في السنة، في سبتمبر وأوكتوبر وأبريل. ويُطلب هذا الاختبار للالتحاق ببعض المسارات التخصصية.

أما النوع الثاني هو GRE العام “General Test”، والذي يتميز باحوائه على أسئلة تعكس قدرة الطالب على التفكير والتحليل بمنطقية. ويتألف هذا الاختبار من عدة أقسام، هي: قسم كتابي، قسم حسابي، قسم لغوي.

أقسام اختبار GRE

  1. القسم اللغوي، الاستنتاج اللغوي Verbal Reasoning:

يختبر هذا القسم قدرتك على فهم وتحليل النصوص المكتوبة بالإضافة إلى الربط بين المفاهيم والكلمات المكونة للجمل، وتلخيص النص، والقدرة على الوصول إلى رمزية المعنى أو حرفيته، ومعرفة النقاط الرئيسية من الثانوية.

يتضمن عدة أنواع من الأسئلة: إكمال الفراغ، الجمل المكافئة، القراءة الاستيعابية.

  1. القسم الحسابي، الاستنتاج الكمي Quantitative Reasoning:

يقيس هذا القسم القدرة على تحليل وفهم المعلومات الحسابية وحل المسائل باستخدام النماذج الرياضية، وتطبيق المفاهيم الأساسية في الحساب والجبر والهندسة.

يتضمن نوعين من الأسئلة: المقارنة الكمية، حل المسائل.

  1. القسم الكتابي، الكتابة التحليلية Analytical Writing:

يقيس هذا القسم مهارة التفكير الناقد والكتابة التحليلية، بما في ذلك القدرة على صياغة ودعم الأفكار المعقدة بالأسباب والأمثلة المناسبة، ودراسة وجهات النظر والأدلة المصاحبة.

يتضمن نوعين من الأسئلة المقالية: الأول هو تحليل موضوع ما، تبدي رأيك فيه وتقدم تحليلًا منطقيًأ له. أما الثاني فهو: تحليل جدال، حيث يطلب منك تحليل الجدال المطروح بالطريقة التي يزودك بها نص السؤال.

مصادر ومدة التحضير لاختبار GRE

تستغرق عملية التحضير للامتحان ثلاثة أشهر تقريبًا، حيث أفاد الطلاب الذين حصلوا على نتائج عالية في الاختبار أنهم قضوا أكثر من 100 ساعة من الدراسة.

تستطيع التحضير خلال هذه المدة إما من خلال الأداة المجانية (Prepare for the GRE General Test)، التي يوفرها الموقع الرسمي من هنا. كما يوفر الموقع لقاءات مع خبراء عبر الإنترنت بعدة لغات منها العربية، للاطلاع على مواعيدها انقر على الرابط هنا.

يمكنك التحضير من خلال الدليل الرسمي للاختبار: (The Official Guide to the GRE Revised General Test, 2nd Edition)، والمقدم من ETS، والذي يحوي تمارين ونماذج مشروحة تعينك على التحضير  الجيد والتدرب على نمط أسئلة الاختبار. يمكنك شراؤه من هنا.

كيفية احتساب علامة الاختبار

كل قسم من الاختبار له درجة مستقلة، يقيم كل من القسم اللغوي والحسابي بعلامة بين 130 حتى 170، وعلامة النجاح في القسم اللغوي هي 153، أما علامة النجاح في القسم الحسابي هي 151. بينما يقيم القسم الكتابي بعلامة بين 1 إلى 6، وعلامة النجاح هي 4.

يعتبر هذا الاختبار متعدد المراحل، يعني أن أدائك في الجزء الأول من القسم اللغوي مثلًا سيحدد مدى صعوبة الأجزاء الأخرى اللاحقة. نتيجة كل قسم هو عدد الأسئلة التي أجبت عليها بشكل صحيح، ثم تتم معادلة الدرجات هذه وتحويلها إلى درجة على سلم من 130-170 أو 1-6 حسب القسم.

تمنحك ميزة ScoreSelect في اختبار GRE حرية اختيار إرسال نتيجة أحد أقسام الاختبار إلى الجامعة التي تود التقديم عليها أو إرسال نتيجة كافة الأقسام. تعرف على هذه الأداة أكثر من هنا.

كما يمكنك إعادة الاختبار مقابل دفع رسوم إضافية.

مدة الاختبار

كل قسم من أقسام الاختبار لها وقت خاص بها، فالقسم اللغوي والكتابي ساعة لكل منهما، أما القسم الحسابي ساعة وعشرة دقائق، بالإضافة إلى القسم البحثي الذي لا يدخل في العلامة النهائية، ويستغرق نصف ساعة، وأخيرًا استراحات قصيرة لا تتجاوز الربع ساعة. أي أن الامتحان يستغرق بالمجمل أربع ساعات.

مواعيد الاختبار والتسجيل عليه

تُجرى اختبارات GRE طوال السنة في مراكز  Prometric، قم بزيارة موقعهم الالكتروني لمعرفة أقرب مركز امتحاني إلى سكنك ولحجز الموعد المناسب لك والمتوفر. يمكنك الاطلاع على تفاصيل وشروط التسجيل من هنا.

تكلفة الاختبار

يكلف الاختبار 205 دولارًا أمريكيًا، في كل دول العالم تقريبًا ما عدا الصين. تشمل الرسوم إرسال تقرير الدرجات إلى أربع مؤسسات للدراسات العليا تختارها أنت.

صلاحية اختبار

هذا الاختبار صالح لمدة خمس سنوات من تاريخ إجراء الاختبار.

إقرأ أيضًا:

ما هو اختبار التوفل؟ وما هي أهم المصادر للتحضير له؟

كيفية الاستعداد لاختبار الأيلتس؟

أهم الاختبارات الدولية اللازمة للدراسة في الخارج

ما هو اختبار الأيلتس؟ وما هي أنواعه وأقسامه؟ وكيف يمكننا تجاوز الاختبار بدرجة عالية؟

ما هو اختبار GMAT؟ وكيف يتم الاستعداد له؟

المصادر:

هنا

هنا

رحلة في تاريخ علم الميكروبات

رحلة في تاريخ علم الميكروبات

علم الأحياء الدقيقة، هو علم يختص بدراسة أشكال الحياة البسيطة، التي تشمل(البكتيريا، الفيروسات، الطحالب، الفطريات، وحيدات الخلية..) حيث يهتم بدراسة بنيتها ووظيفتها، وطرق استغلال نشاطها والسيطرة عليها تحتل الكائنات الدقيقة مكانة هامة في الحياة اليومية ودورا أساسيا في الأنظمة البيئية، فهي تتواجد بوفرة في الهواء والتربة والماء، كما تغطي الأسطح الداخلية والخارجية لجسم الإنسان، ورغم أنها كائنات لاترى بالعين المجردة إلا أنها تترك تترك آثارا واضحة على وجودها في بعض الأحيان بتأثير سلبي كتحلل المواد والآصابة بأمراض أو بشكل إيجابي كتخمر الخبر ونكهة الجبن بالاضافة الى دورها الفعال في النظام البيئي والئي يتمثل في تفكيك بقايا الكائنات الحيوانية والنباتية بعد موتها وتحويلها الى مواد أبسط يمكن للكائنات الأخرى الاستفادة منها.

كيف بدأ علم الميكوربيولوجي؟

بدأت الفيزياء في العصور القديمة، والرياضيات قبل ذلك حتى، ولكن التعرف على الكائنات الدقيقة بدأ منذ أواخر القرن ال19، فحتى ثمانينيات ذلك القرن، مازال الناس يؤمنون أن المرض ناجم عن الخطايا والروائح الكريهة والأرواح الشريرة، ورغم تواجد مفهوم العدوى آنذاك، إلا أنه لم ينسب لكائنات حية صغيرة. جالينوس (طبيب إغريقي من بيرغامون 129-216) إعتقد أن الأوبئة سببها الروائح التي نتجت من تحلل المواد العضوية فتكون أمراض مثل الكوليرا والكلاميديا والطاعون الدبلي، على الرغم من أن الفكرة خاطئة لكنها حفزت على تحسين الممارسات الصحية، وشجعت على بناء قنوات المياه العذبة و قنوات الصرف الصحي، مما وقى الرومان آنذاك من الأمراض التي تنقلها المياه.

تمت بالفعل مناقشة وجود كائنات حية دقيقة قبل عدة قرون من إكتشافها، كان العالم الروماني”ماركوس تيرينتيوس فارو” أول من عرف بإقتراح إمكانية إنتشار المرض بواسطة كائنات غير مرئية، ففي كتابه يحذر من السكن بالقرب من المستنقعات خشية الإصابة بأمراض بواسطة الكائنات الدقيقة التي تطفو في الهواء وفوق الماء، في 1020 إفترض إبن سينا أن السل وأمراض أخرى قد تكون معدية، وفي عام 1546 إقترح “جيروملامو فراكاستورو” أن الأوبئة ناجمة عن كائنات تشبه البذور يمكنها أن نتقل العدوى عن طريق الإتصال المباشر أو غير المباشر أو عن طريق مسافات طويلة أما أبقراط فقد كان يعتقد أن المرض ناتج عن إختلال في توازن الأخلاط(السوائل الحيوية) في الجسم وهم: الدم، والصفراء، والسوداء، والبلغم.

كل هذه الأفكار ظلت آنذاك مجرد فرضيات لإفتقارها للمجهر الذي يوفر ملاحظتها ووصفها بشكل دقيق، وكان روبرت هوك ( عالم انجليزي من القرن ال17) أول من استخدم العدسة لمراقبة الكائنات الدقيقة ( أو ما أسماه هو، الحبيبات الحيوانية) في عام 1676 كان أنتوني فان ليونهوك(1632-1723) من أوائل الأشخاص الذين اطلعوا على الكائنات المجهرية باستخدام مجهر من تصميمه الخاص. قضى ليونهوك معظم أوقات فراغه في ابتكار مجاهر بسيطة، فقد قام ببناء أكثر من 250 مجهرا صغيرا بإمكانه تكبير من 50-300 مرة، وكان أول شخص يصف البكتيريا ووحيدات الخلية بدقة، وبسبب اسهاماته غير العادية أعتبر “أبو علم الميكروبيولوجي” و “علم الأوليات”.

الجيل العفوي:

نشر الفيلسوف اليوناني أرسطو (384-322 قبل الميلاد) كتابات ذكرت كيفية نشوء بعض الكائنات الحية من خلال مواد غير حية ، من خلال ملاحظة بعض الظواهر منها :ظهور اليرقات في اللحوم المتعفنة وظهور البراغيث في الغبار. على هذا الأساس إفترض أرسطو أنه إذا كان للمادة غير الحية جوهر روحي أو حرارة فإن الكائنات الحية ستنشأ عليها طالما توفرت الظروف الملائمة، واستمرت هذه الفرضية لآلاف السنين. وعندما تم التسليم بوجود كائنات حية دقيقة، اعتقد معظم علماء العصر بإمكانية نشوء هذه الكائنات عن طريق ما يسمى بالتولد التلقائي، فعلى الرغم من غرابة هذه الفكرة، فنحن بحاجة إلى أن نتذكر أنهم كانوا يعرفون فقط ما يعرفونه، أي أن الفكرة إستنتاج مبنية على بعض الملاحظات أي تفتقر إلى المنهج التجريبي. وقد تنوعت آراء العلماء آنذاك بين معارضة وتقبل للفكرة.

العصر الذهبي:

لويس باستور

بدأ العصر الذهبي لعلم الأحياء الدقيقة بعمل “لويس باستور” و”روبرت كوخ” في معهد أبحاث خاص بهم وقد تلقى ذلك قبولاً من المجتمع العلمي في جميع أنحاء العالم. أخيراً وضع العالم الفرنسي”لويس باستور” مفهوم الجيل العفوي ضمن مجموعة من التجارب حيث قام بغلي المرق في قارورة ذات رقبة مستقيمة وتركها معرضة للهواء، فكانت النتيجة نمو الميكروبات، وفي جهة أخرى أعاد نفس التجربة باستعمال قارورة ذات عنق معقوف، يمنع دخول جزيئات الغبار من الهواء إلى القاروة فكانت النتيجة سلبية، أثبت باستور في تجربته أن الكائنات في الغبار هي التي تنمو في المرق، إضافة إلى تجربته التي جسد فيها فكرة “لازارو سبالانزاني” التي نصت أن غليان المرق يؤدي قطعاً إلى موت الكائنات الموجودة فيه وهذا مالايترك مجالاً للشك أن الكائنات أتت من الخارج، وبهذا أنهى باستور عام 1858 الجدل القائم حول فرضية الجيل التلقائي، كما وجد أن تخمير الفاكهة وإفساد النبيذ ناتج أيضا عن الميكروبات. اقترح باستور في عام 1862 أن التسخين المعتدل عند 62.8C° لمدة نصف ساعة كاف للقضاء على الكائنات المضرة دون تغيير طعم المنتج، وسميت العملية بالبسترة من حينها عرف باستور بإسم أبو علم الأحياء الدقيقة ووالد علم الجراثيم.

“روبرت كوخ”

في نفس الوقت الذي كان فيه باستور يقوم بتجاربه، كان في الجانب الآخر طبيب يدعى “روبرت كوخ”يعمل على اكتشاف بعض الأمراض الحيوانية الخطيرة مثل الجمرة الخبيثة،السل. فقدم أول دليل مباشر على دور البكتيريا في التسبب بالأمراض وفي عام 1876 أتقن تقنية عزل البكتيريا في مزارع نقية، كما قدم استخدام أوساط المزارع الصلبة عام1881 واستخدام الجيلاتين كعامل صلابة في 1882 وفي عام 1884 اقترح مسلمة كوخ وهي حجر أساس لنظرية الجرثومة ولاتزال تستخدم ليومنا هذا لإثبات مسببات الأمراض المسلمات الأربع لكوخ:

1. يمكن العثور على الكائن الحي المسبب للمرض في الأفراد المرضى لا الأصحاء.

2 .يمكن عزل الكائن الحي وتنميته في مزرعة نقية

3. يجب أن يسبب الكائن الحي المرض عندما يتم إدخاله إلى فرد سليم.

4. يجب استعادة الكائن الحي من الحيوان المصاب وإظهار أنه نفس الكائن الذي تم إدخاله.

أسست الجهود المشتركة لباستور وكوخ نظرية جرثومة المرض وهي تنص أن الكائنات الدقيقة هي سبب المرض وبدأ علم الميكروبيلوجي يساهم بشدة في تطور الكثير من نواحي الطب وخدمة الصحة مثل:

1. التطور في الطب والجراحة:

معرفة العلماء أن الميكروبات مسبب المرض حسن من المارسات الطبية بشكل واضح، فقد ساهمت تقنية المعقمات وكذا غسل البدين والحجر الصحي للمرضى بتحسين مستوى الطب وجعلت المستشفيات مكانا للعلاج بدلا عن الموت. ساهم الجراح الإنجليزي” اللورد جوزيف ليستر” بإبتكاره البارز وهو العلاج المطهر للوقاية من التهابات الجروح وعلاجها، بعد أن استنتج أن الميكروبات هي سبب الإلتهابات. في1867 طور نظاماً للجراحة المطهرة عن طريق منع الميكروبات من دخول الجروح عن طريق تطبيق “الفينول” على الضمادات الجراحية، كما ابتكر طريقة لتدميرها بواسطة رش غبار من “حمض الكربوليك”. بفضل هذه المساهمات التي يتم اعتمادها حتى الآن، أُعتبر “جوزيف ليستر” أب الجراحة المطهرة.

2. تطوير اللقاحات:

تم اكتشاف التعقيم قبل نظرية الجراثيم لكن لم يتم فهمه بالكامل حتى وقت باستور، في أواخر القرن ال18 استخدم الطبيب إدوارد جينر القيح من قشور الجدري لدى البقر لتلقيح الناس ضد الجدري. في وقت لاحق تم تحقيق أهمية “جينر” التجريبية من قبل باستور الذي طبق بعد ذلك هذا المبدأ على مرضى الجمرة الخبيثة، كما سار باستور نحو خدمة الانسانية عن طريق صنع لقاح لداء الكلب، عمل مبدأ العلاج الوقائي لداء الكلب بشكل كامل والذي وضع حجر الأساس لبرنامج التحصين الحديث لبعض الأمراض المروعة كالخناق والكزاز وشلل الأطفال …إلخ. اقترح “إيلي ميتشنيكوف”(1845-1916) نظرية بلعمية المناعة في 1883عندما اكتشف فعالية الكريات البيضاء في المناعة ضد الأمراض عن طريق ابتلاع مسبباتها الميكروبية

3. عصر البيولوجيا الجزيئية :

بحلول نهاية عام 1900 نما علم الميكروبات وأصبح متفردا كفرع في مجال علم الأحياء الأكثر شمولاً. وقد قدمت البساطة النسبية للميكروبات وعمرها القصير والتجانس الوراثي نموذج مثالي لأدوات لدراسة التعقيدات البيولوجية والكيميائية والفيزيولوجية المختلفة. فخطا مجال البيولوجيا خطوات كبيرة في فهم النظام الجيني وعملياته بفضل الميكروبات، لأنه طالما اعتاد العلماء على إجراء هذه الدراسات على الخلايا الحيوانية والنباتية التي تبدو في غاية التعقيد مقارنة بالميكروبات.

مصادر (رحلة في تاريخ علم الميكروبات):

Britannica

scientist cindy

microbe notes

bio libretexts

المزيد:

اللقاحات، إلى أين تعود أصولها؟ وهل شكل الجدري بداية عصرها؟

طاعون النيوليبرالية الذي ترك الولايات المتحدة غير مهيأة للكورونا، حوار مع نعوم تشومسكي

طاعون النيوليبرالية الذي ترك الولايات المتحدة غير مهيأة للكورونا، حوار مع نعوم تشومسكي


نظرًا إلى وصول عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا في الولايات المتحدة إلى 150,000 حالة وفاة، تقرأون الآن هذا اللقاء المترجم مع الفيلسوف والناشط السياسي، وعالم اللسانيات واسع الشهرة، ومؤلف ما يفوق المائة كتاب: البروفيسور نعوم تشومسكي. الذي يوضح فيه كيف من وجهة نظره أدت عقود من السياسات النيوليبرالية إلی تمزيق شبكة الأمان الاجتماعي والمؤسسات العامة، وترك الولايات المتحدة غير مستعدة لأزمة صحية كبرى كالأزمة الحالية، ويدعونا إلى ضرورة فهم جذور هذا الوباء. وهذا في حواره التالي مع الصحافيتين ايمي جودمان ونيرمين الشيخ من موقع الديموقراطية الآن.

تشومسكي:

في البداية علينا أن نعلم أن ثمة أوبئة أخرى قادمة وربما تكون أسوأ.
لقد كنا حتى الآن محظوظين. ذلك أن الأوبئة بشكل عام أمر خطير للغاية، وثمة العديد من الاحتمالات فيما يتعلق بأمرها. مثلًا، كل تلك الأوبئة التي حدثت في السنوات العشر أو الـ خمسة عشر الماضية، كان الفيروس الذي نتحدث عنه إما قاتلًا بكثرة ولكنه ليس معديًا جدًا، مثل الإيبولا، أو معدٍ جدًا لكنه ليس قاتلاً بكثرة، مثل COVID-19.
ما الذي قد يحدث في حال عانينا وباءًا قادمًا معديًا جدًا وقاتلا بكثرة على حد سواء؟ سنكون في ورطة كبيرة، وسنعاني ما هو أسوأ بكثير من وضعنا الحالي وأسوأ مما يسمى بـ “الإنفلونزا الإسبانية”، والتي كان يجب أن تسمى ‘إنفلونزا كانساس” حسب منطق ترامب (يسمي الرئيس الأمريكي فيروس كورونا بالفيروس الصيني). ذلك أنها نشأت في كانساس منذ قرن مضى. ربما نواجه ما هو أسوأ من ذلك بكثير.

البروفيسور نعوم تشومسكي

ثمة طرق وجدت للتعامل مع هذه الجائحة، كان العلماء على دراية بأن وباءًا آخر محتملًا قد يكون آتيًا، وذلك بعد وباء السارس فى عام 2003، لقد حذر العلماء من ذلك وعرضت السياسات التي كان بالإمكان تنفيذها. لكن ذلك لم يحدث، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الاختلالات المؤسسية العميقة. إذ لا يمكن لشركات الأدوية، والتي تعد الكيان المفترض الاعتماد عليه في هذا الشأن، من خلال المنطق الرأسمالي. أن تنفق المال في محاولة لمنع وقوع كارثة بعد عشر سنوات من الآن. لكن تركيزها ينصب على محاولة كسب المال العاجل وفي الغد. هذه طريقة سير النظام. لذا تم استبعاد شركات الأدوية من المنطق الرأسمالي.
أما فيما يخص الحكومة، من الممكن لها إجراء معظم البحوث الأساسية عن اللقاحات والأدوية، أو كلها تقريبًا. لذا كان بإمكانهم الشروع في الأمر، وإنشاء مختبرات، مستغلين الموارد غير المحدودة. لكن الحكومة تشكل – حسب تعبير الرئيس ريجان في الثمانينات وهو يوضح سياسته في عدم التدخل- المشكلة وليس الحل. إن الطاعون النيوليبرالي يحول دون إتمام أي من ذلك، بمعنى أننا يجب أن نتسلم مسؤولية اتخاذ القرارات من أيدي الحكومة، وهي المسؤولة عن التقصير؛ فيتحول الأمر إلى يد طغيان القطاع الخاص، غير الخاضع للمساءلة، هذا هو معنى شعار ريغان. وهذا هو المبدأ الأساسي للنيوليبرالية. الذي يعاني منها العالم منذ 40 عاما، باستثناء أقلية ضئيلة تمكنت من أن تصبح غنية وقوية للغاية.

ورغم ذلك، بقيت ثمة اجراءات ممكنة للحكومة الأمريكية. على سبيل المثال، عندما تولت إدارة أوباما مقاليد الحكم، وفي الأيام القليلة الأولى، اتصل أوباما بالمجلس الاستشاري العلمي الرئاسي، الذي أنشأه جورج بوش الأب، وقد كان يحمل احترامًا للعلم. وطلب أن يضعوا معًا برنامجًا للتعامل مع الأوبئة، وبالفعل جاؤوه بتقرير بعد أسبوعين، وتم تنفيذه. وظل الأمر على ذلك حتى كانون الثاني/يناير 2017.

وبعد أن تسلم ترامب منصبه، في الأيام القليلة الأولى، فكك النظام بأكمله. ويعتبر هذا جزء من سياسة كرة التحطيم العام التي نهجها ترامب، بمعنی: “علينا أن ندمر كل ما فعله أوباما”. لأنها الطريقة الوحيدة ليبدو وكأنه يفعل شيئًا.

وكانت ثمة برامج لعلماء أميركيين يعملون في الصين مع زملاء صينيين في محاولة للكشف عن الفيروسات التاجية (عائلة كورونا) وتحديدها. إنه عمل خطير جدًا وبعضهم فقد حياته. لكنهم كانوا ينجحون في الكشف عن الفيروسات، والتعرف إليها واختبارها. وذلك في معهد مدينة ووهان لعلم الفيروسات، التي هي مركز نشوء هذا الوباء، وألغى حينها ترامب البرنامج.

وقد نفذت في وقت متأخر من أكتوبر 2019 عمليات محاكاة لوباء تحذر مما سيحدث. ولم تعر إدارة ترامب الأمر أي اهتمام. ولهذا السبب، بمجرد أن أصاب الوباء أخيرًا، كانت الولايات المتحدة غير مستعدة على الإطلاق. ناهيك عن ذكر سلسلة التقاعس البشع والإجراءات التي تبعت ذلك، كرفض ترامب الاعتراف بالأمر برمته لبضعة أشهر!
وبينما كان هذا يحدث في الولايات المتحدة، كانت لبلدان أخرى ردات فعل. مثل آسيا وأوقيانوسيا وأستراليا ونيوزيلندا. كوريا الجنوبية، التي كانت واحدة من أول الأماكن التي أصابها الوباء، تعاملوا مع الأمر بعقلانية. حددوا أماكن الخطر، وسيطروا عليها، وأجروا الفحوص، وتعقبوا المخالطين.
أبلغت فيتنام – التي يبلغ طول حدودها مع الصين 1400 ميلا- عن صفر وفيات. وأدت كل من كوريا الجنوبية وتايوان ونيوزيلندا واستراليا بشكل جيد. حتى أوروبا، لقد تأخروا بما لا يستهان به، لكنهم تصرفوا أخيرًا. وقد انخفض المنحنى بشكل حاد منذ شهر مارس لمعظم أوروبا. والبعض الآخر، مثل النرويج وألمانيا، يبلي بلاء حسنًا في هذا الصدد. حتى أن حركة السفر عبر جنوب إيطاليا تكاد تكون طبيعية.

ويذكر أن الأمر تطور إلی درجة أن أوروبا، قد حظرت الزوار الأمريكيين من دخول حدودها. لقد نبذت الولايات المتحدة، لدرجة أنه لا يُسمح للأميركيين بالذهاب إلى بلدان أخرى. الأمر شبيه إلى حد كبير بما حدث في البرازيل. إذ أن الرئيس البرازيلي (بولسونارو) كان ينكر الأمر برمته “إنها مجرد إنفلونزا خفيفة. لا تقلقوا بشأن ذلك، البرازيليون أقوياء. نحن لا نهتم”. وتحتشد في الشوارع اجتماعات كبيرة من أنصار بولسونارو اليمينية للرقص والاحتفال ونشر الفيروس، ولا يجد بولسونارو في ذلك غضاضة.

جريمة حالية أخرى تزلزل العالم هي تدمير غابات الأمازون. وأثر هذا يمتد إلى العالم بأسره، وليس على البرازيل فحسب، وتشير التوقعات العلمية إلى أن الأمازون حسب مسارنا الحالي سيتحول في غضون 15 عامًا تقريبًا من بالوعة بحتة لثاني أكسيد الكربون، إلى مصدر صافٍ لانبعاثه، وهي التي يطلق عليها أحيانًا رئتا الأرض. لامتصاصها كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون.
إن الأمازون، حسب المسار الذي نحن فيه سائرون، ستتحول إلى ما يشابه حشائش السافانا، لا غابة كما هي الآن. وهذا مدمر للبرازيل وللعالم بأكمله. ذلك أنها واحدة من مصادر الأكسجين الرئيسة في العالم.

وعلى جميع الأصعدة، نحن نهوي بجنون نحو كارثة شاملة تحت قيادة متعصبين معتلين اجتماعيًا. كما لو أن الشياطين قررت أن تتولى أمر الجنس البشري ودفعهم إلى التدمير الذاتي. تحاول الكثير من دول العالم، بل معظمها منع حدوث ذلك، ولكن الولايات المتحدة والبرازيل تتسابقان بتفانٍ نحو الهاوية.

وهذا يأخذنا إلى الانتخابات القادمة، لعل ما سبق ذكره هو السبب في أنها أخطر وأهم انتخابات في التاريخ. لماذا نعد ترامب، وقد يبدو هذا أمراً مبالغا فيه -لكنه صحيح- أخطر شخصية في تاريخ البشرية؟
الحزب الجمهوري اليوم هو أخطر منظمة في تاريخ البشرية. يمكنك مقارنة ترامب، على سبيل المثال، بهتلر.
خذ مثلًا إعلان وانسي في عام 1942، حيث دعا إلى قتل جميع اليهود، وعشرات الملايين من السلاف، أما ما نواجهه الآن هو تدمير المجتمع الأنساني بأكمله. لم يسبق لنا مواجهة شيء من هذا القبيل قطّ.

فيما يخص الحزب الجمهوري، نحن نعرف كيف آل به الأمر إلى هذا. بالعودة إلى عقد من الزمان أو نحو ذلك، كان جون ماكين، عام 2008، مرشحاً للرئاسة. كان برنامجه ضعيفًا للغاية، لكنه احتوى بعض السياسات بصدد الاحتباس الحراري العالمي. وبدأ الكونجرس الجمهوري يأخذ في الحسبان ظاهرة الاحتباس الحراري، عبر سياسات للحد من تفاقمها. لكن الإخوة (كوخ)، وهم أصحاب شركة الطاقة، كان لهما رأي آخر، إذ عملوا لسنوات لمنع هذا، أطلق ديفيد كوخ، أحد الإخوة الذي توفى مؤخراً، حملة ضخمة للتأكد من أن الحزب الجمهوري سينكر الأمر. قد رشى الأخوان أعضاء مجلس الشيوخ، وأرهبوا الآخرين بالتهديد بشن حملات مضادة ضدهم، وشنوا حملة ضغط ضخمة، وبالفعل تخلى الحزب عن كل جهوده للتعامل مع تغير المناخ. إنها الآن حفلة يسودها النكران الكامل.

-الصحافية إيمي غودمان: بينما تتحدث عن هذا الأسلوب الإنكاري وتجاهل العلم، فيما يخص أولًا أزمة المناخ وصولا إلى الوباء، إذ يهدد كلاهما الحياة على الأرض، يعقد الرئيس ترامب الآن مؤتمرًا صحفيًا يوميًا لفيروس كورونا دون حضور العلماء، لديك مثلا كل من أنتوني فاوتشي، كبير علماء الأمراض المعدية، بالإضافة إلى د.(بيركس)، لن يكونا جزءًا من هذا المؤتمر الصحفي. هل تعتقد أن على الصحفيين الحاضرين للاجتماع الامتناع عن الحضور ما لم يتواجد هناك العلماء، وما لم يرتد الرئيس ترامب الكمامة؟

-تشومسكي:
نعم، أعتقد ذلك، كما أعتقد أنه ينبغي عليهم أن يفعلوا أكثر من ذلك بكثير، وأن يشيروا باستمرار إلى ما قلته قبل قليل: وذلك أننا نتعامل مع أخطر شخصية في تاريخ البشرية، مدعومة بأخطر منظمة في تاريخ البشرية، وأن نفصح عن الحقائق. ليس فقط فيما يخص هذا الوباء، بل والتهديد الأكثر خطورة بكثير لكارثة بيئية، والتهديد المتزايد والجدي للحرب النووية.

في رأيي، يجدر بكل صحيفة أن تضع على صفحتها الأولى صورة من الساعة المؤقتة لانتهاء العالم. لعلك تعلم عن هذا الموضوع، في يناير من كل عام، تجمع مؤسسة (bulletin it the atomic scientists) -وهي المجلة العلمية الرئيسية التي تتناول قضايا أمن العالم- العلماء والمحللين السياسيين في محاولة لإعطاء تقدير لحالة الأمن العالمي. وهذا بدأ بعد وقت قصير من القنبلة الذرية، وينفذ هذا سنويٗا على التوالي منذ 75 عاما. إذ ينُقل مؤشر الساعة -بشكل متذبذب – إلی نقطة أقرب أو أبعد قرب منتصف الليل، اعتمادًا على مدى خطورة الوضع العالمي. وساعة منتصف الليل تعني أن أمرنا قد انتهى.

في كل عام مر على ترامب في منصبه، اقترب مؤشر الدقيقة من منتصف الليل!
قبل عامين، وصل إلى أقرب مما كان عليه في أي وقت مضى. وفي كانون الثاني/يناير الماضي، تخلى المحللون عن الدقائق؛ إذ انتقلوا إلى الثواني. مائة ثانية حتى منتصف الليل ومنذ كانون الثاني/يناير، جعل ترامب كل واحدة من القضايا التي أثاروها هؤلاء الخبراء أسوأ. وهذه القضايا ثلاث رئيسية: الأولى بالطبع هي خطر الحرب النووية، والثانية خطر حدوث كارثة بيئية، والثالثة هي تدهور الديمقراطية. والتي تدرج إلى جانب الأخرتين لمجرد فكرة أن وجود ديمقراطية حية يمكن الجمهور المطلع، من المشاركة بهدف أن يكون لدينا أي أمل في الهروب من الأزمتين الوجوديتين الأخرتين.

ومنذ كانون الثاني/يناير، نجح ترامب في جعل الأزمات الثلاث أسوأ. مسألة الأسلحة النووية على سبيل المثال، أصبحت أسوأ بكثير بفضل تصرفات ترامب. وبطبيعة الحال، فإن الأزمة البيئية تزداد سوءًا، ذلك أن ترامب يتجه الآن نحو زيادة الاعتماد على استخدام الوقود الأحفوري الأخطر، ويضيق على محاولات التقليل من ذلك عبر ممثليه عند وكالة حماية البيئة وآخرين، كما يضيق على الجهود الساعية إلى التخفيف من حدة الأزمة من خلال الوسائل التنظيمية.
أما الديمقراطية، شأنها واضح جدًا. قد أفرغت السلطة التنفيذية أساسًا من الأصوات المستقلة. ولم يبق سوى المتملقين مع شعارات مثل “نحن أرسلنا الله لإنقاذ اسرائيل”.

أما المفتشين الذين فرضهم الكونغرس، لرصد المخالفات من الهيئات التنفيذية، فقد تم انتقائهم كذلك. والواقع أن ترامب بذل كل ما في وسعه لإذلال السناتور الجمهوري البارز تشارلز غراسلي، الذي أمضى معظم حياته المهنية في فرض هؤلاء المراقبين. أما محامي المنطقة الجنوبية من نيويورك الذي حاول النظر داخل مستنقع ترامب قد انتهى به الأمر إلى الطرد.
كان الكونغرس، المدار حاليا بواسطة ماكونيل، يُدعى أعظم هيئة للشورى في العالم. والآن هو بمثابة نكتة. لا يقوم بأيّ شورى ولا يفعل شيئًا أساسًا سوى محاولة تدبير أكبر عدد ممكن من تعيينات القضاة الشباب اليمينيين المتطرفين حتى يتمكنوا من حزم السلطة القضائية لجيل كامل. بالإضافة إلى إيجاد طرق لضخ الأموال في جيوب الأغنياء، كما حدث عند الفضيحة الضريبية. هذا هو مجلس الشيوخ، أعظم هيئة شورى. أما مقترحات مجلس النواب بشأن التشريع فيقابلها ماكونيل بالطرد، ولا يلقي بالًا، وكأن هذا ليس دور مجلس الشيوخ.

بالعودة إلى موضوعنا، لهذا السبب أرى أنه يجب وضع ساعة انتهاء العالم على واجهة كل صحيفة. علينا أن نعي ما الذي تفعله الولايات المتحدة بنفسها والعالم. يجب أن يكون هذا محط انتباه الجميع، وثمة العديد من الأشياء الأخرى الواجب القيام بها. مثل احتجاجات كبيرة، في كل مكان، اعتراضا على استخدام القوة العسكرية لاحتلال المدن الأمريكية وسحق المنشقين السلميين. وهذا أمر لا يمكن تحمله في أي ديمقراطية فعالة. لا يمكننا الجلوس ومشاهدة ذلك يحدث، ترك ذلك يعني المضي خطوة خطوة نحو كارثة حقيقية.

المصدر موقع الديموقراطية

اقرأ أيضًا: مترجم، عالم ما بعد فيروس كورونا للكاتب يوفال نوح حراري

ايلون ماسك والأهرامات، هل الفضائيون بناة أهرامات الجيزة؟

ايلون ماسك و الأهرامات ، هل الفضائيون بناة أهرامات الجيزة ؟

غرد ايلون ماسك رائد الأعمال والمخترع مؤخرًا أن الفضائيين هم من بنى الأهرامات. وهي محض هراء أو دعابة عابرة لا تستحق أن يُكتَب عنها مقال. ولكنها فرصة قيِّمة لسرد الأدلة والبراهين على ما نعرفه حتى الآن عن هذه الأسطورة الخالدة التي أتت أولًا وأعيت الحضارات من بعدها وعن المصريين بناة الأهرامات الذين لا يصدق البعض أن ما أنجزوه من صنع البشر.

لمَ قد يبني البشر الأهرامات؟

اتفق معك من البداية أن هناك الكثير مما لا نعرفه بخصوص الأهرامات. ولكن بالنسبة للغرض من بنائها، فالأدلة واضحة وقاطعة. الهرم هو مدفن الملك وبوابة عبوره للحياة الأخرى نحو الخلود الأبدي. هو تجسيد للسيادة المطلقة للحاكم ورمز لقدسيتها. حسب الأسطورة المصرية القديمة، عندما يموت الملك يتحول إلى “أوزيريس” حاكم العالم السفلي بينما يمثل ابنه ولي العهد الإله “حورس” ويتولى حكم البلاد(1).

آمن المصريون بألوهية الملك، فكان حفظ مكانته واجبًا مقدسًا في حياته وبعد مماته، لذا بنوا الأهرامات لتساعد روحه في ترقِّيها نحو إله الشمس رع في رحلته اليومية، واختاروا لأبنائهم الشكل الهرمي يرمز إلى أشعة الشمس-وهو أمر متكرر لدى كل من قدس الشمس بالمناسبة، كما يرمز الهرم الصغير أعلى كل هرم أو مسلة إلى قصة إله الأرض “أتوم” الذي خرج من وسط الظلام الفوضوي ليخلق كل البشر والآلهة والوجود وفقا لقصة الخلق المكتوبة على جدران الأهرامات(2). داخل الأهرامات توجد حجرة الدفن والكثير من النصوص الدينية لحماية الملك ومساعدته عند البعث.

ليسوا فضائيين، وليسوا عبيدًا، بل عمالًا مصريين

قرية العمال بموقع الأهرامات

قرية منظمة متكاملة الخدمات والمرافق من مساكن، ومخابز، ومستشفى، ومصنع للنحاس، ومكان لحفظ الأسماك، وأماكن للماشية والأغنام القادمة باستمرار من مراعٍ مخصصة لها، وشون للغلال، ومقابر للموتى. إنهما قريتا العمال اللتان تم اكتشافهما على هضبة الجيزة حيث كانت إحداهما للعمالة الدائمة مكونة من بيوت توسعت عبر الزمن، والأخرى عبارة عن شبكة من المساكن محاطة بسورٍ ضخم. الشارع الرئيسي من الحجر الجيري المرصوف بالطين مع نظام صرف مبطن بالحصى يجري نحو المركز. كما تم اكتشاف كميات هائلة من عظام الماشية والأغنام، ما يكفي لإطعام الآلاف يوميًا.(3)

انقسم العمال وفقًا للنقوش المكتشفة إلى طواقم يحوي الواحد منها 2000 عامل تحمل أسماءً مثل “أصدقاء خفرع”، و”عمال منكاورع” ينقسمون إلى مجموعات أصغر حجمًا لكلٍ منها وظيفة محددة. وتظهر أسماؤهم المصرية على هذه النقوش.(4)

إذاً ما يعرفه علم الآثار الآن أن بناة الأهرام كانوا عمالًا مصريين متخصصين، أصحاء، ويحظون بتغذية جيدة. توافرت لهم كافة الإمكانات المتاحة بفضل السلطة المطلقة للملك في توجيه كافة الموارد لإنجاز المشروع، مما يجعله-إن جاز القول-مشروعًا قوميًا شاركت فيه جميع طبقات المجتمع المصري.

ليست معجزة فضائية بل نتاج محاولات عديدة

تنظر متشككًا إلى اللوحة فلا تصدٍّق مقدرة زميلك على رسم لوحة بهذه الدقة مقارنة بلوحتك التي تشبه نقر الدجاج. لابد أن رسامًا محترفًا قد رسمها له. يخيب ظنك عندما يُطلِعك زميلك على محاولاته السابقة التي بدأت بنفس السوء الذي أنت عليه وتطورت عبر الخطأ والتكرار. نفس الموقف ينطبق على الأهرامات.

تطورت الفكرة من حجرة دفن فوقها مصطبة إلى فكرة الست مصاطب التي ابتكرها العبقري “إيموحتب” لهرم ملكه “زوسر” بسقَّارة. بُنِيَت من بعد زوسر عدة أهرامات مدرَّجة حتى أتى “سنفرو”، وهنا أتت للمهندسين فكرة ملئ الفراغات بين مصاطب “هرم ميدوم” الثمانية ليصبح هرمًا حقيقيًا بعدما فشلوا في بناء “هرم دهشور” كهرمٍ أملس من البداية بسبب الانحدار الشديد الذي اضطروا لتخفيفه في الجزء العلوي من 60 درجة إلى 55 ثم إلى 44 ليصبح هرمًا منحنيًا في نهاية الأمر. انهارت الطبقة الملساء المغلفة لهرم ميدوم فلم ييأس سنفرو، وبنى هرمًا ثالثًا في ميدوم أيضًا تعلم فيه من أخطائه السابقة، وبهذا وصل المهندسون إلى أول نجاح في بناء هرمٍ مثالي.(5)

ورث “خوفو” خبرة المهندسين من محاولاتهم لبناء هرم أبيه “سنفرو”، فانتقل بمفهوم الهرم لمستوى أعجز من كان قبله ومن أتى بعده في الدقة والضخامة والإعجاز بارتفاع 147 متر، و2.3 مليون قطعة حجرية بما يزن 5.75 مليون طن. ثم تلاه ابنه “خفرع” بهرم يرتفع 143 مترًا على منطقة أكثر ارتفاعًا من هرم أبيه مما يوحي كذبًا بأنه أطول، إضافة إلى أبي الهول المنحوت من صخرة واحدة بوجه خفرع وجسد أسد. تلاهما هرم ابنه “منكاورع” الأصغر بين الأهرامات الثلاثة الكبرى.

ليس سحرًا بل علمًا

عثرنا على عمال البناء وأطلالهم، وقرأنا نصوص الأهرام وغرض بنائها، ولدينا السجل التطوري الكامل لفكرة بناء الهرم. إذن لما يتشكك البعض رغم كل هذه الحقائق الملموسة؟ نظرة واحدة على الهرم الأكبر بضخامته، ودقته، وصموده منذ خمسة آلاف سنة تجيب على هذا السؤال، وتفتح بحرًا من الأسئلة الأصعب في آنٍ واحد.

المصادر
1 History
2 History Museum
3 Harvard Magazine
4 Harvard X
5 Hope Channel

اقرأ أيضاً: ما الذي يربط أهرامات الجيزة وجزر النخيل بدبي بالفضاء؟




ما هو اكتئاب الأعياد؟ وكيف تخفف من أعراضه؟

ما هو اكتئاب الأعياد؟ وكيف تخفف من أعراضه؟

تهاني ومباركات، كعك يخبز، وأطفال فرحون بالزينة والألعاب، شوارع مكتظة، ومراجيح تنصب في الساحات معلنة بدء العيد وصوت أم كلثوم يصدح “يا ليلية العيد أنستينا وجددتي الأمل فينا” وما بين معترك الأحداث السابقة يرن صدى الجملة الذهبية التي لطالما اعتدنا على سماعها في كل عيد، “بأي حال عدت يا عيد” فهل أخطأت أم كلثوم بقولها؟ّ! أم أن الأحوال قد تغيرت فأفقدت العيد بهجته؟ أم أن الأمر برمته يعزى إلى اكتئاب الأعياد؟ فما هو اكتئاب الأعياد وما أسبابه؟


اكتئاب الأعياد هو حالة من الشعور بالقلق والتوتر والكآبة تطال بعض الأشخاص أثناء فترة العطلات والأعياد، في حين يصعب الحصول على إحصائيات للإحاطة بأعداد الأشخاص الذين لم يفلح صخب العيد وأضواءه في التسلل إلى داخلهم، تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن واحدًا من كل خمسة أشخاص في إقليم شرق المتوسط يعاني من الاكتئاب الذي يطال أكثر من300مليون شخص ‪‪‪ حول العالم، وارتفعت معدلات الإصابة به لأكثر من ٪18 منذ عام 2005.

ما هي أسباب اكتئاب الأعياد؟

  1. قضاء العيد في مبعد عن الأهل والأصدقاء بسبب ظروف كالعمل أو الدراسة أو الهجرة…. إلخ.
  2. توقعات العيد غير الواقعية.
  3. الضغوطات المادية التي ترافق فترة الأعياد.
  4. الارتباك والتشوش نتيجة عدم القدرة على الموازنة بين المتطلبات المرمية على عاتقك من تسوق وتنظيف واستقبال للضيوف والالتزامات العائلية الأخرى.
  5. الحزن والحنين لأشخاص سرقتهم الحياة منك وجاء العيد ليذكرك بمقاعدهم الفارغة.
  6. الزيارات غير المرغوب بها أو الاجتماع بأشخاص غير محببين.
  7. اتباع بعض العادات غير الصحية كالإفراط في تناول السكريات وعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم.


كيف تستطيع التخفيف من حدة اكتئاب الأعياد؟ إليك النصائح التالية:

  1. لا ترفع سقف التوقعات وكن واقعيًا، فليس من الضروري أن تكون الأعياد مثالية أو مطابقة لأعياد الماضي فالعائلة تكبر وتنمو وتتغير، وكذلك الأمر بالنسبة للعادات والتقاليد فتمسك ببعض منها وحاول الانفتاح على عادات أخرى جديدة.
  2. لا تتردد بالاعتراف بمشاعرك، إذا تعرضت لفقدان شخص قريب منك مؤخراً أو لا يمكنك أن تكون مع أحبائك، ولابأس بقضاء بعض الوقت في البكاء أو التعبير عن مشاعرك.
  3. حاول قبول الأصدقاء وأفراد العائلة كما هم، حتى وإن لم يكونوا على قدر توقعاتك، ودع الخلاف جانباً.
  4. خطط مسبقاً وخصص أيام محددة للتسوق والتنظيف وزيارة الأصدقاء والعائلة والقيام بباقي الأنشطة الأخرى.
  5. حدد ميزانيتك وتمسك بها، قبل الذهاب إلى التسوق حدد مقدار المال الذي ستنفقه والتزم به.
  6. إن كنت من الأشخاص الذين لم يتمكنوا من قضاء العيد مع أحبائهم وتشعر بالوحدة والعزلة، تواصل وابحث عن مناسبات دينية واجتماعية وحاول الانخراط بها، تطوع لمساعدة الآخرين فهي أيضاً طريقة جيدة لرفع معنوياتك وتوسيع نطاق صداقاتك.
  7. لا تتخلى عن العادات الصحية وخصص بعض الوقت لنفسك بعيداً عن صخب وضجة الأعياد .
  8. ابدأ عادات جديدة وحاول التخطيط لنزهات، وخطط لبرامج للتسلية بدلاً من قضاء الوقت في المنزل.
  9. إن كان موسم الأعياد يتزامن مع موعد الامتحانات لديك فحاول وضع برامج لتنظيم وجدولة مواعيد الدراسة والتحضير للامتحان مسبقًا لكي لا تصاب بالتوتر.
  10. اطلب المساعدة إن كنت بحاجة إليها إن كنت تجد نفسك لا تزال تشعر بالحزن والقلق وتعاني من اضطرابات في النوم، وعدم القدرة على مواجهة الأعمال والأنشطة الروتينية فلا تتردد بطلب المساعدة من الأخصائيين.


في الختام نتمنى لكم أعيادًا ملؤها البهجة والسعادة والسرور و كل عام وأنتم بخير.


المصادر:


healthline

mayoclinic

BBC

الآلات يمكن أن تتعلم الأن بسرعة الضوء

تعمل «الشبكات العصبونية – neural network» ضمن ما يعرف ب «تعلم الآلة – machine learning»، الذي أصبح نهجاً شائعاً في مجال تطوير الذكاء الصناعي بين العلماء، والباحثون الهادفين لنسخ وظائف الدماغ البشري إلى الآلة، للتعلم من تلقاء نفسها من دون تدخل الأنسان، ولتسخيرها في خدمة العديد من التطبيقات. ولقد حقق باحثون نقلة نوعية في تطوير الذكاء الصناعي، من خلال استخدام الضوء بدلًا من الكهرباء لتنفيذ العمليات الحاسوبية.

البحث الذي نُشر في مجلة Applied Physics Reviews، يكشف أن TPU – وهي وحدة معالجة الشبكة العصبية تستخدم في الذكاء الأصطناعي – التي تعتمد على الفوتون كانت قادرة على أداء أوامر ما بين 2-3 مرة أكثر من TPU الكهربائي، حيث يمكن أن يخزن ويعالج البيانات على التوازي.

 الطريقة الجديدة تحسن بشكل هائل كلاً من السرعة والكفاءة لتعلم الآلة التي تستخدم الشبكات العصبونية، وسوف تساعد في حل بعض من التحديات التي أعاقت المعالجات الحالية من تنفيذ عمليات أكثر تعقيداً. المعالجات الحالية التي تُستخدم في تعلم الآلة محدودة في تنفيذ العمليات الصعبة، بسبب الطاقة المطلوبة في معالجة البيانات. فكلما زاد ذكاء الشبكة العصبونية، زاد معه تعقيد البيانات، والطاقة المطلوبة لها. وايضاً محدودة بسرعة انتقال الإلكترونات ضمن الشبكة الواصلة بين المعالج والذاكرة، حيث تمثل الإلكترونات البيانات المرسلة داخل الشبكة.

اكتشف الباحثون من جامعة جورج واشنطن، في الولايات المتحدة، أن استخدام الفوتونات داخل وحدات معالجة الشبكة العصبية، يمكن أن يتغلب على هذه القيود ويخلق ذكاء اصطناعي أكثر قوة وكفاءة في استخدام الطاقة. وبمجرد أن تُدرب الشبكات العصبية على البيانات، فسوف يكونون قادرين على التمييز والتعرف على أجسام وأنماط محددة، مثل البحث عن نمط معين داخل مجموعة من البيانات. تتضمن التطبيقات التجارية المحتملة للمعالج المبتكر، شبكات 5G-6G التي تتطلب قدر عالي من الطاقة ومعالجة البيانات، بالإضافة إلى مراكز البيانات المكلفة بأداء كميات هائلة من تحليل ومعالجة البيانات.

سوف تشكل التقنية الجديدة تطور كبير في أدارة البيانات، من خلال تقليل الطاقة الازمة، وتسريع عمليات نقل البيانات باستخدام الفوتونات، التي تسير بسرعة الضوء ومعالجتها وتخزينها.

الآلات يمكن أن تتعلم الأن بسرعة الضوء

مصادر (الآلات يمكن أن تتعلم الأن بسرعة الضوء):

Independent

Unilad

المزيد:

الهندسة الاجتماعية، فن اختراق البشر

Exit mobile version