كيف تختار شركات الأدوية المركب الدوائي الأنسب ؟

ما هو الدواء؟ وكيف يتم اكتشافه وتصنيعه وتطويره؟ ما الاختبارات التي تثبت فعالية الدواء؟ هل من آثار جانبية للدواء المُنتج؟ هل هناك إمكانية لتصنيعه في أشكال صيدلانية جديدة غير الموجودة في السوق الدوائية؟ أم يحمل هذا الدواء الجديد المطور تأثيرًا نوعيًا متميزًا يختلف عما هو متوافر حاليًا في الأسواق الدوائية؟ تابعوا سلسلة المقالات لسبر أغوار الصناعة الدوائية ومعرفة كيف تختار شركات الأدوية المركب الدوائي الأنسب ؟

رحلة إنتاج المركب الدوائي الأنسب

ابتداءً من لحظة اكتشاف التأثير الدوائي الأولي للمادة في المختبر على حيوانات التجربة وصولًا للدواء بشكله النهائي كمستحضر صيدلاني جاهز للاستعمال، تستغرق هذه الرحلة عادةً سنوات طويلة مليئة بالاختبارات والتجارب بكل أنواعها. وتستهلك مبالغ طائلة أيضًا، لذلك تمول الشركات الدوائية العملاقة غالبًا هذه المراحل مع مراكز بحوث عالمية مختلفة، وتسبقها دراسات عميقة حول الجدوى الاقتصادية المأمولة من إنتاج هذا الدواء.

ما الذي يدفع شركات الأدوية لإنتاج دواء بعينه؟

لدينا ما يسمى “الحاجة الطبية غير المُلباة-Unmet medical needs”، أو (UMNs) ويعني هذا المصطلح وجود مرض ما بلا علاج فعال، وربما يكون هناك علاج ولكنه غير فعال عند بعض المرضى، وهذه الحاجة الطبية غير الملباة هي الدافع الأساسي لتمويل عملية اكتشاف دواء جديد.

لتبسيط الفكرة أكثر، هناك ما يُسمى بالأمراض الشائعة والأمراض اليتيمة والأمراض النادرة والأمراض الاستوائية المهملة.

يعاني الكثيرون من ارتفاع في ضغط الدم، وتوجد العديد من الأدوية التي تتعامل مع مثل هذا المرض الشائع. نذكر من تلك الأدوية مجموعات مثبطات (ACE)، وحاصرات بيتا (BB)، وحاصرات قناة الكالسيوم (CCB) وغيرها. لوجود كل هذه المجموعات من العقاقير، يصبح مرض ارتفاع الضغط حاجة مُلباة/مستوفاة بالفعل. أي لا توجد حاجة طبية قوية للتعامل معه.

أما بالنسبة لمرض مثل “مرض تشاجاس- Chagas disease”، وهو عدوى طفيلية قد تسبب للمصاب فشل قلب احتقاني، وفشل القلب الاحتقاني يحدث عندما لا تضخ عضلة القلب الدم كما ينبغي. عند حدوث ذلك، غالبًا ما يرتد الدم، ويمكن أن تتراكم السوائل في الرئتين، الأمر الذي يسبب الإصابة بضيق النفس. ويعتبر التشاجاس مرض استوائي مهمَل (NTD)، لكنه أيضًا حاجة غير ملباة، فلا يوجد عقار يتعامل مع هذه العدوى ويقضي عليها بشكل مباشر.


ماذا عن مرض السكري مثلًا؟ هل هو حاجة مستوفاة أم غير ذلك؟ فرغم أن هناك الكثير والكثير من الأدوية التي تتعامل مع هذا المرض، إلا أن بعض المرضى يعانون من حقن الإنسولين الضرورية لمصابين النوع الأول من هذا المرض. ولتجنب الألم الناتج عن هذه الحقن، سيكون الإنسولين الفموي شكل صيدلاني مرغوب أكثر بالنسية لأولئك المرضى، مما يجعله حاجة طبية غير مستوفاة.

لتحديد ما إذا كان هذا المرض هو حاجة طبية غير ملباة، يتوجب على شركات الأدوية البحث باستمرار في الشروط والعلاجات المتاحة والفجوات واحتياجات المرضى.

كيفية تحديد الهدف الدوائي الأنسب؟

بمجرد تحديد احتياجاتنا الطبية غير الملباة، يحين الوقت لبدء عملية اكتشاف المركب الدوائي الأنسب. وتكون البداية بالبحث عن المسارات البيولوجية المرتبطة بالمرض، لفهم آلية حدوثه. غالبًا ما تتحكم البروتينات في المسارات البيولوجية عبر الإنزيمات والمستقبلات.

يعد اختيار الهدف الدوائي خطوة أساسية في رحلة اكتشاف الأدوية. فمن الناحية النظرية، إذا تمكنت من منع عمل إنزيم أو إغلاق مستقبل على طول المسار البيولوجي، فمن المحتمل أن يكون لديك تأثير علاجي على المرض. لنفترض أن لدينا مجموعة من الإنزيمات والمستقبلات كأهداف دوائية محتملة ومرتبطة باستجابات مختلفة، لكن ما يهمنا حقًا هو علاج التهاب ما. سنختار أحد هذه المركبات كهدف دوائي، ولكن كيف نختار هذا الهدف من بين الأهداف الدوائية المحتملة الكثيرة؟

يفضل بالطبع استخدام البروتينات المتصلة بمسار استجابة واحد فقط من بين الأهداف الموجودة. فمثلًا، يرتبط إنزيم B وإنزيم C بمسار الالتهاب فقط، فهذين الإنزيمين هما أكثر الأهداف جاذبية. بشكل عام، البروتينات هي الأقرب للاستجابة المناسبة، وبالتالي سيكون إنزيم C هو الاختيار الأفضل، ومن ثم يأتي فريق الأحياء الجزيئية لدراسة إنزيم سي وتحديد مدى صلاحيته ليصبح الدواء المستقبلي من عدمها.

اختبارات هامة لإثبات فعالية الدواء الأنسب على الهدف المطلوب

بعد اختيار الهدف، يتقدم فريق علم الأحياء من أجل الاختبار الكيميائي الحيوي، والذي يقيس نشاط البروتين المستهدف. يسمى هذا الاختبار “المقايسة-assay”، ويحدد عاملين أساسين لوصف الدواء.

  • العامل الأول هو potency وتعني الفاعلية أو تركيز الدواء المطلوب للعمل على البروتين المستهدف. فهل سنحتاج إلى 5 مجم من المادة الفعالة أم 10 أم 500؟
  • العامل الثاني هو Efficacy الفعالية وهو حجم/مقدار التأثير على الهدف. أي مقدار تأثير الـ 5 مجم تلك على الإنزيم، فهل تمنعه بالقدر الكافي ولكل درجات الإصابة؟

بعد أن تصبح نتائج هذه الاختبارات في متناول أيدي العلماء، سيختبر فريق الاكتشاف فاعلية وفعالية عدد كبير من الجزيئات ضد الهدف الدوائي المحدد، وتسمى هذه العملية “حملة الفرز-screening campaign”، حيث يتم اختبار أكثر من مليون جزيء باستخدام الحواسيب. من بين هذه الأعداد الهائلة، يرشح عدد قليل منها وربما مركب واحد ذو الفعالية الأقوى ضد المرض، وبذلك يتم الوصول للمُركّب الرئيسي للتقدم في عملية اكتشاف الدواء.

في هذا المقال تم توضيح ثلاثة عمليات رئيسية. أولاً، الهدف الدوائي وهو أساسي للتأثير على المرض. ثانيًا، المقايسة وهي اختبارات كيميائية حيوية تم تطويرها لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا التأثير على هذا الهدف. وأخيرًا، فحص عدد كبير من الجزيئات إلى أن يتم الحصول على المركب الرئيسي الذي يفوز بحملة الفرز. تخضع كافة الأدوية الحديثة لهذه العمليات من أجل الوصول لعقار مناسب دون إهدار للموارد من وقت وتمويل.

المصادر

ما هو الإرهاق وما هي أسبابه؟ وطرق التعامل معه؟

صديق لي يعمل في مكان ما، بدأ مؤخرًا يشعر بفقدان الطاقة ومعنى ما يفعله، ودائمًا ما يشعر بالإرهاق ذهنيًا أو جسديًا، أصبح قليل الصبر، منفعلًا لأبسط الأشياء، أصبحت أبسط المهمات في عمله شديدة التعقيد لديه، في البداية ظننت أنه يعاني من ضغط العمل فقط، مثلما نتعرض جميعًا للضغوطات الحياتية بصورة مستمرة! ولكن خلال بحث بسيط، اكتشفت بإن هذه الأعراض التي ربما تكون إعتيادية لنا جميعًا، لها مصطلح أخر يسمى (الإرهاق – Burn out). إذًا ما هو الإرهاق وما هي أسبابه؟ وكيف نتعامل معه؟ هذا ما سنجيب عنه في هذا المقال.

ما هو الإرهاق؟

عام 1974 وضع (هربرت فرودنبيرجر-Herbert Freudenberger) مصطلح جديد يسمى (الإرهاق- Burn out). خلال عام 2019 صنفت منظمة الصحة العالمية (WHO) الإرهاق على أنه حالة مرضية، كما أنها ضمت الحالة ضمن كُتيبها، والذي يضم التصنيفات العالمية للحالات المرضية، والذي يستخدمه مقدمي الخدمات الطبية في تشخيص الأمراض. وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن الإرهاق هو متلازمة تنتج من الضغط مستمر في بيئة العمل، والذي لم يتم إدارته بنجاح. (3) وهناك بعض الأعراض التي ربما تساهم في التعرف عليه مثل: الشعور بالاستنزاف سواء جسديًا أو نفسيًا، الابتعاد الذهني عن العمل ومهماته الشعور بالسلبية تجاه العمل، إنخفاض الكفاءة المهنية.(3)

ما الفرق بين الإرهاق والضغط؟

رسميًا يعتبر الإرهاق أزمة مزمنة في بيئة العمل، وحاليًا تأخذ الشركات تلك الأزمة بجدية أكبر. كما أن طبيعة الإرهاق مختلفة تمامًا عن ضغط العمل عادي، فهو لا ينتهي عندما تأخذ عطلة طويلة، أو حتى عندما تقلل من إيقاع أو ساعات العمل. عندما تكون واقعًا تحت ضغط ما، فإنك تكافح للتعامل مع تلك الضغوط، أما في حالة الإرهاق، فإنك تكون حرفيًا فاقدًا للطاقة، وتشعر باليأس من التعامل مع تلك الضغوطات.

أظهرت الدراسات الاستقصائية أن 60٪ من حالات التغيب عن العمل، تكون بسبب الضغط الجسدي والنفسي المصاحب الإرهاق. خلال دراسة استقصائية في عام 2018 قال 40٪ من ضمن 2000 موظف، أنه فكر في الاستقالة بسبب الإرهاق. قدر الخبراء بأن الإرهاق يكلف الشركات الأمريكية من 150-350 مليار دولار سنويًا. وبالطبع نتائج تلك الدراسات مخيفة لكل رب عمل. ويقول الباحث (كريستيان دورمان -Christian Dormann)والذي قام بدراسة في جامعة (يوهانس جونيرج- Johannes Gutenberg) ” إن أهم أعراض الإرهاق، الشعور بالإجهاد الكلي للحد الذي لا يمكن تصحيحه بأخذ عطلة، أو حتى قضاء أمسية هادئة”. الذين يتعرضون الإرهاق يحاولون حماية أنفسهم عبر بناء مسافة نفسية بينهم وبين عملهم وزملائهم في العمل. (1)

هل الضغط هو الدافع وراء الإرهاق؟

ولأن الفكر السائد هو أن ضغط العمل هو الدافع وراء الإرهاق، قام فريق من جامعة (ماينز- Mainz) بإجراء 48 دراسة على ضغط العمل والإرهاق، ضمت هذه الدراسات 26,319 مشاركًا، وكان متوسط الأعمار حوالي 42 عام، وبنسبة 44٪ من الذكور. شملت الدراسة الفترة من 1986-2019، وفي بعض دول أوروبا والولايات المتحدة وكندا وجنوب إفريقيا والصين وتايوان واستراليا. وأظهرت الدراسة الجديدة أن الضغط والإرهاق يعزز كل منهما الآخر، ولكن على العكس الإرهاق له تأثير أكبر على ضغط العمل وليس العكس. وهذا معناه أنه كلما شعر أحدهم بالإرهاق، كلما زادت عليه ضغوط العمل، وصعب عليه التعامل معها. لذا يقول الخبراء أن مثل هؤلاء الموظفين لا بد أن يتم تزويدهم بالدعم الكافي في الوقت المناسب، لكسر تلك الحلقة المفرغة من الضغط والإرهاق، كما أن الإرهاق يبدأ ويتطور تدريجيًا، ويتراكم مع مرور الوقت، وفي النهاية يؤدي إلى الشعور بأن العمل مرهق، وأن أبسط المهام تكون مرهقة للغاية. (1)

ما هي أسباب الإرهاق؟

هناك عدة أسباب، ولكن كما قلنا فإن المشكلة تنبع أكثر من بيئة العمل، ولكن أي شخص يشعر بعدم التقديرأوالضغط يمكن أن يصل لتلك الحالة، بداية من الموظف العادي وصولًا إلى ربة المنزل. لكن الإرهاق لا يكون فقط بسبب ضغط العمل أو تحمل مسئولياتٍ كثيرة، فهناك عوامل أخرى، مثل أسلوب حياتك وسماتك الشخصية، كما أن طريقتك في رؤية الحياة ربما تؤثر في الأمر برمته. ومن الأسباب المهنية: الشعور بعدم سيطرتك على عملك، عدم التقدير من قبل مرؤسيك على عملك الجيد، العمل في بيئة عالية الضغط أو غير منظمة. ومن الأسباب الشخصية: عدم أخذ الوقت الكافي للراحة، تحمل الكثير من المسئوليات بدون مساعدة من أحد، عدم وجود علاقات داعمة بجوارك، عدم أخذ كفايتك من النوم، الشعور بحتمية الكمال، وأن أي شيء تفعله غير كافي أو مثالي، نظرة متشائمة للعالم ولنفسك، الحاجة للشعور بالسيطرة. (2)

كيف أتعامل مع الإرهاق؟

إذا شعرت بأن أغلب الأعراض والأسباب تنطبق عليك، ربما يجب عليك أن تلتقط أنفاسك وتركز في تلك الحلول، والتي ربما تساعدك قليلًا في التخفيف عنك خلال تلك المرحلة. أول شيء، أن تُقر بوجود المشكلة، و تطلب الدعم وتحاول إيجاد طرق لإدارة هذا الضغط، وأخيرًا أن تكون مرنًا، لتسترجع صحتك النفسية والجسدية، وإليك هذه النصائح البسيطة. (2)

تواصل مع الآخرين

عند شعورك بالإرهاق، فإن قدرتك على الرغبة في التواصل مع الأخرين تقل وتصبح أثقل، ولكن التواصل طبيعة بشرية، ووجود أشخاص حولك يستمعون لك، هو حل إيجابي ومساعد كثيرًا، ليس بالضرورة أن يكون عندهم حلول لكل مشكلة، ولكن الاستماع الفعال والمتفهم، يشعرك بالراحة ويقلل من حجم توترك. (2) تواصلك مع المقربين منك سواء عائلتك أو أصدقائك، ربما يشعرك بإن الحديث عما يؤرقك معهم سيجعلك عبء عليهم، ولكن هذا ليس حقيقيًا، فمحاولتك تلك ستكون نقطة إيجابية أخرى، فمن خلالها سيشعرون أنك تثق بهم، وبالتالي ستقوي من علاقتك بهم.

كون علاقات جيدة في بيئة العمل

حاول أن تكون علاقاتك جيدة مع زملائك في العمل، بحيث تقلل من ضغط بيئة العمل، كذلك حاول أن تبتعد عن الأشخاص السلبيين، حتى لا يتفاقم وضعك وتشعر بالضغط أكثر. إعادة ترتيب أولوياتك في الحياة، أمر لا بد منه من حين لأخر، ومحاولة اكتشاف أشياء وأهداف جديدة في حياتك، أمر منعش ومحفز.

تعود أن تقول: “لا”!

ضع بعض الحدود، لا تحاول أن ترهق نفسك بالمهمات التي لا تريدها، تعود أن تقول لا، وأعلم أنها وسيلة تتيح لك الوقت لتفعل ما تريد حقًا.

قلل من التكنولوجيا

بالطبع التعامل مع التكنولوجيا في تلك الفترة ستزيد من سوء الوضع، حيث أن التكنولوجيا من إحدى أسباب الضغط في الحياة اليومية، حاول أن تنقطع عنها خلال وقت بسيط من اليوم، لتحافظ على حالتك الذهنية.

عليك بالرياضة والحركة

مارس الرياضة، لأنها تخفف من التوتر وتحسن من حالتك الجسدية والنفسية على حد سواء، حاول أن تجرب ألعاب رياضية جديدة وأن تستمتع خلال هذا الوقت.

نم لوقتٍ كافٍ

النوم بعمق يُريح الجسد والعقل، لذا حاول أن تعمل على هذا الجانب، حتى تحصل على يوم جيد، إذا كنت تعاني من إضطرابات النوم، يمكنك استشارة طبيب.

حسن عاداتك الغذائية

أخيرًا تناول الطعام الصحي مثل الفاكهة والخضروات وغيرها من الأطعمة، التي تحسن من الحالة الذهنية والجسدية، وابتعد عن تناول السكريات والكربوهيدرات بكثرة.

كل تلك النصائح البسيطة مع الاستمرار اليومي، ستحقق غايتها. بالطبع الأمر مرهق تمامًا، وربما تبدو تلك النصائح غير فعالة أو ليست حل جذري، ولكن العادات البسيطة، وأسلوب الحياة الصحي، يغير من نظرتك للحياة ولنفسك، لذا ربما يجب عليك أن تحدد من جديد أولوياتك في الحياة، وأن تدرك تمامًا أن طلب المساعدة الطبية متاح، طالما شعرت أنت بحاجتك لذلك.

اقرأ أيضًا: ما الابتسامة؟ وما فوائدها؟ وهل تصف دائمًا السعادة؟

المصادر

  1. The Surprising Difference Between Stress and Burnout. (2020). https://www.psychologytoday.com/us/blog/the-right-mindset/202011/the-surprising-difference-between-stress-and-burnout
  2. Burnout Prevention and Treatment – HelpGuide.org. (2020). https://www.helpguide.org/articles/stress/burnout-prevention-and-recovery.htm
  3. Burn-out an “occupational phenomenon”: International Classification of Diseases. (2020). https://www.who.int/news/item/28-05-2019-burn-out-an-occupational-phenomenon-international-classification-of-diseases

علاج ارتفاع ضغط الدم وعلاقته بالساعة البيولوجية

ارتفاع ضغط الدم وعلاقته بالساعة البيولوجية

يعتقد الخبراء أن «الساعة البيولوجية-Biological Clock» لدينا، أو إيقاع أجسامنا الطبيعي على مدى 24 ساعة، هو المسؤول عن تنبيه أجسامنا للاستجابة للأدوية، ولا سيما علاج ارتفاع ضغط الدم المعتمد بشكل كبير بالساعة البيولوجية. حيث أفادت دراسة جديدة أن الأقراص توفر حماية أكبر ضد النوبات القلبية والسكتات الدماغية عند تناولها في وقت النوم وليس في الصباح.

إنه مجاني تمامًا من حيث التكلفة، وقد ينقذ الكثير من الأرواح“، صرح كبير الباحثين البروفيسور رامون هيرميدا، من جامعة فيجو.

الدراسة

هذه الدراسة الإسبانية الأخيرة هي الأكبر حتى الآن للنظر في هذه الظاهرة، تمت مراقبة «ضغط الدم– blood pressure» لدى جميع المرضى البالغ عددهم 19084 مريض على مدار 48 ساعة على الأقل مرة واحدة في السنة، تم وضع المرضى في مجموعتين عشوائياً، إحدى المجموعات تناولت جرعة كاملة من الأدوية في الصباح، بينما تناولتها المجموعة الأخرى في وقت النوم.

نتائج الدراسة

راقب الباحثون ما حدث للمرضى على مدار ست سنوات في المتوسط، وكانت النتائج على الشكل التالي: بحلول نهاية الدراسة توفي 1752 مريضًا بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، بعضهم أصيب بنوبة قلبية، آخرون عانوا من قصور في القلب أو سكتة دماغية، احتاج مرضى إزالة شرايينهم. أيضًا أظهرت النتائج أن المرضى الذين يتناولون دواءهم المضاد لارتفاع ضغط الدم بشكل روتيني في وقت النوم، مقارنةً بوقت الاستيقاظ، لديهم ضغط دم أفضل، وكانوا أقل عرضة بنسبة 44 في المائة للإصابة بنوبة قلبية و 66 في المائة أقل من خطر تطور أمراض القلب.
حتى عند أخذ العوامل التي من المحتمل أن تؤثر على النتائج في الاعتبار، مثل مستويات الكوليسترول في الدم، بقيت النتائج صحيحة.

آراء العلماء

أشار الخبراء أن ارتفاع ضغط الدم بشكل ثابت أثناء النوم يكون غالبًا مؤشرًا أكبر على خطر الإصابة بأمراض القلب.

قالت فانيسا سميث، من مؤسسة القلب البريطانية: “على الرغم من أن هذه الدراسة تدعم النتائج السابقة في هذا المجال، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث بين المجموعات العرقية الأخرى وعلى أنواع مختلفة من الأدوية، لإثبات حقًا ما إذا كان تناول أدوية ضغط الدم في الليل أكثر فائدة لصحة القلب والأوعية الدموية”.

حول الإرشادات والنصائح

حتى الآن، ينصح الأطباء المرضى بتناول الأدوية في الصباح بمجرد استيقاظهم، لاعتقادهم أن خفض مستويات ضغط الدم في الصباح أمر بالغ الأهمية لمنع حدوث أمراض القلب والأوعية الدموية، ولكن لا يوجد دليل لدعم هذا الأمر.
الإرشادات الحالية لم تعطي نصائح حول الوقت الأفضل لتناول أدوية ارتفاع ضغط الدم.
إذا كنت تتناول حاليًا دواءً لضغط الدم، من المهم مراجعة طبيبك أو الصيدلي قبل تغيير الوقت الذي تتناوله، لأنه قد يكون هناك أسباب محددة لقيام طبيبك بوصف الدواء في الصباح أو الليل.

نمط حياتك وضغط الدم

يحدث إجراء بعض التغييرات على نمط حياتك أيضًا اختلافًا في ضغط الدم، والتي تشمل:

  1. تناول الفاكهة والخضروات بشكل يومي.
  2. قلل من كمية الكحول التي تشربها.
  3. الابتعاد عن التدخين.
  4. فقدان الوزن -إذا كنت تعاني من السمنة- .
  5. ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم.
  6. قلل من كمية الملح في نظامك الغذائي.

سيحتاج معظم الأشخاص إلى تناول أدوية فقط في حالة عدم القيام بتغيير نمط الحياة.

أخيرًا

يشجع العديد من الأطباء المرضى على التحكم في ضغط دمهم من خلال مراقبة أنفسهم بشكل منتظم، خاصةً إذا كانت لديهم قراءة عالية في الماضي.
يمكنك شراء آلات لقياس ضغط الدم؛ هناك مجموعة واسعة متاحة، بإمكانك طلب المساعدة من الصيدلي أو طبيبك للقيام بهذه الخطوة.

المصدر: dailymail

bbc

Exit mobile version