علميًا، هل عملية الليزك آمنة ؟

علميًا، هل عملية الليزك آمنة ؟

تعتبر عملية الليزك من أشهر العمليات الجراحية الخاصة بالعيون لعلاج ضعف النظر. يلجأ العديد من الأشخاص لهذه العملية بدلاً من ارتداء النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة لتصحيح بعض مشاكل الرؤية الشائعة. ولكن هل يمكن لأي شخص إجراء الليزك؟ أم أن هناك شروط معينة لها؟ علميًا، هل عملية الليزك آمنة ؟ وما رأي العلماء في هذه العملية؟ وماذا عن الآثار الجانبية؟ هل حقًا تسبب العمى؟ الكثير من الأسئلة التي تراودك حول هذا الإجراء، نأمل أن تجد الإجابة الوافية في هذا المقال.

مشاكل العيون والحاجة لعمل جراحي:

عندما تعاني العيون من مشاكل مختلفة تصبح الرؤية ضبابية، وذلك بسبب انكسار الضوء بشكل خاطئ مما يعيق الشبكية عن الرؤية الواضحة. ويحدث هذا التشويش بسبب الفرق بين شكل القرنية وطول العين. مثل حدوث قصر النظر بسبب زيادة تحدب القرنية وطول المسافة بين عدسة العين والشبكية أكثر من الطبيعي، لذلك يتجمع الضوء قبل الشبكية بدلاً من أن يتجمع عليها. أما في حالة طول النظر، فإن القرنية تكون مسطحة للغاية أو العين ضيقة بحيث تمنع وصول أشعة الضوء إلى العين. وبذلك يتجمع الضوء وراء الشبكية بدلاً من أن يتجمع عليها. لذلك يلجأ المرضى إلي عمليات تصحيح النظر بالليزر والمعروفة بـ « الليزك -lasik ».

ما هي عملية الليزك ؟

تستغرق هذه العملية حوالي 10–15 دقيقة لكل عين ويتم استخدام مخدر موضعي على شكل قطرات للعين فقط دون الحاجة لتخدير نصفي أو كلي للمريض. ويبقى المريض مستيقظاً بالكامل أثناء العملية. يتم تغيير شكل القرنية من خلال إزاحة السطح الخارجي للقرنية إلى الخلف قليلاً. ثم باستخدام ما يسمى بـ« ليزر الإكزايمر – Excimer laser » يُزال جزء من النسيج الداخلي للقرنية. يتم تحديد كمية الأنسجة المزالة بناءًا على عيوب الإبصار التي يعاني منها المريض. ثم تأتي الخطوة الأخيرة في إعادة الطبقة السطحية للقرنية إلى وضعها الطبيعي، لتلتحم بالقرنية دون الحاجة لأي غرز جراحية.

إحصاءات توضح مدى تقبل المرضى لهذه العملية

وفقًا لـ «Market Scope»، خضع حوالي 10 ملايين أمريكي لجراحة ليزك منذ أن صُرّح بها لأول مرة من قبل الـ FDA في عام 1999. يتم إجراء حوالي 700 ألف عملية ليزك كل عام، وهي واحدة من أكثر العمليات الجراحية الاختيارية شيوعًا في البلاد. تقييمها بين المرضى الذين أجروها عاليًا بشكلٍ ملحوظ.

يقول «إريك دونينفلد» – الرئيس السابق للجمعية الأمريكية لجراحة المياة البيضاء والجراحة الانكسارية – الذي أكمل حوالي 85 ألف عملية بنجاح خلال حياته المهنية التي استمرت 28 عامًا:

“بشكل عام فإن 96 ٪ إلى 98 ٪ من مرضى الليزك ينتهي بهم المطاف إلى 20/20 للرؤية. 40٪ إلى 50٪ ينتهي بهم المطاف برؤية أفضل من 20/20”.

ما هي الآثار الجانبية لعملية الليزك ؟

للوهلة الأولى تبدو عملية الليزك مُغرية، كيف لا وهي فرصة للتخلي عن النظارات والروتين اليومي. إضافةً للوضع الاقتصادي، فالتخلص من تكلفة العدسات اللاصقة وعبوات التنظيف ومحاليل الحفظ غالية الثمن. يبدو الأمر وكأنه يستحق المجازفة، ولكن كأي عملية جراحية فإنها محفوفة بالمخاطر.

عادةً يعاني المرضى من مشاكل في العين لأول مرة بعد عملية الليزك. بما في ذلك ظهور الهالات وجفاف العيون والانفجارات الضوئية وضعف الرؤية الليلية. أيضًا يُعد الحرق والحكة وعدم الراحة من الأعراض الشائعة لبضعة أيام بعد ذلك. قد يستغرق الأمر ما يصل إلى 6 أشهر حتى تختفي بعض الآثار الجانبية، وتصل الرؤية إلى ذروتها بحيث تصبح واضحة.

في الواقع، هناك القليل من الدراسات التي تتبع مرضى ما بعد الليزك لفترة أطول من بضعة أشهر إلى سنة. ووفقًا لإدارة الأغذية والعقاقير؛ بالإضافة إلى أن الجراحة لا تزال جديدة نسبيًا، فإن نتائجها طويلة الأجل غير معروفة.

نتائج الدراسات الحديثة عن عملية الليزك

أظهرت دراسات أن بعض المرضى عانوا من تشوهات بصرية تخلق هالات حول الأجسام الساطعة وتحوّل المصابيح الأمامية للسيارات إلى انفجارات ضوئية والحساسية الشديدة للضوء والرؤية المزدوجة. يقول أحد المرضى:

” لا أرى “أ” و”ب” و”ج” على طول المخطط، إنما أرى ثلاثة “أ” وثلاثة “ب” وثلاثة “ج”.

استطلع المركز القومي للبحوث تقارير ما يقرب من 800 من البالغين الذين خضعوا لجراحة تصحيح البصر بالليزر على مدى السنوات الثماني السابقة. بينما كان معظم المرضى راضين عن نتائجهم بشكل عام، قال ما يقرب من الثلثين أنه لا يزال يتعين عليهم ارتداء النظارات أو العدسات اللاصقة على الأقل في بعض الأحيان.

دراسة أخرى شملت 160 شخصًا خضعوا لعملية الليزك، كان نصفهم يرى أفضل بدون نظارات، النصف الآخر كان لديه رؤية أضعف. وواحد من كل 10 لديه رؤية أضعف بكثير. مضاعفات كثيرة اكتُشفت من خلال الدراسات، مثل إمكانية إنفصال القرنية أو تلفها بعد الجراحة، وهو أمر رغم خطورته إلا أنه يحدث تقريبًا في 2٪ فقط من الحالات. قد تصاب العين أيضًا بالعدوى أثناء الجراحة أو بعدها في 0.03 % من الحالات، لكن هذه المشكلة مشتركة مع أي عملية جراحية أخرى، فهي ترتبط بالجراحة لا بالليزك.

بعد إجراء عمليات تصحيح الإبصار بالليزك أُصيب بعض المرضى بالقرنية المخروطية. يرجع السبب في ذلك إلى قيام الطبيب بإجراء العملية دون حص دقيق لقوة سمك القرنية ودرجة تحملها للجراحة. كما أنها قد تحدث نتيجة قيام الطبيب بتقليل سمك القرنية بشدة، وهنا نرى أهمية دقة الفحص.

هل للليزك علاقة بالصحة العقلية؟

أظهرت دراسات تعود إلى التسعينيات أن بعض المرضى قد يعانون من الألم وعدم الراحة وضعف البصر لدرجة التأثير على الصحة العقلية، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى الاكتئاب وحتى الانتحار، وفي 2008 اشتكى عدد من الأميركييين الذين أجروا العملية من مضاعفات خطيرة، وقال حاضرون خلال لقاء احتضنته إدارة الغذاء والدواء، إن بعض أفراد أسرهم وأصدقائهم انتحروا بعدما عانوا من عدم الاستقرار والانعزال الاجتماعي والاكتئاب.

وهذه أخصائية الأرصاد الجوية، عملت في محطة محلية في ديترويت بولاية ميشيغان الأميركية، جيسيكا ستار، تبلغ من العمر 35 عامًا، خضعت لعملية جراحية بتقنية الليزك، وقال موقع “ميديكال إكسبريس” إن ستار، عانت من أعراض خطيرة بعد إجراء العملية، مثل جفاف العين والرؤية الضبابية، وذكرت جيسيكا في بث مباشر على فيسبوك: “لدي بعض الجفاف في عيني، لذلك علي استخدام الكثير من القطرات، التي تجعلني أرى بوضوح لمدة قصيرة فقط، وبعدها تعود الضبابية”.

وعقب هذا الفيديو بيوم واحد، انتحرت أخصائية الأرصاد الجوية لأسباب غير معروفة، وبالرغم من أنه لم تكن هناك أدلة تربط حادث الانتحار بالعملية الجراحية التي خضعت لها ستار، فإن هذه ليست المرة الأولى التي تسجل فيها حالات انتحار بعد الخضوع لعملية الليزك.

بعد إجراء الليزك، انقلبت حياتي رأسًا على عقب!

تواصلنا في الأكاديمية بوست مع مرضى خضعوا لإجراء الليزك، وسنذكر هنا تجربة أحد المرضى.

عندما زار شريف سعيد، طبيب باطنية، طبيب الرمد المختص من أجل تصحيح بصره لم يدرك أن حياته ستنقلب رأسًا على عقب بعد هذا الإجراء.
من خلال البحث الشخصي كان لشريف اطلاع على المضاعفات التي يعاني منها بعض المرضى، لكنه أراد معرفة المزيد حول هذا الإجراء وما إذا كان مرشح جيد أم لا. قام شريف بطرح العديد من الاسئلة على طبيبه؛ الذي أجابه مطمئنًا إنها عملية آمنة تمامًا، وإن المضاعفات كانت تحدث فى الجيل الأول فقط من أجهزة الليزك.

حسب ما ذكر شريف، كان اليوم الأول من إجراء هذه العملية أشبه بالكابوس، حيث عانى من ألم شديد، ولكن استخدام قطرات العيون المستمر ساعد في تخفيف حدة الألم، وبعدها بأيام أصبحت لديه رؤية غير طبيعية، يصف المريض ما حدث معه: ” أُصبت بجفاف قوى فى عيني، في الصباح أرى العالم باللون الأصفر، أما في الليل فأراه أخضر. عانيت أيضًا من الهالات حول الأضواء، بالتدريج بدأت أشعر بوجود نقاط سوداء تتحرك في كل اتجاه انظر إليه. لاحقًا اكتشفت إنها الذبابة الطائرة؛ وإنه ما من علاج لها”، يضيف شريف: “أصبحت رؤيتي 20 على 20، ولكن عيناي أصبحت مملة، لا يوجد متعة ولا جمال في أي شيء، تدريجيًا تدهور وضعي الصحي، أُصبت بحالة من الذعر، وبدأت أفكر في تأثير ذلك على مستقبلي”.

لاحقًا وبعد تجاوز حالة الذعر خضع شريف لعملية جراحية أخرى في قرنيته. ساعد الإجراء الأخير في تخفيف بعض الآثار الجانبية أما الأخرى فما زالت موجودة حتى الآن.

علميًا، هل عملية الليزك آمنة ؟

ما هو رأي العلماء بهذه العملية، وهل من توصيات لمن يفكر في الخضوع لهذا الإجراء؟!

يصف ألان كوزارسكي، طبيب عيون متخصص في القرنية والجراحة الانكسارية، عملية الليزك:

“هي ثاني أفضل معجزة طبية بعد الولادة”.

يقول دونيفليد:

“في الواقع، فإن مضاعفات جراحة العيون الليزك نادرة للغاية، كان هذا هو الحال بالنسبة إلى اليساندرا بهنسالي“.

بعد إجراء الليزك منذ حوالي 6 سنوات، ليس لدى بهنسالي، سوى الثناء على الجراحة، تقول:

“إن رؤيتي وصلت إلى قمة الوضوح خلال 3 أيام من العملية، ومن الجيد حقًا أن تكون قادرًا على الاستيقاظ ورؤية كل شيء، لقد جعلت الجراحة حياتي مريحة حقًا”.

أيضًا ذكر دونيفلد:

“على الرغم من عدم وجود متطلبات في مجال الصناعة لمعرفة مدى دقة ذكر المخاطر، يجب أن يحظى المريض بفرص كثيرة لطرح الأسئلة”

الجدير بالذكر أن نجاح العملية بشكل عام يعتمد على مهارة الجراح الذي تختاره، كوزارسكي ينصح المرضى بالبحث عن جراح ذو خبرة عالية:

“يجب عليك اختيار جراح تشعر أنه سيرفضك كمريض إذا لم تكن بحاجة لهذا الإجراء”.

كيف تختار الجراح المناسب لعملية الليزك ؟

وضعت الجمعية الأمريكية لجراحات تصحيح مشاكل النظر أربع مواصفات أساسية للجراح يجب الاهتمام بها:

  1. أن يكون الجراح خبيرًا وأنجز على الأقل 10000 جراحة ناجحة.
  2. تأكد من أنك تشعر بالراحة تجاه الجراح.
  3. يجب أن يكون الجراح حريصًا على إعطائك إجابات وافية على كل أسئلتك.
  4. ابحث عن جراح يعدك بنتائج واقعية، إذ يهدف الليزك إلى تحسين النظر لا بالضرورة إلى جعله مثاليًا.

ما الشروط الواجب توافرها في من يخضع لليزك؟

  1. يجب أن يكون عمر الشخص 18 عاما أو أكثر، وفي بعض أنواع جراحات الليزر يجب أن يكون العمر 21 عاما على الأقل.
  2. يجب ألا تكون المرأة التي تريد الخضوع لليزك حاملا أو مرضعا.
  3. من الضروري أن تكون العين بصحة جيدة وأن يكون وضع البصر مستقرا وثابتا، أي ألا يكون في تراجع أو تغير.
  4. صحة الشخص الخاضع للجراحة يجب أن تكون جيدة، والليزك قد لا يوصى بها لمرضى السكري والتهاب المفاصل الروماتويدي والمياه الزرقاء والمياه البيضاء، واضطرابات القرنية وأمراض الشبكية.
  5.  إذا كان الشخص يعاني من جفاف العين فإن هذا قد يزيد مخاطر المضاعفات بعد العملية.

أخيرًا، هل عملية الليزك آمنة حقًا؟

وفقًا لكل المعايير العلمية والسريرية، الليزك واحدة من أكثر الإجراءات الاختيارية أمانًا المتاحة اليوم، لكن هذا الكلام لا ينفي وجود مخاطر جدية،  لذلك إن أفضل طريقة لمعرفة فيما إذا كانت العملية مناسبة لك أم لا؛ هي إجراء تقييم شامل ومناقشة مدروسة مع جراح عيون تثق به. الجدير بالذكر أن تقنية الليزك تحسنت بشكل كبير على مر السنين، فالليزر الحديث أكثر دقة، وكان لتكثيف عمليات الفحص دور كبير في انخفاض عدد المرضى المرشحين للعملية، وأصبح يعاني عدد قليل من المرضى من أعراضها الجانبية.

المصدر:

dailymail
nytimes
FDA
WebMD

اقرأ أيضًا: الحمى القرمزية أسبابها وكيف تتم معالجتها؟

علميًا، هل عملية الليزك آمنة ؟

كيفية تسخير الحرارة لإمداد المستشعرات المرنة بالكهرباء

كيفية تسخير الحرارة لإمداد المستشعرات المرنة بالكهرباء

تتطلب تقنيات الرعاية الصحية الحديثة والعديد من التطبيقات المستقبلية الأخرى اتصالًا بالإنترنت لربط عدد هائل من المستشعرات ببعضها البعض. تعمل هذه المستشعرات على تحويل الإشارات الفيزيائية كالضغط والحرارة و الصوت والضوء ..إلخ، إلى إشارات كهربائية ليتسنى معالجتها حاسوبيًا واستخدامها في التطبيقات المختلفة. يجب أن تتميز هذه المستشعرات بالعديد من الخصائص كالموثوقية والمرونة إضافة قلة التكلفة الاقتصادية. تُستخدم المستشعرات المرنة والرقيقة في العديد من التطبيقات كصناعة الوشوم الالكترونية و إنتاج البشرة الاصطناعية، إضافة إلى كونها عنصر أساسي في«الروبتات الناعمة soft robotics» التي تتعامل بشكل رئيسي مع المواد الطرية اللينة كالجلد الطبيعي والأنسجة العضلية والأعضاء الداخلية الحساسة. معظم هذه المستشعرات تتطلب وجود مصدر تغذية كهربائية لإمدادها بالكهرباء حتى تعمل لذا يسعى الباحثون إلى تطوير مصادر أخرى غير البطاريات لتشغيل هذه الأجهزة وذلك لأن استبدال البطاريات باستمرار أمر مكلف وصعب.

نبذة عن المولدات الكهروحرارية

يُعرف« المولد الكهروحراري Thermoelectric power generator» أو اختصارًا «TEG» بأنه جهاز يعمل على تحويل الطاقة الحرارية إلى طاقة كهربائية عن طريق « التأثير الكهروحراري Thermoelectric Effect»حيث يتكون من مزدوج حراري شبه موصل أحدهما من النوع P  والأخر من النوع N بالإضافة إلى أقطاب معدنية وقاعدة عازلة. يوضع أحد أطراف شبه الموصل في وسط ساخن والطرف الأخر في وسط ساخن ونتيجة لفرق درجة الحرارة ينشأ جهد كهربائي يسمح بمرور حاملات الشحنة في شبه الموصل أي بمعنى أخر يسري تيار كهربائي في الدائرة. يتناسب الجهد الكهربائي المتولد طرديا مع فرق درجة الحرارة بين الطرف الساخن والطرف البارد كما هو موضح في الشكل أدناه .

شكل توضيحي لمكونات المولد الكهروحراري

استخدام التأثير الكهروحراري في تشغيل المستشعرات المرنة

في دراسة نشرت ف مجلة« Advanced Materials Technologies» كشف باحثون من« جامعة أوساكا Osaka University »عن كيفية تسخير الحرارة لإمداد المستشعرات المرنة بالكهرباء باستخدام التأثير الكهوحراري، أو تحويل اختلافات درجة الحرارة إلى كهرباء، على النحو الأمثل لتشغيل الأجهزة الصغيرة والمستشعرات المرنة . بيّنت دراستهم لماذا لم يصل أداء الجهاز الكهروحراري حتى الآن إلى كامل إمكاناته. لدى المولدات الكهروحرارية  العديد من المزايا، فعلى سبيل المثال، لا تحتاج إلى مصادر ميكانيكية لتوليد الجهد الكهربي، ولا تحتوي على أجزاء متحركة وتتميز بالاستقرار أثناء عملها  وبالموثوقية . وعلى النقيض لا تملك الطاقة الشمسية أوالطاقة الاهتزازية كل هذه المزايا. تستخدم شركات  الطيران والعديد من الصناعات الأخرى التأثير الكهروحراري. ومع ذلك، فإن التطبيقات على الأجهزة الرقيقة والمرنة لازالت في بداياتها . حسّن العديد من الباحثين أداء الأجهزة المرنة عن طريق تحسين المواد المستخدمة في المزدوج الحراري فقط. بينما في هذه الدراسة يوضح الباحث « توهرو سوغاهارا Tohru Sugahara»   “نهجنا هو دراسة « التلامسات الكهربائية Electrical contacts » ، أو المفتاح الذي يشغل الجهاز ويغلقه”.حيث تعتمد كفاءة أي جهاز بشكل حاسم على مقاومة هذه  التلامسات.”

المواد المستخدمة في البحث

استخدم الباحثون ماكينات هندسية متقدمة  لصنع شبه موصل« تيلورايد البزموث Bismuth Telluride »على غشاء بوليمر رقيق يزن  0.4 جرام، ومساحته 100 مليمتر مربع. يزن هذا الجهاز أقل من مشبك الورق، وهو أصغر حجمًا من ظفر إنسان بالغ . تمكن  الباحثون من توليد كثافة قدرة كهربائية تبلغ قيمتها القصوى  185 مللي واط لكل سنتيمتر مربع. يقول سوغاهارا: “إن القدرة المتولدة  تفي بالمواصفات القياسية لأجهزة الاستشعار المحمولة والقابلة للارتداء”. وبالرغم من ذلك، بلغت نسبة القدرة الكهربائية المفقودة حوالي 40 % ويضيف تورو سوغاهارا: “يجب على الباحثين أن يركزوا على تحسين مقاومة التلامسات الحرارية والكهربائية وذلك لتحسين كفاءة الطاقة المتولدة بشكل أكبر بشكل أكبر” .

المواد المستخدمة في التجربة وتأثير درجات الحرارة المختلفة على كمية الطاقة المتولدة

خلاصة البحث

تلعب كل من المقاومة الكهربائية والحرارية للتلامسات دورًا هامًا في تحديد كفاءة وفاعلية الأجهزة الكهروحرارية الدقيقة فعند مرور التيار في هذه الأجهزة تتولد حرارة عند مناطق الربط بين مكونات الجهاز ويحدث فقد للجهد الكهربي لذا من الضروري مراعاة تقليل كل من المقاومة الكهربائية والحرارية عند تصنيع هذه الأجهزة.

المصادر

Advanced Materials Technologies Magazine

TechEplore

Thermoelectricsolutions

Exit mobile version