Ad
هذه المقالة هي الجزء 5 من 19 في سلسلة رحلة بين أشهر الاضطرابات النفسية

أشهر 10 اضطرابات نفسية: اضطراب الشخصية المُرتابة

يقع اضطراب الشخصية المرتابة تحت مظلة المجموعة الأولى من اضطرابات الشخصية. ويكون الأشخاص المصابون بأحد اضطرابات هذه المجموعة غريبين أو شاذين في سلوكهم.

السمة الأساسية للأشخاص المصابون بهذا الاضطراب هي الريبة، والشك المستمر في الآخرين دون سبب كافٍ للشك. وعادة لا يستندون إلى الواقع كما لا يعترفون بأن لديهم مشاعر سلبية تجاه الآخرين. إنهم لا يثقون في الناس لدرجة أنهم لن يناقشوا ما يشعرون به. وقد يتساءل المصاب حتى عما إذا كان بإمكانه الوثوق بأخصائي الصحة العقلية والشك في دوافعه في محاولة مساعدته.

غالبًا ما يبدأ هذا الاضطراب في مرحلة الطفولة أو المراهقة المبكرة. ويبدو أنه أكثر شيوعًا عند الرجال منه لدى النساء. وتقدر الدراسات أنه يؤثر على ما بين 2.3 ٪ و 4.4 ٪ من عامة السكان.

أعراض وعلامات اضطراب الشخصية المرتابة

أعراض الاضطراب كما هي مفهرسة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5):

1. انعدام الثقة والشك بالآخرين بحيث يتم تفسير دوافعهم على أنها خبيثة يبدأ هذا الشك في بداية مرحلة البلوغ. ويكون في مجموعة متنوعة من السياقات مثل: الاشتباه دون أساس كافٍ في أن الآخرين يستغلونه، أو يؤذونه، أو يخدعونه. كما ينشغل المصاب بشكوك غير مبررة حول ولاء أو مصداقية الأصدقاء أو الشركاء. ويحجم عن الوثوق بالآخرين بسبب الخوف غير المبرر من استخدام معلوماته الشخصية. يقرأ ملاحظات أو أحداث حميدة على أنها مهينة أو مهددة، ويحمل باستمرار ضغينة (مثل عدم التسامح مع الإصابات أو الإهانات). سريع الرد بغضب أو للهجوم المضاد، ولديه شكوك متكررة دون مبرر فيما يتعلق بإخلاص الزوج أو الشريك الجنسي.

2. قد لا تحدث هذه الأعراض كنتيجة للإصابة بالاضطراب ثنائي القطب أو الاضطراب الاكتئابي المصحوب بسمات ذهانية أو اضطراب ذهاني آخر. وقد لا يرجع إلى التأثيرات الفسيولوجية لحالة طبية أخرى. وهناك كذلك أعراض أخرى من الممكن تواجدها وتختلف شدتها حسب الحالة مثل:
تداخل معتقدات المصابون بالإضافة لعادات اللوم مع قدرتهم على تكوين علاقات وثيقة. وكذلك غالبًا ما يتقبلون النقد بشكل سيئ، ويعانون من هجمات عاطفية على شخصياتهم لا تظهر للآخرين. ويتفاعلون بشكل عام مع الغضب ويسارعون إلى الانتقام. وقد يصبحون مسيطرين وغيورين، ولا يستطيعون رؤية دورهم في المشاكل أو النزاعات، ويعتقدون أنهم دائمًا على حق.

ما هي المضاعفات المرتبطة باضطراب الشخصية المُرتابة؟

يمكن أن يتداخل التفكير والسلوكيات المرتبطة بالاضطراب مع قدرة الشخص على الحفاظ على علاقاته، فضلاً عن قدرته على العمل مع فريق.
في كثير من الحالات يتورط الأشخاص المصابون في معارك قانونية يقاضون فيها أشخاصًا أو شركات يعتقدون أنها تسعى للحصول عليهم.

ما هي أسباب اضطراب الشخصية المُرتابة؟

السبب الدقيق لهذا الاضطراب غير معروف، ولكن من المحتمل أنه ينطوي على مجموعة من العوامل البيولوجية والنفسية. وقد يظهر هذا الاضطراب لأول مرة في مرحلة الطفولة أو المراهقة. قد يبدو الأشخاص الذين يعانون من العزلة، ولديهم علاقات سيئة مع أقرانهم وقلق اجتماعي، وقلة التحصيل الأكاديمي، وفرط الحساسية، والأفكار الغريبة، والتخيلات الخاصة على أنهم “شاذون” أو “غريبو الأطوار” وهم أهداف جيدة لإثارة المرض.

يعتقد أيضًا أن تجارب الطفولة المبكرة، بما في ذلك الصدمات الجسدية أو العاطفية تلعب دورًا في تطوير هذا الاضطراب. من جانب آخر، هناك بعض الأدلة على زيادة انتشار هذا المرض بين أولئك الذين يعاني أقاربهم من الفصام، وقد يشير هذا إلى وجود صلة جينية بين الاضطرابين.

كيف يتم تشخيص اضطراب الشخصية المرتابة؟

إذا ظهرت على الشخص أعراض سيبدأ الطبيب في التقييم عن طريق إجراء فحص طبي شامل. على الرغم من عدم وجود اختبارات معملية لتشخيص اضطرابات الشخصية على وجه التحديد إلّا أن الطبيب يستخدم العديد من الاختبارات التشخيصية لاستبعاد المرض الجسدي كسبب للأعراض.

على سبيل المثال قد يتم الخلط بين تعاطي المخدرات طويل الأمد وبين هذا الاضطراب، وبالتالي يجب التأكد من أن هذه الأعراض حدثت بسبب تعاطي المخدرات.

إذا لم يجد الطبيب سببًا جسديًا للأعراض فقد يحيل الشخص إلى طبيب نفسي أو أخصائي نفسي مدرب خصيصًا لتشخيص الأمراض العقلية وعلاجها. يختلف اضطراب الشخصية المرتابة عن الاضطرابات الذهانية مثل الفصام أو الاضطراب الوهمي، وعلى عكس هذه الاضطرابات يفتقر المصاب باضطراب الشخصية المرتابة إلى التشوهات الإدراكية على سبيل المثال سماع الأصوات، أو التفكير الوهمي الغريب.

يستخدم الأطباء النفسيون وعلماء النفس أدوات مقابلة وتقييم مصممة خصيصًا لتقييم اضطراب الشخصية، وسيقوم أخصائي الصحة العقلية بإجراء تقييم شامل قد يسأل فيه عن طفولة الشخص ومدرسته وحياته العملية وعلاقاته.

ليس كل شك وريبة دليلًا على وجود الاضطراب

يجب دائمًا اعتبار الاستجابة الطبيعية للظروف غير العادية كجزء من التشخيص التفريقي للمريض ذي السمات التي توحي باضطراب الشخصية المرتابة. يمكن اعتبار سمات اضطرابات الشخصية بشكل عام على أنها متغيرات شديدة وغير قادرة على التكيف للسمات الطبيعية.

من جهة أخرى يجب الأخذ في الاعتبار بأن الشك قد يكون قابلاً للتكيف في بيئات معينة، وقد يظهر أعضاء مجموعات الأقليات على وجه الخصوص تفكيرًا دفاعيًا يمكن فهمه في السياق الاجتماعي الأوسع بدلاً من أن يكون مؤشرًا على الاضطراب العقلي.

كما يُظهر العديد من الناس عدم الثقة والشك من وقت لآخر ، ولكن نظرًا لأنها عابرة وقابلة للتعديل وليست مدمرة بشكل كبير فإن هذه الظواهر ليست مرضية. لذلك من الأفضل تصور أن اضطراب الشخصية المرتابة سريريًا على أنه شكل مفرط التعميم من عملية نفسية مشتركة وقابلة للتكيف والتي في شكلها الطبيعي لها بعض القيمة التطورية من خلال تسهيل اكتشاف التهديدات التي يتعرض لها الشخص من قبل الآخرين، ولكن المصابون بهذا الاضطراب يظهرون هذه السمة بشكل مفرط للدرجة اللتي تجعلها عائق في حياة الشخص، وتسبب له القلق والعجز.

المراضة المشتركة لاضطراب الشخصية المرتابة

تعد الإصابة المرضية المشتركة لهذا الاضطراب مع اضطرابات الشخصية الأخرى أمر شائع وتحدث في أكثر من نصف الحالات، خاصة مع اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، وقد يأتي هذا الاضطراب مشتركًا كذلك مع الاضطرابات النفسية الأخرى.

المراضة المشتركة مع القلق الاجتماعي

قد يظهر اضطراب الشخصية المرتابة في البداية مع شكاوى من القلق لكن الفحص الدقيق للحالة العقلية سيكشف عن السمات الأساسية الكامنة وراء هذه الشكاوى.

وهناك بعض التداخل لهذا الاضطراب مع اضطرابات القلق مثل الرهاب الاجتماعي والقلق الاجتماعي؛ كلاهما قد ينطوي على انسحاب اجتماعي ومخاوف بشأن تقييم الآخرين، ولكن الفارق الجوهري هو أنه في اضطراب الشخصية المُرتابة هناك تصور لضرر مخطط من قبل الآخرين الحاقدين، وليس مجرد الانشغال بالأحداث السلبية في المستقبل أو التعرض للتدقيق العام، كما تشير إحدى الدراسات إلى أن أكثر من نصف المصابين باضطراب الشخصية المُرتابة يعانون أيضًا من اضطراب الهلع.

المراضة المشتركة مع الاكتئاب

هناك علاقة معقدة بين المزاج والتفكير بارتياب. قد تظهر الاضطرابات الاكتئابية مصحوبة بأعراض الريبة والشك، إلا السيرة المرضية الدقيقة للمريض سوف تميز اضطراب الشخصية المرتابة في حالة وجوده، وفي حالة وجود أعراض وعلامات واضحة لمرض اكتئابي يجب معالجة هذه الأعراض قبل أن يتم تشخيص اضطراب الشخصية المُرتابة بأي ثقة؛ لأنه ربما يكون الشك والارتياب سببه الاكتئاب وليس اضطراب الشخصية المرتابة.

علاج اضطراب الشخصية المرتابة

غالبًا لا يسعى الأشخاص المصابون إلى العلاج بمفردهم لأنهم لا يرون أنفسهم على أنهم يعانون من مشكلة، أمّا عندما يُطلب العلاج فإن العلاج النفسي اللذي يمثل شكل من أشكال الاستشارة هو العلاج المفضل.
من المحتمل أن يركز العلاج على زيادة مهارات التأقلم العامة، وكذلك على تحسين التفاعل الاجتماعي والتواصل واحترام الذات.

نظرًا لأن الثقة عامل مهم في علاج هذا الاضطراب تحديدًا فإن العلاج يمثل تحديًا نظرًا لأن الأشخاص المصابون لا يثقون بالآخرين. نتيجة لذلك لا يتبع العديد من الأشخاص خطة العلاج الخاصة بهم.

لا يعتبر الدواء عمومًا محورًا رئيسيًا لعلاج هذا الاضطراب، ومع ذلك يمكن وصف الأدوية مثل مضادات القلق أو مضادات الاكتئاب أو الأدوية المضادة للذهان إذا كانت أعراض الشخص شديدة أو إذا كان يعاني أيضًا من مشكلة نفسية مرتبطة بها مثل القلق أو الاكتئاب.

على الرغم من أنه لا يمكن الشفاء من هذا الاضطراب؛ إلا أن العلاج قد يسمح للشخص المعرض لهذا الاضطراب بتعلم طرق أكثر إنتاجية للتعامل مع المواقف، ويكون قادر على الزواج وشغل وظيفة.

مصادر
1. webmd.com
2. clevelandclinic.org
3. healthline.com
4 .mayoclinic.org
5. psychologytoday.com
6. cambridge.org

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


صحة سلاسل علم نفس طب

User Avatar

Sahar mohammed

طالبة طب بشري مهتمة بالعلوم الطبية والبحث العلمي.


عدد مقالات الكاتب : 47
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق