Ad

ملخص رواية “الحارس في حقل الشوفان” للكاتب جيروم سالنجر.

“إن الإنسان الذي يسقط لا يسمح له أن يحس أو يسمع نفسه وهو يرتطم بالقاع، إنه يواصل السقوط فحسب” جيروم سالنجر، رواية الحارس في حقل الشوفان.

أثرت رواية الحارس في حقل الشوفان في الكثير الأجيال وقد أصبح “هولدن كولفليد” بطل الرواية رمزًا للتحدي والتمرد عند المراهقين، فقدت كانت الرواية غاضبة وثائرة على كل الزيف والخداع الذي يختلقه ويعيش فيه البشر.

تبدأ أحداث الرواية بتلقي هولدن خبر طرده من مدرسته، لم تكن هذه المرة الأولى التي يطرد فيها فقد طرد من عدة مدارس قبل ذلك بسبب إهماله لدروسه لأنه لم يكن يجد نفسه فيما يدرسه، لم يهتم كثيرًا بطرده من تلك المدرسة على الرغم من أنها واحدة من أفضل المدارس في المنطقة لكنه كان يرى أن كل ما يقال حول المدرسة ما هو إلا عرض زائف ورخيص فلم تكن مثالية مثلما وصفوها ولم يكن طلابها الأفضل بل كانوا مجرد مراهقين مزعجين ومزيفين.

كان هولدن يتشارك غرفته مع فتى من أشهر فتيان المدرسة يدعى ستراد ليتر، كان من النوع الرياضي مفتول العضلات وله جسم متناسق وشعبية هائلة بين الفتيات، لم يكن هولدن يكرهه ولكنه كان يمقت تقديسه لذاته وغروره، وفي يوم نشب شجار عنيف بينهما بسبب أن ستراد ليتر كان على موعد مع فتاة كان هولدن يعرفها من قبل وكان يكن لها مشاعر جيدة ولكنه لم يحدثها منذ مدة طويلة، فاشتعل غضبًا من استراد ليتر ولكنه جمح زمام نفسه، ثم طلب منه استراد ليتر أن يكتب له موضوعًا لمادة الإنجليزية التي كان هولدن بارعًا فيها، ووافق هولدن حتى يشغل نفسه عن الضيق الذي شعر به عندما علم بأمر الفتاة.

قرر هولدن أن يكتب الموضوع عن قفاز أخيه الصغير آلي الذي مات بسرطان الدم منذ فترة، وقد أثر موته كثيرًا في هولدن فقد كان أفضل صديق له وعند موته أصيب هولدن بنوبة عصبية قام فيها بتكسير زجاج جراج منزله بالكامل وجرح يده جرحًا بليغًا مازال يؤثر على حركة يديه حتى الآن، كان هولدن دائمًا ما يتذكر آلي في أوقاته التعيسة ويحادث طيفه عله يخفف عنه قليلا ويزيل عنه ببراءته وحشة العالم.

شرع هولدن في كتابة الموضوع واصفًا قفاز أخيه وكيف كان يكتب عليه الأشعار التي يحبها حتى يتسلى بها في وقت فراغه أثناء التدريب، وعندما عاد ستراد ليتر من موعده ورأى الموضوع سخر منه وأغضب هولدن كثيرًا حتى قام الأخير بتمزيق الموضوع وإلقاءه في القمامة، فانقض عليه استراد ليتر وأوسعه ضربًا حتى نزف أنفه.

قرر هولدن بعد المشاجرة أن يترك المدرسة ويذهب إلى نيويورك حيث يقيم والداه ولكنه لن يعود إلى المنزل، فلم يشأ العودة حتى يتلقى والده خبر طرده من المدرسة لذلك قرر المكوث في فندق حتى يحين موعد رجوعه الأساسي للبيت.

كان هولدن مشتت عاطفيًا وفكريًا يقتله الصراع الداخلي مع نفسه، كان يرى دائمًا في زملائه ومدرسيه صفات النفاق والنزيف والتصنع، كان يمقت الجميع عدا أخيه آلي وأخته الصغيرة فيب، بعد وصول هولدن إلى الفندق قرر الاتصال ببعض أصدقائه القدامى وقضاء بعض الوقت معهم على الرغم من كرهه لزيفهم إلا أنه مضطر للتعامل معهم فهو لا يفضل الوحدة، وبالفعل استجاب له الكثير منهم ولكنه في كل مرة كان يفسد الأمر بسبب انزعاجه من سلوكهم.

بعد قضاء بعض الوقت الذي لم يكن جيدًا على الإطلاق قرر هولدن أنه يريد رؤية أخته الصغيرة فيب والتي كانت تفتنه بجمالها وذكائها وأناقتها بالرغم من أنها طفلة، ولكن قرر رؤيتها دون علم والديه وتم الأمر بالفعل حيث استطاع دخول البيت في أثناء غياب والديه ورآها ودار بينهما حديث طويل سألته فيه فيب عما إذا كان يعرف ما يريد أو ما يحب حقًا.

وضع هذا السؤال هولدن في حيرة وحزن وللحظات لم يكن يعرف إجابة السؤال وشعر بأنه فارغ، ثم تمالك نفسه وأخبرها أنه يحب أن يكون حارس في حقل الشوفان الذي يقع على التلة يحمي الأطفال فيه من السقوط في الهاوية أثناء لعبهم، وكأنه بذلك الخاطر يتمسك ببراءة طفولته ورفضه للوقوع في هاوية عالم البالغين الزائف.

بعد انتهاء لقاءه مع أخته وإدراكه أن نقوده كادت أن تنفد، قرر المكوث عند أحد معلميه الذي كان يكن له الكثير من الود والاحترام، وعند وصوله دارت بينه وبين معلمه مناقشة حاول المعلم فيها إقناعه بأهمية العلم والمعرفة والتمسك بالأخلاق على الأقل حتى يستطيع التعبير عن ذاته، ولكن هولدن كان مرهق إلى حد الموت فتركه المعلم لينام على الأريكة وبالفعل استغرق هولدن في النوم بعد استلقاءه على الأريكة بلحظات ليستيقظ في منتصف الليل ويجد أستاذه يجلس بجانبه ويداعب خصلات شعره!، تملك هولدن الفزع والاشمئزاز وغادر بيت مضيفه وقضى ليلته في المحطة المركزية للبلدة.

وفي صباح اليوم التالي قرر هولدن عدم الرجوع للبيت والسفر بعيدًا جدًا حيث لا يرى أحدُا من معارفه هناك ولكنه كان يريد أن يرى فيب قبل رحيله، فبعث إليها في المدرسة ليخبرها بأمر سفره وضرورة مقابلته لها قبل الرحيل، وإذا به يفاجئ بها تحمل أمتعتها وتريد السفر معه، وبخها كثيرًا حتى بكت وقطعت دموعها قلبه فأذعن لها ورجع معها إلى البيت.

وفي نهاية حكاية هولدن كولفليد بعد ذهابه إلى المصحه النفسية ليستعيد شتات روحه ويستعد للذهاب إلى مدرسة جديدة وبعد انتهاءه من سرد كل ما حدث معه وأودى به إلى هذا المصير، كتب كولفليد:

“لا تروي ما حدث لك لأي كان، لأنك إن فعلت فستكون النتيجة افتقادك لكل هؤلاء الذين تحدثت عنهم”

للمزيد من ملخصات الكتب

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


فكر ملخصات كتب

User Avatar

Aya Gamal


عدد مقالات الكاتب : 36
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق