Ad

سجل العديد مشاهداتهم لوجه على المريخ أو البتول مريم على قطعة خبز، نحن نميل لرؤية الوجوه في كل مكان، فنحن بارعون بتجميع الأنماط بل نحن بشكل جاد آلات تمييز للأنماط وبالأخص الوجوه فهل نرى جميعنا الكون بالطريقة ذاتها و هل ترى ما أرى؟

أنماط في كل مكان

يمتلك الانسان قدرات ذات جودة عالية في تحديد الأنماط، هناك العديد من الأمثلة كهذه الصورة والتي تظهر لك كبقع
سوداء على خلفية بيضاء.

لنسميها الكلب المنقط، والآن عاود النظر إليها من جديد.

العديد من المرات قدراتنا على تمييز الأنماط تتشكل بتوقعات محددة، فمعرفتك المسبقة لصورة الكلب المنقط تجعلك تراه كلبا منقطا، فعندما تنظر إلى صورة الكلب المنقط جميع التفاصيل التي لا تتناغم مع الكلب المنقط تختفي في الخلفية والتي تتناغم مع الكلب المنقط تبرز في الصورة، إنه الفرق بين تقوية وإبراز التفاصيل المتناغمة وتسوية غير المتناغمة مع الرسالة، حيث أن التفاصيل التي تتناغم مع توقعك ستقفز للأمام والأخرى التي لا تتناغم ستندمج مع الخلفية، هذا النوع تأثير التوقع شائع جدا في مجالات الإدراك وعلم النفس.

فبالإضافة لكون التفاصيل متشكلة مع آرائنا الخاصة المتوقعة لكنها أيضا متشكلة مع توقعاتنا العامة، لذلك عمليات كاللغة ، نحن حتى غير واعين باي نوع من التدخل. عندما تقرأ جملة، لا يقتصر إدراكنا فقط على معنى هذه الجملة لكن أيضا هناك العديد من التفاصيل الإضافية كالنحو والصرف، النطق وتركيب الجملة وهيئة الكلمة. كل هذه العمليات تتم وتُطبَق وتجري هذه التدخلات بدون أدنى إدراك لكونك تقوم بها.

مثال آخر، ستيف بينكر Steve Pinker الخبير الكبير باللغة سمح لنا بالتعامل مع هذه الظروف المزعجة وفهم هذا النص المشوش .

الأمر ذاته يعود كذلك لقدرتنا على تمييز الكتابة اليدوية وهو ما يجده البشر سهل، لكن علماء الحاسوب والباحثين في تعلم الآلة يستطيعون إخبارك عن كم المعلومات المخزنة والمعالجة التي يحتاجها الحاسوب لفهم وترجمة كتابة يدوية بسيطة على مغلف رسالة.

بشكل موضوعي، نحن نفتح أعيينا ونفهم ما كُتب لأننا كبشر نملك خبرة عظيمة مع هذا النوع من الكتابة والتي نتعامل معها بشكل يومي. نحن غير واعين بقدرتنا هذه، الجميل بهذه الأشياء أنه عندما تنظر لصورة الكلب المنقط لن تستطيع إلا أن ترى الكلب.

خطأ الإدراك؟

أنت تفشل في تمييز شيئين الأول أنك بالأساس تقوم بأي نوع من التفسير أياً كان، والثاني أن هناك العديد من الطرق الأخرى التي تستطيع بها رؤية أو سماع ما تراه وتسمعه الآن. ونطلق على هذا المفهوم خطأ الإدراك الأساسي fundamental cognitive error فكرة أنك غير قادر على تمييز أنك قمت بتفسير أو ترجمة وأن هناك مئات الطرق التي يمكن أن تفسرها.

الأمر لا يقتصر على الرؤية والسمع، ذاكرتنا أيضا من الممكن أن تتشوه، هناك العديد من المعلومات المغلوطة في كل مكان، ونحن نتلقى هذا التدفق، وسائل الإعلام تمنحك معلومة تجعلك متحيز في جهة معينة، وتختلق ذاكرة مزيفة وتعتبرها ذاكرة حقيقية تستطيع تجربتها، ما نتذكره يتشكل بمجموع خبراتنا، وبما أن الذاكرة لا تعمل ككاميرا فمن الصعب لك تحديد فيما إذا تدخلت فيها من الأساس. في هذا الرابط تحدثنا الدكتورة اليزابيث لوفتس أكثر عن الذاكرة.

هل ترى ما أرى؟

نميل للاعتقاد مع بعض الاستثناءات من الخدع التي من الممكن أن تخدعنا أننا نرى العالم كما هو بالفعل، لكن كما هو واضح، العالم لا يعمل هكذا، فكرة أن العالم هو كذلك ونحن نضيف تدخلاتنا إليه، تدعى الواقعية البريئةNaïve realism .

يقول لي روس Lee Ross بروفيسور علم النفس في جامعة ستانفورد عن مفهوم الواقعية البريئة

البشر بالضرورة يفكرون أن العالم هو على الطريقة التي نراها، يقول اينشتاين ” الحقيقة خدعة ” وما عناه بذلك أن ما نختبره في الحقيقة هو تفاعل يحصل بين غبار النجوم الذي صنعنا منه وغبار النجوم الذي حولنا. لفيزيائي العالم مصنوع من أوتار متناهية الصغر للمادة والطاقة وهو ليس الطريقة التي نرى نحن بها العالم، ما نراه كحقيقة هو طريقتنا للاستجابة للمدخلات والمعلومات، بالتأكيد سنفترص أن العالم هو كما نرى وبطرق مختلفة نحن نتلقى العالم بصور متشابهة، أنه في صالحنا أن نعتقد ذلك، لكن هذا الاعتقاد سيقودنا لمشكلة بالتحديد عندما يأتي آخرون إلى هذا العالم بتاريخ مختلف وحاجات مختلفة وتجارب مختلفة.

حقيقة أم هلاوس

يقول الباحث Jhon Vokey جون فوكي

العالم لا يبدو كما تعتقد، حتى عندما تقول أن الصخر يتكون من جزئيات، هناك مساحة كبيرة تفصل بينها، ليس هناك لون للكون اللون ناتج من عملية رؤيتنا وتلقينا للمعلومات. أنت لا ترى بالفعل ما الذي حولك. سماع أشياء لا يتفق حول حقيقة وجودها أو رؤية أشياء لا يتفق الآخرون حول صحة وجودها فهي نوع من الهلاوس، وتظهر عندما لا يكون هناك مدخلات لتؤدي إلى نتائج حول وجود شيء ما، هي إذا مشكلة في الدماغ أو بسبب خلل في كيمياء الدماغ، فعمليات الدماغ تصبح غير منظمة وتعمل أكثر من مجرد جمع بناء منطقي بل إنها تنشئه وهذا ما يجعل البعض يعانون من أمراض تجعلهم يرون أشياء غير حقيقية.

ويكمل الباحث

نحن نعطيهم معلومات كافية، هذه ليست ظاهرة العتبة لتكون أو لا تكون، إنها أنظمتك الحسية تجمع الدلائل، حيث يمكنك استخدام جميع أنواع انحيازاتك التي طورتها خلال حياتك. ليس هناك اي شيء غير اعتيادي هنا بل هو ما اعتدنا على فعله باستمرار. نحن لا نرى العالم كما هو نحن نحاول صنع شيء منطقي التنبؤ ليسمح لنا بالتصرف والتجاوب مع العالم.

للاطلاع على دراسة شيقة أجراها الباحث جون حول تأثير الرسائل المعكوسة على الوعي

مصادر

منصة edx التعليمية

Stanford.

Fatima Sulaiman
Author: Fatima Sulaiman

صيدلانية تحب الكتب والموسيقي والشاي

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


حياة صحة علم الإنسان

User Avatar

Fatima Sulaiman

صيدلانية تحب الكتب والموسيقي والشاي


عدد مقالات الكاتب : 23
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *