Ad

في لقاء مع إخصائية علم النفس الإدراكي والخبيرة في مجال ذاكرة الإنسان الدكتورة اليزابيث لوفتس Elizabeth Loftus على منصة edx التعليمية تحدثت فيه عن خصائص وميزات الذاكرة و بشيء من التفصيل قدمت لك عزيزي القاريء إجابة لسؤال كيف تعمل ذاكرة الإنسان ؟

هل يعمل دماغنا ككاميرا فيديو؟

بالطبع لا يعمل الدماغ ككاميرا او أي نوع جهاز تسجيل، نحن لا نأخذ المعلومة ونعيد تكرارها مجددا، العملية بأكملها هي أعقد بكثير، ذاكرتنا قابلة لإعادة البناء، فنحن نجمع قضمات وقطع من خبراتنا التي اكتسبناها من أحداث حدثت في اوقات وأماكن مختلفة ونبني بها ذاكرتنا، فنحن عندما نتذكر شيء نقوم بعملية تشبه الى حد كبير عملية إعادة البناء.

هل هي عملية مثالية؟ هل هي قابلة للخطأ؟ كيف تعمل ذاكرة الإنسان ؟

في غمار خوضك لتفاصيل حياتك فأنت تكسب وتمتلك خبرات وتحتفظ بقطع من المعلومات، سيتحدث اليك آخرون، ستخبر غيرهم عن تجاربك، ربما تتغذى بمعلومات خاطئة حول هذه الخبرات والنشاطات قد تغير ذاكرتك او قد تنقل وتعيد ترتيبها، ولذلك عندما تتذكر حادثة من الماضي فأنت تعيد بناءها وسيكون هناك الكثير من الأخطاء. من الممكن ان تكون ذكرياتك دقيقة بعض الشيء اذا كنت واثقا من صحتها، لكن الثقة لا تعد مؤشر جيد للذاكرة الدقيقة لأن الذكريات الخاطئة يعبرعنها بالكثير من الثقة والكثير من التفاصيل وايضا من الممكن ان يعبر عنها بالكثير من المشاعر، كما أنها تملك مواصفات مطابقة للذكريات الصحيحة، والاعتماد على هذه الصفات وحدها سيقود للإعتقاد بصدق ذكرى غير موجودة.

هل من الممكن غرس ذكرى غير صحيحة تجعل صاحبها يؤمن بأنها قد حدثت بالفعل في حين أنه لا وجود لها؟

بالطبع، لقد غيرنا ذكريات العديد حول تفاصيل احداث قد حدثت معهم، لقد جعلناهم يؤمنون ان السيارة قد تجاوزت اشارة التوقف او أن الشخص الهارب كان يملك شعر مجعد بدلا من الناعم، انه امر سهل القيام ويمكننا ايضا غرس ذكرى مزيفة لا أساس لحدوثها.

هل لأبحاثك أثر على الساحة القضائية؟

نعم، معظم الوقت الأخطاء الصغيرة في ذاكرتنا ليس له ذات الأهمية، لكن عندما يتعلق الأمر بالقضاء فالمعلومات الدقيقة لها كل الأهمية والدلائل المبنية على الذاكرة مهمة وتحتاج للحفظ والحماية لكن وللأسف في معظم الأوقات تتداخل الظروف والأشخاص وتلوث بقايا هذه الذكريات وقد تؤدي لنتائج قضائية مغلوطة.

هلا اخبرتينا عن حالات مشهورة تتعلق بالذكريات الخاطئة؟

واحدة من أشهر الحالات، حديث هيلاري كلينتون عن رحلتها الى البوسنة، حيث تحدثت عن هبوط طائرتها تحت نيران القناصة ، لكن الصور الفوتوغرافية أوضحت أن الهبوط كان مسالما للغاية، وكان هناك العديد من الأطفال حتى أن ابنة هيلاري قد تواجدت هناك. ما الذي حدث ؟ هي امتلكت ذاكرة مشوشة خاطئة، وهذه الحالة توضح أن الذكاء والتعليم ودرجة الحقوق من جامعة يال لا تحمي من الوقوع في فخ الذكريات الخاطئة.


هل بإمكاننا كتم ذكرياتنا؟ اذا حدث ما يزعجنا في طفولتنا ونرغب بنسيانه هل يمكننا كتمه ونسيانه؟

في بعض الاوقات نحن لا نفكر بأشياء لفترة طويلة ونستطيع بعد هذه الفترة تذكرها، هذا هو النسيان والتذكر الطبيعين، مفهوم الكتم انك تأخذ سنوات من الوحشية وتخفيها في اللاواعي وتفصلها بجدار عن باقي ذكرياتك، وبعد ذلك تعالجها جميعها، لا يوجد دعم علمي لهذا النوع من الإدعاءات، وحتى الان العديد يلاحقون قضائيا بسبب ادعائهم القدرة على كتم الذكريات.

هل من الممكن التمييز بين الذكريات الصحيحة والخاطئة؟

لم يحالفنا كثيرا من الحظ في الوصول لذلك، لقد تناولنا التقييم العاطفي، واظهر العديد مشاعرا كبيرة حول ذكرياتهم الحقيقية، لكن هذا لم يكن ذا فارق عندما قارننا الأمر مع الذكريات المزيفة، ربما تلاحظ صور دماغ مختلفة بين الذكريات الحقيقية والمزيفة لكن هذه الاختلافات غير واضحة، ربما تكون الذكريات الحقيقية تستمر لفترة أطول لكن لا دليل على ذلك للآن.

أخصائية علم النفس الإدراكي والخبيرة في مجال ذاكرة الإنسان الدكتورة اليزابيث لوفتس Elizabeth Loftus
أجرت أبحاث متعددة حول مطواعية الذاكرة البشرية وعُرفت بعملها حول تأثير المعلومات الخاطئة وذاكرة شهود العيان، تكوين وطبيعة الذكريات الزائفة، كما طبقت أبحاثها في ساحات القضاء. صنفت عام ٢٠٠٢ بالمرتبة ٥٨ في Review of General Psychology بين أكثر ١٠٠ باحث مؤثر في علم النفس، وحظيت بالتقييم الأعلى بين النساء.

مصدر:

منصة edx التعليمية

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


طب علم الإنسان

User Avatar

Fatima Sulaiman

صيدلانية تحب الكتب والموسيقي والشاي


عدد مقالات الكاتب : 23
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق