الحدائق المعلقة لغز يشغل علماء الآثار

من منّا لم يسمع من قبل عن عجائب الدنيا السبع القديمة وحدائق بابل المعلقة؟ والتي تعدُّ لغزًا حتى اليوم، إذ لا يزال الخبراء يناقشون ما قد يعنيه مصطلح معلق. كيف كان شكل الحدائق؟ وما آليّة الري المتّبعة؟ باختصار هل وجدت أصلًا؟

الحدائق المعلقة في النصوص اليونانية والرومانية

وصفت العديد من النصوص اليونانية والرومانية صورًا حيّةً لحدائق بابل المعلقة. على الرغم من أنّ بعض المصادر اختلفت حول من قام ببنائها، إلّا أنّها اتّفقت حول موقعها بالقرب من القصر الملكي، وأنّها بنيت على مصاطب حجريّة. نتيجةً لذلك رجّحوا أنّهم استخدموا مواد مثل القصب والقار والرصاص لمنع تسرّب مياه الري من خلال المصاطب. كما وصفوا النباتات الخصبة المتنوعة بأنها تساقطت مثل الشلّالات على مدرّجات الحدائق التي يبلغ ارتفاعها 23م. وانتشرت كذلك التماثيل والأعمدة الحجريّة الشاهقة.

وقيل أنّ الملك البابلي نبوخذ نصّر الثاني بنى الحدائق المعلقة في القرن 6 ق.م كهديّة لزوجته التي كانت تحنُّ إلى موطنها في بلاد فارس.

تصور تخيلي لحدائق بابل المعلقة

وأمضت مجموعة من علماء الآثار الألمان عقدين من الزمن في مطلع القرن ال20 في محاولةٍ لاكتشاف أعجوبةٍ قديمة دون أن يحالفهم الحظ. وهو ما دفعهم في نهاية المطاف إلى الشك حول إمكانيّة وجودها من الأساس. [1][2]

الحدائق المعلقة في بابل

كشف عالم الآثار الألماني «روبرت كولدفاي-Robert Koldewey» عن هيكل قوي في الزاوية الشمالية الشرقية من القصر الجنوبي في بابل. وهو عبارة عن سلسلة غير مألوفة من الغرف والخزائن. ويتّخذ الموقع شكل المستطيل (30×42) م2 وأرضيّته أخفض من أرضيّة القصر. ويحتوي على 14 غرفة متماثلة (2.2×3) م2، موزّعة على جانبي ممر ضيق. وقد صُنعت الغرف من الحجر المنحوت ممّا جعلها أكثر مقاومةً للرطوبة من الطوب الطيني. وشكّلت جدرانها السميكة البنية المثالية لدعم البنية الفوقيّة. إضافةً إلى ذلك فقد عثر على بئر مع 3 فتحات في إحدى الغرف الوسطى، ووضعت طبقة سميكة من التربة على أسقف هذه الغرف. ورجّح الخبراء أنّها وضعت لأغراض زراعيّة، لذلك يعتقد البعض أنّها ربّما كانت جزءًا من البنية التحتيّة للحدائق المعلقة.[3]

أمّا اليوم فيتّفق معظم العلماء أنّ الهيكل كان على الأرجح مستودعًا، إذ عثروا في الموقع على عدّة جرار تخزين. لكن أقوى دليل هو وجود لوح مسماري يعود تاريخه إلى زمن نبوخذ نصّر الثاني، يحتوي على تفاصيل عن توزيع الزيت والحبوب والتوابل وغير ذلك.[4]

البحث عن إجابات

واجه الخبراء نقصًا كبيرًا في الأدلّة الوثائقيّة والأثريّة المتعلّقة بالحدائق المعلقة. لهذا السبب اختار بعضهم إعادة صياغة جذرية للبحث عنها، أي ماذا لو لم تكن الحدائق المعلقة في بابل على الإطلاق؟

لا تعتبر هذه الفرضية مستحيلة كما تبدو لأوّل وهلة. حيث أنّ المصادر اليونانية والرومانية التي تشير إلى الحدائق المعلقة تميل إلى تقديم تفاصيل تاريخية متشابكة مع الأساطير والخرافات. وفي روايتها عن حضارات بلاد الرافدين غالبًا ما تخلط بين آشور وبابل. على سبيل المثال؛ يحدّد المؤرّخ اليوناني ديودور موقع مدينة نينوى الآشورية قرب نهر الفرات بينما تقع المدينة على ضفاف نهر دجلة. وفي فقرة أخرى يصف أسوار بابل بوجود مشهد صيد -الملكة تقذف رمحًا على نمر، وزوجها بالقرب منها وهو يرمي رمحه على أسد- ولكن لم يُعثر على مشهد صيد كهذا في بابل. بالمقابل يتوافق المشهد مع نقوش الصيد الآشورية المحفورة على جدران القصر الشمالي في نينوى. [4]

حدائق نينوى المعلقة؟

تناقش عالمة الآثار «ستيفاني دالي-Stephanie Dalley» في دراسة حديثة أن الملك نبوخذ نصّر لم يبنِ الحدائق المعلقة، بل بناها الملك الآشوري سنحريب على بعد 483 كم شمال بابل في نينوى. وتعتمد دالي في أطروحتها على سجلّات حكم الملك سنحريب التي وُجدت منقوشةً على أحجار، ويصف فيها حديقته العالية التي تحاكي جبال الأمانوس. واكتشف العلماء بالقرب من مدينة الموصل أدلّةً على وجود نظام قناة واسعة لنقل المياه من الجبال مع نقش للملك سنحريب. وعلى عكس المناطق المسطّحة المحيطة ببابل، فقد جعلت التضاريس الأكثر وعورةً حول العاصمة الآشورية تحدّيات رفع المياه إلى الحدائق أسهل بكثير. [1]

علاوةً على ذلك، عثر المنقّبون على نقش يعود لزمن الملك آشور بانيبال -حفيد الملك سنحريب- يصف حدائق ذات أشجار موزّعة عبر منحدر، وتتدفّق المياه من قناة لتغذية سلسلة من القنوات المملوءة بالأسماك. وتعزّزت هذه الفرضية بسبب سمعة الملك سنحريب في مجال الابتكار الهندسي، حيث تذخر المحفوظات في عهده بالإشارة لأنظمة الري البارعة التي ابتكرها.[4]

فإذا ما كانت هذه الفرضية صحيحة فستحلّ لغزًا أثريًا كبيرًا. ولكنّنا لا نستطيع الجزم حتى الآن بموقع الحدائق المعلقة. وأنت هل تعتقد بأن الحدائق موجودة بالفعل، أم ليست سوى سراب تاريخي؟

المصادر

  1. History
  2. Britannica
  3. ResearchGate
  4. National geographic

كيف تميزت العمارة الآرامية وما أهم خصائصها؟

لعل أوّل ما يتبادر إلى ذهنك أثناء التحدّث عن عمارة الحضارات القديمة لبلاد ما بين النهرين (بلاد الرافدين) هي العمارة السومرية، أو ربّما الآشورية، أو البابلية. ولكن هل سمعت من قبل عن العمارة الآرامية؟ اعتقد الخبراء سابقًا أنَّ منطقة سوريا كانت ملتقىً للصراعات والنزاعات بين الحضارات، أو أنّها خضعت لسيطرة حضارات قوية كالآشورية مثلًا. ولكن مع ازدياد التنقيبات الأثرية والحفريات، اكتُشفت معلومات جديدة سلّطت الضوء على أهمية حضارات وشعوب سكنت المنطقة. وأسّست كذلك مراكز إدارية مستقلّة، وعلى سبيل المثال العموريين والكنعانيين والآراميين. فمن هم الآراميون وكيف بنوا حضارتهم؟

الصعوبات التي تواجه علماء الآثار

يواجه علماء الآثار في الواقع صعوبات أثناء دراسة العمارة الآرامية. وذلك نتيجة عدّة أسباب ومنها : تعايش الآراميين مع شعوب «الحيثية الجديدة-Neo Hittite/luwianor ». ففي بعض الأحيان يصعب تحديد ما إذا كان أصل النخب آراميًا أو حيثيًا جديدًا. أما سياسيًا فقد كان العالم الآرامي مجزّأً إلى عدد من الممالك الصغيرة نسبيًا، بعضها حضري وبعضها الآخر لا يزال بدويًا. فلم يكن هناك قط مركز سياسي أو ثقافي على وجه التحديد. إضافةً إلى صعود النفوذ الآشوري، فقد غزت الإمبراطورية الآشورية العديد من الممالك الآرامية. ومن ناحية أخرى تمّ الكشف عن القليل من آثار العمارة الآرامية حتى الآن. والتي تثير العديد من التساؤلات حول هويّتها وكيف ومتى تطوّرت. [1]

آرام والممالك الآرامية

ظهرت أوّل إشارة حقيقة إلى آرام في القرن 14 ق.م، من نص فرعون الدولة المصرية الحديثة وهو أمنحتب الثالث. ويشهد على منطقة تقع في شمال ووسط سوريا. أما بالنسبة للنصوص الآشورية ففي القرن 11 ق.م ظهر مصطلح آرام في ارتباط مع مجموعات الأخلامو أي البدو الرحّل. وتشير النصوص إلى منطقة تقع بين الخابور والفرات وحتى أبعد من ذلك. وفي القرن 8 ق.م تم ذكر آرام العليا والسفلى، وتشير هذه المصطلحات على الأرجح إلى منطقة جغرافية يبدو أنها تغطي تقريبًا حدود سوريا الحديثة. وفيما يتعلق باسم آرام فمن بين الاقتراحات الأكثر قبولًا هو أصل مشتق من الجذر السامي رومو ومعناه أن يكون عاليًا. ويفسّر اقتراح آخر للاسم بأنه جمع تكسير ويعني الظباء البيضاء، أو الثيران البرية.

تعد الآرامية واحدة من تحالفات القبائل التي تتحدث لغة سامية شمالية (الآرامية). وازدهرت في العصر الحديدي وشكّلت عدّة ممالك اشتركت في نفس اللغة والدين والتنظيم الاجتماعي. ومن هذه الممالك مملكة بيت عديني جنوب كركميش، ومملكة بيت بخياني وعاصمتها غوزانا (تل حلف)، وسمآل في تركيا، وبيت أجوشي في حلب، ومملكة آرام دمشق، وآرام حماة، وغيرها من الممالك.

وشهدت سنة 720 ق.م نهاية استقلال الممالك الآرامية في الغرب على يد الآشوريين. بينما حافظ الآراميون على طول نهر دجلة السفلي على استقلالهم لفترة زمنية أطول. وفي عام 626 ق.م انضمّت الممالك الآرامية إلى سيطرة الدولة البابلية الجديدة. [2][3]

كيف صمّم الآراميون مدنهم؟

لا تفي جميع المواقع الآرامية بالمعايير الحديثة للمدينة. وبالرغم من ذلك يمكن تعريف عواصم الممالك الآرامية بأنها مدن حقيقية بالمعنى الحضري. ويمكننا تمييز نوعين من المدن الآرامية، أوّلًا تلك التي لها تاريخ استيطاني طويل حتى قبل قدوم الآراميين مثل دمشق، وحماة، وهازرك أي تل آفس اليوم. وثانيًا تلك المواقع التي أسّسها الآراميون حديثًا أو على الأقل أعادوا تأسيسها، وأبرزها سمآل وغوزانا وأرباد وغيرها من المدن أيضًا.

تقع مدينة غوزانا بالقرب من الحدود التركية السورية، وصمّمت بشكل مستطيل. يحدّها شمالًا أحد فروع نهر الخابور وخندق، بينما قد حصّنها الآراميون بجدار من الطوب الطيني في جوانبها الأخرى. وعمومًا تُقسم المدينة إلى جزئين، الجزء الشمالي المحصّن المتمثِّل بالقلعة ومدينة سفلى ممتدّة إلى الجنوب. ولا يكاد يعرف أي شيء عن اصطفاف الشوارع في غوزانا وعن مواقع بوابات المدينة. [1][4]

ولم يتم تحديد أي مدينة آرامية أخرى ذات تصميم مستطيل حتى الآن، وقد يكون ذلك نتيجة الأدلّة الأثرية الضئيلة. من ناحية أخرى، أظهرت على الأقل 3 مدن آرامية مهمّة، والتي تقع غرب التأثير الآشوري تصميما دائريا أو نصف دائري، مثل سمآل وأرباد وتل برسيب. فمدينة سمآل مثلًا لها شكل دائري شبه كامل ب 3 بوابات تبعد كل منها عن الأخرى بمسافة منتظمة. وتمركزت المباني العامّة وهي القصور داخل القلعة الحصينة، حيث تقع في وسط المدينة. وبناءً على ما أظهر التنقيب الأخير فقد خطّط الآراميون الشوارع بشبكة منتظمة من الشوارع الشعاعية متّحدة المركز.

صورة لمخطط المدن الآرامية سمآل وغوزانا/تل حلف وتظهر بها القلعة المحصنة

وبشكل نهائي يمكن ملاحظة مجموعة متنوعة من المدن الآرامية تتشابه معظمها بوجود قلعة محصّنة بقوّة. وتقع القلعة في معظم الأحيان على أطراف المدينة على مقربة من ضفّة النهر، وبالتالي اتصلت مباشرةً بإمدادات المياه، واستثنيت من ذلك سمآل، وربما يرجع سبب ذلك إلى عدم وجود مجرى مائي متاح. [1]

التحصينات في العمارة الآرامية

أجبرت الصراعات العسكرية الدائمة بين الممالك الآرامية، والتهديد المتزايد من توسّع الإمبراطورية الآشورية ؛ المدن الآرامية أن تكون محصّنة بشدّة. فحصّن الآراميون مدينة سمآل على سبيل المثال بجدار مزدوج مع أساسات من الحجارة البازلتية، إضافةً إلى خندق مائي. إذ يبدو أن الخنادق كانت جزءاً لا يتجزّأ من أنظمة التحصين في العمارة الآرامية. في المقابل كان لغوزانا جدار واحد فقط، والذي بني من الطوب الطيني بالكامل.

وبما أنّ المدن الآرامية والحيثية الجديدة كانت محاصرة أكثر من المدن البابلية والآشورية، فإنّ بواباتها حُصّنت بقوّة أكبر. ففي حين أن بوّابات آشور وبابل كانت واسعة للغاية مع ممرّات محورية مستقيمة، والتي أعطت بدورها رؤية مباشرة من الخارج إلى وسط المدينة. كانت البوابات الآرامية أقل اتساعًا بكثير. ومن أجل تعزيز الأمن، فقد فُضّل الوصول إلى الداخل عبر محور منحنٍ. كما أجبرت الحوائط الموجودة أمام البوّابات أي متسلّل على الاقتراب من الأمام بزاوية حادّة، وبالتالي اختلف المحور البصري أيضًا.[1]

ما هي القلاع في العمارة الآرامية؟

تعرَّف القلعة لدى الآراميين بأنّها منطقة مرتفعة داخل المدينة، تُفصل عن القطّاع السكني من خلال ارتفاعها وتحصيناتها القوية. كما يقيَّد الوصول إلى القلعة من قبل سكان المدينة السفلى. يدل هذا على وجود تفرقة، سواءً كانت ذات طبيعة عرقية، أو دينية، أو اجتماعية. وعلاوةً على ذلك، فقد أوحت القلاع بسبب خصائصها بوجود نخبة تسيطر على المدينة وأراضيها. وبُني للقلعة في أغلب الأحيان بوّابة واحدة من جهة المدينة السفلى، وبوّابة أخرى على ضفّة النهر. يرجّح العلماء أنّها وضعت بمثابة ممر سرّي للهروب أثناء الغزوات الخارجية، أو الثورات الداخلية. فقد حدثت ثورات عدّة خاصّةً أثناء السيطرة الآشورية.[1]

قُسّمت القلاع عمومًا إلى منطقتين، يفصل بينهما جدار داخلي. فإذا عبر زائر قادم من المدينة السفلى بوابة القلعة فسيصل أولًا إلى المنطقة الخارجية من القلعة. وعليه أن يعبر بوابة ثانية ليصل إلى المنطقة الداخلية. ونلاحظ هذا النمط في غوزانا، إذ فصلت بوابة العقرب بين القسمين. كذلك الأمر في سمآل وحماة وغيرها. [1][4]

قصور العمارة الآرامية

تميّزت القصور لدى الآراميين بالبساطة، ورغم ذلك فقد أثّرت بعض عناصرها بشدّة على الآشوريين. وصمّمت عادةً بهيكل داخلي ثلاثي. إذ يقع المدخل الضخم بشكل عام من جهة واحدة، ويميّزه عمود بارز. ويتيح الوصول إلى قاعة المدخل التي يحيط بها عادةً برجين كالغرف المربّعة. وبالقرب منها تقع القاعة الرئيسية في الوسط، والتي يفترض أنها قاعة العرش. وتتموضّع خلفها صف من الغرف الصغيرة، والتي تمثّل الجزء الأخير من المجموعة الثلاثية. [1]

لا يوجد دليل حتى الآن على الزخارف واللوحات الداخلية. أما بالنسبة للواجهات الخارجية فغالبًا ما زيّنوها بنقوش على البازلت أو الحجر الجيري. وقد عُثر في غوزانا على قصرين في القلعة، القصر الغربي والقصر الشمالي الشرقي. وبينما كان الأوّل مزخرفًا على نطاق واسع بتماثيل مميّزة وضخمة تقدّمت المدخل، ولوحات منحوتة وضعت على طول الواجهات الجنوبية والشمالية على شكل نقش للحاكم الآرامي كابارا. إلا أن القصر الشمالي الشرقي افتقر هذه الزخارف. ويرجّح بعض الخبراء أنّه كان بمثابة مسكن للحاكم كابارا. [4][1]

مدخل القصر الغربي في غوزانا، وكان قد نُقل إلى المانيا وهناك قد تضرر بشدة بعد القصف البريطاني
تصور لقصر كابارا في قلعة مدينة غوزانا

المعابد والدين في الممالك الآرامية

من المثير للدهشة أنّه لم يظهر حتى الآن أي معبد كالزيقورات في المدن الآرامية الرئيسية. ولا ندري أهذه مصادفة أثرية أو انعكاس لسياسة دينية آرامية محدّدة، وما يزال هذا الموضوع قيد النقاش. بغض النظر عن اختلافات تصميم المعابد فقد اشتركت بعناصر معيّنة، إذ ضمّت عددا محدّدا من الغرف فقط.، فخَلَت من أي تعقيد داخلي. أظهرت المعابد الآرامية صرامةً ومحورًا بصريًّا مباشرًا، من الخارج إلى الحرم ومنه إلى الضريح. إضافةً إلى السمة الرئيسية التي تمثّلت برواق مفتوح، مما يشير إلى شفافية مماثلة لتلك الموجودة في القصور الآرامية. أما بالنسبة إلى مواقع المعابد، فقد تنوّعت بشدّة، فمنها ما وقع خارج المنطقة الداخلية ضمن القلعة، ومنها ما شُيّد في أراضٍ معزولة. ويعتقد بعض الخبراء أن هذه الاختلافات تعكس وظيفة المعابد. [1]

حفر المنقّبون المعبد الغربي في قلعة تل آفس. وقد امتدّ بطول 32 م من الشمال إلى الجنوب، ووضع مدخل المعبد في الجهة الجنوبية ضمن عتبة تبلغ 8.5 م. وأحيط المدخل ببرجين جانبيين، وقد تضرّر الجزء الداخلي من المعبد بشدّة. عُثر في المعبد على حجر بازلت، إضافةً إلى أقماع وفخاريات منقوشة، لم تتضح هويتها بعد. لكن يرجّح أنّها زخرفة جدارية للواجهات الخارجية، ربّما وضعت أيضًا كوظيفة إنشائية بحيث تستعمل لجمع مياه الأمطار، ومنعها من السقوط مباشرةً على قاعدة الجدران. [5]

تصور ثلاثي الأبعاد لمعبد تل آفس، صنعه c.Alvaro وحقوق الصورة تعود ل Archivio Missione Archeologica a Tell Afis

تم تخصيص معابد مميزة لعبادة الأسلاف في العمارة الآرامية. نجد منها غرفة العبادة في مدينة غوزانا السفلى، وهي غرفة طويلة بها دهليز و 3 غرف صغيرة مجاورة. وعلى الرغم من عدم حفر أبنية مماثلة حتى الآن ،إلا أن هناك أدلّة واضحة على وجود عبادة مماثلة في مدن آرامية أخرى. [1][4]

كيف دفن الآراميّون موتاهم؟

اكتشفت في غوزانا عدد من المباني الشبيهة بالمصلى، يتكوّن كل منها من غرفة أو اثنتين. احتوى اثنان منها على تماثيل ضخمة تصوّر نساء يجلسن ويمسكن الكؤوس في أيديهن اليمنى، وارتبط هذا النوع من التماثيل بالأسلاف، فقد كان له بالفعل تقليد طويل في سوريا في ذلك الوقت. واكتشف أسفل أحد هذه التماثيل جرّة تحتوي على العظام المحروقة للموتى، وبعض السلع الفاخرة أيضًا. ومن المثير للاهتمام التغيير الجذري لعادات الدفن مع تأسيس المدن الآرامية، حيث استبدل الآراميون الدفن بحرق الجثث. وما يزال السبب وراء ذلك مجهولا. [4]

التماثيل المكتشفة في غوزانا (تل حلف)

أسئلة كثيرة

مع الاكتشافات المستمرّة للآثار المبنية والوثائق المكتوبة، نجد نفسنا نقف أمام حضارة عريقة بلا شك. رغم أننا لا نعلم عن عمارتها الكثير، إذ هناك تساؤلات عدة ننتظر أن تقدّم لنا الحفريات عنها مزيدا من المعلومات والأجوبة في أقرب وقت ممكن.

المصادر

  1. academia
  2. oxford bibliographies
  3. Britannica
  4. universität Bern
  5. research gate

القوانين القديمة وفجر الضمير البشري

أين وجد أقدم تدوين للقانون؟

على الرغم من اكتشاف الآلاف من الألواح المسمارية في مواقع عديدة من الشرق القديم، لم يعثر حتى الآن على «مدونة قانونية-law code».
على غرار المدونات القانونية المكتشفة في بلاد ما بين النهرين (مدونات أور نمو وليبت عشتار وحمورابي). وينطبق ذلك على الأرشيفات السورية القديمة، كأرشيفات (ممالك ماري وأوغاريت وألالاخ) أو غيرها من الأرشيفات التي تحتوي على مجموعات خاصة أو قليلة من القوانين. [1]

وقد تم اكتشاف أقدم مدونة في العالم في الأرشيف الملكي الإيبلائي والتي تعود إلى حوالي عام 2400 ق.م. احتوت المدونة على حالات وتطبيقات من «قانون الدعوى أو السوابق القضائية -Case Law » بالإضافة لوجود قواعد قانونية تسجل القانون العام في المملكة. [2]

وذكرت البعثة الأثرية الإيطالية وعلى رأسها «باولو ماتييه-Paolo Matthiae» أن أهم ما وجد في أرشيف إيبلا هي النصوص التاريخية والنصوص القانونية. حيث يوجد في الأرشيف بعض المعاهدات الدولية وعقود البيع والشراء. [3]

الوثائق القانونية في ممالك سورية القديمة

تعددت الآثار المادية القانونية المكتشفة في سورية القديمة، لأنها كانت موضع أقدم تدوين للقانون في التاريخ المكتوب. ومن الجدير بالذكر أنه قد تم نشر أقدم لوح مسماري قانوني سوري في عام1897 م [4]. كما تدل الوثائق على أن أقدم دليل على وجود مدارس للقانون قد عثر عليه في إيبلا من الألف الثالث ق.م. حيث سمح للنساء أيضاً بالدخول إلى هذه المدارس، وكانت العدالة محط اهتمام الحاكم والمحكومين على حد سواء. وقد ورد في أحد رسائل مملكة ماري الموجهة لملكها أن “الحكم السعيد يشتمل على أيام العدل والمساواة”. وكان ابتعاد الملك عن العدل كافياً لخلعه في مملكة أوغاريت. [5]

الآثار المادية القانونية

الأختام المنقوشة

يعد استخدام الأختام في الشرق القديم عميق الجذور. فقد استخدم الناس الأختام المسطحة في البداية، ثم انتقلوا إلى استخدام الأختام الأسطوانية في النصف الثاني من الألف الرابع قبل الميلاد. وقد أدى الختم الغايات التي صنع من أجلها على مر الزمن وهي:

  • تمييز الملكية الشخصية والتعريف بالفرد أو المؤسسة
  • ختم الوثائق أو البضائع لضمان عدم العبث بها
  • ختم الاتفاقات بين الأفراد والمعاهدات بين الدول للتأكيد على شرعيتها، فكان استخدام الختم في هذا المجال بمثابة التوقيع. [6]

الكرات الطينية المختومة

أما الكرات الطينية فهي قطع صغيرة من الطين استخدمت كأختام للسلال والأواني والأوعية والجرار الفخارية. حيث يضغط مالك الآنية أو الوعاء بختمه على الطين الطري وبذلك يحمي ملكيته المودعة في المخزن من السرقة.

ويمكن اعتبار الكرات الطينية المختومة من أقدم الآثار المادية القانونية المكتشفة. فقد عثر على مئات من الكرات الطينية المختومة يعود تاريخها إلى أواخر الألف السابع قبل الميلاد (حوالي 6100ق.م). وتدل هذه الكرات على نظام متطور وقديم للإدارة. [7]

نبذة عن أقدم قوانين العالم القديم

قوانين مجتمع مصر القديمة ومحاكمة ماعت

تشير المخطوطات لدى قدماء المصريين على مدى أهمية النظام والقواعد الاجتماعية والقيم الأخلاقية العليا. ابتداء من قوى الطبيعة وحتى الشعائر التي على البشر أن يقيموها من أجل الآلهة. وإن أراد الملك حقاً أن يحافظ على التوازن، يكمن جوهر عمله أن يسعى ليعمل الناس بمقتضاها وأن يجعلهم يحترمونها. وتتضمن قوانين ماعت التي يعود تاريخها لحوالي 2500 قبل الميلاد على 42 قانوناً أشبه بالوصايا. يحاكم المتوفى بتلك الوصايا في محكمة العالم الآخر عما اقترفه من أعمال في حياته السابقة. القوانين تشير إلى الضوابط الأخلاقية واحترام الغير والرشوة والسرقة. وتعتبر نموذجاً لمحكمة مدنية لتحقيق الانضباط والعدل في المجتمع. [8]

قانون أور نمو أقدم القوانين في بلاد الرافدين

كان الملك السومري أور نمو مؤسس أول شريعة قانونية في التاريخ التي سبقت شريعة الملك البابلي حمورابي (2050-2100 ق.م).

لقد أدرك أور قوة المعتقدات الدينية في التأثير على السلوك الشخصي ولذا قدم قوانينه على أنها واردة من الآلهة. وقد تضمنت 57 قانوناً كتبت على ألواح من الطين، وتم اكتشاف العديد منها. وتمكن العلماء من إعادة صياغة وترجمة هذه القوانين، وكانت بدايتها بإقامة العدل والقضاء على الفساد. كما تضمنت أيضاً المسائل الاجتماعية والجنائية، كالطلاق والقتل والاغتصاب وفرض عليها العقوبات والغرامات بحسب كل جرم تم اقترافه. [9]

المصادر:

1. Raymond, Westbrook. Social Justice and Creative Jurisprudence in late Bronze Age Syria. 2001.

2. Stephanie, Dally. Mari and Karana- two old babylonian cities. 2002.

3. Akkermans (Peter), and other. Investigating the Early Pottery Neolithic of Northern Syria : New evidence from Tell Sabi Abyad. s.l. : American Jornal of Archaeology, 2006.

4. كونه (هارتموت). الأختام الأسطوانية قي سورية بين 3300-330 ق.م. [المترجمون] قاسم طوير علي أبو عساف. برلين : جامعة توبنغن, معهد اللغات الشرقية القديمة.

5. الفاروقي(حارث). المعجم القانوني. بيروت : مكتبة لبنان، 1982.

6. Bonneterre, (Daniel). The structure of violence in the kingdom of Mari. 1995. p. 15.

7. السواح (فراس). موسوعة تاريخ الاديان. . : دار علاء الدين للنشر والتوزيع، 2004.

8. Mark, Joshua J. https://www.worldhistory.org/Egyptian_Religion/. World History Encyclopedia. [Online] January 20, 2016.

9. —. https://www.worldhistory.org/Ur-Nammu/. World History Encyclopedia. [Online] June 16, 2014.

تاريخ عمارة البابليين

مراحل ازدهار البابليين

تميزت الفترة التي أعقبت انهيار الدولة السومرية بالصراعات المستمرة بين البابليين والآشوريين. وتأخر تطور بابل كمدينة رئيسية بحسب مقاييس مدن بلاد الرافدين. وأنشئت في عام1894 ق.م وازدهرت لأول مرة في عهد الملك حمورابي. وتُعرف تلك الفترة بالعصر البابلي القديم 1595-1894 ق.م. ثم عادت بابل إلى كونها ممالك من مدن صغيرة بعد موت حمورابي ولعدة قرون. ثم ازدهرت من جديد تحت حكم نبوخذ نصر وتعرف تلك الفترة بالعصر البابلي الحديث 530-646 ق.م. وغطّت بابل مساحة 10 كم2 تقريبًا، وأصبح لدى البابليين أكبر مدينة في العالم القديم. [1]

عمارة مدينة بابل

تقع بابل جنوب بغداد في العراق، وتعد الأشهر بين جميع المدن البابلية. ويمتد الموقع على مساحات واسعة ولم يُنقب كلُّه حتى الآن. ويحاول علماء الآثار تسهيل فهم مخططات المدن من خلال إعادة بناء العناصر الناقصة وخاصةً شبكة الشوارع. وتعد معرفة تشكّل شبكة الشوارع نقطة أساسية في النقاش حول إذا ما تأسست المدينة نتيجة تخطيط بشري أو تنمية عضوية.

ولاحظ العلماء ما أثار دهشتهم وقلقهم حول المخططات المنشورة لبابل. حيث فشِلت دائمًا في تذكر الحالة الراهنة للمدينة عندما قارنوها مع مجمل الأدلة المتوفرة سواءً كانت الأثرية أو النصية.

اخترق نهر الفرات المدينة، ولكن تحوَّل مجراه مع مرور الزمن إلى الغرب ممّا جعل من الصعب الوصول إلى بقايا الآثار في الجزء الجنوبي الغربي للمدينة. [2]

أحيطت المدينة بسورين، تراوح محيط السور الخارجي بين 20-18 كم وصنع من ثلاثة أجزاء، وبنوه باللبن والقرميد. بينما تكوّن السور الداخلي من جدارين، الأول داخل المدينة بسمك 6.52 م، والثاني أصغر بسمك 3.72م.

وبنوا خندق، يحتوي الجدار الداخلي على ثماني بوابات أدَّت إلى المدينة. [3] وخطط البابليون الشوارع ضمن شبكات موازية لنهر الفرات. [1] وانتهت شوارعهم المتعامدة عند بوابات المدينة. وارتفع مستوى المساكن عادةً عن مستوى الشارع وذلك بسبب بنائها على مصاطب من اللبن. وعُثر على ثلاثة قصور على أطراف المدينة. [3]

بينما بنى البابليون المعبد الرئيسي مع الزيقورة في مركز المدينة، وتوزعت أربعة معابد في النصف الشرقي للمدينة. ونظموا شبكة من القنوات لري الأرض ويعود بعضها إلى زمن حمورابي الملك. [1]

بوابة عشتار وشارع المواكب

شُيّدت بوابة عشتار كمدخل رئيسي لمدينة بابل حوالي عام 575 ق.م واستخدموا الطوب المشوي. [4] وأصبحت ثامن بوابة محصنة في المدينة وبلغ ارتفاعها أكثر من 12 م. وكانت البوابة نفسها مزدوجة وبنوا على جانبها الجنوبي حجرة انتظار كبيرة. [5]

زين البابليون بوابة عشتار بطبقة من المينا (الخزف) ذات اللون الأزرق الزاهي. وتخللته رسومات بارزة من الخزف الأصفر ومثّلت حيوانين اسطوريين وهما تنين الأفعى وثور الإله حدد. وأعيد تركيب البوابة بصعوبة واستغرقت سنوات طويلة بسبب قلة توفر بقايا الخزف الأصلية. وتوجد حاليًا في متحف الشرق الأدنى في برلين. [4]

أدت بوابة عشتار إلى بيت آكيتو وهو معبد صغير وقع خارج المدينة شمالًا. [1] وخصصوه للاحتفال برأس السنة لدى شعوب بلاد الرافدين وتحتفل به هذه الشعوب حتى الآن في الواحد من نيسان. ومر من خلال البوابة أفخم الطرق في تلك الفترة وهو طريق المواكب. ورصفوه باستخدام القرميد الأحمر والحجر الجيري الأبيض. [3]

وزين البابليون جانبي الطريق بأسود من الخزف. وتشير التقديرات إلى وجود 120 أسدًا على طول الطريق، ولم تصنع جميعها في الوقت نفسه. ولاحظ العلماء أيضًا ارتفاع مستوى الطريق أكثر من مرة. وربما قد عاملوا الصفوف الدنيا على أنها رسومات تجريبية لأنها كانت موضوعة بشكل غير منتظم. [5]

تنين الأفعى وثور إله الطقس حدد من بوابة عشتار

اختلاف المساكن بين الفترة البابلية القديمة والحديثة

ازداد حجم المساكن بوضوح بين الفترة البابلية القديمة والحديثة. وهذا يدل على وجود درجة غير مسبوقة من التفاوت الاجتماعي في الفترة الحديثة.

وتراوحت مساحة المساكن المحفورة في الفترة البابلية القديمة بين 700-8.5 م2 بمتوسط مساحة 152 م2. وسببت مساحات المساكن الموثقة نصيًا مشكلة حيث كانت أصغر بكثير من المساكن التي نُقِّبت. ورجح الخبراء سبب ذلك أن الوثائق الكتابية تصِف عادةً أجزاء من المساكن كالغرف الفردية أو الأجنحة بدلًا من كامل المسكن. ومن ناحية أخرى، تقاس مساحة المساكن المنقّبة أغلب الأحيان بمحيطها الخارجي. فشكلت الجدران من 40-30% من مساحة المساكن في الفترة البابلية القديمة، بينما شكلت 50% في الفترة الحديثة. وتفادى البابليون هذه المشكلة في الأحياء الأصغر والأكثر كثافة، حيث وفروا المساحات من خلال استخدام جدران مشتركة بين المساكن المتجاورة.

ولم يختلف المنزل البابلي عن المنازل التي سبقته. حيث ضم فناء مركزي أحيط عادةً بأجنحة من الغرف على جوانبه الأربعة. ويفتح المنزل على جناح دهليز منكسر، ليمنع الاتصال البصري المباشر بين الخارج والداخل. [6]

القصور البابلية

تميز العصر البابلي القديم ببناء قصور ضخمة، وشيدها البابليون باستخدام الحجر الجيري على الرغم من استمرار استخدامهم اللبن لبناء المعابد والزيقورات. وبنوا غرفة العرش في منتصف القصر عادةً وتوضعت الغرف حولها. وعُثر على غرفة اجتماعات شبه دائرية كبيرة ولها أدراج. [3]

ظهرت غرفة الاستقبال الرئيسية في العصر البابلي الحديث في الجانب الجنوبي من الفناء لتصبح موجهة على الشمال. [7]

وجد الباحثون قصران غرب بوابة عشتار، غطيا مساحة 16 هكتار. وأعاد الحكّام المتعاقبين بناء القصر الجنوبي في بابل بمساحة 200 × 310 م2، وضم مئات الغرف والملحقات الأخرى وخمسة أفنية. [3]

وبُنيت قاعة العرش في الفناء المتوسط بمساحة 17 × 42 م2 وتميزت الواجهة بالخزف المزيّن بصور الأسود وشجرة الحياة. ووجِدت ثلاثة مداخل مقوسة بعرض 6 م تشبه المداخل الآشورية. ولا يسمح عرض قاعة العرش بوجود عوارض غير مدعمة للسقف، ولم يتم العثور على أي دليل لوجود أعمدة داخل القاعة. لذلك يعتقد البعض أن سقف القاعة كان قبة، ولكن لا يوجد دليل حتى الآن يؤكد ذلك. [7]

كما بنى البابليون قصر صيفي مربع الشكل 250 × 250 م2. وعرِف باسم جبل بابل وذلك بسبب ارتفاعه حيث بنوه على ارتفاع 18م فوق منسوب الشارع. وتألف جبل بابل من قاعتين رئيسيتين، الشرقية والغربية. وسكبوا أرضيته بمزيج من الجير والرمل والجص مع إضافات الألوان ممّا أعطته شكلًا فريدًا. [3]

المعابد البابلية

بنى البابليون معابدهم غالبًا كمعابد ذات فناء مع غرفة هيكل عريضة مع نهج المحور المباشر. وتعتبر غرفة الهيكل عريضة عندما يقع المذبح في منتصف أحد الجوانب الطويلة من الهيكل. ويتشكل المحور المباشر حينما يوضع المدخل الرئيسي للهيكل على خط مباشر مع المذبح. [7]

وأعيد بناء معبد عشتار ضمن ثلاث فترات زمنية وله شكل مستطيل مع فناء وضم 20 غرفة ملحقة به. ووجِدت ثلاثة مداخل غرب غرفة الهيكل ودعِّم المبنى من خلال بناء رصيف محيط من الطوب والقار لحماية الجدران الخارجية. [3]

الزيقورات وبرج بابل

لم يختلف مبدأ الزيقورات البابلية عن الزيقورات السومرية أو الآشورية. وشيّدت عادةً بقاعدة مربعة ويتم الصعود إلى المصاطب السفلى عن طريق الأدراج وإلى المصاطب العليا من خلال المنحدرات.

وبُني على ضفة نهر الفرات معبد «ايساغيلا-Esagila» وخصصوه للإله مردوخ. وارتبط بزيقورة على شماله يعتقد الخبراء أنها قد تكون برج بابل. وقاعدته مربعة 91 م توازي الاتجاهات السماوية ويرجح أنه كان بسبع مصاطب وارتفاعه الإجمالي يساوي قاعدته. [1]

صورة توضح مدخل مدينة بابل وأجزاء منها

ولكن لا تزال الشكوك قائمة حول مظهره، إذ يعتقد البعض أن مظهره العام كزيقورة تقليدية بينما وجدت وثائق كتابية تصف البرج كبرج فريد لم يكن له مثيل.

الجسور بين الآشوريين والبابليين

نادرًا ما عثِر على جسور في بلاد الرافدين. وبنى الآشوريون جسر حجري مزخرف في دورشاروكين وصل بين القلعة ومعبد نابو. بينما كشفت التنقيبات في بابل عن جسر حجري على شكل قارب يعبر الفرات ويربط بين جانبي المدينة. ولذلك يعتقد العلماء أن الجسور العائمة من القوارب ربما كانت أكثر شيوعًا من الجسور الثابتة. [7]

الحدائق المعلقة

تشير الكتابات اليونانية إلى حدائق بابل المعلقة، وهي تلة تحاكي تدرج المصاطب وتُغطى بالنباتات فوق بنية تحتية من الأقنية. واعتبروها في العصر الهلنستي واحدة من عجائب الدنيا السبع. [1]

وجد المكتشفون سلسلة فريدة من الحجرات في الزاوية الشرقية الشمالية من القصر الجنوبي. والمبنى مستطيل تقريبًا 30 × 42 م وأرضيته أخفض من أرضية القصر واحتوى على 14 غرفة متماثلة 2.2 × 3م. ووزعت هذه الغرف على جانبي ممر ضيق، وعثِر على بئر مع ثلاث فتحات بجانب بعضها البعض في واحدة من الغرف الوسطى. ووضعوا طبقة سميكة من التربة على أسطحها ويرجح أنها وضِعت لأغراض زراعية. [3] لذلك يعتقد البعض أنها ربما كانت جزءًا من البنية التحتية للحدائق المعلقة. في حين يعتقد البعض أن الحدائق المعلقة تقع خارج بابل حتى ويظن البعض أنها كانت تقع في نينوى وتعود للملك الآشوري سنحريب. وتستمر التكهنات بشأن موقعها الحقيقي وآليتها مع عدم وجود بقايا مؤكدة منها. [1]

صورة تخيلية لحدائق بابل المعلقة

وعلى الرغم من وجود العديد من التكهنات والتوقعات بشأن عمارة البابليين فلا تزال بلا شك تعكس عظمة الدولة البابلية وما قدمته من انجازات ساهمت في نمو الحضارات البشرية.

المصادر

  1. Britannica
  2. Research gate
  3. Research gate
  4. History
  5. Britannica
  6. Research gate
  7. Silo.tips
Exit mobile version