كيف تؤثر ملكية وسائل الإعلام على استقلال المحتوي الإعلامي؟

هذه المقالة هي الجزء 7 من 7 في سلسلة 7 قضايا إعلامية لا يسعك جهلها

تعد مسألة ملكية وسائل الإعلام والتحكم فيها أمرًا بالغ الأهمية، نظرًا لأنها تحدد محتوى وسائل الإعلام. ففي الوقت الذي يروج فيه الصحفيون للديمقراطية في ممارسة حرية التعبير و الصحافة، فإن هذه الحرية واستقلال الصحفيين، وفقًا لبعض النقاد، يتأثران بمجموعة من العوامل المختلفة كالاهتمامات المالية والسياسية  لأصحاب الوسائل الإعلامية أو أرباب العمل. تتشكل هذه السيطرة، بما في ذلك نمطها وهيكلها، بشكل أساسي من خلال الحقائق السياسية والجيوسياسية المنتشرة، وهذا هو سبب أهمية الاستقلالية التحريرية  لوسائل الإعلام على المستويين المحلي والعالمي.[1]

ملكية وسائل الإعلام والسيطرة عليها

عندما كان يدرس التوقعات التي كانت تحيط بالعديد من ابتكارات الاتصالات في الماضي، وضع البروفيسور لورانس ليسينج، أستاذ القانون بجامعة هارفرد، مجموعة من النقاط التي تقودنا إلى فهم ملكية وسائل الإعلام والتحكم فيها، والتي منها: مراعاة السياسات العامة المحددة التي تحكم الإعلام في أي بيئةٍ معينة.  فبالنسبة إلى الأمريكيين، معظم وسائل الإعلام الجماهيرية في الولايات المتحدة مملوكة للقطاع الخاص وتعمل من أجل الربح. وعلاوةً على ذلك، يُموَّل جزء كبير من وسائل الإعلام من خلال الإعلانات؛ ومن ثًم يحكمها شرط إتاحة فرصة للمعلنين للوصول إلى أولئك الذين قد يرغبون في شراء منتجاتهم. وعند ظهور تقنيات إعلامية جديدة على الساحة، يُفترض أن هذا النمط من السيطرة والملكية الخاصة أفضل النظم، سواءٌ أكانت نتيجته سيئة أم جيدة؛ مما يقودنا غالبًا إلى إغفال النظم البديلة التي لها تكاليف وفوائد مختلفة جدًّا.

عندما نفكر في البيئة الجديدة لوسائل الإعلام كالإنترنت، فمن السهل أن تغمرنا مشاعر الدهشة والتعجب عندما توضع كل تكنولوجيا جديدة في أيدينا. في الحقيقة تركز العديد من النقاشات على تأثير الأنواع الجديدة على أنماط حياتنا. لكن هل يمكننا فصل التقنيات الحديثة المنتشرة في البيئة الإعلامية عن نظام الملكية والسيطرة؟

يشير باحثو الدراسات الإعلامية إلى أن الإجابة عن هذا السؤال الأخير هي بالطبع لا؛ ففهم تطوُّر أي تكنولوجيا اتصالات معينة يتطلب تحليلًا للقرارات السياسية التي تُشكل هذا التطوُّر.

نماذج بديلة لملكية وسائل الإعلام

في حين يعتقد العديد من الأمريكيين بأن وسائل الإعلام تملكها الشركات الخاصة وتعتمد على الإعلانات كمصدر للتمويل في المقام الأول. فإن هذا ليس النموذج الوحيد للملكية والسيطرة على وسائل الإعلام في المجتمعات الديمقراطية.  فعلي الرغم من أن عبارة “مملوك للحكومة” ترتبط بالأنظمة التي تستخدم وسائل الإعلام المملوكة للدولة لأغراض دعائية، إلا أن هذه النتيجة تختلف للغاية في المجتمعات الديمقراطية. ففي المملكة المتحدة وكندا واليابان ومجموعة كبيرة من المجتمعات الديمقراطية الأخرى، معظم وسائل الإعلام هي ملكية عامة ومُموَّلة من قِبل الحكومة وتُكرِّس نفسها للمصلحة العامة لا لتحقيق الربح للشركات الخاصة فعلى سبيل المثال، هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في المملكة المتحدة، هي في الأصل ملكية عامة وتُموَّل من خلال رسوم ترخيص يدفعها الجمهور،  ويُشرف عليها مجلس أمناء يخضع أعضاؤه للمساءلة أمام الجمهور ويقدمون ضمانًا لاستقلال الهيئة عن الحكومة.[2]

مَن يمتلك وسائل الإعلام؟

أشار  بن باجديكيان في كتابه “احتكار وسائل الإعلام الجديدة” الذي نشر في عام 2004، أن حوالي 100 شركة سيطرت على وسائل الإعلام في الولايات المتحدة. ففي عام 1983 سيطرت حوالي 50 شركة على غالبية وسائل الإعلام الإخبارية. وبحلول عام 1992 تركزت غالبية ملكية  وسائل الإعلام على حوالي 22 شركة. وفي عام 2014 تركزت أنماط الملكية على حوالي 6 شركات فقط لإدارة وسائل الإعلام.[ 3]   

تعتبر ملكية وسائل الإعلام أمرًا بالغ الأهمية، نظرًا لأن مالكي الوسيلة الإعلامية يقررون ما الذي سيتم إيصاله إلى الجمهور من معلومات، وما الذي سيتم حجبه عنهم[4]. يُنظر أحيانًا إلى ملكية وسائل الإعلام على أنها انعكاس للظروف السياسية في مجتمع ما. فالأنظمة الاستبدادية أو الديكتاتورية  تسيطر على الإعلام بشكل مباشر، بينما تسمح الأنظمة الديموقراطية بتعدد نمط الملكية.

يلعب الاقتصاد أيضًا دورًا مهمًا في تحديد هيكل ملكية وسائل الإعلام. حيث تعتمد جميع وسائل الإعلام الخاصة – وبعض وسائل الإعلام العامة – على الإعلانات لتحقيق الربح[5].

ولملكية وسائل الإعلام يوجد نوعان:

1- ملكية خاصة: حيث تكون الشركات مملوكة لأفراد أوعائلات.

2- ملكية عامة: حيث تكون الوسيلة الإعلامية مملوكة للدولة أو لمؤسسات عامة.[6]

ملكية وسائل الإعلام وحرية الصحافة

في ديسمبر من العام 1766، أقر البرلمان السويدي تشريعًا يُعرف الآن بأنه أول قانون في العالم يدعم حرية الصحافة وتداول المعلومات، والذي ألغي آنذاك دور الحكومة السويدية في رقابتها على المطبوعات، وسمح بنشر الأنشطة الرسمية للحكومة على الملأ. يعد القانون منذ ذلك الحين حجر الزاوية للديمقراطيات في جميع أنحاء العالم. وأصبح الهدف منه هو قدرة المواطنين على التعبير عن المعلومات ونشرها دون خوف أو رهبة من الانتقام.   

لم يكن من الممكن أن تظهر فكرة أن الصحافة يجب أن تكون حرة إلا بعد أن أصبحت الصحافة صناعة لها قواعدها. ففي القرن الخامس عشر أدى اختراع الطباعة الآلية إلى انتشار الكتب والصحف والمطبوعات الأخرى التي نشرت الأفكار بشكل أسرع من أي وقت مضى. ومع ذلك، قامت بعض السلطات السياسية والدينية بقمع المنشورات التي اعتبروها سببًا فى زعزعة الرأي العام حينها.[7]

تختلف القوانين التي تحكم وسائل الإعلام بشكل كبير من بلد إلى آخر. واحدة من أصعب القضايا التي تواجهها جميع الحكومات هي مدى حرية وسائل الإعلام والسيطرة عليها. والمحتوي الذي يجب نشره، ومن الذي له سلطة اتخاذ القرار. لا يوجد نظام إعلامي في العالم خالٍ تمامًا من أي رقابة من نوع ما. فغالبًا ما تضع جميع الأنظمة الإعلامية لوائح تنظيمية لنشر الأخبار.[8]

المراجع:

(1)unesco
(2) أندريا إل برِس وبروس إيه ويليامز، كتاب: مقدمة إلى بيئة الإعلام الجديدة، ترجمة: أحمد شكل، 2017.
(3)revisesociology
,(6), (4)studysmarter
(5)aceproject
(7)britannica
(8)sciencedirect

لماذا لا يثق الجمهور في وسائل الإعلام؟

هذه المقالة هي الجزء 5 من 7 في سلسلة 7 قضايا إعلامية لا يسعك جهلها

في العقود الأخيرة تراجعت درجات الثقة في وسائل الإعلام والاخبار المنشورة  في كثير من دول العالم، حيث لا يزال الكثير من المستهلكين ينظرون إلى الأخبار بقدر كبير من الشك، وعلى الرغم من الادعاءات الكثيرة والمتلاحقة حول أزمة الثقة في وسائل الإعلام فقد شدد علماء الإجتماع على أنه لا يوجد دليل واضح على ثبوت درجات الثقة في كل بلد أو مؤسسة إخبارية.[1]

وسائل الإعلام والأخبار الزائفة

أظهرت البيانات أن القصص الإخبارية المزيفة تحظي باهتمام واسع النطاق ويتم تصديقهابشكل كبير من قبل الجمهور. ففي كل من الولايات المتحدة الامريكية وأوروبا، وجدت العديد من الدراسات التى أجريت أن الغالبية العظمى من السكان يتعرضون وبشكل مباشر للأخبار المضللة والكاذبة، بينما يتعرض حوالى 10% فقط من السكان للأخبار الصحيحة. وتشير الأدلة إلى أن وسائل الإعلام الرئيسة هي المسؤولة عن الاهتمام الكبير الذي تتلقاه القصص الإخبارية المزيفة من قبل الجمهور.

أحد الأسباب الرئيسة التى تدفع وسائل الإعلام لتغطية الأخبار الزائفة هو أن بعض هذه القصص تحمل قيمًا إخبارية. وبالتالى تكون تأثيرات تلك التغطية هى تضليل الجمهور، مما يجعلهم أقل يقينًا فيما يتعلق بالحقيقة.[2]

ومع ذلك فقد وجدت الدراسات العديد من الأسباب المختلفة المتعلقة بمقدار الثقة في وسائل الإعلام، فوجد البعض منها أن التعليم هو مؤشر إيجابي لثقة الجمهور في وسائل الإعلام، بينما وجد البعض الأخر أن النساء يثقن في وسائل الإعلام أكثر من الرجال، ووجد البعض ارتباط درجات الثقة بالتحيز السياسي، حيث أصبح المزيد من الجمهور يتوقعون أن تكون الأخبار متحيزة سياسيًا.[3]

ما الذي يجعل الناس أكثر ثقة في المواد المنشورة بوسائل الإعلام؟

حاولت العديد من الأبحاث فهم طبيعة المواد المنشورة بوسائل الإعلام والتى تدفع الناس إلى الثقة بها. وتوصلت النتائج إلى أن الناس يريدون وبشكل عام أن تكون الصحافة أكثر توازنًا ودقة وموضوعية.

وخلال العقدين الماضيين أظهرت الأبحاث تزايد شكوك الجمهور تجاه صناعة الأخبار. فوفقًا للدراسة التى أجراها مشروع ميديا انسايت بالتعاون مع المعهد الأمريكي للصحافة، ووكالة أسوشيتدبرس، أظهرت الدراسة أن 85% من الأشخاص عينة الدراسة يرون أن الدقة هى السبب الرئيس الذي يدفعهم للثقة بالمصدر الإخباري، كما أظهر 67% أن التغطية المتعمقة البعيدة عن السطحية مهمة لثقتهم بالوسيلة الإعلامية.[4]

وخلال السنوات الأخيرة تراجعت الثقة في وسائل الإعلام التقليدية إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق. وكشف مقياس ثقة ايدلمان السنوي لأول مرة، الذي شاركه مع شركة أكسيوس أن أقل من نصف  الأمريكيين لا يثقون بوسائل الإعلام التقليدية، وأن 56 % منهم يرون أن الصحفيين والمراسلين يحاولون تضليل الجمهور عن عمد بتناول الأخبار الكاذبة والمعلومات الزائفة.[5]

كما أظهرت النتائج أن 59% منهم يتفقون على أن المؤسسات الإخبارية معنية بدعم أيديولوجية معينة أو موقف سياسي أكثر من إعلام الجمهور، كما أن 61٪ منهم يرون أن وسائل الإعلام منحازة وغير موضوعية.[6]

هل ملكية وسائل الإعلام مرتبط بعدم الثقة بها؟

تعتبروسائل الإعلام السلطة الرابعة التى تقوم بدورها بمساءلة الجهات الثلاثة التشريعية والتنفيذية والقضائية. ولكن ماذا يحدث عندما لاتهتم وسائل الإعلام بمحاسبة الحكومة بقدر اهتمامها بالدفع بأجندة تخدم مصالحها الذاتية؟

لقد أدي الاندماج الهائل لوسائل الإعلام في السنوات الأخيرة إلى ملكية وسائل الإعلام من قبل عدد صغير من الشركات متعددة الجنسيات وشركات الاستثمار الدولية[7]. وبالتالي لا يُنظر إلى الصحفيين على أنهم أصوات مستقلة، ولكن يُنظر إليهم على أن لديهم أجندات خفية يسعون لتحقيقها. ووفقًا لمقياس ثقة ايدلمان لعام 2021، فإن الثقة في وسائل الإعلام الإخبارية التقليدية منخفضة بشكل كبير (على الرغم من أن الثقة في وسائل التواصل الاجتماعي أقل أيضًا)، كما أن ثقة الجمهور في معظم المؤسسات الحكومية وغير الحكومية ليست قوية.[8]

تأثير بيئة الوسائط الرقمية على الثقة

في عالم اليوم الذي تهيمن عليه وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح التحكم في كيفية توزيع المحتوى تحديًا معقدًا تكافح العديد من المؤسسات الإخبارية لمواجهته. تظهر الأبحاث التي أجراها معهد رويترز،  أن الأخبار أقل موثوقية عند رؤيتها على منصات التواصل الاجتماعي المليئة بالمعلومات المضللة.

في السنوات الأخيرة، أصبحت حالات التداول المتعمد للمعلومات المضللة والأخبار المزيفة عبر وسائل الإعلام الموجودة على الإنترنت أمرًا شائعًا. وأظهرت العديد من الدراسات أن المستخدمين نادرًا ما يقومون بأي سلوكيات لتقييم المحتوي المعروض، كالبحث عن مصادر أخرى للتحقق من صحة المعلومات،[9]

ويري البعض أن التحول في البيئات الإعلامية خلال الفترة الأخيرة قد جلب معه الكثير من التحديات الجديدة والمتزايدة لوسائل الإعلام التقليدية التى تواجه المنافسة لجذب انتباه الجهور، كما أن وسائل الإعلام الرقمية والإجتماعية جعلت الجهات الفاعلة أقل اعتمادًا على وسائل الإعلام الإخبارية للوصول إلى الجمهور، مما سمح لهم بتجاوز وسائل الإعلام الإخبارية وكذلك توفير قنوات للهجمات على وسائل الإعلام الإخبارية.[10]

ويعد الوصول غير المقيد إلى المعلومات غير المتحيزة أمرًا بالغ الأهمية لتشكيل الفهم المتوازن والجيد للأحداث الجارية. وبالنسبة للعديد من الأفراد، تعتبر المقالات الإخبارية هي المصدر الأساسي للحصول على المعلومات. وبالتالي تلعب المقالات الإخبارية دورًا مركزيًا في تشكيل الرأي العام. علاوة على ذلك يصنف مستهلكو الأخبار المقالات الإخبارية على أنها تتمتع بأعلى جودة ومصداقية مقارنة بالوسائل الأخري كالراديو والتلفزيون ووسائل التواصل الإجتماعي، ومع ذلك غالبًا ما تظهر التغطية الإعلامية تحيزًا واضحًا، ينعكس في المقالات الإخبارية ويشار إليه عمومًا بالتحيز الإعلامي . يمكن أن تشمل العوامل المؤثرة في هذا التحيز ملكية أو مصدر دخل وسائل الإعلام ، أو موقف سياسي أو أيديولوجي محدد للمنفذ  الإعلامي.[11]

كيف يمكننا إعادة بناء الثقة في وسائل الإعلام؟

1-تطوير معايير الصناعة الصحفية: ويتضمن ذلك تصنيف الأخبار والأراء، والتزام المنافذ الإعلامية بالممارسات المتعلقة بالتحقق من المعلومات وتتبع المعلومات المضللة والمصادر المجهولة.

2- استخدم التكنولوجيا لمكافحة المعلومات المضللة: ويتم ذلك عن طريق استخدام وسائل الإعلام التكنولوجيات المتقدمة في جميع جوانب أعمالها. على وجه الخصوص، يجب أن تكون شركات الإعلام قادرة على تحديد المعلومات المضللة ثم معالجتها قبل نشرها للجمهور.

3- تتبع مصادر المعلومات التي تنشر عبر الإنترنت: والتأكد من مصدر المعلومات التي يتم الاعتماد عليها، وتزويد الجمهور بالمهارات اللازمة للتنقل الأمن عبر الإنترنت.[12]

المراجع

(1)reutersinstitute
(2)tandfonline
(3)tandfonline
(4)americanpressinstitute
(5)axios
(6)forbes
(8)edelman
(9)sagepub
(10)tandfonline
(11)springer
(12)aspeninstitute

الإعلانات المضللة ووهم المنافسة

هذه المقالة هي الجزء 4 من 7 في سلسلة 7 قضايا إعلامية لا يسعك جهلها

لطالما استخدمت الشركات الادعاءات الاحتيالية والمبالغ فيها للترويج لمنتجاتها، ففي خمسينيات القرن الماضي، تغيرت طبيعة الإعلانات، وانتقلت من مجرد وسيلة للإعلام عن توافر المنتجات، إلى وسيلة للانتهاكات. بعض العلماء اعتبروا أن جميع الإعلانات خادعة لأنها مصممة للتلاعب بالمستهلكين، ففي استطلاع رأى أجري أوائل القرن الحادي والعشرين حول “نزاهة وأخلاقيات الأشخاص في مختلف المهن”، احتل ممارسو الدعاية والإعلان مرتبة متدنية.[1]

ماذا يعني مصطلح الإعلان المضلل؟

يشير مصطلح “الإعلان المضلل” إلى الادعاءات التسويقية المضللة أو غير الصحيحة التى  تقدمها الشركات بشأن منتجاتها. وعادةً ما تقدم الشركات ادعاءات حول منتجاتها لحث العملاء على دفع المزيد، أو حتى شراء منتج لم يكونوا ليفكروا فيه بطريقة أو بأخرى.[2]

الغرض من الإعلان

للإعلان ثلاثة أهداف أساسية هي الإعلام والإقناع والتذكير.

  1. الإعلام: حيث أن من أهم أهداف الإعلان هو خلق حالة من الوعي  بالعلامة التجارية والمنتجات والخدمات والأفكار.
  2. الإقناع: ويتم ذلك عن طريق التأثير على المستهلكين بأن خدمات أو منتجات شركة بعينها هي الأفضل، وبالتالي يعمل الإعلان على تغيير التصورات وتحسين صورة الشركة أو المنتج.
  3. التذكير: حيث تعمل الإعلانات على تذكير الأشخاص بالحاجة إلى منتج أو خدمة، أو  الميزات والفوائد التي ستوفرها عند الشراء على الفور. [3]

كيف يؤثر الإعلان على الناس؟

أظهرت الإحصائيات أنه في عام 2018أمضي الأمريكيون ما لا يقل عن 10 ساعات يوميًا في مشاهدة محتوي إعلاني عبر الإنترنت مقارنة بالتلفزيون، ومع ذلك تفوقت هاتين الوسيلتين على وسائل الإعلام المسموعة والمطبوعة.

 هذه الانغماس الكبير في الوسائل الرقمية يضمن أن الناس سيتعرضون لطوفان من الرسائل الإعلانية المختلفة، حتى لو كان المتلقين مجرد مشاهدين ومستمعين سلبيين.

 ويتفق معظم خبراء الإعلام على أن عدد المتلقين قد زاد بمقدار عشرة أضعاف، ويرجع الفضل في ذلك إلى وجود عدد كبير من وسائل الإعلام المتاحة في متناول أيدي الناس. وبالتالي فمن المحتمل أن يشاهد الأشخاص مئات الإعلانات يوميًا اعتمادًا على أماكن تواجدهم.[4]

وتشير نتائج أحدي الدراسات إلى أن التأثير الأقوى للإعلان هو فقط خلق شعور جيد عن منتج ما من خلال إحاطة المنتج بأشياء أخرى تحبها، كما أنه من المهم أيضًا الإشارة إلى أن التكيف العاطفي يكون أكثر فاعلية، وبالتالي فهذا يعني أن محاولة  إقصاء الاهتمام  نحو الإعلانات التي تشاهدها على التلفزيون والمجلات قد تجعل هذا النوع من الإعلانات أكثر فاعلية. [5]

عيوب الاعلانات

1- رسم صورة غير واقعية

حيث أن معظم الإعلانات تعتمد على رجال ونساء ذات معايير معينة، فمعظم الرجال في الاعلانات عبارة عن كتل محفورة ذات عضلات بطن وشعر وأسنان مثالية، أما بالنسبة للنساء فالأمر يتجاوز هذا الحد، حيث أن معظم الاعلانات تعتمد على النساء ذات الجمال الصارخ وبالتالي فهي تأثر على صورتنا الذاتية لأنفسنا.

2- خلق حاجة غير ضرورية

 أي منتج أو خدمة يحتاجها الناس بالفعل للبقاء على قيد الحياة لا تحتاج إلى حملة إعلانية، يمكن للإعلانات أن تجعل الناس يتوقون إلى أشياء لم يعرفوا أنهم يريدونها قبل ثوانٍ معدودة. ويمكن أن يجعل المستهلكون يبحثون عنها بالفعل. فعلى سبيل المثال إذا شاهدت إعلانًا ذات عبارات  كالأتى ” أنت بحاجة إلى شراء سيارة جديدة”، أو ستكون حياتك أفضل بهذا الخاتم الماسى” ، كيف يمكن أن تعيش بدون Iphone؟. كل هذه العبارات تخلق لديك حاجة بالفعل لشراء هذه المنتجات.

3- استهداف المستهلكين الأصغر سنًا باستخدام إعلانات الجنس والعنف

يستخدم الجنس والعنف بشكل صارخ لجعل المنتجات تبدو أكثر جاذبية لجمهور الشباب. ويمكن للإعلان وخاصة الإعلانات السياسية، التأثير على مسار الأمة من خلال الخداع والمعلومات المضللة.[6]

سمات الإعلان المضلل أو الكاذب

بعد فترة وجيزة من انتشار الإعلانات في أوائل القرن العشرين، أصبح الإعلان الكاذب جريمة في 44 ولاية، وعملت الدول على اتباع العديد من القوانين التى تَخضع الشركات لغرامات وعقوبات جراء الانتهاكات، كما اتخذ المستهلكون أيضًا إجراءات الدعاوى القضائية، وتحديداً الدعاوى القضائية الجماعية، لتحميل الشركات مسؤولية الدعاية الكاذبة.

1- التسمية المضللة

وهي شكل شائع من أشكال الدعاية الكاذبة، وتشمل المواقف التي تستخدم فيها الشركات معلومات خاطئة أو مضللة حول تغليف المنتج، أو في المواد الإعلانية ذات الصلة مثل مواقع الويب.

2- أسعار مضللة:

يمكن للشركات  تقديم ادعاءات كاذبة حول سعر المنتج من خلال الادعاء بأن السلعة معروضة للبيع بناءً على سعر لم يتم بيعها به أبدًا من قبل.

3- جودة المنتجات

تنخرط الشركات أيضًا في إعلانات كاذبة إذا قدمت ادعاءات كاذبة أو مضللة حول جودة منتجاتها.

يمكن أيضًا اعتبار الادعاءات البيئية إعلانات كاذبة، يتضمن ذلك استخدام مصطلحات مثل ” قابل لإعادة التدوير “و” صديق للبيئة “على عبوات المنتج. يقول بعض العملاء إنهم يدفعون أكثر مقابل شراء المنتجات الصديقة للبيئة، ومع ذلك إذا لم تكن هذه المصطلحات مبنية على أدلة علمية موثوقة، فيمكن اعتبارها إعلانًا كاذبًا.

4-عدم الإفصاح عن المعلومات

يمكن اعتبار الشركة التي لا تتضمن معلومات جوهرية حول منتجها، أو تكشف عن المعلومات جزئيًا  أنها منخرطة في إعلانات كاذبة. هذه المعلومات مهمة بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بالآثار الجانبية للأدوية، ولكن يمكن أن تنطبق أيضًا على منتجات التنظيف والعناصر الأخرى.

5- إهانة المنتج وانتهاك العلامة التجارية

يمكن أن تتورط الشركات أيضًا في مشكلة بسبب الدعاية الكاذبة إذا كانت تقلل من قيمة منتج منافس كجزء من تسويقها.[7]

الاعلانات المضللة والأنترنت ومنصات التواصل

ارتفعت عمليات الاحتيال عبر الإنترنت بشكل كبير خلال عامي 2020و 2021، حيث استفاد المحتالون من عمليات الإغلاق واسعة النطاق التي شهدتها معظم دول العالم والتي أبقت العديد من الأشخاص في منازلهم.

وأظهر بحث جديد أن فيس بوك وجوجل فشلا في اتخاذ إجراءات صارمة ضد الإعلانات الاحتيالية الموضوعة على منصتيهما، حتى بعد أن أبلغ المستخدمون عنها.

ووفقًا لاحدي الدراسات فإن حوالي 34٪ من الأشخاص تعرضوا للإعلانات الاحتيالية من قبل جوجل وأبلغوا عنها إلا أن المحتوي الاعلاني لم تتم إزالته، كما أن حوالي 26 % من الاشخاص تعرضوا للإعلانات الاحتيالية على فيس بوك.

ووجدت الدراسة ، التي أُجريت على حوالي 2000 بالغ في المملكة المتحدة، أنه على الرغم من أن “جوجل” كانت أسوأ في الرد على عمليات الاحتيال المبلغ عنها، إلا أن الضحايا كانوا أكثر عرضة لمواجهة إعلانات احتيالية على “فيس بوك” في المقام الأول. [8]

المراجع

(1)britannica

(2)topclassactions

(3)lumenlearning

(4)smallbusiness

(5)psychologytoday

(6)thebalanceeveryday

(7)topclassactions

(8)businessinsider

image source: digitalmar

لماذا من المهم تطوير مهارات “محو الأمية الإعلامية” لدي الأطفال؟

هذه المقالة هي الجزء 2 من 7 في سلسلة 7 قضايا إعلامية لا يسعك جهلها

في عالم اليوم تتأثر جميع مجالات الحياة بشكل متزايد بوسائل الإعلام، وخاصة الوسائط الرقمية، التي تلعب دورًا هامًا في حياة الأطفال وفي تنشئتهم الاجتماعية،[1]  فمساعدة الأطفال على تصفح الإنترنت بأمان هي مجرد جزء واحد من تطوير مهارات محو الأمية الإعلامية، والذي  يبدأ عادة بتعليم الأطفال أن يكونوا مستهلكين بارعين في استخدام وسائل الإعلام، من البرامج التلفزيونية إلى مقاطع الفيديو والوسائل المطبوعة.[2]

لماذا تعتبر التربية الإعلامية مهمة

يتأثر معظم الناس بشدة بجميع أنواع وسائل الإعلام، مما يؤثر في النهاية على طريقة تفكيرهم وكيفية اتخاذهم للقرارات، كذلك الأطفال لا يختلفون عن الكبار ولكن يتم ذلك من خلال تعليمهم المهارات التي تجعلهم مستهلكين نقديين لوسائل الإعلام عن طريق تحليل وتقييم الوسائط و تحديد المصادر الموثوقة للمعلومات.[3]

يتم ربط العديد من الأطفال باستخدام الوسائط الرقمية اجتماعيًا منذ سن مبكرة حيث يرون أفراد الأسرة يستخدمون الوسائط الرقمية ويتفاعلون معها، ومن الأمثلة على ذلك الدراسة النوعية التي أجريت في 21 دولة أوروبية، والتي اكتشفت أن معظم الأطفال لديهم أول اتصال بالوسائط الرقمية والشاشات دون سن الثانية، والذي يتم عادةً من خلال والديهم.[4]

الهدف من محو الأمية الإعلامية

الهدف من محو الأمية الإعلامية هو مساعدة الأطفال على أن يصبحوا مستهلكين بارعين لوسائل الإعلام، وتطوير مهارات التفكير النقدي لديهم، بالإضافة إلي التعبير عن أفكارهم وآرائهم  باحترام، والذي يمكنهم من الانخراط في نقاش واعي مع الآخرين.[5]

ووفقًا للدراسة التي أجريت في جامعة هارفارد لدراسة فعالية تعليم محو الأمية الإعلامية، وجد الباحثون أن الأطفال الذين تلقوا أحد مناهج محو الأمية الإعلامية كانوا أكثر قدرة على تحليل محتويات البرامج المختلفة.[6]

واكتشفت الدراسة التي أجرتها مؤسسة “Kaiser Family Foundation” أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 8 و 18 عامًا يقضون ما يقرب من 7.5 ساعة يوميًا، في التفاعل مع أشكال مختلفة من الوسائط بما في ذلك كل شيء من التلفزيون والموسيقى والأفلام إلى أجهزة الكمبيوتر وألعاب الفيديو.

لهذا السبب يقول العديد من المعلمين والباحثين أنه من المناسب أن يتخذ الآباء خطوات جادة لتعليم أطفالهم كيف يصبحون مستهلكين نقديين لوسائل الإعلام.[7]

المهارات التي يجب أن يمتلكها الأطفال لكي يصبحوا مستهلكين نقدين

تتضمن هذه المهارات السؤال عن سبب إنشاء شخص ما لرسالة معينة، وما إذا كان مصدرًا موثوقًا للمعلومات أم لا. وعلى الرغم من أن هذه المهارة ليست دائمًا من السهل تعلمها، إلا أنها ضرورية في عالم اليوم.

وفيما يلي بعض الطرق والمهارات التي يجب توافرها عند الأطفال ليكونوا مستهلكين نقديين لوسائل الإعلام:

1-تعلم التفكير بشكل نقدي

عندما يبدأ الأطفال في تقييم الأشياء التي يقرؤونها ويشاهدونها، يتعلمون التوقف والتفكير في الرسائل التي يستهلكونها ويتعلمون أيضًا تحديد ما إذا كانت المعلومات منطقية أم تتطلب مزيدًا من البحث. في النهاية يتعلمون التوقف والتفكير في الأشياء بدلاً من مجرد أخذها من ظاهرها.

2- تحديد المصادر الجديرة بالثقة

تعد معرفة المصادر التي تتجه إليها للحصول على أخبار ومعلومات موثوقة المهارة الحقيقية في عالم اليوم. فتعليمك لأطفالك بأن يكونوا مستهلكين نقديين لوسائل الإعلام  يتيح لهم الفرصة لإدراك أن بعض مصادر المعلومات أقل ثقة من غيرها.

3-التعرف على وجهات النظر المختلفة

إن الفهم والإدراك بأن لكل شخص وجهة نظر مختلفة لهو جزء مهم من محو الأمية الإعلامية، ومن هذا المنطلق يجب علي الآباء تعليم أبنائهم احترام وجهات النظر المختلفة حتي ولو كانوا مختلفين مع وجهات النظر الأخري.

4-اتخاذ قرارات مستنيرة

عندما يتعلم الأطفال أن يكونوا مستهلكين نقديين لوسائل الإعلام ، فإنهم يتعلمون كيفية البحث عن موضوع معين وتشكيل آرائهم الخاصة حول هذا الموضوع. ثم يستخدمون هذه المعلومات لاتخاذ القرارات أو حل المشكلات أو تطوير آرائهم الخاصة.[8]

ما يمكن أن يفعله الآباء لتعليم أبنائهم مهارات التفكير النقدي الإعلامي

تبدأ مهارات التفكير النقدي، ومحو الأمية الإعلامية  في التطور بمجرد أن يبدأ الأطفال في استخدام الأجهزة الرقمية لعرض الوسائط. ويمكن للوالدين زرع بذور التفكير النقدي لدي الأطفال عن طريق طرح الأسئلة وإثارة المحادثات التي تساعدهم على التفكير في كيفية إنشاء الوسائط ولماذا.

وفيما يلي بعض الأسئلة التي يجب طرحها علي طفلك عند مشاهدة إعلان أو مقطع فيديو أو منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أو أي نوع آخر من أنواع الوسائط ، بما في ذلك الوسائط المطبوعة كالكتب، والتي تتمثل في الآتي:

1. من أنشأ هذا؟

ويتم ذلك عن طريق مساعد الأطفال على فهم أن الوسائط يتم إنشاؤها بواسطة أفراد أو مجموعات. فمعظم البرامج التلفزيونية، على سبيل المثال، يتم إنشاؤها بواسطة شركات كبيرة. كما أن معظم منشورات وسائل التواصل الاجتماعي (وليس كلها) يتم إنشائها من قبل الأفراد.

2. لماذا تم إنشائه؟

انخرط في محادثات تساعد طفلك على فهم الدوافع والأهداف من وراء الوسائط التي يستهلكها. اطرح أسئلة مفتوحة مثل لماذا فعلوا ذلك؟ ما الرسالة التي يريدون إيصالها لنا؟ هذا يمثل تحديًا، حتى بالنسبة للبالغين.

3. إلى من يتحدثون؟

إن فهم أن الإعلام مخصص لجمهور معين هو جزء من الثقافة الإعلامية. يمكن للأطفال البدء في تعلم كيفية استهداف الوسائط . ويمكن لك أن تطلب من طفلك أن يصف تفكيره من خلال طرح أسئلة متابعة مثل لماذا تعتقد ذلك؟.

4. كيف نعرف أن هذا صحيح؟

يعد تعلم التحقق من دقة ما نراه ونسمعه ونقرأه في وسائل الإعلام تحديًا مهمًا. ويمكن للوالدين  أن يلعبوا دورًا في مساعدة الأطفال علي تطوير مهارات التفكير النقدي حول دقة الرسائل الإعلامية التي يستهلكونها.

5. ما هو المفقود؟

عندما يكبر الأطفال ويطورون مهارات التفكير النقدي لديهم سيبدأون في إدراك أن سمة شيئًا ما مما يرونه أو يسمعونه قد يكون صحيحًا ولكنه غير مكتمل، وبالتالي يمكن النظر في سؤال ما هي المعلومات التي تركت، ولماذا تركت.[9]

المراجع

(1),(4)tandfonline
(2),(9)britannica
(3),(5),(8)verywellfamily
(6)ntia
(7)canr.msu.edu
image source: newamerica

نشأة وسائل الإعلام من “السينما والصحف” إلي “المنصات الرقمية”

هذه المقالة هي الجزء 1 من 7 في سلسلة 7 قضايا إعلامية لا يسعك جهلها

شهد النصف الثاني من القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين نموًا هائلاً في أشكال الوسائط، بما في ذلك الراديو والتلفزيون والسينما  والإنترنت. فكان تحديًا فارقًا في نشأة وسائل الإعلام وتطورها، ففي هذا المقال سنأخذكم إلى رحلة لمعرفة تاريخ الوسائط، وكيف تطورت؟، والذي يمكن  أن يساعدك في فهم عمل وسائل الإعلام  ليس فقط اليوم، ولكن في المستقبل أيضًا.[1]

كيف نشأت وسائل الإعلام؟

استخدم الإنسان القديم رسومات الكهوف والبردي واللفائف لتسجيل حياته وثقافته وعاداته وتقاليده، فكانت شكلًا مبكرًا من أشكال الاتصال الجماهيري، وظلت هذه الوسائل هي وسائل الاتصال لفترة من الزمن[2]، ومع بداية القرن الخامس عشر، ابتكر العالم الألماني يوهان جوتنبرج أول مطبعة، ظهرت على أثرها أول صحيفة، والتي أدت إلي تحول كبير في وسائل الإعلام ربما الأهم في تاريخنا حتي الآن، وساعد اختراع جوتنبرج على دخول حركات ثقافية ضخمة مثل عصر النهضة الأوروبية، كما أتاح زيادة الوسائط المطبوعة، ففي عام 1800، أنتجت المطبعة حوالي 480 صفحة في الساعة، والتي تضاعفت لحوالي 3000 صفحة، بحلول الثلاثينيات من القرن الماضي، مما ساعد على ظهور الصحف اليومية. 

ومع بداية العقود الأولى من القرن العشرين، انتشرت الأشكال الرئيسية غير المطبوعة لوسائل الإعلام – السينما والراديو – بشكل كبير. كانت أجهزة الراديو متاحة على نطاق واسع بحلول العشرينات من القرن الماضي على وجه الخصوص، والتي سمحت لانتشار الأخبار على نطاق واسع بين الجمهور ففي عام 1924، وصل خطاب الرئيس كالفين كوليدج قبل الانتخابات إلى أكثر من 20 مليون شخص، وبعد الحرب العالمية الثانية ظهر التلفزيون كشكل جديد من وسائل الإعلام ففي عام 1946، وجد حوالي 17000 جهاز تلفزيون في جميع أنحاء الولايات المتحدة.[3] وفي غضون أكثر من 30 عامًا أصبح التلفزيون أقوي وسيلة اتصال ومعلومات تم اختراعها على الإطلاق.

كيف تغيرت وسائل الإعلام وتطورت؟

في السابق كانت الأخبار تقدم إلى الجمهور من خلال الصحافة المطبوعة. ولكن مع بداية القرن العشرين فإن وسائل الإعلام كالإذاعة والسينما قد أثرت وعززت حياة مئات الملايين من البشر في جميع أنحاء العالم. كما أتاحت الوصول إلى المزيد من المعلومات لعدد أكبر من الناس أكثر من أي وقت في التاريخ.

إن عملية العولمة الحالية التي تسارعت وتيرتها في السبعينيات وما تلاها من التغيرات السريعة في التطورات التكنولوجية وغيرها، كان لها تأثيرها على وسائل الاتصال الجماهيري. فمع ظهور شبكة الإنترنت والتطورات التكنولوجية الأخرى وجدنا نماذجًا جديدةً لوسائل الإعلام.[4]

وقد شهدت السنوات العشرين الماضية تحولًا جذريًا في الصناعة. حيث اتجهت معظم الصحف والمؤسسات الإخبارية لنشر قصصها عبر الإنترنت. ولم يعد الناس بحاجة إلى الاعتماد على الصحف الورقية للحصول على أخبارهم. بل يمكنهم زيارة مواقع الويب والحصول على المعلومات بصورة فورية حول آخر التطورات.

في هذا الواقع الجديد يمكن للصحيفة التي تطبع ليلة الاثنين أن تحتوي على معلومات قديمة بحلول الوقت الذي تصل فيه إلى رفوف المتاجر في صباح يوم الثلاثاء.[5]

ووفقًا للتقرير الذي أصدرته مؤسسة RAND في العام 2019، والذي جاء بعنوان” الأخبار في العصر الرقمي: مقارنة عرض المعلومات الإخبارية بمرور الوقت وعبر المنصات الإعلامية”، وجدت عالمة العلوم السياسية والمؤلفة الرئيسية لهذه الورقة، جينيفر كافانا، وزملاؤها أن نظام عمل وسائل الإعلام في الولايات المتحدة قد شهد تطورًا تقنيًا سريعًا على مدى العقود الثلاثة الماضية. كما أن التغيرات الرقمية قد أحدثت ثورة في كيفية إنتاج محتوى الأخبار واستهلاكه ونشره عبر الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية الأخرى.

وأكد التقرير على أن الصحف التقليدية قد تغيرت على أقل تقدير منذ أواخر الثمانينيات، ومع ذلك فإن المحتوى في معظم الصحف قد تحول قليلاً من أسلوب الكتابة الجاف والأكاديمي إلى أسلوب السرد القصصي الأكثر جذبًا للقراء.[6]

هل تغيرت الرسالة الإعلامية عن الماضي؟

في الماضي، كانت الصحف بصفتها ممثلة لوسائل الإعلام التقليدية، وسيلة اتصال أحادية الاتجاه. أي أن المعلومات تنتقل فقط من القائم بالاتصال إلى الجمهور.  كما أن منشئ الرسالة الإعلامية يعمل على تحديد المحتوي الذي يجب أن يراه الجمهور. وبالتالي لا يمكن للجمهور اختيار الأخبار التي تهمهم.

الآن مع التطور التكنولوجي الضخم ووجود العديد من المنصات الرقمية، أصبح الجمهور هو من يختار المعلومات، ولا يقتصر الأمر على ذلك بل يمكن للجمهور أن يشاركوا في بناء الرسالة الإعلامية. ففي عالم التكنولوجيا أصبح الجميع منشئ محتوى، وعوضت الهواتف  الذكية عن غياب المراسلين.[7]

محو الأمية الإعلامية

يعرف محو الأمية الإعلامية بأنه “القدرة على إجراء تحليل نقدي للمحتوي من أجل الدقة أو المصداقية أو الدليل على التحيز للمحتوى الذي تم إنشاؤه واستهلاكه في وسائل الإعلام المختلفة، بما في ذلك الراديو والتلفزيون والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي”.[8]

تم تداول مفهوم محو الأمية الإعلامية في الولايات المتحدة وأوروبا منذ بداية القرن العشرين. كوسيلة للاعتراف بمجموعة من المعارف والمهارات والعادات الذهنية المطلوبة للمشاركة الكاملة في مجتمع معاصر مشبع بوسائل الإعلام. ويستمر المفهوم في التحول والتغير نتيجة للتغيرات السريعة في وسائل الإعلام الرقمية ووسائل الإعلام التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعي والثقافة الشعبية والمجتمع. يوجد العديد  من المناهج التنافسية لمحو الأمية الإعلامية في الولايات المتحدة وحول العالم.

فيم تساعدنا مهارات محو الأمية الإعلامية؟

لطالما تم تحديد التمكين والحماية على أنهما الموضوعان الرئيسيان في مجتمع تعليم محو الأمية الإعلامية، مما يعكس توترًا ديناميكيًا بين أولئك الذين يرون التثقيف الإعلامي وسيلة لمواجهة الأضرار والمخاطر والتحديات التي تنشأ عن النمو في البيئة الثقافية المشبعة بالإعلام والتكنولوجيا. وأولئك الذين يرون الثقافة الإعلامية أداة للتمكين الشخصي والاجتماعي والثقافي والسياسي.[9]

ووفقًا لمركز محو الأمية الإعلامية، يكون الشباب والكبار المثقفون إعلاميًا أكثر قدرة على فهم الرسائل المعقدة التي يتلقوها من التلفزيون والراديو والإنترنت والصحف والمجلات والكتب واللوحات الإعلانية وألعاب الفيديو والموسيقى وجميع أشكال الوسائط الأخرى.[10]

وطبقًا لمشروع كفاءة المعلومات في جامعة ولاية كاليفورنيا، فإن الشخص المثقف إعلاميًا ينبغي أن يتمتع بالآتي:

  1. لديه القدرة على تقييم مصداقية المعلومات الواردة وكذلك مصداقية مصدر المعلومات.
  2. يستطيع التمييز بين نداءات العاطفة والمنطق، والنداءات السرية والعلنية.
  3. لديه القدرة على استخدام الأساليب النقدية لتقييم حقيقة المعلومات المستقاة من مصادر مختلفة.[11]

وتسعى محو الأمية الإعلامية إلى منح مستهلكي وسائل الإعلام القدرة على فهم اللغة الجديدة، والقدرة علي طرح مجموعة من الأسئلة كمن أنشأ الرسالة؟ ولماذا تم إنشاءها؟ وهل تجعلني أفكر بطريقة معينة؟، ومن يقف وراء تمويل هذه الرسالة؟، وهل المعلومات الوارد بالرسالة دقيقة؟.

في نهاية المطاف فإن الرسائل الإعلامية التي تنشر من قبل الأفراد أو الشركات أو الحكومات أو المنظمات ويتلقاها الفرد، فإنه يقع علي عاتقه تقييم وتفسير هذه الرسائل، التي لا توجد طريقة صحيحة لتفسيرها، فالتعليم والخبرة الحياتية ومجموعة من العوامل الأخرى تجعل كل شخص يفسر الرسائل المبنية بطرق مختلفة. لكن بشكل عام تساعدنا مهارات محو الأمية الإعلامية  على التفكير بشكل أفضل في بيئتنا الغنية بالوسائط. مما يمكننا من أن نكون مواطنين ديمقراطيين، ومستهلكين أكثر ذكاءً وتشككًا لوسائل الإعلام.

تحليل الرسائل الإعلامية

عند تحليل الرسائل الإعلامية، ضع في اعتبارك مجموعة المبادئ التالية:

1- منشئ الرسالة

عند تحليل الرسائل الإعلامية ضع في اعتبارك من يقوم بتقديم المعلومات، هل هي مؤسسة إخبارية أم شركة أم فرد؟ هل توجد صلة بينهم وبين المعلومات التي يقدمونها؟ فقد تكون محطة الأخبار مملوكة للشركة التي تقدم تقارير عنها، وبالمثل قد يكون لدى الفرد أسباب مالية لدعم رسالة معينة.

2- عناصر الإبراز

غالبًا ما يستخدم التلفزيون ووسائل الإعلام المطبوعة الصور لجذب انتباه الناس. وعند تحليل الرسالة الإعلامية يجب أن تضع في اعتبارك الصورة، وهل هي تمثل جانبًا واحدًا فقط من القصة أم عدة جوانب؟، وهل اللقطات مصورة لإثارة رد فعل معين؟، أي المشاهير أو المحترفين يؤيدونها؟.

3- الجمهور المستهدف

عند مشاهدتك للرسالة الإعلامية أو قرائتها أو سماعها، تخيل نفسك مكان الآخرين وأطرح علي نفسك مجموعة من الاسئلة كالتالي:”هل سيشعر شخص من الجنس الآخر بنفس الطريقة التي تشعر بها تجاه هذه الرسالة؟ كيف يمكن لشخص من جنسية مختلفة أن يشعر تجاه ذلك؟ كيف يمكن لشخص أكبر أو أصغر أن يفسر هذه المعلومات بشكل مختلف؟ هل تم إرسال هذه الرسالة لجذب جمهور معين؟.

4-محتوي الرسالة الإعلامية

على الرغم من أن الموضوعية هي أساس الإعلام القائم على أسس ومعايير مهنية، إلا أن صانعي المحتوى الذين يحاولون تقديم المعلومات بموضوعية يمكن أن يكون لديهم ميل غير واعي، وعندما ينظر المتلقي إلي الرسالة فمن الضروري معرفة من يقوم بتقديم هذه الرسالة؟، وهل لديه أو لديها أي انتماءات سياسية واضحة؟ هل يتم الدفع له أو لها للتحدث أو كتابة هذه المعلومات أم لا؟.

5-الغرض من الرسالة الإعلامية

 فوسائل الإعلام لا تنقل شئ بدون سبب، فمن المهم معرفة رد الفعل الذي تحاول الرسالة إثارته.

بشكل عام يعتبر محو الأمية الإعلامية، أو القدرة على فك تشفير ومعالجة الرسائل الإعلامية، أمرًا مهمًا بشكل خاص في مجتمع اليوم المشبع بالوسائط والمعلومات. ونظرًا لأن الرسائل الإعلامية يتم إنشاؤها مع وضع أهداف معينة في الاعتبار، فإن الفرد المثقف إعلاميًا سوف يفسرها بعين ناقدة.[12]

المراجع

(1),(3)press.rebus.community
(2)edx
(4)sociologydiscussion
(5)cnbc
(6)psychologytoday
(7)cgtn
(8)dictionary
(9)oxfordre
(10)literacyworldwide
(11)sciencedirect
(12)open.lib.umn.edu

صحافة الروبوت، هل يمكن أن تحل محل الإنسان؟

في خمسينيات القرن الماضي، حاول “آلان تورينج”، عالم الرياضيات البريطاني، في مقالته “الحوسبة الآلية والذكاء الاصطناعي”، بالإجابة على تساؤل حول ذكاء الآلة وهل يمكن لها أن تفكر، وذلك من خلال صياغة تجربة فكرية عُرفت آنذاك باسم اختبار تورينج، واعتبرت فيما بعد أساس فلسفة الذكاء الاصطناعي.[1]

في الواقع، تحققت العديد من تنبؤات تورينج، وأصبحت الآلات والتقنيات تنافس الإنسان في جميع المجالات تقريبًا. ويعد الذكاء الاصطناعي واحدًا منها، إذ أنه أحد أقوى الأدوات التي تحكم عالم اليوم. وهي تقنية تتميز بمحاكاة الذكاء البشري لاستخدامه في الآلات وبرمجتها على ردود أفعال البشر.[2]

الذكاء الاصطناعي في الصحافة الآلية

تستخدم الصحافة الآلية التي تُعرف باسم “صحافة الروبوت”، خوارزميات توليد اللغة التي يتم تشغيلها بواسطة الذكاء الاصطناعي من أجل تحويل البيانات تلقائيًا إلى قصص إخبارية متنوعة وصور ومقاطع فيديو ثم توزيعها عبر منصات الصحافة الآلية.

فعلى سبيل المثال، قامت شبكة نشر Patch بدمج الذكاء الاصطناعي في نظام إدارة المحتوى الخاص بها لإنشاء وتوزيع مقالاتها المتكررة مثل تقارير الطقس والتقارير المالية.[3]

تجربة الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الصحفية

في عام 2013 م، بدأت وكالة الأسوشيتد برس Associated Press باستخدام الذكاء الاصطناعي لأول مرة لإنشاء محتوى إخباري وإنتاج تقارير رياضية. وفي عام 2015 م، نفذت صحيفة نيويورك تايمز مشروعها التجريبي للذكاء الاصطناعي المعروف باسم المحرر، والذي كان الهدف منه هو تبسيط العملية الصحفية. كما عملت الواشنطن بوست على كتابة الأخبار الآلية لأول مرة في عام 2016م من خلال تغطية دورة الالعاب الأولمبية في ريو.[4]

تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الإعلام

الذكاء الاصطناعي في السيطرة على التحيز

يعتبر التحيز المتزايد وصمة العار المؤلمة التي تواجهها وسائل الإعلام في عالم اليوم، فغالبًا ما تتحيز في نقلها للمعلومات إلي فكرة معينة، مما يؤدي في النهاية إلي نقل محتوى مضلل بدلاً من الأخبار الواقعية والمتوازنة.

في حالات مختلفة، يساعد الذكاء الاصطناعي في تقليل الذاتية التي تفرضها وسائل الإعلام على الاخبار والمعلومات حيث يتم تدريب خوارزميات التعلم الآلي على مراعاة المتغيرات التي تعمل على تحسين دقتها التنبؤية، بناءً على البيانات المستخدمة.

فعلى سبيل المثال تستخدم شركة Knowhere الإخبارية مزيجًا من تقنيات التعلم الآلي بالإضافة إلى الصحفيين البشريين لإنشاء قصصها الإخبارية.[5]

محاربة الأخبار الكاذبة

طور باحثون في جامعة واترلو، أداة جديدة تستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي للكشف عن الأخبار الكاذبة والمزيفة، وتم تفعيل هذه الأداة بعد الانتشار الواسع للقصص الإخبارية الكاذبة والملفقة لخداع القراء وتضليلهم لتحقيق مكاسب سياسية أو اقتصادية.[6]

الذكاء الاصطناعي وإنشاء الوسائط المتعددة

 حيث توضع الصور في المنشورات من خلال خوارزميات الآلة، فعلى سبيل المثال أطلقت شركة Getty Images، نظام “اللوحات”، وهي أداة ذكاء اصطناعي جديدة للنشر الإعلامي والتي توصي بأفضل محتوى مرئي لمصاحبة مقال إخباري. وتعمل اللوحات على تزويد محرري الوسائط بمساعد بحث قابل للتخصيص لتلخيص المقالات وتقديم مجموعة مختارة من الصور لعناصر متنوعة من القصة.[7]

هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل الصحفيين؟

الذكاء الاصطناعي ليس موجودًا ليحل محل الصحفيين أو يلغي الوظائف. ويعتقد الخبراء أن الآلات ستتولى المهام الحالية للصحفيين بنسبة ما بين 8إلى 12 في المائة، والتي ستعيد توجيه المحررين والصحفيين إلى تناول الموضوعات بشكل أوسع وأعمق، يعتمد على التفسير والتحليل كالمقابلات الخاصة والمقالات التحليلية والتحقيقات الاستقصائية.

وفي الوقت الحالي، تقوم روبوتات الذكاء الاصطناعي بأداء مهام أساسية مثل كتابة فقرات عن النتائج الرياضية ونتائج الانتخابات ونتائج الألعاب الأولمبية، ويمكن للذكاء الاصطناعي أيضًا توفير الكثير من الوقت للصحفيين عن طريق نسخ المقابلات الصوتية والمرئية.[8]

المراجع

(1) journals.openedition.org
(2),(3)(5)(7)analyticssteps
(4)emerj
(6)sciencedaily
(8)the conversation

كيف وظفت الجماعات الإرهابية وسائل الإعلام؟

خلال فترة عيد الميلاد من عام 2019 انتشر مقطع فيديو مدته 56 ثانية، يظهر فيه عناصر من تنظيم داعش وهم يقتلون شخصًا رميًا بالرصاص، ثم دفعوا عشرة أشخاص آخرين أرضًا و أطاحوا برؤوسهم.

الغرض من هذا المقطع المصوّر في نيجيريا هو تسليط الضوء على التكتيكات الوحشية، والحصول على أكبر قدر ممكن من الاهتمام.[1]

الجماعات الإرهابية ووسائل التواصل الاجتماعي

تستخدم الجماعات الإرهابية وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات للعديد من الأغراض؛ كجمع وتبادل المعلومات والتجنيد والتدريب. حيث أكّد التقرير الصادر عن مركز Simon Wiesenthal في عام 2014م، على وجود أكثر من 30000 ألف منتدى وموقع وحساب على وسائل التواصل الاجتماعي يتم الترويج لها .[2]

تفوق “تويتر” في عام 2013_ 2014م على شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى. حيث استخدمته الجماعات الإرهابية لنشر محتواها، كمقاطع الفيديو وإصدار بيانات إخبارية.

كما أتاحت وسائل التواصل الاجتماعي للإرهابيين فرصة الاتصال المباشر بجمهورهم المستهدف لنشر الرعب وتجنيد المتابعين أو إقناعهم. ووصِف تنظيم داعش بأنه أكثر الجماعات الإرهابية مهارة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتجنيد أعضاء جدد.[3]

تصنيف العلاقة بين الجماعات الإرهابية ووسائل الإعلام:

قسّم عالم الاجتماع الفرنسي «مايكل ويفيوركا» العلاقة بين الجماعات الإرهابية ووسائل الإعلام إلى أربعة مستويات مختلفة وهي:

  1. اللامبالاة الكاملة: حيث ترتكب الجماعات الإرهابية أفعالها دون أي اعتبار للتغطية الإعلامية.
  2. اللامبالاة النسبية: تدرك الجماعات الإرهابية في هذه الحالة أن وسائل الإعلام يمكن أن تساعد قضيتهم، لكنها لا تزال غير مهتمة بالتغطية الإعلامية.
  3. استراتيجية ذات توجه إعلامي: تستخدم الجماعات الإرهابية الإعلام لنشر رسالتها.
  4. الانفصال الكامل: يُنظر إلى الإعلام على أنه العدو، تُعامل وسائل الإعلام بنفس الطريقة التي يُعامل بها على أي عدو.[4]

أهداف الجماعات الإرهابية من التغطية الإعلامية:

الحقيقة أن أهداف الجماعات الإرهابية لا تقتصر فقط على جذب انتباه الجماهير، بل تهدف من خلال الوصول إلى وسائل الإعلام للتعريف بقضاياهم ودوافعهم الإرهابية. أي بالنسبة للجماعات الإرهابية، تعمل وسائل الإعلام كأداة لخلق جو من الخوف والريبة، والوصول إلى جمهور أكبر، وبالنظر إلى هذه الدوافع يمكننا القول أن الإرهابيين ينفذون هجماتهم بعقلانية وإستراتيجية مع إدراك كامل لتأثير التغطية الإعلامية على كل شريحة من المجتمع.

وكما يجادل ستول في دراسته المنشورة سنة2002م، فإن الإرهابيين يهتمون في المقام الأول بالجمهور وليس الضحايا، ويؤكد أن تفاعل الجمهور لا يقل أهمية عن الفعل نفسه.[5]

لماذا تغطي وسائل الإعلام القصص المتعلقة بالإرهاب؟

 تعتبر وسائل الإعلام الموضوعات المتعلقة بالإرهاب موضوعات جذابة بالنسبة لها  حيث تحتوي على عناصر الدراما والخطر والمأساة الإنسانية واللقطات الصادمة، مما يجعل العديد من وسائل الإعلام مهتمة دائمًا بنقل أخباره.[5]

آثار العنف الإعلامي:

في ستينيات القرن الماضي تم التحقيق في الدراسات الارتباطية؛ التي تشير لوجود صلة بين مشاهدة العنف والسلوك العدواني. وذلك من خلال التجارب التي أشارت إلى أن مشاهدة العنف يمكن أن تسبب بالفعل سلوكًا عدوانيًا لدى الأشخاص.[6]

 وفي جامعة فرجينيا عرض قسم أبحاث التكنولوجيا على الطلاب عدة أفلام غير عنيفة، تلتها أفلام عنيفة. وقد أشارت النتائج إلى أن الأفلام العنيفة يمكن أن تزيد من السلوك العدائي.[7]

كيف يمكن مواجهة آثار الإرهاب المتعلقة بوسائل الإعلام:

  1. يجب على وسائل الإعلام تقديم أوضح المعلومات وأكثرها واقعية وتوازنًا إلى الحد الذي يمكن فيه منع سوء تفسير الحوادث المتعلقة بالإرهاب من قبل الجمهور.
  2. أن تقوم وسائل الإعلام بإعادة تقييم وتغيير خطابها عند تغطية الأخبار والقصص المتعلقة بالإرهاب.
  3. يمكن للحكومات أن تقدم المساعدة لأجهزة الإعلام من خلال إعطاء الخلفية التاريخية والسياسية لأي عمل أو قصة مرتبطة بالإرهاب، حيث أن الهدف النهائي لوسائل الإعلام هو تقديم المعلومات بشكل صحيح.[5]

اقرأ أيضاً: الإعلام المرئي والعنف عند الأطفال

 المراجع:

[1]bbc

[2]journals.sagepub

[3]eeradicalization

[4]review.upeace.org

[5]e-ir.info

[6]psychologytoday

[7]psychologytoday

Exit mobile version