ما هو تقشير البشرة؟

نظرة عامة:

تعتبر عملية “تقشير البشرة-exfoliating skin” عملية طبيعية، إذ تتجدد خلايا البشرة كل أربعة أسابيع. وتدعى عملية تجدد وتقشير البشرة الطبيعية ب “عملية التجدد الذاتي- self-renewal process”، التي يتم فيها إزالة خلايا البشرة السطحية الميتة، واستبدالها بطبقة جديدة متولدة من الطبقة القاعدية في الجلد.

ولا بد من التنويه إلى أن هذه العملية، قد تطول أو تقصر تبعا لعدة عوامل منها العمر ونوع البشرة والتغيرات الهرمونية وطبيعة الظروف المناخية المحيطة [1].

التقشير التجميلي:

يحدث في بعض الأحيان أخطاء في عملية التجدد الذاتي للبشرة، والذي يتولد عنه جفاف ومشاكل بشرة من حساسية وحب شباب وغيرها. ويمكن من خلال التقشير التجميلي إعادة التوازن لعملية التجدد الذاتي للبشرة.

إذ يزيل التقشير التجميلي خلايا الجلد الميتة، ويسهم في ضبط الإفراز الدهني في البشرة، مع توفير تنظيف عميق لخلايا البشرة من الأوساخ والجراثيم المسببة لمشاكل البشرة[1].

أنواع التقشير التجميلي:

التقشير الكيميائي:

يعتمد هذا النوع من التقشير على استخدام مواد ذات مصدر صنعي أو طبيعي. وتمتلك كل مادة من هذه المواد آلية عمل محددة وفوائد خاصة للبشرة. إذ تتباين في أهميتها من حيث نوع البشرة المطبقة عليها والنتائج المرغوبة من استخدامها[1].

المواد المستخدمة:

أحماض ألفا هيدروكسي:

تفضّل هذه المجموعة من المواد بسبب تقشيرها اللطيف وتحملها الجيد من قبل البشرة[1].

أنواعها:

حمض الجليكوليك، حمض اللاكتيك، حمض الماليك، حمض الستريك [2].

آلية عملها:

ما تزال آلية عمل “أحماض ألفا هيدروكسي- alpha-hydroxy acids”غير مفسرة بشكل كلي. إذ تشير بعض الأبحاث إلى أن فعاليتها ترجع إلى خاصية إعادة التوازن لعملية تجدد الخلايا في البشرة.

 بالمقابل، تشير أبحاث أخرى إلى أن فعاليتها ترجع لخاصية “الحموضة-pH” المنخفضة التي تمتلكها، والتي يحدث عبرها انحلال للروابط المتواجدة بين بروتينات خلايا البشرة، والذي يؤدي بدوره إلى تقشير البشرة[2].

ويجب التنويه على الرغم من وجود شك في آلية عملها، فإن التقشير التي تقدمه هو تقشير سطحي، ينتج عنه نضارة بالبشرة ونعومة بالملمس، ويعتبر نفوذها للطبقات العميقة من البشرة محدوداً للغاية نتيجة انحلاليتها المعدومة بالزيوت[1].

أحماض بيتا هيدروكسي:

تفضل هذه المجموعة في معالجة حب الشباب والمسام الواسعة وما يماثلها من المشاكل الجلدية. إذ تتميز بكونها منحلة بالزيوت، والذي يكسبها قدرة عالية على النفوذ في طبقات البشرة وتطبيق تقشير أعمق[1].

أنواعها:

حمض الساليسيليك (الأكثر استخداما في مستحضرات التجميل)، حمض بيتا هيدروكسي بوتانويك،  حمض تروبيكي، حمض تريثوكانيك [3].

آلية عملها:

يمتلك حمض الساليسيليك خصائص مضادة للالتهاب، بالإضافة إلى انحلاليته في الدسم، مما يوفر تنظيف عميق للمسام من الأوساخ والإفرازات الدهنية. وتصب هذه الخصائص في منع تشكل حب الشباب والتهاب البشرة من جديد[1].

وكخلاصة، يعد تقشير حمض الساليسيليك مناسباً لأنواع البشرة التي تعاني من مشاكل حب شباب كالبشرة الدهنية والبشرة المختلطة[2].

أنزيمات:

تفضل هذه المجموعة لأصحاب البشرة الحساسة التي لا تستطيع تحمل تقشير الأحماض السابقة. بالإضافة إلى أنه ينصح بها بشدة لأصحاب البشرة الغامقة[2].

أنواعها:

أنزيم البابائين المستخلص من نبات البابايا، أنزيم البروميلين المستخلص من الأناناس، وأنزيم بامبكين  المستخلص من اليقطين[2].

آلية عملها:

تعمل على حل الطبقة العلوية من خلايا البشرة الميتة، إذ تقوم بهضم الروابط بين خلايا البشرة في الطبقة السطحية. وذلك بعد تفعيلها بالماء الموجود على سطح البشرة، وليس تبعا لحموضة البشرة. وعلى الرغم من أنه ينتج عن استخدامها مظهراً ناعماً وحيوياً للبشرة، إلا أن تقشيرها يعتبر محدود نوعا ما[2].

فيتامين A:

تم إدراج فيتامين A بمشتقاته المختلفة ضمن المواد المقشرة في السنوات الأخيرة. إذ تقوم البشرة بتحويل مادة الريتنول إلى حمض الريتنوئيك. ويقوم هذا الحمض بدوره بتقشير البشرة وتخفيف التجاعيد والتصبغات بشكل كبير مقارنة ببقية المواد المقشرة السابقة[2].

الخلاصات النباتية:

تعتبر هذه المجموعة غنية بمضادات الأكسدة والمواد المغذية للبشرة، بالإضافة إلى امتلاكها لخاصية الأمان العالي. بالمقابل، نتائجها المقشرة تتراوح بين الملحوظ والضعيف.

أنواعها:

خلاصة التوت البري، خلاصة البابايا، خلاصة الشاي الأخضر، زيت الليمون، خلاصة الخيار[2].

التقشير الفيزيائي:

يشير هذا النمط إلى عملية التقشير اليدوي للبشرة، والتي تطبق باستخدام الأصابع أو الأجهزة. ويفضل تطبيقه للبشرة العادية[2].

الأنواع:

 تحتوي المنتجات المخصصة لهذا النمط  على جزيئات كحبيبات السكر أو الملح أو بذور القهوة أو السليلوز[2].

وتعتبر المنتجات المحتوية على جزيئات السليلوز الأكثر أمانا وتفضيلا عن بقية المنتجات الأخرى المندرجة تحت نفس النمط.. وذلك يعود لعدم إحداث تهيج و حساسية للبشرة عند تطبيقها، حتى وإن تم تطبيق قوة في التقشير. إذ تميل جزيئات السليلوز حينها إلى الذوبان بسرعة أكبر، مانعة بذلك أي أعراض غير مرغوبة للتقشير الفيزيائي[1].

 بالمقابل، تميل المنتجات الأخرى إلى إحداث ندبات دقيقة للغاية. ويؤدي وجود هذه الندبات إلى تراكم المفرزات الدهنية وتفاقم مشكلات البشرة من التهاب وحب شباب وغيرها[1].

آلية عمله:

يعتمد التقشير الفيزيائي على إزالة الطبقة السطحية من خلايا البشرة، ويمتلك درجات مختلفة في القوة.

 إذ يتم استخدام تقشير فيزيائي منخفض القوة بالمنزل. بينما يتم تطبيق الدرجات الأعلى مثل عميلة “صنفرة الجلد-dermabrasion” في عيادات الجلدية، وبإشراف الطبيب[2].

فوائد التقشير:

  • يخفف التقشير من علامات التقدم بالعمر مثل التجاعيد والجفاف وشحوب البشرة. وذلك يعود إلى تحفيزه لإنتاج الكولاجين والدورة الدموية  في البشرة.
  • يسهم في علاج حب الشباب والحد من تطوره، عن طريق تنظيفه العميق للمسام من الأوساخ وضبط الإفراز الدهني للبشرة.
  • يعالج التصبغات وتوحيد لون البشرة، وذلك بسبب تسريعه لإزالة البقع الداكنة وتوليد خلايا جديدة عوضا عنها.
  • يساعد في معالجة جفاف البشرة، حيث يؤمن نفاذية أعلى للمواد المرطبة مع الحفاظ على نضارة البشرة.
  • يحمي البشرة من آثار أشعة الشمس الضارة، إذ يسهم في إزالة خلايا البشرة المتضررة نتيجة هذه الأشعة.  وهذا يقلل بدوره فرصة الإصابة بسرطان الجلد، الذي كان من الممكن أن يتشكل عن هذه الخلايا المتضررة[2].

نصائح للتقشير:

  • اختر المنتج أو الطريقة المناسبة لطبيعة البشرة، كاستخدام الأنزيمات في حالة البشرة الحساسة واستخدام التقشير الفيزيائي في حالة البشرة العادية وهكذا.
  • انتبه إلى المنتجات المستخدمة حاليا سواء كروتين للعناية بالبشرة أو كعلاج للبشرة. إذ تزداد حساسية البشرة عند استخدام بنزويل بيروكسيد أو ريتنوئيد لعلاج حب الشباب.
  • كن لطيفا مع بشرتك، فابتعد عن التقشير العنيف سواء أكان التقشير كيميائيا أو فيزيائيا. وتجنب التقشير في حال وجود جروح أو حروق شمس.
  • طبق مرطب مناسب مباشرة بعد التقشير، لتجنب حدوث جفاف البشرة والمحافظة على بشرة صحية.
  • كرر عميلة التقشير بشكل معتدل. إذ يعتمد تكراره على طبيعة البشرة ودرجة قوة المقشر، فكلما كان المقشر أقوى كلما كانت فترات تطبيقه متباعدة.

ختاما، يعتبر التقشير خطوة جيدة لإضافتها لروتين العناية بالبشرة الأسبوعي أو الشهري، لما يحمله من فوائد عديدة للبشرة. ولضمان نجاحه لا بد من مراعاة اختيار المنتج المناسب لبشرتك، وتكراره بشكل معتدل بعيد عن الإفراط فيه.

المصادر:

  1. MECHANISMS OF EXFOLIATION
  2. Skin care with herbal exfoliation
  3. FDA
  4. American Academy of Dermatology Association

ما هو فيتامين B3 أو النياسين؟

نظرة عامة

ينتمي فيتامين B3 لمجموعة فيتامينات B3 الذائبة في الماء، ولا يستطيع الجسم تصنيعه. ويترافق نقصه الشديد مع مجموعة من الأعراض التي تعرّف كمرض بلاجرا.

أشكال فيتامين B3:

يحصل الجسم على فيتامين B3بالشكلين الفعالين:

  1. “حمض النيكوتينيك-nicotinic acid”
  2. “النياسيناميد-niacin amide” ويعد الشكلالأكثر استخداما في منتجات العناية بالبشرة.

بالإضافة إلى هذين الشكلين، يستطيع الجسم الحصول على فيتامين B3 عبر تحويل تربتوفين-حمض أميني-إلى نيكوتينيك أميد (النياسيناميد)[1].

فوائده للجسم:

  1. يفيد في ضبط كوليسترول الجسم، إذ يرفع نسبة الكوليسترول الجيد HDL ويخفض من نسبة الكوليسترول السيء LDL.
  2. يعد مساعد أنزيم أساسي في الجسم، ويدخل في العديد من عمليات الاصطناع الحيوي.
  3. يدخل في عمليات اصطناع وإصلاح ال DNA.
  4. يدخل في عمليات اصطناع الطاقة في الجسم.
  5. يعمل كمضاد أكسدة.
  6. يمكن أن يساعد في تخفيض ضغط الدم.
  7. يسهم في تعزيز وظائف الدماغ وتنشيط الذاكرة[2].

فوائده للبشرة:

  1. يساعد في حماية البشرة من أشعة الشمس الضارة.
  2. يدخل في عملية تكوين السيراميد في البشرة، والذي يعد بمثابة حاجز يحافظ على رطوبة البشرة.
  3. يخفف الاحمرار والتهابات البشرة.
  4. يحسن مظهر مسام البشرة، إذ يقلل من حجم المسام الواسعة.
  5. ينظم إفراز الزيوت في البشرة.
  6. يعالج تصبغات البشرة، ويحفز إنتاج الكولاجين في البشرة.
  7. يخفف من التجاعيد وعلامات التقدم بالعمر.
  8. يعالج حب الشباب، ويفيد حتى في الحالات الشديدة منه.
  9. يرطب البشرة ويعالجها من الجفاف[3].

استخداماته العلاجية:

  1. يستخدم في علاج مرض بلاجرا.
  2. يستخدم كخافض لكوليسترول الدم.
  3. يمكن أن يستخدم كعلاج مساعد لخفض ضغط الدم.
  4. يمكن أن يبطئ تطور السكري من النمط الأول.
  5. يمكن أن يستخدم في علاج الشيزوفرينيا والزهايمر.
  6. يدخل في علاج العديد من المشاكل الجلدية من حب شباب وأكزيما وغيرها[2].

أين يتواجد؟

 إن نقصه عند الإنسان نادرا، ويرجع ذلك لتوافره في العديد من الأطعمة النباتية والحيوانية:

  1. البيض.
  2. الحبوب.
  3. الخضراوات الخضراء.
  4. السمك.
  5. الحليب.
  6. الفاصولياء.
  7. الموز.
  8. اللحم الأحمر.
  9. المكسرات.

نلاحظ تواجد النياسين بشكل نياسيناميد في الأطعمة الحيوانية، ونيكتونيك أسيد في الأطعمة النباتية[4].

المقدار اليومي الموصى به:

  • الأطفال: 2-16 ملغ تبعا للعمر.
  • البالغين (+19): 16ملغ للذكور، 14ملغ للإناث.
  • النساء الحوامل: 18ملغ.
  • المرضعات:17ملغ.

الجرعة القصوى منه:

يتحمل الجسم مقدار 35ملغ من فيتامين B3يوميا دون ظهور أعراض جانبية مؤذية[5]. ويتم زيادة المقدار المتناول منه عن هذا المقدار لأسباب علاجية فقط وتحت مراقبة طبية.

أسباب نقصه:

  1. الحمية القاسية التي تتضمن عدم تناول العديد من الأطعمة الضروري لصحة الجسم.
  2. إدمان الكحول: حيث يؤثر شرب الكحول على امتصاص العديد من العناصر الغذائية.
  3. اضطرابات التغذية وعسر الهضم المزمن[4].

أعراض نقصه:

  1. اكتئاب.
  2. صداع.
  3. تعب.
  4. مشاكل في الذاكرة.
  5. هلوسات[4].

أسباب زيادته:

تعد زيادة فيتامين B3 عن المستويات الطبيعية عبر الطعام نادرة للغاية. إذ ترتفع تراكيزه وتصل لحدود السمية من خلال التناول المستمر وغير المراقب لجرعات عالية منه عبر المتممات الغذائية[4].

أعراض زيادته:

  1. التوهج.
  2. ارتفاع حمض البول.
  3. انخفاض ضغط الدم.
  4. دوار.
  5. تعب.
  6. غثيان.
  7. صداع.
  8. تشوش الرؤية[4].

أيهما أفضل الموضعي أو الفموي؟

يتم الحصول على فيتامين B3 بكميات كافية للجسم من الطعام، ومن النادر حدوث نقص فيه. بالمقابل، هذه الكميات التي يتم الحصول عليها من الطعام، لا تخفف بشكل ملحوظ مشاكل البشرة.

لذلك، يفضل استخدامه بشكله الموضعي في معالجة البشرة من كريمات وسيرومات وغيرها. إذ يضمن استخدامه الموضعي توجيها أعلى لمعالجة مشاكل البشرة من حب شباب ومسام واسعة وجفاف[3].

كيفية تطبيقه:

1.الفموي

يمكن أن يؤخذ على شكل مكمل غذائي يحتوي بالإضافة إليه، على مجموعة من الفيتامينات والمعادن كالزنك والنحاس وفوليك اسيد لمعالجة حب الشباب. أما أخذه لوحده، يتم في حالات نقصه الشديد ولغايات علاجية محددة بعد استشارة الطبيب وتحت مراقبته[3].

2.الموضعي:

     يتواجد النياسين على شكل النياسيناميد في المستحضرات الجلدية. ويفضل تطبيقه بتركيز 5% أو أقل، إذ تظهر الأبحاث أن استخدامه بتركيز5%، يعالج حب الشباب ويحسن مظهر البشرة بشكل واضح. ويجب التنويه إلى استخدام تركيز 2% أو أقل في حال امتلاك بشرة حساسة.

وتضمن مشاركة هيالورنيك أسيد مع نياسيناميد امتصاص أعلى من البشرة، وبالتالي نتائج أفضل[3].

فترة العلاج

في الواقع، ليس هناك فترة محددة بالضبط، إذ تختلف فترة العلاج من بشرة لأخرى. ولكن، هناك بعض الأبحاث التي حددت فترة لظهور النتائج، وهي 4 أسابيع على أقل تقدير.

بينما في حالة زيادة فترة العلاج عن بضعة شهور، ولم يتم الحصول على أي تحسن، لا بد من مراجعة الطبيب لتغيير العلاج[3].

للمزيد حول أنواع البشرة وما هو المناسب لكل بشرة، إليك المقال التالي: ماهي أنواع البشرة؟

كخلاصة، يعد فيتامين B3 من الفيتامينات الضرورية للجسم، ويدخل في معالجة العديد من الحالات المرضية وخاصة على مستوى البشرة. لذلك من الضروري مراجعة الطبيب قبل أخذ أي منتج قد لا يتناسب مع الحالة الصحية سواء على المستوى الفموي أو الموضعي.

المصادر:

  1. Niacinamide: Benefits, Uses and Side Effects
  2. 5 health benefits of niacin
  3. Everything You Should Know About Niacinamide
  4. Niacin – Vitamin B3
  5. WebMD
Exit mobile version