Ad
هذه المقالة هي الجزء 9 من 19 في سلسلة رحلة بين أشهر الاضطرابات النفسية

اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD): هو اضطراب نفسي قد يحدث للأشخاص الذين عانوا أو شهدوا حدثًا مؤلمًا مثل كارثة طبيعية، أو حادث خطير، أو عمل إرهابي، أو حرب، أو اغتصاب. أو الذين تعرضوا للتهديد بالقتل أو العنف الجنسي أو الإصابات الخطيرة.

من الطبيعي أن تشعر بالخوف أثناء وبعد موقف صادم، ويؤدي هذا الخوف إلى العديد من التغييرات في أجزاء من الثانية في الجسم لمساعدتك على مواجهةالخطر أو تجنبه.

رد فعل “المواجهة أو الهروب” هو رد فعل نموذجي يهدف إلى حماية الشخص من الأذى. سيختبر الجميع تقريبًا مجموعة من ردود الفعل بعد الصدمة. ومع ذلك، يتعافى معظم الأشخاص من الأعراض الأولية بشكل طبيعي. أما الأشخاص الذين يعانون من هذه المشاكل لفترات طويلة قد يشخصون باضطراب ما بعد الصدمة. وغالبًا ما يشعر المصابون بالتوتر أو الخوف حتى عندما لا يكونون في خطر.

عُرف اضطراب ما بعد الصدمة بالعديد من الأسماء؛ مثل:”صدمة القذيفة” خلال الحرب العالمية الأولى. ثم لقب بـ “التعب القتالي” بعد الحرب العالمية الثانية. ولكن يمكن أن يصيب اضطراب ما بعد الصدمة جميع الناس من أي عرق، أو جنسية، أو ثقافة، وفي أي عمر.

يؤثر اضطراب ما بعد الصدمة على حوالي 3.5%من البالغين في أمريكا سنويًا. والنساء أكثر عرضة للإصابة بمقدار الضعف مقارنة بالرجال. كما تتأثر 3 مجموعات عرقية وهم اللاتينيون الأمريكيون، والأمريكيون الأفارقة، والهنود الأمريكيون باضطراب ما بعد الصدمة أعلى من البيض غير اللاتينيين.

يعاني المصابون باضطراب ما بعد الصدمة من أفكار ومشاعر مكثفة ومزعجة تتعلق بتجربتهم والتي تستمر لفترة طويلة بعد انتهاء الحدث الصادم. قد يسترجعون الحدث من خلال ذكريات الماضي أو الكوابيس، أو يشعرون بالحزن أو الخوف أو الغضب، أو يشعرون بالانفصال أو الاغتراب عن الآخرين. وممكن أن يتجنب المصابون المواقف أو الأشخاص الذين يذكرونهم بالحدث الصادم، وقد يكون لديهم ردود فعل سلبية قوية تجاه شيء عادي مثل الضوضاء العالية أو اللمسات العرضية.

يتطلب التشخيص بهذا الاضطراب التعرض لحدث مؤلم مزعج، ويمكن أن يكون هذا التعرض غير مباشر على سبيل المثال؛ يمكن أن يحدث نتيجة التعرض المتكرر لتفاصيل مروعة للصدمة مثل تعرض ضباط الشرطة لتفاصيل حالات إساءة معاملة الأطفال بشكل متكرر.

أعراض اضطراب ما بعد الصدمة

تنقسم الأعراض إلى أربع فئات يمكن أن تختلف في شدتها:

  1. الأفكار التطفلية: الأفكار الدخيلة أو التطفلية مثل الذكريات المتكررة واللاإرادية، والكوابيس، واسترجاع الأحداث الصادمة. وقد تكون ذكريات الماضي حية لدرجة أن الناس يشعرون أنهم يعيدون عيش التجربة الصادمة أو رؤيتها أمام أعينهم.
  2. التجنب: تجنب التذكير بالحدث الصادم قد يشمل تجنب الأشخاص والأماكن والأنشطة والأشياء والمواقف التي قد تثير ذكريات مؤلمة. وغالبًا ما يقاوم الشخص الحديث عما حدث أو ما يشعر به حيال ذلك.
  3. التغييرات في الإدراك والمزاج: عدم القدرة على تذكر الجوانب المهمة للحدث الصادم، والأفكار والمشاعر السلبية التي تؤدي إلى معتقدات مستمرة ومشوهة عن النفس أو الآخرين. على سبيل المثال؛ الشعور بالسوء تجاه أنفسهم أو عدم الوثوق بأحد، والأفكار المشوهة حول سبب أو عواقب الحدث الذي يؤدي إلى إلقاء اللوم على النفس أو الآخرين بشكل خاطئ، والخوف المستمر، أو الرعب، أو الغضب، أو الذنب، أو العار، وقد يشعر المصاب بالانفصال أو الاغتراب عن الآخرين، أو عدم القدرة على التعبير عن المشاعر الإيجابية.
  4. التغييرات في الاستثارة ورد الفعل: قد تشمل الأعراض اندلاع نوبات الغضب، والتصرف بتهور أو التدمير الذاتي، والإفراط في الانتباه لما يحيط به بطريقة مشبوهة.بالإضافةإلى مشاكل في التركيز أو النوم.

متى يجب أن تزور الطبيب؟

من الطبيعي أن تمر بأفكار مزعجة ومربكة بعد حدث صادم، ولكن معظم الناس يتحسنون بشكل طبيعي خلال أسابيع قليلة. يجب أن تراجع طبيبًا عامًا إذا كنت لا تزال تعاني أنت أو ذويك من المشاكل بعد حوالي 4 أسابيع من التجربة الصادمة. أو إذا كانت الأعراض مزعجة بشكل خاص بحيث تسبب ضائقة أو مشاكل كبيرة في الأداء اليومي.

تظهر الأعراض على العديد من الأفراد في غضون ثلاثة أشهر من الصدمة، ولكن قد تظهر الأعراض لاحقًا وتستمر لأشهر وأحيانًا سنوات. غالبًا ما يحدث هذا الاضطراب مع حالات أخرى ذات صلة مثل الاكتئاب، وتعاطي المخدرات، ومشاكل الذاكرة، ومشاكل الصحة الجسدية والعقلية الأخرى.

أعراض اضطراب ما بعد الصدمة لدى النساء

وفقًا لجمعية الطب النفسي الأمريكية (APA)، فإن النساء أكثر عرضة للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة بمقدار الضعف مقارنة بالرجال، وتظهر الأعراض بشكل مختلف قليلاً. قد تشعر النساء بالقلق والاكتئاب أكثر.

تستمر أعراض النساء لفترة أطول من أعراض الرجال. ووفقًا لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية، ​​تنتظر النساء في المتوسط 4 سنوات لزيارة الطبيب. بينما يطلب الرجال المساعدة في غضون عام واحد بعد ظهور الأعراض.

اضطراب ما بعد الصدمة بعد الولادة

عادة ما تكون الولادة وقتًا سعيدًا، ولكن بالنسبة لبعض الأمهات الجدد قد تكون تجربة صعبة. وفقًا لدراسة أجريت عام 2018، فإن 4% من النساء يعانين من اضطراب ما بعد الصدمة بعد ولادة أطفالهن. النساء اللواتي يعانين من مضاعفات الحمل، أو يلدن مبكرًا، أو لديهن تجربة سيئة مع حمل سابق أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب.

أعراض اضطراب ما بعد الصدمة لدى الرجال

عادة ما يعاني الرجال من الأعراض النموذجية المتمثلة في إعادة التجربة، والتجنب، والمشكلات الإدراكية والمزاجية، والتغييرات في الاستثارة وردة الفعل. غالبًا ما تبدأ هذه الأعراض في غضون الشهر الأول بعد الحدث الصادم. ولكن قد يستغرق ظهور العلامات شهورًا أو سنوات. علمًا بأن هذه الأعراض المحددة فريدة لكل رجل بناءً على بيولوجيته والصدمة التي تعرض لها.

اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال

يتعافى الأطفال من الأحداث الصادمة في معظم الأوقات لأنهم مرنون. ومع ذلك في بعض الأحيان، يستمرون في إحياء الحدث، أو تظهر أعراض اضطراب ما بعد الصدمة الأخرى بعد شهر أو أكثر.

تشمل أعراض اضطراب ما بعد الصدمة الشائعة لدى الأطفال ما يلي: الكوابيس، واضطرابات النوم، والاستمرار في الخوف والحزن، والتهيج وصعوبة التحكم في غضبهم ، وتجنب الأشخاص أو الأماكن المرتبطة بالحدث، والسلبية المستمرة.

يكون العلاج المعرفي السلوكي والدواء مفيدين للأطفال المصابين بالاضطراب تمامًا كما هو الحال بالنسبة للبالغين. ومع ذلك، يحتاج الأطفال إلى رعاية ودعم إضافيين من آبائهم ومعلميهم وأصدقائهم لمساعدتهم على الشعور بالأمان مرة أخرى.

اضطراب ما بعد الصدمة عند المراهقين

تعتبر سنوات المراهقة بالفعل وقتًا مليئًا بالتحديات العاطفية. قد تكون معالجة الصدمات صعبة بالنسبة لشخص لم يعد طفلاً، ولكنه ليس بالغًا تمامًا.

غالبًا ما يظهر اضطراب ما بعد الصدمة لدى المراهقين على أنه سلوك عدواني أو سريع الانفعال. وقد ينخرط المراهقون في أنشطة محفوفة بالمخاطر مثل تعاطي المخدرات أو الكحول للتعامل معها، ويحجمون أيضًا عن التحدث عن مشاعرهم.

أسباب اضطراب ما بعد الصدمة

أي حالة يجدها الشخص مؤلمة يمكن أن تسبب له اضطراب ما بعد الصدمة تشمل هذه الحالات: حوادث الطرق الخطيرة، أو الاعتداءات الشخصية العنيفة مثل الاعتداء الجنسي أو السرقة، أو المشاكل الصحية الخطيرة، أو تجارب الولادة.

يمكن أن يتطور اضطراب ما بعد الصدمة على الفور بعد تعرض شخص ما لحدث مزعج، أو يمكن أن يحدث بعد أسابيع أو شهور أو حتى سنوات.
يُقدر أن اضطراب ما بعد الصدمة يؤثر على حوالي 1 من كل 3 أشخاص لديهم تجربة مؤلمة، ولكن سبب إصابة بعض الأشخاص بهذه الحالة دون غيرهم لا يزال غير واضح.

العلاج

  • العلاجات الرئيسية المتاحة هي الأدوية أو العلاج النفسي_العلاج الحديث_أو كليهما.
  • يختلف كل شخص عن الآخر، ويؤثر اضطراب ما بعد الصدمة على الأشخاص بشكل مختلف، لذا فإن العلاج الذي يصلح لشخص واحد قد لا يعمل مع شخص آخر.
  • من المهم لأي شخص يعاني من هذا الاضطراب أن يتم علاجه من قبل مختص بالعلاج النفسي. قد يحتاج بعض المصابين إلى تجربة علاجات مختلفة للعثور على ما يصلح لأعراضهم. إذا كان شخص ما يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة يمر بصدمة مستمرة مثل كونه في علاقة مسيئة، فيجب معالجة كلتا المشكلتين.
  • يمكن أن تشمل المشاكل المستمرة الأخرى اضطراب الهلع، والاكتئاب، وتعاطي المخدرات والتفكير بالانتحار.
  • بالنسبة للأدوية فإن أكثر الأنواع التي تمت دراستها هي مضادات الاكتئاب، والتي قد تساعد في السيطرة على أعراض اضطراب ما بعد الصدمة مثل الحزن والقلق والغضب والشعور بالفراغ.
  • قد تكون الأدوية الأخرى مفيدة في علاج بعض الأعراض مثل؛ مشاكل النوم والكوابيس.
  • يمكن للأطباء والمرضى العمل معًا للعثور على أفضل مجموعة من الأدوية بالإضافة إلى الجرعة المناسبة.

العلاج النفسي

العلاج النفسي الذي يسمى أحيانًا «العلاج بالكلام» يتضمن التحدث مع أخصائي الصحة النفسية. عادةً ما يستمر من 6 إلى 12 أسبوعًا، ويمكن أن يستمر لفترة أطول. تُظهر الأبحاث أن الدعم من العائلة والأصدقاء يمكن أن يكون جزءًا مهمًا في عملية التعافي.

تستهدف بعض أنواع العلاج النفسي أعراض الاضطراب مباشرة، بينما تركز العلاجات الأخرى على المشكلات الاجتماعية، أو العائلية، أو المتعلقة بالوظيفة. وقد يجمع الطبيب أو المعالج علاجات مختلفة حسب احتياجات كل حالة. تميل العلاجات النفسية الفعالة إلى التأكيد على بعض المكونات الأساسية بما في ذلك التثقيف حول الأعراض وتعلم إدارتها، والمساعدة في تحديد مسببات الأعراض.

العلاج السلوكي المعرفي

أحد أشكال العلاج المفيدة يسمى العلاج السلوكي المعرفي أو CBT. يمكن أن يضم العلاج المعرفي السلوكي «علاج التعرض» الذي يساعد الناس على مواجهة خوفهم والسيطرة عليه. حيث يعرضهم تدريجياً للصدمة التي عانوا منها بطريقة آمنة. باستخدام التخيل، أو الكتابة، أو زيارة المكان الذي حدث فيه الحدث.

يستخدم المعالج هذه الأدوات لمساعدة الأشخاص المصابين باضطراب ما بعد الصدمة على التعامل مع مشاعرهم. هذا يساعد الناس على فهم الذكريات السيئة. يتذكر الناس الحدث أحيانًا بشكل مختلف عن كيفية حدوثه، وقد يشعرون بالذنب أو الخجل بشأن شيء ليس خطأهم. يساعد المعالج المصابين في النظر إلى ما حدث بطريقة واقعية.

هناك أنواع أخرى من العلاج يمكن أن تساعد أيضًا. يجب أن يتحدث المصابون عن جميع خيارات العلاج مع المعالج. يجب أن يزود العلاج الأفراد بالمهارات اللازمة لإدارة أعراضهم ومساعدتهم على المشاركة في الأنشطة التي كانوا يتمتعون بها قبل الإصابة.

العيش مع مصاب باضطراب ما بعد الصدمة

لا يقتصر تأثير اضطراب ما بعد الصدمة على الشخص المصاب به بل من المحتمل أن يؤثر على من حوله. يمكن أن يؤدي الغضب، أو الخوف، أو المشاعر الأخرى التي غالبًا ما يواجهها الأشخاص المصابون إلى توتر حتى أقوى العلاقات.

يساعدك التعلم عن هذا الاضطراب في تقديم الدعم لمن تحب، وأنه يتلقى العلاج المناسب كالعلاج بالكلام أو الأدوية أو مزيج من الاثنين. حاول أيضًا أن تدرك أن العيش مع شخص مصاب باضطراب ما بعد الصدمة يحتاج للصبر والهدوء. وتواصل مع مقدم الرعاية الصحية إذا احتجت إلى المساعدة.

مصادر:
1. psychiatry.org
2. nimh.nih.gov
3. healthline.com
4. webmd.com
5. nhs.uk

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


طب صحة سلاسل علم نفس

User Avatar

Sahar mohammed

طالبة طب بشري مهتمة بالعلوم الطبية والبحث العلمي.


عدد مقالات الكاتب : 47
الملف الشخصي للكاتب :

شارك في الإعداد :
تدقيق لغوي : Batoul sirees

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق