كيف يساعدنا تعلم الآلة على مقاومة الإرهاب؟

الإرهاب هو استخدام التمييز المقصود والقوة غير القانونية لخلق الرعب بين عامة الناس لتحقيق أهداف دينية أو سياسية. في سنة ٢٠١٩م، نُفذت ١٤٢١ حادثة إرهابية تسببت في قتل ٦٣٦٢ شخص منتشرة بشكل أكبر في جنوب آسيا والشرق الأوسط. ويوجد على موقع «Global Terrorism Dataset – GTD» معلومات عن الأعمال الإرهابية منذ سنة ١٩٧٠م إلى  ٢٠١٨م  بها أكثر من ١٨١ ألف حدث إرهابي. فكيف يساعدنا تعلم الآلة على مقاومة الإرهاب؟

استخدم فريق من الباحثين تعلم الآلة لتوقع واستكشاف الهجمات الإرهابية وتوضح الاختبارات النهائية أن الأنظمة تتنبأ بدقة بالهجمات في المناطق التي تأثرت سابقًا بالإرهاب. ولكن حدوث « black swan – كارثة إرهابية كبرى» لا يمكن توقعها وتنتشر أسرع ما يمكن.

استخدم الباحثون البيانات المتاحة للهجمات التي حدثت من ٢٠٠٢ إلى ٢٠١٦ م في ١٣ منطقة حول العالم.

تستطيع أحد أنظمة الباحثين التنبؤ بالهجمات في غضون أسبوع قبل الحادثة في المناطق التي توجد بها عدد كبير من المناطق التي تعرضت سابقًا للهجمات الإرهابية حيث العراق وجنوب غرب آسيا خطر حدوث هجمات إرهابية يكون بعد ٢٠٠ أسبوع من الحادث الذي سبقه، أما في المناطق الأقل حدوثًا للهجمات فمن المتوقع ٤٠٠ أسبوع لحدوث هجمات بعد آخر هجمة مثل روسيا وشرق أوروبا.  [1]

https://img-cdn.tnwcdn.com/image?fit=1280%2C720&url=https%3A%2F%2Fcdn0.tnwcdn.com%2Fwp-content%2Fblogs.dir%2F1%2Ffiles%2F2021%2F08%2FUntitled-design-2-2.jpg&signature=8abb90e5eac84daa03def3beab2ec611

تناسب طردي وعكسي للهجمات الإرهابية

وقد طرحت الدراسات أن الهجمات الإرهابية تتكرر في نفس المكان حيث يتناسب طرديًا مع عدد منفذي الهجمات الإرهابية وتوفير التكلفة للقيام بالعملية والقيمة التي يحصلون عليها.

وتوقع أيضًا الفريق وجود تناسب عكسي بين احتمالية حدوث الهجمات الإرهابية والكثافة السكانية. حيث تُنفذ العمليات في المناطق الأقل كثافة سكانية، وأيضًا تتناسب عكسيًا مع تحضر المكان حيث صعوبة الوصول إلى الأماكن الحضرية. 

أهم العوامل المؤثرة التي يدرسها علماء تعلم الآلة في دراسة الهجمات الإرهابية

  1. الانتحارية: هل المُقدِم على العمل لغرض انتحاري أم لديه أهدافًا أخرى؟
  2. تحقيق الهدف: هل نجح المخطط الذي أراده الإرهابيون أم لا؟
  3. نوع السلاح الرئيسي الذي تم استخدامه في العمل:
  •  هل أسلحة بيولوجية أم كيميائية؟
  •  يضربون بالأسلحة أم بالمتفجرات؟
  • يستخدمون رصاص حقيقي أم غير حقيقي أم أسلحة بيضاء؟
  • يستخدمون مركبات أم سيارات مفخخة؟
  1. المنطقة: أمريكا الشمالية وأمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية وجنوب غرب آسيا وجنوب آسيا ووسط آسيا وأوروبا وشرق أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا والصحراء الأفريقية وأستراليا وأوقيانوسيا. 
  2. النوع: حيث ينقسم الى عدة أقسام منها ما هو اغتيال أو هجوم مسلح أو خطف أو سرقة أو هجوم على منشأة أم غير معروف. [6]

أهم التقنيات المستخدمة

الشبكة العصبونية والتعلم العميق حيث وصلت دقة التنبؤ بانتحارية الأعمال الإرهابية حاليًا إلى ٩٨٪. ووصلت دقة التنبؤ بالنجاح في تنفيذ العملية إلى ٨٧٪ باستخدام الشبكة العصبونية و٩٣٪ بالتعلم العميق. وتحديد نوع السلاح بدقة ٧٣٪ بالشبكة العصبونية، بينما وصلت إلى ٩٤٪ بالتعلم العميق.

أما في تحديد المنطقة المستهدفة فوصلت دقة الشبكة العصبونية إلى ٨١٪، بينما دقة التعلم العميق ٩٧٪. وفي تحديد نوع الهجوم وصلت دقة الشبكة العصبونية إلى ٧٩٪ والتعلم العميق إلى ٩١٪.

فيتضح من ذلك أن كفاءة هذه التقنيات قوية وتتفوق تقنية التعلم العميق أكثر من الشبكة العصبونية. 

طريقتان لمنع تفاقم العمليات الإرهابية

  1. حماية المنشآت والأفراد وتحقيق الأمان. 
  2. منع الإرهابيين من القيام بمخططهم عن طريق القبض عليهم قبل التنفيذ. [5]

أهم التطبيقات في استخدام تعلم الاّلة في مواجهة الإرهاب

  1. التنبؤ بوقت ومكان الهجمات الإرهابية من خلال محاولة معرفة وسائل التواصل ومعلومات التحويلات المالية المخالفة للقوانين والسفر غير الطبيعي والبحث على الإنترنت. 
  2. التعرف على توجهات الأشخاص للتطرف، حيث أن بعض الشركات تبني أنظمة للتعرف على اتجاه الأشخاص عن طريق الفيديوهات التي يشاهدونها ومحاولة مقابلتها بعرض فيديوهات أخرى تواجه ظاهرة التطرف. 
  3. محاولة التعرف على الإرهابيين، حيث تم تحليل بيانات ٥٥ مليون هاتف شخصي لأشخاص في باكستان سنة ٢٠٠٧م. ولُُوحظ أن  ١٥ ألف شخص في تفكيره أن يصبح إرهابيًا، ولكن هذه العملية قد تكون غير دقيقة وغير مؤكدة وقد تتغير المعلومات من وقت لآخر. [5]

أهم التحديات التي تواجه العلماء في استخدام تعلم الآلة في مواجهة الإرهاب

  1. مشاكل متعلقة بحقوق الإنسان، حيث لا يوجد قانون دولي يُمّكن من مراقبة جميع الأفراد، ووضعهم على اختبارات الذكاء الاصطناعي. 
  2. تجميع البيانات قد يكون عشوائيًا وغير دقيقًا. 
  3. انعدام الأمان في استخدام البيانات، حيث من الممكن بيع البيانات لجهة أخرى. 
  4. انعدام الشفافية. 
  5. عدم وجود معايير أساسية مضبوطة. 
  6. الشك وعدم التأكد والتحايل على معرفة أمور شخصية و استغلالها.

مصادر

[1] neural

[2] science advances

[3] hindawi

[4] tech xplore

[5] التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب

[6] IJACSA

كيف وظفت الجماعات الإرهابية وسائل الإعلام؟

خلال فترة عيد الميلاد من عام 2019 انتشر مقطع فيديو مدته 56 ثانية، يظهر فيه عناصر من تنظيم داعش وهم يقتلون شخصًا رميًا بالرصاص، ثم دفعوا عشرة أشخاص آخرين أرضًا و أطاحوا برؤوسهم.

الغرض من هذا المقطع المصوّر في نيجيريا هو تسليط الضوء على التكتيكات الوحشية، والحصول على أكبر قدر ممكن من الاهتمام.[1]

الجماعات الإرهابية ووسائل التواصل الاجتماعي

تستخدم الجماعات الإرهابية وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات للعديد من الأغراض؛ كجمع وتبادل المعلومات والتجنيد والتدريب. حيث أكّد التقرير الصادر عن مركز Simon Wiesenthal في عام 2014م، على وجود أكثر من 30000 ألف منتدى وموقع وحساب على وسائل التواصل الاجتماعي يتم الترويج لها .[2]

تفوق “تويتر” في عام 2013_ 2014م على شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى. حيث استخدمته الجماعات الإرهابية لنشر محتواها، كمقاطع الفيديو وإصدار بيانات إخبارية.

كما أتاحت وسائل التواصل الاجتماعي للإرهابيين فرصة الاتصال المباشر بجمهورهم المستهدف لنشر الرعب وتجنيد المتابعين أو إقناعهم. ووصِف تنظيم داعش بأنه أكثر الجماعات الإرهابية مهارة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتجنيد أعضاء جدد.[3]

تصنيف العلاقة بين الجماعات الإرهابية ووسائل الإعلام:

قسّم عالم الاجتماع الفرنسي «مايكل ويفيوركا» العلاقة بين الجماعات الإرهابية ووسائل الإعلام إلى أربعة مستويات مختلفة وهي:

  1. اللامبالاة الكاملة: حيث ترتكب الجماعات الإرهابية أفعالها دون أي اعتبار للتغطية الإعلامية.
  2. اللامبالاة النسبية: تدرك الجماعات الإرهابية في هذه الحالة أن وسائل الإعلام يمكن أن تساعد قضيتهم، لكنها لا تزال غير مهتمة بالتغطية الإعلامية.
  3. استراتيجية ذات توجه إعلامي: تستخدم الجماعات الإرهابية الإعلام لنشر رسالتها.
  4. الانفصال الكامل: يُنظر إلى الإعلام على أنه العدو، تُعامل وسائل الإعلام بنفس الطريقة التي يُعامل بها على أي عدو.[4]

أهداف الجماعات الإرهابية من التغطية الإعلامية:

الحقيقة أن أهداف الجماعات الإرهابية لا تقتصر فقط على جذب انتباه الجماهير، بل تهدف من خلال الوصول إلى وسائل الإعلام للتعريف بقضاياهم ودوافعهم الإرهابية. أي بالنسبة للجماعات الإرهابية، تعمل وسائل الإعلام كأداة لخلق جو من الخوف والريبة، والوصول إلى جمهور أكبر، وبالنظر إلى هذه الدوافع يمكننا القول أن الإرهابيين ينفذون هجماتهم بعقلانية وإستراتيجية مع إدراك كامل لتأثير التغطية الإعلامية على كل شريحة من المجتمع.

وكما يجادل ستول في دراسته المنشورة سنة2002م، فإن الإرهابيين يهتمون في المقام الأول بالجمهور وليس الضحايا، ويؤكد أن تفاعل الجمهور لا يقل أهمية عن الفعل نفسه.[5]

لماذا تغطي وسائل الإعلام القصص المتعلقة بالإرهاب؟

 تعتبر وسائل الإعلام الموضوعات المتعلقة بالإرهاب موضوعات جذابة بالنسبة لها  حيث تحتوي على عناصر الدراما والخطر والمأساة الإنسانية واللقطات الصادمة، مما يجعل العديد من وسائل الإعلام مهتمة دائمًا بنقل أخباره.[5]

آثار العنف الإعلامي:

في ستينيات القرن الماضي تم التحقيق في الدراسات الارتباطية؛ التي تشير لوجود صلة بين مشاهدة العنف والسلوك العدواني. وذلك من خلال التجارب التي أشارت إلى أن مشاهدة العنف يمكن أن تسبب بالفعل سلوكًا عدوانيًا لدى الأشخاص.[6]

 وفي جامعة فرجينيا عرض قسم أبحاث التكنولوجيا على الطلاب عدة أفلام غير عنيفة، تلتها أفلام عنيفة. وقد أشارت النتائج إلى أن الأفلام العنيفة يمكن أن تزيد من السلوك العدائي.[7]

كيف يمكن مواجهة آثار الإرهاب المتعلقة بوسائل الإعلام:

  1. يجب على وسائل الإعلام تقديم أوضح المعلومات وأكثرها واقعية وتوازنًا إلى الحد الذي يمكن فيه منع سوء تفسير الحوادث المتعلقة بالإرهاب من قبل الجمهور.
  2. أن تقوم وسائل الإعلام بإعادة تقييم وتغيير خطابها عند تغطية الأخبار والقصص المتعلقة بالإرهاب.
  3. يمكن للحكومات أن تقدم المساعدة لأجهزة الإعلام من خلال إعطاء الخلفية التاريخية والسياسية لأي عمل أو قصة مرتبطة بالإرهاب، حيث أن الهدف النهائي لوسائل الإعلام هو تقديم المعلومات بشكل صحيح.[5]

اقرأ أيضاً: الإعلام المرئي والعنف عند الأطفال

 المراجع:

[1]bbc

[2]journals.sagepub

[3]eeradicalization

[4]review.upeace.org

[5]e-ir.info

[6]psychologytoday

[7]psychologytoday

Exit mobile version