Ad

هل سبق لك عزيزي القاريء واستمعت لأغنية بالمعكوس أي بعد تشغيلها من النهاية للبداية؟ هل سمعت بعض الكلمات والجمل المألوفة؟ لست وحدك من يتمتع بهذه الموهبة فالكثير ماهرون بتأويل ما قد تقوله هذه الرسائل سواء كانت الأغنية بشكلها الطبيعي أو بالمعكوس. هل تسألت عن أثر هذه الرسائل و ما تأثير الرسائل المخفية على الوعي؟

أغنية تتسبب بالانتحار؟

قبل يومين من عيد الميلاد كان يجلس شابان في قبو بيت أحدهما، يشربان البيرة ويدخنان الماريجوانا ويستمعان لفرقة Judas Priest جوداس بريست طوال فترة الظهيرة، بعدها تناولا مسدس ومشيا إلى حديقة الكنيسة وجلسا على أرجوحة وحاولا الانتحار، نجحت محاولة أحدهما، والآخر فجر وجهه لكنه نجى. بعد سؤاله عن سبب ما قاما به، أجاب ” الحياة سيئة ” وهي إجابة غير متوقعة بين المراهقين. بعد سنوات قررت عائلتهما مقاضاة فرقة جوداس بريست وشركة تسجيلات CBS لاعتقادهم أن أغانيهم كانت السبب في انتحارهما!


الباحث في مجال علم النفس الادراكي John Vokey جون فوكي وبمشاركة زميله دون ريد Don Read في جامعة ليثبريدج Lethbridge ، قاما ببحث بسيط للتحقق فيما إذا كان هناك ما يمكن إيجاده في علم النفس يتحدث عن الرسائل المعكوسة في موسيقى الروك ولم يحالفهما الحظ، فقررا إجراء بعض الأبحاث.

تفسير محتمل

اهتمامهما لم يكن بالرسائل المبطنة في موسيقى الروك، هناك العديد من الرسائل الواضحة في أغاني الروك والتي تدعو للمخدرات بدون الحاجة لعكسها، حيث أن المراهقين عندما يسمعون الاغنية كما هي ويفهمونها؛ يرفضونها، لكن ما أثار قلقهما عندما تكون معكوسة ومن الصعب تسجيلها بوعينا ستمضي الرسالة ومعناها أيضا سيسري وهم لن يكونوا واعين بمصدرها ولن يكونوا قادرين على نسبها للتسجيل. بالتالي ستكون هذه الفكرة فقزت للدماغ عن طريق آلية غير واعية. بعد ذلك ستظهر لديهم الرسالة بدون مصدر منسوب لها سوى أنفسهم.

آلية التجربة

أرادا معرفة ما يمكن فهمه من الرسائل المعكوسة، لذا قاما بتسجيل العديد من الأصوات لمختلف الأجناس إناث او ذكور، ولمختلف الجنسيات من مختلف البلدان بمختلف اللغات الفرنسي، الألماني، والإنجليزية، سجلوا أصوات لأناس يطرحون أسئلة، وآخرين يقولون جملا خبرية. السؤال كان ما الذي يستطيع المستمع تحديده عند سماعه للرسائل المعكوسة.

يستطيع المستمعون تحديد جنس المتكلم فيما إذا كان ذكرا أو أنثى، كما يستطيع تحديد جنسيته، ولغته، وتحديد فيما إذا كان هذا الحديث بين شخصين أو متحدثين، بالمقابل لا يستطيعون التمييز بين الأسئلة والجمل الخبربة، وفيما إذا كانت الجملة بترتيبها الصحيح أو إذا كانت مبعثرة، الشيء المهم في هذه العملية هل هناك شيء يستطيع البشر إلتقاطه بدون إدراك ووعي؟ لذلك سألوا المتطوعين فيما إذا كان بإمكانهم تصنيف الجمل إلى روحية دينية أو شيطانية أو إباحية وتبين أنهم لم يكونوا قادرين على ذلك بشكل صحيح.

ماذا نفهم من هذه النتائج؟

لا يوجد أي دليل لتأثير الرسائل المبطنة أو المعكوسة على السلوك سواء كان واعيا او غير واعيا، مباشرا او غير مباشر.

مصادر

منصة edx التعليمية

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


حياة صحة علم الإنسان

User Avatar

Fatima Sulaiman

صيدلانية تحب الكتب والموسيقي والشاي


عدد مقالات الكاتب : 23
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق