Ad
هذه المقالة هي الجزء 1 من 10 في سلسلة نبذة عن أقسى الجرائم البشرية، الحروب وأنواعها

الحرب كلمة ذات وقع قاس ومليء بمشاهد الدمار والحزن والعنف غير المبرر. فهي أعلى درجات النزاع بين الدول والجماعات، ووسيلة الدول لبسط هيمنتها ونفوذها. وهي حالة النزاع المسلح بين دولتين أو أكثر أو مجموعات داخل بلد ما.[2] لذا سنعرف في هذا المقال كيف بدأت الحرب ولم تحدث؟

ما هو تعريف الحرب؟

عادة ما يستخدم العسكريون هذا المصطلح للإشارة إلى الأعمال العدائية بين الجماعات المتنافسة المتساوية في درجة القوة بدرجة كافية لجعل نتيجة صراعها غير مؤكدة لبعض الوقت. [1] ويضاف إلى هذا التعريف عند دراسته من منظور العلوم الاجتماعية شروط محددة. فغالبًا ما يستخدم علماء الاجتماع هذا المصطلح للإشارة إلى النزاع الذي يبدأ وفقًا للإجراءات والصيغ المعترف بها اجتماعيًا. [1]

إلّا أنّ التعريف الأكثر انتشارًا للحروب، هي أنّها صراع طويل الأمد بين الجماعات السياسة متضمنًا أعمالًا عدائية طويلة الأمد ومهولة. [1]

لم تحدث الحروب؟

هناك العديد من الأسباب الممكنة لتفسير الحروب مثل:

  • التنافس على الأراضي والموارد.
  • المنافسات التاريخية.
  • الدفاع عن النفس ضد معتدٍ أو معتدٍ محتمل.[2]

ولا بدّ أنّ أسباب قيام الحروب في الوقت الحالي أكثر تعقيدًا مما سبق. فغالبًا ما كان الصراع يحدث للحصول على الموارد وخاصة في فترات الأوبئة والجفاف. أو للاستحواذ على الأراضي الأكثر خصوبة أو الثروات كالذهب. وصولًا إلى الحروب التي حدثت بغرض التوسع أو تحقيق الطموحات السياسية.

أمّا في الوقت الراهن قد تحدث الحروب لأسباب اقتصادية أو صراعات دينية أو بغرض تجارة السلاح. وقد يكون سبب الحرب هو ردع خصم محتمل أظهرت مؤشرات ما أنّه قد يكون معتديًا في وقت ما في المستقبل.

لا تأتي الحروب عادة من العدم، فهي غالبًا ما تكون نتيجة خلاف متصاعد يؤدي لحدوث تفاقم للنزاع ومن ثمّ الحرب. وتختلف الآليات وجملة التطورات التي قد تؤدي إلى الحروب. وغالبًا ما تكون معقدة وتستلزم دراسة متعمقة للتاريخ البشري. [2] ولكن كيف بدأت الحرب في تاريخ البشر؟

كيف بدأت الحرب؟

تشير المصادر التاريخية إلى أنّ أول حرب “مسجلة” في التاريخ، حدثت في إحدى أقدم الحضارات في العالم وهي حضارة ما بين النهرين. وهي معركة حدثت بين سومر وعيلام في عام 2700 ق.م. وسُجّل فوز السومريين في تلك المعركة. [2] وقد أكدّت التنقيبات الأثرية أنّ العنف الجماعي موغل في القدم، فقد سبق أن حدث في فترات زمنية أقدم. إذ قدّمَت رفات 61 فردًا مدفونين في مقبرة جبل الصحابة دليلًا فريدًا وجوهريًا على ظهور العنف الجماعي في وادي النيل في نهاية أواخر العصر الجليدي أي حوالي 11000 ق.م. [4] والذي سجّل كأقدم مثال على العنف الجماعي في التاريخ البشري واعتبر كأقدم حرب في مصادر أخرى.

تميزت نهاية العصر البليستوسيني المتأخر وبداية الهولوسين بتغيرات مناخية كبيرة. وكانت الظروف المناخية شديدة الجفاف في وادي النيل خلال النصف الثاني من العصر الجليدي. [4] مما يقدم سببًا للنزاع بين جماعات الصيادين المتواجدة هناك والتي على ما يبدو أنّها كانت في حالة صراع على الموارد. وقد أكدّت الدراسات والتحليلات وجود حالة من العنف المتكرر بين تلك الجماعات [4]. مما يؤكد أنّ حالة الصدام تلك لم تحدث بشكل عشوائي. وما أكدّ أنّها حالة عنف جماعية هو ظهور دلائل على رابطة قوية تجمع بين تلك الوحدات الاجتماعية. مثل وجود مجموعات حجرية يعتقد أنّها تمثل تقليدًا ثقافيًا يعكس هوية المجموعة. إضافة إلى وجود مقابر كبيرة.

منذ اكتشاف مقبرة جبل الصحابة في الستينيات من القرن الماضي، تم اعتبارها أقدم دليل على الحرب المنظمة الناجمة عن القيود البيئية. [4]

هل الحرب قاصرة على البشر؟

في الحقيقة لا، فحالة العنف الجماعي تلك موجودة أيضًا في مملكة الحيوانات الوحشية. حيث تتجمع الشمبانزي لتوسيع الأراضي، ويغزو النمل مستعمرات أخرى لأخذ العبيد. [3] كما تقوم الدبابير اليابانية العملاقة بمهاجمة خلايا النحل والتي ترد بدورها بأعمال انتقامية منها عبر حرق الدبابير بحرارة أجسادها.

بالعودة للشمبانزي، الأقرب للبشر، ينفذ الشمبانزي غارات متعمدة على المجتمعات المجاورة، لضم الأراضي. [3] وأكدّت الدراسات أنها قادرة على القتل العمد لأبناء جنسها، وساهمت تلك الدراسات في فهم تطور العنف البشري [6]. وبالتأكيد لم يتعلم الشمبانزي ذلك السلوك من البشر، حيث أكدّت الأبحاث ذلك بعد جدال طويل أُثبت من خلاله أنّ سلوكها ليس تقليدًا للبشر الذين دمروا موائلها [5]. حيث لم تظهر حالة العنف هذه لدى أنواع الأخرى من القرود كالمكاك وغيرها.

ووفقًا للدراسات، فإن القتل استراتيجية تكيفية توفّر فوائد إنجابية مهمة بالمعنى التطوري. مما يزيد من الوصول إلى الموارد مثل الأرض أو الطعام أو الزوج. وبالتالي يزيد من فرص عيش الأفراد لفترة كافية للتكاثر ونقل جيناتهم إلى أجيال المستقبل. [6]

ورغم دموية هذا الصراع إلا أنّه لا يمكننا أن ننكر دوره في نشأة الحضارات التي قامت على التوسع والسيطرة على الأراضي والثروات. بالإضافة إلى دور تلك الحضارات التوسعية في نشر الثقافات والاندماج الحضاري. وفي جميع الأحوال يدرك الإنسان المعاصر حجم الخسائر الذي قد تسببه الحروب في أيامنا هذه لذا يجب أن تصبح آخر ما قد يلجأ إليه لحل الصراعات.

المصادر

1- Britannica
2- Owlcation
3- Nationalgeographic
4- Nature
5- sciencedaily
6- sciencedaily

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


سياسة تاريخ

User Avatar

Zeinab Afifeh

مترجمة وكاتبة محتوى علمي.


عدد مقالات الكاتب : 24
الملف الشخصي للكاتب :

شارك في الإعداد :
تدقيق لغوي : abdalla taha

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق