أفضل 5 طرق لتحسين الذاكرة

لعلك تعجبت يومًا من أبطال الذاكرة وكيف هكذا ذاكرتهم! وتمنيت كذلك بأن تكون ذاكرتك جيدة. بدلًا من نسيانك ما أكلته البارحة خاصة في عصرنا حيث الكثير من المشتتات… إذا كنت لا تعرف قدراتهم وأول مرة تسمع عن بطل للذاكرة، فلدينا على سبيل المثال «بوريس كونراد-فيBoris Konrad» الذي استطاع أن يحفظ أكثر من 100 تاريخ وحدث عشوائي في ثلاثين ثانية. كذلك 195 من الأسماء والأوجه في 15 دقيقة وكان ذلك وهو يبلغ 32 عامًا في 2009. فحينما سُأل كونراد عن إنجازه، صرح وقال: “لقد بدأت بذاكرة طبيعة كأي أحد لكن دربت نفسي فقط لأصل إلى ذلك”. فوضح أيضًا استخدامه لبعض التقنيات مثل قصر الذاكرة، قد تظن أن ذلك مستحيل لكن حقيقةً الأمر ليس فطريًا وأن تقنيات الذاكرة البسيطة؛ ينتج عنها تحسن ملحوظ مع الممارسة الدائمة. 

في هذا المقال، سنسافر في رحلة مع طرق لتحسين الذاكرة ونصائح من أبطالها ودراسات… ولا نعدك أن تصبح بطلًا لكن ربما. كل ما نستطيع أن نقدمه لك هو كيفية تحسين ذاكرتك من خلال بعض الطرق، وأنت بيدك أن تقرر وتستمر وتجعلهم عادات يومية؛ فهيا بنا لصلب حديثنا ونتعرف على أفضل 5 طرق لتحسين الذاكرة.

دراسات توضح الفرق! 

تكون المنافسات في الذاكرة لتذكر أطول سلسلة من أوراق اللعب أو تذكر أسماء ووجوه… فيعتمد رياضيو الذاكرة على تقنيات عدة منها كما ذكرنا قصر الذاكرة. وذلك المصطلح استخدمه «جوشوا فوير-Joshua Foer» في كتابه الشهير رقصة القمر مع آينشاتين. لكن ما أريد طرحه هو دراسة بين أدمغة الرياضيين والبشر العاديين، فماذا فعل العلماء؟ جعل العلماء بعض الأشخاص العاديين يتلقون تدريب لمدة ستة أسابيع على طريقة قصر الذاكرة وما أظهرته أنه لم يحقق غير الرياضيين إنجازات مماثلة فقط. بل أيضًا حدثت تغييرات دماغية كذلك بعد أربعة شهور من التدريب، وظهر تحسن أكثر. كانت هذه الدراسة بالتعاون بين معهد Donders ومختبر دكتور «مايكل جريسيوس-Michael Greicius» في جامعة ستانفورد.

ماذا سيحدث إذا توقفوا عن الممارسة؟

كذلك نُشرت دراسة في مجلة Neuron. توضح أن 23 مشاركًا كانوا يتدربون يوميًا لمدة 30 دقيقة وقد تضاعفت قدراتهم في تذكر القوائم على مدار 40 يومًا. فمن كانوا متوسط تذكرهم 26 كلمة من قائمة ما؛ أصبحوا قادرين على تذكر 62 كلمة. وبعد أربعة أشهر عاد المتدربون ووجد الباحثون أن أدائهم مازال مرتفع على الرغم أنهم لم يتدربوا إطلاقًا.

نهاية هذه المقارنة عزيزي القارئ توضح أنه لا يوجد أية أدلة علمية تثبت أن هنالك ميزة معينة فطرية في دماغ هؤلاء الرياضيين. أما بالنسبة للأشخاص العاديين حين تدربهم. فلم يكن التغيير في قدرات الذاكرة فقط بل في أدمغتهم، إذ حددت صور الرنين المغناطيسي الوظيفي تدفق الدم ونشاط الدماغ لحوالي 2500 اتصال مختلف. أيضًا كشفت دراسة من جامعة أوسلو أنه يمكن لتدريب الذاكرة أن يساعد في التطوير المعرفي للأطفال والبالغين.

الآن قد حانت اللحظة بعد ما تعرفنا على بعض الدراسات وكيف أن أمر تحسين الذاكرة وتمرانها مهم وأنه قول عدم إمكانية تحسينها هو مجرد خرافة؛ لنتعرف الآن على أفضل 5 طرق لتحسين الذاكرة يمكنك تطبيقها يوميًا… 

أفضل 5 طرق لتحسين الذاكرة

تُوفيت جدة البطل العالمي في الذاكرة «نيلسون ديليس-Nelson Dellis» في 2009 بمرض الزهايمر وكان هذا الحدث مصدر لانطلاقة نيلسون في عالم الذاكرة والبطولات. فوضح في لقاء مع قناة CNBC أنه كان طالبًا جيدًا لكن ذاكرته كانت متوسطة. فسعى يبحث عن طرق لتحسين الذاكرة وانضم لمنتديات رياضيو الذاكرة واستمع إلى الكتاب الصوتي لدومينيك أوبراين وهو بطل العالم في الذاكرة سبع مرات. اليوم ديليس بطل العالم أربع مرات ومؤلف كتاب. فقد وضح بعض الممارسات يمكنك اتباعها وكذلك سنعرض بعض الممارسات العامة… 

انعزل عن التكنولوجيا 

يوضح ديليس أنه لابد من الانفصال التام لبعض الوقت عن التكنولوجيا ولمدة ساعة. لأن ذلك يعزز الذاكرة فالمشتتات كحائل في وجه تذكرك للمعلومات، كذلك أُجريت دراسة في عام 2017 من كلية McCombs في جامعة تكساس أن وجود الهاتف يقلل القدرة المعرفية؛ مما يؤثر على تخزين البيانات ومعالجتها. 

نم بعد التعلم

عند تعلمك أو فعلك لشيء ما، وهو الآن جديد على ذاكرتك ولتذكرة بوضوح؛ نم بعد الانتهاء منه مباشرة. إذ وجدت دراسة أن الطلاب الذين ينامون بعد ثلاث ساعات على الأكثر بعد دراستهم لشيء ما؛ فإنهم يتذكروا المحتوى بنسبة 16٪ من مجموعة طلاب آخرين قد انتظروا عشر ساعات وناموا. 

التصور

لا تستطع أدمغتنا أحيانًا التمييز بين ما هو حقيقي وما هو مُتخيل، فبإمكان الصور الذهنية أن تنشط بعض المناطق في الدماغ ويؤدي هذا التمرين إلى تحسين ملموس في بعض المهام. من أشهر الطرق طريقة قصر الذاكرة أو Loci، فقد أظهرت دراسة كانت تبحث في أسباب تفوق أبطال الذاكرة؛ أنهم يستخدمون تلك الطريقة (طريقة Loci). إذ يعتمدون على تشفير المعلومات وتخزينها بواسطة تصورهم لأحداث معينة وربط المعلومات بها. فقد استخدم ديليس ذلك بالتأكيد، إذ يوضح أن هدفه أنه كلما حفظ شيء ما حوله لصورة ذهنية وباستخدام أكبر عدد من الحواس. 

قسم المعلومات 

يمكننا تخزين حوالي 7 أجزاء من معلومات معينة في الذاكرة قصيرة الأمد لكن من الأفضل تذكر المزيد؛ لذا تأتي عملية التقسيم. فإذا كانت لديك سلسلة من الأرقام المكونة من 20 رقم، قد يصعب تذكرها، لكن إذا قسمتهم ورتبتهم في صورة معروفة لك فسيصبح الأمر بسيط. 

خذ راحة ودفقات صغيرة! 

سبب الانخفاض الاكاديمي لبعض الطلاب هو استذكار مادة معينة في ليلة واحدة وذلك لا يؤدي فقط لانخفاض اكاديمي بل واكتئاب وقلق وأرق… يمكنك استخدام طريقة بومودورو Pomodoro Technique التي طورها الإيطالي فرانشيسكو سيريلو، لتقسيم العمل إلى عدة أجزاء وأخذ راحة قصيرة. 

إليكم بعض المقترحات لتحسين الذاكرة 

سأرشح لك الآن بعض التطبيقات والمنصات التي أراها مميزة…

‏Lumosity

‏Train Your Brain

‏شعلة. 

‏منصة Art of Memory.

بالتأكيد قد تبادر إلى ذهنك سؤال هل للذاكرة حد؟ إن المعلومات تمر بثلاث مراحل وهم التسجيل والتخزين والاسترجاع وكذلك يوجد أربعة أنواع للذاكرة وهم الحسية والعاملة وطويلة الأمد وقصيرة الأمد. فللذاكرة العاملة والحسية وقصيرة الأمد قدرات أقل لدوامهم لفترات قليلة ويمكن زيادة سَعَة الذاكرة قصيرة الأمد بالممارسة. لكن أدمغتنا ليست حواسيب ولا تشغل الذكريات حيزًا ماديًا؛ لذا لا يوجد حد معين لسعة الذاكرة طويلة الأمد. فهذا ما نستنتجه.

المصادر

كيف تؤثر الموسيقى على أدمغتنا؟

كيف تؤثر الموسيقى على أدمغتنا؟

عرف الإنسان القيمة العلاجية للموسيقى منذ العصور القديمة، فاستخدم اليونانيون المزامير لمساعدة مرضاهم في عسر الهضم وعلاج الاضطرابات العقلية والحث على النوم، وكذلك استعان قدماء المصريين بالموسيقى لعلاج المرضى. بدأت الدراسة المنهجية لتطبيقات الموسيقى في الطب في نهاية القرن التاسع عشر، وكان الطبيب ديوجل مِن أوائل مَن رصدوا قدرة الموسيقى على خفض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب. كان ديوجل يأتي بالموسيقيين في مختبره بجانب المرضى لإجراء التجارب وتسجيل النتائج التي توصل إليها. نُشرت هذه النتائج لأول مرة في عام 1880، وتمّ تِكرار هذا العمل فيما بعد بواسطة العالم الروسي تارخانوف.[1]

استمرت دراسة تأثيرات الموسيقى العلاجية، وقُدِّمت أول دورة تدريبية للعلاج بالموسيقى في العالم في جامعة كولومبيا عام 1919 عندما لُوحِظ تأثير الموسيقى الإيجابي على الجنود المصابين بجروح وصدمات نفسية خلال الحرب العالمية الأولى. استُخدِمت الموسيقى كذلك خلال الحرب العالمية الثانية لرفع معنويات الجنود، ولإعادة تأهيلهم نفسيًا وجسديًا.[2]

تكمن قوة الموسيقى العلاجية في قدرتها على تحفيز مناطق مختلفة في الدماغ على سبيل المثال يمكنها تحفيز الفص الجبهي للدماغ؛ وهو الجزء المسؤول على التخطيط واتخاذ القرارات وبالتالي يمكنها التحسين من هذه الوظائف. يمكن للموسيقى أيضًا تحفيز «اللوزة الدماغية-amygdala»، وهي جزء من الدماغ يقع في الفص الصدغي وتُشارك في الاستجابات السلوكية المرتبطة بالخوف والقلق، وبالتالي يمكن للموسيقى أن تتحكم في خوفك وتحمّسُك للقتال.[4]

أظهرت الأبحاث الحديثة أن الاستماع إلى الموسيقى يُمكن أن يقلل من القلق والألم وضغط الدم، وكذلك أن يُحسن من جودة النوم والمزاج والذاكرة والمهارات الحركية، وبالتالي يمكن استغلالها في المساعدة لعلاج عدة أمراض مثل الزهايمر وشلل الرعاش.[2]

هل يمكن للموسيقى أن تسكّن الألم؟

وجدت دراسة أُجريت في عام 2014 أن الموسيقى مُفيدة لمرضى الألم العضلي الليفي، وأظهرت الدراسة أن الاستماع إلى الموسيقى الهادئة التي يختارها المريض يُسكّن الألم ويزيد من الحركة الوظيفية بشكل كبير. يعتقد الباحثون أن الموسيقى تخفف الألم عن طريق تحفيز الجسم لإفراز المواد الأفيونية_مسكنات طبيعية ينتجها الجسم.[2]

وفي دراسة تحليلية شمولية في عام 2016 حلّلت بيانات 97 دراسة وجدت أنه يمكن للموسيقى تسكين الألم، وبالتالي قد تكون الموسيقى علاجًا فعالًا لتخفيف الآلام الحادة والمزمنة.[3]

الموسيقى تقلل التوتر

يكون تقليل التوتر اعتمادًا على نوع الموسيقى التي تستمع إليها، فيمكن للموسيقى الهادئة أن تخفف التوتر عن طريق خفض مستويات الكورتيزول، وهو الهرمون الذي يتم إطلاقه في الجسم استجابةً للتوتر.

أُجريت دراسة في عام 2013 على 42 طفل تتراوح أعمارهم بين 3-11 عام، فوجد باحثو جامعة ألبرتا أن الأطفال الّذين استمعوا إلى الموسيقى الهادئة أثناء إدخال الحقن الوريدي كانت مستويات التوتر لديهم منخفضة مقارنة بالّذين لم يستمعوا إلى الموسيقى.[2]

تأثير الموسيقى على الذاكرة

يمر أغلبنا بتلك الحالة التي تعيدنا فيها أغنية أو مقطوعة ما إلى ذكرى تجمعنا بمكان أو صديق قديم. يقول طبيب الأعصاب أوليفر ساكس: “الموسيقى تثير مشاعرنا ويمكن أن تجلب تلك المشاعر معها الذكريات”.

منذ بداية القرن العشرين اهتمت عدة دراسات بالعلاقة التي تربط الموسيقى بالذاكرة، وأثبتت العديد منها أنه يمكن للموسيقى تعزيز نشاط الدماغ لدى مرضى الزهايمر _مرض عصبي تضمُر فيه خلايا الدماغ ويعاني فيه المريض من الخرف.

أُجريت دراسة في عام 2014 على 89 مريض يُعاني من الخرف تم تقسيمهم إلى 3 مجموعات: مجموعة تمِّ علاجها عن طريق الاستماع للموسيقى، ومجموعة عن طريق الغناء، ومجموعة تُقدِّم لها الرعاية الصحية المُعتادة. بعد 10 أسابيع أظهرت النتائج أنه مقارنة بالرعاية المعتادة فإن كلِّ من الغناء والاستماع للموسيقى استطاعوا تحسين الحالة المزاجية والذاكرة وبدرجة أقل الانتباه والإدراك العام. كما عزَّز الغناء الذاكرة قصيرة المدى، بينما أثَّرت الموسيقى إيجابيًا على جودة حياة المرضى.[2]

علاج الحبسة الكلامية بالموسيقى

يمكن أن تساعد الموسيقى في علاج «الحبسة الكلامية-Aphasia»، وهي حالة تَنتُج عن ضرر يحدث في مناطق اللغة في الدماغ فتؤدي إلى فقدان القدرة على صياغة جمل مفهومة أو فهم اللغة.

تُفقِد الحبسة الكلامية العديد من المرضى القدرة على التعبير وصياغة الجمل الواضحة والمفهومة، ولكن لُوحظ أن بعضهم لايزال له القدرة على الغناء بشكل واضح يحدث ذلك بسبب الطريقة المختلفة التي يُعالج بها الدماغ اللغة والموسيقى.

تتم معالجة اللغة غالبًا عن طريق الجزء الأيسر من الدماغ بينما تتم معالجة الموسيقى والذكريات الموسيقية عن طريق جزئي الدماغ الأيسر والأيمن معًا، وبالتالي عندما يكون سبب الحبسة الكلامية ضرر في الجزء الأيسر من الدماغ يُمكن استخدام الجزء الأيمن عن طريق الغناء لتحسين اللغة التعبيرية هذه العملية تُعرف ب «علاج التنغيم اللحني-Melodic Intonation Therapy». يُكرر المرضى أقوال قصيرة بلحنٍ وإيقاعٍ معين، ويشمل العلاج عدة تقنيات علاجية مثل النقر باليد اليسرى وتقليل معدل الكلام.[5]

فيديو يوضح تدريب مريض مصاب بالحبسة الكلامية على التحدث بواسطة العلاج التنغيمي اللحني: YouTube

الخاتمة

تقول إيلينا مانز في كتاب قوة الموسيقى “لقد وجد العلماء أن الموسيقى تحفز أجزاء من الدماغ أكثر من أي وظيفة بشرية أخرى”.

على الرغم من التقدم الذي حققه الإنسان في معرفة تأثير الموسيقى على الدماغ البشري والاستفادة من هذا التأثير إلّا أنّه لازال الطريق أمامنا طويل لمعرفة كيف تؤثر الموسيقى على أدمغتنا بالتفصيل؟، ولازلنا أيضًا نحتاج لأجوبة كافية حول لماذا الموسيقى بالذات هي من تُحفّز أدمغتنا أكثر من أي وظيفة أخرى؟

مصادر كيف تؤثر الموسيقى على أدمغتنا؟:

[1]. NCBI

[2]. thetabernaclechoir

[3]. academic.oup.com

[4]. ucf.edu

[5]. saebo.com

[6]. musictherapy.org

إقرأ أيضًا: تاريخ الموسيقى

Exit mobile version