كيف يمكن أن يساعدك التناضح على البقاء بصحة جيدة؟

على الرغم من أن مبدأ التناضح يبدو بسيطًا، إلا أنه يلعب دورًا كبيرًا في جميع العمليات الفسيولوجية. يلعب التناضح دورا مهما في الصحة الإنسانية وفي الحفاظ على التوازن. إذ تعمل الأغشية البيولوجية كحواجز شبه منفذة، فتسمح بحدوث عملية التناضح. يعتبر التناضح أساسًا لجميع العمليات الرئيسية في الجسم تقريبًا، بما في ذلك الهضم، ووظائف الكلى، والتوصيل العصبي، وما إلى ذلك. كما يسمح بتوازن تركيزات الماء والمغذيات في جميع خلايا الجسم. إنها العملية الفيزيائية الأساسية التي تنظم تركيز المادة المذابة داخل وخارج الخلايا، و التي تساعد في إخراج الماء الزائد من الجسم.

في البداية، دعنا نقم بهذه التجربة باستخدام حلوى الدببة أو المارشيملو والمشروبات الغازية لفهم كيف يتم الهضم وانتقال الأيونات والجسميات المختلفة بين خلايا أجسادنا [1] .

تجربة الحلوى في المشروبات الغازية

للقيام بالتجربة، سوف تحتاج إلى:

  • حلوى الدببة المطاطية
  • أنواع مختلفة من المشروبات الغازية (صودا)
  • مسطرة أو شريط قياس
  • قلم
  • مفكرة

الخطوات

  1. جهز الدببة المطاطية وقم بقياس وتسجيل طول وعرض كل قطعة حلوى.
  2. ضع كل قطعة حلوى في كوب مختلف من الصودا.
  3. لاحظ ما سيحدث خلال الـ 24 ساعة القادمة وسجّل ملاحظاتك في دفتر ملاحظات.
  4. بعد 24 ساعة، قم بقياس وتسجيل طول وعرض كل دب مرة أخرى.
  5. قارن قياساتك قبل التجربة وبعدها.

بعض النصائح لإجراء تجربة حلوى الدببة في الصودا

  • استخدم نفس العلامة التجارية ونكهة حلوى الدببة في كل تجربة، سيساعد هذا على ضمان أن النتائج متسقة.
  • استخدم نفس الكمية من الصودا لكل تجربة، سيساعد هذا أيضًا على ضمان اتساق النتائج.
  • راقب الدببة المطاطية على فترات منتظمة، سيساعد هذا على معرفة كيف تتغير بمرور الوقت.
  • سجل ملاحظاتك بعناية، سيساعدك هذا على تحليل نتائج التجربة.

الملاحظات والتفسير

يجب أن ترى أن الدببة المطاطية قد انتفخت في الصودا. هذا لأن الصودا عبارة عن محلول مفرط التوتر، مما يعني أنه يحتوي على تركيز أعلى من المواد المذابة (السكر) مقارنة بحلوى الدببة. يتحرك الماء الموجود داخل حلوى الدببة إلى الصودا في محاولة لمعادلة تركيزات السكر المرتفعة. هذا يسبب تضخم الدببة وذوبانها في النهاية [1] .

العلم وراء الدببة المطاطية في تجربة الصودا هو التناضح. في تجربة حلوى الدببة في الصودا، تصنع الحلوى من الجيلاتين، وهو غشاء شبه نافذ عبارة عن بروتين يشكل بنية تشبه الشبكة. يسمح هذا الهيكل للماء بالمرور من خلاله، لكنه يمنع الجزيئات الأكبر مثل السكر من المرور. معدل انتفاخ الدببة يعتمد على نوع الصودا. سوف تتسبب المشروبات الغازية التي تحتوي على المزيد من السكر في تضخم الدببة المطاطية بسرعة أكبر من المشروبات الغازية التي تحتوي على كمية أقل من السكر. وذلك لأن المشروبات الغازية التي تحتوي على المزيد من السكر تكون مفرطة التوتر أكثر من المشروبات الغازية التي تحتوي على نسبة سكر أقل.

يمكنك أيضًا تجربة هذه التجربة مع أنواع أخرى من الطعام، مثل حلوى المارشيملو أو الخبز. ستلاحظ أن حلوى المارشيملو أو الخبز سوف تنتفخ أيضًا وتذوب في النهاية في الصودا. هذا لأنها مصنوعة أيضًا من مواد عبارة عن أغشية شبه منفذة. علاوة على ذلك، يمكن استبدال الصودا بمحاليل وسوائل أخرى كماء الصنبور، أو ماء البحر، أو محلول ملحي، أو محلول سكري وملاحظة أثر كل سائل على حلوى الدببة.

تعد تجربة حلوى الدببة في المحاليل المختلفة طريقة ممتعة وسهلة لإظهار مبادئ التناضح. كما أنها أيضًا طريقة رائعة لتعليم الأطفال أنواع المحاليل المختلفة وكيف يمكن أن تؤثر على حركة الماء [1] .

ما هو المحلول مفرط التوتر وما استخداماته في الصحة؟

المحلول مفرط التوتر هو محلول يحتوي على تركيز أعلى من المواد المذابة (مثل الملح أو السكر) من المحلول الآخر الذي تتم مقارنته به. عندما يتم وضع خلية في محلول مفرط التوتر، ينتقل الماء خارج الخلية، مما يؤدي إلى تقلص الخلية أو تكوينها [2] .

بعض التطبيقات الطبية لمحاليل مفرطة التوتر

تُستخدم المحاليل مفرطة التوتر في التطبيقات الطبية المختلفة مثل [3]:

  • إدارة إصابات الدماغ الشديدة حيث يرتبط محلول ملحي مفرط التوتر بالضغط داخل الجمجمة وضغط التروية الدماغي.
  • تقليل ماء الرئة خارج الأوعية الدموية في مرضى القلب الذين يخضعون لجراحة المجازة القلبية الرئوية.
  • تُستخدم المحاليل مفرطة التوتر في الجفاف التناضحي، وهي طريقة تسمح بالإزالة الجزئية للماء من المواد النباتية والتي يمكن استخدامها للحصول على منتجات عالية الجودة. ومع ذلك، فإن الكميات الكبيرة من محلول مفرط التوتر (المستخدم في الجفاف التناضحي) تشكل مشكلة.
  • علاج التهاب الأذن الوسطى تحت الحاد والمزمن مع الانصباب، حيث ثبت أن حمض الهيالورونيك المرتبط بمحلول مفرط التوتر يتم إدارته عن طريق غسل الأنف آمنٌ وفعالٌّ.

كيف يلعب التناضح دورًا هامًا في الحفاظ على صحة وتوازن الجسم؟

التناضح كما ذكرنا سابقًا هو حركة الماء من منطقة ذات تركيز عالٍ للماء إلى منطقة ذات تركيز ماء منخفض من خلال غشاء شبه نافذ. هذه العملية مهمة للعديد من وظائف الجسم ، بما في ذلك[3] :

  • الهضم: يساعد التناضح على تقسيم الطعام إلى جزيئات أصغر يمكن أن يمتصها الجسم.
  • الإخراج: يساعد التناضح على إزالة الفضلات من الجسم.
  • توازن السوائل: يساعد التناضح في الحفاظ على التوازن الصحيح للسوائل في الجسم.
  • وظيفة الخلية: يعتبر التناضح ضروريًا لوظيفة الخلية، حيث يساعد على نقل العناصر الغذائية إلى الخلايا و على نقل فضلات المنتجات خارج الخلايا.

بعض المشاكل الصحية المترتبة عن خلل في عملية التناضح داخل الجسم

  • الجفاف: يحدث الجفاف عندما يفقد الجسم كمية من الماء أكثر مما يأخذ، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى بعض الأعراض مثل التعب والصداع والدوار.
  • نقص صوديوم الدم: يحدث نقص صوديوم الدم عندما يكون مستوى الصوديوم في الدم منخفضًا جدًا. يمكن أن يؤدي هذا إلى عدد من الأعراض، بما في ذلك الارتباك والنوبات والغيبوبة.
  • فرط صوديوم الدم: يحدث فرط صوديوم الدم عندما يكون مستوى الصوديوم في الدم مرتفعًا جدًا. يمكن أن يؤدي هذا إلى العديد من الأعراض، بما في ذلك الارتباك والنوبات والغيبوبة.

من المهم الحفاظ على توازن سوائل صحي للتأكد من أن التناضح يمكن أن يعمل بشكل صحيح.

بعض النصائح للحفاظ على توازن السوائل داخل الجسم

  • شرب الكثير من السوائل: تعتمد كمية السوائل التي تحتاج إلى شربها على عدد من العوامل، بما في ذلك عمرك ومستوى نشاطك وعلى المناخ. ومع ذلك، بشكل عام، يوصى بأن يشرب البالغون ثمانية أكواب من الماء يوميًا.
  • اتبع نظامًا غذائيًا صحيًا: تعتبر الفواكه والخضروات مصدرا جيدا للمياه. كما أنها تحتوي على عناصر غذائية أخرى مهمة للحفاظ على توازن السوائل الصحي.
  • تجنب التعرق المفرط: إذا كنت تتعرق كثيرًا، فمن المهم استبدال السوائل التي تفقدها. يمكنك القيام بذلك عن طريق شرب السوائل، مثل الماء أو المشروبات الرياضية، أو عن طريق تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الماء، مثل الفواكه والخضروات.

في الختام، يعتبر التناضح عملية حيوية تلعب دورًا مهمًا في صحة الإنسان. ومن خلال فهم كيفية عمل التناضح، يمكننا أن نفهم بشكل أفضل كيفية الحفاظ على توازن السوائل في الجسم وتجنب بعض المشاكل الصحية بعادات يومية بسيطة. وذلك من خلال شرب الكثير من السوائل، واتباع نظام غذائي صحي، وتجنب التعرق المفرط مما يساعد في ضمان أن يعمل التناضح بشكل صحيح وأن تظل أجسامنا بصحة جيدة [4,5] .

المصادر

  1. Candy dissolve kitchen science experiment | Littlebinsforlittlehands
  2. Osmosis and tonicity | Khan Academy
  3. Physiology, Osmosis | National Library of Medicine
  4. Fluid balance concepts in medicine: Principles and practice | PubMed
  5. What is Fluid Balance in the Body? | Study.com

كيف اخترع العلم عباءة الإخفاء السحرية ؟

فئة ثورية من المواد ذات خصائص غير موجودة في الطبيعة تدفع حدود ما اعتقدنا أنه غير ممكن. تخيل عالماً تتحدى فيه تلك المواد القوانين التقليدية للفيزياء، حيث ينحني الضوء حول الأشياء كما لو كانت شفافة. وكأننا نتحدث عن طاقية الإخفاء أو عباءة الإخفاء السحرية من الأفلام! لكن للفيزياء يد في تحويل الخيال إلى واقع. وتفتح المواد الخارقة عالماً من الاحتمالات اللانهائية، من إنشاء أجهزة تصوير فائقة الدقة إلى تطوير تقنيات إخفاء مستقبلية. فما هي تلك المواد؟

ماهي الميتاماتيريالز Metamaterials أو المواد الخارقة؟

كلمة “ميتا” هي كلمة يونانية وتعني “فوق” أو “خارج”. وقد أطلق هذا الوصف على تلك المواد المُهَندسة التي تتيح لنا التحرك خارج الطرق التقليدية التي تتفاعل بها الموجات والمادة، مما يخلق تقنيات يبدو فيها الضوء والصوت كما لو كانا يعصيان القواعد التقليدية.[1] ولعلك سمعت عن “رداء الإخفاء” الذي يعتبر المثال الرئيسي لهذا النوع الجديد من المواد، وهو عبارة عن طلاء يمكنه إخفاء الأجسام بشكل واضح. وقد قامت عدة فرق بحثية حول العالم بتصميم وإنتاج ذلك الطلاء الذي يمكنه إعادة توجيه الموجات الضوئية التي تصطدم به، بطريقة تمنع بشكل فعال انعكاس الضوء عن الجسم فلا يصل إلى عيوننا. وعلى الرغم من أن هذه الاختراعات ما زالت محدودة وبعيدة عما رأيناه في أفلام هاري بوتر، إلا أنها تتفاعل مع الضوء بطريقة تبدو كالسحر.

من الزجاج الملون إلى الضوء المحكم والقطبية المدهشة!

لقرون عديدة، سعى العلماء للسيطرة على خصائص الضوء والصوت أثناء تفاعلهما مع حواسنا البشرية. ومن النجاحات المبكرة في هذا السعي هو اختراع الزجاج الملون. حيث تعلم الرومان القدماء والمصريون كيفية إذابة الأملاح المعدنية في الزجاج لتلوينه. وتمتص الجسيمات الدقيقة من المعادن المتناثرة في الزجاج ألوان محددة وتسمح بمرور ألوان أخرى، مما يخلق ألوانًا زاهية في تحف نعجب بها حتى اليوم. وفي القرن السابع عشر، أدرك «إسحاق نيوتن» و«روبرت هوك» أن لون ولمعان بعض الكائنات يتم خلقه بواسطة أنماط نانومترية على سطح أجسامهم، وهو مثال آخر على كيفية قدرة المواد الخارقة على خلق تأثيرات بصرية مدهشة.[2]

إن العيون البشرية ممتازة في اكتشاف خاصيتين أساسيتين للضوء، وهما كثافته (سطوعه) وطول موجته (لونه). أما الخاصية الثالثة وهي الأهم للضوء، هي قطبيته، التي تصف المسار الذي تتبعه حقوله الكهرومغناطيسية في الفضاء عبر زمن ما. وعلى الرغم من عدم قدرة البشر على تمييز قطبية واحدة عن أخرى بأعيننا، إلا أن هناك العديد من أنواع الحيوانات تمتلك حساسية للقطبية، مما يسمح لها برؤية المزيد وتوجيه أنفسها بشكل أفضل في محيطها.

وفي أواخر القرن التاسع عشر، بعد بضع سنوات من اكتشاف «جيمس كليرك ماكسويل» للمعادلات الكهرومغناطيسية، بنى «جاجاديش تشاندرا بوس» أول مثال لما يمكن أن نسميه مادة خارقة. حيث أحضر جاجاديش ألياف من نبات «الجوت»، و قام بلوي تلك الألياف، ورتبها في تشكيلات منتظمة يدويًا. ثم سلّط ضوء أحادي القطبية، حيث تتذبذب حقول الضوء المغناطيسية والكهربية على طول خطوط مستقيمة علي تلك الألياف. لاحظ «تشاندرا» أن قطبية الضوء الصادر قد أديرت بزاوية معينة بعد انتشارها وتفاعلها مع تلك الألياف. ولأول مرة، بدا أنه من الممكن تصميم مادة اصطناعية للتحكم في الضوء بطرق لم يسبق لها مثيل.

ثورة علم التمويه

اكتشاف الانكسار السالب

يمكن تتبع عصر المواد الخارقة الحديث بالعودة إلى عام 2000. عندما قام كلا من الفيزيائيين« ديفيد آر. سميث» من جامعة ديوك و«شيلدون شولتز» من جامعة كاليفورنيا، سان دييغو، وزملاؤهم بإنشاء مادة لم يُر مثيلاً لها من قبل، وهي مادة ذات معامل انكسار سالب! لكن ماذا نقصد بمادة ذات معامل انكسار سالب؟

عندما يمر شعاع الضوء من وسط إلى آخر -من الهواء إلى الزجاج على سبيل المثال- تتغير سرعته، مما يتسبب في انحناء الشعاع، أو “انكساره”. والفرق في معامل الانكسار بين المادتين هو الذي يحدد زاوية هذا الانحناء. وتعتبر ظاهرة الانكسار هي أساس معظم الأجهزة البصرية الحديثة، بما في ذلك العدسات والشاشات، وتفسر لماذا يبدو القلم في كوب الماء مكسورًا.


بالنسبة لجميع المواد الطبيعية المعروفة، فإن معامل الانكسار إيجابي. وهذا يعني أن الضوء ينحني دائمًا على نفس جانب الحدود، بزاوية أكبر أو أصغر من الحدود وفقًا لتغير المٌعَامِل. على العكس من ذلك، فإن الضوء الداخل إلى وسط ذو معامل انكسار سالب سينحني للوراء، مما يخلق تأثيرات بصرية غير متوقعة، مثل ظهور القلم  يميل في الاتجاه الخطأ.

افترض العلماء لزمن طويل أنه من المستحيل العثور على مادة تدعم الانكسار السالب، واعتبر البعض أن ذلك سينتهك المبادئ الفيزيائية الأساسية. ومع ذلك، عندما قام شولتز وسميث وزملاؤه بتجميع حلقات وأسلاك نحاسية صغيرة على قواعد دوائر مكدسة (مكونة من طبقات فوق بعضها البعض)، أظهروا أن شعاع الميكروويف الذي يمر عبر هذه المادة يخضع للانكسار السالب. هذه الخطوة المبتكرة أتاحت للمواد الخارقة إمكانية توفير مجموعة أوسع من معاملات الانكسار من تلك التي توفرها الطبيعة.

ثورة في علم التمويه

بعد هذا الانجاز العلمي الأولي، أصبح هناك قدر كبير من الأبحاث العلمية التي تهدف إلي إنشاء مواد خارقة تعمل على إخفاء الأشياء. حيث قام كلا من «نادر إنجيتا» و«أندريه أولو» من جامعة بنسلفانيا، بتصميم غطاء أو عباءة من المواد الخارقة تتسبب في إلغاء موجات الضوء المرتدة عن الغطاء. وبغض النظر عن الاتجاه الذي أتت منه، فعندما تضرب الموجة الغطاء سيتم إعادة توجيهها بطريقة تلغي الموجة المتناثرة بواسطة الجسم داخل الغطاء. نتيجة لذلك، سيكون الجسم المغطى مستحيل الكشف عنه عن طريق الإضاءة الخارجية.

تم إنتاج عباءات ثلاثية الأبعاد يمكنها تقليل موجات الراديو المنتشرة بشكل كبير، مما يجعل الجسم صعب الكشف على الرادار. ولذلك استخداماته العسكرية. ويمكن لتقنيات التخفي الموجودة إخفاء الأشياء عن الرادار عن طريق امتصاص اصطدام الأمواج، ولكن العباءات الخارقة أفضل بكثير. وذلك لأنها لا تقمع فقط الأمواج المنعكسة، بل تعيد توجيه الموجات الواردة للقضاء على التشتت. وامتدت تلك التطبيقات إلي إخفاء الموجات الصوتية، مما يخلق تمويه للأشياء، لا تستطيع الكشف عنها بواسطة أجهزة السونار. بالإضافة إلي صنع عباءات لكبح الموجات الحرارية والزلزالية. [3]

مقايضة بين الحجم وسرعة الضوء

لايزال هناك طريق طويل لتقطعه هذه العباءات لتصل لتلك المصورة في الأفلام. تسمح طاقية الإخفاء أو عباءة الإخفاء للخلفية متعددة الأطوال الموجية خلفها بالظهور بالكامل (أي اختفاء كامل للعباءة ورؤية كاملة لما ورائها). لكن عباءاتنا الواقعية محدودة إما بأحجام صغيرة أو بمدي ضيق للأطوال الموجية تعمل عندها. ويكمن التحدي الأساسي في المنافسة ضد مبدأ “السببية”، والذي ينص علي عدم إمكانية انتقال أي معلومات أسرع من الضوء فى الفضاء. أي أنه لو أردت تحقيق الشفافية الكاملة، فإن على الضوء الذي يمر من العباءة ألا يتفاعل معها أو يتغير. ومن ثم فمن المستحيل أن تحصل علي كل الضوء الآتى من خلف العباءة (أي تصبح شفافة كاملةً كما لو كانت تنتقل عبر الجسم دون إبطائها). وبناءً على ذلك، لا يمكننا منع التشتت بشكل تام بأكثر من طول موجي واحد (لون واحد من الضوء). بل حتى لو قمنا بتحفيز شفافية جزئية فقط (أي رؤية جزئية لما وراء العباءة أو الشيء المغطي) ، فإننا نواجه مفاضلة شديدة بين الحجم الكبير الذي يمكن أن يكون عليه الكائن المٌغَطي وعدد ألوان الضوء التي يمكننا إخفاءها من أجلها. [4]

لا يزال إخفاء جسم كبير بأطوال موجية مرئية بعيد المنال. ولكن يمكننا استخدام المواد الخارقة للأجسام الأصغر والأطوال الموجية الأطول. مما يفتح فرص مثيرة للرادار، والاتصالات اللاسلكية التي يمكن أن تستفيد من تلك التقنيات لتحسين جودة الاشارات والتقليل من التداخل. بالإضافة إلي أجهزة الاستشعار عالية الدقة التي تتطلب قياسات دقيقة دون التأثر بالاضطرابات المحيطة بها أثناء تشغيلها. وإضافة إلي فرص إخفاء أنواع أخرى من الموجات، مثل الصوت. والذي له قيود أقل نظَرًا لسرعته البطيئة مقارنة بالضوء، مما يسمح لنا بالتحكم به.

إن الرحلة إلى عالم المواد الخارقة وحجب الأشياء هي مغامرة مستمرة، مليئة بالإمكانيات المذهلة والوعد بمستقبل تصبح فيه الأمور غير العادية أمرًا شائعًا. و هي شهادة على رغبة الإنسان في دفع حدود ما هو ممكن.

المصادر:

1-3D metamaterials II Nature Reviews Physics
2-Structural Color II Bird academy
3-Heat cloaks hide objects in 3D II Physics World
4-How Far Away Are Active Invisibility Cloaks II Popular Mechanics
5-Symmetry II Wikipedia
6-Trick Light II Scientific American Magazine

ما هو تقشير البشرة؟

نظرة عامة:

تعتبر عملية “تقشير البشرة-exfoliating skin” عملية طبيعية، إذ تتجدد خلايا البشرة كل أربعة أسابيع. وتدعى عملية تجدد وتقشير البشرة الطبيعية ب “عملية التجدد الذاتي- self-renewal process”، التي يتم فيها إزالة خلايا البشرة السطحية الميتة، واستبدالها بطبقة جديدة متولدة من الطبقة القاعدية في الجلد.

ولا بد من التنويه إلى أن هذه العملية، قد تطول أو تقصر تبعا لعدة عوامل منها العمر ونوع البشرة والتغيرات الهرمونية وطبيعة الظروف المناخية المحيطة [1].

التقشير التجميلي:

يحدث في بعض الأحيان أخطاء في عملية التجدد الذاتي للبشرة، والذي يتولد عنه جفاف ومشاكل بشرة من حساسية وحب شباب وغيرها. ويمكن من خلال التقشير التجميلي إعادة التوازن لعملية التجدد الذاتي للبشرة.

إذ يزيل التقشير التجميلي خلايا الجلد الميتة، ويسهم في ضبط الإفراز الدهني في البشرة، مع توفير تنظيف عميق لخلايا البشرة من الأوساخ والجراثيم المسببة لمشاكل البشرة[1].

أنواع التقشير التجميلي:

التقشير الكيميائي:

يعتمد هذا النوع من التقشير على استخدام مواد ذات مصدر صنعي أو طبيعي. وتمتلك كل مادة من هذه المواد آلية عمل محددة وفوائد خاصة للبشرة. إذ تتباين في أهميتها من حيث نوع البشرة المطبقة عليها والنتائج المرغوبة من استخدامها[1].

المواد المستخدمة:

أحماض ألفا هيدروكسي:

تفضّل هذه المجموعة من المواد بسبب تقشيرها اللطيف وتحملها الجيد من قبل البشرة[1].

أنواعها:

حمض الجليكوليك، حمض اللاكتيك، حمض الماليك، حمض الستريك [2].

آلية عملها:

ما تزال آلية عمل “أحماض ألفا هيدروكسي- alpha-hydroxy acids”غير مفسرة بشكل كلي. إذ تشير بعض الأبحاث إلى أن فعاليتها ترجع إلى خاصية إعادة التوازن لعملية تجدد الخلايا في البشرة.

 بالمقابل، تشير أبحاث أخرى إلى أن فعاليتها ترجع لخاصية “الحموضة-pH” المنخفضة التي تمتلكها، والتي يحدث عبرها انحلال للروابط المتواجدة بين بروتينات خلايا البشرة، والذي يؤدي بدوره إلى تقشير البشرة[2].

ويجب التنويه على الرغم من وجود شك في آلية عملها، فإن التقشير التي تقدمه هو تقشير سطحي، ينتج عنه نضارة بالبشرة ونعومة بالملمس، ويعتبر نفوذها للطبقات العميقة من البشرة محدوداً للغاية نتيجة انحلاليتها المعدومة بالزيوت[1].

أحماض بيتا هيدروكسي:

تفضل هذه المجموعة في معالجة حب الشباب والمسام الواسعة وما يماثلها من المشاكل الجلدية. إذ تتميز بكونها منحلة بالزيوت، والذي يكسبها قدرة عالية على النفوذ في طبقات البشرة وتطبيق تقشير أعمق[1].

أنواعها:

حمض الساليسيليك (الأكثر استخداما في مستحضرات التجميل)، حمض بيتا هيدروكسي بوتانويك،  حمض تروبيكي، حمض تريثوكانيك [3].

آلية عملها:

يمتلك حمض الساليسيليك خصائص مضادة للالتهاب، بالإضافة إلى انحلاليته في الدسم، مما يوفر تنظيف عميق للمسام من الأوساخ والإفرازات الدهنية. وتصب هذه الخصائص في منع تشكل حب الشباب والتهاب البشرة من جديد[1].

وكخلاصة، يعد تقشير حمض الساليسيليك مناسباً لأنواع البشرة التي تعاني من مشاكل حب شباب كالبشرة الدهنية والبشرة المختلطة[2].

أنزيمات:

تفضل هذه المجموعة لأصحاب البشرة الحساسة التي لا تستطيع تحمل تقشير الأحماض السابقة. بالإضافة إلى أنه ينصح بها بشدة لأصحاب البشرة الغامقة[2].

أنواعها:

أنزيم البابائين المستخلص من نبات البابايا، أنزيم البروميلين المستخلص من الأناناس، وأنزيم بامبكين  المستخلص من اليقطين[2].

آلية عملها:

تعمل على حل الطبقة العلوية من خلايا البشرة الميتة، إذ تقوم بهضم الروابط بين خلايا البشرة في الطبقة السطحية. وذلك بعد تفعيلها بالماء الموجود على سطح البشرة، وليس تبعا لحموضة البشرة. وعلى الرغم من أنه ينتج عن استخدامها مظهراً ناعماً وحيوياً للبشرة، إلا أن تقشيرها يعتبر محدود نوعا ما[2].

فيتامين A:

تم إدراج فيتامين A بمشتقاته المختلفة ضمن المواد المقشرة في السنوات الأخيرة. إذ تقوم البشرة بتحويل مادة الريتنول إلى حمض الريتنوئيك. ويقوم هذا الحمض بدوره بتقشير البشرة وتخفيف التجاعيد والتصبغات بشكل كبير مقارنة ببقية المواد المقشرة السابقة[2].

الخلاصات النباتية:

تعتبر هذه المجموعة غنية بمضادات الأكسدة والمواد المغذية للبشرة، بالإضافة إلى امتلاكها لخاصية الأمان العالي. بالمقابل، نتائجها المقشرة تتراوح بين الملحوظ والضعيف.

أنواعها:

خلاصة التوت البري، خلاصة البابايا، خلاصة الشاي الأخضر، زيت الليمون، خلاصة الخيار[2].

التقشير الفيزيائي:

يشير هذا النمط إلى عملية التقشير اليدوي للبشرة، والتي تطبق باستخدام الأصابع أو الأجهزة. ويفضل تطبيقه للبشرة العادية[2].

الأنواع:

 تحتوي المنتجات المخصصة لهذا النمط  على جزيئات كحبيبات السكر أو الملح أو بذور القهوة أو السليلوز[2].

وتعتبر المنتجات المحتوية على جزيئات السليلوز الأكثر أمانا وتفضيلا عن بقية المنتجات الأخرى المندرجة تحت نفس النمط.. وذلك يعود لعدم إحداث تهيج و حساسية للبشرة عند تطبيقها، حتى وإن تم تطبيق قوة في التقشير. إذ تميل جزيئات السليلوز حينها إلى الذوبان بسرعة أكبر، مانعة بذلك أي أعراض غير مرغوبة للتقشير الفيزيائي[1].

 بالمقابل، تميل المنتجات الأخرى إلى إحداث ندبات دقيقة للغاية. ويؤدي وجود هذه الندبات إلى تراكم المفرزات الدهنية وتفاقم مشكلات البشرة من التهاب وحب شباب وغيرها[1].

آلية عمله:

يعتمد التقشير الفيزيائي على إزالة الطبقة السطحية من خلايا البشرة، ويمتلك درجات مختلفة في القوة.

 إذ يتم استخدام تقشير فيزيائي منخفض القوة بالمنزل. بينما يتم تطبيق الدرجات الأعلى مثل عميلة “صنفرة الجلد-dermabrasion” في عيادات الجلدية، وبإشراف الطبيب[2].

فوائد التقشير:

  • يخفف التقشير من علامات التقدم بالعمر مثل التجاعيد والجفاف وشحوب البشرة. وذلك يعود إلى تحفيزه لإنتاج الكولاجين والدورة الدموية  في البشرة.
  • يسهم في علاج حب الشباب والحد من تطوره، عن طريق تنظيفه العميق للمسام من الأوساخ وضبط الإفراز الدهني للبشرة.
  • يعالج التصبغات وتوحيد لون البشرة، وذلك بسبب تسريعه لإزالة البقع الداكنة وتوليد خلايا جديدة عوضا عنها.
  • يساعد في معالجة جفاف البشرة، حيث يؤمن نفاذية أعلى للمواد المرطبة مع الحفاظ على نضارة البشرة.
  • يحمي البشرة من آثار أشعة الشمس الضارة، إذ يسهم في إزالة خلايا البشرة المتضررة نتيجة هذه الأشعة.  وهذا يقلل بدوره فرصة الإصابة بسرطان الجلد، الذي كان من الممكن أن يتشكل عن هذه الخلايا المتضررة[2].

نصائح للتقشير:

  • اختر المنتج أو الطريقة المناسبة لطبيعة البشرة، كاستخدام الأنزيمات في حالة البشرة الحساسة واستخدام التقشير الفيزيائي في حالة البشرة العادية وهكذا.
  • انتبه إلى المنتجات المستخدمة حاليا سواء كروتين للعناية بالبشرة أو كعلاج للبشرة. إذ تزداد حساسية البشرة عند استخدام بنزويل بيروكسيد أو ريتنوئيد لعلاج حب الشباب.
  • كن لطيفا مع بشرتك، فابتعد عن التقشير العنيف سواء أكان التقشير كيميائيا أو فيزيائيا. وتجنب التقشير في حال وجود جروح أو حروق شمس.
  • طبق مرطب مناسب مباشرة بعد التقشير، لتجنب حدوث جفاف البشرة والمحافظة على بشرة صحية.
  • كرر عميلة التقشير بشكل معتدل. إذ يعتمد تكراره على طبيعة البشرة ودرجة قوة المقشر، فكلما كان المقشر أقوى كلما كانت فترات تطبيقه متباعدة.

ختاما، يعتبر التقشير خطوة جيدة لإضافتها لروتين العناية بالبشرة الأسبوعي أو الشهري، لما يحمله من فوائد عديدة للبشرة. ولضمان نجاحه لا بد من مراعاة اختيار المنتج المناسب لبشرتك، وتكراره بشكل معتدل بعيد عن الإفراط فيه.

المصادر:

  1. MECHANISMS OF EXFOLIATION
  2. Skin care with herbal exfoliation
  3. FDA
  4. American Academy of Dermatology Association
Exit mobile version