ما هي كنوز مقبرة توت عنخ آمون ؟

حكم الملك توت عنخ آمون في الأسرة الثامنة عشر من عصر الدولة الحديثة ، وكان في التاسعة من عمره عندما اعتلى العرش بعد وفاة نائب الملك أخناتون سمنخ كا رع. وكانت كنوز مقبرة توت عنخ آمون واحدة من العلامات الفارقة في تاريخ علم المصريات لما فيها. سنعرف في هذا المقال المزيد عن تفاصيل كنوز مقبرة توت عنخ آمون.

مقبرة توت عنخ آمون

كان توت عنخ آمون ضمن أشهر ملوك مصر القديمة؛ ليس بسبب فترة حكمه؛ بل بسبب مقبرته التي كشفت بكامل محتوياتها. حيث كانت هذه المقبرة مختبئة عن أعين اللصوص قديمًا وحديثا قبل يوم اكتشافها.
احتوت المقبرة على أكثر من 5000 قطعة أثرية من بين التماثيل والمجوهرات الرائعة والصناديق والقوارب المزخرفة والمركبات المفككة. كما احتوت أيضًا على علامات للحياة اليومية مثل أرغفة الخبز وقطع من اللحم، وسلال من الحمص والعدس والتمر وأكاليل من الزهور.

تاريخ اكتشاف المقبرة

بدأ فريق برئاسة عالم المصريات البريطاني هيوارد كارتر في حفر مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك بالأقصر. وكان ذلك في يوم 4 نوفمبر عام 1922، فوجدوا الخطوة الأولى من السلم. وفي اليوم التالي كشفوا الدرج بأكمله، وبنهاية نوفمبر تم الكشف عن غرفة الانتظار والخزانة وباب القبر نفسه. وفي يوم 26 نوفمبر، بعد إحداث ثقب صغير؛ رأى كارتر غرفة مليئة بالكنوز الذهبية.

كنوز الملك توت عنخ آمون

كان بالمقبرة العديد من كنوز الملك توت عنخ آمون المتنوعة المبهرة، والتي تعبر عن إبداع المصري القديم ومنها:

1. التابوت الذهبي


 

من كنوز توت عنخ آمون التابوت الذهبي. وهو عبارة عن وعاء يشبه الصندوق. يتكون التابوت من ثلاثة توابيت متداخلة لحمل جسد الملك. صُنع التابوتان الخارجيان من الخشب المغطى بالذهب المرصع بالأحجار شبه الكريمة مثل اللازورد والفيروز، أما التابوب الداخلي فكان مصنوعًا من الذهب الخالص.

2. القناع الذهبي

 قناع الموت الذهبي وهو إحدى أشهر كنوز توت عنخ آمون و يعد من روائع الفن المصري القديم. كان في الأصل موضوع على أكتاف المومياء داخل التابوت. وصوّر هذا القناع توت مرتديا غطاء الرأس المخطط؛ وهو غطاء كان يرتديه الفراعنة في مصر القديمة؛ مع الإلهة نخبت والإلهة واجيت لحماية جبينه.

كما ارتدى لحية مستعارة تربطه بصورة الإله، وارتدى طوق عريض ينتهي بأطراف على شكل رأس صقر. ظهر هذا القناع مغطى بتعويذة من كتاب الموتى ليستخدمها الملك في الطريق للحياة الآخرة. حيث تحميه التعويذة أثناء انتقاله إلى العالم السفلي.

3. مجوهرات الجعران

 تحتوي هذه المجوهرات على خنفساء الجعران، وهي مصنوعة من اللازورد. واللازورد هو حجر شبه كريم، لونه أزرق. وكان الجعران مقدسًا في مصر القديمة، فقد كان يرمز للإله خبري ذو وجه الجعران للشمس المشرقة؛ حيث مثّل الولادة من جديد.

4. الصندل الذهبي

هذا الصندل مصنوع من الذهب الخالص، وكان يستخدم في الجنائز. كان يوضع على قدمي الفرعون قبل أن يلف بشرائط من الكتان للتحنيط. وكانت تشبه الصنادل الجلدية والصنادل التي كان الملك يرتديها في الحياة الدنيا. كما ظهر دور حامل الصندل الفرعوني كأحد أهم المناصب في المجتمع المصري القديم.

وقد وجد مع الملك توت عنخ آمون في مقبرته حوالي 90 زوجا من الصنادل، المصنوعة من ورق البردي أو من الجلود.

5. الجسد الخالد

اعتقد المصريون القدماء أن الجسد ضروريًا في الحياة الآخرة، حيث يصبحون بعد الموت بمثابة آلهة. لذا وضعت أغطية من الذهب مثل تلك على أصابع اليدين والقدمين للحفاظ على شكلها. كما كان للذهب قيمة خاصة؛ لأنه مثل الآلهة المصرية القديمة لا يصدأ ولا يتغير ويستمر إلى الأبد.

6. رموز القوة الفرعونية


كان من بين كنوز توت عنخ آمون المحتال والمذبة كرموز أساسية للملكية في مصر القديمة. فقد كان محتال الراعي يمثل الملكية، والمذبة تمثل خصوبة الأرض. وعثرعليها داخل أغلفة مومياء توت عنخ آمون. كما أن العقارب المتقاطعة مصنوعة من الذهب والزجاج، بينما العصا والمذبة لهما قلب فضي.

7. الحماية الإلهية


كانت المجوهرات المتقنة المعروفة باسم الصدريات تشبه القلائد الكبيرة، وتم ارتدائها فوق الصدر، مثل الصقر الذهبي الإله حورس الذي حمل علامة الأبدية (شين) في مخالبه. حيث يعتقد أن الإله حورس هو الخالق والحامي للفراعنة.

8. التسلية والألعاب

بجانب الطعام والملابس والأسلحة، اكتشف الفريق العديد من الألعاب بما في ذلك لعبة السينيت للاستمتاع بها في الحياة الآخرة. وكانت سينيت لعبة شائعة في مصر القديمة بين كل طبقات المجتمع.

9. أدوات الصيد

استخدم الملك توت عنخ آمون هذه الأدرع، وقد كان أشهر تصوير لها في الاستخدام الخاص بها في صيد الطيور، وخاصة في منطقة الدلتا.

10. القوت الروحي

احتوت هذه الأوعية الخشبية على بطة محنطة، واحتوى بعضها أيضًا على قطع من لحم البقر والماعز، حيث عثر على حوالي 48 من مومياوات اللحوم في مقبرة توت عنخ آمون. وقد لفت قطع اللحم بالكتان، ووضعت داخل الأوعية لدعم الفرعون أثناء رحلته إلى العالم الآخر.

11. الموسيقى السحرية

مثلت هذه الآله الموسيقية جزءًا من كنوز توت عنخ آمون، والتي كانت تحمل باليد. يبلغ ارتفاعها حوالي 20 بوصة، واطلق عليها اسم السيستروم. وربما استخدمت خلال طقوس دفن توت عنخ آمون.

ولم تكن السيستروم مجرد آله موسيقية، بل لها معنى مقدس وديني لأنها مرتبطة بالإلهه حتحور وتحبها. كانت حتحور إلهه حامية للفراعنة بمعبد دندرة، حيث كان المغنون يعزفون موسيقى السيستروم. واعتقدوا أن الأصوات الهائلة التي تصدرها السيستروم تعيد الحياة إلى الجسد.

12. القلب فى الأواني الكانوبية

كانت عملية إزالة أعضاء الجسم الداخلية جزءًا حيويًا من عملية التحنيط. وكانت هذه الأعضاء تخزن في أواني كانوبية غالبًا ما كانت تحتوي على سدادات متقنة مثل هذه المصنوعة من الكالسيت.

كان القلب هو العضو الوحيد الذي يترك في الجسد دون إزالة؛ إإذ اعتقدوا أنه يتم وزنه في الآخرة مقابل ريشه ماعت رمز العدالة والحقيقة. وكان يعتقد أن الإله أزوريس هو من يحدد ما إذا كان المتوفي قد ارتكب أعمالاً صالحة على الأرض؛ وبالتالي يستحق حياة أبدية في الحياة الآخرة أم لا.

13. الدروع الخشبية

يصور هذا الدرع الخشبي، وهو واحد من ثمانية عثر عليها في ملحق المقبرة؛ آمون على هيئة أبو الهول. ويدوس آمون على أعدائه. كما يجلس صقر فوق تمثال أبو الهول، ليرمز لإله الحرب مونتو.

صمم الدرع لأغراض احتفالية وليس للمعارك أي كان رمزيًا فقط. كما صور الدرع الفرعون كقائد قوي يحمي مصر من الفوضى بطرد أعدائهما.

14. أيادي الملك

هذه القفازات، هي واحدة من العناصر القليلة التي اعتقد الخبراء أن الملك توت عنخ آمون استخدمها بالفعل في حياته. وهذه القفازات المصنوعة من الكتان؛ وربما كان يرتديها توت عنخ آمون خلال فصل الشتاء، أثناء ركوبه لعربته الحربية في منف عاصمة مصر القديمة.

كانت كنوز توت عنخ آمون تعبيرًا عن الفن المصري القديم ومدى الإبداع الذي تميز به في العالم القديم. وقد أبهرت المقبرة العالم في العصر الحديث والمعاصر وامتدت تأثيراتها إلى العالم أجمع.

المصادر

CNN
Smart History
History Extra
National Geographic
Britannica
National Geographic
BBC

الفن القديم والفن الفرعوني

هذه المقالة هي الجزء 3 من 9 في سلسلة مقدمة في تاريخ الفن القديم

سلسلة الفن القديم والفن الفرعوني

بعد أن استقر الإنسان في الأرض، وقام بتعميرها زراعيًا واقتصاديًا وفنيًا، وابتعد عن الحياة البدائية،، بدأ يحول اهتمامه نحو الحياة الأخرى بشكل كبير، وهذا ما فعله بالضبط الفن الفرعوني.

أثناء ازدهار حضارة بلاد الرافدين، برزت حضارة أخرى بلغت إسهاماتها للحياة الأخرى ما يميزها عن غيرها، وتوثقه توثيقًا متقنًا بوسائل فن فاقت جميع ما سبقها من حضارات وفنون، فنشأت تلك الحضارة هي الفرعونية متميزة تميزًا ضخمًا.

التسلسل الزمني للفن الفرعوني

أصبح تاريخ الحضارة الفرعونية معروفًا من خلال فنه إلى حد كبير، فقد تطور الفن في مصر القديمة بشكلٍ ملحوظ خلال فترة ما قبل الأسرات (6000 ق.م – 3150 ق.م) من خلال الرسوم الصخرية والأعمال الخزفية.

لكن تم إدراكه بالكامل في فترة الأسرات المبكرة (حوالي 3150 – 2613 ق.م.) في لوح نارمر الشهير.

وكان ذلك أول أبواب الفن في الحضارة الفرعونية، فلوح نارمر من أشهر القطع الفنية في ذلك العصر، وهو طبق حجري تم عمله احتفالًا بالنصر لتوحيد مصر وهو الأمر المدوّن على وجهيه، والمنحوت فيهما مشاهد توحيد الملك نارمر لمصر العليا والسفلى بشكلٍ معقد.

وتتجلى أهميته في التركيبة الغريبة التي تتميز برؤوس أربعة ثيران –والتي ترمز للقوة- في أعلى كل جانب، وبتمثيل غاية في التوازن لشخصيات القصة.

ويعتبر هذا العمل تحفة فنية من عصر الأسرات المبكرة؛ مظهرًا بشكلٍ كبير مدى تقدم الفنانين المصريين في ذلك الوقت.

لوحة نارمر ، مصر ، ج. 3100 قبل الميلاد. يصوّر اللوح الملك نارمر وهو يغزو أعدائه ويُخضع الأرض. المتحف المصري، القاهرة.

وقد استمرت إسهاماتهم الفنية بعد هذا اللوح بهرم زوسر (هرم سقارة)، والذي عكس بطبيعة الحال المهارة المصرية في العمل في الحجر على الأعمال الفنية الضخمة.

وقد ازدهر الفن بشكل ملحوظ خلال عصر الدولة الوسطى (2040-1782 قبل الميلاد) والذي يعتبر عمومًا أهم مكان في الثقافة المصرية.

فقد بدأت صناعة التمثال الهائل الحجم، وهي نفس الفترة التي بني فيها معبد الكرنك العظيم في طيبة، مرورًا باستبدال مثالية تصورات المملكة القديمة للتماثيل واللوحات بأشكال واقعية، حتى ظهور فن الطبقات الدنيا أكثر من السابق، والذي كانت تحتكره نخبة المجتمع والطبقات العالية.

معبد الكرنك، أكبر معبد في العالم، مدينة الأقصر، مصر.

لكن حينما ظهرت المملكة الحديثة (1570 – 1069 ق.م) تم اعتبارها فورًا الفترة الأكثر شهرة من تاريخ مصر، وقد أنتجت بعض أروع وأشهر الأعمال الفنية: كتمثال نفرتيتي والقناع الذهبي لتوت عنخ آمون.

ويتميز فن المملكة الحديثة بجودة عالية في رؤيتهم الفنية وتقنياتها؛ وذلك لتفاعل الدولة المصرية مع الثقافات المجاورة، بما أن ذلك العصر هو عصر دخول الإمبراطورية إلى مصر.

سمات الفن الفرعوني

يحتاج أي عمل ببساطة إلى أن يكون جميلًا، ويحظى الفن المصري بإعجاب دائم بجماله بسبب القيمة التي قدمها المصريون القدماء في التماثل – Symmetry.

يعكس التوازن المثالي في الفن المصري القيمة الثقافية للإلهة (ماعت) -إلهة الحق والنظام والعدل- والذي كان نظامها أساسًا قويًا للحضارة المصرية.

فقد جعلت الكون مرتبًا من فوضى متماثلة، وكانت تلك الفوضى هي مفهوم الوحدة، لكنها جعلت الازدواجية -الليل والنهار، الإناث والذكور، الظلام والضوء- منظمة بدقة.

ويجب النظر إلى الفن المصري القديم من وجهة نظر المصريين القدماء لفهمه، فقد كانت التماثيل والصور دائمًا ما تتميز بأوضاع ثابتة إلى حد ما، تحيطها هالة العادات الرسمية، بالإضافة إلى ظهورها بشكل تجريدي.

وغالبًا ما أدت الطبيعة الغامضة للعديد من الفن المصري القديم إلى مقارنات غير عادلة  مع بقية الفنون اللاحقة ، كالفن اليوناني أو فن عصر النهضة.

لكن هذا لا يعني أن المصريين لم يكن لديهم شعور بالجمال. فقد كُتبت الهيروغليفية المصرية مثلًا مع أخذ علم الجمال في الاعتبار بشكل كبير وواضح.

وظيفة الفن الفرعوني

خدم  فن المصريين غرضًا مختلفًا تمامًا عن غرض هذه الثقافات، فقد تم إنشاؤه لغرض عملي، بينما كان الفن اللاحق مخصصًا للمتعة الجمالية.

فبينما نتعجب من الكنوز المتلألئة من قبر توت عنخ آمون، والنقوش البارزة في مقابر المملكة الحديثة ، والجمال الهادئ للتماثيل في الدولة القديمة، من الضروري أن نتذكر أن غالبية هذه الأعمال لم يُقصد منها أن يستمتع بها؛ بل صُممت لتفيد الآلهة أو المتوفيين.

فقد كان غرض التماثيل هو تجسيد المتلقي (الآلهة أو المتوفي) للظهور أمام الشعب وبالتالي استفادتهم من الطقوس المقدمة لهم.

تُظهر معظم
التماثيل بشكل أمامي ورسمي متجهة للأمام؛ لمواجهة الطقوس التي تُجرى أمامها. فالتماثيل -سواء كانت إلهية أو ملكية أو لأفراد من نخبة المجتمع- وفرت نوعًا من القنوات للروح للتفاعل مع العالم الأرضي.

معبد أبو سمبل، 230 كم جنوب غرب أسوان، مصر.

وقد أظهرت لوحات القبور مشاهد من حياة المرء على الأرض حتى تتذكرها الروح، أو مشاهد من الجنة يأمل المرء في بلوغها حتى يعرف كيفية الوصول إليها.

وعلى سبيل المثال، فقد صُممت حديقة تعود للأسرة الحادية عشرة لتحكي قصة رحلته صاحبها في الحياة وصولًا إلى الجنة.

فقد بنيت أعمدة الرواق على شكل أزهار اللوتس والتي ترمز إلى منزله في صعيد مصر، ويمثل حوض السباحة في الوسط  بحيرة (ليلي)، التي يتعين على الروح عبورها للوصول إلى الجنة.

وقد تم تزيين سور الحديقة البعيدة بمشاهد من الحياة الآخرة، لذا في كل مرة يجلس فيها في حديقته؛ستذكره كل تلك المشاهد بطبيعة الحياة باعتبارها رحلة قصيرة، والذي من المرجح أن يضفي عليه نظرة زاهدة للحياة عند مروره بأي ظروف قد تكون مزعجة!

السجلات

تم تسجيل مشاهد تروي قصصًا في مختلف مجالات الحياة بشكلٍ متوازٍ على الحائط يعرف باسم السجلات، وهذه السجلات تفصل المشاهد عن بعضها بخطوط أرضية.

ويوجد نوع آخر من المشاهد المدونة لا تحتوي على سجلات، وعادة ما تسجل مشاهد للقتال والصيد، وفي كثير من الأحيان تظهر الجيوش دون خطوط أرضية.

الخامات المستخدمة في الفن الفرعوني

كان من طبيعة حال الفن في تلك العصور أنه استخدم بواسطة مواد طبيعية ولكن معدة بطرق متقنة، وبالنسبة للحضارة الفرعونية، فقد مزج الفنانون الألوان المصنوعة من معادن طبيعية.

فقد صنعوا الأسود من الكربون، والأحمر والأصفر من أكاسيد الحديد، أما بالنسبة  للأزرق والأخضر فكانوا من من الأزوريت والملكيت، أما  الأبيض كان من الجبس.

يتم خلط المعادن مع المواد العضوية بنسب مختلفة، ثم يتم خلطها مع بياض البيض لجعلها لزجة بحيث تلتصق بالسطح، بالإضافة لمواد غير معروفة حتى يومنا الحالي.

تفاصيل من عرش( توت عنخ آمون) الذي يظهر مع زوجته (عنخ إست آمون) على اليمين. المتحف القومي للحضارة المصرية، القاهرة، مصر.

وكان الطلاء المصري متينًا لدرجة أن العديد من الأعمال ظلت حية بعد أكثر من 4000 عام، حتى الغير المحمية منها في المقابر!

أما بالنسبة للنحت بنوعيه البارز والغائر، فيتم تنعيم سطح الجدار وهو ممزوج بالجص، ثم يغطى بالرمل.

وفي البداية، يقوم أحد الفنانين بإنشاء نموذج مصغر للعمل الكبير بطريقة دقيقة، ثم يرسم الخطوط الأساسية عليه بتقنية الشبكة ويقوم بنقلها على الحائط بالنسب الجديدة.

ولن تواجه الفنان أية مشاكل مع النسب عند النقل؛ لأنه سيتمكن من نسخ الصورة بالنسب الصحيحة باستخدام العمل الأصغر كنموذج ومرجع.

وحينما ينتهي الفنان من نقل النسب الصحيحة، يُرسم المشهد على الحائط ثم يتم تحديده بالطلاء الأحمر.

وقبل أن يباشر العمل النهائي، يجب المرور على مرحلة الملاحظة والتصحيح، فسيتم إجراء تصحيحات على العمل بواسطة فنان أو مشرفٍ آخر، ثم عند التأكد من كل شيء فيها يتم طلاؤها باللون الأسود، وبمجرد انتهاء تلك المرحلة يبدأ الفنان في النحت والتلوين.

هل ما نراه في المتاحف هو كل شيء؟

إن معظم الأعمال التي نراها في المتاحف هي في الحقيقة نتاج ورش ملكية أو تعود ملكيتها لصفوة المجتمع؛ فتلك القطع تتناسب بشكل أفضل مع أفكارنا الحديثة عن الجمال!

ومع ذلك، فإن معظم أقبية المتاحف يوجد بها الآلاف من القطع الأخرى والمصممة للأشخاص ذوي المكانة المنخفضة – كالتماثيل الصغيرة والتمائم والتوابيت والأحجار- والتي يمكن التعرف عليها بشكلٍ كامل، ولكن نادرًا ما يتم عرضها.

تُظهر هذه القطع بشكل عام جودة أقل في المصنعية؛ بمشاكلٍ في النسب أو لسوء تنفيذها، والتي قليلًا ما يتم اعتبارها (فنًا) بالمعنى الحديث.

لكنها تخدم رغم ذلك نفس الوظيفة بالضبط المتمثلة في توفير المنفعة لأصحابها وبنفس درجة الفعالية، كتلك التي صُنعت للنخبة.

اقرأ أيضًا: الفن في مصر القديمة

المصادر:
Ancient History
Khan Academy

Exit mobile version